لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث الأدبية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث الأدبية البحوث الأدبية


دور الأسرة في انحراف الأولاد: الأسباب و النتائج

ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن المنعقدة بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض من 21/2 حتى 24/2 من عام 1425هـ : دور الأسرة في انحراف الأولاد الأسباب والعلاج الدكتور/ محمد

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-07, 06:04 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سندريلا ليلاس


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11023
المشاركات: 5,556
الجنس أنثى
معدل التقييم: darla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 758

االدولة
البلدBarbados
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
darla غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البحوث الأدبية
Wink دور الأسرة في انحراف الأولاد: الأسباب و النتائج

 

الأولاد: الأسباب



ورقة عمل مقدمة لندوة المجتمع والأمن المنعقدة بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض من 21/2 حتى 24/2 من عام 1425هـ :

دور الأسرة في انحراف الأولاد
الأسباب والعلاج
الدكتور/ محمد بن يحيى بن حسن النجيمي
الأستاذ المشارك بكلية الملك فهد الأمنية والمعهد العالي للقضاء
والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي


الجلسة الثالثة/ الاثنين 22/2/1425هـ الساعة 6.30 مساء
الدور الأمني للأسرة
رئيـــس الجلســــــة
معالي الدكتور
راشد بن محمد الراجح
نائب رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني
وعضو مجلس الشورى
الورقة الثانية

مقدمة :
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي لـه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد:
فما أكثر العوامل والأسباب التي تؤدي إلى انحراف الأولاد وإلى فساد أخلاقهم وسوء تربيتهم. فإذا لم يكن المربون على مستوى المسئولية والأمانة، وعلى علم بأسباب الانحراف وبواعثه وعلى بصيرة وهدى في الأخذ بأسباب العلاج وطرق الوقاية؛ فإن الأولاد سيكونون في المجتمع جيل الضياع والشقاء والجريمة.
وإن من أهم الأسباب التي دفعتني إلى الكتابة في هذا الموضوع ما يلي:
(1) المشاركة في ندوة المجتمع والأمن التي تقيمها كلية الملك فهد الأمنية في دورتها السنوية الثالثة تحت عنوان « المؤسسات المجتمعية الأمنية: المسئولية المشتركة ».
(2) قناعتي بأن للأسرة دورًا في انحراف الأولاد وأنه يجب بحث هذا الموضوع وعلاجه على ضوء أحكام الشريعة الإسلامية الغراء.

خطة البحث

يتكون هذا البحث من ثمانية مباحث:

المبحث الأول : ضعف الوازع الديني.

المبحث الثاني : سوء معاملة الأبوين للولد.

المبحث الثالث : تخلي الأبوين عن تربية الولد.

المبحث الرابع : الفراغ.

المبحث الخامس : الخلطة الفاسدة ورفاق السوء.

المبحث السادس : حالات الطلاق وما يصحبها من مشكلات.

المبحث السابع : النزاع والشقاق بين الزوجين.

المبحث الثامن : انتشار البطالة في المجتمع.

الخاتمــــة.

الملاحـق.

فهرس الموضوعات.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


المبحث الأول

ضعف الوازع الديني

من المسلم به أن الشاب حين يستشعر من أعماق وجدانه أن الله -I- يرقبه ويراه ويعلم سره ونجواه، ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وأنه سيحاسبه إن قصر وفرط، ويعاقبه إن انحرف وزل لاشك أنه سينتهي عن الموبقات والقبائح، ويكف عن المنكرات والفواحش([1]).

وقد كشفت الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي والتي عنيت بتفسير ظاهرة الجريمة، أن التزام المحكوم عليهم بالسجن بالمبادئ والتعاليم الدينية كان بشكل عام ضعيفاً، فهم لا يحافظون على أداء الشعائر الدينية بالإضافة إلى أن أسرهم وقرابتهم ليس لديها عناية واهتمام بالتنشئة والتربية الإسلامية وصدق رسول الله r حيث قال: « لا يزن الزاني حين يزني، وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن »([2]).

ومن المعلوم أن المداومة على صلاة الفرض والنفل يقوي في المؤمن جانب الخشية من الله، فقد أثبتت دراسة أجريت على متعاطي المخدرات في مصلحة الحائر بمدينة الرياض عام 1409هـ أن 23% منهم لا يقيمون الصلاة المكتوبة إلا في أوقات متفرقة وأن 11% من المتعاطين كانوا لا يقيمون الصلاة مطلقاً وأن 46% من المتعاطين المصلين لا يحافظون على الصلاة في أوقاتها وخاصة صلاة الفجر، وفي دراسة عن المجرمين الجنسيين 1414هـ تبين أن غالبية المبحوثين 58.4% لا يهتمون بالصلاة ولا يحرصون على إقامتها في الأوقات المحددة لها وذكر 30.2% أنهم كانوا يصلون بعض الأوقات في بعض الأيام، كما أثبتت الدراسات التي أجريت على مرتكبي الجرائم في المملكة أن المجرمين يعرضون عن النشاطات الدينية والثقافية الهادفة ويعرضون، بل يهجرون قراءة القرآن الكريم، وقد دلت دراسة أجريت على المحكوم عليهم بقضايا مخدرات في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض 1409هـ أن 29% من متعاطي المخدرات لا يعرفون حكم تعاطي المخدرات المنومة في الشرع الإسلامي بينما رأى 27% منهم أن المخدرات تعتبر في حكم المكروهات، وليست من المحرمات وأشارت الدراسة إلى أن 47% أشاروا إلى عدم معرفتهم بالحكم الشرعي في موضوع المخدرات المنبهة واعتقد 29% منهم أنها مكروهة وليست حراماً وتوصلت الدراسة إلى أن من أسباب جهل المتعاطين بالأحكام الشرعية للمخدرات أن 20% منهم لا يسمعون البرامج الدينية وأن 23% يستمعون إليها مصادفة.

وتبين من دراسة أخرى أن الغالبية من أقارب المنحرفين والمجرمين ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبناءهم دينياً ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي وإقامة الفروض الشرعية وتبين أن 21.3% من الآباء وأن 24.4% من الأمهات فقط كانوا يبدون النصح والإرشاد الديني لأبنائهم([3]).

العــــلاج:

من المعلوم يقينًا أن حضور مجالس العلم والذكر والمداومة على صلاة الفرض والنفل والمواظبة على تلاوة القرآن والتهجد من الليل والناس نيام، وصيام التطوع والاستماع إلى أخبار الصالحين ودراسة العقيدة الإسلامية يقوي في المؤمن جانب الخشية من الله والمراقبة لـه والاستشعار لعظمته، كما أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، فعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r: « إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح ونجح، وإن فسدت فقد فسد عمله »([5]).

إن ترك الصلاة أو التهاون في أدائها من أكبر الكبائر وانسياق وراء الأهواء والشهوات

كما أن مما يقوي الوازع الديني عند المسلم قراءة القرآن الكريم وتدبره والاهتداء بكلامه والخوف من وعيده وتنفيذ أوامره وتعليمه وحفظه، فعن عثمان -t- أن رسول الله r قال: « خيركم من تعلم القرآن وتعلمه »([7]).

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله r: « الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق لـه أجران »([8]).

وعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: « لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الله وآناء النهار »([9]).

وعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r: « لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة »([10]).

والنصوص في فضل القرآن كثيرة ومعلومة، كما أن للتربية الإسلامية تأثيراً على شخصية الولد والتزامه بالأخلاق والفضائل الإسلامية وتعليم الولد العفة والحياء والصدق وبر الوالدين وصلة الأرحام.

فعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: « إن الحياء من الإيمان »([11]).

وعن عمران بن حصين -t- قال: قال رسول الله r: « الحياء لا يأتي إلا بخير » ([12])، وفي رواية أخرى « الحياء خير كله »([13]).

وعن أبي مسعود البدري -t- قال: قال رسول الله r: « إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت »([14]).

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: « إن من أحبكم إليَّ أحسنكم أخلاقًا »([15]).

وعنه -t- قال: قال رسول الله r: « إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا»([16]).

وقد كشفت إحدى الدراسات التطبيقية أن الغالبية من أقارب المنحرفين ليس عندهم الاهتمام الديني الكافي الذي يجعلهم يراعون أبنائهم دينيًا ويأمرونهم بالالتزام الأخلاقي وإقامة الفروض الشرعية، حيث ظهر من بعض النتائج أن هناك 21.3% من الآباء، 24.1% من الأمهات فقط كان يبدون النصح والإرشاد الديني لأبنائهم مرتكبي الجرائم، وهذه النسب تبين أن هناك تفريطًا من الوالدين لهذا الجانب المهم، كما لم يجد الأبناء مرتكبوا الجرائم تعويضًا لهذا الدور من قبل الأشقاء (الذكور أو الإناث)، فقد كشفت الدراسة أن الإخوان ولأخوات كانوا يماثلون الآباء والأمهات في هذا الدور أي الدور السلبي([17]).

([1]) راجع تربية الأولاد في الإسلام، تأليف: عبدالله علوان (1/236). القاهرة، دار السلام،
ط9، 1406-1985م.

([2]) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في الصحيح، كتاب المظالم، باب النهى بغير إذن صاحبه (5/119) حديث رقم (2475)، ومسلم في الصحيح، كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي (1/76، 77) حديث رقم (100/57) (103/57).

([3]) راجع الظاهرة الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي للدكتور محمد السيف ص(118، 120)، الرياض، دار ابن لعبون 1416هـ-1995م.

([4]) سورة العنكبوت، من الآية (45).

([5]) أخرجه أحمد في المسند (2/290)، وأبوداود في السنن، كتاب الصلاة، باب قول النبي r « كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه » (1/540-541) حديث رقم (864)، والترمذي في السنن أبواب الصلاة، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة (2/269-270) حديث رقم (413)، والنسائي في المجتبى من السنن، كتاب الصلاة، باب المحاسبة على الصلاة (1/232)، وابن ماجه في السنن، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة (1/458) حديث رقم (1425).

([6]) سورة مريم، الآيتان (59، 60).

([7]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب فضائل القرآن، باب: خيركم من تعلم القرآن وعلمه
(9/74) حديث رقم (5027).

([8]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب التفسير تفسير سورة عبسى (8/691) حديث رقم
(4937)، ومسلم في الصحيح، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتعتع فيه (1/549،550) حديث رقم (244/ 797).

([9]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن (9/63) حديث رقم (5025)، ومسلم في الصحيح، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه (1/558) حديث رقم (266/ 815).

([10]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (1/539) حديث رقم (212/780).

([11]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الإيمان، باب الحياء من الإيمان (1/74) حديث رقم (24)، ومسلم في الصحيح، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان (1/63) حديث رقم (59/36).

([12]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الأدب، باب الحياء (10/521) حديث رقم (6117)، ومسلم في الصحيح، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان (1/64) حديث رقم (60/36).

([13]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان (1/64)، حديث رقم (61/1037).

([14]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الأدب، باب إذا لم تستحي (10/523) حديث رقم (6120).

([15]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبدالله ابن مسعود -t- (7/102) حديث رقم (5359).

([16]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب المناقب، باب صفة النبي r (6/566) حديث رقم
(3559)، ومسلم في الصحيح، كتاب الفضائل، باب كثرة حيائه r (4/1810) حديث رقم (68/2321).

([17]) الظاهر الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي ص(125).

المبحث الثاني

سوء معاملة الوالدين للولد

من الأمور التي يكاد يجمع علماء التربية عليها، أن الولد إذا عومل من قبل أبويه معاملة قاسية، وأدب من قبلهم بالضرب الشديد، والتوبيخ القارع، والتشهير والسخرية فإن ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقه وإن ظاهرة الخوف ستبدو في تصرفاته وأفعاله، وقد يؤول به الأمر إلى الانتحار حينًا وإلى مقاتلة أبويه أحيانًا، وإلى ترك البيت نهائيًا مما يعانيه من القسوة والمعاملة الأليمة([1]).

كما أن معاملة الأولاد بالدلع والتدليل وعدم الاهتمام سيئة أخرى فإنها ستنتج لنا ولدًا مدلل ومعتمدًا على الآخرين لا يستطيع أن يعمل شيئًا بنفسه، ولا يستطيع تحمل أعباء الحياة، وقد تبين من خلال نتائج الدراسات الميدانية التي أجريت في الإصلاحيات ودور الملاحظة في المملكة أن نمط المعاملة الشائع لمرتكب الانحرافات والجرائم يقع بين طرفي نقيض، فإما معاملة تتسم بالقسوة والشدة أو معاملة تتسم بالدلع وعدم الاهتمام؛ فقد ذكرت نتائج بحث عن متعاطي المخدرات في المملكة أن 33.3% من أمهات المتعاطين ليس لديهن حزم كاف ويعاملن أبنائهن بدلال، وذكرت الغالبية أن أباهم يتعاملون معهم بصرامة وحزم 33.2% وذكر دراسة أخرى شملت مرتكبي جرائم السكر، والمخدرات والزنى واللواط والسرقة والاعتداء على النفس والتزوير أن الغالبية 80.6% من آباء وأمهات المبحوثين كانوا متسامحين في معاملتهم مع أبنائهم المجرمين وأضافت الدراسة أن هناك 16.9% من المجرمين كانوا يجدون معاملة قاسية جدًا من والديهم في الصغر.

