لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (7) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-08, 11:27 AM   المشاركة رقم: 1836
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



فصلٌ تاسع عشر




~~ .. هاك قلبي .. ~~



***





لحظات جمعت احاسيس مختلفه ..!
حزن وشعور بالرغبة في البكاء ..
خوف على الحبيب القريب ممزوج بالأمان على صدره وبقربه ..
امل لأن ملامحه تنبيء عن العافيه ..!
وتعاسة لأن تصرفاته تدل على انه كئيب وحزين ..!
متبعثر وبعثرها ..!
يبي قربها والعقل يقول ابعد وارحمها وخاف ربك ..!
بكل بساطه هي حلاله بس الزمن حرمها عليه ..!
كانت تحس بنبضه يعلو وهو يدفنها في صدره ويدفن اوجاعه وهمومه وخوفه بين اضلاعها ..
علّها تساعده وتشيل عنه جزء من الحمل ..!
التضاد دايماً صعب في كل شي ..
وتضاد الهم هو اقسى انواع العذاب ..!
كانت تنتحب بصمت خوفاً انها تضايقه ولا تحسسه باليأس والاحباط ..
رفع جسدها النحيل عنه وامتد المنديل من فوق الكومدينو وراها وسحب منه واحد .. وهو يقول : انا متنكد خلقة وانتي زدتيني نكد .
ارتجفت وشهقت ببكاء موجع وهي تهمس : عماد اش فيك الله يخليك تقول لي ..
حاولت تاخذ المنديل من يده وشد عليه ومسح دموعها برفق وهو يقول بصوت هامس ومبحوح : اعلمك باللي فيني بس وقفي هالدموع لااشوفها .
صدت عنه قالت بهمس مشابه : خلاص وقفت بس قولي اش اللي صاير .. امس لمن كلمتك ماكنت كذا .
رجع خصلتها ورى اذنها وهو يتأمل ملامحها قال بهدوء : تبين تعرفين وش فيني ..؟
ماقدرت تقول ايه ولا لا ..
فقط تنتظر وعيونها عليه ..
رجع بجسمه للخلف وتنهد وسند بظهره على السرير ..
شد شعره على ورى باحباط ونفخ بقوة دلاله على ضيقه وثقل همه ..
قال وعلى وجهه كآبة ماقدر يخفيها : لازم نبعد عن بعض .. بكرة ولا بعده بالكثير لازم اوديك لاهلك .
سكت ثواني وهي تشوف خيط احلامها ينبتر وهالة من الحباط تسوتطن عمق مشاعرها وقلبها ..
كمل ببرود وبمحاولة انه يبرر لها بمصداقيه وصراحه : كنت احسب نفسي قوي واقدر اقاومك بس يوم عن يوم اضعف ..
صد عنها ورجع طالعها بتدقيق ويقول بتأكيد : يابنت الناس انا خايف عليك مني ...! لازم نبعد عن بعض ... ارحميني واحمي نفسك .
طالعت فيه مشتته ..
فاهمته ومتفهمته ..
وضعه صعب ..
بس وشلون تقدر على البعد ...
بعده صعب ..
واصعب من الصعب ..
البعد يعني فراق ..
والفراق نهاية ..
وهي ماتقدر تعيش بدونه ..
ماتقدر تعيش ماتنتظره وتكلمه وتشوفه ..
طالع فيها جامده ونظراتها تايهه وضم على يدها اللي تحولت لقالب ثلج بقوة وملامحه ترتجي وتطلب انها تفهمه وتقدر ..!
نظرة عيونه المكسورة ..
طلبه لها وهو في اقصى حالات ضعفه ..
ضعيف لأنها عنده ..
ضعيف بوجودها وقوي بدونها وبعيد عنها ..
جف دمعها وبهتت ملامحها واستكانت كل مشاعرها في حالة برود او ضياع اوتشتت او يمكن استسلام ..
المهم انها ماعادت تحس بأي شي حولها ..
سحبت يدها من يده ووقفت ..
قال بصوت حاني : شادن .
التفتت عليه قالت ببرودة سرت في اطرافها وبرود تمكن من مشاعرها : يعني خلاص بتطلقني .....
فز من سريره وهو يهز اكتافها بيدينه ويشد عليها ..
قال بانفعال مشاعر : لا ... طلاق لا ... طلاق لا ياشادن ... الا اذا انتي تبينه .
ماتحرك منها ساكن واكتفت بـ : انا ماابغى شي .. يكفي يكون اسمي شادن زوجة عماد .
رغم همه الا ان حالها اضاف فوق همه هم ..
كملت بنفس البرود : مهما حصل انا مافي حياتي غيرك .. وبموت مافي حياتي غيرك فاااهم ..!
توثق الحبل بالعهد ..!
يعني حتى لو فارقتني ماراح افكر بغيرك
حتى لوتبيني اشوف حياتي ماراح اشوفها مع غيرك ..
رفع وجهها البارد وطالع في عيونها الضايعه نظراتها قال : تقدرين تصبرين .
صدت عن نظراته المليانة اسئلة ولهفة قالت بنفس البرود وبهدوء : اصبر ..؟ الصبر يكون على المآسي والعذاب .. وانا من يوم ربطت اسمي باسمك ماعشت لامأساة ولاعذاب ..
رجعت وجهت نظرها على عيونه وكملت : واللي يحب مايصبر على اللي يحبه .. ينتظر ويعيش معه على الحلوة والمرة .. تصبح على خير .. نام ماباقي شي على الفجر ووراك قومة من بدري .
اهمل يدينه وانسحبت من بينها ..
لملمت اوراقه الملونه والبيضا والمختومه بأسماء مستشفيات بعضها بالعربي وبعضها بلغات مختلفه ..
واخذت الدفتر السر ..
او دفتر الأسرار ..
او بالأحرى دفتر همومه ..
وطلعت بخطوة ثقيله لغرفتها ..
هم زوجها مثقلها وهم بعده مضيعها ومشتتها ..!
وهو جلس بعدها بكل همه .
هم المرض وهم سحرها وقيدها له وهم فرقاها ..
غمض عيونه وشد شعره بقوة ..
وهو يتذكر آخر كلامها ..
اعلنت له حبها ..
أقرته فعلاً وقولاً ووعداً وعهداً ..
رمى نفسه على مخدته ودفن وجهه بمخده صغيره ..
الحيرة والرجا والأمل والخوف ..
كلها مجتمعه ومتزاجمه قدام باب مستقبله ..



***




كلاً بهمه منشغل ..!
مانام طول ليله ..
ليلته هذي مثل باقي لياليه الماضيه ..
ليلى فجرت بداخله كره لجنس حواء وشوهتهم في نظره ..
اصعب شيء على الرجل خيانة المرأة له ..
وأصعب شيء على المرأة تجاهل الرجل لها ..
كل ماضاقت به الوسيعه لجأ لها ودور صوتها وصورتها وريحتها لعل همه يخف وتهدى نار القهر بداخله ..
توجه لامه الملاذ الآمن وشافها تلثم سجادتها بعشقٍ ازلي ..!
والثانية وافيه ومخلصه تسمع لنجواها وشكواها وتكتم وتبثها الامان من عند الرحمن ..!
بعد ماسلمت اكثرت من التسبيح والتهليل وختمت باستغفرك اللهم واتوب اليك انت ربى لا اله انت خلقتنى وانا عبدك وانا على وعدك وعهدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ وابوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا انت ..
التفتت ام ناصر على احمد المهموم ...
احمد ضناها اللي يبين الهم على وجهه مثل مايبهج الفرح ملامحه ويوضح عليها ..
هو عكس عماد اللي محد يدري وش وراه يضحك وهو مهموم ويسكت وهو فرحان ..
ربعت رجولها بصعوبه قالت بلهفة وحرقة قلب : ياوليدي وسع صدرك وان الله اشاء واراد جوزتك اللي تنسيك ليلى وسنين ليلى .
شد شعره بيدينه وامه تغرس سكاكين الكلام بجروح الخيانه وذكرى ليلى ..
قال : ماعاد ابي لاحريم ولا طاري حريم .
تنهدت بهم وضيقة وقالت : تعوذ من ابليس وانا امك ثم الحريم اشكال وانواع .. منهن الطيّبة ومنهن الردية .. مهب ليا صارت مرتك ردية معناتها كل بنات الناس رديات ..
مس يدينه ووقف بيهرب من السيرة قال : تكفين الله يخليتس لي لاعاد تجيبين لي طاري هالسوالف ... اقول يمه تدرين ان عماد جا البارح .
هزت راسها وعرفت انه غير السالفه وجارته في رغبته : ايه دريت مرني وسلم عليّ وانا ماقصرت عليه باللوم ..
هز راسه بعدم رضا قال : لاحول ولاقوة الا بالله .. يايمه الله يخليتس لي دام ان حرمته راضيةٍ(ن) عليه خليه على كيفه .. هو رجال عنده شغل يبي له مقابل مهب فاضي .
ردت بحدة : وش هالشغل اللي يمسكه بالاسابيع وقبل مايعرس كل يومين وهو عندي .
حك احمد راسه بملل قال : رجال وادرى باموره يايمه ..
سكت عن الكلام وهو يقارن بين شادن وبين ليلى ..
لو في شادن شي من ليلى يحق لعماد يغيب بالايام
بس الفرق شاسع وواسع ..
جمع قبضة يده وضرب على اطار الباب بحنق يعبر عن مافي داخله ..
ساد الجو صمت هدوء مايقطعه الا همس امه بتسبيحها على انامل اصابعها و
هو سارح في ماضيه الاسود مع ليلى
كان ليلها سهر ونهارها نوم ..
عمرها مااستقبلته الا بوجه متجهم وكان يغزي حالها للغربه وبعدها عن اهلها ويقدر ..
واكله من المطاعم اكثر من اكله في بيته بمئات المرات ..
ضحكها مايعرفه الا وجوالها على اذنها ولا قدام شاشة الكمبيوتر اللي رافقها اكثر مما رافقها هو ..
مكرها وخداعها وهي تروح للمستشفى بحجة الفحوصات والكشف واذا رجعت له قالت الدكتورة تقول ماعندي مشاكل ..
معقوله ماكانت تروح للدكتورة ..؟؟
اجل وين كانت تروح ..!
عض على شفته السفلى وبجوفه سعير ونار توقدها الخيانه واحساسه بالاستغفال ..
التفت لعماد اللي نزل من فوق لابس طاقيته وشماغه على كتفه ومفاتيحه في يده قال : وين ..؟
طالع عماد في ساعته قال : ماباقي شي على الاذان بروح للمسجد اقرأ لين يأذن تخاويني ..؟
وكأنه عرف وش يحتاج ..!
محتاج السكينه والذهاب للقاء الله ..
هو اللي يبثه القوة ويعينه على النسيان ..
شمر عن سواعده قال : انتظرني اتوضأ بس .
مر عماد من عنده ودخل عند جدته وهو يقول : اعجل عليّ انتظرك عند جدتي .



***




اصبحوا معيدين ...!
اعياد كل الناس فرحة وبهجه ..
وعيدها شوهه عماد بقراره وهمه ..
واقفه في المطبخ تحضر الفطور بمساعدة فوزية اللي جات تعايدهم من بدري ..
قالت فوزية بمرح : كل هذا يطلع منك ياابو مشعل ..
طالعتها شادن بوجوم قالت : اش اللي طلع منه ...؟
عقدت فوزية حاجبينها دلالة على كآبة شادن وعبوسها قالت : الفستان الروعه هذا .. بصراحة ذوق ... بس عقدة الحواجب هذي ليه ..؟
اغتصبت شفايفها ابتسامه ميته وفردت حواجبها وآثرت السكوت ..
جهزت الفطور وكان عبارة عن تقاطيع وحواضر ودبيازة من صنع شادن ( ادبيازة هي الوجبة الرئيسية لفطور العيد عند اهل الحجاز مكونه من قمر الدين والمكسرات وتين وتمر ناشفين وتؤكل بالعيش )..
قالت لعمتها وهي تنفض يدها : عمتي خلاص كل شي جاهز خلي لسلي تساعدك وانتي دخليه المجلس عشان عيال عمي فيه ..
طالعتها فوزية باستغراب قالت : وين بتروحين ..؟
سحبت مناديل من العلبه قالت وهي تعطيها ظهرها خارجه من الباب : عندي شغله فوق بكملها واجي .. قطعت كلامهاوهي تشوفه داخل للبيت ويمشي بسرعه ماانتبه لها .. رابط اسفل ثوبه على وسطه .. وشماغه لافه على عقاله بإحكام ..
مسحت يدها بالمنديل بتوتر .. تروح له ولا تبعد بزينتها وتخليه في حاله ولاتزيد همه ..
صدت بألم في لحظة لمحته لها وتقدم لها بسرعه وهو يقول : شادن .. افاااا مالك نية تعايديني .
وقفت بمكانها ووصلها وهو يفك رباط ثوبه ويعيده لوضعه ..
قال : تراني دخلت بعد ماجيت من المسجد ودورتك قالت الشغاله انك عند الحريم ورجعت مع خوالي نذبح الاضاحي ونوزعها ..
سلم على جبينها وهي في حالة برودها وسكوتها ..
قال : كل عام وانتي بخير .
ردت ببرود : وانت بخير .
رغم انها ماتكلفت في زينتها الا انها بالفستان الوردي ومكياجها الخفيف على سواد شعرها الناعم تغريه وتفتنه ..
انقاد لها بكل مشاعره واحساسه ..
مااتخذ قراره الا بعد ماوصل هالمرحله وشاف نفسه ماعنده أي قدرة على المقاومه ..
انكسر قلبه وهو يشوف نظراتها الشاردة ولونها الباهت وملامحها الواجمه ..
هو يدري باللي فيها ..
وش اللي مكدرها ومحزنها ..
بس ماعنده شي يضيفه ولا له قدرة على الخوض في مواضيع مؤلمة في وقت ومكان مثل هذا ..
قال مبتعد عن السبب الحقيقي لحالها ودور على سبب واهي : شادن انتي تعبانه ماتقدرين تروحين معي لابوي ..؟
طالعت في الأرض بكدر قالت : لامو تعبانه خلاص افطر بعدين نمشي .
: اذا ماتقدرين تروحين عادي اجلسي .
ردت عليه بتوتر وحواجبها معقوده : لاعماد بروح معاك .. اصلاً لازم اشوف اهلك قبل ...
سكتت وغمضت عيونها بألم وفتحتها بسرعه ..
كملت بسرعه : خلاص على بال ماتفطر اكون جاهزة ..
هز راسه والتفت على فوزية اللي تتبع الشغاله وتقول : ياعيني على الرومنسية .. اقول عماد لاتفوتك الدبيازة تراها من صنع شادن .
ابتسم وفك شماغه عدله وتبعها وهو يقول : ارجعي ارجعي لشادن خليها تفطر زين تراها تعبانه ... وخلي الفطور انا ادخله .
التفتت فوزية على شادن ورفعت حواجبها ولوت فمها قالت : من قدك ياست شادن وهو مهتم فيك هالكثر .. يالله قدامي افطرك تنفيذاً لأوامر البيه .
ابتسمت شادن وهي تدخل المطبخ مع عمتها اللي مسكت يدها وسحبتها بدون انتظار لردة فعلها .




***


عند اهلها وجوالها في يدها ..
اتصلت عليه مرتين وثلاث واربع والنتيجه الجوال مغلق ..
دخلت عليها العنود بفستانها الحلم ...!!!
شعرها مفتوح ورجولها تحتضن جزمة نورة اختها البيضا ومطرزة بأحمر وأخضر .. وشفايفها يلونها روج احمر صارخ سايح من اطراف شفايفها ..
قالت نورة اللي تراقب اختها القلقانه : العنود الله ياخذ عدوتس .. هذا وشو اللي انتي مسويته في عمرتس ..؟
طالعت نوف في العنود وهزت راسها وهي تحمد ربها وتشكره قالت : جزمة نورة وش تبين فيها ..؟
رصت العنود شفايفها على بعض وحركتها قالت : عشانها طقم فستاني .
زفرت نورة بقهر : ياويلي من هالبنت تبي تجيب لي السكته القلبيه .. تخيلي لو يجنيا احد من بعيد .. ولاتطلع لعيال الديرة والله لتصير مضحكتهم طول العمر ..
طيرت العنود عيونها المدعوجه بكل حجر ناشف من كحل امها قالت بحماس : احد بيجينا من بعيد ..؟
قالت نورة وهي تلم شعرها وتمسكه بشباصه كبيرة وتعدل بلوزتها الطويلة على تنورتها الجينز : وانتي ماهمتس غير الناس محد جاي انا اقول تخيلي ماقلت بيجون اكيد ..
دقت نوف على رقم حمود من جديد بتوتر ورجعت قفلت الزر الاحمر بضيق وهي تقول : مقفل للحين .. نورة انا وش اسوي ...؟
قالت نورة : هدي اعصابتس يانوف الغايب عذره معه .. كلها ساعه ساعتين ويوصل بالسلامه .. يمكن ماسلّم ولا ماعنده شبكه ولا جواله مافيه شحن .
: الله يستر ..
قالت العنود : تلقين صار عليه حادث مثل محمد اخو مريم زميلة....
قاطعتها نوف : فالتس ماقبلناه .. اعوذ بالله منتس ومن شرتس ... قومي انقلعي عن وجهي انتي وروجتس اللي يجيب المرض .
حطت يدها على قلبها بخوف ..
لو يصير لحمود شي ..!
وفي لحظة شيطانية تخيلت وشلون تعيش ان صار لحمود شي ..
حمود اللي بنت عليه آمال واحلام وتحققت على يده أمنياتها ..
ان مات ولا صار له شي من يعوضها عن اللي شافته ومن يكمل لها بقية احلامها ..
نفضت راسها وتعوذت من ابليس وهذا تفكيرها ..
واستدركت بايمانها والطيبة المتأصلة في قلبها تجاه ولد عمها وزوجها اللي بدت تحس بأهمية وجوده في حياتها ..
الزوج الحنون ..
الصابر طويل البال ووسيع الصدر ..
حمود الانسان الكريم طيب المعشر ..
حمود اللي يحبها ويحن عليها ويراسلها ويكلمها بأجمل انواع الغزل والحب ..
رفعت نظرها للسما ولهجت بـ : يارب رده لي سالم .
طالعت في خواتها والعنود تصرخ على نورة : اقول لتس هاتيها انا ماعندي جزمه مثل فستاني ..
ونورة تصرخ : ياعالم هذي وشلون تفهم .. انقلعي البسي الصندل اللي جابته لتس نوف مع فستانتس .
ردت العنود باصرار : مابي العله هذاك اللي يربط رجولي هذا وسيع واقدر انزله على طول .
وقفت نورة وهي تقول : والله ان مااستنعتي وسمعتي الكلام لااخلي ابوي يوديتس مسفر ولا وضحى اللي تكوي ثم اخليها تربع لتس راستس يالمتخلفه .
( تقصد ان تقوم المعالجة بكيِّها على راسها في اربع جهات بحديدة او سيخ رقيق ويستخدمونه بعض المعالجين الشعبيين كحل لبعض الأمراض خاصة النفسيه والعقليه )
تراجعت العنود وفتر عنادها قالت بزفره وضيق : خلااااص ماعاد ابي لتس شي . بروح احرس سحيمان لايذبحه ابوي اشوفه له يومين يقزه والظاهر انه ناوي يضحي به .
ردت نورة بارتياح : ايه روحي احرسيه تراني سمعته يقول لياغفلت عنا العنود بنذبحه .
ضربت العنود على صدرها بهلع وعيونها مفتوحه بفجعه وهي تقول : ياويل قلبي على خروفي ..
طلعت مع الباب تجري متناسية الجزمة والصندل والحذاء عموماً ..
ونورة تنادي : تعالي يالخبله البسي صندلتس ..
ماردت عليها العنود ومضت في طريقها ووجهتها حوش الغنم القريب من بيتهم .
اخذت نوف عبايتها وهي تقول : انا بروح لبيت عمي بشوف جاتهم اخبار عن حمود ولا لا .
وقفت نورة معاها قالت : ماشاء الله يانوف اشوف الخوف على حمود ..
قالت نوف بلهفه : حمود ولد عمي ورجلي اذا ماخفت عليه وش ابي بعمري .
اخذت شنطة يدها وطلعت بسرعه وسط دهشة نورة وفرحتها ودعواتها لها بالاستقرار والهداية ..!





***




رغم ان اليوم المنتظر اقترب ..
الا ان عيده مكتظ بحزن الذكريات الموجعه ..
دخل لبيت ابوه وهو متلثم بشماغه بعد زيارته للمقبرة وسوالفه على سعود ودعواته له وزيارة اهله ..
اول ماشاف خالد اللي لمحه ولاذ خلف البيت خوفاً منه ..
نادى فهد بصوته العالي وبزفرة غضب ممزوجه بقهر الفقد اللي نكأته زيارة قبر رفيق الروح : خااااااااالد ... خااااااااااااااالد ..
وبلا مجيب ولا استجابه من خالد ..
لحقه بخطوات سريعه ولف ورى البيت ومالقى له ا ثر ..
رجع ودخل البيت اول ماشاف منال قال : منال ماشفتي خالد ..؟
ردت منال : لا ماشفته كان مع ابوي وبندر ..
رجع لقسم الرجال ثم لبقية الغرف والنتيجه ماله وجود .
عض على شفته وهو يهدد ويتوعد بغضب هادر بداخله والصمت يغلفه ..
جات حنان تمشي وجوال منال ( هدية نايف عليها ) في يدها قالت : خذي ازعجني ساعه وهو يدق ووصلك اكثر من ثلاث رسايل .
اخذت منال الجوال بحرج وهي ترسل لحنان نظرات لوم ليه تجيبه وفهد واقف ..
بحركة سريعه خطف فهد الجوال من يدها وهو يقول : من اللي يدق عليتس ..؟
حست انها تدوخ وراح يغمى عليها من الخجل والخوف قال وهو يبتسم ويمد جوالها عليها : استغفر الله كل هذا مطنشته .. روحي ردي عليه وعايديه .
صدت منال عنه ونزلت نظرها للأرض وهي غايصة في خجلها قالت : ماني مكلمة احد .
ضحكت حنان على شكل اختها قالت : عزالله بيموت ماردت عليه بس دق عليه وقول له لايتعب نفسه .
طالع فيها فهد ورفع حاجبه قال : هي عاقلة ورزين ليش انتي ماتعلمين منها .
تنحنحت حنان وهي ترد ضحكتها بصعوبة قالت : بصير عاقله بس خلنا بكرة نروح معك ..
رد عليها بسرعه :وش تدورين معي ..؟
: بشوف سارونه اشتقت لها ..
رد عليها بجديه : لا مافيه روحة واركدي وخلي عنتس المراويح .
شاف امه تطل من باب المطبخ وترجع بسرعه وراح لها ..
سلم وردت عليه السلام وهو يجوب المكان بعيونه قال : ماشفتي خالد ..؟
ردت امه بحدة يتخللها رجاء : انت علامك على اخوك ماتشوفه الا وتهاوشه ..!
زم شفايفه قال : يعني هو جاتس واشتكى مني ..! معناتها مسوي شي وخايف ...
قاطعته امه : لاماسوى شي واتركه مالك شغل فيه .
هز راسه وتمتم بـ : يصير خير .
وطلع من المكان وهو محتار أي الطرق تنفع مع اخوه وتفيد ..!





***




في بيت ابو عماد
دخل عماد قبلها لقسم الرجال وللمجلس تحديداً ..
توجهت شادن بأمر من عماد لقسم الحريم وهي تتأمل المكان ..
بيت مسلح ( نظام فيللا صغيره لكنه مبني بطريقة البيوت الشعبية )
الوانه جديده وأثاثه باين انه جديد ..
دخلت للمجلس واستقبلتها بنت سمرا وملامحها دقيقه وناعمه وجسمها متناسق ..
عمرها في حدود 18 وهي ترحب وتهلي ..
سملت شادن عليها قالت : اكيد انتي مها ..؟
ردت البنت بابتسامه : ايه انا مها اخيراً شفت حرمة اخوي .. تفضلي تفضلي الله يحييتس .
دخلت شادن للمجلس وجلست بعبايتها ولفت طرحتها عليها زين بانتظار ابو عماد اذا جا يسلم .. رغم انه يُعتبر عمها الا انها تحس برهبة من مقابلته والسلام عليه ..!
صبت لها مها فنجال قهوة قالت : امي لو درت انكم بتجون ماراحت ..
سألت شادن وهي تمتد الفنجال : وين راحت ..؟
: راحت تعايد خوالي .
: وانتي ليه مارحتي معاها ..؟
: وشلون اروح وابوي في البيت والضيوف والناس داخلين طالعين ..
سكتت شادن واستطردت مها : عاد لو تدري امي ان عماد جا وهي موب هنا بتنقهر ..
سألت شادن ببرود : ليه ..؟
: عماد الله يخليه لنا فارض غلاه على الجميع ... وامي تغليه وتعزه .
بلعت ريقها بغصه وحست بألم في عمق قلبها واكتفت بابتسامه باهته ..
مرت دقايق قصيرة صامته وقطعتها شادن وهي تجول بنظراتها في زوايا المجلس وتحاول تخلق سالفة تنشغل بها قالت : ماشاء الله بيتكم جديد .
ضحكت مها وامتدت فنجال شادن صبت لها ثاني قالت : لاوالله يمكن له سنه ونص بس قبل رمضان جدده عماد الله يخليه لنا .. ماعلمتس ...؟
ابتسمت شادن قالت بغصة : تعرفين عماد مايحب يقول سويت واعطيت .
: صادقه والله .. ترى هو اللي بنى بيتنا وعطى ابوي الفلوس يبيه يبني عماره بس ابوي الله يعافيه تصرف في الفلوس ومابقى الا اللي يسوي مسلح ...
التهت بطرحتها وهي تفتحها وتلفها من جديد ..
..
كل مكان تروح له تشوف له اثر طيب ..
وكل من يعرفه يثني عليه ويمدحه ..
اولهم هي وامها واخوها ..
من يلومها لو تجلس معه طول عمرها وتضحي بكل شي لاجله ولاجل قربه ..
رفعت راسها للأعلى ..
تحس انها مخنوقه ..
تبي هوا ..
اوكسجين نقي يفتح لها شعبها الهوائية اللي ضاقت بذكرى فراقه ..
ودها تختلي بنفسها ..
ودها تبكي فراقه وبعده ..
ودها تبكيه من قلب ..
تبكي ضعفه وقهره وقسوته على نفسه قبل مايقسو عليها بابعادها عنه .
سمعت صوته يقترب وهو ينادي : يامها .. ياام فيصل ..
وقفت مها وطلعت ورجعت معاه وهو يسألها بجديه : وشلون فيصل في دراسته ..؟
قالت مها باهتمام : ماعليه انا معه اول بأول وتراني اهدده اني اعلمك عليه ان اهمل وماجاب الدرجات كامله .
: ها قرأتي الكتب اللي جبتها لتس ..؟
: ايه قرأتها كلها وابيك تجيب لي كتاب لاتحزن لعايض القرني .
: ان شاء الله المرة الجاية اجيبه ....
سكت عن الكلام وعيونه عليها
وجهها شاحب والدمع مختنق بعيونها ..
جلس بجنبها قال لمها الواقفه : مها جيبي كاسة مويه .
راحت مها تنفذ امره ومسك يد شادن بسرعه قال : متضايقه من الجلسه هنا ..؟ تبينا نمشي ..؟
بلعت ريقها ورفعت نظرها وهي تتحاشاه قالت : لا عادي .. لسه ماسلمت على ابوك .
زم شفايفه قال : بيجي الحين ...
اهمل يدها وهو يسمع خطوات مها اللي دخلت وفي يدها صينيه فيها كاسة مويه ..
مدها على شادن وقال لها بصوت منخفض : اشربي مويه ..
شربت جرعه صغيره من الكاسة ونزلتها وهي تسمع صوت ابو عماد ينادي ويتنحنح كعادة كل من يقرب من مجلس الحريم اذا فيه مناسبه ولاعندهم ضيوف ..
دخل ابو عماد .. طوله يشبه طول عماد لكنه اعرض بكثير ..
ملامحه مختلفه كلية عن ملامح وشكل عماد وله لحية سكسوكه مكتسحها الشيب بقوة ..
رحب في شادن وهو يردد : ياهلا .. يالله ان تحييها .. مابغينا نشوفتس .. والرجال هذا لايعرف وصل ولا ذكر .
ردت بحرج وبكلمات مختصرة ومعدوده وهي تناظر الارض ..
فتح عماد شماغه ونسفه من جديد قال : الله يخليك لي بس .. الحين انا مااعرف لاوصل ولا ذكر .. ترى مايردني عنك الا الظروف .
رد ابوه بسخريه : ايه ايه مايردك عني الا الظروف .. وراها ماتردك عن جدتك وخوالك ولا هم اقرب لي مني واولى بوصلك .
سكت عماد وماحب يجادل ولا يراد ابوه ويطيل الحكي ..
قالت مها بمحاولة منها تضييع السالفة : عماد لاتروحون تغدوا عندنا اليوم .
رد عماد : مستعجلين يامها الايام جاية وبنجي ان شاء الله .. سلمي لي على امتس واخوانتس .
قال ابو عماد اللي كان منشغل باسئلته لشادن عن احوالها واخبارها .. : انت وين تبي ..؟ ماتجيني الا في السنه حسنه وان جيت حتى الفنجال ماتشربه ..!
يدري ان ابوه مايلح على زيارته وجلسته الا اذا يبي منه شي ..
قال مجامل : لو اليوم مو عيد يمدينا جلسنا .. بس من امس مانمنا ومن الصبح على عظمين وورانا مشوار لجده .
حست بالأرض تزلزل تحتها ..
وسرت رجفة بداخلها وهي ترفع له نظرها وترجع تنزله للأرض بأسى ..
مشوار جده هو اللي كسرها وخنقها وذبحها ..!
سمعت ابوه يقول بحده : ها تبي تسوي لي اللي قلت لك عليه ولا اروح اتسلف واخدم عمري بعمري ..؟
هز عماد راسه وهو يقول : كلي لك ياابوي .. انت تامر امر .. عطني بس اسبوع بالكثير ومايصير الا اللي يرضيك بس لاتنسى اللي قلت لك عليه تراني ابي الرد اليوم ..
هز ابوه راسه وهو يقول : خلني اشاور مها وامها ثم ارد عليك .
التفت عماد لمها وهي تناظر بالارض وكأنها فهمت الغازهم ..
قال عماد : مها مهب معارضة(ن) اختياري لها ...
ماحب يحرجها اكثر وكمل كلامه موجهه لشادن : يالله ياشادن مشينا .
اخذت شادن نقابها ولبسته وثبتت عبايتها على راسها بعد ماغطت عيونها ..
تكلم ابو عماد وهو يمشي معهم يوصلهم للباب : دريت يوم بنت عمك انخطبت ..؟
رد عماد بعدم اهتمام : أي بنت عم ..؟
: عذبة اللي انت حيرتها ثم خليتها .. رزقها ربي برجالٍ سنع .
تنفس عماد بارتياح قال : الله يبشرك بالخير .. منهو اللي خطبها ..؟
: اخذها عبدالرحمن بن صالح ال..
حس عماد باطمئنان وراحه بعد احساسه بالذنب تجاهها رغم انه مااذنب الا في نظر الناس والمجتمع ..!
قال وهو يطلع من البيت : الله يوفقها ويرزقها .. يالله مع السلامه .
: مع السلامه ولاتبطي عليّ تراني مستعجل ان ماعاونتني ولا شفت غيرك .
هز عماد راسه وركب سيارته محتسب ومفوض امره لربه وكل خير يقدمه لابوه يرجو فيه رضى ربه من رضاه ..!



***





مسكت جوالها بين يدينها بتوتر ..
ترد عليه وتكلمه مثل مايبي ..
ولا ترد برسالة ..؟؟
ولا تطنشه وتخليه يمل ..!
قالت حنان اللي تشاركها الغرفه ومتغطيه بلحافها تنتظر النوم يغزو جفونها : منال ياقلبي اذا موب رادة عليه وشو له تفتحين الجوال وتستقبلين رسايله وتخلينه يدق عليتس ..؟
التفتت عليها منال بضيقه وقلق قالت : انا مافتحت الجوال الا بعد ماالحت عليّ عمتي فوزية وانتي تدرين .
تعدلت حنان على ظهرها وسحبت اللحاف لوجهها قالت : ياختي احمدي ربتس ان فيه احد معطيتس وجه واهتمام .. لو ان اللي خاطبتس من الديرة يمديه مادرى عنتس الا ليلة العرس .
عقدت منال حواجبها قالت : طيب وش الحل ..؟ هذا قاعد يهدد الحين ..
رفعت حنان اللحاف بسرعه وجلست قالت : احلفي .. يهدد وش يقول .. تكفين منال عطيني اقرا رسايله .
ردت منال بنفس الضيق : يقول اذا مارديتي جيت للديرة وشفتك غصب عنك .
حطت حنان يدها على قلبها قالت : يارب ارزقنا .. ردي ردي عليه وعيشي حياتس دام انتي ماتخالفين ربتس .. وفهد بنفسه قال ردي عليه وعايديه .
عضت منال على شفتها السفلى بضيق قالت : برد عليه برساله وافك راسي .
فتحت الرسايل وكتبت ( من الفايزين .. وانت بخير ) وارسلتها على رقم نايف .
مرت ثواني ووصلتها منه رساله ( اذا مافتحتي الخط وكلمتيني شغلت سيارتي وجيتكم عاد ان صار لي شي وانا سهران ومواصل انتي السبب وان جيتكم بالسلامه لاتلوميني على اللي راح اسويه )
شهقت ورمت الجوال وحطت يدينها على وجهها .
قالت حنان بملل : هذا والله الشغله .. ان ماخليت شادن تفكنا منتس انتي وياه وتخليكم تعرسون مع فهد .. الا صحيح منال عرس فهد متى ..؟
ردت منال وهي تشوف الجوال يدق : خلي فهد يملك اول ثم اسألي متى عرسه ... يوووه ياربي ساعدني ..
فتحت الخط وهي تثني ركبها وتنزل راسها عليه بحرج وحطت الجوال على اذنها ويدها الثانيه على راسها ..
وصلها صوت نايف : الوو .. اخيراً فتحتي الخط .. الووو منال .
ردت بهمس : هلا .
: يابعد عمري ياهالصوت .. اش اخبارك ..؟
: الحمد لله .
: طيب مافيه كيفك انت ، اش اخبارك ، وحشتني ، اشتقت لك ..؟
سكتت منال وسط هاله من الاحراج حست ان الصوت يضيع وحرارتها ترتفع ودمها يفور ..
تنهد نايف قال بصبر وطولة بال : الوو منال .. ترى انتي زوجتي .. حلالي مافيها شي لوكلمتيني .. وانا بنفسي كلمت فهد قلت ابغى اكلمها قال على كيفكم يعني لاتخافين من احد ..
همست : عارفة بسس ..
دفنت وجهها اكثر بين ركبها وتمنت لو مافتحت الخط ..
رفعت راسها فجأة وطالعت في حنان اللي غلبها النوم وغفت عينها وهي تسمعه يقول : ترى والله لو ماتتكلمين وتسمعيني صوتك لااخلي زواجنا اول يوم في الاجازة .
قالت بحرج غيّر صوتها واستبدله بصوت مخنوق : ها ..؟ لا خلاص بتكلم ... بس وش اقول ..؟
ضحك نايف بصوت واضح رغم ان اثر ا لسهر واضح عليه
: ههههههههههههههههههه قولي أي شي .. قولي كيفك ..؟ قولي احبك .. اشتقت لك .. قولي أي شي ان شاء الله نايف حاف بدون شي بس اهم شي ابي اسمع صوتك .
ابتسمت وعضت على شفتها محرجه .. واسكتها الخجل وهو يقول بحنان وصوت رخيم : منال تراني مواصل من امس وابي انام على صوتك .
ضمت بيدها على لفة شعرها الكبيرة بتوتر وخجل ممزوج بسعاده ..
يدغدغ مشاعرها ويتملك من قلبها وإحساسها ..
قالت هامسة : خلاص سمعت صوتي روح نام .
: آآآه يازين هالصوت وراعيته .. طيب منال الحين انا بنام بس ابي اصحى على صوتك اذا الحين ماتبغين تتكلمين .
بسرعه تحركت من مكانها ووقفت قالت : لا خلاص ولو سمحت لاتحرجني وتدق عليّ .. انا رديت عليك عشان ماتزعل بس .
تأفف نايف بملل قال بزعل : اوكي .. ماراح نزعجك ياست منال .. يالله مع السلامه .
زعل ..!
ماابيه يزعل ..
بس ماابيه يتمادى يكلمني واكلمه
اذا هو شايف مكالمتي عادية انا اشوفها شي جديد وغريب على عاداتنا وتقاليدنا ..
عقدت حواجبها وزعله آخر شي تتمناه ..
ماانتظر منها رد وقفل بسرعه وطالعت منال في الشاشه اللي طفى نورها بعد ثواني ..
نزلت جوالها بقهر والهم يعتليها ويسكن قلبها ..!
غمضت عيونها وتمددت واندست في لحافها ونايف متملك من تفكيرها وشعورها .. يغزوها بصوته ووجوده في حياتها وكل خوفها انه يزعل ولا ياخذ على خاطره منها ..




***




عمره ماكان ضعيف بهالشكل ..
وشلون يكف دموعها الصامته ويواسي حزنها وظلمها وهو السبب ..
قادته مشاعره قبل رجله لباب غرفتها ..
فتحه بهدوء ودخل عليها ..
نايمه وحواجبها معقودة دلالة ضيقها وعدم ارتياحها ..
اقترب من سريرها دون ارادة او تفكير ..!
تأمل وجهها وهي نايمه على جنبها واللحاف مغطي نصها باهمال ....
بجامتها المكونه من قطعتين .. بدي وهو الظاهر له ومبين صدرها واكتافها واسفل بطنها ..
والقطعه الثانية تحت اللحاف يجهل شكلها ..
روبها بجنبها على الكومودينو حاطته احتياط وحرص منها اذا جاها احد ..
ويمكن احتياط له هو ..!!!
تأملها بحريه وكأنها فرصه ولايمكن تحين الا هالمرة ..
يهيم بكل تقاسيم خلقها وملامحها ..
مكانها على السرير دايماً واحد ..
وكأنها تقول هذا مكانه ولابد يجي يوم ويتخذه وينام فيه ..
جلس بجنبها بثوبه ونزل شماغه وعقاله اللي لازموه من الصباح لين بعد المغرب ورماهم على طرف السرير بإهمال ..
مد يده بتردد لوجهها وشد قبضة يده بألم وردَّها بعزيمه ..!
مايبي يزعج نومتها ..
ومايبي يكدر عليها اكثر ..

تقيده من معصمه ومن كاحله وتعلقه من شرايين قلبه ..
التفت عليها وهي تتحرك وكأنها حست بوجود احد .. وقرب منها وطبع قبلة خفيفه بجنب شفتها وتراجع بسرعه ..نزل ثوبه ورماه على الارض باهمال ورفع اللحاف الكبير وفاحت ريحة عطرها اللي تدوخه وحس انه يذوب في عالمها ..
واندس في اللحاف وحاول انه مايقرب منها اكثر حتى مايقلقها ان حست بوجوده اكثر من كذا خاصة ان التعب باين عليها من كثر السهر والشغل ..!
غمض عيونه عليها تشاركها همومه وآلامه وآماله ..!
وأخيراً تمكن النوم منه وغفت عينه في عالمها من عطر وذِكر وصورة ..!





***





مسك جواله بيده وهو يقرا الرسايل اللي وصلته مهنئة ..
من احمد موظف عندهم بالشركه وعلاقته فيه صارت قوية .. ( كل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك )
سامي السكرتير الخاص بمكتبه ( كل عام وانتم بخير )
فايز مدير الشركه ومكتب عماد ( من العايدين وعساكم من عواده )
امير .. ايمن ..
زملاء الدراسه فيصل وعبدالله ومحمد ....
مشاري ( كل عام وانت بخير ياابو ناصر ترانا بكرة في انتظاركم )
ضم على جواله وهو يتذكر الساعات القادمه ..
ماباقي الا القليل وتصير زوجته ..!
رجع فتش في الرسايل القديمه وطاحت عينه على اسم مشاري مرة ثانية وفتح الرسالة الموجعه واللي قلبته وغيّرت من تفكيره وهجدت تخبطاته ( فهد اختي مو حمل صدمات جديدة وهي مكسورة لاتكمل عليها ولا ناوي تدخلها شهار بحركتك وتهورك .. اصحى يافهد ترى سارة مالها ذنب في اللي يصير )
(شهار .. مستشفى كبير ومعروف للأمراض النفسية بمدينة الطايف .. )
ضم على الجوال بيده وهو يلوم نفسه مثل كل يوم من اول ماوصلته رسالة مشاري ..
متهور ..!
ومتسرع ومااحكم عقله في قراراتي ..!
بغيت اضيعها وانا اللي اغليها واحبها ..
ابتسم وهو يتخيلها ويتذكرها بجلستها وابتسامتها ودموعها وبكاها
كل الصور بكل حالاتها في ذاكرته تأسره وتعجبه
تسللت لأنفه ريحة دخان وارتعب من مكانه ورمى بطانيته وفز يدور اثرها وصاحبها ..!
فتح شباك غرفته وماشاف احد ولا سمع صوت في الحوش ..
طلع من غرفته بسرعه ببنطلونه الابيض وفنيلته القطنية البيضا ..
شاف منال جالسه في الصاله وحنان منسدحه وتتفرج على فلم تعرضه روتانا سينما ..
جلست حنان اول ماسمعت باب غرفته انفتح وعدلت منال جلستها قال : خالد وين .. ماشفتوه .
طالعوا البنات في بعض قالت منال : ماادري يمكن نايم .. فهد تراك ماصليت المغرب والعشا ابوي حاول فيك تصحى وماقدر ..
التفت لحنان قال : حنان خالد وين هذي موب معلمتني .
طالعت حنان في منال قالت : بصراحه يافهد جا عندنا وعاث فينا وضربني وطلع .
رمتها منال بنظرة غاضبه وهي تقول : فهد اتركه اذا رجع تفاهم معه لاتضربه لأنه عنيد وكل ماضربته يرجع علينا وينكد على امي ويزيد في عناده .
زم فهد شفايفه محتار وش يسوي معه قال : بندر وين ..؟
ردت منال : مشى بعد المغرب لمكة .
رجع بسرعه وتوضأ وصلى فروضه الفايت وقتها ولبس ثوبه وطلع ومنال وراه وتطلبه : فهد اسألك بالله لاتقول لخالد شي .. فهد تراني سألتك بالله .. فهد اسمعني خالد مراهق يحتاج اللي يكلمه باحترام مو يضربه ...
قاطعها وهو يقفل زراير ثوبه ويقول : ارجعي وصكي الباب لحد يشوفتس .
رجعت منال بقلب خايف وقلقان قالت لحنان لايمه : ها ارتحتي الحين يوم علمتيه ونافقتي على خالد ..؟
رجعت حنان وانسدحت واخذت الريموت رفعت صوت التلفزيون وردت ببرود : يستاهل خويلد خلي فهد يربيه .. اجل عاجبتس يوم كل مادخل كفخني وقطع شعري وطلع على كيفه وامي ماغير تداري عليه وتقول خلوه ليا كبر عَقَل .
مر من الوقت دقايق ومنال تلوم بخوف وقلق وحنان تبرر بملل وبرود ..
وانتهى الحوار بدخول فهد وخالد وراه ..
ساد صمت لثواني وتكلمت منال اللي ارتاحت ان خالد رجع بدون اضرار جسديه : فهد تراني مرجعة لك عشا تبيني اجيبه لك .
التفت على خالد وزم شفايفه قال : ادخل غسل وتعال اكل معي .
راقبه خالد بنظرات شك خايفه قال بتوتر : لا .. ماابي عشا .. انا متعشي وابي ادخل انام .
تنفس فهد بعمق بمحاوله منه انه يهدي اعصابه ويضبط تصرفاته : اسمع الكلام .. غسل يدينك وغير ملابسك ثم تعال ابيك بسالفه .
رد خالد بجرأة مبطنه بخوف وقلق : وش سالفته .. قول لي اللي عندك الحين قبل ادخل انام .
جلس فهد قريب من حنان قال : قومي رتبي ملابسي اللي غسلتيها حطيها في شنطتي وجهزي لخالد شنطه ملابس .
دارت فيه الارض ..
سجن .. ؟
مستشفى ..؟
دار رعاية ..؟
انتفض جسمه على هالأفكار المخيفه والتفت لفهد قال بحده : وين بتوديني ..؟
رد فهد بهدوء ظاهري وبداخله براكين غضب : انت ناسي ان بكرة ملكتي .. وان اخواني لازم يروحون معي .. بعدين ابيك تقضي اجازتك عندنا في جده واذا بدت الدراسه ترجع معي .
حاول خالد يعترض وسكته فهد وهو لازال ماسك اعصابه : خالد اسمع الكلام ولاترادني ولا تعصاني لاتخليني اعصب عليك ثم مااخلي فيك عظمٍ(ن) صاحي .
جات منال تمشي بحذر ومسكت يد خالد وهي تقول : خلود تعال بكلمك ..
رد عليها خالد بنعرة : وش تبين ..؟ فكي يدي وانقلعي .
همست له بهدوء : خالد عمري تعال امي لاتقوم على صوتك .. تكفى خالد طلبتك مانبي مشاكل ومانبي فهد يمد يده عليك .. اسمع منه هو مهما كان اخوك الكبير ..
كانت تتكلم بسرعه خوفاً من المشاكل .. وخوفاً على خالد وخوفاً على اعصاب امها ومن غضب ابوها ان عرف ان خالد ماتاب عن الدخان .
سحب يده منها بقوة وهو يقول : بسمع كلامه عشان امي بس مهوب عشانه .
: طيب قصر صوتك لايسمعك .
رجع خالد اكمام ثوبه اللي اعتاد انه يلفها بطريقه مرتبه وزفر وقال بصوت اقصر : واذا سمعني وش بيسوي يعني .. ترى ماني ساكت له هالمرة لو مد يده عليّ ..
مشى من عندها ودخل غرفته وقلبه قلقان وماآمن لفهد خاصة ان فهد شافه والزقارة في يده وللحين ماناقشه ولاهاوشه ولافتح الموضوع معه .



***



في غرفتها .. وبعد صلاة الفجر ..
صحت على صوت مزعج ..!
رنين حاد ويؤذي السمع خاصة للنايم ..
فتحت عيونها بكسل وعرفت انه صوت منبه الجوال ..
وطالعت في الشباك شافت خيط نور ماوضح يغزو المكان من تحت الستارة..
عرفت ان الوقت بعد الفجر وانها طولت بنومها ..
غمضت بقوة وهي تتذكر متى نامت وكيف نامت ..
امس رجعت ودخلت للبيت قبله وتركته مع احمد وجدته ..
بدلت وصلت الظهر ونامت ولاحست الا الحين ..
تذكرت ان اليوم آخر يوم تنامه في هالبيت قبل فراقها لعماد اللي ممكن يكون ابدي وممكن يكون مؤقت ..
حاولت ترفع اللحاف وحسته ثقيل وفتحت نور الأبجورة بسرعه وخوف ..
وكان المشهد مفاجيء وماتوقعته ..
ابعدت للخلف وهي تحس قلبها تحرك من يسار قفصها الصدري ليمينه بعنف وألم ..
اش اللي جابه ..؟
لايكون مريض ولا حس بشي ..
مدت يدها عليه ورجعتها بنص المسافه خوفاً انه يحس بشفقتها وقلقها عليه ويزيده همٍ على همومه ..!
اختارت انها تلبي امر ربها بالصلاة قبل ماتلبي قلبها ومشاعرها واحاسيسها ..
لبست روبها وقامت للحمام .. توضأت وصلت الفروض اللي فاتتها وهي تستغفر ربها وتطلب عفوه ورضاه وانه يهونه عليها حزنها وفراق المكان واهله ..!
كملت صلاتها والتفتت عليه وشرشف صلاتها الأبيض الطويل يلف راسها وجسدها ..
كان لاف ذراعينه تحت راسه ويطالعها ..
سحبت شرشفها بهدوء وقالت بحرج : كنت بصحيك عشان تصلي .
رد عليها بصوت نايم وهو يبتسم : تعالي صحيني .
ماردت عليه والتهت بتطبيق شرشفها قال : شادن تعالي .
رجعت وطبقت سجادتها .. قلبها يقول اقربي وعقلها يقول ابعدي ..
ليه يعذبها بصده وقربه ..
ليه يعذب نفسه قبل ويعاقبها بالاقتراب منها وهو صعب ..
ليه يبعثرها ولايقدر على لمّها ..
ليه يكسرها يوم عن يوم وهي من يوم جاته مكسورة ..
سمعته يقول بصوت هادي : تراني موب عجزان اقوم واشيلك واجيبك غصب بس المشكله اني كسلان .
التفتت عليه قالت بحده : عماد تعوذ من الشيطان وقوم صل ترى عليك ثلاثه فروض .
اخذ جواله وطالع في الساعه قال : لا ماراح عليّ الا صلاة العشا والفجر .. مانمت الا بعد المغرب .. بس وربي انها نومه عن نوم سنين .
تجاهلت كلامه الأخير عامده وهي تفتح الدولاب وتطلع لها ملابسها وترميها على طرف السرير قالت : طيب قوم لاتستهين في الفرضين ترى وقتهم راح وكل دقيقه تمر تحسب عليك .
رفع اللحاف عنه بألم ذاتي وهو يشوف انفعالها من خلال حدة صوتها وحركتها وهي تطلع الملابس ..
وقف ومر من عندها وابعدت عنه حتى يمر ولايقرب منها ..
عدى من عندها بصمت وراح لغرفته ..!
وهي سحبت شنطتها الكبيرة وبدت ترمي ملابسها فيها بدون ترتيب واهتمام ..
فتحت الادراج بسرعه وطلعت اغراضها وحطتها في شنطه ثانية ..
ماراح تخلي ولاغرض ..
بتاخذ كل شي من هنا لأنها ماتأمن كلامه ..
وماتبي تخلي لها آثار وبقايا ..!
جمعت حاجياتها في وقت قياسي ولبست جلابيه عادية ولمت شعرها بشباصه واخذت جلالها لفته على راسها وجسمها ونزلت تحت ..!




***




للآن ماجا خبر عنه ..
خوفها عليه يزيد وقلبها احترق والقلق فاض وتحول لرعب لو الحياة تكون بدون حمود ..
حطت يدها على بطنها وحست بألم في معدتها ..
من اسبوع وهي تحسه وتحاول تداريه عن اللي حولها ..
فزت من فراشها وراحت للحمام رجعت كل اللي في معدتها وانثنت على المغسله الصغيره الملصقه بالجدار بطريقة بدائية ولها مراية صغيره نصها مكسور ..
نزلت دمعتها وهي تتخيل الخبر اللي بتسمعه عن حمود ..
وقفت العنود وراها وهي ماسكة خروفها الغريب بلونه الأسود بدون أي خليط لأي لون آخر ..
قالت : نوف علامتس .. انتي وجعانه ..؟
رفعت راسها وغسلت وجهها قالت : عنود روحي جيبي جوالي من عند فراشي . وفكيني من العله هذا اللي اقرفتني ريحته .
: هذا سحيمان مروشته امس عشان يعيد وهو نظيف .
رفعت نوف صوتها بعصبيه وقرف : عنوووووووووووووود روحي جيبي الجوال واقلعي العله هذا عني .
راحت العنود تجيب الجوال وهم نوف مقلقها ومحيرها ..
من امس تشوفها تبكي وتداري عنهم ..
تشوفها تتوجع وكل ماسألتها قالت مالتس شغل ولا مافيني شي .
رجعت بعد اقل من دقيقه بجوال نوف في يدها ويدها الثانيه تحوط رقبة الخروف وهي تقول : خذي لقيته يدق .
كان الرقم غريب ..
اكيد احد بيقول لها عنه خبر شين ..
قبل ماتضغط زر الاتصال على الرقم اللي دق رن الجوال في يدها وحطته على اذنها فوراً ووصلها صوت حرمه فرحها واحبطها ..!
: نعم من بغيتي ..
ردت الحرمه بهدوء واحترام : انتي نوف لافي .
: ايه انا .. من معي ..؟
: انا سميرة .. مدرسة اختك نورة .. ماادري نورة كلمتك عن الموضوع اللي قلته لها ولا لا ..؟
عقدت نوف حواجبها قالت باستغراب : أي موضوع ..؟
سكتت سميرة ثواني وتكلمت بعدها : مممممممم معناتها نورة ماكلمتك .. طيب اختي انا شفت نورة البنت الصالحة والخلوقه وبصراحه من سنه واكثر ومن اول ماعرفت اختك وانا اتمنى انها تكون من نصيب اخوي .. ياليت تعطيني موعد نجي نقابل اهلك فيه .
زمت نوف شفايفها من الم معدتها وغمضت بعيونها قالت : طيب اختي يصير خير .. خليني اكلم اهلي ثم ادق عليك وابلغك .
: اوكي .. مشكورة اختي وآسفه اذا اتصالي بهذا الوقت ازعجك .
: لا اختي عادي .. مع السلامه .
: مع السلامه .

تحس بغثيان ورعشه ورغبة في البكا ..
نزلت دمعتها ومسحتها بسرعه رغم ان العنود مسلطه عيونها عليها ومايفوتها كلمة او حركه من نوف .
راحت نوف لنورة في المطبخ قالت : نورة ترى ابلا سميرة كلمتني .
طاحت بيالة الشاهي من يد نورة على ارضية المطبخ المفروشه بمشمع بلاستيك وتحولت لشظايا ونوف تبتسم والألم باين عليها قالت : لااله الا الله كل هذا ارتباك .. اجل تدرين وش تبي يالظالمة ولاعلمتيني ..؟
طالعت نورة في العنود قالت : طلعي الراديو اللي بجنبتس ثم اعلمتس .
تركت العنود خروفها من يدها وجلست على الارض بسرعه وهي تقول : والله ثم والله ثم والله مااعلم ا حد ... اشرت على حلقها وكملت : الله يقطع رقبتي ان علمت احد ... وعسى ابوي يوديني مسفر ان تكلمت .
قالت نوف بتعب : طيب روحي شوفي خروفتس راح لحرجتي لاياكل دفاتركم . .
حركت العنود يدها ببراءة قالت : اصلاً هو ماتعود ياكل القراطيس انا معودته يشرب الببسي وياكل البطاطس اللي اشتريهم من البقاله .
ماقدرت نوف تجادلها بسبب تعبها والتفتت نورة للمجلى تغسل بقية الأواني قالت : ابلشتني كل ماتشوف وجهي قالت ابي اخطبتس لاخوي وانا معلمتها مية مرة قايلة لها ابوي مايزوج اللي من بعيد ..
ردت نوف ويدها على معدتها : وش دراتس يمكن ابوي يوافق .
: تخيلي وانا اجي لابوي اقول ترى فيه مدرسه بتخطبني منك ..
: لا تعالي كلميني ولا كلمي امي موب شرط تقولين لابوي...
سكتت نوف وطلعت بسرعه متوجهه للمغاسل وسط ذهول نورة وسرحان العنود ..
قالت نورة : هذي وش فيها ..؟ وين راحت ..؟ علامها ..؟
قالت العنود بهدوء وابتسامه على وجهها للخبر الجديد : كل شوي تستفرغ يمكن وجعانه .
رمت نورة الصحن من يدها في المجلى وغسلت يدينها عن الصابون بسرعه ولحقت نوف .
والعنود وراها تدورعلى خروفها وتقول بفرح : ان اعرستي بيصير عندي حجرتين موب حجرةٍ وحدة ..
انتقل نظرها لأنحاء البيت تدور على سحيمان اللي كان ياكل من كراستها حقت الرسم ..!!!
وطيرت عيونها عليه لاهي اللي تقدر تلومه ولاهي اللي تقدر تنجد الكراسه ..
سمعت نورة جاية تمشي وراها وهي تقول : ازين حقتس وماجاتس كله ليته اكل الكتب كلها وتقعدين السنه هذي بدون كتب وترسبين يوم ماتسمعين الكلام .
طلعت العنود لسانها تقلد نورة وتردد كلامها ثم قالت بصوتها : ان شاء الله تعرسين بسرعه عشان افتك منتس ومن وجهتس .




***




حضرت فطور لها ولعمها احمد اللي كان جالس عند التلفزيون وشكله صاحي من بدري ..
اول مارتبت الصحون على السفرة شافت عماد ينزل من فوق ..
قامت بخفه وهي تقول لعمها : عمي تعال افطر وانا بشوف جدتي صاحية ولا نايمه .
رد عمها بملل : صاحيه وافطرت من بدري ..
عدى عماد من عند احمد ولحق شادن اللي سبقته لغرفة ام ناصر ..
منسدحه على سريرها والراديو بجنبها وتسمع برنامج ديني على اذاعة القرآن الكريم ..
همست بالسلام وهي تسلم على جبين جدتها وردت الثانية وقالت : قمتي يابنيتي .. عساتس ارتحتي عقب امس .
ابتسمت بحب لجدتها وألم بُعْدها ينغرز في حنايا ضلوعها قالت : ارتحت ياجدتي الحمد لله .. انتي نمتي زين ولا لا ..
قاطعها عماد وهو يدخل الغرفه ويده تقفل زراير قميصه البني قال : يالله صبحها بالخير .
جلست ام ناصر موسعه مكان لعماد على طرف سريرها الثاني وهي ترد : صبحه بالرضا والعافيه ... يالله لاتخليني منهم وارزقهم بالضنا الصالح اللي اقر به عيني قبل لا تطفي .
كأنها شرخت قلبها بمشرط ..
وكأن الدنيا في نظرها ضاقت الى ان اصبحت مثل ثقب الابرة
ماعاد فيها تحتمل من امس وهي تقاوم وتكبت ..
وبلحظة اذهلت ام ناصر واحرقت قلبها وآلمت عماد في الصميم ..
انفجرت شادن باكية بحرقه وقهر ويدينها على وجهها
صعب فراقك يالغاليه ..
صعب تكسير احلامك وآمالك ..
صعب انك عايشه طول الفترة اللي راحت بوهم ..
ومخلينك تنتظرين الماء وهو اصلاً سراب ..!
كانت تبكي بمرار وعماد يردد بوصت واطي : لاحول ولاقوة الا بالله .. هذي سواة ياشادن ... استهدي بالله وتعوذي من ابليس ..
قالت ام ناصر بلهفة وخوف : علامتس يابنيتي .. شادن يابنيتي علامتس وش انتي سامعه .. شادن ..
تهدج صوتها واهتز الجبل بداخلها وتخلخلت القوة وعلى وشك الانهيار ..
رمت شادن نفسها في حضنها وضمتها والثانية تنهار بالتدريج ودموعها تنزل على خدودها اللي جعدها الدهر ..!
قال عماد بلهجة حادة : شادن قومي جدتي ماتتحمل دموعك هذي اللي اربع عشرين ساعه شغاله .. قومي غسلي وجهك .
شدت عليها ام ناصر وضمتها وهي تقول : علامتس يابنيتي تونسين شي ( تحسين بشي ) .. سامعة خبر(ن) شين .. علميني علامتس يابنيتي .
التفتت لعماد وكملت : انت قايل لها شي ..؟
هزت شادن راسها ورفعته والتفتت تدور مناديل ..
مد عليها عماد مناديل من جيبه ومسحت دموعها فيها وريحة عوده توغل في الجرح اللي بقلبها وتزيدها الم وقهر ..
قال : الحين جدتي وسوست بسبب هالبكا اللي ماله داعي .
غمضت عيونها بقوة على حرارة دمعها قالت : مافيه شي .. بس عشاني بروح لاهلي اليوم ومااقدر اخليك هنا لوحدك .
التفتت ام ناصر لعماد قالت : انت بتوديها لاهلها .
هز راسه بإيه قال بهدوء : بتروح لاهلها تعايدهم وتحضر ملكة خويتها وعرس ولد جارهم ..
مااقتنعت ام ناصر ان سبب انفجار شادن ودموعها عشانها بتروح لاهلها وبس واكتفت بصمتها وداخلها الف سؤال وتساؤل ..!
وقف عماد ومشى جهة شادن وهو يسحبها بيدها ويدها الثانيه غطت بها عيونها قال : قومي اطلعي افطري والبسي خلينا نمشي الحين .
سحبت يدها منه وهي ترجع لجدتها وتجلس عندها قالت : افطر انت وانا بجلس عند جدتي شويه .
اصر عماد انها تمشي معاه خايف انها تزل بكلمه وتفضح امرهم وهو يدري ان جدته من النوع الفطين اللي يفهم الأشياء بالتلميح وناوي يمهد لها النقل ثم قرار السكن في جده لين اموره ترسي على اللي خطط لها ..
قال : امشي معي .. انتي مااكلتي من امس .. بعدين ابيك تطلعين لي ملابس خلينا نمشي قبل الشمس تظهر وتحرقنا في الطريق .
اضطرت انها تقوم آسفه ومقهورة وطلعت فوق على طول من دون أي كلام ولا نقاش وهو راح لخاله اللي ينادي يبيه يجي يفطر معه ..
اخذ عماد يد جدته وساعدها على الوقوف وراديوها في يده الثانية قال : ترى شادن تنزل دمعتها بسرعه لاتقلقين عليها .
هزت راسها بقهر وهي تقول : بنيتي واعرفها ليا صارت منقهرة .. مهب غريبة عليّ بس علمني علامها ..؟
التفتت عليه وكملت : احد مضايقها امس يوم راحت معك . .؟
: محد ضايقها ابوي رحب فيها ومها بغت تشيلها من فوق الارض من الفرحه فيها ..
حاول يضيع السالفه قال : تراني خطبت مها لاحمد من ابوي ..
طالعته جدته بفرح قالت : ووافق ..؟
رد عماد بتأكيد و ثقه : ايه وافق .
عرفت انه معطيه مقابل ولا انه راح يعطيه قالت : وش عطيته علمني .
جلسها عماد قريب من احمد وهو يقول : ماعطيته شي للحين .. طلب مني فلوس يقول انه بيسوي محلات في الديرة .. مخبز وسوبر ماركت صغير ومطعم .
: انا عارفه انه مهب موافق الا يبي له بلعه .
سكت عماد ماعقب على كلامها والتفت على احمد قال : وش قلت يااحمد بموضوع امس .
رد احد وهو يصب له كاسة شاهي : الغه ولاتطريه لي مرة ثانية .. انا مسافر بعد اسبوعين .. ماني فاضي لالعرس ولا لمشاكل حريم .
قال عماد : تبي تسافر وهي معك ان شاء الله .
مارد احمد عليه والتهى بالاكل وهو مستبعد سالفة الزواج نهائياً ..
قالت ام ناصر : قاله الله وانا امك .. بعد اسبوعين ان الله احيانا وطول في عمري ماتروح الا وحرمتك معك .
رمى قطعة العيش من يده قال : ضربتين في الراس توجع ياام ناصر .. والمؤمن لايلدغ من جحرٍ مرتين .
رد عماد وهو يسوي جلسته على السفرة : ماكل الحريم عقارب ولا كل زواج ضربة في الراس ... واختي انا اعرفها يكفي يااحمد انها ملتزمة وراعية بيت وهي صغيرة تقدر تربيها على كيفك .
وقف احمد وتمطط وهويقول بعدم اهتمام : انسوا سالفة عرسي وخطبتي واختك دور لها رجال يناسبها غيري .
: انا خطبت لك وانتهى الموضوع .. لاتسوي سواة ولد اخوك اللي بغى يفشلنا في الرجال اللي خطب منهم .
مشى احمد وعطاهم ظهره وهو يقول بصوت وصلهم : والله محد قال لكم توهقوا واخطبوا لي من دون علمي .
كمل عماد فطوره براحة واطمئنان وهو يقول لجدته : كلمتين مني ومنتس تطرح عناده لاتشيلين همه .. وترى مها مامثلها ستر وسنع وحشميه .. اسألي شادن وبنات خالي ناصر عنها تراها كانت معهن في مدرستهن ويعرفنها .
تمتمت ام ناصر لربها برجا وطلب انه يسعد احمد ويعوضه خير ..!












 
 

 

عرض البوم صور اقدار   رد مع اقتباس
قديم 23-03-08, 11:32 AM   المشاركة رقم: 1837
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


***





بعد ماقالت لابوها على سالفة المدرسه اللي كلمتها وهو شارد ..
يزوج بنته لناس غرب ومن بعيد ولا يخليها متى ماجاها نصيبها يجها من اهل الديرة ..
حك لافي لحيته وهو يهوجس ويحسب حساب كل خطوة لو اتبعها ..!
جلست عنده ام نوف بصينية القهوة والتمر ومدت عليه فنجال وهي تقول : الله يرحم ابوك ياابو نوف لاتجوز بنتي للغريب ..
رد عليها بحكمه : الحين العرب تجوز الغريب والقريب .. والديرة بناتها اكثر من شبابها وبنتس طافت العشرين ياحرمه .
ردت بقلق : انت من عقلك انهم يبون بنتنا .. قلوا بنات المدن يوم ياخذون بنت الديرة .
جلست نوف عندهم بوجه باهت وملامح ذبلانه قالت : يبه النصيب اذا جا محد يقدر على رده .. كملت بغصه ..: انا ماكنت ا تخيل اني باخذ حمود .. الله يجيبه سالم .. وهذاني من نصيبه وهو صار نصيبي .
قال ابوها : ايه يابنيتي بس حمود ولدنا ونعرفه ومربيه انا بيدي بس الغريب من يعلمنا عنه ..؟
قالت نوف : يسأل عنه حمود .
ان جا يسأل ..!
ان جا بيسأل بس المشكله انه مايجي ولايعود لي ..!
تذكرت اهتمامه بكل اللي يهمها ..
اهلها ومشاكلها في المدرسه والأمور اللي يهتم لها ابوها من مزرعه لغنم للبيت اللي يجمع له فلوس ويحاول يبنيه مثل مابنوا اهل الديره وجددوا بيوتهم ..
تخيلت ضحكته وكلامه وغزله وحبه لها ..!
هداياه وعطاياه اللي من يوم اخذته ماكفها ولا استكثرها عليها ..
واستدراجها لقلبه ومحاولته الوصول لقلبها بشتى الطرق والوسايل ..
لهج قلبها بـ "يارب رده لي بالسلامه ..
يارب لاتاخذه مني .."
انتبهت لاحتدام النقاش بين امها وابوها قالت : يمه يبه .. انتظروا خلونا نشوف العرب ونسأل عنهم ان اعجبونا فهذي قسمة الله وان مااعجبونا مالهم نصيب عندنا وكلن يروح في سبيله .
وصلهم صوت العنود وكأنها طايرة والارض ماتشيلها وهي تنادي : نوف نوف .. يانووووووووووف .
ردت نوف بسرعه : تعالي انا هنا ..!
وصلتهم وهي تلهث وفي يدها كيس فيه شكولاته وعصاير قالت : شوفي شوفي جابها لي حمود .
يعني حي وموجود ..
وصل ..!
فزت نوف وطلعت من الغرفه وسط فرحة امها وابوها اللي رغم قلقهم عليه الا انهم اخفوا القلق عشان نوف ..!
قالت للعنود : وين راح ..؟
ردت العنود وهي تفتح قارورة عصير السيزر وترشف منها بسرعه : راح لاهله بس علمته انتس وجعانه وتبكين عليه وكل شوي تدقين عليه .
حطت نوف يدها على راسها قالت : الله ياخذ عدوتس .. مسرعتس تعلمينه بالاخبار .
وقفت نورة وراها وهي تقول : وتلوميني يوم اقول انها وكالة رويترز اللي توزع الاخبار على محطات الاخبار .
ضحكت نوف متجاهله آلام معدتها واحساسها بالضيق والغثيان ودخلت تستعد لمقابلة حمود اللي اكيد بيجي يدورها ..!
قالت لنورة : نورة وش رايتس البس لبس العيد ولا شي ثاني .
قالت نورة : ايه البسي لبس العيد حلو عليتس .
دخلت نوف الغرفه ولهفة قلبها تقودها تنفذ اوامر الشوق والوله لحمود وتتزين وتنتظره ..!




***


لبست عبايتها ونزلت وعماد معاه شنطتها الكبيرة واللي نزلها مع المصعد كونه يلوذ عن جلسة جدته وقريب من الباب ..
مرت جدتها وسلمت عليها وهي بغطاها وتنتفض تحته بكا وهلع من الفراق ورعب لمجرد تخيلها انها ماترجع للبيت راعيته وزوجة صاحبه ..
ياترى بشوفك مرة ثانية ولا لا ..
وان شفتك بكون راعية البيت هذا ولا اجيك زايره وارجع .!!!
وصتها جدتها تسلم لها على امها ونايف وتنتبه لنفسها ..
وهي وصت جدتها على نفسها وصحتها وأدويتها ..
وطلعت ..
رمت بجسدها وحملها وهمومها على مقعد السيارة الأمامي ..!
وعيونها تناظر الأمكنة حولها ..
حبت الديرة وتراب الديرة لأن احبابها فيها ..
لأنها ملتقاها هي وعماد ..
لأنها زرعت وغرست فيها اجمل ذكريات وأجمل احلام ..
هناك في المرزعه ..
وعند باب المدرسة ..
وقدام بوابة البيت ..
وفي الحوش ..
وداخل البيت في كل ركن من اركانه لها معه ذكرى ..
في المطبخ وفي المكتب وفي المجلس .. وفوق .!!!!
وشلون تروح وتخليها ..
طلعوا من الديرة وهي تتأملها مودعه ..!
يمكن ارجع مثل اول يوم جيت فيه وعرفتها ..!
ويمكن ربي يرجعني احسن من اول ..
ويمكن ماعاد لي رجعه ..!
كان السكوت هو المتسيد والفارض وجوده وقوته ..
مر من الوقت اكثر من النص وهو ساكت وشارد الذهن ومستحضر نظره يراقب المكان ..
وهي تايهه وضايعه ..
جارته لأنها حست فيه ..
وانصاعت لقراره ونفذت رغبته بس عشان تهون همه وتخفف من حزنه ..
مد يده على مشغل السي دي وضغط زر تشغيله ..
فضل انه يبثها رسايل غراميه بصوت عبادي ..

ابسألك ..
هو أنا استاهلك ؟
استاهل الدمع اللي جرّح وجنتك ؟
استاهل اني اعشقك ؟

ابسألك عن حالنا ..
انتي وانا
ياللي احس انك انا
حالنا ما هو غريب
انـّا نكون متأكدين
ان الفراق ما هو بعيد
بالرغم من جرح السنين
عشقنا دايم يزيد
ماهو غريب ..
اني لو مرة في همي
نسيت وبكلمة جرحتك
قبل ما تتألمين ..
اللي ينزف هو دمي
ابسألك ماهو غريب .. استاهلك
ابسألك لو قلت لك ان الحنان اللي في قلبك
ينبت من الصخر الزهر ..
وان النهار اللي في خدودك يخلي النسمة عطر ..
وان العذاب اللي في عيونك يعلـّم الناس الشعر ..
ولو قلتلك اني احبك اكثر من هموم البشر
وكثر الجفا وكثر السهر ... لو قلت لك
وانك اقرب من عيوني للنظر
كل الذي اقدر اقوله
واللي ما اقدر اقوله
استاهلك .. حبيبتي ؟!
وباجاوبك .. للأسف ما به احد يستاهلك



كان يدندن بصوت منخفض وواضح لشادن مع الأغنية والظاهر لها انه حافظها ..
سكتت الأغنية وبدت اغنية ثانية ..

تدرين وادري بنفترق
تدرين قلبي بيحترق ..
حنا اتفقنا في كل شي الا الزمن
عيى الزمن لا نتفق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق
ياوردة في كل الفصول
يافرح عيّى لايطول
قولي واقول
ان كان عندك لي حلول
يافرحة القلب الحزين
الوقت يمر ..
ومالك عذر
كانك تبين ننسى العمر ..
ننسى السنين
وانذوب في حب وحنين
تدرين وش سر الحكاية
الوقت يمر ..
ولكل شي لابد نهاية
وحنا قربنا من النهاية
ومالك عذر
يابسمة الثغر الخجول
ان كان عندك لي حلول
وان كان ودك نتفق
والا ترانا بنفترق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق

ياحب .. يادنيا جديدة
يا احلى ابيات القصيدة
ان كان جرحي ما كفى
انزف لك جروح ٍ جديدة
وان كان شعري ماوفى
انسى الحكي وانسى القصيدة
يا احلى ايام العمر
كثر الحكي وش بيفيد
ومابقى عندي صبر
والجرح في قلبي يزيد
مالك عذر
يابسمة الثغر الخجول
ما اظن عندك لي حلول
وما اظن ودك نتفق
واحنا ترانا بنفترق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق


انتهت الأغنية ورجع اعادها مرة ثانية ..
وقف للإشارة والمكان على غير عادته هادي ومافيه زحمة ..
الدنيا عيد والوقت اجازة وحزة صباح ..!
التفت عليها وهي مسنده راسها على المرتبه ..
قال : شادن .
عدلت راسها والتفتت عليه قالت بصوت مبحوح وبارد : هلا .
: اذا احد سألك عن جيتك قولي عماد بيسافر .
ردت بسرعه : انت بتسافر ..؟
هدى السرعه عشان نقطة التفتيش اللي مر بجنبها قال : سفريات صغيرة للشغل .. بس أي احد يسألك وش جابك ولا ليش جالسه عند اهلك قولي عماد بيسافر وبيخلني عند اهلي ..
اشر له الشرطي يمشي بمجرد ماشاف الحرمه في السيارة ورجع عماد لنفس سرعته قال : الحين انتي بتدخلين عند اهلك بحالك هذا ..؟
همست بصوت مجروح ويدل على انها مجروحه ومقهورة قالت : عادي .
: لاموب عادي .. خلينا اول نروح نتغدى في شقتي واذا ارتحتي نروح العصر لاهلك ...
قاطعته بتودد : لا عماد الله يخليك امي تنتظرنا من اول ماقلت لها .. وكمان مسوية لنا غدا .
هز راسه مقتنع وملبي واكتفى بتنهيده طلعت عفوية بدون قصد ..
مد يده ورفع صوت المسجل ورجع يدندن مع عبادي واصابعه تتحرك وتدق على الدركسيون بدقة وتناغم مع الأغنية والأغنية تعزف على وتر قلبه ومشاعره ..!



***




صحتها امها بصعوبه الين فاقت وحست باللي حولها ..
: طيب خلاص صاحية ..
: سارة اش هالبرود .. اللي يشوفك يقول الناس موجايين بعد شوي ..!
تمطط بكسل ورجعت شعرها القصير اللي قصت اطرافه وصبغته بألوان هاي لايت قبل يومين عشان زواج مشاري ..
قالت : واذا جوا بعد شوي .. انا اش دخلني كل اللي عليّ ان راح اوقع مااعتقد هذي يبغى لها قومة وتجهيز .
ردت امها بحده : ترى الرجال لوطلب حقه الشرعي في النظرة مانقدر نقول له شي .
جلست بسرعه قالت : لا يمه اذا ابوي مو قد كلامه ا نا كمان مو قد كلامي .
: لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ..
جلست امها بجنبها وكملت بحنان : سارة يابنتي مو كل الناس زي بعض .. شوفي مشاري اخوك زي خالد ..؟
حطت اصابعها في اذانها قالت بعتب وزعل : يمه مليون مرة قلت لكم لاتجيبون لي هالسيرة .. هذاك الله يسامحه ويغفر له فكينا من ذكره خلوني اتشافى منه .
مسحت امها على راسها قالت : عشان تتشافين منه لازم تشوفين اللي احسن منه وحل محله .
هزت راسها بلا وحست انها مخنوقه قالت برجا : يمه الله يخليك لاتغصبوني .
اخذت جوالها من فوق الكومودينو ودقت على شادن اللي ردت على طول : هلا سارة .
قالت سارة وهي تتمطط وبكسل : اهلين فيك .. ها فينك ..؟
: جايين في الطريق .
: قريب من جده ولا بعيد ..؟
سمعتها تقول لعماد احنا فين الحين ورد عليها ..
قالت شادن : احنا الحين قريبين من مكه يعني باقي ساعه تقريباً ونوصل بس ماراح اجيك الا بعد المغرب .
قالت سارة بردة فعل سريعه وتهور : لاااااااااااا شادن من السيارة عندي .. ولا اقول لك سلمي على امك ونايف وتعالي عندي لاتنزلين العباية الا عندي تكفين شدون مرة مشتاقة لك .
ابتسمت شادن وردت عليها ببرود : خلاص اذا وصلت اكلمك .
سكتت سارة ثواني ثم قالت بهدوء : بنت اش فيك ليه صوتك حزين كذا ..؟
ردت شادن : مافيني شي .. بس شوي اجيك ان شاء الله .
: نتقابل ان شاء الله على خير ..
: مع السلامه .
: الله معاك .
قفلت من شادن وانتبهت ان امها قد خرجت وقامت من سريرها وقلبها مقبوض من صوت شادن ..
فيها شي ..!
حزينه ..
مو نفسها اللي تكلمني كل يوم .. !!
وقفت سارة على المرايه وهي تطالع بشكلها ..
شعرها بعد الصبغه والقص معطيها طله احلى ..
ومشيتها رغم انها ثقيله الا انها اريح بكثير من لمن كان الجبس فيها .
خللت شعرها بأصابعها ورجعت لمته بشباصة وراحت للحمام تتوضأ وتصلي الظهر ..!



***



سلم على عمه وعمته .. وجلس ينتظرها ..!
جات العنود وقارورة العصير في يدها والشكولاته ملطخة شفايفها وخدودها ..
قالت ام نوف بلهجة حاده : عنود قومي اغسلي وجهتس .
ردت بعد مارشفت رشفه صغيرة من قارورة العصير واللي مابقى فيها الا القليل وصارت تقتصد فيها ..
قالت : يممه اصبري بكمل عصيري .
ضحك حمود ومسح على راس العنود وهو يقول : خلوها على راحتها متى ماكملت عصيرها تقوم تغسل وجهها ..
طلع جواله من جيبه قال : خذي وديه نوف خليها تشحنه .
ردت العنود : نوف تشيل عفشها تبي تروح معك لبيتك .. ازين اخذها كل شوي تبكي ولا تستفرغ كله عشانك .. حمود حمود انت جبت لها هدية صح ..؟
رغم ان كلام العنود مزعج الا انه يريحه ويسعده
يعني فقدته وتبكي عشانه ..
وناوية ترجع معه قبل يقول لها ..
عدل جلسته وهو يطالع في ساعته قال : اجل روحي ازهميها خلينا نمشي .
راحت العنود لنوف والح ابو نوف وامها على حمود انه يجلس يتغدى لكن الحاح حمود في الرفض كان اقوى وحجته تعبان ومواصل وبيروح ينام ويرتاح في بيته والحقيقه شي ثاني ..
وقف ونادى بصوت عالي : يالعنود استعجلي نوف .
جات تمشي بتنورة لونها سكري كلوش ومطرزة بكحلي من الأسفل والتوب بلوزة قطنية بكم طويل سادة وعليها جاليه سكري ومطرز بكثافه بلون كحلي ..
صافحها واستحى يسلم عليها في وجهها بحضرة امها وابوها والعنود اللي تراقب كل تصرفاتهم وكلامهم .. قال : يالله البسي عبايتس وامشي تراني تعبان ابي ارتاح .
سألته بعتب : انت وين كنت ..؟ اقلقتنا عليك .. ؟
رد عليها وعيونه على العنود اللي احرجته بمراقبتها ونقل نظرها بينه وبين نوف قال : بغيت اجيكم قبل موعد تسليمي وتكلمت على الضابط يوم عيا يطلعني وجازاني .. حبسني 24 ساعه .
قالت نوف بدون تفكير : حسبي الله عليه .. طيب ليش ماعلمتنا عشان مانقلق عليك والله اني قلت صار عليك شي .
طلع جواله من جيبه قال : له ثلاثه ايام وهو طافي .. حتى الحجز مافيه احد اقدر اكلمكم من جواله .. العالم كلها معيده .. همس لها بصوت حاول يخفته عن العنود قال : عجلي بنمشي لبيتنا .
نزلت نظرها للأرض بحيا وطالعت في العنود اللي قالت : حمود حمود انت مادريت يوم ابوي بغى يضحي بسحيمان و افتكيته .....
قاطعتها نوف بلهجة حاده : بنت روحي اغسلي وجهتس ولمي شعرتس .
ضحك حمود وهو يمسك يد نوف ويقول : خليتس من العنود واعجلي علي انتظرتس في السيارة ..
اشر لها بشفايفه وهو يصد عن العنود ويوجه لنوف : مشتاق لتس حييل .
بلعت نوف ريقها وسحبت يدها منه وراحت تجمع اغراضها وهو راح ينتظرها في سيارته .





***




بعد صلاة المغرب ..
كان جالس في وسط المجلس وعيون كل اقارب ابومشاري متجهه ناحيته
يراقبون حركته ويدققون في كلامه وردة فعله وترديده لكلام المأذون اللي حضر من بدري ..
همس مشاري لابوه : قلت له على شروط سارة ..؟
قال ابو مشاري : بقول له الحين .
تنحنح ابومشاري قال : فهد ياولدي .. انت تعرف الظروف اللي مرت بها بنتي ..
طالعه فهد باهتمام قال بذكاء وفطنه : عندها شروط ..؟
: والله ياولدي البنت الحت عليّ الا اقول لكم شروطها ..
قاطعه فهد : حقها ياابومشاري قول ولاتردد .
تكلم ابو مشاري بينه وبين فهد وصوته وصل لعماد الشاهد الأول وفواز الشاهد الثاني .. : البنت رافضه النظره .. نزل راسه للأرض ثواني ورفعه قال بعدم رضا : وتقول انها ماتبي مكالمات قبل الزواج .
عقد فهد حواجبه قال : من قال اصلاً اني ابي نظرة ولا ابي اكلمها هذا مهوب من سلومنا ولاعاداتنا .. وسع صدرك ياابو مشاري وعطنا باقي شروطها .
زم ابومشاري شفايفه قال بحرج : شرطها ان الزواج يكون مختصر .. تعرف زميلاتها اللي ماتوا في الحادث ...
قاطعه فهد للمرة الثانية وقلبه يقول " ان هذا رايه وقراره قبل لايكون رايها وشرطها " : ولو انه مهب من حقها تطلب ان الزواج يكون مختصر لكن ابشر ياابو مشاري لها اللي تبيه ..
قطب ناصر حواجبه بعدم رضا ..
وطالعهم فواز بقهر وقلة حيلة بعد موافقة فهد ..
فهد اكبر عيال ناصر من حقه يسوي له عرس يعزم عليه كل من يحب ويود ..
من حقه تفرح به امه وخواته واهله ..
اما عماد فعدل جلسته وهو الأدرى ان الشرط هذا يرضي فهد لأنه مقرره من قبل عشان سعود وذكرى سعود اللي نبشتها امس زيارته لقبره ..
قال بصوت رزين وواثق وكأنه معتاد على ادارة الأمور حتى اللي ماتخصه : اسمح لي يافهد انا بتدخل هالمرة .
ومن نظرة من فهد فهم عماد انه موافقه على كل اللي راح يقوله ..
أكمل عماد وهو يربت على فخذ فهد : مادام مافي العرس تكلفه والبنت تبيه مختصر اجل نبي نقدم العرس بنخليه مع عرس عمه احمد بعد اسبوعين ان شاء الله .. ماله داعي التاخير .
تهلل وجه ناصر لراي عماد وانشرح صدر فواز وبانت آثاره على ملامحه .. وفهد متردد وفي حيره ..
سكت ابومشاري ثواني يحاول يحسبها صح ..
ثم قال بتفهم : طالما انكم وافقتوا على شروطنا مالكم الا من يرضيكم .. بعد اسبوعين الزواج وعسى الله يتمم على خير .
التفت ناصر لفهد الجامد بمكانه قال بفرحه : مبروك يافهد .. وعلى بركة الله ..
تقدم مشاري بقهر وكتم غيظه وابتسم له قال : مبروك يافهد عسى الله يتمم على خير .
باركوا له الجميع وتمنوا له السعادة والتوفيق وهو يرد : الله يبارك فيكم ويجزاكم خير ..!


...



وفي مكان ثاني من البيت ..
جالسه مع شادن اللي تحاول على قد ماتقدر انها تظهر بصورة طبيعيه قدام ساره .. والثانيه منشغله بسالفة موعد زواجها اللي حاولت تعارضه وسكتوها ابوها ومشاري بحكم انها قالت شروطها وقبلوها الناس وعليها تقبل شروطهم .
كل شي غريب ..
موافقتها وشروطها وهالموعد اللي ماكان على بالها ..
وطقوس الملكه الغريبه مااعتادتها في مجتمعها وقرايبها ..
ليلتها هذي مختلفة كليةً عن ملكتها على خالد ..
هذي هادية وفيها خوف من القادم وترقب وحيطة وحذر بكل خطوة وكلمة من قبلها هي ..
والاولى صاخبه وفيها فرح وتفاؤل وحب واحساس بالسعاده ايضاً من قبلها هي ..
فركت سارة يدينها قالت بقلق : مستحيل اوافق ان الزواج يكون بعد اسبوعين .. اش هذا انا موقادرة استوعب ان هالآدمي بيصير زوجي .. اقل شي يبغى لي سته شهور عشان اقدر استوعب . .. مو بعد اسبوعين اصير انا وياه في بيت واحد ..
ردت شادن وهي تحرك السكر في قاع بيالة الشاهي : اش اللي تستوعبين وماتستوعبين .. احمدي ربك انه يسر لك وكتب لك فهد .
ردت سارة بخوف : ياربي حتى شكله ماادري كيف ولاحتى اتخيله .
طالعتها شادن وابتسمت قالت : هذي سهله انا اوصفه لك .. طويل وعنده عضلات وملامحه مااتذكرها زين بس كأني لمحت وجهه عريض وعيونه واسعه وشعره طويل .
صبت سارة في بيالتها شاهي ونست تحط السكر وهي مرتبكه وموحاسة بتصرفاتها قالت : ليه انتي ماقد شفتيه ..؟
: وين اشوفه ..؟ مرة وحده لمحته وهو ينادي السواق وانا راجعه معاه من المدرسه .. وماطالعت فيه صديت عنه وهو اصلاً اعطاني ظهره وقعد يكلم السواق ...
تأففت سارة وهي منشغله بموعد الزواج قالت : تخيلي مشاري موافق ومبسوط قال ايه اللي قاهره انه راح يقطع شهر عسله بسببي . رشفت من بيالتها وكشرت بوجهها قالت : يوووه مافيه سكر ..
ضحكت شادن من اسلوب سارة وهي زعلانه قالت : من يصدق انك انتي ومشاري تتزوجون بنفس الشهر ... بس من جد ياسارة فهد مافيه منه وعماد يضمنه لك ...
هزت ساره راسها قالت : ادري عنه وعن مواصفاته اللي ماتنتهي .. كملت بصوت يقلد ابوها : رجال وكريم وراعي نخوه وشهم وشجاع وكل صفات الدنيا فيه بنظر ابوي ومشاري ..
رجعت تتكلم بصوتها الطبيعي : ياشيخه هم مايطلعون على حقيقتهم الا بعد مانقرب منهم ونعرفهم بس الله يستر.
ردت شادن بحمية ودفاع : لاحبيبتي هذا ولد عمي وعماد يعرفه زين ونايف اخوي يعرفه وانا اعرف اهله وبيئته وفهد واضح لكل الناس والردي ياسارة الا مايطلع عنه كلام .
هزت سارة راسها وهي تقول :ليه ماطلع الكلام عن خالد الا بعد ماملكنا .. انا اصلاً ماعاد عندي ثقه في احد .. تدرين ياشادن اني قاعده اهيء نفسي لأي صدمة قادمه .
تمددت شادن على الكنبه اللي بجنب سرير سارة وهي تقول : هيئي نفسك لكل شي متوقع بس لاتظنين السيء في فهد ولاتخلين الشيطان يوسوس لك في زوجك ويدخل الشكوك لقلبك .
قبل ماترد سارة دوى جوالها بنغمة تعلن وصول رساله ..
التقطته على طول وفتحت الرساله وكانت وسائط ..
قالت : اكيد هذي ريهام بتبارك لي ... يؤ غريبه وسائط من مشاري ..!!!
امتقع وجهها احمر وهي تطالع في المقطع وتشوف ابوها والمأذون والرجال في المجلس ..
فزت شادن على صوت المقطع وجلست بجنبها وهي تشوفهم ..
وحده سرحت بالشخص اللي يهمها ..
ملامحه المألوفه لها وحركته وثباته ونظراته المتزنه وكأنه لوحده يملا المكان بنظرها ..
والثانية سرت في جسدها رعشة وهي تطالع في الجالسين وموعارفة أيهم اللي صار الليلة زوجها ..
قالت شادن ببرود تملك منها حد النخاع : شوفي هذا فهد اللي بجنب المأذون .. ماشاء الله عليه رجوله ووسامه وموناقصه شي .
سرحت سارة فيه تتأمل شكله ..
ملامحه مختلفه تماماً عن اي صورة توقعتها له ..
مايشبه مشاري اخوها ..
ولايشبه خالد اللي عمرها مااعجبتها ملامحه رغم حبها اللي كان له ..!!!
عيونه واسعه ونظرته حرة وجريئة ..
اكتافه عريضة وشامخ في جلسته رغم حركته المستمرة ..
قالت سارة بارتباك : ماتخيلته كذا ..!!
ابتسمت شادن ببرود وبصوت باهت قالت : الله يستر عليه .. تكفين ياسارة حاولي تحبينه وتتمسكين فيه وتسعدينه تراه من بعد وفاة صاحبه يقولون مر بحزن ماتشيله الجبال .. ساعديه على النسيان واسعديه ..
سكتت ثواني وساره مستغربه الكلام عنه وكأن قلبها رق في لحظة ضعف امام الفقد والحزن اللي جربته ..
كملت شادن وصورة عماد تعيد لها مرارة وضعها وحياتها الآن .. : سارة ماعليه انا برجع للبيت احسني تعبانه .
عقدت سارة حواجبها قالت : لا تكفين لاتروحين الا بعد العشا .. بعدين يادبه استناك من سنه ولمن اشوفك تقعدين ساعه وتمشين .
اخذت شادن عبايتها وهي تقول بتعب وملل : حرام عليك من قبل المغرب وانا عندك .. وان شاء الله الايام جاية بتطفشين مني ..
وقفت سارة معاها قالت : لولا ان التعب واضح عليك كان ماخليتك تروحين وتراني متأكدة ان فيك شي وتدارين عني .. بس بخلي التحقيق وقت ثاني لمن ترتاحين .
ماردت عليها شادن والتهت بجوالها تدور على رقم نايف ..
قالت سارة : تبغين اكلم السواق يوصلك ...؟
دقت شادن على رقم نايف وحطت الجوال على اذنها وهي تقول : لا بخلي نايف يوصلني ... هلا نايف ..
رد نايف بصوت واطي : هلا .
: ماعليه توصلني البيت بروح ارتاح ..
: ليه اش فيك ..؟
: تعبانه شويه ..
: اوكي اطلعي لي برا انتظرك .. امي بتروح معاك ..؟
: لا امي بتجلس مع خالتي ام مشاري وتجي بعد العشا اكيد بس انا بس اللي برجع .
اخذت شنطتها وطلعت بصحبة سارة اللي تمشي بعرج خفيف وتوجهت لامها تبلغها برجعتها للبيت ..!





***


حياتها لاتطاق في بيت اهلها ..
اخوها مو معطيها فرصه تدخل النت وتاخذ حريتها مثل ماكانت في بيتها ..
واتصالاتها تحسبها بالدقايق بعد ماكانت تكلم بالساعات واحمد متكفل بالفاتورة وعذرها انها في غربه وتحن لاهلها ولازم تكلمهم ..
احمد مطنشها وهي اللي اعتادت على وجوده في حياتها وان كان وجوده مثل عدمه الا انها حست بفراغ الآن من بعده ..!
دقت عليه من رقمها الجديد اللي طلعه لها اخوها بعد ماالغى احمد رقمها الاول لأنه كان باسمه .. وما رد عليها ..!
زفرت ليلى بقهر ..
هذا وش فيه لايرد ولايكلم ولا كأني زوجته ..
ان شاء الله يبينا نسافر وانا مانزلت السوق ..
دقت عليه مرة ثانية وثالثه اخيراً صار يعطيها مشغول ..
وقفت وراحت لاخوها اللي كان جالس في غرفته على الكمبيوتر دقت الباب ودخلت قالت بعصبيه : محمد شوف لي العله هذا ليه مايكلمني ولايرد عليّ .
صغر اخوها المحادثة والتفت عليها بعصبيه قال : ارجعي ماني فاضي لتس الحين .
عقدت حواجبها قالت : اقول لك ماكلمني من يوم جيتكم ولارد عليّ تقول ماني فاضي .
نزل الهدفون من فوق راسه قال : برا .. برا لوسمحتي واذا بينتس وبين رجلتس شي تفاهموا بعيد عني ماني رايق لتس انتي ومشاكلتس ولسانتس اللي اذيتي به خلق ربي .
رجعت بقهر وهي تهدد وتتوعد ..
راحت لامها قالت : يمه كلميه انتي يمكن يرد عليتس خليه يرسل علي فلوس بنزل السوق .
قالت امها بأسف على حال بنتها : هذا اللي همتس الفلوس والسوق ..؟ الرجال شكله زعلان منتس وانتي تقولين ابي فلوس وسوق بدال ماتقولين ابي رضاه .
ماردت على امها وانشغلت بالبحث عن رقم فوزية في قائمة ارقامها .. هي اللي بتوصل لها وش سالفة احمد حتى وان كانت ماعاد تهضمها بس لابد تتحمل ..
دقت رقمها ثلاث مرات وماردت فوزية .. المرة الرابعه انفتح الخط وبدون صوت ..
تكلمت ليلى بقرف من طبع فوزية وتشددها في بعض التوافه مثل تجاهلها للأرقام الغريبه ..
قالت : الو ..
ردت فوزية لمن عرفت ان المتصل حرمة : هلا .
: وش اخبارك يافوزية ..؟
: هلا هلا ليلى بخير الحمد لله ... اخبارك انتي ..؟
: اخباري ..؟ ماتقولين لي وش فيه اخوك مايكلم ولايرد ولا يعبرني ..؟
: والله ا سألي نفسك واعرفي وش سويتي معه واكيد بتدرين عن سبب زعله .
: ها ..؟ وش سويت قولي لي .. ولا احد منافق بيني وبينه ..!
غيرت ليلى لهجتها لرجاء وخوف : فوزية انتي قلتي له عن سالفة الجوال ..؟
: لاياقلبي ماقلت له .. اللي عرفه احمد بلاويك الثانيه غير الجوال ووسخه .. معليش ياليلى انا مشغوله الحين وعندي ضيوف .
ردت ليلى بتشتت وبدون تركيز قالت : مع السلامه ..
خايفه يكون عرف عن الصور اللي عندها ..!
لا لا مستحيل يعرف ..!
شهقت وهي تتذكر شادن يوم مدت عليها الصورة اللي طاحت منها ..
صورة سعيد اللي دمجت صورتها معاها وطبعتها من جهازها ..
عضت على شفتها وخبطت بالجوال في يد راحة يدها بقلق وهي تصر عيونها ..
انا غبيه ليه ماقلت لها انه اخوي ..
عقدت حواجبها وكملت لوم " المشكله سعيد كان لابس عماني وشلون بتصدق انه اخوي ..
الله ياخذك يوم تخليت عني وضيعت حياتي مع احمد بسببك ..
زفرت وقالت بصوت عالي : حبه العمى لويحبني صدق يمديه ماتزوج وسحب عليّ .
وقفت على المرايه في غرفتها قالت محاكية صورتها : مالت عليّ انا ووجهي هذا اللي استفدته من النت لاحبيب بقى لي ولازوج صبر علي ولاعيال ونسوني واشغلوني بهالفراغ اللي يقتل ..
تذكرت اول معرفتها بالنت وعالمه ..
ايام كانت تشكي الطفش والملل في الغربه واحمد يغيب اكثر من نص النهار واذا رجع يرجع منهك وتعبان ومن كثر شكاويها من الطفش والملل اشترى لها لاب توب وعرفها على الانترنت والمنتديات ..
تدكرت يوم دخلت شات وهي ماتفقه فيه الا كتابة اسمها ..
واول من تلقفها سعيد اللي من عرف انها ساكنه في عمان وهو مهتم فيها وكأنها ملكة الشات الين تطورت علاقتهم لحب ووصلت للمسنجر ثم التلفون ثم المواعيد في كوفي شوب ومطاعم ..
بس في النهاية طلع سعيد خاين بنظرها وأناني مافكر الا بنفسه ..
رجعت لغرفة اخوها ودقت عليه الباب بعصبيه وكأنها تبحث عن مخرج من الواقع لعالم خيالي آخر عاشت فيها سنين طويله اكثر من واقعها وكان يبعث لها سعادة وهمية ومؤقته ..
: محمد قوم ابي النت ..!
: انا مشغول .. تعالي بعد ساعتين .
: اقول لك ابيه الحين .. انت ماتفهم ..
وقف اخوها بملل قال : اطلعي برا .. موب تهاوشين مع احمد وتعودين عليّ .. مسكها من يدها وطلعها وسكر الباب . ورجع لجهازه ..!




***




رجع احمد من المزرعه والبندق ( البندقية ) على كتفه .. وفي يده طيور صغيره صادها لشهد وكهواية حب يمارسها ..!
اول ماشافته شهد جات تجري عنده واخذت الطيور قالت : خالي صدق انت بتتزوج وحده ثانية غير ليلى العله ..
وقف احمد وطالعها قال : انتي ماتحبين ليلى ..؟
: لاااااا وعععععععع منها اصلاً هي ماتستحي ..
عقد حواجبه قال : وشلون ماتستحي ..؟
: جوالها هذاك اللي كسرتي امي في حاجات وسخه .
عض على شفته قال : وش الحاجات علميني ..
زمت شفايفها حتى ماتضحك وفتحت عيونها قالت : لأ عيييب .. امي قالت عيب .
هز راسه قال : ودري الطيور للشغاله تنظفها وتشويها ..!
شافته فوزية بوجه كئيب وحزين ومتضايق ونسبت ضيقه لامها اللي اصدرت قرار بانه معرس معرس والله لايعوق بشر ولاَّ زعلها اللي مايقدر عليه ..
رفع البندق فوق مكتبة التلفزيون الكبيرة واللي تتوسط الصاله ورجع للمغسلة ..
وقفت فوزية عنده وهو يغسل .. قالت بضحكه : ياعريس ترى عماد كلمني يقول انه بكرة جاي .. ويقول لك تروح تسوي الفحص لأن ابوه كلمه يقول بكرة بيودي البنت تسويه ..
غسل احمد وجهه بقوة وهو يقول : ولد اختس هذا مهب صاحي .. يبي يمشي العالم على كيفه .. وامي ماصدقت خبر ..
قالت فوزية وهي تضحك اكثر : حسبي الله على ابليس فهيدان الظالم يقول نبي نلحق ونجوز جدتي ولا تراها ماخلت احد من اهل الديرة ماجوزته .
ماتغير من ملامحه شي وقال بصرامه : الحين انا شاكي لهم يوم يقولون نبيك ترتاح ...
قاطعته فوزية : لاوالله ..؟ تضحك عليّ انت .. يعني حنا مانعرفك متى تصير مرتاح ومتى تصير متضايق .. كملت بلهجة تحذيريه وحاده : احمد اصحى لنفسك وحياتك ولاتخلي ليلى تضيعك اكثر .. على فكرة تراها دقت عليّ اليوم وماعطيتها وجه ..
مسح احمد وجهه ويدينه بمناديل قال : وانتي ليش تردين عليها من الاساس .
: ماعرفت رقمها الجديد .. بس تكفى يااحمد انا اعرف مها اخت عماد والبنات منال وحنان يعرفونها .. حتى حنان يوم درت طارت من الفرح قالت هذي هي اللي تناسب عمي .
: كل الحريم صنفهن واحد ..
ردت فوزية باندفاع : كل الحريم مثل بعض يااحمد ..؟ اجل مها المصليه الصوامه مثل ليلى اللي ماتركعها ..؟
التفت عليها بذهول اكثر منه استغراب قال : وش دراتس انها ماتصلي ..؟
ردت فوزية بندم وهي تقول : استغفر الله العظيم .. ياخي كل ماقلنا لها صلي قالت صليت ولا شوي اصلي ومن يوم جتنا لين راحت ماشفناها تصلي .
رجع بذاكرته ..
صحيح ماقد شافها تصلي ..
اصلاً ماعرف لها سجاده ولاشرشف صلاة مثل سجادة امه وشرشف صلاتها ..!
ولا قد سمعها تقول بروح اصلي مثل ماتقوله شادن عند كل فرض .. نفض راسه ورجع يطالع في فوزية بإمعان قال : وش بعد ..؟
ردت فوزية بسخريه ممزوجه بخيبة : وش بعد ..؟ ماخفي كان اعظم على قولة شادن .. بس الله يحب الستر .
صك على اسنانه قال بحده وقلة صبر : فوزية وش بعد من بلاوي ليلى .
تنهدت فوزية وهي تشوف اخوها يحترق بسوء فعايلها قالت : ماادري هذا اللي عرفته عنها بس شادن قالت لي ان هذي اهون من الباقي وعيّت وحلفت انها لتستر عليها ولاتعلم عنها .
: وش سالفة الجوال اللي تقوله شهد ..
عقد فوزية حواجبها قالت : تكفى احمد طلبتك فكني من الموضوع هذا بالذات تراني مريضه منه للحين ..
هز راسه بعد مافهم السالفه و عدى من عندها .. راح لامه اللي تسمع لسورة البقرة بإصغاء وتحاول تردد بعض آياتها لعل وعسى انها تحفظ منها شيء وتتقن كلماتها ولو كان بمشقه ..
اخذ جواله بدون كلام واعطاهم ظهره خارج من البيت وبراكين الغضب في جوفه ثايره ..




***




ليلة زواج مشاري ..!
رغم الفرح والزغاريد الا انها تحس هالة من الحزن والكآبة تحيط بها ومو قادرة على التجرد منها ..!
وفي القاعه الكبيرة الفخمة بإضائتها الخافته وألوانها الغريبة ..!
واقفه بفستانها النمري القصير وجزمتها الطويلة اللي تغطي سيقانها بأناقتها البسيطه ومكياجها الهادي واكسسواراتها الناعمه وشعرها المنسدل بحريه على اكتافها ..
وبجنبها سارة بفستانها الأحمر الحرير .. واللي يطوقه من عند اكتافها وحلقها خيوط ذهبيه .. وشعرها مرفوع بحركة ناعمه وبعض الخصل نازلة بلونها الذهبي الممزوج بالثلجي ..
طالعت شادن في سارة وهي مقطبه وباين انها تتألم لأنها نست نفسها وطولت الوقفه على رجلها قالت لها باهتمام : سارة روحي اجلسي مايصير توقفين على رجلك كذا ترى ..
مشت سارة بتعب لحد ماوصلت طاولة عليها قهوة وشاهي وانواع مشكله من حلا القهوة ومعجنات منوعه ..
وجلست عليها وهي مقطبه وجهها من التعب قالت لشادن اللي قابلت لها : ياااااربي خلاااص مافيني اوقف .. تعبت اليوم بما فيه الكفاية .. احسني يبغى لي شهر راحه .
ابتسمت شادن وهزت راسها وهي تصب لها فنجال قهوة وتمده عليها قالت : اللي يسمعك يقول للحين مو مصدقه ان زواجها بعد اسبوعين ووراها شغل وكرف في السوق .
تنفست سارة بضيق قالت : بالله تسكتين لاتذكريني .
رشفت سارة من فنجال قهوتها على قطعة الشكولاته اللي اكلتها وطالعت في شادن اللي سرحت لعالم بعيد ونظرة الحزن واضحه في عيونها قالت سارة بصوت رقيق ودافي : شادن ..!
ردت الثانية بـ : هلا ..
: وش الوضع ..؟ ليه هالحزن والكآبة ..؟ من عماد ..؟
ماتدري منه ولا عليه ولا منها هي ومن تخليها عنه حتى وان طلب هو وفرض ..
صدت شادن عنها وطالعت على يمينها وهي تقول : شوفي بنت عمك الغبية كيف لابسه ...؟
حست سارة ان شادن تفوت الموضوع وتغيره بعلانية ..
قالت وهي تلتفت لمنى بنت عمها بفستانها القصير وقصة شعرها الغريبه اللي تشبه قصة الولد : هذي منى السخيفه ماتشوفين الكل يتحاشاها .
ردت شادن بقلة اهتمام : الله يهديها .
انتقلت نظراتهم بين الحضور ..
وحده تتأمل والثانية تنشغل عن التفكير لين بدت الطقاقه تطق وصدح صوتها وآلات الدف في القاعه ..
الاضاءة خافته على الحاضرين ومركزة بألوانها المختلفه على المساحه الواسعه المخصصه للرقص ..
والطقاقه تغني بـ من يقول اني لغيرك .. انا لك ماني لغيرك ..
انا متعلق مصيري ... ياحبيبي في مصيرك ..
مسكت دموعها واعصابها وهم الفراق اللي تتخيل عماد يقرر انه يكون ابدي في أي لحظة يعصف بقلبها ..
وشلون يفهم اني له مو لغيره وان مصيري متعلق في مصيره ..
عدى الوقت وبدا تصوير العريس مع عروسه اللي رفضت انها تنزف قدام الحريم ..
بعد زفة العرسان خارج القاعه وبعد العشا مابقى الا اهل العريس وام نايف وشادن كونهم اهل وجيران ..
دق جوال شادن وشافت عماد المتصل ...
خفق قلبها بقوة وردت بغصة : هلا عماد .
: هلا بك ياشادن .. اطلعي انتي وعمتي انا انتظركم برا .
: ليه نايف وين ..؟
: نايف راح مع الشباب اللي يزفون مشاري للفندق .
: اوكي خلاص ثواني وطالعين .
قفلت منه ولبست عبايتها بعد ماقالت لامها ان عماد ينتظرهم وطلعوا له ..
طول الطريق يسولف مع عمته وهي ساكته ..
كان صوته وكلامه وشكله يشرخ قلبها وينزفه ..
التفت عليها وهي جالسه بجنبه بعد ماحلفت امها انها ماتركب قدام مد يده وشبك اصابعه في اصابعها وضغط عليها بدون كلام ..
غمضت عيونها واخذت نفس عميق حسته وصل لقاع بطنها وحرارة يده تتسلل لباقي جسدها ..!
وصلوا للبيت ونزلت ام نايف بسرعه وهي تشكره وتترجاه ينزل ينام عندهم بدال مشوار شقته البعيد ..
رفض سالفة النوم لكنه قال في الأخير : اذا شادن بتزين لي براد شاهي نزلت تقهويت ومشيت .
قالت بدون تردد : انزل تقهوى وبحضر لك شي تاكله اكيد ماتعشيت .
همس لها : اجل بتعشى انا وياك .
سكتت وهي تشوف امها تدخل البيت قبلهم ..
وفتحت الباب وهي تقول : انزل الله يحييك .
طفى محرك السيارة ودخل وراها وتوجه لقسم الرجال ..
ثواني وكان باب المجلس مفتوح له وشادن و راه بعبايتها وطرحتها ..
التقت عيونه بعيونها المكحله بكثافه ومنثور عليها شادو بلونين عسلي وبني واضاءة من تحت حواجبها معطيتها رونق وجاذبية ..
عيونها دايماً هي نقطة ضعفهسواء كحلتها ولا تركتها بدون كحل ...
صد عنها بمحاولة للهروب وراح بسرعه وفتح التكييف ..
قالت قبل ماتطلع : ارتاح بجيب لك العشا والشاهي ..
قال : تعالي لاتصدقين سالفة الشاهي والعشا .. انا دخلت ابي اجلس معك شوي ..
حست بأطرافها تفتر وهي تتخيل انه ناوي يبت في موضوعهم وينهيه ..
هزت راسها بلا .. قالت بصوت مخنوق : اذا بتقول شي عن المواضيع اللي مااحبها الله يخليك مو وقتها .
ابتسم رغم ان كلامها سكاكين تخترق قلبه قال : انتي تعالي اجلسي ووريني فستانك اللي حضرتي به .. بعدين ليه ماذكرتيني انزلك اليوم للسوق ولا اجيب لك فستان على ذوقي .. ولاذوقي مايعجبك ..؟
عماد تكفى لاتذبحني ..
انا موحمل اوجاع وجروح ..!
لاتخليني اعيش حلم ثم تصدمني بواقع ..
وقف وهو يشوفها عاقده حواجبها وتطالع فيه وكأنها شارده ..
قال : انا ابي اعرف بس وشو له كل هالزعل ..
سحب طرحتها من فوق راسها وسحب العبايه وهي تحاول تشدها وتبتسم ..
اناقتها وجمالها وهدوءها وبساطتها كلها تسحره ..
ليه دخل من الاساس وهو يدري انها راح تغريه ..
مشتاق ..؟ ولا مشتهي بس يشوفها وهي راجعة بكامل زينتها ..!
حطت يدينها على صدرها واكتافها العاريه وهي تقول بعتب : عماد هات العباية ..
لف العباية على الطرحه ورماها في آخر المجلس قال : ياحظك ياعماد وكل هالزين لك ..
اكتسى وجهها بحمرة خجل وقهر من تصرفه اللي خافت من انعكاسه عليهم ..
مسك يدها وضم عليها وهو يقول : شادن انتي متشائمة .. ماعندك امل ..؟
رفعت راسها وامتلت عيونها دموع قالت : الا عندي امل واملي بالله كبير .. اصلاً احنا نقدر نعيش حياتنا عادي بعد التطعيمات .. اختنقت اكثر وهزت راسها دلالة الخوف والرفض ودموعها تنزل على خدودها : انا خايفه منك ياعماد ... خايفه تتهور وتجني عليّ .
ماعنده تعابير .. ولا رد الا ضمها على صدره ..
تمتم بكلام من بين تنهيداته : احد يقدر يجني على روحه ولا يضرها .. شادن انتي الروح اللي اعيش بها .. انا اعيش عشانك انتي ليش ماتفهمين .
رفعها من فوق صدره ولثمها بجنون على وجهها متحاشي شفايفها حتى مايؤذيها بنقل الفايروس ..
: انتي ماتدرين اني اشتاق لك وانتي معي ..
قاله وانتبه لها تنتفض وتبكي ..
رجع ضمها على صدره دقايق طويله صامته ..
اخيراً قال : عارف اني مخطي ياشادن بس اشوا انا مو في بيتنا ..
ضمها اكثر وكمل : تدرين يوم ناديتك في غرفتي تقرين علي ليه ..؟
ماردت عليه واستطرد : كله عشان اذكر نفسي اني مريض ومايجوز اقرب منك .. هنا بعد اذا قربت اذكر نفسي اني عند ناس ويمكن امك و لانايف يدخلون علينا ..
همست : عماد انا حلالك .. وراضيه باللي ربي يكتبه و...
قاطعها بانفعال وهو يبعدها عن صدره : لاتخليني اندم ياشادن اني قلت لك اللي في خاطري .. الله لايقول اني اقرب منك وهذي حالتي .. شد على ذقنها بسببابته وإبهامه قال : تحسبين صحتك مو غاليه عندي ..
عقدت حواجبها بقهر على حاله قالت بعيون غرقانه بدموعها : عماد ابغى منك طلب .
اشر على عيونه قال بصوت محب وحنون : لو تبينهم .
ابتسمت من بين الدمع : تسلم لي هي وصاحبها .. الله يخليك عماد لاتجيب طاري المرض .. حتى انت انساه لاتفكر فيه .
ابتسم بخيبه ورفع يدها وباسها وضرب عليها بخفه .. قال : الله كريم ياشادن ..
اهمل يدها وتحسس جيوبه قال : انا لازم امشي .. وانتي انتبهي لنفسك ولااسمع ا نك زعلانه ولا تعبانه ثم ازعل منك ... على فكره .
قالت بابتسامة رضى : شو ..؟
: احمد وافق على العرس .. بنسوي عرسه مع عرس فهد يعني شي مختصر وكل واحد ياخذ حرمته ويفكونا من قلقهم .
: الله يوفقهم ..
: اللهم آمين ويوفقني انا وحرمتي .. قولي آمين .
ردت بخجل : آمين .
: يالله تبين شي تامرين على شي ... ناقصك فلوس .
: لا ماابغى الا سلامتك وتجينا باستمرار .
هز راسه وهو ينزل عقاله ويعيد ترتيب شماغه من جديد ..
طلع مع الباب والتفت عليها قال : شادن .
: هلا .
اشر على صدر ثوبه قال : الحين وشلون اوديه للمغسله .. بيفضحني الهندي ويقول نسونجي .
عضت على شفتها وهي تشوف اثر كحلها وروجها على صدره قالت : بسيطه جيبه بكرة معاك انا اغسله .
ضحك قال : صلي ركعتين قبل تنامين وادعي ان الله يطول في عمري واشوف عيالنا .
هزت راسها بإن شاء الله والقلق يدب في قلبها ويشل الكلام ويسكته ..!
وكأنه شال خوفها من فراقها له وحط مكانها خوفها عليه وعلى صحته ..!



***



ثلاثه ايام مرت من بعد زواج مشاري..!
بعد ماحول المهر (50 الف ) على حساب ابو مشاري واستأجر الشقه المفروشه كحل مؤقت الين يكمل تأثيث الشقه اللي اختارها بعنايه للاستقرار فيها ..
لازال فكره مشغول ببقية التجهيزات ..!
جلس مقابل لعماد وخالد اخوه ..
وعماد يسولف مع خالد ويعامله كأنه رجال كبير ..
قال خالد : انا ابي دكتوراه ومااتخيل نفسي الادكتور اسنان ..
رد عليه عماد : ممتاااز جداً .. بس الدكتوراه تبي لها واحد يشد حيله من الآن مو يقول اذا وصلت ثالث اشد حيلي .
عدل خالد جلسته قال : تصدق ياابومشعل اني لو اشد حيلي يمديني جبت الدرجات كامله في كل المواد واني ادخل الاختبار احيانا على شرح المدرس لنا في الحصة واجيب درجات زينه بس موب ممتاز .
قال عماد باهتمام : ياخي وش يردك لاتذاكر طالما انت ذكي وتقدر تكون مستقبلك بدون مشقه .
رد عليه خالد بأسف : ماعندي احد يشجعني .. ان جبت درجة زينه محد درى عني وان نزلت درجاتي تذكروني بالتهزيء والهواش ..
التفت لفهد قال : حتى فهد كل ماقلت له اني ابي ادخل علمي قال : علمي مايصلح الا لمنال وحنان وانت ادخل ادبي ويخب عليك .
طالع عماد في فهد بلوم .. وتمدد فهد على ظهره بكسل قال : العلمي يبي له رجال يشد حيله موب واحد مايفتح كتبه من يوم يجي من المدرسه لين يروح اليوم الثاني .. الادبي كلن ينجح فيه ..
وقف عماد وهو يقول : لك عليّ ياخالد ان نجحت هالسنة بتفوق اني لاشتري لك سيارة .
فز خالد من مكانه ولحق عماد قال : صدق والله ...؟
: اجل اكذب عليك .. المهم انا بروح مواعد لي رجال وانت ابيك الرجال اللي اعرفه موب مثل علي وممدوح وطقتهم راعين الدخان والسهر والله اعلم ببلاويهم الثانيه .
تغير وجه خالد ونزل نظره للارض قال عماد : انا ماابي اقول لك الكلام هذا عشان احرجك .. اعلمك بالكلام اللي لازم تسمعه .. انت رجال وغير عنهم ابوك رجال صالح واهلك صالحين وانت انسان ذكي وصالح لازم تفكر باهلك ومستقبلك وتختار اصحابك اللي يساعدونك على النجاح موب الفشل ..!
التفت خالد لفهد اللي حط جواله على اذنه ورد على مشاري قال لعماد بحماس : وعد مني اصير مثل ماتبون بس تشتري لي السيارة .
: وانا وعد مني اشتري لك السيارة اللي تبيها متى ماشفت خالي وامك راضين عنك وشفتك متفوق ..
دخل عماد لغرفته وفهد يتكلم بصوت عالي : انا ماشي الحين للبيت انت لاتشيل هم .. يالله مع السلامه ولاتحجز لين ادق عليك .
طلع عماد من غرفته وهو يقول : هذا من اللي يكلمك ..؟
لبس فهد ثوبه قال : مشاري يقول ان ابوه تعب عليهم وكلموه اهله ماعندهم احد .. حتى نايف في مكه مودي اهله ياخذون عمره ..
اخذ شماغه في يده وجواله ومحفظته ومفاتيحه وكمل وهو يروح للباب : خالد اجلس لاتحرك من الشقه لين ارجع لك .
رد عماد : خالد بيروح معي بس انت خلك مع عمك وطمنا عليه .
طلع فهد وركب سيارته وبسرعته القصوى ساقها متوجه لبيت ابو مشاري وهو يحاول يدق على رقم بيتهم اللي اخذه من مشاري ..!








قراةٌ ممتعة ارجوها لكم ...


مع حبي وخالص اعتذراي ان بدر مني تقصير

 
 

 

عرض البوم صور اقدار   رد مع اقتباس
قديم 23-03-08, 12:20 PM   المشاركة رقم: 1838
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


اهداء لكل من وقف معاي وساندني بكلمه .. بتشجيع في الخفاء او العلن ..

وأخص بالذكر كل من بثني الحماس والتشجيع عبر الرسائل الخاصة ..
النهى .. مذهله ..زارا .. بحر الغموض .. ارادة الحياة ( ام احمد ) .. اصالة نادرة .. دموع يتيمه .. فراشه الوادي .. الفتاة الشمعيه .. .. قال الزهر .. سعودية وكلي عز .. بنت الكويت .. نفحة عطر .. هينا .. فروحه .. وميثان .. ضياء .. بلسم .. .. ودمعة حب .. احلى شمس .. بندقه ..

واذا نسيت احد ترى التفكير الحين متوقف لاتزعلون تكفون ..



ايضاً هو هدية لكل من قرأ وعلق .. وقرأ وانسحب بلا تعليق .. ومن مر عليها مجرد مرور ..





الجزء مرة طويل

وراح ياخذ منكم اربع ساعات على اقل تقدير هذا للي يقرأون بهدوء ..

اتمنى والله انكم بس ماتشعرون بالملل

وطلب لكل من احس بتسلل الملل اليه من طول الجزء يوقف ويكمل في وقت ثاني

ابي اشوف ردود تنتقد وتلاحظ وتقول رأيها بصدق ..

تذكروا وانتم تقرأون اني اكتب من اجلكم .. وانتم سندي وأساس نجاحي .. اكتبوا وانتقدوا وأعينوني على المضي قدماً والى الأمام ..

ايضاً لاتبخلوا عليّ بالتشجيع احتاجه خاصة في هذه الفترة ..






خاص لبحر الغموض ..

عافاك الله وشافاك لابأس طهوراً ان شاء الله ..

اتمنى ان يبث جزءنا اليوم في نفسك شيئاً من فرح


ولكل من حضر الى جزء الملامح اليوم

دعواتكم لأختكم بحر الغموض بالعافيه والشفاء وراحة البال ..





كل الود لقلوبكم ..

 
 

 

عرض البوم صور اقدار   رد مع اقتباس
قديم 23-03-08, 12:36 PM   المشاركة رقم: 1839
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45190
المشاركات: 168
الجنس أنثى
معدل التقييم: سحر الحلال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سحر الحلال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقدار

لا اعلم ماذا اقول فانا حزينه نعم حزينه لاقتراب نهايه قصه اجمل مايقال عنه انه ابداع
البارت في قمه الرووعه والجمال
الف الف شكر اقدار على البارت
ماادري ايش اكتب فانا الى الان كل تفكيري مع القصه فاخاف ان اكتب ويخونني القلم
لي رجعه

 
 

 

عرض البوم صور سحر الحلال   رد مع اقتباس
قديم 23-03-08, 01:36 PM   المشاركة رقم: 1840
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عاشقة ملامح


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67057
المشاركات: 5,058
الجنس أنثى
معدل التقييم: العامريه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 64

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
العامريه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

تدلل علينا ياسمـــي الظبـــي وش عــاد ** تدلل ولك بأمر الهوى شافــع عنــدي

ولك في خيال العاشـــق المهتـوي ميعاد ** ومجلس على غيمة وليلــة قمر نجدي

أسافر معك لبـلاد وأنزل معك في بـــلاد ** ومن غيمــه لغيمــه ولا للسمـاء حدي

رسمتك ضحوك الفجر يافرحـه الأعيـــاد ** ولمعة شعـاع ينغمس فــي ندى وردي

وغنيت بك صــوتٍ بقلب الهـوى ميــلاد ** ونغمة غرام ذاب فـــي لحنهــا وجــدي

أشوفك مطر .. هتـــان .لا برق لا رعاد ** من الوسم يبعث بالصحاري زهر ودي

أحبك يااقداروصل وأبعاد أحبك رضى وأعناد **ولا يختلف وعــدي ولا ينتقض عهــدي


اقدار بليززززززبيلزز نزلي القصةن مره وحده دفعه وحده ترى بموتت



رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووعه


وش ذي الرواااااااااااااااااايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!

مع اني قرررررررريت اكثر من 100 رواايه وكلهم مشهورين

الا اني اول مرررره اقرأ مثل وصف هالكاااااااااااتبه اقدار


اححححححححس اعيييييييييييش معها كل لحظه




عل فكر اقدار انا اليوم خبله كتب كثير بدون عاقل لا تاخذي علي كلامي خبله




<

<a href="http://www.swahl.com/up" target="_blank"><img alt="تم تحميل الصورة بواسطة SwahL.com مركزتحميل الصور" src="http://www.swahl.com/up/m123/swahlcom_a9752.gif" /></a>

















هذا انا اليوم
ا

 
 

 

عرض البوم صور العامريه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملامح الحزن العتيق, الكاتبة اقدار, اقدار, رواية ملامح الحزن العتيق, رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبة اقدار, قصة ملامح الحزن العتيق
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t57962.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 26-11-10 12:07 AM
Untitled document This thread Refback 04-04-10 03:07 PM
ظ…ظ„ط§ظ…ط­ ط§ظ„ط­ط²ظ† ط§ظ„ط¹طھظٹظ‚ - ط§ظ„طµظپط­ط© 411 - ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³post1365743post1365 - Gturl Post #0 Refback 08-10-09 11:08 AM
Untitled document This thread Refback 24-07-09 11:04 PM
Untitled document This thread Refback 25-04-09 11:53 PM
Untitled document This thread Refback 25-04-09 03:33 PM
ظ…ظ„ط§ظ…ط­ ط§ظ„ط­ط²ظ† ط§ظ„ط¹طھظٹظ‚ - ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³ - Gturl This thread Refback 09-04-09 10:11 AM


الساعة الآن 11:22 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية