كاتب الموضوع :
asma2
المنتدى :
الارشيف
الفصل الخامس
طلعت من
الحمام...كان عمها جالس على الصوفا ومعه الورقة...و(ريما)
ضامة نفسها على السرير..و(رياض) ما له أثر...
لما شافت ريما) وجهها الأصفر..قامت لها ركض وسندتها
وجلستها على السرير مقابل أبوها...
أبو رياض): هند يا بنتي ...
قاطعته بهدوء :..عمي...آسفة إني قاطعتك...لكن أتمنى أنك تسمعني...
اخذت لها نفس طويل : لما كنت في المستشفى سألتني...إن كنت سويت شيء
يوطي راس أبوي...ورديت عليك بأن الله يشهد على طهارتي...
وألحين ...الورقة بيدك تنفي هالشيء...وأكيد بتصدقون اللي فيها لأن رياض)
ما قصر أثبتلكم...
(وسكتت تمنع عبرتها ...الذل اللي ذوقها إياه مو هين)
ما حبوا يضغطون عليها بالكلام...تركوها تهدأ بنفسها
كملت: لكن يا عمي...والله اللي خلقني..واللي قادر يفضحني لو
كنت أكذب...إن اللي في الورقة ما صار...
(ونزلت دموعها...صعب أنك تعيش
الظلم ولا تقدر ترده...وصعب تحس أن اللي حولك متأكدين من جرمك)
وكملت: الله يشهد يا عمي إني محافظة على نفسي وصاينتها من كل
ما يخدشها..طول عمري...ولا اطلع علي إلا اللي خلقني...
ما عدا لما كنت في المستشفى...أنتو عارفين إني ما كنت في وعيي...
تنهد أبورياض): لا حول و لا قوة إلا بالله...أنتي يا بنتي...تعرضتي في
حياتك للظلم من أبوك ...وألحين منا...والله يشهد يابنتي إني أقرا الورقة...وأربطها
بتصرفاتك وحرصك على حجابك حتى في بيتك...ولا أقدر أصدقها...
هالوقاحة يابوك ما تطلع منك...وأكيد الموضوع ملفق...عشان تنظرّين...
ريما) وبدون تفكير: أو حتى يبعد عنها (رياض)
أبو رياض) :هاااااااا...،،،(سرح ثواني في كلام ريما)...ثم كمل...
: هند يابنتي أبيك تتأكدين إني مصدقك...وإني بإذن الله
راح أبعد الظلم عنك..( وأشر (لريما) تطلع معه...)
وطلع ...طلعت معه ريما)
أبورياض) بهمس: ليه قلتي الغرض من اللي حصل ان يبعد (رياض) عنها...
ريما) ما أدري يبه...أحس إن اللي كتب الورقة كان شايفها وهي غايبة عن
الوعي في المستشفى..وحاسة أن الموضوع فيه( سناء)
تنرفز (أبو رياض): ما نبي نظلم أحد... توصل للأعراض ..أعوذ بالله...
خليك معها لا تفارقينها...وإذا بغيتي تروحين وصي (غلا)..تجلس بدالك
أنا خايف عليها ترجع تنهار من جديد...
*******************
طفّا محرك السيارة ......وعيونه على بيت الشعر في مزرعتهم ...
لما تكثر همومه يجي هنا ويشب الحطب ويجلس لحاله...
مسح وجهه بيدينه...ثم أسند راسه عليهم... تنهد بصوت عالي
في داخله بركان عيا يخمد....فتح باب السيارة ونزل...سحب هواء قوي...
حس ببرودته تتلمس نيران صدره...زفر بقوة عل بعض الحمم تطلع معها...
مشى لم الخيمة... شب الحطب ...وجلس قبالها...
صورتها عيت تمحي من ذاكرته...خوفها منه يعذبه...
ليه يا (رياض)... ليه...
يارب ...أغفرلي...
دق جواله....طالع الشاشة((بندر) يتصل بك)...
تركه : ماني رايق لهواشك أنت الثاني
ليه أغالط نفسي...أنا لما وافقت عليها.كنت عارف إن فيه شيء..في حياتها
تعاقب عليه وأن أبوها ما قسى عليها إلا بسبب...ليه أجي ألحين وأكمل عقابها
كان بأمكاني أتركها ولا أفكر فيها...
لا ...لا تكذب على نفسك يا (رياض)...
أنا ما أخذتها نخوة...أنا أخذتها لأنها أعجبتني...أعجبتني بالحييييييييييل
كل شيء فيها يشدني لها...عمري ما حسيت بالإنجذاب هذا مع (سناء)
حياها...وخجلها مستحيل يكون تمثيل...وخوفها على نفسها حتى قدام خواني...
من دخلت البيت وأخلاقها وسنعها ماليه..ومدار حديث أهلي...وحتى شوفة عيني
كل شيء فيها عكس (سناء)...
لكن (سناء)... أحس إني مشتاق لها... مشتاق لدلعها...ومشتاق لجرأتها...ومشتاق
لحبها...لكن كرامتي ما نعتني حتى أكلمها...من تغلى يخلى...
كان بأمكاني ما أتسرع وأصبر ولا أسوي إللي سويت ..ولا ..قدام (ريما) وأبوي
لكن كيف تقبل نفسك تعيش مع بنت حقيرة...واطية...
يارب ساعدني ...راح أنجن...كل شيء يصدر منها يقول الورقة كذب!!!
لكن هالوحمة تقول العكس!!!..........
************************
طلع (أبورياض) من البيت وركب سيارته ...دق على بندر) ..
بندر) : حيا الله عمي...وأنا أقول ورا شاشة جوالي منورة
أبو رياض) : الله يحييك ..بندر وينك فيه؟
بندر) ما عجبه صوت عمه..: عسى ما شر ...قريب منكم ...جاي باخذ (ريما)
فيكم شيء عمي؟؟
أبو رياض) : أنا عند بيتك...تعال أبيك ..
بندر) : سم طال عمرك دقيقة وأنا عندك...
وفي بيت (بندر)...قال (أبو رياض) كل شيء له...
تضايق بندر من اللي صار...ريح ظهره على الكنبه...وأسند راسه عليها
وسكر عيونه...بعد فتره
بندر): عمي إيش رايك بالموضوع؟؟؟...
أبو رياض) : والله يابوك مدري أيش أقول...واقع البنت وتصرفاتها كل الفتره
هاذي تقول إن الورقة ملفقة...واللي كاتبها حاقد عليها ويبي مضرتها...
بندر) : ما قد حكت لكم عن أحد يحقد عليها ..أو يبي لها الشر..
هز (أبو رياض) راسه بلا...
وقال: لو كانت المريضة في المستشفى...تغيب عن الوعي ولا تقدر
تدبر أمور نفسها ...ولا معها مرافق... هل ممكن يدخل عليها أحد؟؟
بندر): إذا كان من برا المستشفى .. ممكن يدخل في وقت الزيارة بس ...وفي حالة
(هند) ما كان لها زيارة أصلا..
أما إذا كان من داخل المستشفى ...الطبيب بس يقدر يدخل والممرضات وعاملة
النظافة
تقصد يا عمي إن هالرسالة كاتبها من المستشفى؟؟
هز راسه أبو رياض بإيه
(بندر): معناها لازم يكون في الموضوع تحقيق ومن بكرة وراح أرفع الموضوع
لمدير المستشفى...
ولي كلام مع (رياض)...
أبو رياض):أجل وأنا عمك خل (ريما) عندها لين بكرة...
(بندر): أبشر يا عمي تامر أمر...
***********************
دخلت ( ريما) على (هند) لقتها تصلي...
دخلت الحمام (وانتم بكرامة) عشان تتوضأ....طلعت لقتها..تسلم مخلصة من الصلاة
جلست على السجادة تدعي ربها...
ريما) جلست على الأرض وتسندت على الخزانة مقابل (هند)
: كيفك هنودة ألحين؟؟؟
سكتت (هند) لفترة تتمالك فيها نفسها...عاهدت نفسها ما تظهر ضعفها لأحد
...ما تبكي قدام أحد...تدفن ألمها داخل صدرها وتبين للكل أنها قوية
وما تحتاج تعاطفهم ورحمتهم
ابتسمت رغم الألم اللي يحرق صدرها...ورغم نزف الجرح اللي بقلبها
: الحمد لله يكفيني وجودي بينكم...
ريما) : إيش رايك بصلي وننزل سوا...أمي تسأل عنك...