وذكرت دراسة أخرى متخصصة بجرائم النساء في سجون الرياض وجدة والدمام أن 60% من النساء المحكوم عليهن يعاملهن آباؤهن بقسوة ويجبرونهن على الطاعة حتى ولو كان الأمر غير معقول([2]).

العــــــلاج:

الإسلام بتعاليمه القويمة الخالدة يأمر كل مم كان في عنقه مسئولية التوجيه والتربية ولاسيما الآباء والأمهات منهم، يأمرهم جميعًا بأن يتخلقوا بالأخلاق الفاضلة والمعاملة الرحيمة حتى ينشأ الأولاد على الاستقامة ويتربوا على الجرأة واستقلال الشخصية حتى يشعروا أنهم ذو تقدير واحترام وكرامة.

وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله r قال: « إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه »([6]).

وعن جرير بن عبدالله البجلي عن النبي r قال: « من يحرم الرفق يحرم الخير »([7]).

وعن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله r:« ألا أخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم النار عليه؟ على كل هين لين قريب سهل »([8]).

وعن جرير بن عبدالله -t- أنه قال: « لا يرحم الله من لا يرحم الناس»([9]).

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: « الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء »([10]).

كما يجب على الآباء والأمهات أن يربوا أولادهم على الخشونة وتحمل المتاعب ففي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب -t- أنه كتب إلى المسلمين المقيمين في بلاد فارس: « إياكم والتنعم وزي أهل الشرك »([11]).

وورد في الحديث عن معاذ بن جبل -t- عن رسول الله مرفوعًا: « إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين »([12]).

تلكم أهم التوجيهات الإسلامية في لين الجانب وحسن القول وفضيلة المعاملة فما على الآباء والأمهات إلا أن يأخذوا بها ويعملوا بمقتضى هديها إن أرادوا لأولادهم الحياة الفاضلة والاستقامة والخلق الاجتماعي النبيل.

أما إن سلكوا معهم الطرق الملتوية والمعاملة الفظة القاسية فسيكونون قد جنوا على أولادهم وسيرون حتى انحرافهم أو عقوقهم لأنهم الذين غرسوا في نفوسهم بذور الانحراف والعقوق والتمرد.

جاء رجل إلى عمر بن الخطاب -t- يشكوا إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وابنه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعمله الكتاب أي القرآن، قال الولد: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئًا من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (أي خنفساء) ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا.

فالتفت عمر إلى الرجل وقال لـه: جئت إليّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك؟ وهكذا حمَّل عمر الرجل حين أهمل تربية ابنه مسئولية عقوق ولده لـه.

ألا فليأخذ الآباء من هذه القصة العظة والعبرة واتباع الطريق الأقوم في تربيتهم وتوجيههم.

المبحث الثالث

تخلي الأبوين عن تربية الولد

من العوامل الكبرى التي تؤدي إلى انحراف الولد وإلى فساد خلقه تخلي الأبوين عن إصلاحه وانشغالهما عن توجيهه وتربيته وإسناد ذلك إلى الخدم والسائقين.

وقد تبين من الدراسات الميدانية الاجتماعية أن هناك زيادة في حجم الأسر التي تستعين بالخادمات والمربيات فمثلاً بلغت نسب الأسر السعودية التي يوجد لديهن خادمات في مدينة الرياض 23% من الأسر وذلك حسب المسح السكاني والاقتصادي الذي أجرته العليا لتطوير مدينة الرياض في الفترة من أكتوبر عام 1986 حتى نهاية يناير 1987 -يلاحظ ازدياد نسبة الأسر السعودية التي لديها خادمات في السنوات الأخيرة- كما تبين من إحدى الدراسات التي أجريت على عدة من المدن السعودية أن 6.2% من الأسر السعودية التي دخلها الشهر لا يتعدي 3000 ريال سعودي تستعين بالمربية والخادمة الأجنبية في منزلها([13])، بينما يليهم فئة ذوي الدخول من 3000 ريال إلى 6000 ريال شهريًا ونسبتهم 2.7% وأن نسبة 81.3% من الأسر التي تستقدم خدمًا يقع دخلها في الفئة من 6000 إلى 15000 ريال شهريًا([14])، وتبين من خلال الدراسة أيضًا أن 73% من الأسر لكل منهم خادمة واحدة وأن 24% من الأسر لكل منهم خادمتان، وان 2% من الأسر لكل منهم 3 خادمات ولا توجد أسر عندها أربع خادمات بينما وجد أن 1% من الأسر عندها خمس خادمات علمًا أن الإجابة على السؤال المتعلق بعدد الخادمات من قبل ربات الأسر قد أحيط بشيء من الخصوصية والسرية وحاولوا إخفاء الحجم الحقيقي لعدد الخادمات([15]).

وقد ذكرت إحدى الدراسات أن 13.7% من الأسر يستقدمون الخادمة من أجل القيام بواجبات الزيارة والضيافة فقط، وأشارت إحدى الدراسات التطبيقية أن الغالبية من الأسر السعودية 54.2% لديها من الإمكانات خاصة البنات والبنين ما يجعلها تستغني كلية عن المستخدمين، وأشارت الدراسة إلى أن 21.8% من الأسر تستخدم الخادمة كنوع من التقليد وحب التظاهر، وأن 20% تستعين بالخادمة والمربية الأجنبية كنوع من الترف والغنى([16]).

ولا شك أن لذلك آثارًا خطيرة على العقيدة والأخلاق والثقافة، فقد دلت نتائج بعض البحوث الميدانية في منطقة الخليج إلى أن أكثر المستقدمات من الخادمات غير المسلمات إذ بلغت نسبتهن حوالي 60 إلى 75% وعدد كبير منهن ينتمي إلى ديانات غير سماوية تقدس الأوثان، وتعبد الأبقار، وتحوز الديانة النصرانية المرتبة الأولى، حيث أن أكثرهن من النصرانيات، ثم البوذيات، ثم الهندوسيات، ثم المسلمات. والغريب أن حوالي 97.5% منهن يمارسن طقوسهن الدينية، مما يشير إلى خطورة هذا الصنف من الخادمات على النشئ وتتضح الخطورة إذا علم أن حوالي 50% من هؤلاء المربيات يقمن بالإشراف الكامل على الأطفال، مما يؤكد سهولة تأثيرهن في الأولاد وبث الأفكار، والعقائد المنحرفة في عقولهم، وقد أثبتت بعض الدراسات في الكويت أن 25% من الخادمات يكلمن الأولاد في القضايا المتعلقة بالدين والاعتقاد. وأقل ما يمكن أن تحدثه الخادمة غير المسلمة الإخلال بالعقيدة في نفس الوالدان، وتوقع في نفسه حب الكفار واحترامهم من خلال حبه لها، وهذا هدم لمبدأ الولاء والبراء الذين تقوم عليه عقيدة المسلمين.

كما يعتبر الوضع الخلقي بالنسبة للمربيات الأجنبيات من أسوأ ما يمكن أن يكون؛ إذ ليس لدى أكثرهن من الإيمان والأخلاق أو الآداب ما يمنعهن عن الانحراف الخلقي، فإن الدراسات الميدانية في إحدى دول الخليج أشارت إلى أن المجتمعات التي ينتمي إليها نسبة 58.6% من المربيات الأجنبيات تفضل إقامة العلاقات العاطفية والجنسية قبل الزواج، ولا شك أن الخادمات المستقدمات من هذه المجتمعات المنحلة قد تؤثرن بهذا التوجه العام نحو الفاحشة في مجتمعاتهن، والغريب من أعمار هؤلاء الخادمات أن 68.3% منهن لا يزدن عن عشرين عامًا وان نسبة 42.4% منهن لم يسبق لهن الزواج، وهذا خطر واضح، إذ يجلب إلى البيوت باسم الخادمات بنات في سن التهيج الجنسي، والميل الشديد نحو ممارسة الجنس مع عدم وجود أي وازع من دين أو خلق، إلى جانب التفلت الحاصل في آداب الاختلاط في بيوت كثير من المسلمين([17]).

إن اعتماد الأسرة على الخادمة الأجنبية في جميع شئون الولد أو في معظمها يجعل منها عازلاً للولد عن مربية الطبيعيين فالمربية الأجنبية ضائعة وحائرة بين ثقافتين ونظامين فلا يمكنها نقل الثقافة العربية الإسلامية للود؛ لكونها لا تعرفها ولا تجيد اللغة العربية ولا تستطيع نقل ثقافتها الأجنبية، لغرابتها عن الثقافة المحلية، فإن معظمهن لا يتكلمن العربية وهذا يمثل خطرًا فادحًا على ثقافة الطفل ولغته العربية؛ لأن 50% من النمو العقلي يتجه في سن الرابعة من عمر الطفل، كما أن البنية اللغوية تبدأ عنده كأداة للتفكير والتعبير والاتصال في سن مبكرة.

وقضية اللغة لا تقتصر على مسألة التخاطب فحسب، بل هي الوعاء الفكري والثقافي والحضاري الذي ينقل الطفل إلى عقيدته وقيمه وعاداته وتاريخه المجيد.

ولا شك أن تأثر الأولاد بلهجة المربية الأجنبية واقع لا مراء فيه، فقد أظهرت نتائج الدراسات الميدانية أن قرابة 25% من أطفال الأسر في المرحلة الأولى يقلدن المربيات في اللهجة؛ وإن أكثر من 40% منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية([18]).

 
 

 

عرض البوم صور darla   رد مع اقتباس

قديم 06-11-07, 06:06 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سندريلا ليلاس


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11023
المشاركات: 5,556
الجنس أنثى
معدل التقييم: darla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 758

االدولة
البلدBarbados
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
darla غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : darla المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي

 

العــــــلاج:

الإسلام في دعوته إلى تحمل المسئوليات، حمل الآباء والأمهات مسئولية كبرى في تربية الأولاد، وإعدادهم الإعداد الكامل لحمل أعباء الحياة؛ وتهددهم بالعذاب الأكبر إذا هم فرطوا وقصروا وخالفوا.

والرسول عليه الصلاة والسلام قد أكد في أكثر من أمر وأكثر من صورة بضرورة العناية بالأولاد ووجوب القيامة بأمرهم والاهتمام بتربيتهم، فعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: « ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته » ([20]).

وعن معقل بن يسار -t- قال: قال رسول الله r: « ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة »([21]).

وعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: « إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلت يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا»([22]).

ففي ضوء هذه التوجيهات الإلهية والنبوية يجب على الوالدين العناية بتربية أولادهم وإذا كان لابد من الخادمة فلابد أن تتصف بالمواصفات التالية:

1- أن تختار من بين نساء البلد المسلمات العربيات المحتاجات للعمل فهن أقرب للثقافة المحلية وأدرى بعادات وتقاليد البلد والأفضل أن تعمل في النهار دون الليل خاصة إذا كانت ربة المنزل تستغنى عنها ليلاً، وإلا بحث الأب عن امرأة متفرغة تعيش معهم للخدمة ليلاً ونهارًا.

2- إن عدم هذا النوع من الخدم فلا بأس بالاستقدام من الخارج على أن يراعى في ذلك أن تكون مسلمة صالحة تجيد العربية، كما يراعى وجود المحرم من زوج أو أب، أو عم، أو أخ أو غيره.

3- لا يجوز تكليفها بشئون الأولاد أيًا كانت، فلا تكلف تغذيتهم أو تنظيفهم أو اللعب معهم، أو النوم معهم، أو تعليمهم إلا عند الضرورة وفي فترات قصيرة حتى لا يتعودوا عليها ويتعلقوا بها.

4- يجب مراعاة مسألة الحجاب والخلوة بمعنى أن تلزم بالحجاب الشرعي وتمنع من الخلوة بالرجل الأجنبي، فإن كثيرًا من الأسر لا تتقيد فيها الخادمات المسلمات بالحجاب الشرعي وغير المسلمة بالحشمة ولا يتقيدون بعدم الخلوة وهذا من الحرام، فقد قال عليه الصلاة والسلام: « لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم »([23])([24]).

5- أن تعمل الأسرة على كسب الخادمة، وأن تعمل بكل الطرق والوسائل على أن يكون للخادمة انتمائية للأسرة، وأن تكون أحد أعضائها، تحزن لحزنهم وتفرح عند فرحهم وتحب لهم ما تحب لنفسها وهذه الانتمائية تكون بواسطة المعاملة الحسنة، وحسن الخلق معها ومنحها حقوقها الشرعية وذلك يحد من سلبيات الخادمة الأجنبية ولنا في رسول الله r أسوة حسنة فعن أنس -t- قال: « خدمت النبي r عشر سنين فما قال لي أف ولا لما صنعت ولا ألا صنعت »([25]).

إلا أننا نشجع المرأة أن تبقى في بيتها فإن تربية الأولاد مهمة عظيمة ووظيفة جليلة كما أن قرار المرأة في بيتها مطلب شرعي،


المبحث الرابع

الفــــــراغ

من العوامل الأساسية التي تؤدي غالبًا إلى انحراف الولد عدم الاستفادة من الفراغ الذي يتحكم في حياة الأحداث والمراهقين، ومن المعلوم أن الولد منذ نشأته مولع باللعب ميال إلى المغامرة محب للفسحة والتمتع بالمناظر الطبيعية، فنراه في حركة دائمة، في اللعب مع من كان في سنه حينًا وفي ممارسة الرياضة تارة، وفي اللعب بألعاب الكرة تارة أخرى([27]).

والولد الذي يعيش في جو ملؤه الفراغ القاتل، دون اهتمام من أب أو أم في مراعاة وضعه النفسي والعمل على شغل فراغه، فإنه بلا شك يكون تحت أسر الوسواس والأفكار النفسية، وربما سولت لـه نفسه القيام بعمل من الأعمال القبيحة كالسرقة، أو إيذاء الآخرين، أو العبث في المطبخ، أو محاولة الاطلاع على قضايا من شؤون الوالدين وربما تعاطي شيئًا من المواد المخدرة، أو غير ذلك من مظاهر الانحرافات التي يمكن أن يحدثها الفراغ([28]).

وقد أثبتت الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي، أن ظاهرة الجنوح والجريمة ترتبط بحجم الفراغ ونمط النشاط الذي يمارس فيه، وأشارت إلى أن معظم المحكوم عليهم في الإصلاحيات ودور الملاحظة الاجتماعية ودور التوجيه الاجتماعي بالمملكة، كان لديهم أوقات فراغ كبيرة خلال اليوم، وأن معدل الفراغ عند بعضهم يصل إلى نصف اليوم أو أكثر فقد تبين من دراسة عن متعاطي المخدرات في إصلاحية الحائر بالرياض أن معظم المتعاطين 36% يشعرون بوقت فراغ في اليوم يصل إلى خمس ساعات فأكثر، وإن 73% من المبحوثين ذكر وبصراحة أن وقت الفراغ عامل رئيس في تعاطي المخدرات واتضح أنه كلما زادت ساعات الفراغ بالنسبة لأفراد العينة، مال المبحوثون إلى الموافقة على أن وقت الفراغ يؤدي إلى تعاطي المخدرات.

وأثبتت دراسة أخرى عن الإجرام الجنسي أن وقت الفراغ لـه أثر واضح وعلاقة أكيدة بالجرائم الجنسية بشكل عام في المجتمع، بصرف النظر عن نمط الجريمة الجنسية المرتكبة فقد تبين أن 40.1% من المحكوم عليهم بجرائم جنسية لديهم أوقات فراغ طويلة في اليوم تمتد من 7-12 ساعة وهناك 35% من المجرمين يشعرون بفراغ طويل أكثر من 12 ساعة يوميًا([29]).

العــــــــلاج:

الإسلام بتوجيهاته السامية، عالج الفراغ لدى الأطفال والمراهقين بوسائل عملية تصح لهم أجسامهم وتقوى أبدانهم وتكسبهم قوة وحيوية ونشاطًا.

فقد بين الإسلام أهمية الوقت في حياة المسلم وأنه كل شيء، وهو رأس ماله الحقيقي الذي يحتاجه لدنياه وآخرته، فهو أثمن ما يملك على الإطلاق؛ لأن الوقت هو الوعاء لكل عمل يقوم به الإنسان، فكل الأعمال النافعة التي يحتاجها الإنسان في الدنيا والآخرة تفتقر إلى الوقت لهذا يشير عليه الصلاة والسلام إلى أهمية الوقت ويحذر من إهماله؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r: « نعمتان مغبونٌ فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ »([30]).

وقد تفطن إلى هذه المعاني السلف الصالح من الصحابة والتابعين -y- أجمعين، حيث كانوا يحرصون على أوقاتهم حرص غيرهم على المال، ينقل عن ابن مسعود -t- ذمه للفارغين من العمل فيقول: « إني لأبغض الرجل أراه فارغًا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة »([31]).

وينصح ابن الجوزي -رحمه الله- فيقول: « ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل »([32]).

أسباب وجود الفراغ:

إن مشكلة الفراغ لدى كثير من شباب اليوم تعود في حقيقتها إلى الفراغ الروحي وخواء القلب من كمال الإيمان الذي يشعر بالأنس والاطمئنان، ولعل سبب نشوء هذه المشكلة يرجع إلى انعدام الهدف من الحياة، وانعدام التصور الصحيح لهذه الحياة.

وقد دلت نتائج بعض الدراسات النفسية في هذا المجال على « أنه كلما قلت القيم الصحيحة المتصلة بالوقت ونقصت الاهتمامات، وضعفت المهارات اللازمة لاستغلال أوقات الفراغ ازدادت فرص اليأس والملل والاغترار والأنانية والعنف والجريمة والإدمان بين الشباب على وجه الخصوص »([33]).

ومما يؤكد ما سبق أن نتائج الدراسات الإجرامية التي أجريت في المجتمع السعودي تبين أن هناك إعراضًا من قبل الجانحين والمجرمين عن ممارسة الألعاب والأنشطة الرياضية. فمثلاً في الدراسات التي أجريت في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض، وشملت المحكوم عليهم من قضايا المخدرات والسكر والقتل والسرقة والجرائم الأخلاقية، ثبت أن جميعهم لا يميلون مطلقًا إلى ممارسة الأنشطة الرياضية.

وفي دراسة أخرى تبين أن هناك فئة قليلة 34.6% من مرتكبي الجرائم الجنسية يمارسون الأنشطة الرياضية([34]).

سبل استغلال الوقت:

يجب على الآباء والأمهات أن يشغلوا فراغ أولادهم بما ينفعهم فمن أعظم ما ينفعهم ويقضي على فراغهم تعويدهم على العبادات ولا سيما الصلاة التي هي عمود الدين وقوامه وركنه الأساسي، لما لها من الفوائد الروحية والمنافع الجسمية والآثار الخلقية والنفسية، فعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r: « الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر »([35]).

وعن عبادة بن الصامت -t- قال: قال رسول الله r: « خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن وصلاتهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن، كان لـه على الله تعالى عهد أن يغفر لـه، ومن لم يفعل ليس لـه على الله عهد إن شاء غفر لـه وإن شاء عذبه »([36]).

وحث الرسول r الآباء والمربين على أن يأمروا أولادهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين حتى يعتادوها، ويقضوا أوقات فراغهم في تعلمها والتدريب عليها فقال: « مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع »([37]).

ومن وسائل القضاء على الفراغ عند الأولاد تعليمهم فنون الحرب والفروسية والسباحة والقفز والمصارعة وسائر أنواع الرياضة المفيدة بشرط أن تكون متوافقة مع أحكام الإسلام وآدابه السامية، وإليكم طائفة من توجيهات الإسلام في إعداد هذه الوسائل.

وقال رسول الله r لرجل وهو يعظه: « اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك »([40]).

وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله r يقول: « إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به ومُنبِّله، وارموا واركبوا وإن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته فإنهن من الحق ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها أو قال كفرها »([41]).

وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله r وهو على المنبر يقول: « وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة. ألا إن القوة الرمي. ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي »([42]).

وعنه -t- قال: قال رسول الله r: « من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصا »([43]).

وعن سلمة بن الأكوع قال: خرج رسول الله r على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال: « ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً... »([44]).

كما أنه يجوز اللهو البريء الذي ليس فيه محرم، فقد أخرج البخاري ومسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال للحبشة حينما أخذوا يلعبون بحرابهم في المسجد: « دونكم يا بني إرفدة لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة »([45]).

ويجوز ممارسة جميع أنواع الرياضة بشرط أن تكون متفقة مع أحكام الإسلام وآدابه السامية، فإن المصطفى r يقول: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير... »([46]).

إلى غير ذلك من التوجيهات القيمة السامية التي لو أخذ المربون بها لأكسبوا أولادهم صحة وعلمًا وقوة، ولحالوا بينهم وبين تفلتهم وتشردهم وانحرافهم، ولملئوا فراغهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم وأخرتهم، ولأعددهم ليكونوا جيل الإسلام وجنوده المغاوير ودعاته الراشدين وشبابه العاملين.

المبحث الخامس

الخلطة الفاسدة ورفاق السوء

من العوامل الكبيرة التي تؤدي إلى انحراف الولد، رفقاء السوء والخلطة الفاسدة، ولا سيما إن كان الولد بليد الذكاء، ضعيف العقيدة، متميع الخلق، فسرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار، ومرافقة الفجار، وسرعان ما يكتسب منهم أحط العادات وأقبح الأخلاق، بل يسير معهم في طريق الشقاوة بخطى سريعة، حتى يصبح الإجرام طبعًا من طباعهم، والانحراف عادة متأصلة من عاداتهم. ويصعب بعد ذلك رده إلى الجادة المستقيمة وإنقاذه من وحدة الضلال وهوة الشقاء([47]).

وقد ذكرت كثير من الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي أن معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق يميل أعضاؤها ويشيع عندهم ممارسة الأفعال الإجرامية والمحرمة، ولها دور مؤثر وقوي في دفع الفرد إلى الجنوح والانحراف. فقد أثبتت دراسة مركز أبحاث مكافحة الجريمة على مرتكبي جريمة السرقة المحكوم عليهم في الإصلاحيات ودور الملاحظة الاجتماعية ورعاية الفتيات بأن 14.1% من المحكوم عليهم بجرائم السرقة كان السبب الرئيس فيها هم شلة الأصدقاء.

وفي دراسة أخرى أجريت على مرتكبي جرائم السكر والمخدرات والأخلاقيات والسرقة في إصلاحية الحائر بمدينة الرياض 1404هـ اتضح أن 20.6% منهم ذكروا بصراحة أن سبب ارتكابهم للجريمة هو انتماؤهم لجماعة من الرفاق المنحرفين.

وفي بحث آخر تناول المحكوم عليهم بجرائم جنسية أجري في الإصلاحيات المركزية بالمملكة 1414هـ تبين أن جميع المجرمين الجنسيين يرتبطون بجماعات من الرفاق، وأن الغالبية منهم 59.5% يميلون إلى الارتباط بجماعات ذات حجم كبير من الأصدقاء، وتبين من دراسة أخرى أن 40% من العاطلين كان العامل الرئيس وراء تعاطيهم المخدرات اختلاطهم بأصدقاء يتعاطون المخدرات([48]).

العــــــلاج:

الإسلام بتعاليمه التربوية وجه الآباء والمربين إلى أن يراقبوا أولادهم مراقبة تامة وخاصة في سن التمييز والمراهقة، ليعرفوا من يخالطون ويصاحبون، وإلى أين يغدون ويروحون؟ وإلى أي الأماكن يذهبون ويرتادون؟.

كما وجههم إلى أن يختاروا لهم الرفقة الصالحة، ليكتسبوا منهم كل خلق كريم، وأدب رفيع، وعادة فاضلة.

كما وجههم أن يحذروهم من خلطاء الشر، ورفقاء السوء حتى لا يقعوا في حبائل غيرهم وشباك ضلالهم وانحرافهم.

وعن أبي موسى الأشعري -t- قال: قال رسول الله r: « مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يخديك([52]) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبًا، ونافخ الكير([53]): إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة »([54]).

فهذا الحديث الشريف يفيد في تشبيه بليغ أن الجليس الصالح مثل حامل المسك، إما أن يعطيك بدون مقابل، وإما أن يبيع منك أو على الأقل تنالك ريح طيبة منه، فكذلك الجليس الصالح، إما أن يعطيك أدبًا وخلقًا، وإما أن يهديك نصيحة تنفعك مدة حياتك وبعد وفاتك، أو على الأقل تنالك سمعة حسنة بمجالستك إياه، وإن جليس السوء مثل نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة فصديق السوء إما أن يشجعك على فعل المعاصي والمنكرات أو على الأقل تنالك سمعة سيئة من مصاحبته.

وعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »([55]).

وعن أنس -t- قال: قال رسول الله r: « المرء مع من أحب ولـه ما اكتسب »([56]).

وعن أبي سعيد أنه سمع النبي r يقول: « لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي »([57]).

ولهذا تجد الشاب المتربي على الأخلاق والآداب الإسلامية يبحث عن الشباب الذين يتصفون بهذه الصفات وكذلك العكس صحيح، وهنا يأتي دور الآباء، فعن عائشة -t- قالت: قال رسول الله r: « الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف »([58]).

فما أجدر الآباء والمربين أن يأخذوا بهذه التوجيهات النبوية الكريمة حتى تنصلح أحوال أولادهم، وتسمو أخلاقهم ويظهر في المجتمع أدبهم؛ وحتى يكونوا في الأمة أداة خير ورسل إصلاح ودعاة هداية.

المبحث السادس

حالات الطلاق وما يصحبها من مشكلات

لا يستغنى الولد الصغير عن أبويه فلا يستغنى عن أبيه الذي ينفق عليه، ويحفظه ويحميه ويؤدبه، كما أنه لا يستغنى عن أمه التي ترعاه وتعتنى به وتحنو عليه. والطفل السليم المكتمل بناؤه النفسي والعاطفي هو الطفل الذي ينمو في أسرة متكاملة غير مفككة، يتبادل أفرادها معاني الحب والود، ويرعى كل واحد عواطف صاحبه ومشاعره([59]).

أهمية دور الأم في التربية:

للأم وظيفة مهمة في التربية بالنسبة للطفل الصغير خاصة إذ إن بنائها الجسمي والنفسي مهيء لتحمل أعباء التربية والحضانة والاعتناء بالطفل، فلا يستطيع الرجل أن يسد مكان الأم ودورها في المجتمع، وأقرب مثل لهذا الموضوع ما يشاهد في عالم الحيوان إذ ينتهي دور الذكر بالتلقيح في معظم الحيوانات، أما الأم فلا ينتهي عملها ووظيفتها التربوية حتى يكتمل البناء الجسمي للصغير ويصبح معتمدًا على نفسه في جميع شؤونه.

أما في الإنسان فالقضية أعمق؛ إذ ليس دور الأم فقط تأمين الغذاء للولد، ورعاية بدنه وملابسه فحسب؛ بل إن دورها الأكبر والأعظم هو ذلك الحب المتدفق من قلبها على الولد، وذلك الحنان الذي شعر الولد فيه بالأمن والسعادة فينمو بدنه وعقله ونفسه نموًا متكاملاً، بحيث لو زاد انعزاله عن أمه أكثر من ثلاثة أشهر إلى أن يصل إلى خمسة أشهر فإن نموه العاطفي يختل عن أقرانه من الأطفال، وتعد فترة الطفولة المبكرة خاصة في الفترة من تسعة أشهر إلى ثمانية عشر شهرًا أقصى مراحل الخطر الذي يمكن أن يحدث للطفل من جراء عزله عن أمه.

ونظرًا لأهمية دور الأم بالنسبة للطفل الصغير فإن من محاسن الشريعة الإسلامية أن قدمت النساء على الرجال في رعاية الأطفال؛ لأنهن أخبر بأمور الحضانة والتربية منهم، يقول r : « المرأة أحق بولدها ما لم تتزوج »([60])([61]).

أضرار الطلاق على الأولاد:

يتأثر الوالدان بانفصالهما عن بعضهما البعض، حيث يخسر كل واحد منهما المميزات الطيبة التي كان يتمتع بها من رفيقه، كما أنهما يستريحان من سوء تصرف أحدهما مع الآخر، ولكن الأطفال في العادة يخسرون أكثر من الآباء؛ إذ إن وجودهم بين الأب والأم لـه أهميته البالغة والعميقة في نفوسهم؛ إذ لا يمكن أن ينشأ الولد نشأة معتدلة سوية بدون الأب والأم معًا، فلو فقد ابن أباه في سن السادسة أو السابعة مثلاً، أثر ذلك عليه تأثيرًا سيئًا وربما ساقه هذا الحرمان إلى مص أصابعه وكثر المشاغبات والتبول اللاإرادي.

تدل الإحصاءات على أن تفكك الأسر وخاصة ما كان راجعًا إلى الطلاق من أهم العوامل التي تؤدي إلى جنوح الأحداث وهو مظهر متطرف من مظاهر سوء التكيف الاجتماعي، وقد ترسم في ذهن الطفل الذي قد ينشأ في هذا البيت صورة قبيحة مشوهة عن حياة الأسرة وعن الدور الذي يلعبه كل من الرجل والمرأة في المجتمع، كما أن الطلاق نفسه قد يشعر الطفل بشيء من الخزي والنقص، فهو يحس أنه غريب في مجتمع أغلب أسره متماسكة حيث يعيش معظم الأولاد والبنات مع آبائهم وأمهاتهم([62]).

وقد أثبتت الدراسات الاجتماعية في المملكة أن ظاهرة الطلاق منتشرة واضحة في المجتمع السعودي فبلغت نسبة الطلاق في بعض المدن السعودية كمدينة جدة ارتفاعًا كبيرًا في عام 1404هـ ووصلت إلى 683 حالة وهي أكثر بكثير من الزواج، وتبين من بيانات الزواج والطلاق في محاكم المملكة خلال الفترة 1402 وحتى 1405هـ ازدياد نسبة حالات الطلاق إلى حالات الزواج، حيث ورد عن شعبة الإحصاء بوزارة العدل عام 1405هـ أن معدل الطلاق إلى الزواج في عام 1402هـ يساوي 26% ثم ارتفع المعدل إلى 31% عام 1404هـ وإلى 27% عام 1405هـ.

العـــــلاج:

الإسلام بمبادئه الرشيدة أمر كلاً من الزوجين أن يقوما بالحقوق نحو بعضهما البعض، حتى لا يؤول بهما الأمر إلى نتائج لا تحمد عقباها.

فمن هذه الحقوق: طاعة الزوجة لزوجها بالمعروف فقد روى أنس -t- عن النبي r أنه قال: « المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت »([63]).

وعن قيس بن سعد -t- قال: قال رسول الله r : « لو كنت آمرًا أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها »([64]). وعن أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله r : « أيما امرأة ماتت زوجها راض عنها دخلت الجنة » ([65]).

ومن هذه الحقوق عدم امتناعها عن فراش زوجها إذا طلبها إليه فعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r « إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح »([66]) وفي رواية: « إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها »([67]).

ومن هذه الحقوق أن تحفظ الزوجة للزوج ما لـه ونفسها لقولـه r : « ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في ماله ونفسها »([68]).

ومن هذه الحقوق قيام الزوج بواجب النفقة على الزوجة والأولاد وعن جابر بن عبدالله -t- قال: قال رسول الله r في خطبة الوداع: « اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله... ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف »([70]).

ومن هذه الحقوق أن يغض الزوج طرفه عن بعض نقائص زوجته ولا سيما إن كان لها محاسن ومكاره تغطي هذا النقص فعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r : « لا يفرك([71]) مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر »([72]).

ومن هذه الحقوق معاشرة الزوج زوجته بالمعروف والمزاح معها

وعن عائشة -رضي الله عنها- قال: قال رسول الله r : « خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي »([74]).

وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت مع رسول الله r في سفر قالت: فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال « هذه بتلك السبقة »([75]).

ومن هذه الحقوق استشارة الزوج زوجته في أمور البيت لقولـه r : « أمروا النساء في بناتهن »([76]) أي: استئذنوهن في البنات قبل أن يخطبن.

تكلم أهم الحقوق التي أوجبها الله على كل من الزوجين، وهي حقوق واقعية وعادلة، عندما ينفذها كل من الزوج والزوجة يحصل الوفاق محل الفرقة، وتتحقق المحبة محل الكراهية، ولا يمكن أن يحدث ما يعكر صفو الأسرة.

وفي حال تعذر الوفاق لسوء خلق الزوج أو سوء خلق الزوجة، ولا يمكن بحال أن تتحقق المعيشة بينهم، فعلى الزوج أن يأخذ بالاحتياطات الكاملة قبل إيقاع الطلاق.

وهذه الاحتياطات مرتبة كما يلي:

(1) الوعظ والإرشاد من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

(2) الهجر في المضجع وهي عقوبة نفسية، لعل المرأة تعود إلى صوابها.

(3) الضرب غير المبرح: إذا كان باعتقاده أنه ينفع ويشترط فيه ألا يكون شديدًا، ثم بالتالي ألا يترك أثرًا في جسم المرأة، ويشترط كذلك ألا يكون الضرب في مواضع مؤذية كالوجه والصدر، والبطن، والدليل على ما سبق قولـه r : « اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحد تكرهونه فإن فعلن فاضربوهن ضربًا غير مبرح... »([77]).

وعن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه أنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: « أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت »([78]).

وهو بهذه الشروط إلى التهديد أقرب منه إلى الإيلام والإيذاء فإذا ضربها فإنه يضربها بيده ضربًا خفيفًا أو بمسواك، فإن كانت من النوع الذي لا يضرب ألحقها بأهلها لتتأدب ولا شك أن الرجل الكريم لا يمكن أن يضرب المرأة فعن إياس بن عبدالله أنه قال: قال رسول الله r : « لا تضربوا إماء الله »، فأتاه عمر -t- فقال: يا رسول الله ذئر([79]) النساء على أزواجهن فأذن في ضربهن فأطاف بآل محمد نساء كثير كلهن يشتكين أزواجهن فقال النبي r « لقد أطاف بآل محمد سبعون امرأة كلهن يشتكين أزواجهن ولا تجدون أولئك خياركم»([80]).

وعن عبدالله بن زمعة -t- قال: قال رسول الله r : « لا يجلد أحدكم امرأته جل العبد ثم يجامعها في آخر اليوم »([81])، وفي رواية « ... يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها في آخر يومه »([82]).

(4) وأخيرًا اللجوء إلى التحكيم: وذلك بتدخل وسطاء عقلاء من أهله وأهلها يدرسون المشكلات القائمة بين الزوجين، ويقترحون الحلول العملية لإعادة الوفاق والتفاهم بينهما، لعلها تجدي قبل وقوع الطلاق.

وفي حال تعذر الوفاق بعد الأخذ بهذه المراحل يطلقها تطليقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه لإتاحة الفرصة في إعادة الحياة الزوجية بعد التطليقة الأولى وفي حال وقوع الطلاق أوجب الإسلام على الزوج المتعة ونفقة العدة، ونفقة الأولاد حتى لا تشقى المطلقة ولا يشقى معها أولادها

وعلى الأب أن يخفف وطئة الطلاق على نفوس الأولاد ويكون ذلك بمصارحة الكبار منهم، وإقناعهم بأنه أفضل حل للأسرة، إذ لا يمكن أن تستمر الحياة مع طول الخصام. ويبين لهم أنهم سوف يجتمعون به في أوقات معلومة وبالأم في أوقات معلومة أخرى.

ويحذر الأب كل الحذر من أن يجره حنقه وحقده على المرأة أن ينتقم منها بإيذاء الأولاد، كأن يحرمها من رؤيتهم، فإن هذا من الحرام إلى جانب ما فيه من المضرة بالأولاد يقول عليه الصلاة والسلام في حق من فرق بين الولد وأمه من السبي: « من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة »([86])، فإذا كان هذا في حق السبي من الأطفال والنساء الكفار، فكيف بالحرائر المؤمنات؟ وإذا كان الولد صغيرًا غير مميز فإن أمه أحق به إذا تنازع الوالدان فيه وذلك([87]) لأن « الأم أصلح لـه من الأب؛ لأن النساء أرفق بالصغير، وأخبر بتغذيته وحمله وأصبر على ذلك، وأرحم به فهي أقدر وأخبر وأرحم وأصبر في هذا الموضع، فعنيت الأم في حق الطفل غير المميز بالشرع »([88]).

أما إن كان الولد مميزًا فإنه يخير بين أبويه، فإن اختار الأم كان عندها في الليل، أما النهار فيكون عند الأب ليعلمه ويؤدبه، وأما إن اختار الأب فإنه يبقى عنده ليلاً ونهارًا ويزور أمه ولا يمنع من ذلك، فإن عاد الولد واختار الآخر من الأبوين نقل إليه([89]).

أما إذا خافت المرأة نشوز زوجها وإعراضه عنها إما لمرضها أو لكبر سنها أو لدمامة وجهها، فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما ولو كان في الصلح تنازل الزوجة عن بعض حقوقها ترضيه لزوجها

روى البخاري عن عائشة قالت في هذه الرواية: « هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها، فيريد طلاقها ويتزوج عليها تقول: امسكني ولا تطلقني وتزوج غيري فأنت في حل من النفقة عليّ والقسمة لي »([91]).

قال في المغني: « ومن صالحته على ترك شيء من قسمتها أو نفقتها أو على ذلك كله جاز... وإن رجعت فلها ذلك ». وقال أحمد في الرجل يغيب عن امرأته فيقول لها: « إن رضيت على هذا، وإلا فأتت أعلم فتقول قد رضيت، فهو جائز فإن شاءت رجعت »([92]).

إحصائيات الطلاق في المملكة والرياض من عام 1409هـ حتى 1422هـ

عام 1409هـ في المملكة 13234 وفي الرياض 2702.

عام 1412هـ في الرياض 3098.

عام 1413هـ في الرياض 2825.

عام 1414هـ في الرياض 3518.

عام 1415هـ في المملكة 12192 وفي الرياض 3449.

عام 1416هـ في المملكة 14054 وفي الرياض 3721.

عام 1419هـ في المملكة 17528 وفي الرياض 4017.

عام 1421هـ في الرياض 4221.

عام 1422هـ في الرياض 4917.

(تم الحصول عليها من محكمة الضمان والأنكحة بالرياض).


المبحث السابع

النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات

من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد احتداد النزاع، واستمرار الشقاق ما بين الأب والأم في أعظم ساعات الاجتماع واللقاء. فالولد حين يفتح في البيت عينيه، ويرى ظاهرة الخصومة أمام ناظريه، سيترك حتمًا جو البيت القاتم، ويهرب من محيط الأسرة الموبوء، ليفتش عن رفاق يقضي معهم جل وقته ويصرف في مخالطتهم معظم فراغه، فهؤلاء إن كانوا قرناء سوء ورفاق شر، فإنه سيدرج معهم على الانحراف ويتدنى بهم إلى أرذل الأخلاق وأقبح العادات، بل إن انحرافه سيتأكد وإن إجرامه سيتحقق ليصبح أداة حظر وبلاء على العباد والبلاد([93]).

لهذا فإن معظم الأطفال المشكلين يأتون من منازل مفككة ومنازل تكثر فيها الاحتكاكات بين الزوجين([94]).

العـــــلاج:

والإسلام بمبادئه الحكيمة الخالدة رسم للخاطب المنهج القويم في حسن اختيار الزوجة، كما رسم لأولياء المخطوبة الطريق الأفضل في حسن اختيار الزوج، وما ذاك إلا لتحقيق المودة والمحبة والتفاهم والتعاون بين الزوجين، ثم بالتالي البعد عن كل احتمال للمشكلات العائلية والخصومات الزوجية، ولهذا فقد ذكر أهل العلم الأسس الصحيحة في اختيار الزوج والزوجة وهي:

1- الاختيار على أساس الدين:

نقصد بالدين الفهم الحقيقي للإسلام، والتطبيق العملي السلوكي لكل فضائله السامية، فعندما يكون الخاطب أو المخطوبة على هذا المستوى من الفهم والتطبيق والالتزام يمكن أن نطلق على أحدهما أنه ذو دين وذو خلق، ولهذا أرشد النبي r راغبي الزواج بأن يظفروا بذات الدين لتقوم الزوجة بواجبها الأكمل في أداء حق الزوج وأداء حق الأولاد وأداء حق البيت على النحو الذي أمر به الإسلام.

عن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r « تنكح المراة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك »([95]).

وعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله r : « الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة »([96]).

وبالمقابل أرشد النبي r أولياء المخطوبة بأن يبحثوا عن الخاطب ذي الدين والخلق ليقوم بالواجب الأكمل في رعاية الأسرة وأداء حقوق الزوجية، وتربية الأولاد والقوامة الصحيحة، وتأمين حاجات البيت بالبذل والإنفاق، فعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r ك « إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجه، ألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض »([97]).

2- الاختيار على أساس الأصل والشرف:

من القواعد التي وضعها الإسلام في اختيار أحد الزوجين للآخر أن يكون الانتقاء لشريك الحياة من أسرة عريقة عرفت بالصلاح والخلق وأصالة الشرف، لكون الناس معادن يتفاوتون فيما بينهم وضاعةً وشرفًا، فعن أبي هريرة -t- قال: قال رسول الله r : « خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا »([98]).

وقال رسول الله r : « تخيروا لنطفكم وانكحوا الأيامى وانكحوا إليهم»([99]).

3- الاغتراب في الزواج:

من توجيهات الإسلام الحكيمة في اختيار الزوجة تفضيل المرأة الأجنبية على النساء ذوات النسب القريبات حرصًا على نجابة الولد، وضمانًا لسلامة جسمه من الأمراض السارية والعاهات الوراثية وتوسيعًا لدائرة التعارف الأسرية، وتمكينًا للروابط الاجتماعية، وقد نصت عليه أي الابتعاد عن زواج الأقارب كتب الفقهاء وخاصة الشافعية والحنابلة.

ففي كتاب المنهاج للإمام النووي قال ما نصه: « ويستحب دَيِّنَةٍ بكر نسيبة ليست قرابة قريبة »([100]).

وقال البهوتي في كشاف القناع: « ويستحب أن تكون أجنبية، قال لأن ولدها يكون أنجب، ولأنه لا يأمن من الطلاق فيفض مع القرابة إلى قطيعة الرحم المأمور بصلتها.

وأما حديث: « اغتربوا لا تضووا » أو حديث « فيقضي لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويًا » -أي ضعيفًا-. فإن أهل الصناعة الحديثية لم يثبتوه، قال ابن حجر في التلخيص الحبير([101]) نقلاً عن الحافظ ابن الصلاح قولـه: « لم أجد لـه أصلاً معتمدًا »، قال الحافظ وقد وقع في غريب الحديث لابن قتيبة قال جاء في الحديث: « اغتربوا لا تضووا » وفسره فقال هو من الضاوي وهو النحيف الجسم.

4- تفضيل ذوات الأبكار:

من توجيهات الإسلام الرشيدة في اختيار الزوجة، تفضيل المرأة البكر على المرأة الثيب لِحِكَمٍ بالغة وفوائد عظيمة.

فمن هذه الفوائد: حماية الأسرة مما ينغص عيشها ويوقعها في حبائل الخصومات وينشر في أجوائها ضباب المشكلات والعداوات، وفي الوقت نفسه تمكين لأواصر المحبة الزوجية، لكون البكر مجبولة على الأنس والألفة بأول إنسان تكون في عصمته وتلتقي معه وتتعرف عليه، بعكس المرأة الثيب لا تجد في الزوج الثاني الألفة التامة والمحبة المتبادلة، والتعلق القلبي الصادق للفرق الكبير بين أخلاق الأول ومعاملة الثاني.

وقد ألمح النبي r عن بعض الحكم بالزواج بذوات الأبكار فقال « عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهًا وأنتق أرحامًا وأرضى باليسير »([102]).

وعن جابر -t- قال: كنا مع النبي r في غزوة فلما قفلنا كنا قريبًا من المدينة قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس قال: « تزوجت؟ » قلت: نعم، قال: « أبكر أم ثيب » قلت: بل ثيب. قال: « فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك... »([103]).

5- تفضيل الزواج بالمرأة الولود:

من توجيهات الإسلام في اختيار الزوجة المرأة الولود، وتعرف بشيئين:

الأول: سلامة جسمها من الأمراض التي تمنع من الحمل ويستعان بمعرفة ذلك بالمختصين.

الثاني: النظر في حال أمها وحال أخواتها المتزوجات، فإن كنَّّ من الصنف الولود فعلى الغالب هي تكون كذلك.

ومن المعلوم طبًا أن المرأة حين تكون من الصنف الولود تكون في الغالب في صحة جيدة وجسم قوي سليم وتستطيع أن تنهض بأعبائها المنزلية وواجباتها التربوية وحقوقها الزوجية على أحسن وجه. من هنا حث رسول الله r الأزواج أن يفتشوا عن المرأة الولود فقال: « تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم »([104]).

تلكم هي أهم مبادئ الزواج وأهم ارتباطاته بقضايا التربية؛ فالإسلام يعالج تربية الأولاد من تكوين الخلية الأولى للأسرة لهذا شرع هذه الأسس والقواعد في اختيار شريك الحياة حتى لا يقع الخلاف والنزاع والشقاق.

 
 

 

عرض البوم صور darla   رد مع اقتباس
قديم 06-11-07, 06:07 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سندريلا ليلاس


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 11023
المشاركات: 5,556
الجنس أنثى
معدل التقييم: darla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عاليdarla عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 758

االدولة
البلدBarbados
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
darla غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : darla المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي

 

المبحث الثامن

انتشار البطالة في المجتمع

من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد، انتشار البطالة بين أفراد الأمة، وطبقات المجتمع. فالأب الذي لـه زوجة وأولاد، ولم يتيسر لـه سبل العمل، ولم تتأمل لـه طرائق الكسب، ولم يوجد من المال ما يسد به جوعته، وجوعة أهله وأولاده، ويؤمن لهم حاجاتهم الضرورية ومطالبهم الحيوية، فإن الأسرة بأفرادها ستتعرض للتشرد والضياع، وإن الأولاد سيدرجون نحو الانحراف والإجرام، وربما فكر رب الأسرة مع من يقوم بأمرهم من أهل وولد، أن يحصلوا على المال عن طريق حرام، ويجمعوه من وسائل غير مشروعة، كالسرقة والاغتصاب والرشوة. ومعنى هذا أن المجمع حلت فيه الفوضى وأصيب بالدمار والانهيار([105]).

وتعرف البطالة بأنها « الحالة التي يكون فيها الشخص قادرًا على العمل، ولكن لا يوجد العمل والأجر المناسبين([106])». وتشير الدراسات التي أجريت عام 1423هـ إلى أن عدد العاطلين عن العمل في المملكة يقدر بنحو (600 ألف نسمة) وأن قوة العمل تقدر بنحو (70240 ألف نسمة). وإن معدل البطالة كتقدير أولى تبلغ 7.7%، وإن عدد حالات المنتحرين بلغت 400 حالة لعام 1420هـ حسب إحصاءات وزارة الداخلية، وكان من بينهم ذوو مؤهلات عليا إضافة إلى أن هناك نسبة لا يستهان بها من المدمنين هم من المتعطلين (الدراسة أجريت عام 1423هـ).

وفي دراسة أخرى (1423هـ) تقول إن البطالة بدأت منذ فترة قصيرة في المملكة إلا أنها وفقًا لدراسة مجلس القوى العاملة وصلت سريعًا إلى 614000 مواطن لتتجاوز 14% من حجم القوى العاملة في المملكة([107])، وهناك آثار خطيرة للبطالة فمن الناحية الاجتماعية تورث البطالة الفقر وتدني مستوى المعيشة وزيادة معاناة العاطل من المشكلات الاجتماعية داخل أسرته وخارجها، والإحساس بالاغتراب عن المجتمع بمعنى شعور الفرد بأن إمكاناته وقدراته ليست ملكًا لـه.

كما أن للبطالة آثارًا اقتصادي من أهمها إهدار الطاقة البشرية للعاطل ونقص في الدخل الفردي ونقص في مستوى الاستهلاك ونقص في مستوى الادخار وتدني مستوى المهارة، وارتفاع نسبة تكلفة الإنفاق على البطالة.

كما أن البطالة آثار نفسية خطيرة منها الشعور بالإحباط والفشل وحالات الاكتئاب والقلق القهري وفقدان احترام الذات والتشكيك في القدرة الذاتية والانتحار وهو من أخطر الآثار النفسية التي قد يتعرض لها العاطل كما تؤدي البطالة إلى الإدمان([108]).

هذا ويتضح من الدراسات أن أكثر دخل العاطلين عن العمل كان حوالي أقل من 1000 ريال شهريًا (40.4%) يليهم من كان دخله من 1000 إلى أقل من 3000 ريال (38.1%) يليهم من كان دخله من 3000 إلى 5000 ريال ومن 5000 إلى 7000 ريال (8.3%) لكل فئة.

ويتضح من الدراسات أيضًا إلى أن غالبية جرائم العاطلين هي المسكرات والمخدرات وتمثل 54.2% يليها السرقة والاحتيال 21.9% يليها الجرائم الأخلاقية 13.5% وأقلها جرائم القتل والاعتداء 7.3%.

ويتضح من الدراسات أن غالبية العاطلين يفيدون أن السبب الرئيسي لارتكاب الجريمة الحاجة للمال 46.8%.

العـــــــلاج:

الإسلام بسنه مبادئ العدالة الاجتماعية ورعاية حق الفرد والمجتمع قد عالج البطالة بأنواعها سواء كانت بطالة مضطر أو بطالة كسول، أما علاجه لبطالة المضطر الذي لا حيلة لـه في إيجاد العمل مع رغبته فيه وقدرته عليه فيتحقق بشيئين:

1- وجوب تكفل الدولة لـه في تأمين سبل العمل.

ورد في الحديث عن أنس -t- أن رجلاً من الأنصار أتى النبي r فسأله فقال: « أما في بيتك شيء؟ » قال: بلى حِلس (كساء غليظ) تلبس بعض ونبسط بعضه وقعب (إناء) نشرب فيه الماء قال: « ائتني بهما » فأتاه بهما فأخذهما رسول الله r بيده وقال: « من يشتري هذين؟ » قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري وقال: « اشترِ بإحداهما طعامًا فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدومًا فائتني به » فأتاه به فشد فيه رسول الله r عودًا بيده ثم قال: « اذهب واحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يومًا » ففعل فجاءه وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا فقال رسول الله r: « هذا خير لك من أن تجيء والمسألة نكتة في وجهك يوم القيامة »([109]).

