هناك وراء القضبان
ينتظر المتهم الحكم الذي سيحكم عليه
اتدرون من هو المتهم؟
المتهم قلب!!!!
يقف في محكمة غريبة من نوعها
ولكنها فعلاً محكمة
محكمة الجسم الانساني
يقف القاضي..... العقل
يبحث في القضية ليصدر حكمه النهائي فيها
وفي الجانب الآخر يقف رئيس النيابة ..... الكبد
ف ي القائمة يجلس الشهود والحضور كلٌ في مكانه المحدد
وأمامهم الحاجب
القاضي العقل يسأل المتهم القلب
ما تهمتك؟؟؟
القلب: أحببت
يصرخ رئيس النيابة ويقول:
إذن انت تعترف؟؟؟
والاعرتاف سيد الأدلة
القلب: نعم
القاضي ومنذ متى؟
القلب منذ أربع سنوات ونصف تقريباً
القاضي: أتذكر تاريخ اليوم الذي ارتكبت فيه جريمتك
القلب: نعم في الرابع عشر من شهر ايلول عام 2002
يوم السبت الساعة التاسعة والربع تقريباً
رئيس النيابة: المتهم يتجاهل القوانين الجديدة لتبرير فعلته من التهم الموجهة إليه
القاضي: ماردك على قول رئيس النيابة؟
القلب المتهم: أنا لا اعرف اي قانون يقيدني ويمنعني من الحب
القاضي الا تعلم قانون الحياة الجديد؟
القلب: وعلى مذا ينص؟
القاضي: لقد أصدرت المحكمة في الجسم قراراً بتحريم الحب تحريماً كلياً
وذلك لأن الحب لم يعد له اية ضرورة في الوجود
وأصدر هذا القرار ليصبح شعارنا الأبدي: الحقد والكراهية
رئيس النيابة: أطالب المحكمة باستدعاء الشهود
نادى الحاجب الآنسة معدة
وقفت المعدة أمام القاضي فسألها:
ماذا تتهمين القلب؟
المعدة: اني ظلمت كثيراً
القاضي وضحي لو سمحت
المعدة: لقد قل الطعام ولم يعد يفي بحاجة الجسم منذ أصبح هذا الوغد يحب
القاضي: إذن تضررت من فعلته؟
تجيب المعدة أشد ضرر واطب من المحكمة ايقاع اشد العقوبات بحقه حتى لا يعود لفعلته الشنيعة
القاضي: ماذا تقول ايها القلب في شهادة المعدة؟
وقف القلب صامتاً
وكانت الصدمات تنهال عليه شيئاً فشيئاً
ولا يستطيع الإجابة
إلا بكلمة واحدة
إني أحب إني احب
القاضي: استدعوا الشاهد الثاني
يصرخ الحاجب: الوعية الدموية
تجر الأوعية الدموية ابناءها كريات الدم الحمراء والبيضاء أمام القاضي
القاضي: تكلمي، هاتي ماعندك
الأوعية الدموية كان يا سيدي يجعلنا نجري بسرعة نبضاته مما أدى الى اجهادنا
القاضي: أتحبين أن تضيفي شيئاً آخر
لا ولكن أتمنى أن يقلع هذا القلب عن هذا الجنون الذي اسمه الحب
القاضي اين الشاهد الثالث
الحاجب: السادة مراكز الحواس في الدماغ
سألهم القاضي بماذا تضررتم؟
الحواس الخمس: بعد أن فعل جريمته شغل مراكزنا في التفكير بمن يحب ومنعنا من التفكير بأي شيء آخر
القاضي: كيف؟ لم أفهم
فرد مركز البصر:أنا لم يرني إلا صورة من يحب
وقال مركز السمع: وانا لم يسمعني الا صوت من يعشق
وقال مركز الاحلام: لم يسمح لي يا سيدي ان اعرض في احلامي سوى حبيبته
القاضي: وانت يا مركز الشم
لم يسم لي يا سيدي بشم نسيم لا يوجد فيه شذى حبيبته
القاضي: وانت يا مركز الذوق
لم اعد احس باي طعم ولا اي مذاق يا سيدي، لقد حرمت من كل شيء
القاضي: هل عندك اي دفاع ايها القلب
لا يزال القلب المتهم يتمتم وبصوت لم يسمع:
لقد أحببت لقد أحببت
رئيس النيابة: اعتقد ان الشهود كافية لاثبات جرم المتهم بالاضافة الى اعترافه بجريمته
فالنيابة تطالب المحكمة بايقاع العقوبة رقم 50 من المادة 20 من قانون الحب
القاضي: اتود ان تقول شيئاً ايها القلب؟
القلب صامت
القاضي: الحكم بعد المداولة.
وبعد دقائق خرج القاضي العقل لينطق بالحكم:
بعدما سببه القلب بضرر لسائر ارجاء الجسم لارتكاب المدعو القلب
لجريمة الحب فقد حكمت المحكمة حضوريا على المتهم القلب باعدام جميع المشاعر الجميلة
الموجودة فيه واهمها الحب وحبس جميع الاحاسيس البشرية ومعاقبتها على اي فعل حب
الى ان يتحول الى قلب حقود وقاسي وخائن
وذلك ليتماشى مع البيئة الانسانية الحديثة
حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر
وليفكر القلب ألف مرة قبل ان يرتكب مثل هذه الجرائم وهذه الحماقات
وأهمها جريمة القلب
وحكمت المحكمة غيابياً
على قلب حبيبته بالبراءة
لأنها تراجعت عن ارتكابها جريمة الحب


*******

وبصمت رهيب رفعت الجلسة
وارتفعت اصوات الجمهور:
يحيا العدي يحيا العدل
وهكذا اصبح العدل باطلاً والباطل عدلاً
فيا اسفي على من لا يعرفون معنى الحب
واحسرتاه على القلوب التي دُمرت مثل قلبي والقلوب التي سيحكم عليها بالاعدام
عاشق الغروب القلب المحكوم عليه بالاعدام


وتقبلوا مروري
واعتبروها هديا لشباب وبنات المنتدى بعد اذن الاخ alamaireh