مسكت هند) يدين (ريما) : ريما) لو عندي أخت ما حبتني ولا خافت على مشاعري
كثر خوفك علي...يمكن يكون في نفسك شيء من اللي صار...لكن صدقيني...أنا
عاذرتك ...الدليل قوي...حتى أنه هزني و خوفني... لكن النزلة تحت ألحين صعبة
وقت جمعتكم ما ودي أفرقكم...وأخوانك كثر الله من أمثالهم يبون يا خذون راحتهم
أنزلي أنتي ولا تخافين علي...أنا على سجادتي ما راح أقوم عنها ...
ما حبت (ريما) تضايقها...صلت ونزلت ...
*************************
دق (بندر) على (رياض) كذا مرة ...ولا رد عليه
عرف وين بيلقاه فيه...دق على (ريما)
:هلا والله بحياتي...
ريما) : هلا عمري ...(وكملت بكل لهفة)...لقيت (رياض)؟؟
بندر) : لا تخافين ...أقول حياتي إيش رايك تصلحين لي ترمس قهوة..وتجهزين
عزبة بسيطة...يعني لوازم الجلسة مع أخوك...
ريما) براحة: أجل أهو في المزرعة...أبشر من عيوني ربع ساعة وتكون جاهزة
بعد ربع ساعة...مسك (بندر) طريق المزرعة...
ولما وصل...كانت الدنيا أظلمت...دخل بسيارته شاف سيارة (رياض)
أرتاح ...ما خاب ظنه...نزل من السيارة ودخل بيت الشعر...
بندر) : السلام عليكم
رياض): لاحووووول...يعني ما فيه مكان يقدر يجلس الواحد لحاله...
بندر) : ياأخي أحبك...وما أقدر أستغني عنك...وبعدين رد السلام أول..
رياض ) لا زال منسدح: وعليكم السلام ورحمة الله...
بندر) : صليت وإلا قم نصلي جماعه...
بعد ما صلوا جماعة...نزل العزبة...وجلس قبال (رياض)...
صب له فنجال قهوة..ومده له..
حذ رياض) الفنجال: متى بتبدا؟؟؟
بندر) يرفع التمر له: أبدا إيش؟؟
تأفف رياض) بصوت عالي: المحاضرة اللي جاي تقولها لي...
بندر يبي يجر الكلام منه: أي محاضرة؟؟
تنرفز (رياض): يعني تبي تفهمني إن محد قال لك شيء...لا أبوي ولا (ريما)!!
أجل ليه جاي؟؟
بندر) بهدوء: لا بالعكس ...كلمني عمي وقال لي كل شيء...
رياض) وأعصابه بدت تفلت: ...طيب!!!
بندر) جالس يدرس انفعالاته: ...طيب؟؟؟
ثار (رياض) ورمى الفنجال على المشب ...قام بيمشي...مسك (بندر) يده
يمنعه : تعوذ من الشيطان وأجلس...
تعوذ من الشيطان وهدا ...جلس ...مسك راسه بيديه...وأسنده على الجدار
بصوت تعبان: ليه جاي (بندر)؟؟
بندر)رفع يده على كتف ولد عمه: جاي عشان أجلس معك ...وأخفف عنك
إحساسك بالذنب...
(رياض) : ليه متأكد إني ندمان
(بندر) : مجرد جيتك هنا تثبت هالشيء
(رياض) : يعني ما راح تلومني على اللي سويته...؟؟
بندر) : أنا ما راح ألومك...أنا جاي أفتح عيونك...اللي عماها الشك
(رياض): هذا مو شك يا أخي هاذي حقيقة شفتها بعيوني...
بندر) : طيب يا(رياض)...كيف شفتها ...هي رمت نفسها عليك...كشفت لك على
طول...حاولت تتمايل وتغريك...حاولت تتعرض لخوانك...حتى الدليل اللي شفته
مو شفته بالقوة...؟
هز (رياض) راسه...وسكت
كمل (بندر): مو يا أخي يمكن غيرك شافه بالقوة بعد...
رياض) : أيش قصدك؟؟
بندر) : يعني ممكن البنت تعرضت للاعتداء...أو ممكن وصفت من داخل
المستشفى لأي أحد..
رياض) : من له المصلحه يوصفها من المستشفى؟؟
(بندر) : ممكن أحد يبي يفرق بينكم... او يضرها...
رياض) : إيش اللي تبي توصله يا(بندر)؟
بندر): اللي أبي أوصله يا ولد عمي...إنك تحكم عقلك قبل ظنك السيء...
وتذكر إن البنت أمانه عندك راح تحاسب عليها...(ودق جواله)
بندر) : هلا عمي ...وعليكم السلام...
....... : ............
بندر) : إيه تطمن أنا عند (رياض) ...لا بس.. تعرف متوتر عريس
ويفكر بالعروس والحياة الجديدة....
*********************
تحت في الصالة...في بيت (أبو رياض)
أبورياض):ليه يا (ريما) تركتيها؟
ريما) : لا تخاف يبه ...بس أكيد تبي تجلس لحالها شوي...
منيرة) : ورياض ما تدرون وينه؟
حمد) : دقيت عليه يمه بس ما يرد...
ريما) : يقول (بندر) أنه في المزرعه وبيروح له...
غلا) : ماني مصدقه اللي صار...مستحيل (هند) تكون كذا...أصلا ما تقدر
حتى ترفع عيونها وتطالع أبوي حتى...حتى تسوي اللي تقولون...
ياسر): بصراحة أنا أحس الموضوع فيه...إنسان حاقد...عليها...
حمد) : ما أدري ...يمه ليه أشم في الموضوع ريحة (سناء)...
منيرة عصبت عليه: (حمد) لاتتهم أحد بدون ما تتأكد...
غلا) : ماما نسيتي الكلام اللي قالته عني وأني أكلم شباب بس لأني قلت لريومه يا
بعد عمري ما أقدر أنام وأنا ما سمعت صوتك ... وإيش سوى (رياض) فيني
وحرم علي الجوال...
يعني أقطع يدي لو ما كان لـ(سناء) يد في الموضوع....
أبو رياض) : خلاص ...ما نبي نظلم أحد ...والموضوع هذا قفلوا عليه
ولا أحد يفتحه مرة ثانية ...وخاصة قدام (هند)...ولا أبيكم تحسسونها بأن عندكم
علم باللي صار ...كفاية عليها اللي جاها من (رياض)...
********************
جالسة على السجادة ...ماسكة المصحف...وتقرأ منه
الله أكبر ...الله أكبر
صوت الأذان وصل لمسمعها...وتغلغل داخل نفسها...حست براحة
....رددت مع المؤذن...صلت ركعتين ...وجلست تدعي
( يارب...خلقتني ...ورزقتني..فلك الحمد ولك الشكر...وابتليتني بأب قاس
فلم أنقص من حمدك وشكرك...وسألتك الثبات...ثم رزقتني بأهل أحن علي من
أبي...فسجدت لك شكرا...وازددت لك تعضيما...وابتليت اليوم ...واتهمت في
عرضي وشرفي...وأنت أعلم مني ببياض صفحتي ونقاء سريرتي...فأعني على
الثبات و أثبت برائتي...وانزع من قلبي الحقد والحسد...وسدد خطاي...
يا سميع الدعاء...)
صلت العشاء...وأتبعتها بالنافله...
سمعت صوت دق على باب الغرفة...
دخلت (أم رياض) ..وقفت (هند) ...كانت متوترة...ماتدري إيش ردة فعلها...
أكيد(أبو رياض) قالها ...
أم رياض) ابتسمت: السلام عليكم...
ارتاحت (هند) لما شافت الابتسامة : وعليكم السلام ورحمة الله
قربت (أم رياض) منها وضمتها ...
:كيفك يا عروس ...تغلين علينا ...ما شفناك اليوم...
تأثرت (هند) من طيبة (منيرة) ...خنقتها العبرة...سكرت عيونها
ما تبي ألألم يبين منها...تمالكت نفسها...ردت...
: الحمدلله خالتي...لا ...بس ماودي أفرقكم...
منيرة) : ولو (هند) أنتي ألحين وحدة منا وشلون تقولين هالكلام...
مسكت يدها وجلست معا على الصوفا...
: هند) يا بنتي...ما أبيك تشوفيني أم زوجك...أبيك تعتبريني أمك...
والبنت ليلة الزواج تحتاج من ينصحها ويفهمها أمور كثيرة...وإلا
أنا غلطانه...