فالرسول r لم يجبه إلى المسألة ولكنه في الوقت نفسه لم يدعه وإنما دلـه على العمل، فيجب على الدولة المسلمة أن توظف مواطنيها إذ استطاعت، فإن لم تستطع وجب عليها أن تهيئهم للعمل في القطاع الخاص، ولكن قبل هذا يجب عليها بالتعاون مع رجال الأعمال والقطاع الخاص أن تنشئ معاهد وكليات ومراكز تدريب ولا تكتفي حث القطاع الخاص على استقطاب الشباب، بل إجباره في بعض الأحيان لأن هذا لا يجدي لأن القطاع الخاص يريد يدًا عاملة مدربة كما أن من الملاحظ أنه لا يكتفى أن تجبر المؤسسات الخاصة بتوظيف السعوديين بل لابد من متابعتهم وهل يؤدون عملهم على الوجه المطلوب أم لا؛ لأن كثيرًا منهم لا يواظبون على عملهم ويحتجون بأن الدولة قد وظفتهم بأمر منها فتراهم لا يأتون إلا بعض الوقت ويغيبون كثيرًا فلابد من معاقبة أمثال هؤلاء.

2- وجوب مساعدة الدولة والمجتمع للعاطل حتى يجد سبيل العمل.

يجب على الحاكم المسلم أن يساعد العاطل عن العمل بأن يعطيه مبلغًا من المال يكفيه ويكفي أولاده حتى يجد عملاً كما هو الحال في كثير من الدول الأوربية وبعض الدول في العالم.

كما يجب على المجتمع أن يساعدهم فقد روى مسلم عن أبي سعيد الخدري -t- قال: « قال رسول الله r: « من كان عنده فضل ظهر([110]) فليعد به على من لا ظهر لـه، ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد لـه » قال: أي الراوي فذكر من أصناف المال حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل »([111]).

ورد في الحديث عن رسول الله r أنه قال: « ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به »([112]).

أما علاجه لبطالة الكسول الذي يكره العمل مع وجوده وقدرته عليه: فيكون بمراقبة الدولة لـه؛ فإن شعرت به أنه قصر عن العمل وقعد عنه نصحته إلى ما فيه خيره ومنفعته، فإن أبى ساقته بالقوة إليه، وألزمته به. فقد روى ابن الجوزي عن عمر بن الخطاب -t-: أنه لقى قومًا لا يعملون فقال: ما أنتم؟ قالوا متوكلون، فقال كذبتم... إنما المتوكل رجل ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله([113]).

والذي يفهم من كلام عمر -t- وتوجيهه أن الزكاة في الإسلام لا تعطي إلا لسد حاجة وتأمين سبل العمل حتى لا تكون مدعاة للكسل وسببًا للقعود والتواكل.

وأما إن كان العجز أو الشيخوخة أو المرض سببًا للبطالة فعلى الدولة أن تراعي حق هؤلاء وتؤَمِّن لهم سبل العيش الأفضل وطريق الكفالة الحق بغض النظر عن كون العاجز أو الكبير مسلمًا أو غير مسلم، ومما يدل على هذا ما ورد أن عمر بن الخطاب -t- مر على باب قوم وعليه سائل يسأل وكان شيخًا كبيرًا ضرير البصر فضرب عضده من خلفه وقال من أي أهل الكتاب أنت؟ فقال يهودي قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال أسأل الجزية والحاجة والسن، فأخذه عمر إلى منزلـه فرضخ لـه بشيء (أي أعطاه شيئًا من المنزل ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال لـه أنظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه، إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم، إنما الصدقات للفقراء والمساكين، وهذا من مساكين أهل الكتاب([114]).

هذه هي معالجة الإسلام للبطالة معالجة رحيمة وحكيمة وعادلة وهذا يدل على أن الإسلام دين الرحمة والإنسانية والعدالة([115]).

الخاتمـــة

1- من الأمور التي كاد يجمع عليها علماء الأخلاق والاجتماع، ورجال التربية والتعليم أن المربي سواء كان معلمًا أو أبًا أو أمًا أو مرشدًا ربانيًا حين يبذل قصارى جهده ويشحذ غاية اهتمامه في تنفيذ المنهج الرباني الذي أنزله الله U، وتطبيق هذا النظام الذي قعدت أصوله وفروعه الشريعة الإسلامية، فمن المؤكد أن الولد ينشأ على الإيمان والتقوى ويتدرج على الفضيلة والأخلاق، ويظهر أمام المجتمع بأفضل ما يظهر به إنسان ناضج العقل مكتمل الخلق حسن السيرة والسلوك.

2- ضعف الوازع الديني من الأسباب الرئيسة في انحراف الأولاد وقد تبين في ثنايا هذا البحث بأن ضعف الوازع الديني كان سببًا في ارتكاب كثير من الجرائم والعلاج لا يمكن أن يكون ناجعًا إلا بتربية أولادنا على العقيدة الإسلامية ومراقبة الله U.

3- تبين لنا من خلال البحث أن الولد لا يمكن أن يستقيم وينصلح أمره، والمربي لم يأخذ بمنهج الإسلام في التربية وبنظامه في التكوين والإعداد وقد رأينا كيف يسيء بعض الآباء والأمهات إلى أولادهم حينما يقسون عليهم في التربية أو يكلون تربيتهم إلى الخدم والخادمات، وما أحسن ما فعله عمر -t- حين علم أن أبًا لم يقم بحق ولده عليه في انتقاء أمه وتحسين اسمه وتعليمه القرآن... فلم يلبث إلا أن صرخ في وجهه قائلاً جئت إليّ تشكوا عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك، فجعل -t- الأب حين أهمل تربية ولده هو المسئول الأول عن عقوقه وانحرافه.

4- كما تبين لنا من خلال البحث كيف أن الفراغ كان سببًا رئيسًا في انحراف الأولاد، فقد تبين أن 40.1% من المحكوم عليهم بجرائم جنسية لديهم أوقات فراغ طويلة في اليوم تمتد من 7 إلى 12 ساعة، وهناك 35% من المجرمين يشعرون بفراغ طويل أكثر من 12 ساعة يوميًا وبينا أن العلاج يكون بشغل فراغ الأولاد بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم.

5- تبين في البحث أن من العوامل الكبيرة التي تؤدي إلى انحراف الولد رفقاء السوء والخلطة الفاسدة، ولقد ذكرت كثير من الدراسات التي أجريت في المجتمع السعودي أن معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق يميل أعضاؤها ويشيع عندهم ممارسة الأفعال الإجرامية المحرمة والعلاج يكون بأن يراقب الآباء والأمهات أولادهم مراقبة تامة خاصة في سن التمييز والمراهقة، ليعرفوا من يخالطون، ويصاحبون، وإلى أين يغدون ويروحون.

6- كما تبين لنا في ثنايا البحث أن الطلاق سبب رئيسي في انحراف الأولاد وأن نسبة الطلاق منتشرة وواضحة في المجتمع السعودي وأن العلاج يمكن في أن يقوم كل من الزوجين بأَداء حقوقه ناحية الآخر وأن تتخذ الاحتياطات الشرعية قبل الطلاق من الوعظ والإرشاد والهجر في المضاجع والضرب غير المبرح وأخيراً اللجوء إلى التحكيم.

7- من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد احتداد والنزاع واستمرار الشقاق بين الزوجين والعلاج يمكن في الاختيار على أساس الدين والأصل والشرف والاغتراب في الزواج، واختيار ذوات الأبكار والزواج بالمرأة الودود الولود.

8- البطالة سبب رئيس في انحراف الأولاد وقد انتشرت في مجتمعنا انتشارًا كبيرًا وعلاجها يكمن في تأمين سبل العمل للعاطلين سواء أكان ذلك في أجهزة الدولة أم في القطاع الخاص بعد تدريبهم وتعليمهم حتى يكونوا منتجين. أما إذا كانت البطالة بطالة كسل وخمول فينبغي سوقه بالقوة إلى العمل وإلزامه به إذا كان محتاجًا للعمل، فإن كان سبب البطالة العجز أو الشيخوخة أو المرض فعلى الدولة أن ترعى حق هؤلاء وتؤمن لهم سبل العيش الأفضل. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد r.

([1]) راجع: تربية الأولاد في الإسلام/ عبدالله علوان (1/ 135).

والمشكلات النفسية عند الأطفال/ د. زكريا الشربيني ص(23، 29، 120، 134) القاهرة، دار الفكر العربي، 1414هـ-1994م.

ومسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة/ عدنان باحارث ص(531) جدة، دار المجتمع للنشر والتوزيع، ط5/ 1417-1996م.

([2]) راجع: الظاهرة الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي للدكتور محمد السيف ص(58).

([3]) سورة النحل، من الآية (90).

([4]) سورة آل عمران، من الآية (134).

([5]) سورة آل عمران، من الآية (159).

([6]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب البر، باب فضل الرفق (4/2003-2004) حديث رقم (2593).

([7]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب البر، باب فضل الرفق (4/2003) حديث رقم (2592).

([8]) أخرجه أحمد في المسند (1/415)، والترمذي في السنن، كتاب صفة القيامة (40/456) حديث رقم (2488)، وقال حديث حسن غريب.

([9]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب التوحيد، باب قول الله تبارك وتعالى: (13/358) حديث رقم
(7376)، ومسلم في الصحيح، كتاب الفضائل، باب رحمته r (4/1809) حديث رقم (2319).

([10]) أخرجه أحمد في المسند (2/160)، وأبوداود في السنن، كتاب الأدب، باب في الرحمة
(5/231) حديث (4941)، والترمذي في السنن، كتاب البر، باب ما جاء في رحمة المسلمين (4/323، 324) حديث رقم (1924)، وقال حديث حسن صحيح.

([11]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة... (3/1642) حديث رقم (12/2068).

([12]) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/156)، والهيثمي في مجمع الزوائد في كتاب الزهد، باب ما جاء في المتنعمين والمتنطعين (10/250)، وقال رواه أحمد ورجاله ثقات.

([13]) راجع الظاهر الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي ص(198).

([14]) راجع: ظاهرة الخدم في الأسرة السعودية ص(90) الرياض، دار الشواف للنشر، 1993م.

([15]) راجع: ظاهرة الخدم في الأسرة السعودية ص(99، 100).

([16]) راجع: الظاهرة الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي ص(198).

([17]) راجع مسئولية الأب المسلم في تربية الولد ص(556-558)، وظاهرة الخدم في الأسر السعودية ص(100).

([18]) راجع مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة ص(559، 560).

([19]) سورة التحريم، الآية (6).

([20]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الأحكام، باب قول الله تعالى: « أطيعوا الله » (3/111) حديث رقم (7138)، ومسلم في الصحيح، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام (3/1459) حديث رقم (1829).

([21]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الأحكام، باب من استرعى رعية (13/127) حديث رقم (1151)، ومسلم في الصحيح، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل (3/1260) حديث رقم (1832).

([22]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل (3/1458) حديث رقم (1827).

([23]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره (2/978) حديث رقم (1341).

([24]) راجع مسئولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة ص(561 حتى 562).

([25]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء (10/456) حديث رقم (6038)، ومسلم في الصحيح، كتاب الفضائل، باب كان رسول الله r أحسن الناس خلقًا (4/1804) حديث رقم (2390).

([26]) سورة الأحزاب، من الآية (33).

([27]) راجع: تربية الأولاد في الإسلام (1/129).

([28]) راجع: مسئولية الأب المسلم في تربية الولد ص(567).

([29]) الظاهرة الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي (89).

([30]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الرقاق، باب ما جاء في الرقاق (11/229) حديث رقم (6412).

([31]) الطب الروحاني لابن الجوزي ص(51)، تحقيق أبوهاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، مكتبة الثقافة الدينية القاهرة، 1406هـ.

([32]) صيد الخاطر ص(50) لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي، مراجعة وتعليق علي الطنطاوي، وتحقيق: ناجي الطنطاوي دمشق، دار الفكر، ط2، 1398هـ.

([33]) راجع مسئولية الأب المسلم في تربية الولد ص(570).

([34]) راجع: الظاهرة الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي ص(93).

([35]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة
(1/209) حديث رقم (233).

([36]) أخرجه أحمد في المسند (5/317)، وأبوداود في السنن، كتاب الصلاة، باب في المحافظة على وقت الصلوات (1/295، 296) حديث رقم (425)، والنسائي في المجتبى من السنن، كتاب الصلاة، باب المحافظة على الصلوات الخمس (1/230)، وابن ماجه في السنن، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها (1/448) حديث رقم (1401)، وصححه ابن حبان، أورده الهيثمي في موارد الظمآن حديث رقم (252).

([37]) أخرجه أبوداود بلفظه عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده في السنن، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة (1/334) حديث رقم (495)، وبمعناه عن سَبْرَة بن معبد الجهني: أخرجه أحمد في المسند (3/404)، وأبوداود في المصدر السابق (1/332) حديث رقم
(494)، والترمذي في السنن، كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الصبي بالصلاة (2/259) حديث رقم (407)، وقال حسن صحيح، وليس عندهم ذكر التفريق في المضاجع.

