كاتب الموضوع :
اقدار
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
فصلٌ ثالث ...
صفعةُ الحظ
وصلت البيت بعد المغرب لأن ابوسعد وقف بهم في الطريق يسوي البنشر اللي صار له ..
ولولا ان الله رحمه بواحد وقف له وساعده لحد ماخلص ولا جلسوا لآخر الليل . .
شافت سيارة صالح عند البيت وطالعت بسارة قالت : خلي تلفونك مفتوح وياويلك لو الاقيه انتظار بدق عليك بعد شوي ..
ردت عليها سارة بسرعه : طيب دقي طمنيني عليك ترى خالد اكيد بيدق عليّ .
: ياربي من هالخالد ماارتحت له
: اكيد ماراح ترتاحين له وانتي ومشاري تفكيركم واحد .
: هههههههههههه ياحليله مشاري لو بس مو خاطب بنت خالتك كان تزوجته وافتكيت من صالح وهمه .
: هههههههههههههههه ترى بقول له هالكلام ..!
: وجع لاتفضحيني في اخوك .. ياويلك لو قلتي له وربي لازعل . يالله يالله زعلنا ابو سعد .
نزلت شادن وأشرت لسارة انها بتكلمها ودخلت للبيت ..
***
: آآآه ياندى .. الله يرحمها .. ياليتك ماقلتي لي يايمه ..
تدرين انها بنتي مو اختي .. اخخ بس لو بيدي شي .. والله لآخذ حقها منه ..
قاله نايف وهو يعض على اسنانه من القهر .. وحاط راسه بين يدينه ..
نزلت دمعة امه اللي تحاول تثبتها بمكانها من اول ماوصلت قالت : لا حبيبي فكنا من شره يكفي اللي جا منك ولا تتعرض له من اليوم
ورايح .. يكفي انك بعيد عني ومسجون .
: يمه لاتخافين كلها كم يوم واطلع ..
شهقت عزيزة وبكت وهي تشوف ولدها وفرحتها مكبوله ومقيده بسبب قيد ولدها ..
قالت ودموعها ماخذه مجرى اعتادته على خدودها : وين كم يوم وانت لك الحين شهر تقريباً وهو ماتنازل .. هذا صالح اعرفه ماراح يتنازل ..
: لا يمه بيتنازل .. دعواتك لي بس ..
حط يده ع لى يد امه .. تنهد وقال : والله ماشلت همي كثر مانا شايل همك انتي وشادن ..
: ربك كريم يمه وهو اللي بيحمينا من شره .. الله يرحم ابوك لو ماقاطع اهله كان يمدي لها سند بغيابك .. ويمدي صالح خاف وماصار لنا اللي قاعد يصير ..
هز راسه والهم على وجهه ومالي قلبه قال : ترى صالح وسخ اعرفه ،
اخاف يستغل عدم وجودي في البيت ويسوي لها شي .. ثم والله والله يايمه مايشفيني فيه القتل . وانتي تعرفيني .
فتحت امه عيونها على وسعها " لايمكن نايف يوسخ يده بدم صالح القذر ويقضي على حياته بسببه يكفي اللي جاه منه .. "
: لاتخاف يانايف .. وترى شادن بتروح تسكن مع زميلاتها ا للي استأجروا في القرية لحد ماتطلع انت .. المهم لاتشغل بالك ولا تفكر .
: يمه ايش اللي تسكن هناك ..
: نايف مافيه حل الا هذا .. صالح وحش ةماله امان وهي هناك مع زميلاتها .. توكل على ربك وان شاء الله يفرجها علينا وعليك قريب ..
: الله كريم يايمه توكلت عليه واستعنت به وفوضت امري له ..
: يالله حبيب قلبي انا بمشي الحين يمدي شادن رجعت وماراح تلاقيني في البيت عاد انا من الفرحه اني بشوفك نسيت جوالي ..
: ارجعي يمه لا تلاقي صالح قدامها ..
وقفت عزيزة وسلمت عليه وحضنته ودموعها انهمرت اكثر .. وقلبها انعصر اكثر ..
كيف تروح وتخليه ..
كيف تتركه وهي تدري انه مو مرتاح وبيرجع للسجن ..
بس مابيدها حيله وماتقدر تسوي له الا الدعاء لعل الله يرأف بحاله وحالها ويرد لها فلذة كبدها حاميها وسندها وكافيها شر صالح من سنين بعد ربها ..
***
ضحك من قلبه وهو يشوف شهد تقلد وحده من مدرساتها ..
: اللي حتتكلم حوقفها في الشمس تلات ساعات . واللي تصير مؤدبة حديها درجات اكتر ولا اجيب لها هدية .
قال عماد وهو مستانس من حركاتها : تعالي تعالي اجل تلات ساعات .
جلست شهد في حضنه قالت بكل براءة : مو انا اللي تقوله هذي ابلاسعدية .. صافية تقول تراها مكاوية .
: وانتي وشو . ؟
: انا زمان جداوية بعدين صرت امممم امممم اممممم ايوه خلاص صرت اجوادية .
: ههههههههههههههههههههههههههههه .. اجوادية يقالك من الاجواد يعني .
: هههههههههههه ايوه .
دخلت فوزية وهي تبتسم من ولد اختها اللي نادراً مايضحك ..
واكثر شخص يضحكه ويسعده في البيت هي شهد اللي يعتبرها بنته ..
قالت : خير وش قالت هالشهد خلت ضحكك واصل لبرا .
هدت ضحكته ومسح على راس شهد قال : كل اللي تقوله شهد يونسني ويسعدني الله يصلحها ويخليها لاهلها .
قرب منها وباسها على خدها قال : يالله هاتي الرياضيات خليني اشرح لك .
فزت شهد وجابت كتابها .. ودخلت جدته مع الشغاله بعد ماكملت صلاتها ..
قالت ام ناصر اللي شكلها سمعت حديثه مع خالته : ياوليدي لو انك معرس يمدي معك ولدن سنين شهد . .
طالع بخالته فوزية واللي يعتبرها اخته قال : تعالي يافوزية صكي السالفه مثل مافتحتيها .
فتحت عيونها قالت : انا اللي فتحتها ..؟
: ايه انتي .. اقول ياجدتي ..
: يالبيه .
: لبى قلبتس .. اليوم تراني رحت وانهيت كل الاجراءات باقي بس الخطاب يوصل للمدرسة ويتم القرار .
طالعتهم فوزية قالت : وش خطابه وقراره ..؟
شرب بقية قهوته ووقف قال : عندك جدتي اسأليها على كيفك .
ردت فوزية بيأس : عز الله مااخذت منها لاحق ولاباطل بس تعال علمني بالسالفه .
لبس شماغه وحط عقاله عليه قال : اجل اصبري لين الموضوع يتم وتعرفين بنفسك .
جات شهد قالت : عماد وين رايح من يشرح لي ..؟
: خلاص شوي ارجع اشرح لك .. الحين تذكرت لي شغله بخلصها واجيك .
: يووه انا بعد شوي ابي انام .
نزل شماغه ورماه على التكاية قال : اجل نقعد عشان شهد بنت عبدالعزيز من اغلى منها .
انكبت على كتابها وبدا يشرح لها المسائل البسيطه عليه والصعبه على شهد وتشوفها ولا معادلة من النوع الصعب لطالبة ثانوية ..
***
:هلا واااااااالله .. حيا الله شادن .. اووه من زمان انتظرك خاصة ان عجوز الشؤم مو فيه ماادري وين انقلعت ..
دخلت تمشي بحذر وخوف .. وهي تطالع في انحاء البيت " لا لا مو معقوله يكون صادق .. فين تروح امي ..؟ لايكون سوى لها شي .."
دق جوال صالح اللي هلاَّ ورحب فيها ..
وفتح الخط وقعد يكلم ..
استغلت انشغاله وانسحبت بسرعه وطلعت لغرفتها وهي ماتدري ان صالح قد جهزها له ولنواياه الشينه ..
دخلتها بخوف وسكرت الباب وكأنه هو اللي بيحميها منه .. وووو المفتاح .. !
مو فيه ..
لا لا موجود بس مكسوور ..
الخبيث كسره حتى ماتقفل الباب ...
اش تسوي الحين .. ؟
سمعت صوته تحت يكلم واحد ويتلفظ عليه بكلام وقح مثله ..
طلعت جوالها بسرعه ودقت على سارة ..
: هلا سارة الحقيني امي مو فيه وصالح ناوي على شر كسر مفتاح غرفتي ..
تكفين سارة الحين تعالي انتي وابوك ولا مشاري ولا أي احد المهم تعالوا .
سارة بخوف وارتباك : طيب طيب برجع لك الحين لاتخافين ..
ارتجفت لمن سمعت صوته يكلم ويقول : الحين مو فاضي لك مشغول بشي اهم منك انت ووجهك لكن والله لاوريك الليلة .
بسرعه سحبت الصوفه اللي بعيد عن الباب بحيلها كله وكأن قوتها تضاعفت عشان تنقذ نفسها ..
ثبتتها ورى الباب وانطلقت للحمام وجوالها في يدها ..
اشوا ان مفتاح باب الحمام فيه ..
اكيد نساه ولو خطر على باله انها بتدخل الحمام ماترك مفتاحه ..
دقت على امها وهي ترتجف ..
" يمه تكفين ردي .. لاتخليني بوضع مثل هذا "
بس جوال امها مارد وخيب املها ..
رجعت دقت على سارة : سارة وينك احسه دخل غرفتي تكفين سارة انا محبوسة في الحمام .. وبيكسر الباب اكيد .
: خلاص انا وابوي عند الباب انا بدخل وابوي بيكلم صالح لحد ماتخرجين .. ماعليك لاتخافين .. شادن نبلغ الشرطه ..؟
: لا لا لا استني المهم اخرج .. اذا مافتح الباب بلغوا الشرطه تكفين سارة خايفه منه .
: لاتخافين يالله شوفي فتحت الشغاله ابوي بيدخل يناديه وانا بجي عندك الله يستر انتي بس لاتخافين مو مسوي لك شي ..
دخل ابو مشاري ونادى صالح بعالي صوته ..
نادى مرة ثانية وثالثه بصوت مفزوع وخايف وغاضب وثاير بنفس الوقت ..
: صالح وينك يارجال انزل تعال ابغاك بموضوع انزل ولا طلعت لك فوق ..
تلحلح صالح في مكانه وهو يتوعد الشغاله الصومالية اللي تجي تنظف البيت وتمشي .. لأنها فتحت الباب من غير ماتقول له وخربت عليه مخططاته ..
طلع من غرفة شادن اللي فتح بابها بسهوله لأن الكنبة الصعبه على شادن سهله على أي رجل وماكان يعيقه الا باب الحمام واللي يبغى جهد بسيط منه عشان يقدر يفتحه ..
نزل تحت وبنيته انه راح يصرف هالغثيث بنظره ويفتك منه ويرجع لدناءته ..
نزل مع الدرج وطلعت سارة تجري فوق .. بعد مالمحها لعن الساعه اللي عرفت فيها الشغاله بيتهم ...