انحرجت (هند) ولا عرفت إيش تقول : مشاعري تجاه أمي عمري ما
عرفتها...ولا أتوقع إن فيه مشاعر أقدر أوجهها لأحد في مثل طيبتك
غير شعور البنت تجاه أمها...خالتي...
قاطعتها (منيرة) : بلاها خالتي...قولي لي يمه...
مشاعر (هند) ما تنوصف...
(قد جربت أنك تنحرم من أحن كلمه
في الوجود...وتنجبر إنك حتى ما تفكر فيها... ثم يجي من يملك
الحب والحنان لك ويسمحلك تقولها...قد حسيت بشعور الطفل اليتيم
في يوم العيد يوم الكل حولينه يفرح ويرتمي على الصدر الحنون
وأهو يشوف ولا يقدر يسوي مثلهم...ثم يجي الصدر الحنون ويناديه
ويضمه...)
************************
وفي مكان ثاني......
دق جوال (سناء) : آلووووووو
(علي): هلا بهالصوت... هلا بالجمال...عاش من شافك ياقمر
(سناء): أهلين علي...
(علي): علي حاف بدون كلمات قبلها وإلا بعدها
(سناء): لا تزعل حبيبي بس متضايقه شوي...
(علي): ما عاش من يضايقك..
(سناء): لا أنت عارف ...وحدة وبكره زوجها بتزوج عليها إيش مشاعرها
(علي): واللي ينسيك (رياض) واللي جابوه إيش له؟؟؟
(سناء): ما أضن تقدر علاوي...(رياض) بقلبي ساكن....
(علي): أنتي وافقي أطلعي معي وأنا أعلمك الحب على أصوله...
(سناء): لا..حبيبي ما لي مزاج ِألحين مرة ثانيه يكون مزاجي أحسن من كذا
(علي): براحتك حياتي... بس لا تنسين القلب مفتوح لك دائما...باي
قفلت سناء...وسرحت بعيد في بكرة وترتيباته
******************
دخل البيت على الساعة (11،30) في الليل...ما كان
يبي يقابل أحد...طلع فوق...مر بجنب غرفتها...فيه شيء يدفعه لها...
سمع صوت صرخة...فتح الباب ...
كانت (ريما) ضامة (هند) اللي قامت مفزوعة من حلم أرعبها وخلاها
تصرخ بدون وعيها...
تجاهلته أخته...
ريما) : هند) تعوذي من الشيطان ...كنت تحلمين...
هند) لازالت ترتجف من كابوسها...وما بعد صحت من أحداثه..
رفعت (ريما) راس (هند) وربتت على خدها :(هند) أصحي...كان كابوس
الخوف اللي تعيشه...كان حاجز بينها وبين سماعها ما تقول (ريما)
زادت رجفتها...وعيونها معلقة على الفراغ ورا (ريما)
:ابعدوه عني ...راح يأذيني...
ريما) بخوف : (هند) أصحي مافيه أحد بيأذيك...
وهزتها بقوه:(هند) أنتي تحلمين..
صرخت (هند) بصوت مكتوم...
لا...بيأذيني...لا آآآآآآآآآه...أكيد أذّاني ... ودفنت راسها بصدر(ريما)
أكيد أذاني ...أكيد اعتدى علي...وبكت...
رفعت (ريما) عيونها...لـ(رياض) بكل لوم...
وحاولت ترفع راس (هند)
: هند) حبيبتي كلي الحبه هاذي...وراح ترتاحين...
بعد فتره استجابت لـ(ريما) وأكلت الحبه ...ونامت بعدها...
لازال واقف مكانه حتى هدت ونامت...
قرب منها... شافها ...وجهها ينطق بكل أنواع الألم...
بقايا الدموع لازالت على وجهها وعلى هدبها...جلس على الصوفا
تكلمت (ريما) : زين أنك شفت بعيونك...وسمعت باذنيك...عشان
تعرف أنك ظلمتها...
رياض) : (ريما) الله يخليك اللي فيني مكفيني...من متى وهي على
هالحالة...؟؟
ريما) : يهمك أمرها ياأخوي...
تنرفز: (ريما)...لو ما يهمني أمرها كان ما سألتك...
