23-11-07, 07:49 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
نور ليلاس |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2006 |
العضوية: |
15929 |
المشاركات: |
1,707 |
الجنس |
ذكر |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
21 |
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
ابراهيم الكوني , عشب الليل , دار الملتقى , 1997
كمال الرياحي[/CENTER]
(....يستلهم ابراهيم الكوني أعماله الإبداعية في كثير منها من الموروث الأسطوري و الخرافي و المحلّي لشعب الطوارق في عمق الصحراء الإفريقية و هو ما أكسب أعماله خصوصية داخل المنجز الروائي العربي و المكتوب الروائي العالمي،فهي تبدو نحتا على غير مثال . و هي أيضا كتابة تحفر في عمق جيولوجيا النشأة و التكوين مما دفع المستعرب و المترجم روجر ألن أن يصف الكوني بقوله:" إن إبراهيم الكوني صوت روائي أصيل،و في الوقت نفسه،مثير،لا لأنه عرّف قرّاء العربية بمجال مكاني،و بتاريخ و ثقافة تبدو لأكثر الناس مجهولة و غير مألوفة ،و لكن لأنه يعيد إلى الذاكرة،في أعماله الروائية ،قيم الأزمنة البدئية0
إلاّ أن هذه الخصوصية و هذه الكتابة التي تبدو منغمسة في محلّيتها الشديدة بانشغالها بفضاء مهمّش وشريحة بشرية مهمّشة هي"الطوارق" لا يمكن لها أن تحجب عنّا أسئلة الكاتب الوجودية و الإنسانية في أعماله السردية القصصية منها و الروائية. فهو يمتح من المحلّي ومن الموروث الأسطوري للكائن الصحراوي لكي يعبّر عن أوجاع و هواجس الكائن البشري أينما كان.)
**********
...(سليل الظلمات هو أحد الأسماء التي أطلقت علي بطل هذه الرواية الكثيفة والشديدة الخصوصية سردا ومضمونا. سليل الظلمات! إنه الرجل الذي أراد أن ينال الخلود عن طريق خرق الناموس الصحراوي السائد والذي يعود في أصوله في كتابات روائية أخري للكوني إلي الكتاب المقدس المفقود، كتاب الأسلاف الذي يحمل اسم آنهي .سليل الظلمات الذي لفلف نفسه بالعمائم والأغطية والأشرطة وحجب عينيه وعن عينيه ضوء النهار ووهج النار وحتي ضوء القمر وارتضي الهجوع في خباء مظلم داكن لا يبرحه إلا ليلا حين لا قمر ليبحث عن عشبته السحرية في فيافي الصحراء، تلك العشبة السحرية العجيبة التي لا تظهر إلا في الليل وتختفي تماما في النهار وتحوله في دقائق قليلة إلي ثور هائج وماكنة بشرية من الشبق والحمي، سليل الظلمات هذا سيحتفظ، لدي القارئ المتنبه، بصفات عدة لعل أولها وأكثرها تجذرا هو أنه رجل وحيد يريد الخروج ولا يريده في آن، إنه وحيد وحدةَ سر في خضم وشيعة معقدة من الأسرار والمعلنات.
عشب الليل وككل الأعمال السردية البارعة والريادية لإبراهيم الكوني، تملك إلي جانبها الجمالي فائق الندرة مفاتيح كثيرة ومهمة للتعرف علي عالم الصحراء شديد التعقيد والخصب، ولكنها، ليست أية صحراء إنها صحراء الكوني المفعمة بالحياة والأسرار والمعني، واللامعني؟ لِـمَ لا؟ )
|
|
|