المنتدى :
الاسرة والمجتمع
اطلاله على الاسره عبر التاريخ الجزء _4
الأسرة العربية قبل الإسلام وبعده
الكيان الأسري كان قائماً عند العرب قبل الإسلام لكنه قيام معوج لا استواء فيه بما كان من تضييع لحقوق المرأة وبما كان شائعاً من أنواع الزواج التي تنصرف كلها إلى الفاحشة إلى غير ذلك وجاء الإسلام ليصحح خطأ هذه الأوضاع ويعيدها إلى الصواب ويقوّم معوج هذا الكيان بشرعة عادلة تعيد الحقوق للزوج وللزوجة وتوفر للأبناء حياة كريمة في ظلال أسرة مترابطة متحابة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم: 21) فجعل الأسرة السعيدة آية من آيات الله عز وجل، ووسع نطاق الأسرة بالذرية والحفدة قال عز وجل: (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) (النحل:72). فاعتدل حال الأسرة بالإسلام وقوي كيانها واستقام.
الاسره في الاسلام
لقد اعتنى الإسلام بالأسرة منذ بدء تكوينها فوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات . فجعل الدين هو الأساس الأول في اختيار شريك وشريكة الحياة . قال صلى الله عليه وسلم : [ تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات ا لدين تربت يداك ] رواه البخاري . فالإسلام جعل العلاقة بين الزوجين علاقة تكامل لا تنافس ، قوامها المودة والرحمة ، قال تعالى : [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعلَ بينكم مودةً ورحمة ) (الروم : 21) .ولاستمرار العلاقة كما بينتها الآيات ، حدد الإسلام دورًا ووظيفة لكل من الرجل والمرأة في الحياة الزوجية ، وذكر لكل منهما حقوقًا وواجبات ، إذا أدى كل منهما ما عليه سارت بهما السفينة إلى بر الأمان .
فمن واجبات الزوج الانفاق على زوجه قدر استطاعته ، ومن الخطأ الاعتقاد أن المال الكثير هو سبب السعادة الزوجية ، ومن الخطأ أن يقال : إذا دخل الفقر من النافذة خرج الحب من الباب ، فالسعادة يهبها الله ، عز وجل ، لمن اتبع تعاليمه وسار على نهجه الذي جاء في كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .أما واجبات الزوجة فهي أهم وأكبر من أن تُكتب في بعض السطور والأوراق ، ثم يفرغ من قراءتها ، فبيدها يتحول المنزل من قطعة من رياض الجنة إلى قطعة من نار جهنم ، أو العكس ، وأي تضحية من جانب الزوجة سيقابلها رد فعل أقوى وأكبر من جانب الزوج ، وسينعكس تأثير هذا على الأسرة كلها . ومن المفروض أن تأتي كل المعنويات التي تعتبر من مقومات السعادة الزوجية ، من الزوجة أولاً ، وليس هذا من باب التحيز للرجل أو غيره ، وإنما هو من باب الفطرة السوية التي فطرت عليها المرأة . فأول من تحتضن الطفل وترعاه هي الأم ، وعلى قدر حبها ورعايتها ينشأ الطفل .
وما الزوج إلا طفل كبير والزوجة الناجحة هي التي ترعى زوجها ، كما ترعى الأم أصغر أبنائها وأحبهم إلى قلبها والاسلام لم يترك ثغره الا وسدها لتستقيم الحياه لمن اتبع تعاليمها
كلامي عن هالموضوع يطول لكن اقول ختاماً:
ان هذه كانت جولة تاريخية سريعة مع الأسرة أبرزنا فيها فطرية هذا الكيان وملازمته للبشر منذ خلقهم الأول من آدم أبي البشر إلى آخر أسرة تكونت في يومنا هذا، وقد رأينا كيف تفاوتت أحوال الأسرة وتباينت من جيل إلى جيل ومن دين إلى دين ومن زمان إلى زمان، ولكنها بقيت شكلاً مهماً من أشكال الاجتماع والعمران في رحلة الإنسان على الأرض.
|