حنت عليه ...حست انه ندمان كثر شعر راسه :لا تخاف ...كانت متماسكه
وتكابر طول الوقت ....ولما قلت لـ(بندر) توقع حالتها ألحين وعطاني
لها الحبوب...وإن شاء الله بكرة تكون أحسن...لكن الباقي عليك...
تنهد...وقام : الله يكتب اللي فيه الخير...
*****************
في يوم الزواج الكل كان متوتر...ما عدا (هند)
كانت قمة في الهدوء...بفضل العلاج اللي كاتبه لها (بندر)...حتى أنه
شرح (لرياض) متى يوقفه...بشرط أنه ما يقطعه فجأة حتى ما تتعرض
لفقدان التوازن... أو خلل لبعض الوظائف في جسمها...
كان الزواج في قاعة الفيصلية
كانوا حاجزين لهم سويت في البرج...يتصلحون فيه...ويكونون قريبين
من (هند) يطلون عليها بين فترة والثانية...وعشان عيال (غادة) يجلسون
فيها مع المربية اللي جابتها...
تجهزو البنات من المغرب...ولما صلوا العشاء لبسوا واتجهوا للقاعه
كانت ( أم رياض) أول من جهز...بفستانها الذهبي ورفعة شعرها الستينية
ومكياجها اللبناني...
نادت : بنات ما خلصتوا؟؟؟
طلعت (غادة)...بفستانها الأسود ولأحمر وشعرها المرفوع ومكياجها الخليجي :أنا
خلصت
طلت (غلا) بشعرها الهليووود...وفستانها الأبيض المموج بالسماوي ومكياجها الناعم
: با قي لي الأكسسوارات بس
قربت (ريما) من أمها بالفستان الليلكي والمكياج اللبناني : أنزلوا أنتم ...وراح أجلس مع (هند) في
البداية....
بعد ساعتين كانت(هند) جاهزة...ومعها المصورة و(غادة)...
ما تخيلت نفسها...أنها راح تكون بهالجمال أبدا...فعلا الخبيرة
هاذي فنانه ...أبرزت جمالها بدون ما تخليها مهرج...
ضمتها (غادة) بكل فرح: الله يهنيك ويسعدك...وينك ياأخوي تشوف الزين..
تحس نفسها كأنها اللعبة اللي بخيوط الكل يحركها مثل ما يبي...المصورة
تحركها ...وتلبسها ...تجلسها ...توقفها...
بعدها لبست فستان الزواج...وثبتت الطرحه...
طالعت نفسها ...وتوترت ...الفستان كان عاري...الصدر من دون سيور
حتى...ألتفتت على (غادة) : حرام عليكم مرة فاضح...
ضحكت (غادة) : ههههههههه خلي أخوي يوسع صدره...
توترت (هند) زيادة : (غادة) مستحيل أنزف كذا...ما أقدر حتى أدخل
على أخوك وأنا باللبس هذا...
(غادة) : هههههه يا شيخة لاتكبرين الموضوع....لك مني ما تدخلين على (رياض)
أهو اللي راح يدخل عليك...
(هند) بدت أعصابها تفلت: (غادة) أنا ما أمزح...ما راح أطلع من هنا
دخلت (ريما) : سلام.......وااااااااو ...بسم الله ما شاء الله...إيش الجمال
هذا يابنت....بصراحه (مس جين) إنتي فنانه...
(مس جين) : ولو مدام (ريما) ..أنا ما عملت شي...مشاله عليها جمالها
رباني..تخزي العين عليها...
غادة) : (ريما) شوفي مرت أخوك...مو راضية على لبسها...(وأشرت لها أنه
عاري)
ريما) : (هنودة) ليه الزعل..؟؟
هند) : مو حرام عليكم تطلعوني باللبس الفاضح...(ريما) الله يخليك ما
أقدر أطلع كذا...
ريما) : هند) طيب الطرحة راح تغطي أكتافك...صدقيني راح أضبطها لك
دق جوال (غادة) : هلا يبه...
أبو رياض) : ها يابوك...وشلون العروس؟؟
غادة) : بخير يبه ،، طالعه تجنن
لف (أبو رياض) على ولده اللي بجنبه: هي من دون شيء حلوه
غادة) : بس هي رافضة تنزل...
أبو رياض): أفا... ليه؟؟
قالت له (غادة) اللي صار... رد عليها: خلي (ريما) تكلمها...
يمكن تقدر تقنعها
غادة) : إن شاء الله
حس (رياض) إن فيه شيء...لما قام أبوه...دق على (ريما)
ردت (ريما) : هلا بالمعرس...
ارتجفت (هند)...
رياض) : هلا بالربعية..(الربعية في القديم هي المرأة التي تلازم العروس حتى
رابع يوم من زواجها أو أكثر)
ريما) :ههههههههه أجل الله يعينك علي مراح أفككم...
رياض) : كيف الأمور عندكم...؟؟
ريما ) تطالع (هند) وتعمزلها.: تتطمن على بعض الناس
حفرت (هند) الأرض بكعبها من توترها...
رياض) : ريما) إيش صاير؟؟هند فيها شيء؟؟
ريما) : لا تخاف ...ما فيها إلا كل خير...
ورقصت حواجبها...بنذالة : بس راكبه راسها
ما تبي تنزل في الغرفة...لأنها منحرجه منك عشان فستانها عاري
شوي.........
دخن وجه (هند) ...من الاحراج...
رياض) :ههههههههه بس ..قوليلها ما تفرق عندي...أطلع عندها فوق أو
في الغرفة تحت...لها ربع ساعة...
ريما) : رياض) ورا ماتقولها أنت بعطيها الجوال...
حطت الجوال في يد (هند) ورفعته لأذنها...
رياض) :هند...هند...أنتي معي ...هند
هند) يالله قدرت تتكلم..: هلا...
رياض) يحاول يلطف الجو.: هلا بالصوت وراعيته...
هند) مو مستوعبه...هذا اللي كان واقف عندها أمس ويهينها..
رياض) : ما ودك تكلميني..وإلا زعلانه علي؟
هند): هاااا....لا...عادي...
رياض) : وين ودك أجيلك فيه...تحت ؟؟وإلا في جناحنا أحسن!!!
ارتفعت كمية من الدم لوجهها.: هاااااااه لا..لا بأنزل...
رياض) : ههههههههه ...طيب...أنتظرك تحت ...
رمت الجوال ...سكرت عيونها...رفعت يدها لقلبها تبي تهدي نبضها المجنون
جابت (غادة) عباتها ...
ريما) : هند) ...نزلنا..؟؟
هزت راسها...ما عاد فيها قدرة على الكلام...لبسوها عباتها ونزلوا معها
دخلت (منيرة) عليها ....
: بسم الله ما شاء الله...الله يحفظك يا بنتي...
دخلت (غلا) :وااااااااو انتي جنان
خبطتها أمها على كتفها...: أذكري الله يابنت..
غلا): مشاء الله...وينك يا ابو الهول...
دق جوال (منيرة)
:هلا أبو رياض) ...إيه حياكم...
دخل (ابو رياض)...وقفت (هند) بخجل...عيونها في الأرض
حبها على جبهتها...
: مبروك يابنتي...الله يوفقك ويسعدك
هند) : تسلم يبه...
حست به يدخل ...ما قدرت ترفع راسها...قرب منها...جزمته البيضاء
(وانتم بكرامه) وثوبه الأبيض..والمشلح السكري...هم اللي قدرت
تشوفهم...
وقف قدامها...انبهر بجمالها...تمنى ترفع راسها...وتطالعه بعيونها اللي
كلها سحر...لا شعوريا ...رفع راسها...وحب مابين عيونها...
: مبروك يا (هند)...
رفعت عيونها...لحظات...شعرت أنها ملكت الدنيا وما فيها...أنها فعلا عروس
وأهلها فرحانين فيها...عيونه فيها لمعة حلوة..هي نظرة حب؟؟ ...لا مستحيل...أكيد
نظرة أعجاب لا أكثر ...كانت ما تسمع شيء حولينها...لا تعليقاتهم
...ولا...الموسيقى ... كانت عايشة عالمها...تبي تحتفظ بكل هالأحاسيس...تبي تشبع
منها...خايفة تصحى وتلقاها كانت في حلم...
كانت تشوف عيونهم الفرحة فيها...حركاتهم تعليقاتهم واستجابتهم للمصورة
تلبيسه لها شبكتها من الدبله ومسكه ليدها وتقبيله لها...للعقد وهو يلفه حولين
رقبتها للأسورة والساعة ...حتى الحلق لبسها إياه ورفض مساعدات أمه
لحظات وخلت الغرفه منهم...
انتبهت للمصورة وهي تطلب منهم وضعيات
معينه ...كانت كالعبة يحركها مثل ما يبي...صحت على حرارة تحس فيها
على فمها...وكلامه اللي حرق وجهها..(يالساحرة سرقت قلبي؟؟)...
انتبهت لنفسها...مستحيل تكون متجاوبه معه بهالسهوله...
وين خوفها ...؟ وين خجلها...؟ حاسة إنها مو طبيعية
بعدت عنه...طالعها بعتاب
: ليه تبعدين عني...
أنقذها دق على الباب ودخول (ريما) وأمه...
أم رياض): الله يهنيكم يا عيالي..
ريما) : يالله هنودة عشان الزفه...
طالعتها (هند) بكل رجاء: ريما) ماله داعي..
رياض) :وأنا بعد أقول ماله داعي...(وضغط على يدها وغمز لها وكمل)
نروح جناحنا أحسن...
وقف قلبها ...وزادت رجفتها...ولا حست بشهقة (ريما)...لما دخلت وحده
بدت تستوعب اللي يصير قدامها...
لمحة الغضب على وجه (أم رياض)...توتر(ريما) ...الحب والوله على وجه
(رياض)...
منيرة) : عاش من شافك (سناء)
سلمت(سناء) على (أم رياض).: كيف حالك خالة...
تركتها...واتجهت (لرياض) ...:كيف حالك حبيبي...يهون عليك حتى ما
تعزمني على زواجك....
قربت عنده...وزاد شوقه...وقف لها... سلمت عليه...ضمته...
وكل هذا و(هند) تتابع بصمت وألم...وذهول...جريئة في لبسها...لابسه فستان
أوشبه فستان باذنجاني...يادوب الشيفون يغطي الركبه...وأسفل الصدر...ويبرز
مفاتنها بشكل مو طبيعي...
وصلها صوت المطربه تغني..
(أهلي لا تحروموني منه...
أهلي لا تبعدوني عنه...)
و( سناء)تهز وترقص قدام (رياض)...كان كل جسمها يلتف وتقرب
عنده ...وتلف يدينها ورا رقبته وهي تهز...
بردت أطراف (هند) ...طالعت (رياض) لعله يرفض اللي تسويه...قدام
أهله ...أو يراعي مشاعرها...لكن كان أشبه بتمثال ...ما تحرك فيه إلا
عيونه وعلى مفاتن (سناء) بس...
قوت نفسها...ما تبي حتى تبكي ...أو يبان ضعفها قدام الوقحه...اللي
اسمها(سناء)...
في آآآآآآآخر لحظة حست به يتحرك ويمسك يدين (سناء) ويبعدها عنه...جلس
لكنها ما يأست...انحنت عليه وهمست له..: مهما صار لازلت هنا(وأشرت على
قلبها) وراح أنتظرك...حجزت لي السويت اللي بجبنك...أنتظرك فوق...
وطلعت....
طبعا سمعت (هند)...أو قصدت تسمّعها...
شعور الألم اللي تحس فيه ما ينطاق...نظرة العتاب اللي أرسلتها
أم رياض) لولدها...ما فاتتها...وجمود (رياض)بعد ما طلعت...
ذبحها...أنتظرت تبرير...اعتذار...لكنها تذكرت من تكون...
هي لحظة نخوة مرت عليه...ونساها بعد ما رجع له حبه...
انتبهت على صوت(ريما) : (هند) لا تهمك كل هالحركات...عشان
تغيضك...تذكرين كلامنا أول...
ماحبت تعيد في الموضوع من جديد...
عزمت أمرها: أنا مستعدة للزفة....
تأكدت (ريما) وأمها إن (هند) رمت اللي صار في صدرها وقفلت عليه...
وأنه راح يتراكم مع غيره...لكن الخوفه متى بتنفجر؟؟؟
ساعدوها...ورتبوا طرحتها...جهزوها ...ولا حاولت حتى تلتفت له
الجرح في قلبها ينزف
وانفتحت البوابة على أصوات الدفوف
وبدت الزفه...
|