: هلا هلا حيا الله الجار تفضل للمجلس اش جابك لقسم الحريم الله يهديك
: الله يهديك انت ويصلحك .. ماابغى اتفضل حبيت بس اوصل بنتي لصديقتها وارجع .
ابتسم صالح بخبث : اجل بتروح ..؟
: ايه ماشي بس انتظر البنات ينزلن .
: أي بنات ..؟
: بنتي وبنت خالد الله يرحمه ..!
: لا لا ياابومشاري بنتك تروح لكن شادن مااسمح لها .
كشر ابو مشاري وهو يحاول يتمالك اعصابه ولا يطلق عليه رصاصة ترديه ميت حتى يفتك ويفك الناس منه ...
قال بعصبيه : تسمح ولا ماتسمح .. اش يخصك انت ..؟
: شادن مثل بنتي وانا مسؤول عنها .
: شادن محد مسؤول عنها غير اخوها وامها وانت ماتمثل لها الا زوج ام فرجاء لاتخليني اغلط عليك ياصالح ولاتتدخل ..
: وانا قلت ماتطلع يعني ماتطلع ..!
: بس انا قلت تطلع غصب .
نزلت شادن وسارة ماسكتها بيدها لأن الخوف يشل وصالح وغد مايخاف ربه والخوف منه مرض اكثر منه خوف ..!
سحب يد شادن من سارة بقوة ورماها على الارض قال : ماتطلعين يعني ماتطلعين ..!
طلع ابو مشاري المسدس اللي كان بجيبه وجايبه معاه احتياط واستعداد لأي طاريء ..
قال : ابعد ياصالح عن بنت خالد .. اللي يمسها بأذى كأنه يمس بنتي وترى محد بيردني عنك الا الشرطه اذا اتصلت فيهم ...
دخلت ام نايف بسرعه ولهفه وقلبها يدق بقوة من لمن شافت سيارة صالح برا ..
: يمه شادن .. قطعت كلامها وسكتت بعد ما شلها المنظر وتجمدت بمكانها ..
شادن ورى سارة وابومشاري مشهر المسدس على صالح اللي رافع يدينه بخوف وماتكلم ..
انطلقت شادن من ورى سارة وراحت لامها
: يمه بنطلع من هالبيت ماعاد نبغاه .. تكفين يمه ماعاد فيه امان .
تكلم ابو مشاري : لولا اني ماابغى الفضايح كان وديته للمكان اللي يناسبه .. هذا مكانه السجن مو نايف ..
تحركت سارة وراحت لام شادن قالت بهمس : خالتي يالله تعالوا عندنا ..
: شادن تروح معاكم وانا بجلس هنا في بيتي محد بيطلعني منه ..
هزت شادن راسها بمعنى لا قالت وهي ترتجف وتبكي : لايمه ماراح اخليك هنا ..! خايفه عليك منه ..
مسحت على راس بنتها وكأنها تهديها وتطمن قلبها قالت : انتي روحي وبيننا اتصال لاتخافين علي .
طلعت شادن مع سارة وابوها ..
خوفها على امها موترها اكثر .. لأنها تعرف صالح زين ..
قوته مايعرف يشهرها الا قدام امها اذا نايف غاب عن البيت وتوارى عن نظره بعيد ..!
***
بعد ماوصلت لبيت ابو مشاري ..!
وفي غرفة سارة ..
جالسة على سرير سارة .. ونشيجها مستمر ..
حاولت سارة تهديها على قد ماتقدر ..
: شادن حبيبتي اشربي عصير الليمون خلاص لاتفكرين فيه ولاتبكين .
ضمت سارة على يد صاحبتها ومدت عليها كاس العصير وهي تترجاها بعيونها وكلامها ..
شربت رشفه من العصير ونزلته على الكمودينو ..
قالت بقهر وهي تمسح خشمها بالمنديل : شفتي ياسارة حال البنت بدون ابو ولا اخو .. شوفي وش يسوون فيها امثال صالح ..
: الله يرحم ابوك ويرد لك اخوك .. خلاص الا مايفرجها ربي لاتضايقين نفسك ..
وبنصف ابتسامه باهته : تصدقين ..! لمن يكون نايف موجود في بيتنا عمره ماتجرأ وناظر فيني .. بس مجرد مايلاقيني لوحدي تظهر شياطينه ويبين على حقيقته الدنيئة ..
: الله ياخذه قولي آمين . الا ماينتقم ربك منه ..
: ماراح انتظر .. من بكرة بسكن مع البنات خلاص .
قاطعتها سارة : لا تفكرين الحين كثير .. بعدين ماتدرين يمكن نايف يطلع الاسبوع الجاي ولا اللي بعده ..
: وافرضي لاقدر الله نايف ماطلع بدري ..؟
: اسكني عندنا .. عادي احنا جيرانك وبمثابة اهلك ولا عندك شك بكلامي ..؟
: ماعندي شك ياسارة تدرين اني اعتبركم اهل بس لوكنتي بمكاني اش راح تسوين ..؟
ردت سارة بقلة حيلة : خليني اكلم ابوي اشوف اش سوى مع الحقييير هذا ..!!
خرجت سارة برا الغرفه بجوالها تكلم ابوها وتركتها مع همها وافكارها اللي حيرتها واحتارت معاها ..
غمضت عيونها وهي تذكر فضل الله عليها وتحمده الف مرة وتشكره انه انقذها من براثن حقد صالح وقذارته ..
مدت يدها على جوالها اللي بشنطتها .. وحصلت ثلاثه اتصالات من امها وعلى طول دقت عليها ..
: هلا يمه ..
ردت ام نايف بصوت متهدج تحاول تقاوم البكا وماتبين المناحه اللي سوتها بعد ضرب صالح لها..
قالت : هلا هلا حبيبتي ها كيفك الحين ان شاء الله ارتحتي .
شهقت شادن بقوة وبكت اكثر لمن عرفت ان امها تبكي بألم
قالت : يمه اكيد ضربك .. الله ياخذه .. حسبي الله عليه .. والله لاشتكيه على الشرطه ماعاد يهمني شي ..
قاطعتها امها وهي تحاول تثبت وتبين قوتها المتهالكه ..
: لا حبيبتي لاتشتكين ولا شي الحين اجيك واجيب لك اغراضك اللي تحتاجينها .. اجلسي عند سارة الليلة وبكرة يحلها ربك .
دخلت سارة عليها قالت : شادن ابوي يقول انه تركه في بيته وراح ..
قاطعتها شادن وردت على امها : خلاص يمه انا انتظرك لاتتأخرين برسل عليك سواق اهل سارة ..
: ان شاء الله مااتأخر .. مع السلامه ياعمري ..
: مع السلامه .
التفتت على سارة قالت : شكله ضرب امي ..؟
: الله ياخذه عنكم عاجل غير آجل .الحين امك ليه ماترفع عليه قضية خلع .. الحمد لله ماعندها منه عيال حتى ندى ارتاحت منه ومن شيل اسمه وابوته ..
تنهدت بوجع وخيال ندى اللي مايفارقها يزيد حضور وصورتها تتجلى قدامها بكل براءة
قالت : تدرين انه سبب اعاقة ندى لأنه 24 ساعة سكران والسكر يأثر على الجنين .. يعني تسبب بشقاها السنين اللي عاشتها وتسبب في حرمانها من الحياة ..
مسحت دمعتها اللي نزلت وذكرى ندى تزف الجرح وتيقظ وجع الذكرى ..
كملت وقالت : فكها ربي من اسمه ومن اعاقتها اللي سببها لها ..
ردت سارة بصوت حاني تمس به جروح صاحبتها لعلها تدملها ولا تخفف من وجعها : شادن عمري خلاص هدي نفسك وربي راح يفرجها وتتذكرين كلامي بكرة .. بعدين ابوي قال لي انه بيكلف لنايف محامي وراح يطلع لكم قريب ..!
: من هنا لين نايف يرجع اش اعمل طيب .. عدلت جلستها على السرير وتربعت قالت بحماس .. اقول لك .. خليني اقول لامي تجيب لي شنطة وملابس ..خلاص من بكرة بقول للبنات نسكن في القرية طالما حصلوا البيت .
رمتها سارة بالخدادية بعتب .. قالت : يعني مقررة وحاسمه امرك ..؟
: ان شاء الله .
زمت سارة شفايفها قالت : شكلي راح اسكن معاك !
ردت شادن بسرعه وصوت عالي : الله لايقوله .. انتي مو مضطره عندك اهل وبيت وترجعين تلاقين الراحه والامان مو مثلي مشرده ..!
: اش هالكلام .. مشردة عشان مشكله صارت .
: مشكلتي من زمان ياسارة .. من يوم صالح دخل بيتنا ..!
: لاتزعلين نفسك الحين .. المفروض انا اللي تزعل لأني بفارقك ..
: يالله يابنت الحلال .. المهم انا نتـقابل في المدرسة ونعرف اخبار بعض هناك ..
كشرت سارة وسوت نفسها بتبكي وهي تمزح حتى تغير المود والجو الكئيب قالت : ياحرام هناك مافيه جوال كيف ادق عليك ..؟ واذا انتهت الموية كيف تتحممي ..؟ وكيف بتنامين بدون صوت المكيف ؟.
خبطتها شادن على كتفها بابتسامه قالت : ياشيخه اذا على الجوال مو مهم يكفي اشوفك كل يوم واتطمن عليك .. وتجيبين لي اخبار امي هذا المهم . اما المويه والكهرباء فراح اعيش زي مايعيشون اهل القرية ...
رن جوال سارة وتهلل وجهها لمن عرفت انه خالد
ردت بحيا : هلا والله
: هلا والله سارة ها وشلونك اليوم .
: انا بخير .. انت كيفك ..؟
: بخير .. الا بسألك سارة ..
: اسأل حبيبي ..؟
: تذكرين الولد اللي جا عندكم مممم وش اسمه وش اسمه .. ايه ايه اعتقد اسمه عدنان ..!
: ايوه ولد جيراننا اش فيه ..؟
حك راسه وهو يسوق السيارة متوجه للاستراحه اللي يجتمع فيها مع اصحابه قال : لا بس ابي اعرف هم سعوديين ولا متسعودين .
: لا هم سوريين الاصل بس ماخذين الجنسية من زمان .
: وانا اقول وش هالزين في الولد طلع سوري ياحليله .
: بس لحد الحين ماعرفت ليه تسأل عنه ..!
: ها ..؟ هههههههههه ماادري جا في راسي وتذكرته على فكرة ترى الاسبوع الجاي مسوي لك مفاجأة ..!
: مفاجأة ايش ..؟ قول ..!
: لا ماراح اقول لك الا الاسبوع الجاي .. يالله ارجع اكلمك بعد شوي الحين بدخل عند العيال في الاستراحه واذا رجعت دقيت عليك ..
: اوكي حبيبي .
: فمان الله .
: مع السلامه .
قفلت وضمت الجوال على صدرها وكأنها تضمه من خلال جهاز الجوال ..
قالت شادن باستغراب : يسأل عن عدنان ..؟
: ايوه يقول تذكرته وقلت اسأل عنه .
هزت شادن كتوفها باستغراب .. وهي تمسح وجهها المتورم من البكا وتلم شعرها القصير بشباصة صغيرة قالت : تكفين سارة ارسلي السايق يجيب امي .
: اوووه صحيح نسيت .. وقفت وقالت : يالله الحين ارسله ..!
طلعت سارة من عندها ونزلت تحت ..
خلت شادن تفكر بمصيرها وحياتها اللي يوم عن يوم تتغير للأسوأ بفعل خالها اللي رمى صالح عليهم ونكب حياتهم وزعزع امنهم وامانهم ..
ضمت راسها بين يدينها وهمست " ياحي ياقيوم ارأف بحالي ولاتكلني الى نفسي طرفة عين .. لاحول ولاقوة الا بالله .. لاحول ولاقوة الا بالله .. لاحول ولاقوة الا بالله "
***
اليوم الثاني بالمدرسة وفي غرفة المدرسات تحديداً ..
فاطمة وشادن يسولفون بود ومودة .. وسارة تمشط شعرها وتزبط مكياجها الخفيف ...
: عند جد تتكلمين .. يعني بنصير اربع ..؟
: ليه من غيري انا وانتي وناديه .. ؟
: هذي سهير اللي جات امس .. فجعتها المسافه قالت انها بتسكن هنا اذا لقت احد يسكن معاها .
ردت شادن وهي تبتسم تحاول تخفي المها تحت هالابتسامه : يالله عشانكم وعشان احميكم قلت مايصير ثلاث ولايا لوحدهم لازم يكون معاهم احد يحميهم ..
اخذت سارة المسطرة الطويلة حقت نادية وخطبت شادن وهي تكلم فاطمه اللي تضحك ومعجبه بحركات شادن وتظاهرها بالقوة .. وفرحها بأنها راح تكمل العدد المطلوب حتى يسكنون هنا بدل المشاوير اللي اهلكت ارواح اغلب مدرساتنا في المناطق النائية ..!
قالت سارة بسخرية : وانتي تقدرين تحمين نفسك حتى تحمين فاطمه ونادية ..
تحسست شادن مكان ضربة المسطرة بألم قالت وهي تتأوه : أي بنت عورتيني وجع .. ايوه احميهم لازمهم وحده قوية مو زي فاطمه الهادية ولا نادية الخوافه ..
دخلت نادية الغرفه وسمعت آخر جمله قالت : خير اش فيه ..؟
نطت سارة وهي تلم شعرها المفتوح بشباصة قالت : اقول نادية .. ماادري كيف اشكرك على هالفكرة الجهنمية انك قررتي تسكنين بالقرية هذي وتفكينا من صراخك بالسيارة .. كون حضرتي مااقدر انام زين الا بالسيارة ..
وعلى فكرة تراه احسن لك واحسن لي انا ونورة المسكينه اللي ماتقدر تاخذ لها غفوة من صراخك .
ردت نادية ببراءة وهي ترمي كتبها وادواتها الهندسية على الطاولة قالت : اسكتي بس ياسارة حتى زوجي ماعاد يطيقني كل شوي يقول بوديك طبيب نفسي ولا شيخ يقرا عليك .
ابتسمت سارة قالت : لام الله من لامه .. بصراحه معاه حق يانادية انتي عندك مرض اسمه الرهاب ..
: بسم الله علي اش هالمرض .. حرام عليكِ لاتفاولي علي ..
صدت سارة عنها قالت بصوت هادي بس مسموع : هييييييي علينا .. الحين بتوسوس من جديد ..
التفتت عليها قالت : هذا يابنت الحلال الخوف الزايد عن حده .. يعني تخافين من اشياء تشوفينها مرعبه وهي بالنسبة لبقية الناس عادية ..
تأملتها نادية بعيون خايفه قالت : صدق ياسارة ولا تتريقين علي وتكذبين عشان اخاف اكثر .
: لا صدق والله وانتي باين ان مشكلتك نفسيه .
لوت نادية شفايفها بقلة حيلة قالت : الحين اقول بسكن هنا وافتك من المشوار والخوف من الحوادث بس المشكله هنا فيه عقارب وثعابين وحشرات تخوف اكثر .. يعني بالله لو رحت لطبيب نفسي ببطل خوف واشوف العقارب والثعابين ومااخاف منها ..؟
وقفت شادن وزبطت تنورتها وبلوزتها قالت : ندوش لاتفكرين بكلام سارة تتعبين .. اعملي زيي وطنشي كلامها .. على فكرة تراني قررت اسكن معاكم بس شدوا حيلكم وجيبوا عفشكم .
: والله صدق ..!
: ايوه ومن بكرة بجي معاكم ..!
: الحمد لله انو انتي اللي بتسكنين معانا مو غيرك .. والله محد يحن علي الا انتي وفاطمه ياشادن الباقين يخاصموني وهم يعرفون انو مو بيدي ..
: ماعليك من سارة تراها دايما تزعل عشانك بس ماعندها اسلوب .
: ادري ان قلبها طيب وهذا اللي مايخليني ازعل منها .
تكلمت فاطمة : يالله بنات تعالوا افطروا ولا مو جيعانين ..!
اجتمعوا البنات حول السفرة اللي حطتها فاطمه قالت سارة لأميرة اللي سوت لهم فطاير ولا اشهى : اميرة ماشاء الله عليك كيف تلحقين على الشغل والعيال وزوجك ونومك .
رشفت اميرة من كاسة الشاهي قالت : الحمد لله ربي ميسر لي لولا وجود عمتي عندي في البيت كان انا ممشية اموري وماعندي مشاكل لكن الله يساعدني عليها .
تنفست شادن بعمق قالت : محد خالي هم يااميرة .
ردت نادية اللي تعاني من الخوف والكوابيس وهمها يختلف عن هموم الناس كلهم قالت : صادقه والله ياشادن محد خالي هم ..
انا حتى النوم زي الناس ماعدت انامه من الكوابيس والاحلام بالحوادث ولا العقارب والثعابين مسببة لي رعب .
بلعت سارة لقمتها بالقوة حتى ماتغص من الضحك قالت : ياقلبي قلت لك حالتك متقدمه الله يساعدك .
قاطعتهم طالبه دخلت غرفة المدرسات عليهم قالت : ابله شادن المديرة تقول خليها تجي .
نزلت قطعة الفطيرة من يدها قالت : خيراللهم اجعله خير ..!
وقفت وطلعت من الغرفه متوجهه للادارة اللي بجنب غرفتهن .. وشافت وجه ابلا سميحه الدائري بخدود مليانه ومحمرة ..
قالت : السلام عليكم ..
: وعليكم السلام .. اهلاً .. اهلاً يابلا شادن ..
: خير ياابلا سميحه قالت لي الطالبة انك تبغيني ..
تغير وجه المديرة وعدلت نظارتها وجلستها قالت بارتباك : آآه اصلووو .. مممم والله مش عارفة أأولك ايه ..؟
: خير فيه شي ياابلا سمحيه ..؟
: اصلو دالوأتِ قالي قواب من الوزارة وفيه نئلك .
فتحت عيونها وفز قلبها بمكانها
" لا لا مو وقت النقل ماابغى ارجع لجده ..
يمكن غلطانه وتقصد سارة هي اللي مفروض تنقل للرياض عشان زواجها مو انا "
تكلمت بعد ثواني فكرت فيها وتخيلت : اكيد انا ؟ مو سارة زميلتي ؟ .
: لا لا لا القرار باسم حضرتك .. مش سارة .
جلست على الكرسي وقعدت تكلم نفسها : ياويلي يعني برجع لجده ... هذا وقته ..؟
نزلت ابلا سميحه اللي سمعتها نظارتها قالت : بصراحه ..
: بصراحه ايش ..؟
: المشكلة ياشادن ان نئلك مش لجدة ..
فتحت فمها وطالعتها بدقه واهتمام وقلة صبر قالت : اجل فين نقلوني ..؟
: على قرية اريبة من السبيل مش بعيد اوي .. يعني حوالي ستين كيلو بس .
شهقت شادن وحطت يدها على راسها ..
مسكت راسها وهي مو مصدقه الحين كيف تروح لمكان ابعد من هذا .. واصلاً من بيوديها اذا المدرسة هذي لمن جات لها جات مع سارة والحين سارة هنا وهي بتروح مكان ثاني وماعندها احد يوديها .. ياربي تعين بس ..
هزت راسها لأبلا سميحه اللي حاولت تهديها وتثبت ان مالها يد في نقلها وقامت راحت للبنات اللي نسوا انها طلعت وكملوا فطورهم ..
اللي تسولف ،، واللي تسمع ،، واللي تراقب المكان مثل نادية وتخاف تدخل عليها حشرة ولا فيه عقرب مندسة بأي مكان في الغرفة ..
حاولت تجلس عادي بس وين تجلس عادي وتكون طبيعيه ونقلها بالنسبة لها مصيبة .
انقذها صوت الصفارة اللي استبدلوها عن صوت الجرس للحصة الرابعه وكل وحده قامت لفصلها ..
جلست مع فاطمه قالت : شادن خير اش فيك ..؟ اش كانت تبغى منك المديرة ..
لوت فمها قالت : جاني نقل لقرية قريبة منها .
: اش قلتي ..؟ ياربي مالقوا الا انتي .؟ الحين كيف بنسكن انا ونادية هنا لازم نكون اربعه على الاقل ...
حست انها ضايقت زميلتها بتفكيرها بنفسها .. كملت بلهجه مختلفه تدل على انها حست فيها
: بعدين ياقلبي عليك كيف بتروحين وسارة هنا .
وقفت على حيلها مالها خلق تتكلم مع احد ..
هي اصلاً مخنوقه وكلام فاطمة يخنقها اكثر ..
طلعت من الغرفة تمشت بالساحة المشمسة والجو الحار دقايق طويلة عليها ..
دموعها تنزل غصب ..
وحيده ومالها سند ..
مالها اهل ولا عزوة ..
لو اللي نقل سارة كان الموضوع بيصير اهون على سارة ..
عندها ابو واخو واهل ..
بس هي ..
من بيوديها ولا من بيساندها غير امها اللي تحتاج من يساندها ويوقف معاها بوجه صالح والزمن ..!
توجهت لسارة وهي تشرح في فصل خامس ومركزة مع البنات والشرح ولا انتبهت لشادن اللي وقفت عند الباب .
التفتت عليها سارة بالصدفه قالت : بسم الله فجعتيني من متى وانتي هنا ؟
: مطولة ؟
: مممم دقايق واجي ... فيك شي .؟
: كملي شرح وتعالي ..!
لاحظت سارة ان في عيون شادن دموع وحزن ونزلت الطبشورة بجنب اللوح الخشب المعلق في الفصل . وتوجهت لصاحبتها وبقلبها يالله عساه خير ..
التفتت للبنات قبل ماتطلع قالت : سلمى قومي وقفي على البنات لااسمع صوت لحد ماارجع .. انتم اكتبوا اللي على السبورة وراجعة لكم .
طلعت بسرعه لشادن اللي بعدت عن الباب حتى ماينتبهون الطالبات لدموعها ..
: شادن اش فيك .؟
: جاني نقل لقرية ثانية .
: اييييش .؟ اش قاعده تقولين انتي .؟ وكيف يجيك نقل من دون ماتطلبين ..؟
: ماادري الحين بلغتني المديرة وتقول ان جاها خطاب من الوزارة فيه نقلي لمدرسة تبعد عن هنا حوالي ستين كيلو .
: وانا طيب ؟
: انتي شو ؟
: ماجاني نقل ؟
: لا بس انا ..!
: اش معنى انتي واحنا متعينات مع بعض وواسطتنا وحده . و
قاطعتها شادن : انا المنحوسة كل شي في حياتي نحس بنحس واصلاً التعيين كله نحس علي وشكلي ببطل تدريس ماجاني من وراه الا القلق . بس المشكله فين اجلس والمدرسة تمثل لي الأمان من شر صالح .. طالعت بالسما وعيونها غرقانه دموع .. قالت بضعف وقلة حيلة : ياربي افرجها من عندك ..!
سكتت سارة بعدين قالت : ماعليك بخلي ابوي يرجعك انا مو متخيله اني اجلس لوحدي بدونك .. غير كذا انتي من بيوديك للمدرسة الثانية اذا اخوك في السجن وخالك مو داري عنك وصالح لايمكن ينفعك .
: ياليت ياسارة تكلمينه .. اقل شي انتي عندك احد يساعدك ويهتم فيك ويشملني اهتمامهم فيك .
: احنا اخوات ياشادن ماعليك ولاتفكرين بكرة ابوي يشوف موضوعك بس لاتشيلين هم .
: الله يكتب اللي فيه خير
: اللهم آمين .
***
يمشي بسيارته في شوارع جده ..
كيف يرجع للبيت بعد كلام احمد اليوم عنه ..
وبأي وجه يطالع في اخته وهو اللي سأل عن خالد وقال لابوه ان ماعليه كلام .. ويمدحونه بالشغل والجيران واصحابه ماقالوا عنه شي شين ..
حتى اهله يعرفهم من صغره وناس محترمين وطيبين ..
الغلط منه ولا من الناس ولا من خالد نفسه ..
دق عليها مرتين وشافه انتظار ..
تنهد من قلبه ..
خايف على سارة لاتعيش بصدمه مثل اللي عاشها ..
هند ..!
اخخ ياهند هي اكبر عقبه في حياته ..
وهي اللي قلبت موازين تفكيره ..
خلته يروح ويخطب ريهام بنت خالته ويملك عليها بدون أي تردد ..
ولولا ان ريهام انسانه طيبه وهاديه وتحبه كان ماطلع من ازمة هند لليوم واغلق ابواب قلبه عن شي اسمه احاسيس ومشاعر ..
هند اللي كانت تبتزه في بطاقات الشحن والفلوس بحجة احتياجها هي واهلها ووعودها له بالحب وانتظارها بلهفة وشوق لمن يتأخر عليها ..
تفاجأ بها تكلم ثلاثه من اصحابه .. وتعرفت عليهم عن طريقه وهو مايدري ..
هند بنت الجيران اللي حبها واخلص لها واعطاها كل مشاعره بدون مايطلب أي مقابل الا الوفاء والاخلاص اللي تصنعتهم ثم خدعته بأشر الطرق وابشعها ..
تذكر سامي وهو يكلمها بحب ولمن سمعه يقول هند سأله وعلمه عنها ومن هي بنته ..!
ماينسى شياكة سامي والهدية اللي في يده وهو رايح يقابلها ومقرر انه ياخذها لشقته ..!
كيف تسمح لنفسها تخونه وهو اللي حافظ عليها حتى من نفسه ..!
الخيانه صعبه ..
وانك تصير بصورة الغبي ويستغلك الشخص اللي بمثابة شريك الروح ونصفها شي صعب ..
ضرب بقبضته على الطارة بقوة وذاكرته تسترجع الأحداث البشعه والصدمه اللي مر فيها ..
اخذ جواله مرة ثانية ودق على سارة ..
فتحت الخط على طول قالت بملل : هلا مشمش ..
: اجل مشمش ياسويرة .
: عمى عمى اش سويرة هذي .
ابتسم نص ابتسامه مريرة قال بهدوء : هذي اخت مشمش .
: طيب اجل خلاص آسفين .. اهلين سيد مشاري .
: هلا بك ..! ساعه انتظار ..؟
: ممممم تدري من اكلم .
: ايييييه ادري .. اسمعي انا برجع للبيت بعد ربع ساعه ابغاك تنزلين لي في الحديقه ابي اكلمك في موضوع مهم .
اصطنعت التثاوب وفتحت فمها قالت بصوت يبي النوم : ماعليه مشاري خلها مرة ثانية الحين فيني نوم .
قفل منها من دون مايرد عليها .. وهي تقبلت الامر عادي ..!
طالعتها امها وهي جالسه تفتش في ملابسها وتطلع القديم بتوديه للجمعيه الخيريه مع بقية الملابس اللي جمعتها ..
قالت : بنت اخوك يبغاك بشي مهم ليه تتهربين منه ؟.
تمددت على سريرها قالت : مواضيعه الايام هذي بصراحه مرة بااايخه وانا بصراحه ماابغى اوجع راسي .
: ليه ..؟
: طالع لي بكلام من راسه يقول ان خالد ماراح ياخذك وانه مو كويس .
شهقت امها قالت بلوم : وانتي ماتبغين تسمعينه يمكن يكون صادق .
: لامو صادق .. بينه وبين خالد خلاف وهو يهدده انه ماياخذني ويبغى يشوه سمعة خالد عندي عشان اكرهه .
: سارة يابنتي شوفي اخوك اكيد خايف عليك من شي .. لأنه مو معقوله يكون تفكير مشاري سخيف ويفكر انه يضيع مستقبلك عشان خلافه مع خالد .
: يمه الله يخليك .. فكيني من خرابيط مشاري لأن راسي بينفجر منه خلقه .. تجين انتي تكملين عليه .
طلعت امها من عندها وهي معزمة ومقررة انها تعرف وش اللي في راس مشاري بالضبط ..!
***
عدى اليوم وهمها اكثر وخوفها اكثر وبكاها اكثر ..
اليوم تحديداً بكت ابوها اكثر من أي يوم راح ..
بكت نايف لدرجة ان امها سمعت بكاها وهي برا الغرفه ..
دخلت عليها تجري ..
: يمه شادن وش فيك ..
: مافيه شي يمه ..
: وليه هالدموع كلها ؟
: ابكي حالنا يمه .
: دوبك شفتي حالنا ... ولا يعني عشان جيتي الليلة تنامين عندي بتقلبينها علي نكد ..
قربت من بنتها ومسحت على راسها
قالت بحنية ممزوجة بوجع : لاتزيدين علي ياشادن فيني اللي يكفي انتي بكرة بتتزوجين وتروحين لحياة ثانية وتشوفين دنيا غير .. تفاءلي خير يمه ولا تنكدين على نفسك .
مسحت دموعها وعدلت ظهرها اللي كانت مسندته على السرير قالت : يمه اليوم جاني نقل لقريه بعيد عن اللي ادرس فيها الحين .
طالعتها امها بنظرات مليانه خوف وصدمة ماكانت على البال ولا الخاطر قالت : ايش ..؟ من متى هالكلام ..؟
: اقول لك اليوم يمه ..!
: لاحول ولاقوة الا بالله .. طيب سارة معاك ..؟
: لا يمه .. المصيبة انه انا لوحدي وماادري ايش السبب المديرة تقول تفاجأت بالقرار .
شهقت وكملت كلامها : القرية مو بعيد عن السبيل مرة قريبة يعني حوالي ستين خمسة وستين كيلو بالكثير .
وقفت ام نايف .. وبمرارة وقلة حيلة عقبت : ياربي على هالمصيبة والله مو ناقصين .. الحين من بيوديك هناك .. ؟
: هذا اللي كاسر ظهري يمه .. ماعندي احد .. ان جلست قابلت الوسخ هذا وان بغيت اروح مافي يدي حيله ولاعندي احد يسندني ويوقف معاي . ياويلي عليك يانايف بس ..
: حسبي الله على اللي حرمنا منه .
: طيب يمه اش اسوي من بيوديني اقل شي اول اسبوع للاجواد ..؟
: ايش ..؟ الاجواد شو تعملين في الاجواد ..
: القرية اللي راح ادرس فيها اسمها الاجواد .
: الأجواد .
: ايوه الأجواد يمه . اش فيك ..؟
سكتت عزيزة وعيونها مطيرتها فيها مليون كلمة وكلمة ومستغربة ..
اش هالصدف والاقدار اللي رمت بنتها للاجواد بالذات .
قالت ونبضها يزيد وتحس ان دمها يغلي اكثر واكثر قالت : لا ياشادن اتركي عنك التدريس والمشاكل وخليك عندي قريبه ولا اقولك قدمي على مدرسة اهليه قريبه مني اقل شي انام اذا رحتي لمدرستك مو زي الحين ..
قاطعتها : يمه اترك وظيفه براتب اربعه الاف ريال وبكرة يزيد الين يوصل سته سبعه واقدم على اهليه زين ان اعطوني الف وخمسية .. وكيف نصرف ان شاء الله ؟ .. من راتب ابوي التقاعدي اللي مايوصلك منه ريال ويروح كله على سكر صالح وشرابه وسهراته .
يمه الشقا فيني فيني خليني اكمل طريقي وانا مستعينه بالله ..
: وش تسوين الف وخمسمية تعيشنا وبالي مرتاح .. احسن من عشرة الاف وقلبي مو مرتاح لمشوارك اللي يبدا من نص الليل .
: الحين المشوار للاجواد بيفرق عن المشوار للسبيل .. حطت يدها على يد امها وضمت عليها بحب واطمئنان قالت : اصبري يمه بشوف اذا ابو مشاري سوى شي ولا امري لله والله يعيني . يمكن خيرة ..
: الله يكتب لك اللي فيه خير بس ترى ياشادن ماني مخليتك تروحين للقرية هذيك مو عايفتك انا .
: ماتفرق يايمه عن السبيل كل الفرق اللي بينهم ستين كيلو . يعني زيادة نص ساعه على مشواري للسبيل .
ناظرتها امها بنظرة غريبة وقامت وتركتها بحيرة ..
كأن امها بثت فيها القوة بضعفها ..
وكأن الدموع على الرحيل اللي تتوقعه مر بدون سارة ومساندة اهلها جفت ونشفت بفعل دموع امها وخوفها ..!!
سلمت امها وجعها واستكانت ..
غفت عينها وتراخى جسدها يطلب الراحة والهدوء بعد الجهد اللي مر فيه اليوم .!!
***
|