([38]) سورة الأنفال، من الآية (60).

([39]) سورة الزمر، من الآية (9).

([40]) هذا الحديث مخرج من طريقين:

الأولى: من رواية عمرو بن ميمون الأودي مرسلاً، أخرجه عبدالله بن المبارك في الزهد، باب التحضيض على طاعة الله U ص(2) حديث رقم (2)، وذكره السيوطي في الجامع الصغير (2/16) حديث رقم (1210)، وعزاه لأحمد في الزهد، وأخرجه ابن نعيم في الحلية (4/148) ضمن ترجمة عمرو بن ميمون.

الطريقة الثانية: من رواية ابن عباس -رضي الله عنهما- موصولاً أخرجه الحاكم في المستدرك (4/306) كتاب الرقاق، باب نعمتان مغبون فيهما وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

([41]) أخرجه أحمد في المسند (4/144)، والدارمي في السنن، كتاب الجهاد، باب فضل الرمي
(2/204، 205) وأبوداود في السنن، كتاب الجهاد، باب في الرمي (3/28، 29) حديث رقم (2513)، والترمذي في السنن، كتاب الفضائل، باب ما جاء في فضل الرمي (4/174) حديث رقم (1637)، والنسائي في المجتبى من السنن ، كتاب الخيل، باب تأديب الرجل فرسه (6/222، 223)، وابن ماجه في السنن، كتاب الجهاد، باب الرمي في سبيل الله
(2/940) حديث رقم (2811).

([42]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي (3/1522) حديث رقم(1917).

([43]) أخرجه مسلم في المصدر نفسه (3/1523) حديث رقم (1919).

([44]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب المناقب، باب نسبة ؟؟؟ إلى إسماعيل (6/537) حديث رقم (3507).

([45]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب العيدين، باب الحراب والدَّرق يوم العيد (1/302) حديث رقم (950)، وأخرجه مسلم في الصحيح، كتاب صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد (2/609) حديث رقم (19/892)، أما قولـه: « لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة » فقد رواه السراج من طريق أبي الزناد عن عائشة عن النبي r.

([46]) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة -t- في الصحيح، كتاب القوة، باب في الأمر في القوة وترك العجز (4/2052) حديث رقم (34/2664).

([47]) راجع: تربية الأولاد في الإسلام ص(133).

([48]) راجع: الظاهرة الإجرامية في ثقافة وبناء المجتمع السعودي ص(69).

([49]) سورة الفرقان، الآيات (27-29).

([50]) سورة ق، الآية (27).

([51]) سورة الزخرف، الآية (67).

([52]) أي يعطيك مجانًا.

([53]) بكسر الكاف زق ينفخ فيه الحداد.

([54]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب الذبائح، باب المسك (9/660) حديث رقم (5534)، ومسلم في الصحيح، كتاب البر، باب استحباب مجالسة الصالحين (4/2026) حديث رقم
(146/2628).

([55]) أخرجه أحمد في المسند (2/303)، وأخرجه أبوداود في السنن، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس (5/168) حديث رقم (4833)، وأخرجه الترمذي في السنن، كتاب الزهد، باب (45-4/559) حديث رقم (2368)، وقال: حديث حسن غريب، وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب البر، باب المرء على دين خليله (4/171)، وقال:صحيح إن شاء الله تعالى ووافقه الذهبي.

([56]) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب الزهد، باب ما جاء أن المرء مع من أحب (4/595) حديث رقم (2386)، وأخرج نحوه أحمد في المسند (3/282).

([57]) أخرجه أحمد في المسند (3/38)، والدارمي في السنن، كتاب الأطعمة، باب من كره أن يطعم (2/103)، وأخرجه أبوداود في السنن، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس
(5/167) حديث رقم (4832)، وأخرجه الترمذي في السنن، كتاب الزهد، باب ما جاء في صحبة المؤمن (4/600) حديث رقم (2395).

([58]) أخرجه البخاري تعليقًا من رواية عائشة -رضي الله عنها- في الصحيح، كتاب الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة (6/369) حديث رقم (3336)، قال ابن حجر في فتح الباري (6/369):

وصله المصنف في الأدب المفرد عن عبدالله بن صالح عن الليث، وأخرجه من رواية أبي هريرة مسلم في الصحيح، كتاب البر، باب الأرواح جنود مجندة (4/2031) حديث رقم (159/2688).

([59]) راجع مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة ص(543).

([60]) أخرجه الدارقطني في السنن، كتاب النكاح، باب المهر (3/3045) حديث رقم (219).

([61]) راجع مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة ص(543، 544).

([62]) التكيف الاجتماعي للأطفال، تأليف لايندس بول ه، وجون هاير ص(89، 90)، ترجمة السيد محمد عثمان وإشراف عبدالعزيز القوصي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط2-1962م نقلاً عن مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد ص(505).

([63]) أخرجه البزار، ذكره الهيثمي في كشف الأستار، كتاب النكاح، باب ثواب من أطاعت زوجها (2/181)، حديث رقم (1473)، وأخرجه أبونعيم في الحلية (6/308)، ضمن ترجمة الربيع بن صبيح.

([64]) أخرجه أبوداود في السنن، كتاب النكاح، باب في حق الزوج (2/604)، حديث رقم (41)، والحاكم في المستدرك، كتاب النكاح، باب التشديد في العدل (2/187)، وقال: « صحيح الإسناد ولم يخرجاه »، ووافقه الذهبي وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب القسم والنشوز، باب ما جاء في عِظَم حق الزوج (7/291).

([65]) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب الرضاع، باب ما جاء في حق الزوج (3/466)، حديث رقم (1161)، وابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب حق الزوج (1/595)، حديث رقم (1854)، والحاكم في المستدرك، كتاب البر والصلة، باب أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة (4/173)، وقال: « صحيح الإسناد ولم يخرجاه »، ووافقه الذهبي.

([66]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين (6/314)، حديث رقم (3237)، ومسلم في الصحيح، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها (2/1060)، حديث رقم (122/1436).

([67]) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة -t- في المصدر نفسه حديث رقم (1121/1436).

([68]) أخرجه ابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب أفضل النساء (1/596)، حديث رقم (1857)، قال في الزوائد في إسناده علي بن يزيد، قال البخاري منكر الحديث وعثمان بن أبي العاتكة مختلف فيه، والحديث رواه النسائي من حديث أبي هريرة وسكت عليه ولـه شاهد من حديث عبدالله بن عمر.

([69]) سورة البقرة، من الآية (233).

([70]) أخرجه مسلم في الصحيح ضمن حديث عن حجة الوداع، كتاب الحج، باب حجة النبي r (2/886، 887) حديث رقم (147/1218).

([71]) لا يفرك أي: لا يبغض.

([72]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء (2/1091)، حديث رقم
(61/1469).

([73]) سورة النساء، من الآية (19).

([74]) أخرجه الدارمي في السنن، كتاب النكاح، باب في حسن معاشرة النساء (2/159)، والترمذي في السنن، كتاب المناقب، باب فضل أزواج النبي r (5/709)، حديث رقم
(2895)، وقال حسن غريب صحيح.

([75]) أخرجه باب أحمد في المسند (6/39)، وأبوداود في السنن، كتاب الجهاد، باب في السبق على الرجل (3/65، 66) حديث رقم (2578)، وأخرجه النسائي، ذكره المزي في تحفة الأشراف (2/121)، في عشرة النساء، وقال المحقق في الكبرى الحديث (16761). وابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء (1/636)، حديث رقم (1979).

([76]) أخرجه أبوداود مختصرًا في السنن (2/232) بلفظ آمروا النساء، وأخرجه عبدالرزاق في المصنف (6/149) والطبراني في الكبير (17/138)، وقال ابن حبان في المجروحين (3/111) فيه يحيى بن أبي أنيسة كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وقال في عون المعبود (6/84 قال المنذري فيه رجل مجهول.

([77]) سبق تخريجه ص( ).

([78]) أخرجه أحمد في المسند (4/446، 447)، وأبوداود في السنن، كتاب النكاح، باب في حق المرأة على زوجها (2/606)، حديث رقم (2142)، وابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب حق المرأة على الزوج (1/593، 594) حديث رقم (1850).

([79]) ذئر أي: اجترأن.

([80]) أخرجه أبوداود في السنن، كتاب النكاح، باب في ضرب النساء (2/608)، حديث رقم
(2146)، وابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب ضرب النساء (1/638)، حديث رقم (1985)، وابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن ص(319، 320)، حديث رقم
(1316)، والحاكم في المستدرك، كتاب النكاح، باب حق الزوج على الزوجة، وقال
« صحيح الإسناد »، ووافقه الذهبي.

([81]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب النكاح، باب ما يكره من ضرب النساء (9/302)، حديث رقم (5204)، ومسلم في الصحيح، كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب النار يدخلها الجبارون (4/2191)، حديث رقم (49/2855).

([82]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب التفسير، باب سورة والشمس وضحاها، حديث رقم
(4942)، وأخرجه مسلم في المصدر السابق.

([83]) سورة النساء، الآيات (34-35).

([84]) سورة البقرة، الآية (230).

([85]) سورة البقرة، من الآية (236).

([86]) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب السير، باب في كراهية التفريق بين السبي (4/134) حديث رقم (1566)، وقال: الحديث حسن غريب.

([87]) راجع: مسئولية الأدب المسلم في تربية الولد ص(551، 522).

([88]) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (34/122)، تحقيق محمد حامد الفقي، دار المعرفة بيروت، د. ت.

([89]) انظر: فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (34/128).

([90]) سورة النساء، من الآية (128).

([91]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب النكاح، باب وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا (3/390) حديث رقم (5206).

([92]) المغني لابن قدامة (7/48) القاهرة، دار هجر، 1409هـ، تحقيق د/ عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وعبدالفتاح الحلو.

([93]) تربية الأولاد في الإسلام (1/123).

([94]) راجع مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد، ص(547).

([95]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين (9/132)، رقم الحديث (5090)، ومسلم في الصحيح، كتاب الرضاع، باب استحباب نكاح ذات الدين
(2/1086)، رقم الحديث (53/1466).

([96]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب الرضاع، باب خير متاع الدنيا (2/1090) حديث رقم
(64/1467).

([97]) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب النكاح، باب ما جاء فإذا جاءكم من ترضون (3/394، 395)، حديث رقم (1084)، وابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب الكفاء (1/632)، والحاكم في المستدرك، كتاب النكاح، باب من أعطاه الله (2/164).

([98]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب التفسير، باب لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين (8/362) حديث رقم (4689)، وأخرجه في أبواب أخر ومسلم في الصحيح، كتاب الفضائل، باب من فضائل يوسف -u- (4/1846)، حديث رقم (168/2378).

([99]) أخرجه ابن ماجه في السنن (1/633) برقم (1768)، قال الحافظ ابن حجر في الفتح
(9/125)، وأخرجه أبونعيم من حديث عمر، وفي إسناده مقال، وحديث عائشة صححه الحاكم في الفتح، وأخرجه كذلك البيهقي في السنن الكبرى (7/133).

([100]) (2/413).

([101]) (3/146).

([102]) أخرجه ابن ماجه في السنن، كتاب النكاح، باب تزويج الأبكار (1/598)، حديث رقم
(1861)، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب النكاح ، باب استحباب التزويج بالأبكار
(7/81)، وأخرجه البغوي في شرح السنن، كتاب النكاح، باب نكاح الأبكار (9/15)، حديث رقم (2246) ثم قال: « وعبدالرحمن بن عويم ليست لـه صحبة » فهذا بيان لقول البغوي عقب الحديث مرسل. قولـه انتق أرحامًا أي أكثر أولادًا.

([103]) أخرجه البخاري في الصحيح، كتاب النكاح، باب تستحد المغيبة (9/342، 343)، حديث رقم (5247)، ومسلم في الصحيح، كتاب الرضاع، باب استحباب نكاح البكر (2/1088)، حديث رقم (57/1466).

([104]) هذا الحديث مخرَّج من طريقين: الأولى عن معقل بن يسار -t- ، أخرجه أبوداود في السنن، كتاب النكاح، باب النهي عن تزويج من لم يلد من النساء (2/542)، حديث رقم
(2050)، والنسائي في المجتبى من السنن، كتاب النكاح، باب كراهية تزويج العقيم (6/65، 66)، والحاكم في المستدرك، كتاب النكاح، باب تزوجوا الولود الودود، وقال « صحيح الإسناد ولم يخرجاه » ووافقه الذهبي.

الطريق الثانية من رواية أنس بن مالك -t- أخرجه أحمد في المسند (3/245)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، كتاب النكاح، باب ما جاء في التزويج ص(302)، حديث رقم (1228).

([105]) تربية الأولاد في الإسلام (1/140).

([106]) البطالة في العالم العربي وعلاقتها بالجريمة ص(6) لعاطف عبدالفتاح عجوة، الرياض، المركز العربي للعلوم الأمنية والتدريب.

([107]) بحث الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للعاطلين عن العمل من مرتكبي الجرائم للمقدم محمد بن حميد الثقفي، ضمن ندوة المجتمع والأمن في دورتها السنوية الثانية: سوق العمل في المملكة الواقع والتحديات ص(477، 478).

([108]) راجع: فيما سبق بحث الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للعاطلين عن العمل ص (484 حتى 486).

([109]) أخرجه أبوداود في السنن، كتاب الزكاة (2/120)، وابن ماجه في السنن، كتاب التجارات
(2/720)، والترمذي في السنن عن عبدالله بن شميط عن عجلان عن الأخضر مختصرًا وقال حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان عن عبدالله النفي، وقال الترمذي في العلل: « سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: الأخضر بن عجلان ثقة ».

وأخرجه أحمد في المسند (3/!14) حديث رقم (12155)، والبيهقي في السنن الكبرى
(7/25).

([110]) أي: مركوب.

([111]) أخرجه مسلم في الصحيح، كتاب اللقطاء، باب استحباب المواساة (3/1354) حديث رقم (18/1728).

([112]) أخرجه أبويعلى في مسنده، كتاب مسند ابن عباس، باب مسند ابن عباس (5/92) حديث رقم
(2699)، والبيهقي في شعب الإيمان، كتاب ذم كثرة الأكل (5/31) حديث رقم (5660).

([113]) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول (1/405) دار الجيل، بيروت (1992م، تحقيق عبدالرحمن عميرة، والبيهقي في شعب الإيمان (2/81)، والسيوطي في الدر المنثور (2/238).

([114]) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (6/1817)، والسيوطي في الدر المنور (4/221).

([115]) راجع: تربية الأولاد في الإسلام ص(141، 142).

الملاحق

تم تطبيق استبانة حول الأسرة ودورها في أمن المجتمع.

وقد تم تطبيق الاستبانة على ست وعشرين من السيدات الموظفات وكلهن من المعلمات وتركز الاستبانة على النقاط التالية والتي يتفرغ عن كل نقطة أساسية خمسة بنود وتتألف الاستبانة من خمسة وثلاثين بندًا وتركز الاستبانة على النقاط التالية:

أ- تخلي الوالدين عن تربية أولادهم وتركهم للخدم.

ب- الطلاق.

جـ- سوء معاملة الأبوين لأولادهم.

د- رفقاء السوء.

هـ- الخلاف بين الزوجين.

و- الفقر والبطالة

وكانت نتائج الاستبانة على الشكل التالي:

أ- تخلي الأبوين عن تربية أولادهم وتركهم للخدم.

م


السؤال


نعم


إلى حد ما


لا

1


لا أستطيع تحمل مسؤوليات البيت بدون الخادمة. (وواحدة من الاستبانات لم تعطِ أي إجابة على هذا البند وإنما كتبت في الإضافات: فقط من ناحية الأعمال المنزلية)


11


7


7

2


يقلد الأبناء الخادمة في تصرفاتها السلبية


3


8


15

3


يتعرض الأبناء للإهمال من قبل الخادمة. (وواحدة من الاستبانات لم تجب على هذا البند)


3


17


5

4


أترك للخادمة توجيه الأبناء دون تدخل مني


0


0


26

5


تقوم الخادمة بأعمال البيت وأتولى مسئولية تربية الأبناء


18


6


2

6


الاعتماد على الخادمة مظهر للتفاخر بين الأسر. (وكانت هناك إضافة: أكثرهم بسبب الحاجة إليها، مثل المرأة العاملة أو المريضة، وتحمل المرأة أعباء البيت وحدها)


0


7


19

7


يشعر الأبناء بالأمان أثناء وجودهم مع الخادمة


2


12


12

8


نرفض أنا وزوجي مبدأ ترك الأولاد للخدم لرعايتهم. (وهناك إضافة: إلا في وقت عملي)


21


3


2

9


وجود الخادمة يساعد على استقرار الأسرة


6


12


8

10


ليس هناك فرق بين الخادمة المسلمة وغير المسلمة في تربية الأطفال. (وواحدة من الاستبانات أجابت لا أعلم وكتبتها بالإضافات)


2


4


19

ب- الطـــلاق.

م


السؤال


نعم


إلى حد ما


لا

11


أعتقد أن الطلاق لـه فوائده أكثر من أضراره طالما أن هناك عدم توافق بين الزوجين. (وهناك إضافة بإحدى الاستبانات: إذا وُجِدَ الأطفال في الأسرة فلابد من عدم اللجوء إلى الطلاق نهائيًا)


6


9


11

12


للطلاق أضرار نفسية واجتماعية على الأبناء مستقبلاً


23


3


0

13


تتأثر المرأة بالطلاق أكثر من الرجل في المجتمعات الإسلامية


22


3


1

14


يؤثر الطلاق في النهاية على أمن المجتمع ككل


19


7


0

15


ارتفاع نسبة الطلاق يعني عدم معرفتي معنى الحياة الزوجية


18


8


0

جـ- سوء معاملة الأبوين لأولادهم.

م


السؤال


نعم


إلى حد ما


لا

16


نقسو على الأولاد حرصًا على مصلحتهم


9


14


3

17


سوء معاملة الأبوين لأولادهم تؤدي إلى عدم شعورهم بالأمن


19


6


1

18


نقسو على أولادنا خوفًا عليهم من التدليل


7


15


4

19


قسوة الآباء علينا جعلتنا مواطنين صالحين. (وأضافت إحدى الاستبانات، الآباء لم يكونوا قاسين معنا بتاتًا)


5


13


8

20


أبناء هذا الجيل لا يصلح معهم أسلوب القسوة


14


10


2

د- رفقاء السوء.

م


السؤال


نعم


إلى حد ما


لا

21


أكثر ما يقلقني على أبنائي هم رفقاء السوء


26


0


0

22


طالما أن هناك أساسًا دينيًا لتربية أبنائي فلا خوف عليهم من رفقاء السوء


6


16


4

23


أتابع زملاء أبنائي للتأكد من حسن خلقهم


22


3


1

24


أمنع أبنائي من الاختلاط بزملائهم خوفًا عليهم من رفقاء السوء


3


19


4

25


من علاقتي بالأسر الأخرى عرفت أن أبناءهم فشلوا بسبب رفقاء السوء. (واحدة من الاستبانات لم تجب وكتبت بالإضافات لم يمر عليَّ مثل هذه الحالة)


16


9


0

هـ- الخلاف بين الزوجين وأثره في تربية الأبناء.

م


السؤال


نعم


إلى حد ما


لا

26


لا أتفق مع زوجي في أسلوب تربية الأطفال


4


11


11

27


يتأثر أبناء بالخلافات الزوجية بشكل واضح


19


6


1

28


الخلافات الزوجية تؤدي إلى عدم شعور الأبناء بالأمن


22


4


0

29


الخلافات الزوجية تؤدي إلى مشاهدة الأبناء للفضائيات هروبًا من مشكلاتهم. (وأضافت إحدى الاستبانات وأجابت بلا لأنهم صغار السن)


8


9


9

30


نتفق نحن الزوجين على ضرورة ترشيح المبادئ الدينية في أولادنا لحمايتهم مستقبلاً


25


1


0

و- الفقر والبطالة.

م


السؤال


نعم


إلى حد ما


لا

31


أرى أن الفقر سببًا رئيسًا في عدم توفير الأمن في المجتمع


13


9


4

32


تلعب البطالة دورًا رئيسًا في عدم توفير الأمن في المجتمع


24


2


0

33


تؤثر الظروف الاقتصادية السيئة على تنشئة الأطفال مستقبلاً


13


12


1

34


تؤدي البطالة إلى مشكلات سلبية تؤثر على تربية الأولاد


25


1


0

35


يؤثر الفقر سلبًا على استقرار الحياة الأسرية


16


9


0

ويتضح بعد تطبيق هذه الاستبانة بأن النتائج كانت موضوعية فأوضحت خطورة ترك تربية الأولاد للخدم، وأثر الطلاق على أمن المجتمع وكذلك سوء معاملة الوالدين لأبنائهم لها أثر كبير كأثر الطلاق، وبينت أثر رفقاء السوء بنسبة 100% على الأبناء، وكذلك الخلافات الزوجية وأثرها إلى عدم شعور الأبناء بالأمن. وبينت الاستبانة أثر البطالة في عدم توفير الأمن للمجتمع.

تم تطبيق استبانة حول دور الآباء في توجيه أبنائهم، وقد احتوت هذه الاستبانة على ستةٍ وعشرين بندًا ولكل بند إضافات، وقد تم إعطاء ثلاثة خيارات لكل بند أو سؤال وهذه الخيارات على النحو التالي [نعم، إلى حد ما، لا].

وقد كانت نتيجة الاستبانة والتي تم تطبيقها على شرائح مختلفة من الآباء وعددهم سبعة عشرة أب على النحو التالي.

م


السؤال


نعم


إلى حد ما


لا

1


أقضي وقتًا طويلاً مع رفاقي خارج البيت


1


6


10

2


يؤثر رفاقي في تفكيري بشكل واضح


1


2


14

3


أتعامل مع أبنائي من واقع آراء رفاقي


0


1


16

4


أترك مهمة متابعة أبنائي دراسيًا للمدرسة


0


2


15

5


أهتم بزيارة أبنائي في المدرسة لمتابعتهم


11


5


1

6


أساعد أبنائي في استذكار دروسهم


10


7


0

7


أعمل ساعات طويلة خارج البيت لتوفير الاحتياجات الأسرية


2


11


4

8


لا أعلم أولادي في أي مرحلة دراسية


0


1


16

9


أعتقد أن الخادمة أفضل من زوجتي في تربية الأبناء


0


0


17

10


نترك للخادمة مهمة متابعة عمل الأبناء للواجبات المدرسية


0


0


17

11


تكثر الخلافات بيني وبين زوجتي لعدم متابعة الأبناء


0


2


15

12


أقسو على أبنائي خوفًا عليهم


1


14


2

13


أرى أن رعاية الأبناء من واجبات الزوجة (وهناك إضافة من أحد الاستبانات يرى فيها الأب أن الرعاية مشتركة بين الأب والأم)


1


13


3

14


أخشى على أبنائي من تدليل الأم لهم


2


8


7

15


أقضي وقتًا طويلاً خارج البيت لكثرة الخلافات الأسرية


0


1


16

16


لا يتأثر أبنائي بالمنازعات بيني وبين زوجتي (وهناك إضافة في أحد الاستبانات بأنه لا يوجد منازعات ولله الحمد).


6


3


8

17


أعتقد أن زوجتي ليس لديها الوقت الكافي لمتابعة أبنائنا


0


5


12

18


أخشى على أبنائي من رفقاء السوء


17


0


0

19


أعتقد أن للطلاق أثر سلبي على الأبناء وشعورهم بالأمان


15


1


1

20


تعامل زوجتي الأبناء معاملة قاسية


0


4


13

21


أتفق مع زوجتي على طريقة تنشئة أبنائي


14


2


1

22


يميل أبنائي إلى الأم لأنها مظلومة مني (وهناك إضافة في إحدى الاستبانات أنه لا يوجد أي خلاف بين الزوجين)


1


1


15

23


أعتقد أن أبنائي أصبحوا عصبيين للمنازعات الزوجية


0


1


16

24


أعتقد أن الخادمة أفضل من زوجتي بمعرفة احتياجات الأبناء


0


0


17

25


تؤثر الظروف الاقتصادية على متابعة الأسرة لأولادها


5


9


3

26


تؤثر البطالة على متابعة الأسرة لأولادها


9


7


1

وهذه هي نتائج الاستبانة التي تم تطبيقها حول دور الآباء في توجيه أبنائهم وتبدو النتائج موضوعية ومتماشية مع تعاليم الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع السعودي.

 
 

 

عرض البوم صور darla   رد مع اقتباس
قديم 29-01-08, 06:54 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38957
المشاركات: 1,636
الجنس أنثى
معدل التقييم: المرآة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المرآة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : darla المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي

 

موضوع هام وكثر انتشاره في واقعنا المعاش ....
اكيد اختي دارلا كل العوامل التي دكرتيها هي المسببة لإنحراف الأولاد لكن اثبتت عدة حالات والتجارب الميدانية ان 80بالمئة منها سببها الحرمان العاطفي والتفكك الأسري ...ولي عودة انشاء الله لفتح موضوع خاص بمجى خطورة هذا العامل في انتاج افراد منحرفين للمجتمع.....لك تحياتي.

 
 

 

عرض البوم صور المرآة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسباب والنتائج, بحوث مهمة, دور الأسرة في انحراف الأولاد
facebook




جديد مواضيع قسم البحوث الأدبية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية