لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (7) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-07, 12:37 AM   المشاركة رقم: 171
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


يتبع الفصل السادس ..

والغلبةُ للنصيب ../
***


جالسة تحضر دروس بكرة ..
وتحاول تبتكر وسائل تعليميه لأن مافيه مكتبة تعينها وتساعدها ..
سوت وسيلة جيبية .. وحطت فيها مجموعة اسئلة في قصاصات ورقية على الدرس ..
وهي في منغمسه بشغلها ..
سمعت دقات غريبه على باب غرفتها وفزت من مكانها ..
سرت بجسمها رجفة وتملكها خوف ذكرها بصالح ..
وصلها صوته وهي متجمده ولهجته الحادة : افتحي .!!
قربت من الباب قالت بضعف وخوف : من ..؟ نعم اش تبغى ..؟
تنهد بألم وقهر وحاول يكبت عصبيته قال : انتي افتحي واسمعيني بقولك كلمتين وامشي بعدين مو انا اللي تخافين منه على نفسك .
سرت بجسمها قشعريرة .. وفي قلبها " هذا صوت عماد .. اش يبغى مني الله يستر "
دق بقوة اكثر و: افتحي يابنت الحلال . لاتخليني اطلع من طوري .
حطت جلالها على شعرها وجسمها وفتحت الباب بشويش وبيدين ترتجف وقلبها يدق بقوة وكأنه بيطلع من صدرها .
صدت بوجهها عنه وهي متشددة بالباب بكل حيلها وقوتها بعد ماشافته يكلمها وهو معطيها ظهره .. بس قربه من الباب يخوف ..
قالت بارتباك : ب ب بعد عن الباب لو سمحت وقول اللي عندك بسرعه هذاني اسمعك .
صوتها اللي يرتعش اثر فيه لدرجة انه اخذ نفس عميييق و سكت لثواني طويلة .. اللي يسويه تهور وجنون لكن لو سكت ساعتها راح يكون هذا الجنون بعينه وعلمه .
حاول انه يهديها ويوصل لها اللي يبيه بتفهم قال بصوت واطي : الحين انتي ليه خايفه يابنت الحلال ؟ ماني ماكلك بعدين انتي متغطيه وانا ماني داخل .. كلها كلمتين ابي اقولها لك واذلف .
ردت بانفعال وخوف باين من صوتها ولهجتها : مابيني وبينك كلام ..
قاطعها بسرعه وكأنه بيمتص خوفها وانفعالها : هدي هدي الناس تحت لاتفضحينا .. بيني وبينك كلام لازم اقوله ولازم تعرفين وش عندي .
صرخت بصوت اعلى مرتجف : طيب بسرعه قول اللي عندك وخلصني .
ضرب بقبضته على الباب قال وهو عاض على اسنانه حتى يملك نفسه
: اول شي صوتك لاترفعينه عليّ .. ثاني شي موب انا اللي تخافين منه فاهمه ولا لا لأني احرص منك على نفسك ؟ .
رجع خطوتين على ورى قال : جدتي مبلشتني وعرفت انها كلمتك .
ردت وهي ترتجف وبطنها يعورها بقوة : بس انا مارديت عليها للحين ولا ابغى الموضوع هذا .
اخذ نفس عميق قال : شوفي .. انا بعد مثلك ماابي الموضوع هذا .. انا رجال مابي اتزوج وشايل هالفكرة من راسي .. بنفس الوقت ماابي جدتي تزعل مني .
تكلمت بصوت حاولت انه يطلع عادي على قد ماتقدر : طيب والمطلوب ..؟
: اتوقع انك ذكيه وفهمتي وش ابي .
سكتت شويه بعدين قالت بصوت واطي : فهمت ..! يعني ارفض واقول ماابي اتزوج عماد .
: ايييييه هذا اللي ابيه منك .
: بسس .
فتح عيونه بقوة قال بسرعه : بس وشو ؟
: انا خايفه جدتي تضغط عليّ .
: لا ماراح تضغط وزعل جدتي منك ماهو مثل زعلها مني انا عندها غير عن كل الناس واكيد تعرفين . وانتي اذا زعلت منك كلها كم يوم وترضى .
هزت راسها بمعنى فهمت واستوعبت . وكأنه يشوفها ويدري عن حركتها .
عطا الباب ظهره بينزل قال : انا ابي اقول لجدتي اني وافقت لكن اقسم بجلال الله لوتوافقين ماتشوفين معاي الطيب لين تموتين . هذاني نبهتك ومن الحين اقول لك ماابي اظلمك معاي .
حست انه جرحها في الصميم ..
كلامه ماله معنى غير اني ماابيك ولاابي وجودك بحياتي ..
بردة فعل سريعه حاولت تستجمع اللي تبقى من قوتها المنهكة من سنين وترد عليه ..
قالت : انا كمان ماابغي اظلمك معاي . لأني ماابيك ولاافكر فيك .
لف وطالع في باب غرفتها المردود قال : متأكدة انك ماتبيني حتى لو خطبتك برغبتي .
لهجته الحاده وطريقته في اصراره على معرفة الاجابة اربكتها قالت
: انا اصلاً مااعرفك عشان ارفضك ولا اوافق عليك بس بعد كلامك هذا ماراح اوافق عليك لو على قص رقبتي .
كأنه ملك الدنيا بكلمتها ..
تنفس بارتياح وهو يرفع راسه للسما قال : زييين زييين الله يرزقك ويوفقك والله الله بجدتي فكيني من زنها على راسي واقنعيها برفضك لي .. يعني لاضرر ولا ضرار يابنت الناس ..
نزل بسرعه من دون ماترد او يلتفت لها ..
ركب سيارته ولحقه فهد يجري ..
: هييييييه انتظرني لاتروح .
سكر باب سيارته وقبل مايشغلها ركب فهد معاه وهو يلهث قال عماد : وش تبي انت بعد ..؟
اخذ فهد نفس عميق قال : ابي اعرف وش سالفتك .. ياخي رجال تبي تطق الاربعين وماتبي العرس .. والله حتى الحريم ماسون سواتك .
: انزل ..
طالعه فهد باستغراب قال : وشو ..؟
: فهد انزل زال النفس عليك طيبة لااخلي لك السيارة كلها .
: تعوذ من ابليس ياابو مشعل .. علامك قاب ماتحمل شي .. ياخي اللي يسمعك يقول ان فيك شي وماتبي الزواج .
: مافيني شي يافهد .. بس الزواج ماابيه ياخي اقل شي لين اكمل دراستي .
: ودراستك ماتكمل وعندك مرة وعيال .
فتح باب السيارة ومسك فهد يده قال : اصبر اصبر ياعماد .. تعوذ من ابليس ياابن الحلال .
تنهد عماد قال : اعوذ بالله منك ياابليس .
قال فهد باستهبال كالعادة : يارجال وسع صدرك واذا على العجوز هذي تزعل من خلق ربي كلهم ولاتزعل منك انت .. ماعليك منها ماتبي العرس خلاص قل لا ..
طالعه عماد قال : صاحي انت .. ماعندك كرامه ماعندك نخوة .. يلعن ابليسك هذي اللي تبيني ارفضها بعد ماخطبوها خوالي لي تراها بنت عمك اقرب لك مني ..
: طيب الموضوع بين نايف وابوي وعمي والعجوز تقدر تدخل بنفسها وتقول لنايف ولا للبنت انك ماتبي العرس ..
قاطعه عماد : ماعندك كلمة ازين من كلمة العجوز .. ماتعرف تحشم احد انت .. حسن ملافظك اول وسنع هرجك ثم تعال علمني بافكارك .
حك فهد راسه قال : عجوز وغصب عليك .. لكن خلنا نرجع لموضوعنا .
شغل عماد السيارة بملل قال : ماعاد فيه موضوع خلاص جدتي قررت وانا ماعلي الا ا ني اوافق .
: انت صاحي ولا مجنون .. قبل شوي ماابي العرس والحين موافق . وش سالفتك ..؟
: اقول تبي تنزل ولاتمشي معي لمكه ..؟
: مكه ..؟
: ايه ياخي طقت في راسي ابروح لمكة . هناك في الحرم ارتاح نفسياً وافكر زين .
: اجل الله يستر عليك ويسهل لك توكل على الله .. انا بروح لعجوزك .
نزل فهد وهو يضحك لمن سمع عماد وهو يقول : عز الله ماالعجوز الا انت ووجهك .


***


جالسة بغرفتها ..
وتتصفح مجلة الحياة ..
تدور على مقال غيداء صاحبتها بالجامعه .. اتصلت فيها وقالت لها تقراه وتقول لها رايها فيه ..
ابتسمت سارة على فكرة صاحبتها لمن قرأتها .. وهي لو ان وزارة التربية والتعليم سمحت لطالبة الثانوي تحط كحل وروج وتلبس اكسسوار ناعم ويفكون الحصار عنها كان ماشفنا مكياج سوق ولبس عاري بالجامعه وكأنه تمرد خارج اطار المدرسة .. لأن باختصار كبت المدارس ولد الانفجار في الجامعات والاسواق والزواجات بطرق مبتذله ..
دق التلفون وقطع عليها استرسالها بمقال غيداء اللي توضحه بمنتهى الحرص والوعي ..
رفعت السماعه وماتفاجأت لمن سمعت صوت جارتهم ام اسعد اللي اعتادت تتصل بهالوقت اذا فيه محاضرة دينيه في دار الحافظات وتبي ام مشاري ترافقها للدار ..
راحت سارة تنادي امها ورجعت لغرفتها ..
ام اسعد فتحت عليها الجرح اللي مااندمل من بعد ما سمعت كلام عدنان ولدها .
كان مرعوب من مشاري لأنه ضرب خالد بجنون ..
واذا شافه عندهم في البيت شرد لأنه خايف منه ..
حاولت سارة تعرف وش سبب الخوف بعد ماداهمها الشك بصدق كلام خالد باتهامه لمشاري ..
لكن عدنان قلب الطاولة ووضح ا لحقائق ..
قال لها على الحكاية بالتفصيل الممل .
ظهرت براءة مشاري وبانت حقيقة خالد ..والشهود عيان ..
خالد اللي حبته عمره ماكان له علاقه بخالد هذا ..
خالد اللي حبته هو خالد الطفل اللي كلن يلعب معاها ويعجبها كلامه واعتزازه بنفسه واهتمامه فيها .
كبرته بأحلامها ونمى وكبر بقلبها واستقل تماماً عن واقع خالد اللي عرفته ..
دخلت عليها امها وهي لابسه عبايتها ومتغطيه قالت : يالله ياسارة تبغين شي انا ماشية .
وقفت بسرعه قالت : يمه انتظري بروح احضر المحاضرة معاك .
استغربت امها منها وهي اللي آخر شي تفكر فيه انها تحضر محاضرة دينيه بحكم انها مثقفة ومو محتاجة وعي ديني ..!
لبست سارة عبايتها وتغطت واخذت شنطتها الصغيرة وطلعت مع امها ..
هناك حيث ملائكة الرحمة تحف المتواجدين راح ترتاح ..
وهناك بتبعد عن خالد وذكره وذكراه ..
وهناك يمكن تصحى اكثر وربي يشرح لها صدرها اكثر وينسيها ويساعدها ..
والأهم انها راح تزيد ثقافتها بعد ماغيرت رايها وادركت ان ايمانها ضعيف وينقصها ثقافه دينية هائلة ..
توكلت على الله وعزمت المسير مع امها بخطى المؤمن اللي يدور رضا ربه ومغفرته وعونه ومساعدته ..!



***




يوم ثاني ...!!!
رغم اللي صار مارجعت لامها ..
لأن عمتها فوزية فاجأتها بطلبها انها تجلس مع عيالها وهي تبي تروح لجده تختار الوان التعتيق وألوان السيراميك حقت بيتها ..
وبعد هطول خفيف للمطر ..
تبللت الارض وصار الجو خيالي ..!
استغلت الفرصة وراحت تلعب مع شهد وفيصل في حوش البيت ..
سوت لشهد بيت كبير بالطين وخلت فيصل ياخذ راحته في الطين يبني ويحفر ويهدم وهو منسجم على الآخر ..
نظراتها بعيد وخيالها ابعد ..
اللي صار مافيه بنت تقدر تتقبله او ترضى فيه .
وهي اثبتت لنفسها انها من النوع القوي اللي يتحمل .
اكيد تتحمل ولاماطاوعت عمتها وجلست لليوم الثاني بعد كلام عماد لها .
اكيد تتحمل ولا ماضحكت ولعبت مع شهد وفيصل وهي اقرب للانهيار من الفرح والتسلية ..
وكيف ماتتحمل وهي اللي صبرت على صالح وخالها وبعد نايف ووفاة ندى ..
مرت ساعه وشهد وفيصل يلعبون وهي في كرسي المرجيحه تهز نفسها وتهز أفكارها لعل وعسى انها توصل لفكره تساعدها على خروجها من المحنة الجديدة ..
حست شهد انها كلـّت وتعبت قالت : شادن انا ابي ادخل .
: ليه شهودة تعبتي ولا طفشتي ؟ .
: لا بس جيعانه ابي آكل ساندوتش ولا شيبس .
اخذت شادن فيصل اللي قعد يبكي يقول ابغى العب قالت شادن : تعال ندخل عشان تاكل كيكه .
رضخ فيصل ووافق قدام الجوع واغراء الكيكة بالذات ..
وعلى طول نادت شغالة فوزية تاخذهم تحممهم على بال ماتجهز الكيكة اللي قررت تكون بالكريم كاراميل ..
منها الصغار ياكلون ، ومنها تخليها حلى للقهوة اذا جات جدتها ورجعت عمتها بدري ..
بعد ماخلصتها حطتها بالثلاجه عشان تبرد ..
راحت لغرفتها اخذت لها شور هي كمان ولبست جلابية واسعه من جلابيات فوزية ونزلت تحت بعد ماجففت شعرها واخذت معاها جلالها تحسباً لعماد اذا دخل ..
فتحت التلفزيون وقعدت تدور على قناة تغير من خلالها الجو وتبعد الطفش عنها ..
الايام اللي راحت تعودت على عمتها وجدتها وماتعودت تجلس هنا لوحدها ..
اليوم جدتها طلعت لجارتها ام راكان تبي تزورها لأنها سمعت انها اليوم تعبانه وعندها انفلونزا من تغييرات الجو والامطار واخذت شغالتها معاها تساعدها على المشي . . ..
جلستها لوحدها اليوم مثقلتها ..
غير الهم الجاثم على قلبها وصدرها ..
نزلت لها شهد تجري قالت : خلاص تروشنا يالله ابغى شي آكله .
قفلت التلفزيون ووقفت قالت : شااطرة .. يالله الحين احضر لكم الكيكه والعصير .
اول مادخلت المطبخ سمعت باب البيت ينفتح ويتسكر بقوة وصوت عماد ينادي جدته وفوزية وشهد ..
راحت شهد تجري عنده قالت : عماد ماما راحت مع بابا لجدة وانا وفيصل جلسنا عند شادن .
وقف بمكانه وطالعها باستغراب قال : شادن فيه ؟.
هزت راسها شهد بحماس قالت : ايوووه فيه ولعبت معانا بالطين وسوينا بيت كبيييير انا وفيصل وهي لعبت في المرجيحه .
رفع حاجبه وطالع فوق ناحية غرفتها وكأنه بيتأكد من الكلام اللي صار بينهم اذا تأكد من وجود الغرفه ..
رجع سأل شهد : جدتي وين ؟.
: راحت عند ام راكان .
: والله ..؟ فتح يدينه لشهد قال : طيب انا زعلان منك ليه ماسلمتي عليّ .
جلس على ركبه وباسته شهد على خدوده وباسها على راسها وخدودها
لف يدينها على بعض وهي تضحك بقوة .
قال كلمته المعهودة لها : يالله علميني من ازين بنت بالديرة .
كان يتوقع ردها الاعتيادي واللي تعود عليه كل ماقال لها هالكلمة وهي شهد بنت عبدالعزيز ..
ردت شهد : ازين بنت اممممم ابلا شادن بنت خالي خالد .
كشر بوجهه قال : افاااااا اجل غيرتي رايتس ..؟
مدت شفتها اللي تحت ببراءة علامة اليأس قالت : خلاص ابلا شادن احلا مني شعرها حلو وعيونها حلوة . كملت باستسلام : خلاص ياعماد هي صارت ازين بنت بالديرة .
ابتسم من كلام شهد قال : لاوالله ازين بنت بالديرة هي انتي .. بس روحي للشغالة خليها تسوي لي قهوة وتجيبها للمكتب .
طلع لغرفته وحذف شماغه وعقاله وطاقيته على السرير ونزل ثوبه علقه على الشماعه ومدد جسمه على السرير ..
المشوار يهد الحيل ..
وهو ماعاد يتحمل المشاوير الطويله ..
بس لعيون جدته كل شي يهون ..
واذا على الصحة ولا العمر فهي بيد اللي عطاها ...!
تذكر حال هالمدرسات اللي كل يوم رايحات جايات قال
" صدق انها معاناة والله يعينك ياشادن بترجعين تعانين نفس الحالة بس ماراح تطولين كلها ايام وادبر لك نقل يردك لاهلك ."
دخل الحمام بياخذ له شور ينعشه وينشطه بعد التعب حتى اذا جات جدته قابلها بارتياح وانهى مهمته على اكمل واحسن و جه ..

؛*؛*

كانت شادن مشغوله في المطبخ بقهوته والحلا اللي تجهزه له وللصغار .
حضرت لشهد الكيكه وحطت لها عصير على الطاولة .
قالت : تعالي اجلسي هنا كلي من دون ماتتحركين الين تخلصين صحنك وعصيرك ..
وحظرت لفصولي كيكته وعصيره ونادت الشغالة تأكله ورجعت تكمل القهوة ..
حطت عليها زعفران وهيل وحضرتها بالصينية مع اربعه فناجيل قهوة وحطت معاها صحن تمر وصحن ثاني فيه قطعة كيكة كبيرة وشوكة..
ارسلت الشغالة توديها للمكتب وهي حطت جلالها عليها وطلعت مع الدرج متجهه فوق ..

طالعت بغرفة عماد ..
تذكرت كلامه لها ..
عصبيته والحاحه عليها انها ترفضه وماتوافق عليه ..
وووو لاااا ..
طالعت بنفسها مقابله للرجال اللي فتح باب غرفته ..
طويل واسمر ملامحه رجوليه بقوووة ..
شنب كثيف نوعاً ما..
وعيون واسعه وشعر اسود قصير ومرجعه على ورى وهو مبلل باين انه متحمم ..
كانت بترجع بس وين ترجع الدرج طويل وهو واقف بمكانه ..
حطت جلالها على وجهها بسرعه وهوتحرك من مكانه ورجع لغرفته ..
وقف بمكانه شويه ..
سمع باب غرفتها يقفل ..
وطلع من غرفته ..!
نزل ونفس الصورة والذكرى تنعاد له ..
جُرْحَهَا يوجعه ..
ودمعتها اكيد بتجرحه ..
مهما كان هي دمه ولحمه ولايرضى عليها بالمهانه او الضيم حتى لو منه هو .
حاول يقنع نفسه انه مو لازم يحس بتأنيب الضمير لأن اللي سواه عشانها ...
وفي مصلحتها ومن اجل تعيش عمرها بدل ماتدفنه معاه ..!
..

دخلت غرفتها ..
ولامت نفسها وأنبتها ..
ليه تهمل سترها في بيت الرجال ..؟
صحيح ان جلالها عليها بس كان وجهها باين وهذا كارثه ..
اووف لو يدري نايف كان ذبحها ولا مات من القهر ..!
ولو امها تدري كان وبختها وسمعتها كلام مايعجبها ..
تذكرت الموقف وشكله ..
جبل صامد وساكن ..!
مو اول مرة يشوفها وتشوفه ..
لكن هالمرة وضحت لها صورته اكثر ..
واتقنت ملامحه ويمكن حفظتها اكثر ..
جاذبيته ساحره ..
غصب عنها رغم انه جامد ..
وملامحه ماتعبر عن شي ابداً الا انها تحرك فيها اشياء تجهلها ..!
حطت ظهرها على الباب وهي تعيد المشهد القاسي الموجع .. .
رجعت ورى وهي تتذكره خطوة خطوة ..
.. عاشت الموقف بكل تفاصيه
غمضت بقوة وتنهدت بوجع ..
صدق النحس يطاردها من وين ماتروح ..
ماصدقت ان مشاكلي تنتهي الا وابدا بمشكلة جديدة ..
" ليه ياجدتي تحطيني بموقف زي هذا معاك "
راحت تمشي بغرفتها ودموعها متجمعه في محاجرها مو راضية تنزل ..
بس هي مخنوقه وفيه شي كاتم على نفسها ..
وقفت قدام المراية وطالعت بشكلها ..
وجهها احمر وخشمها احمر وجفونها حمرا وعيونها مليانه دموع تقاوم النزول والضعف ..
قالت " انا مو ضعيفه ..
انا قوية واقدر اواجه مشاكلي من دون ماابكي ..
انا شادن بنت خالد لازم اكون قد أي موقف يواجهني ،
واجهت صالح وقدرت انقذ نفسي منه مية مرة ..
واجهت خالي اكثر من مرة ومرات كثيرة غلبته ..
ورغم عيشتي بخوف ورعب طوال السنين اللي راحت الا انه صار عندي مناعه ضد الاستسلام للهم والظلم .
صالح وخالي علموني ان القوة مصدرها الموقف الضعيف ..
وفراق ابوي خلاني اتسلح بالصبر والعزيمه .
ايوه العزيمة ..
اعزم معناتها اصير قوية ..
واكون قوية معناتها اقدر اواجه .
واواجه معناتها اوقف بوجه جدتي وعماد وارجع لامي ونايف ..
راحت تمشي في غرفتها وهي تشيل جلالها من على كتفها وترميه على السرير ..
بائسة ويائسة ..
وتحاول تتظاهر بقوة مزيفه ..
طالعت بصورتها بالمرايه قالت " وش بتسوين ياشادن ..؟ "
اخذت منديل ومسحت عيونها اللي بدت تذرف الدمع ..
وهي تمني نفسها بالراحه وعدم المشاكل " اصلاً ماعاد للوظيفه لازمه حتى ابقى هنا ..
خلاص نايف طلع من السجن وافتكينا من صالح وراتب ابوي رجع لنا اكيد فـ اريح لي ارجع عند امي وارتاح في بيتنا واقعد بكرامتي ..! "


***

نزل لمكتبه وهو يحاول على قد مايقدر انه يشيلها من راسه ويمسح صورتها من ذهنه ..!
رمى نفسه على الكنبه بعد الشاور الدافي والمنعش ..
زفر بآهة من عمق تعبه ..
قطعها لمن لفت نظره شكل الحلا اللي مع القهوة اللي على الطاولة قدامه ..
تكى على يده وصب له فنجال واخذ قطعة كيكه اكلها ..
قال : والله هذي الفايده الوحيده منك ياشادن من يوم جيتي اكلنا شي سنع .. ذبحنَّا هالشغالات بعيشتهن ولا الحلى مالقن من يعلمهن حتى فوزية مدلعها رجالها مايجي من جده الا هو محمل لها حلى وخرابيط .
سمع صوت جدته تسبح وتهلل داخل البيت ووقف راح لها بعد مانادى بصوت عالي ..
طلع لها ووجهه يتهلل بالسعاده لشوفتها وهي بخير ومتعافيه ..
وان اللي في راسه بيمشي على خير مايرام ..
: هلا والله بالغاليه الله يمسيتس بالخير .
: يالله حي وليدي مساك الله بالرضا والسرور متى جيت يمه ..
: توني مالي ساعه .
اخذ يدها من يد الشغاله قال : روحي جيبي القهوة من المكتب وحطيها بالصالة هنا .
راحت الشغالة تجيب صينية القهوة وهو مشى مع جدته اللي في قلبها شي واحد تبي تعرف نهايته ..
خايفه وقلبها يقول ان وجه عماد فيه شي ٍ يسرها .
: تعال اقعد عندي .
جلسها وجلس بجنبها وحط التكاية بينه وبينها وهو يبتسم قال : هذاني جلست آمري يالغالية .
: مايامر عليك عدو .. علمني وش سويت .
نزلت الشغالة القهوة واخذ صحنه قال للشغاله : هاتي لجدتي صحن حلا وكمل : ابشرتس على ماتحبين ..
: الله يبشرك بالخير .. ويرزقك بالذرية الصالحه .
جابت الشغاله صحن الحلا والشوكه قالت : ماشاء الله وش هالزين هذا جايبه معك . ؟
: لاوالله هذا الظاهر مسويته شادن .
قالت بلهجة حانية تستجدي فيها رضاه عنها وتكبيرها في عينه : ها شفت ياوليدي انها بنتٍ سنعه .. اشهد انها كامله مكملة زين وعقل وسنع وراعية بيت الله يستر عليها .
كملت وهي تطالع في وجهه باهتمام : ها علمني وش تتسوي معها .
: منهي ؟
: شادن بنت خالك ..!
عض على شفته السفلى وابتسم قال : انتي وش تبيني اسوي .؟
حدقت ام ناصر في وجهه تبي تشوف اثر للمزح ولا فعلاً صادق
قالت : تقوله صادز ( صادق ) ولا تلعب عليّ . ؟
: هههههههههه لاوالله صادق علميني بس وش تبين .؟
: ابيك تخطبها الليلة قبل بكرة !
قال باطمئنان وهو ياكل من الكيكة : ومالتس الا اللي يرضيتس بس على شرط ..!
: اشرط مثل ماتبي المهم انك توافق واشوف عيالك قبل لا تجي منيتي .
قاطعها : الله يطول بعمرتس ويخليتس لي لاعاد اسمع هالكلام ثم اهون .
: منتب مهون بعد كلمتك لي ..
قصرت صوتها وكملت : هاانا ابروح اعلم شادن .. وانت من بكرة كلم نايف ولا اقولك اعزمه هو وامه و..
قاطعها مرة ثانية : ياجدتي الله يخليك لي لاتستعجلين الحين بنات اليوم مو مثل اول .. ترى يمكن اعجبها وتوافق ويمكن مااعجبها وترفض الموضوع فيه يمكن لا ويمكن ايه .. اصبري لين تاخذين رايها .
هزت راسها مأكدة على احساسها وميقنه ان شادن ماراح ترفض عماد مهما كان لأنه بالعقل من اللي بترفضه وهو عماد تربيتها وصنعها ..
قالت : خل شادن علي خابرتها موافقه ومهيب رادتني ..
هز اكتافه بابتسامة الواثق قال : نشوف راي البنت ويصير خير بعدها ان شاء الله .
: ماعلمتني وش شرطك . ؟
عدل جلسته وتكى على التكاية بجنبه قال : اييييييه شرطي ياطويلة العمر .. انكم ماتغصبونها اذا ماتبيني .. ولاتزعلين منها ان رفضتني .
قاطعته بثقه : محدن بغاصبها ومهيب رافضتك .. شادن بنتٍ عاقلة وتبي الستر من الرجال السنع .. ثم ان اخذتك يبي يفكها ربي من عنا الطريق وهمه اللي هدها ومن خالها وولده الخايس .
ابتسم عماد وبقلبه " والله لو تدرين وش بترد عليك شادن ياجدتي ماقلتي عنها كل هالكلام ..! "
نادت الشغاله وارسلتها تنادي لها شادن ..
وهو سلم على راسها قال : يالله المغرب بيأذن وانا بروح للمسجد ..
: الله يتقبل منك ..
: منا ومنتس يالغاليه .
طلع من البيت متوجه بنيته وخطوته لبيت الله يدور رضاه وعفوه ومغفرته .. ويحاول انه يغسل ذنوبه في بيته الطاهر ان كان اللي سواه مع جدته وبنت خاله ذنب .

***


تأملته من راسه لساسه ..!
شماغه وعقاله ..
وجهه اللي حفظت ادق تقاسيمه من كثر ماراقبته وتأملته ..
جسمه المتناسق بطوله وعرضه ..
النحافه تغلب على وصفه اكثر من الرياضي والطول يغلب على الاعتدال .. والأناقه فاق بها كل رجال شافته بحياتها ..
قابل مسعود جارهم الشايب واللي يتركى على عصاه متوجه للمسجد يدور الحسنات بصلاة الجماعه رغم ضعفه وهزيمة الزمن له ..!
شافت ابتسامته لمسعود ..
نادراً مايبتسم ..
واذا ابتسم رسمها مجامله فقط وكأنه يدور من وراها حسنة او صدقه .. لأن تعابيره حزينه ..!
والهدوء والثقل يغلب عليها ..
عماد رجالٍ عاقل ..
هذا كلام ابوها عنه دايماً ..
ابتسمت وهي تتأمله باعجاب ..
تحبه .. !
تحب حركاته .. !
يدينه .. !
نظراته ..
خطوات رجوله .. !
اذا التفت لبيتهم ..
واذا صد عنها لمن تفتعل حركة ولا تنادي بصوت عالي على اختها العنود حتى ينتبه لها .
تحب كل شي فيه بدءاً باسمه وانتهاءً بخياله وطاريه وسيرته وآثاره ..!
راقبته لحد مادخل المسجد مع مسعود ..
ورجعت للمرايه المعلقه بجدار غرفتها ..
رغم ان نصها مكسور وامها قاسمتها بين غرفتها وغرفة نورة اختها الا انها تفي بالغرض ..!
فتحت شعرها ونفشته اكثر ..
اليوم حطت عليه (حنا) وتوها غسلته عنه ..
ومفعول الحنا معطيه كثافه ولون ابهى ..!
كحلت عيونها ولونت شفايفها بروج احمر غامق ..
تحب اللون الاحمر لأنه لون الحب ..
وتعشق اغاني ام كلثوم وفريد الاطرش ..
حفظت اغلبها من كثر ماتسمعها في الراديو آخر الليل بعد ماينام ابوها..!
دخلت عليها العنود اختها قالت بصدمة : بسم الله عليّ الرحمن الرحيم .. روعتيني .. وش مسوية بعمرتس يانويف .
ردت نوف وهي تراقب تعابير وجهها وحركة شفايفها الملونه في المراية وعقدة حواجبها وهي مكشرة
قالت : عنود انقلعي اطلعي برا ..
: قومي قومي سوي العشا بدال البلاوي اللي انتي ملونة بها وجهتس.. تحسبين انتس مثل ابلا شادن . ولا ابلا خلود .
غمضت نوف بعيونها في محاولة منها انها تمسك اعصابها وتهدي نفسها قالت وهي عاضة على اسنانها : عنود برا .
تأفف العنود قالت : طيب قومي سوي العشا نورة عيت تسوي العشا تقول عندها بكرة اختبار . وانا جوعانه ابي اتعشى وارقد .
رمت نوف الروج من يدها قالت : الله ياخذ عدوتس يانورة .. ماصارت ثالث معهد ذي اللي ماتخليتس تلمسين شي من الشغل معنا .. وانا مكروفة كرف حماار في هالبيت .
ردت العنود وهي تحك شعرها بكسل وتعب : تراني مثلتس يانويف امي كارفتني بالغنم موب انتي لحالتس المكروف ..؟
اخذت المشط وهاشت به على العنود قالت بتهديد : انتي للحين عندي .. انقلعي برا يالله ..!
طلعت العنود وهي تتأفف قالت لامها اللي دخلت وطاسة الحليب الكبيرة اللي حلبت الغنم فيها على راسها : يمه تعالي شوفي بناتس كل وحده تتكل عشانا على الثانية ..!
ردت ام نوف بتعب : علمي نوف تروح تسوي العشا .. يوم هي في المعهد خدمناها وماخليناها تسوي شي .. جا دورها تخدم اختها .
طلعت نورة من غرفتها الصغيرة .. اللي اخذتها وطلعت فيها لوحدها عشان تفتك من سخافة نوف وحركاتها اللي ترفع الضغط .. على حد قولها ..!
قالت : يمه خلي نوف تقوم تسوي العشا قبل لايجي ابوي .. ترى ماني في حال احد اليوم .. عندي اختبار فيزيا صعب موووت ..
ردت امها بتعب : ادخلي ذاكري وانا امتس ماعليتس من العشا .. عسى الله يوفقتس ويهونه عليتس ..
: الله يسلمتس يمه ولايخليني منتس .
رجعت لغرفتها وقفلت بابها عليها ..
لازم تجيب نسبه عالية عشان تتعين وتعين ابوها اذا توظفت وتساعده على الحياة مع اختها ..!



***


دقت عليها الشغالة الباب وقامت فتحت لها
قالت : مس شادن ماما كبيرة تقول انزل تحت .
: طيب جاية .
اخذت جلالها ولفته عليها ونزلت تتسحب وهي عارفه جدتها وش تبي منها ..
للحين مخنوقه وماقدرت تعبر بطريقتها المعهودة ..
سيل الدمع اللي يريحها نوعاً ما بمجرد ماينفجر ..!
من الصباح وهي مو قادرة تتنفس ..
وهم هالسالفه اثقلها لدرجة انها مو قادرة تمشي .
اليوم هو موعد ردها على جدتها ..
البارحه لمحت لها ووعدتها بكرة ترد عليها ..!وحانت الساعه ..
لفت جلالها على وجهها وهي تشوف عماد يعطيها ظهره ورايح للباب ..
وكأنه يمهد لها الطريق على اصوله ..!
ويحملها المسؤولية لوحدها ..
فتح الباب وشافت السما منورة والبرق مايوقف ..
طلع وسكر وراه ..
وتركها تتخبط في المشكلة وتحملها على عاتقها بدون شريك يساندها ولا يشيل منها جزء ..
حست ان الجو هذا مو مناسب ان جدتها تكلمها في موضوع حساس مثل هذا ..
الجو يخوف برق قوي وصوت الرعد مايوقف دقيقه وحده ..
خافت انها تُغضب جدتها ويغضب ربي عليها ..!
سترك يارب ..!
سمعت صوت جدتها ينساب بروحانيه لأعماقها وهي تدعي وتسبح
: يالله رزقٍ منك .. ياعزيز الوحي .. سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .. اللهم حوالينا ولا علينا .. يالله رزقٍ منك .
تردد صوتها بأنحاء البيت الكبير اللي مافيه الا هي وشادن والشغالات وعيال فوزية .. وعماد اللي طلع برا ..
وكأنها تنفث ذكر الله في كل اركانه ..
وتحيي كل زواياه وحجراته بصوتها الصامد مثل قلبها ..!
سحبت خطوتها واجبرتها تتقدم ..
قالت بتوتر : السلام عليكم .. مسا الخير ياجدتي .
ردت الجده بفرح وتفاؤل : علييييكم السلاااااام .. هلا وغلا بالغالية بنت الغالي .. تعالي عندي وانا جدتتس .
قربت شادن منها وقلبها بدال النبضة الوحده ينبض عشر نبضات وبسرعه لامتناهية ..
تحس انها في اصعب موقف مر عليها بحياتها ..
"الله يسامحك ياعمااااد وين حطيتني بهالموقف "
قالته بقلبها وجلست بجنب الجدة الحنونه والصارمه بنفس الوقت ..
: هلا ياجدتي كيفك اليوم ..؟
: انا بخير دام انتي وعمااد بخير ..!
حست بألم فظيع لأن جدتها تجمعهم وهم مالهم جمعه ..
بتذبح الفرح بقلب جدتها ..
وبتطفي لمعة السعادة الواضحة بعيونها ..!
وبتقتل الأحلام في عز مخضها وولادتها ..
حانت ساعة القتل ..
تكلمت ام ناصر بثقة وفرح ..
: عماد توه قام من عندي يقول شاوري شادن وتوكلنا على الله .. ماعلمتس انه يبي يقتنع ويطيح اللي في راسه ..!
شبكت يدينها في بعض وطالعت بالارض ..
وشلون تقول لها بس ..
ليت امها فيه وتتكفل بالرد عنها ..
ولا ليت نايف هنا ثم تقول لجدتها الخبر وتشرد معاه ..
: السكوت علامة الرضا ..عسى الله يتمم لكم على خير .
ردت بسرعه .. قبل لاتستمر الفرحة وتنكسر في عزها ..
قالت وهي تحس برعشة جسد وقلب وصوت : جدتي ... ! عمااد مافيه عيب ومن احسن الناس والله يرزقه باللي تستاهله .. انا ...
فتحت ام ناصر عيونها على وسع ..
صدق ولا كذب اللي سمعته ..؟
قالت : وش هالكلام يابنت خالد ..؟ ماهقيته منتس ..!
سكتت شادن لأن الكلام ضاااع ..
وماعندها عذر ولاتبرير مقنع اكثر من اللي قالته ..
عرفت ردها ورفضها ..
وخلاص انكسرت الفرحة وانهار الحلم ..
نادت شغالتها على طول : يالسلي تعالي وديني حجرتي ابي اصلي ..
جات شادن بتساعدها بس صدت عنها وقالت : خليني خليني الله لايحدني على احد .
وصلت الشغاله وساعدتها على الوقوف لحد ماوقفت ..
البيت يدور والارض تلف والدنيا بعينها سوداء ومالها لون ..
حاولت تتماسك وتوزن خطوتها وتثبتها على الارض ..
انتبهت شادن المنكسة راسها للأرض وهي تتمنى تنشق وتبلعها لصرخة الشغالة اللي باين انها مفجوعه
فزت من مكانها بتشوف وش فيه قالت : لسلي ايش اللي صار ؟
: انا خوف ماما يطيح . مايمشي كويس ..!
الصداع اللي مسك راسها مو مخليها تركز بشي ..
قالت بصوت شبه مسموع : استغفر الله العظيم لااله الا الله .. اشهد الا لااله الله .. اللهم احسن خواتيمنا واجعل آخر قولنا لااله الا الله .
فز قلب شادن من مكانه ..
صوت جدتها مو طبيعي ..
وكأنها مريضة اوتحس بشي قالت : جدتي فيك شي تحسين بشي . ؟
رفعت ام ناصر راسها بشموخ مكسور وقالت بقوة تحمل : ابد مافيني الا العافية .. روحي فكري باللي قلته لتس زين ولا تخربين بيتس بيدتس يابنت خالد .
: افكر ابشري ... بس قولي لي وش فيك ..؟ تحسين بشي صوتك متغير .
: مافيني غير العافية .
رجعت شادن لما شافت ان جدتها مو متقبلتها وهي بهالوضع وبعد كل اللي سمعته منها ..
ضاقت الدنيا بعين شادن اكثر ..
مخنوقه وماتقدر تبكي ..
تظاهرت بالقوة ..
حست ان الشي الوحيد اللي تشبه جدتها به هو اخفاء الضعف تحت القوة المصطنعه .. واظهار الشموخ تحت الانكسار .
والتظاهر بالقوة المزيفه والحقيقه ان الثنتين مكسورات ومهزومات من الداخل ..
والضعف مستشري بقلوبهن من سنين ..!
راحت للمطبخ تبغى تبل ريقها اللي نشف من الحسرة والقهر ..
اخذت لها كاس وعبته مويه ..
وجلست على الكرسي وهي قابضة على الكاس بقوة ..
لو قبضتها بقوة الألم اللي بداخلها كان يمدي الكاس تكسر لمليون قطعه ..
انتبهت للشغاله وهي تناديها بفزع : مس شادن ماما كبيرة تعبان تعالي شوفي .
رمت الكاس من يدها وتحول لشظايا قزاز منثورة على الأرض ..
وراحت تجري ..
خطوة تضبطها وخطوة تختل بها ...
كل عظامها ترتجف وقلبها بيتوقف ...
الا جدتي لااجني عليها بيدي ..
دخلت عليها وهي مسجاة على سجادتها وحاطة يدها على راسها وصوت خافت ..
عرفت شادن انه انين ..
قربت منها بعد ماثنت رجولها وجلست بجنبها
قالت بقهر : جدتي وش تحسين ..؟ جدتي تسمعيني ..؟
ماوصلها الا الأنين دليل انها ماعادت تسمعهم ..
فزت شادن تتخبط وين تروح ..؟ ومن تنادي يسعفهم ..؟
الشغالات ..؟ ولا الجيران ؟..
حتى عماد ماتدري وينه ..!
ليت فيه جوالات ولا تلفون ثابت ..
ياربي وش هالتفكير ؟
خطفت شرشف صلاة جدتها حطته على شعرها وجسمها
ووصلت لباب الفيللا وفتحته وهي ماتدري عن نفسها ..
شافته في وجهها قاعد في سيارته اللي دخلها لداخل الحوش ..
قاعد يقرا في بعض الاوراق اللي بيده وباب السيارة مفتوح ومطلع رجله اليسار برا ..
قالت بدون وعي وبدون تركيز وبدون شعور وهي تحاول تغطي وجهها وتبين عيونها حتى تشوفه من ورى دموعها .
: جدتي بتموت وانا وانت السبب خليتني اموت جدتي . خليتني اذبحها بكلامي .
وقف وطاحت كل الأوراق من يده وعيونه على وسعها
وش تقول هذي ..
مجنونه ..؟
ولا تستهبل عليّ ..؟
ولا مريضه وعندها حالة نفسيه ..
صرخت بصوت عالي : لاتقعد تطالعني كذا تعال ناخذ جدتي لمستشفى ..!
جا يمشي بسرعه وهو ساكت كأنه جبل متحرك ..
ماتكلم ولا كلمة وراح لغرفتها وهو يدف نفسه اللي ابت الكلام هذا ورفضته ..
ويغصب رجوله انها تتقدم حتى تلحق جنته وسعادته في دنياه ..
روحه اللي يعيش بها وعشانها ولأجلها .. !
دخل الغرفه ووقف دمه لثواني حس انه اختنق لدرجة انه حس ان روحه تغرغر وبتطلع ..
سمع صرخة شادن اللي وعته : جدتي جدتي ردي عليّ تكفين ..!
طالعها وكأنها خبطته على راسه ووعته من جديد ورجعته لحياة تشبه الموت ..
قرب منها واخذ ذراعها جس نبضها وتسلل الدم لعروقه ..
حط يده من تحت اكتافها وراسها ويده الثانيه من تحت رجولها وشالها بين يدينه قال للشغاله : افتحي لي الباب ..
اخذت شادن وحده من عبايات جدتها المعلقه على الشماعه واخذت لها جلال اسود كبير تحسبه طرحه ولفته على راسها قالت لشغالة فوزية : انتبهي لفيصل وشهد فوق .
لحقت عماد اللي وصل السيارة وفتحت له الباب
التفتت على الشغاله حقت جدتها وقالت لها تفتح البوابه
بسرعه ركبت وساعدته وهو يحط جدتهم في المرتبه اللي ورى ..
مددها كلها في المرتبه وراسها على فخذ شادن ..
قال : انزلي مالك لزوم تروحين .
شهقت وهي غرقانه في شلال الدموع : الا بروح مو وقتك الحين .. شغل السيارة وامش .
ركب السيارة وطلع من البيت زي البرق .. وصل للمستوصف القريب من بيتهم تابع لقرية الأجواد ..
نزل ونادى الممرض قال بصوت اسرع من الأنفاس والبرق .. وأقوى من الرعد اللي يدوي في السما من ساعات ماضية ..
: طواريء ..!
جا الممرض على طول وحط السرير ورفعوها عليه بمهارة وسرعه ودخلوها غرفة الطواريء ..
نزلت شادن وسكرت الباب ولحقت جدتها وهي تتعرقل في خطوتها .. الخوف بدا ينزع قلبها ويشل تفكيرها ..
تذكرت ابوها ونفس الحال نوبة قلبيه واسعاف و طواريء والنهاية خبر مفجع .. !
وقفت بجنب الجدار ووجهت بوجهها ناحيته ..
ماتبغى تسمع خبر سيء عن جدتها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها بهالسرعه قبل ماتفرح بعماد وعياله ..
قبل تعيش عمرها وهم متجمعين حولها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها على يدها هي ..
تجيها من آخر الدنيا وتذبحها ..!
مر من الوقت نص ساعه وهي غرقانه في طوفان دموع ..
الكهرباء طفت مرتين بسبب الامطار اللتي تهطل من اسبوع على القرية ..
واستعانوا بالكهرباء البديله اللي موفرتها وزارة الصحه في المستشفيات والمراكز الصحية لمثل هالظروف ..
سمعت صوت وراها وينادي باسمها ..
التفتت عليه وقلبها يهتز من مكانه من الخوف ..
" لا ماابي اسمع شي خلوني .. لاتقولون فيها شي ولا ماتت .. لااا "
رحمها لمن قال : شادن اجلسي على الكرسي هذا وترى جدتي ماعندها الا ارتفاع في ضغط الدم والحمد لله لحقناها بسرعه قبل لاتجيها جلطة ..!
طالعت فيه وصدت عنه من دون ماتتكلم ..
كذاب ..!
غيرك سوا هالحركه معاي وماعادت تمشي علي الحين ..
تذكرت ابو مشاري جارهم لمن جاها هي وامها قال ان ابو نايف طيب بس ارجعوا للبيت ..!
ورجعوا ولحقهم بالخبر الصاعقه . ..!
طالعته من تحت جلالها السميك اللي حاطته على وجهها وهو مبلل بالدموع ..
قالت وهي تشهق : ب ب بشووفها .
رد عليها وهو معطيها جنبه : محد يقدر يدخل لها الحين بس انتي ارتاحي واذا سمح لنا الدكتور بندخل لها كلنا ..
ثنت رجولها على الكرسي وهي تحس انها جامده ودمها جف ورعشة جسمها كل مرة تزيد ..
شافت الدكتور المصري اللي يسب في الممرضات ويخاصم : هاتي المحلول التاني بسرعه .
جات الممرضة بقارورة محلول مغذي ودخلت للغرفه وبعد شوي طلع الدكتور وهو يتجه لهم ..
حطت يدها على اذانيها ماتبي تسمع وين تشرد وين تروح ..
قال : الحمد لله هي دالوأت نايمه .
تئدروا تيقوا بعد ساعتين تاخدوها للبيت لأن الضغط ابتدا ينزل وحالتها كويسه ازا عاوز تتطمن عليها اكتر هاكتب لك تحويل توديها أي مستشفى حكومي في الطايف ..!
قاطعه عماد : لا لا تكتب تحويل .. اكتب لي بس تقرير عن حالتها اذا سمحت .
: ومالوا حاضر هاكتب لك التئرير .. ممكن تتفضل معايه .
لحقه عماد لغرفته الصغيرة واللي فيها مكتبه ومكتب الممرضه اللي تفحص المرضى قبل يكشف عليهم .
: تفضل حضرتك هوا دا التئرير .. ماكتبتش الا ان حالتها ارتفاع عالي في ضغط الدم ..
: يعطيك العافيه يادكتور .
: العفو حضرتك .. دا واقبنا .
طلع عماد برا وماشاف شادن ...
فتح عيونه ..
وين راحت هذي ..
حالتها قبل شوي تدل على انها حاسة بالذنب والله يستر لاتسوي بنفسها شي ..
لف المستشفى ووقف على الباب اللي يودي للشارع ..
مالها اثر ..!



***





استغلت روحة عماد وخروج الدكتور من غرفة جدتها ..
وراحت تتأكد بنفسها ان كلامه مو كذب ..
دخلت الغرفه اللي فيها ممرضه ملتهية بشغلها تشيل القطن والإبر وعلبة محلول مغذي تحطها على الطاولة ..
انتبهت لوجود شادن قالت بسرعه : ممنوع زياره هنا .
اشرت لها شادن بمعنى لااا ماني خارجة .. وشالت الغطا عن وجهها وهي تتأمل جدتها المسجاة على السرير وجفونها مغمضة ماتدري هل هو بفعل المسكن والمنوم . ولا نومها طبيعي ولا من التعب اللي جاها ..

اول ماشافتها الممرضه رق قلبها وحنت عليها قالت : بسرعه عشان دكتور يقول ممنوع بعدين فيه مشكلة .
اخذت يد جدتها وباستها ..
بكت وهي تردد : سامحيني يالغالية مو بيدي ازعلك ..
سامحيني تكفين ومالك الا من يرضيك لو تطلبين روحي عطيتك اياها .. بس تعافيي و
قطع كلامها صوته : انتي هنا.. اخذ نفس قال : ماتدرين انه ممنوع ..؟
غطت وجهها بسرعه بعد مافكت يد جدتها بهدوء ..
مارد عليه الا شهقاتها المتواصلة ..
رجع من عندها وجلس على الكرسي اللي برا الغرفة ..
هذا اللي كان خايف منه ..!
كيف ماحسب حساب اللي صار وهو اصلاً امر وارد ومتوقع ..
خاصة بعد الفرح والسعاده الواضح عليها ..!
انتبه لكلام الدكتور على راسه ..
: ياأستاز الست اللي معاك مش عاوزة تخرج .. مايصحش كده .. لوسمحت احنا مش عايزين مشاكل وهي مابتبطلش عياط ومش عايزة تسمع الكلام .
: ماعليه دكتور متأثرة بتعب الوالده .. انا راح اكلمها .
وقف عماد ودخل الغرفه قال : اطلعي الدكتور يقول مو زين انك تجلسين عند جدتي .
رفعت راسها له وغطاها على وجهها وهزت راسها ..
قالت بصوت مختفي من البكا : طيب .
رجع جلس على الكرسي برا وحط رجل على رجل ويده تحت ذقنه ..
يفكر بهالورطة اللي طب فيها وبغت تجني على جدته ..!
وشلون الخلاص منها بدون أي اضرار خاصة على الغالية ..!
طالعت فيه وتقدمت قالت بهمس : اللي تبغاه جدتي لازم يصير .. فاهم ولا لا ..؟
رفع لها راسه ماتكلم .. " وش تهبب هذي ..؟ "
كملت : اصلاً انا ماابغى اتزوجك ولا اتزوج غيرك ..
شهقت وكملت : خلنا نرضي جدتي ..!
: وش تقولين انتي ..؟ التفت يمين ويسار .. يمكن احد جا من اهل القرية ولا فيه ممرضة قريبة وتنقل الكلام لحريم القرية اللي محتكات فيهم كثير ..
كمل : اصصص لاتتكلمين هنا الكلام هذا مكانه موب هنا .
: هنا ولا مو هنا .. بتوافق غصباً عنك .. اجل تبغى جدتي يصير لها شي .. فكرت في نفسك ومافكرت فيها ..
: تعوذي من ابليس وامشي معي برجعك للبيت .
: انا بقول لها اني موافقه .. وانت خلاص وافقت ..!
قرب منها قال بهمس خايف ان صوته يوصل لاحد غيرها والقرية صغيرة والاخبار تنتشر فيها بسهولة وسرعه
: لاتتهورين ترى بالنهاية انتي الخسرانه ..
شهقت واخذت نفس قالت بتحدي لكل شي حولها : اذا شفت فرحة جدتي وحققت لها اهم جزء من احلامها معناتها مافيه خسارة بالنسبة لي .. !
: امشي للبيت وبعدين نتكلم بهالموضوع وانا احله .
صدت عنه وسألت الممرضه عن دورة المياة بتغسل
قالت لها تروح قدام وعلى يمينها فيه دورة مياه ..
راحت على نفس الوصف وسمعت صوت فوزية وهي تبكي تقول حصة ال..
راحت لها بسرعه ونادتها : عمتي ..!
التفتت فوزية وشافتها جات تجري قالت : وش فيها امي ياشادن .؟
ردت عليها وهي تشهق : مافيها الا العافية الضغط مرتفع عندها .
: الضغط وانتي تبكين كذا علميني وش صار لها بالضبط .
طالعت بزوج عمتها عبدالعزيز اللي وقف بعيد وهو يحاول يسمع وش يقولون عنها
قالت شادن بصوت واطي : عمتي والله ماعندها الا ضغط بس انا خفت عليها .. الحين طمّنا الدكتور وروحي شوفيها في الغرفه اللي هناك على يسارك بس لاتتكلمين لأنها نايمه .. وترى عماد قدامك ..
راحت فوزية بسرعه ولحقها عبدالعزيز من دون مايلتفت لشادن ..
وهي راحت تغسل وتجلس مع نفسها شويه ..

بعد ساعه تقريباً من الوقت اللي يمر ببطء وملل وطفش رجع عبدالعزيز وطلع من المستشفى وطلع عماد وراه ..
وهي قامت راحت لجدتها وفوزية ..
اول مافتحت الباب ودخلت قالت : شفتي ياعمتي مافيها شي .
: ايه الحمد لله صحت وكلمت عماد .
: والله ؟
: ايه تعالي شوفيها .
قربت شادن منها وباست راسها ويدها قالت : لاتزعلين مني وخلاص اللي تبينه يصير . لو تبغين بكرة ولا الحين اذا يرضيك ..
هزت ام ناصر راسها وهي تشد على يد شادن وماتكلمت .
طالعتها فوزية وابتسمت قالت : لا شكلنا بنفرح فيكم قريب ؟
ابتسمت شادن ببرود وفتور قالت : أي شي يسعد جدتي تسويه . واللي تبيه يصير .
: عاد من قدك ياعماد بتاخذ بنت اخوي ..!
حبت تضفي على الجو نوع من المرح قالت : الحين يابخته هو .. مو تقولين لي مااسعدها اللي بتاخذه .
: ههههههههههههه واذا قلت مااسعدها اللي بتاخذ عماد مااقول من قد اللي بياخذ شادن .
قالت ام ناصر بصوت ضعيف وباين عليه اثر التعب : شادن يمه عطيني كاسة ماء .
فزت وهي تقول : ابشري ياجدتي .
طلعت ولقت عماد واقف عند باب المستشفى ويطالع المطر اللي يهطل بقوة وصوته مزعج وهو ينزل على الحديد اللي يغطي سطح المستوصف عشان ماتنزل الموية من خلال سقفه لداخل الغرف .
وقفت الممرضه اللي مرت من عندها قالت : لو سمحتي من فين اجيب مويه ..؟
: مويه هنا بس غسيل ...!
: مافيه مويه للشرب ..؟
هزت الممرضه الهندية راسها قالت : لا مافيه .

رجعت بتدخل وسمعته يناديها : شادن ..!
التفتت وجا يمشي لين وصلها قال : وش فيه ؟
ناظرت بالارض وهمست : جدتي تبغى مويه وهنا ماعندهم مويه للشرب .
رجع من عندها
طلع برا المستشفى وبعد دقيقه رجع لها وشكله كان يجري ..
يده اليسار مسك بها طرف ثوبه .. وفي يده اليمين قارورة موية وهو متبلل من المطر ..
قال وهو يلهث : خذي لقيتها في سيارتي .
مدت يدها بتاخذ القارورة ومسك يدها بيده الثانيه قال : لاتقولين لجدتي شي .. اصبري لين نتفاهم ..!
: خلاص ياعماد .. كلمت جدتي وانتهى الموضوع ..
رفعت له راسها قالت : انت مو خسران شي صدقني .. لاتعتبرني موجودة بحياتك .. اعتبره زواج على الورق ..! وماراح احسسك انك زوجي الا قدام جدتي . عشان تفرح .
حط يده على شعره ورجعه ورى قال : زين ودي المويه الحين .. وبعدين لنا كلام .

رجعت لجدتها المتمدده على سريرها وتكلم فوزية ..
شربتها المويه بنفسها ..
وكأنها تستجدي الموية انها تعافيها وترد لها صحتها ..!
قالت ام ناصر بعد ماشربت : قومي يافوزية نادي عماد نبي نمشي لبيتنا .
ردت شادن : جدتي استني لين المحلول يخلص .
: ماعاد ابيه مابي غير العافيه بس ردوني لبيتي ابي اكمل صلاتي .
راحت فوزية ونادت عماد اللي دخل وراها على طول ..
قال بصوت باهت وبارد خالي من أي تعبير : اصبروا شوي .. المطر برا قوي !!
جلست ام ناصر وعدلت طرحتها وبرقعها زين قالت : المطر مهوب ذابحنا متعودين عليه .. من يوم ربي خلقنا وحنا نمشي فيه .
قرب منها ومسك يدها قال : يالله اجل .. هاتي يدك .
سمت بالرحمن ومدت يدها عليه ..
ركبوا السيارة ام ناصر بجنب عماد وفوزية وشادن ركبوا ورى
كل واحد منهم في عالمه ويفكر..
قد يكون تفكيرهم يرتكز حول نقطة وحده ، وموضوع واحد ..
لكن الأكيد ان كل شخص له طريقته ، واسلوبه ، وتعبيره ، ومدى فرحه او حزنه ...!!
رجعوا للبيت ..!
ام ناصر دخلت غرفتها تكمل صلاتها وترتاح ..
وفوزية راحت تشوف عيالها والشوق يسبقها .. !
اما شادن طلعت لغرفتها تبدل ملابسها اللي تبللت وتغير من شكلها بشور وملابس جافة .. وميك اب خفيف حتى ماتكدر الجو بشكلها اللي معالمه مختفيه ومطموسه من البكا والمناحه اللي سوتها قبل ساعه .
لو جلست بغرفتها راح تتضايق وتفكر بأمور هي في غنى عنها ولاحقه عليها .
نزلت لجدتها تحت ..
كالعادة المكان يوحي بالطمأنينة والسكون ..
وهي ساجدة لربها ..
جلست على سريرها لحد ماسلمت ام ناصر علي يسارها وسبحت واستغفرت كثير ..
قربت منها وسلمت على راسها ومسكت يدها وباستها
قالت بهمس : لاتزعلين مني ..!
مسحت ام ناصر على راس بنت ولدها الحنونة ..
صفة تضيفها لصفات شادن اللي اعجبتها من اول يوم شافتها فيه ..
: مانيب زعلانة يابنيتي .. بس ماابيتس ترفضين عماد .. ثم تقطعين رزقتس . .
: خلاص ياجدتي ماعادني رافضته ..! بعدين انا كنت خايفه ان عماد مايبي الزواج ويبي يرضيك .
: الله يوفق بينكم ويجمعكم على خير ..! بكرة ارجعي لامتس ..! علميها ان عماد وخواله بيجونكم الخميس .
نزلت راسها للأرض ..
يعني حُكم عليّ انا وياه ..؟
وقفت من غير ماتعلق على كلامها هذا او ترد عليه ..
قالت : جدتي انا الليلة اللي بسوي العشا . مشتهية شي معين ولا اسوي على ذوقي ..؟
: سوي اللي تبين يابنيتي .. واردفت : ترى عماد ماياكل الدسم ولايحبه ..!
فهمت غرض جدتها اللي بدت تحسسها ان الأهم عماد والمهم عماد بدءاً من هاليوم وهاللحظة تحديداً ..
قالت وهي تتجنب سيرة عماد : بس ترى ياجدتي عشاك مافيه ملح عشان الضغط .
: الله يعين يابنيتي مهوب من كثر حبي للملح .!
راحت للمطبخ ..
المكان هذا طالما كان ملاذها ..
واكثر مكان تلتقي امها فيه ..
يمكن اذا ركزت في الطبخ تنسى الأفكار اللي راح تاخذ من وقتها وتفكيرها كثير ..!
قررت تسوي لهم صينية خضار باللحمة .. وتخصص لجدتها منها جزء بدون ملح ..!!
وتفانت فيها حتى تطلع بشي يجملها قدام جدتها وعمتها .. وعماد اللي ربطتها فيها غصب عنها مو بيدها ..!
***

بعد مارجعت شادن من المدرسه ودخلت غرفتها تبي تختلي بنفسها ..!
تطمن عماد ان فوزية وعيالها تحت ..
وطلع فوق وهو متأكد ان فوزية ماراح تطلع فوق الا بعد ربع ساعة على الاقل لأنه كلفها تسوي له قهوة وتحطها برا في الحوش في الجلسه العصرية اللي يجتمع فيها مع جدته وخواله وعيال خاله ناصر اذا زاروه .!
مر من عند غرفتها .. وثبتت خطواته ..!
نفسه يغمض ويفتح مايلاقي لها غرفة ، ولا اسم في البيت ،
وان وجودها مجرد حلم مر عليه وراح يفوق منه ..
مو كرهاً فيها ولا يكن لها أي مشاعر بشعه بس شادن في حياته عقبة .
شادن هي الشخص الوحيد اللي بتقتحم حياته غصباً عنه بضغط من جدته ..
وهي من اول يوم تفرض نفسها على الكل حتى عليه ..
غير مسار واتجاه خطواته ..
وبقوة قلبه المعتاده وعزيمته اللي مايردها شي الا الله ..!
وبقدرته على تجاوز أي محظور مهما كان اذا مايغضب الله ..
توجه لغرفتها ..!
ضروري تكون على بينه اكثر ..
وعلى هدى اوضح ..
لازم تعرف كيف بتصير حياتها معاه ..
طالما هي اللي قررت وحطت النقط فوق الحروف .
وحسمت الأمر بتهورها وجنونها وتضحيتها في سبيل فرح جدتها ..
وهي متغاضية عن طبيعة الحياة اللي راح تعيشها .
لابد تغامر طالما انها تدور رضى جدتها مثل ماغامر هو وارضى جدته ..!
دق عليها الباب بثبات وثقة من ان اللي يسويه هو الصح مهما كان الاقدام على هالخطوة خطأ ...
سمع صوتها وهي بعيد تقول : مين ..؟
رد بلهجة آمرة تخللت لعظم شادن بعد سمعها وقلبها : اسمعيني دقيقه .. ضروري اكلمك .
سمعت صوته وحست بالأرض تلف فيها هذا صاحي ولا مجنون ..
ماصرت زوجته للحين حتى يجي ويكلمني بدون خوف او حيا ..!
ولاتعود الأخ بعد هذيك الليلة وصار يشوفه عادي ..
تذكرت جدتها وخافت يكون صاير لها شي ..
وقامت بسرعه لبست عبايتها وغطت وجهها بطرحتها ...
فتحت جزء من باب غرفتها ووقفت ورى الباب قالت بقلق : خير ..؟ صاير شي ..؟
: ايه صاير اشياء اسمعيني زين ..!
: قول بسرعه ..!
قال : علامك ..؟ وش خايفتن منه ..؟
: مو خايفه بس انت عارف ان الوضع هذا مايجوز ..
: انا ماجيت ابي اتجاوز المسموح .. جيت بس ابي اعلمك اني من بكرة بروح اكلم اهلك وعارف انك موافقه ...
قاطعته : ان وافقت فهو عشان جدتي مايصير لها شي بعد هذيك الليلة ..! مو عشانك انت .
: ادري .. وانتي تدرين اني مثلك مغصوب على الزواج وعليك انتي بالذات .. من الحين اقول لك ..!
سكتت وماردت عليه ..
هي تدري مثل غيرها ان عماد رافض فكرة الزواج وتدري انها مفروضه عليه زي ماهو مفروض عليها .
بس ليه يقول لها هالكلام ويعذبها ويحطم حلمها اللي أي بنت في الدنيا تحلمه وهي انها تكون زوجة مختارة برغبه وقناعه .. طالما الموضوع تم وصار .
كمل وهو يحس ان سكاكين سكوتها تنغرز بقلبه ..
عمره ماظلم احد ..
ولا قد تمنى انه ينحط في موقف زي هذا
بس هو ظالمها ظالمها
ان ماهو بكلامه الحين ولا بتعامله معاها بعدين وحياتها معاه ..
الأفضل ان حياتهم مع بعض تكون في الصورة من الحين ..!
: انا ادري اني اظلمك بكلامي هذا .. بس صدقيني ماهو بيدي انا رجال لو بيدي ماتزوجت للأبد .. وتدرين ان موافقتي عشاني ابي ارضي جدتي وانتي شهدتي كل شي بنفسك وحكمتي علي وعلى نفسك .
قاطعته بجرأة وتحدي : حتى انا ماابيك وماابي منك شي ..
قاطعها وهو يدري انها مكلومه وموجوعه وتقول هالكلام رد اعتبار وحفاظ على كرامتها : ماراح يطول هالوضع ... وسكت .
حست ان سكوته طال ..!
فكرة انها بتتزوج بالشكل هذا مميته ..!
قاتله ..!
ساحقه لكل المشاعر والأحاسيس ..
واي شعور بالتفاؤل والفرح ..!
خاصة في هاللحظة العصيبة ..
قالت بصوت واطي ومخنوق : طبعا ماراح يطول .. مجرد ماانقل من هنا راح ينتهي كل شي .
صوتها المخنوق حاز في نفسه بس للأسف مابيده شي ولايقدر يغير الوضع ..
وماعليه يقسى عليها الحين ويوضح لها وضعها احسن من انها تعيش اوهام وتبني احلامها معاه وفي النهاية تنصدم وتتعذب ..
رد بفتور وهدوء : زيييين زييييين ... ان شاء الله اول ماتنقلين لجده ان اعطانا ربي عمر ينتهي كل شي ... ! ولتس عليّ اني راح اسعى في نقلتس بسرعه .
انسحب من عندها ورجع لغرفته
..
داوى جروح صالح ..
وغياب نايف ..
وكأنه يهيأ المكان لجرحه الأقوى والأقسى ..!
مايبيني ياعالم ..!
انا مرفوضه ومفروضة ..!
احساس بخدش الأنوثه ..!
وجرح الاحساس ..!
وقتل لكل الاحلام والأماني ..
يعني بتصير زوجة ومو زوجة ..
ومطلقة من قبل ماتشيل اسم زوجة ..
أي حظ هذا اللي رماها لعماد وحياته وغموضه وجموده ..
واي نصيب هذا اللي جمعها بشخص رافضها ومن الحين يخطط على بعدها وفراقها ..
" يانحس حظك ياشادن ..! "
قالته وهي تقفل بابها وتسند بظهرها عليه فترة طويلة ..
ماانتبهت لنفسها الا وهي تتثنى على الأرض من التعب ..
ماتدري ساعه ولا ساعتين اللي مر من الوقت عليها ..
فتحت عينها على صوت فوزية اللي كانت عند راسها ..
: شادن بسم الله علينا وش فيك ..؟
: ها ..؟ عمتي من متى وانتي هنا ..؟
: توني دخلت .. وش فيك ؟ وليه نايمه كذا بعبايتك وعند الباب وعلى الأرض ..؟
: ماادري جلست هنا على الأرض ونمت .
: انا اللي والله مدري عنك .!
قومي البسي وانزلي حليمه زوجة فواز تحت وتبي تشوفك .
:اوكي خلاص البس وانزل لكم .
طلعت فوزية من عندها
وهي قامت نفضت راسها
تبي تطلع الحوار اللي دار بينها وبين عماد اليوم منه .
بس ويييين وكيييف وهي للحين تسمعه ولازق في راسها وتفكيرها وأذانيها ..
لبست تنورة جينز وبلوزة قطنية لونها تفاحي بكم طويل وماسكه عليها ..
وحطت لمسات ميك اب خفيفه وناعمه ..!
نزلت لجدتها وزوجة عمها اللي ماشافتها الا مرة وحده وماكلمتها الا لمن سلمت عليها ليلة عشا جدتها لها هي ونايف ..


***



الأحلام اللي داهمته مارحمته
وصورة جدته وشادن مافارقته ..
جدته تخاصمه وتلومه ، وشادن تبكي وتصد عنه ..
قام من النوم بتعب ..
صلى العصر ولبس ثوبه ونزل ..
قالت فوزية اللي لمحته وهو نازل مع الدرج : عماد وين رايح ..؟
ماطالع فيها ولا كلف على نفسه يوقف
قال : بروح للمزرعه عندي شغل .!
: ماتبي قهوة وحلا .؟
وقف بمكانه والتفت قال : الا والله راسي بينفجر .. عطيني فنجال هنا .
جلس في الصالة القريبه من الباب وشغل التلفزيون على بال ماتجيب فوزية القهوة وحط على قناة الجزيرة سبورت .
المبارة حماسية وهو فيه فتور غير طبيعي ..
الهم اللي جاثم على صدره محبطه ومطفي أي ذرة احساس سواء بكورة ولا بحياة ولا بهالعالم اللي حوله .
كل اللي يحس به ضيق وملل واللي صار اليوم زاد همه هم ..
وصلت فوزية بقهوتها وصبت له فنجال وهو ماكأنه بالأرض
قالت : امسك الفنجال احرق يدي .
انتبه لها واخذ الفنجال منها قالت : خذ الحلا هذا مسويته زوجة المستقبل .
رفع نظره لها ونزله للفنجال قال : شيليه معتس ماابيه .
: عماد ذوقه والله طعمه روعه ..!
: انتي ماتفهمين قلت لتس ماابيه ..!
: عماد وش فيك كل هذا كاره الزواج . ولا ماتبي شادن ..؟
نزل فنجاله من يده قال بحده : انتي وش تبين عندي ليه ماتروحين للحريم ؟ .
: عماد ..
: توكلي على الله وروحي ماابي اغلط عليتس .
قامت فوزية من عنده زعلانه وراحت للحريم ..
شافت شادن ساكته واذا كلمتها جدتها ولا حليمه ترد عليهم بكلمه كلمتين وتسكت ..
مالها خلق تتكلم ..
ومو هي البنت اللي تسولف عليهم وماتحب تسكت ..
قالت فوزية بهدوء : شادن الله يعينك على هالرجال .. مدري كيف بتتحملينه .. بس نصيحه قبل لاتاخذينه خذي لك حبوب للضغط احتياط لاتموتين عنده مادرى عنك ..
كان الحديث جانبي وبصوت هادي بين فوزية وشادن اللي ابتسمت من كلام عمتها ..
وهي في الحقيقة سكاكين الوجع والمرار انغرزت بقلبها والجمت فمها عن الكلام .
قالت ام ناصر اللي انتبهت لكلامهن الجانبي من دون ماتفهمه
: وش عندتسن توشوشن مع بعض ترى اللي عندنا حليمة مهيب غريبة اقربن سولفن معنا .
ضحكت فوزية قالت : ابد يمه اعلمها بالاماكن اللي رحت لها في جده ..
قالت حليمه اللي عمرها تقريباً 28 وعندها ناصر 10 سنوات وياسر 8 سنوات وريم عمرها 6 سنوات ..
: فوزية مااخذتي عيالتس معتس ؟
قالت فوزية وهي ترجع خصله من شعرها اللي لامته بشباصة ورى اذنها : لا والله خليتهم عند شادن الله يعطيها العافيه جلست الاسبوع هذا عشاني ..
قالت شادن بمزح تحاول تضيفه على الجلسة حتى محد يلاحظ همها
: شفتي ياام ناصر عمتي مشغلتني مربية عشان تنبسط مع رجالها .
قالت فوزية وهي معقدة حواجبها : وين انبسطت ياحسرة الطريق اربع ساعات ونص ولمن وصلنا نزلنا للسوق على طول ورحنا لهالمحلات الرخام والسيراميك .. اللي تحْوَل عيون الواحد منها .. والكتالوجات احس انها دوختني من كثر الأشكال والألوان .
ردت حليمه : حطيتوا البنا في راس فواز بعد ماشاف بيتكم .
: ايه اول يقول مااقدر اسوي مثل بيت عماد بس يوم شاف بيتنا مو كبيرولا تكلفنا فيه واجد مثل عماد قال ابسوي مثله .. عاد ياشين التقليد ..!
: هههههههههههههههههه مانبي نقلدكم نبي نسوي احسن منكم .
قالت ام ناصر : بيتكم وش فيه توه جديد الله يهدي فواز وشوله يتكلف ويبني .؟
ردت حليمه باحترام لام زوجها : والله ياخالتي قلت له اصبر اقل شي تجمع فلوسه كلها ولا تحتد على الدين وبيتنا جديد بس يقول ابي ابني لعيالي بيتٍ زين . وعماد الله يجزاه خير ماقصر مع فواز .
قالت ام ناصر بفخر وهي تحاول تسمع شادن وترفع من قدره عندها :
عماد الله يخليه لي خيره على كل اللي حوله .. .
التفتت حليمه على شادن قالت : صحيح ياخالتي اللي سمعناه عن عماد .؟
قالت ام ناصر وهي تحاول انها ماتحرج شادن : لهالحين ماصار شي لكن الله يكتب اللي فيه خير .
ردت حليمه بحرج وادب : اللهم آمين ..
كانت شادن ساكته ماتكلمت ومنزلة راسها وتحرك ملعقتها بصحن الحلا اللي ماقدرت تاكل منه الا قطعه صغيرة ..
وكأنها تشغل تفكيرها وعيونها عن السالفه ونظرات الناس لها لأنها تخصها وشريكة عماد في الموضوع ....
طالعت فوزية بامها اللي حاولت تتكتم على التفاصيل وماتقولها لأحد الين يتم الموضوع ومااستغربت ..
هذا طبع ام ناصر ماتحب تفصح عن أي سالفه الا وهي ضامنتها ولا تحب تخوض بالحديث في أي موضوع ماتم للحين حتى مع اقرب الناس لها ..
ولولا خطبة فواز وناصر من نايف ماوصل الخبر لحليمة ..


***


في المدرسة ..
خلصت الحصة الرابعه وراحت لنوير في فصل ثالث ابتدائي ..
دقت الباب وجاتها الثانية لأنها بتطلع تغير جو ..
: هلا شادن ..!
: هلا بك يانوير ..
: عندك شي صح ..؟
: هههههههههههههههه ياكاشفتني انتي .. بصراحه ابغاك تروحين معاي لهذي لاتتكلم عليّ .
: اش حكايتها هذي ماعادت تكلمك زي الناس .
: ماادري عنها بس تعالي بقول لها اني بكرة مو جاية ..
: ليه خير ان شاء الله ..!
: بروح لجده .. بكرة خطوبتي ولازم اجلس هناك انتظر الضيوف ..
: ماشاء الله تبارك الله .. عساه مبروك ان شاء الله .
: الله يبارك فيك .. عاد بصير جارتك ..
: لاوالله .. من جدك تتكلمين ..؟
: ايوه بإذن الله واذا ربي كتب لي .
: ومين سعيد الحظ ..؟
: ولد عمتي ..
: عماد ؟ .
: ايوه ..!
: معقوله عماد يتزوج بعد رفضه لعذبة ..؟
: عذبة ..؟
: كانت جدته بتخطبها له وبعدين رفض هو ..! سالفه قديمه انسيها ..
المهم ياحلوة الله يعينك على نوف ..!
طنشت شادن سالفة عذبة وفكرها مشغول بنوف وردة فعلها : انا جايتك عشان تساعديني ويعينني ربي عليها .
: زين يالله بنروح نقول لها ..
دخلوا عليها في الإداره .وسلموا وجلسوا ..
قالت نوف اللي ماتوجه لشادن أي كلمه الا اذا كانت امر : نوير لوسمحتي اهتمي بتنسيق فصلتس وترتيبه يمكن يجي موجهات الاسبوع الجاي ..!
: طيب ولايهمك يانوف ..
تكلمت شادن باحترام : لوسمحتي ياابلا نوف ..
حاولت تخفي نظرة الحقد بعيونها وتهدي اللهجه الحاده اللي اعتادت انها تخاطبها فيها .. : هلا وش بغيتي ..؟
: بكرة ترى ماني جاية .
وبردة فعل سريعه ماقدرت تتحكم فيها رمت القلم من يدها على الطاولة قالت بصوت عالي : ياسلاااام .
طالعت شادن بنوير اللي ارسلت لنوف نظرات لوم قالت : اش فيك كأني مسوية جريمة ..
: تبين تغيبين غيبي بكيفتس .. لكن اداري عليتس واعدي لا آآسفه ..!
: براحتك .. بس بكرة مو جاية ..
قالت نوير : نوف الله يهديك البنت بكرة عندها مناسبه خليها تغيب .
صرت عيونها بخوف .. بدت نبضات قلبها تزيد قالت : وش مناسبته ..؟
: بكرة خطوبتها ..!
وقفت شادن وطلعت .. راحت لغرفة المدرسات ..
اما نوف فبلعت ريقها خايفه ومتوترة ..
ياربي مايكون اللي في بالي ومخوفني من قبل مااشوفها ..
ارتجفت شفايفها وعليها طيف ابتسامه باهته قالت : ماشاء الله بتتزوج .
: ايه الله يسعدها وعقبالك يانوف .. بس ..
قاطعتها : واللي خطبها من جماعة امها ولا ابوها ..!
: عاد لو اقول لك من خطبها ماتصدقين .
خلاااااااص ..!
جمد الدم بعروقها .
حاولت تبلع ريقها تبل حلقها بس مافيه ريق وحلقها جاف ..!
يدينها ترتجف وقلبها يصعد لفوق وكأنه بيطلع ..
الهواء انعدم بالغرفة .. والأوكسجين انتهى ..!
همست بضيق وكأنها واثقه من الاجابة بس لعل وعسى يكون فيه لو ذرة امل : من .؟
: عماد بن مشعل جاركم ..!
ماغاب عن نوير لون نوف وبرودها وجمودها ..
والدموع اللي تحجرت بعيونها ..!
هزت راسها ووقفت على حيلها ..
الحلم اللي بنته حبة حبة .. من سنين ..
انهار بلحظة ..!
مقتولة وفي الصميم ..
لازم تهرب حتى ماتفضح نفسها عند نوير ..
اخذت ورقه من على مكتبها وقعدت تهف على نفسها
تبي هوا ..
تبي تبعد الدموع لاتنزل ..
تبي شي يبرد على قلبها اللي يغلي ..!
ويرجعه بمكانه ..!
قالت نوير : نوف اقول للبنت تغيب بكرة .؟
طالعت ماردت عليها ..
وكيف ترد وهي مذبوحه ومن الوريد للوريد ..
هزت راسها ..
فهمت نوير اللغز اللي كانت شاكه بحله ومو متأكدة منه ..!
وقامت لحقت بشادن المتذمرة وطفشانه من نوف وتعاملها اللي كره لها بالمدرسة ..!



***


في غرفة شادن بجده ..!
اللي طالما احتضنتهن ..
بصخبهم وفرحهم ورقصهم المجنون في غياب صالح .
وهمساتهن وخوفهن وقلقهن بوجوده .
واللي شهدت على التقاء ارواحهن ..
وأسرار صداقتهن ..
واشتراكهن الهم والفرح والدمعه وقبلها مشواااار العمر ...!!!
بدءاً من سنين الطفولة لمرحلة النضح بكل تفاصيل حكايات العمر .!
صبت لها فنجال قهوة قالت : سارة ياعمري تفاءلي بالخير ..!
ارتسمت على وجهها لمحة حزن قالت بوجع : اتفاءل ياشادن وانا على كف عفريت يااضيع يااضيع مافيه خيار ثاني ..!
تجمعت الدموع بعيون شادن : تصدقين حسبتك اقوى من كذا .. ليه ماتقولين يااضيع ان اخذت خالد يااسلم اذا تطلقت منه .
نزلت دموع سارة اللي تحاول تمسكها في محاجر عيونها من وقت : اسلم اذا تطلقت ؟
قالت شادن بانفعال وهي تحاول على قد ماتقدر تتماسك : سارة ...! ليه احسك بديتي تفقدين عقلك . وافرضي انك تطلقتي .؟ ترى انتي اللي سعيتي لطلاقك .. واذا فيه عيب فالعيب فيه هو وانتي اللي عايفته .
سندت بظهرها على الكنبة قالت : عايفته ولا عايفني النتيجة مطلقه والناس ماترحم ..
قربت شادن منها وجلست بجنبها قالت : انتي تحبينه ..؟
: لا مو هذا خالد اللي حبيته .. هذاك واحد ثاني ياشادن .. كبرته وكبرت معاه .. حبيته لدرجة العشق .. خالد هذا صدمني طلع مو نفس الانسان اللي حبيته .. واحد يخوف .. ..
كملت وشفايفها ترتجف وعيونها تزيد دموع وصوتها يتهدج : خايفه على مشاري منه ..
آخر شي تتمناه بحياتها انها تشوف توأم روحها ورفيقة عمرها بهالضعف وهالخوف ..
حضنتها على صدرها مثل ماتسوي امها معاها اذا حست بخوف وقهر وضعف .
قالت : سارة حبيبي اش قال لك هالحقيير ..؟ تكلمي ياعمري قولي لي لاتخبين بقلبك شي .
شهقت سارة وسمحت لنفسها بالتعبير بنوبة بكاء حادة وبدون قيود ..
ربتت شادن على كتفها وهي تشاركها البكا والقهر ..
وسردت لها سارة كل همومها والثانية تتلقفها بيد الحاني والخايف عليها منها ..
وحده تشكي والثانية تهون وتذكرها بربها وابتلاءه لعبده اذا احبه ..
وان هذا اختبار لها من ربي يشوفها تختار طريقه ولا تتبع قلبها وتختار طريق خالد الفاسق .
ساعتين مكتظة بالهم والشكوى والتربيت ..
انتهت بابتسامه على شفاه شادن وهي تغير الموضوع وتخرج صاحبتها من الهم وسيرة خالد ..
: ماقلت لك .. بكرة خطوبتي على ولد عمتي ..!
فتحت سارة عيونها متفاجأة ومفجوعه ومصدومه قالت : نعم نعم نعم ..؟
مسحت بقايا الدموع من عيونها .. من جدك ولا تمزحين ..؟
: من جدي والله . خلينا نغسل ونرجع لقهوتنا واقول لك على كل شي .
دخلوا الحمام وغسلوا الثنتين وسارة تحكي لها عن اخبار مدرستها ..
فصل نادية بعد سالفة الامطار والسيول اللي رعبتها اكثر من الحشرات والعقارب .. والحوادث . . وحالتها النفسيه اللي استفحلت واضطرت انها تروح لطبيب نفسي وتبدا معاه جلسات علاجية .. نورة وولادتها المبكرة اللي تفجأوا كل الناس فيها وارجع الدكتور السبب لكثرة جلوسها في السيارة والمشوار الطويل ..
رجعوا للغرفه وهم منسجمات ومندمجات بالسوالف ..
هذي جلستهم المعتاده ..
فيها فرح مثل مافيها حزن ..
فيها انسجام مثل مافيها هيجان اعصاب وثورة مشاعر .
فيها لهفة ومودة ومحبة مثل مافيها عتاب وبرود ولامبالاة احياناً ..
جلست سارة على السجادة الصغيرة اللي على الارض قالت : خلينا نجلس تحت احسن .. ياعيني عليك ياشدون اش هالحظ تروحين لاهل ابوك وكم يوم الا وانتي مخطوبه ..
ابتسمت شادن وهي تحاول تخفي مرارتها ووجعها عن صاحبتها المهمومه حتى ماتزيد همها هم جديد ..
قالت وهي تحط صينية القهوة على الارض : عاد القسمه والنصيب .
لوت سارة فمها قالت : بس والله قهر انك بتاخذين قروي ياشادن .
رفعت شادن حاجبها مستنكرة ومستغربه : اش فيه القروي ..؟
: ماادري احسهم متخلفين عن اهل المدن .. المهم كلميني عنه ..!
: اكلمك ياستي ... ممممم اسمه عماد ..!
: اووووه لا لا لا قروي وعماد مااصدق قولي غيرها ..!
: ترى عماد اسم قديم لاتحسبينه جديد بعدين محتكرة الاسماء اللي تعجبك على اهل المدن ..!
: مو قصدي بس شفتي انتي اسماؤهم .. ولا اذكرك بدعجه مناحي مريزيق ..
: ههههههههههههههه الله يقطع ابليسك ياسارة كيف حفظتي اسمها .. ذكرتيني بالسبيل والبنات هناك ..!
: اقول ارجعي بس للموضوع .. كلميني عن القروي سعيد الحظ .
: رجال وكريم ومتعلم وماينقصه شي .
: بس مهما كان مااتخيل انك تعيشين في قرية ومع واحد مايدري عن الدنيا ..
ردت شادن بحكمة : من قال لك انه مايدري عن الدنيا .. وكمان من قال لك ان اهل القرى على نفس شاكلة البنات اللي تدرسينهم وتفكيرهم .. صحيح البنات عندنا بالمدرسة لسه متخلفات عن اهل المدن سواء باللبس ولا التطور ولا حتى الكلام بس مو كل القرى زي السبيل والاجواد هذا اولاً ..
ثانياً ياحلوة فيه ناس هناك متعلمه مثل نوف ونوير ومتطورين اكثر من غيرهم ..
ثالثاً وهذا الأهم .. عماد هذا دارس برا جامعه وماجستير وكل يومين ثلاثه وهو في جده بس ماعنده استعداد يترك اهله وجدتي عشان التطور والتحضر والتمدن ..
ردت سارة باستهبال : ياربي على شادن اذا اشتغلت محاميه .. هي انتي بما انك تزوجتي قروي معناتها خلاص .. بتدفنين عقلك وعيونك عن الدنيا وتعيشين في قرية نائية بين عشرة بيوت .. الا اذا بتسكنين هنا ومع هذا الله يعينك على تفكير زوجك ...
: عاد تصدقين اني ماشفت فرق بين تفكير عماني وعماد ونايف اخوي .. على نفس الطينه . بعدين يكفي انهم ناس بسطاء على الفطرة وفيهم روح التواصل والترابط اللي مانلاقيها في جده وباقي المدن ..!
شربت سارة من فنجالها وتكلمت وهي تبتسم لصاحبتها: حبيتيه ..؟
ردت شادن بفتور وألم عاصف بداخلها : ايوه حبيته ..!!! ليه انا شفته ولا عرفته عشان احبه ..!! كلها لمحتين ومن بعيد .
: وشكله .. اهم شي شكله كيف .
: ياحبك للمظاهر مصيرك بتشوفين صوره ولا تشوفينه اذا جا عندنا ...
قاطعتها : انتي شفتيه حلو ولا لا .
: بصراحه وسيم وشكله يخوف .. ملامحه جامده بس كل هذا مايهمني .
: اجل اش يهمك ..؟
تنفست شادن ومدت يدها على فنجالها رشفت منه قالت ببرود : مايهمني شي ... الستر ورضى امي وجدتي عني هي غايتي ومناي .
ضحكت سارة قالت : حلوه غايتي ومناي هذي اول مرة اسمعها منك من فين جبتيها ..؟
ردت عليها شادن بابتسامه وواسعه و: سبحان المغير بس من يصدق ان هذي سوسو اللي قبل شوي .
رجعت سارة لجديتها : ياشيخه لاتذكريني .. اسمعي نصيحه مني ياشادن ارجعي عيشي عندهم .. خذوا فرصتكم واعرفيه قبل زواجكم اخاف تتدبسين وتندمين ..! واختك في الله قدامك اكبر مثال ..
نادى نايف بصوت عالي : شاااادن .. اطلعي لي بسرعه .
فزت وطلعت لنايف اللي واقف برا غرفتها قالت : هلا نايف اش فيه ..؟
: هلا بك ..! ترى عماد الحين كلمني يقول قول لها لاتسوي فحص لأني بجيبه معاي .
: لا اسوي فحص ..؟ !!
: ايوه يقول انه يعرف طبيب بيدبرها له من دون مانتعب .
غمضت عيونها بقوة وفتحتها وبقلبها " اصلاً كل الموضوع ورق في ورق ليه نتعب حالنا ونكلف على انفسنا مشوار ماله داعي ..؟ "
ردت على نايف : طيب اش دخل الفحص الحين ؟ .. مو يستنى لحد مانقرر موعد الملكه ..!
: عمي ناصر يقول ماله داعي المشاوير اذا انتو موافقين خلونا نملك من يومنا .. بس اذا ماتقدرين تجهزين الليلة عادي نأجلها لبعدين انا اكلم عمي ..
: لا لا يانايف اصلاً الملكه عندهم مافيها أي تكلفه الا العشا ..!
: مافيه نظرة مافيه حفلة اقل شي يلبسك الشبكه ..
: لا طبعاً ياحلو .. اللي عرفته من عمتي فوزية ان الطقوس هذي مو عندهم .. يجون ويكتبون العقد ويتعشون ومع السلامه لحين موعد الزواج ..!
استغرب نايف من عادات عمانه اللي المفروض يتبعها معاهم وتكون عادته وتقليده ..
قال بغرابه : فين عايشين هذولا ..؟
ابتسمت وردت ببرود : عمانك وتقاليدهم ولازم مانغيرها ..!
: اذا انتي مقتنعه بلاش حفله بس اذا تبين حفله وتصوير وخرابيطكم تسوينها وماعليك من احد .. اهم شي تفرحين وتنبسطين مع صاحباتك اذا بتعزمينهم ..!
: لا لا عادي ماتفرق معاي وماني عازمة احد ....
قاطعها جوال نايف اللي دق ورد عليه ووطلع بسرعه من دون مايلتفت لها ..
اخذت نفس عميق ..
حاولت تعيش اللحظة اللي كل بنت تعيشها بس من الظاهر ..
اما خافيها فما يحمل الا نقيض الفرح والسعادة ..
يحمل الوجع والقهر ..
رددت بداخلها " استني ياشادن لسه ماجا وقت الحزن ..
اصبري وانتظري الموعد ..
حتى تحزنين وتبكين وتتوجعين على الاصول "
رجعت لسارة وهي بغصة في حلقها ...
نفسها تكلمها وتفتح لها قلبها بس ماتقدر ..!
تخاف انها تفشي سرها وسر عماد قدام امها ولا ام شادن وشادن تعرف امها ان درت مستحيل توافق على حياة بنتها بالطريقه هذي ..!
كملت جلستها مع صاحبتها وكل وحده تحاول تبعد عن همها اللي اثقلها وتخلي الجلسة ممتعه وخاليه من الوجع والهموم ..


***


يوم الخميس العصر وصل شقته وعمانه معاه وابوه وعده انه يجي اذا ماانشغل .
ما حرص على جية ابوه لأنه عارف انه ماراح يجي بس معذار من الله ثم منه قال له على خبر ملكته ولزم عليه يجي معاه عشان يحسسه انه مهم في حياته وقراراته .
طلع للصالون مع اذان المغرب اللي يتعامل معاه وحلق ورتب شكله حتى يظهر للناس بصورة المرحب بالخطبة والسعيد بالخطوة والنقله الجديدة بحياته ..
رجع بعد ساعه ونص تقريباً ..
اول ماشافه فهد اللي وصل بعد ماطلع عماد صفر وقال : ممكن نتعرف بالأخ ..؟
ابتسم عماد قال : اقول اخلص علي ترى تأخرنا على الناس .
: ياشين الغرور بس .. الا اقول يالاخو تبي تشوف الحرمة ولا لا .. ترى عندهم عادي تشوفها وتسولف معها .
قال عماد وهو يغسل يدينه من المغسله القريبة من الصاله : هذا اللي ناقص بعد ..!!
التفت فهد على عمه فواز قال : ابو ناصر بالله مافكرت تشوف ام ناصر ليلة ملكتك ..
وصلهم فواز اللي يعتبرهم اخوانه لأن الفارق بينهم حوالي 10 سنوات قال : والله لو اطريت الشوفه ذيك الليلة ليشغل ابوها الرشاش في راسي .
ضحك فهد بصوت عالي وعماد جامد مااهتزت ملامحه
قال فهد اللي حس انه ضحكته جايه غلط ..
: احم احم . ياابو الشباب .. تبي الحرمة تشوفك وانت .. تكلم بالفصحى حتى يضفي على الجو شي من المرح .. عابس الوجه عاقد الحاجبين .
رد عماد : من قال انها تبي تشوفني ولا اشوفها ..!
تكلم فواز بلهجة حادة : ياخي تنازل شوي ترى هنا عاداتهم يسوون حفله ولازم تشوف البنت وتلبسها الشبكة .
قال وهو يزبط شماغه ويحط عقاله عليه بتوازن : اذا بيسوون حفله بكيفهم بس شوفه وماشوفه ماله داعي ولاتحرجوني عشان مااحرجكم واحرج بنتكم .
نسف فواز شماغه قال : انت منت صاحي وبيني وبينك شادن حرام فيك .
: والله عاد حظها وحكم امك عليها .
: اقول امش امش الله يعينها عليك بس .
اشر فهد لفواز يعني اتركه بحاله خاصة وهو يدري ان عماد ضغطت عليه جدته وارغمته على الزيجه اللي رافضها سنين .
طلع لهم ناصر( ابو فهد ) وهو جاهز .. قال : خلصتوا ..؟
رد فواز : ايه خلصنا يالله مشينا .
دخل عماد غرفته بياخذ جوالاته وبقلبه " الله يسامحك ياجدتي حديتيني على شي مايرضي الله ولايرضيني ..!"
ماغاب عن ناصر الهم اللي كاسي ولد اخته ..
ناصر بالنسبة لعماد اب روحي ..
رباه احسن من عياله ..
واهتم فيه من اهتمام امه ومحبتها له ..
وحبه لأنه رجال وطلع مثل مايبي عكس فهد اللي يقضي حياته مابين البر والصيد والنوم .
حال عماد مااعجبه لأنه يفهم عليه من نظرة ومن كلمة ..
وياما كشفه اذا هو متضايق ولا مستانس حتى لو حاول يخفي ويداري ..!
: عماد علامك وانا خالك عسى ماشر ..؟
: ماشر ياخالي .. وش فيك رجعت ..؟
: جيت اشوفك وانا خالك .. وجهك يقول انك منت براضي ..!
: وش هالكلام ياخال ..؟ امش امش الله يخليك لي بس ..
مسكه خاله من معصمه ..
: علمني وانا خالك باللي في قلبك ..!
تنهد عماد وكأن خاله يلمس جرحه بيده وهو ينزف
قال : انت تدري ياخالي اني مابي الزواج بس ارضي جدتي .. وانا ماذابحني غير خوفي اني اظلم هالبنت معي ..!
: ياولدي اللي صار صار وجدتك تبي راحتك وسعادتك وتبي تشوف عيالك .. ترى العمر وانا خالك يروح وابن آدم مايدري عنه ساعتها ماالندم بنافعك .. وانت رجال ندري انك منت بظالمها ولا مااعطيناك بنتنا ..
هز راسه لخاله باستسلام ..
مذعن للقدر وقراره ..
وللنصيب وقسمته .. !!




~~~~~~~~~~


اتمنى ان تروق لكم بقية احداث الجزء ..!

انتظر ردودكم وتعليقكم بشووووق

تصبحون على حبٍ من الله ورضاه ..

 
 

 

عرض البوم صور اقدار   رد مع اقتباس
قديم 22-11-07, 01:30 AM   المشاركة رقم: 172
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 27124
المشاركات: 1,276
الجنس أنثى
معدل التقييم: reem99sh عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
reem99sh غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

وااااااااو عزيزتي فعلا رائع موقف شادن مرة خطير كيف خذت القرار بسرعه وبقوة وكيف وجهت عماد بجراء

عزيزتي الله يعطيك العافية وبليييييييييييييز لاتطولين علينا ننتظرك

 
 

 

عرض البوم صور reem99sh   رد مع اقتباس
قديم 22-11-07, 03:56 AM   المشاركة رقم: 173
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 42165
المشاركات: 0
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوكاتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوكاتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أختي الغاليه أقدار .. لا أعلم لماذا أحسست بقشعريرة وأنا أقراء هذا الجزء ...!!

أصعب إحساس على الانسان شعوره انه شخص غير مرغوب به ..!!

صعب للغاية ..!!

شعور مؤلم بشدة ..!!

إحساس بفقدان الكرامة ..!!

حتى وان لم يكن مذنب ..!!

طلبه قاسي على أي أنثى .. كيف تجرأ وقال هالكلام ...!!

ليش يبغى الرفض يجي من جهتها .. عشان جدته ماتزعل عليه !! وهي يعني بالطقاق

ليش دايم المرأة تتحمل اخطاء الرجل ..!!

شهد يا زينها.. لما قالت لعماد ان شادن لعبت بالمرجيحه ذكرتني بسالفة أختي( 5 سنوات) نزلت لأخوي وكان عنده صاحبه قالت له فلاااان ترى لولو و فلانه جالسين ينطون بالنطنيطه خخخخ فضحتنا وأخوي صار يرقع السالفة ويوزع سمايلز

نرجع لمحور حديثنا ردة فعل الجدة مؤثرة جداً ..صعب ان الواحد يكون متأمل بشي وعايش الفرح وفجأة ينصدم بالواقع الغير متوقع كصفعة قوية لا يتقبلها العقل الباطن لانه برمج نفسه على شي معين ..>> معليش اتحمليني فلسفة على غير سنع

نرجع لشوشو >> تستاهل الدلع
عجبني موقفها مع عماد مع انها ضحت بحياتها مع واحد هي تدري انه رافض الزواج ورافضها هي بالذات في سبيل رضى جدتها لان لو صار لها شي وماتت لا سمح الله تأنيب الضمير والشعور بالذنب بيقتلها ..!!

علاقة شادن وسارة أكثر من رائعة وخوف سارة من لقب مطلقة والمجتمع الذي لا يرحم !!

نايف و حبه لأخته .. ما وده ينقص عليها شي ويبغاها تكون زي غيرها من البنات يصير لها ملكة وتصوير وخرابيط ..


حماسي زاد للجزء القادم ..

ومازلت تطرين المطر >> " اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار ،عاجلاً غير آجل "

آآآآمين

 
 

 

عرض البوم صور لولوكاتي   رد مع اقتباس
قديم 22-11-07, 05:53 AM   المشاركة رقم: 174
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ,روعةةةةةةةةة,عاشت الجدة هتلر الطيبة ,بس والله لغز عماد زاد تعقيد وما انحل قدورة حياتي فكيه اشوي خل نفتهم مو فكرنا كام يجيب وي ودي ,مرة اكول عاجز ومرة اكول عقيم مرة اكول يشتغل بالمخدرات ومحد يدري ويخاف اتكشف زوجة ومرة ومرة ومرة اي فكيهة اشوي مو شطح خيالنا اهواي ,اقدار حياتي تدرين وكفتي كلبي كلت اقدار موتت الجدة وراح اتخلي شادن تكره عماد بس ولا طلعتي منت هينة وطلعتيهة سلامات لا وبعد خطوبة وملكة افحمتينا لاو كل يوم تمطر اظاهر الحر اماثر عليج لو اشتاقتي للمطر ,اقدار عفية خفي على نوف تره الحب مو بدينا ولا احنة نختار الشخص الي نحب احيانا ياتي فجاة مثل الموت اما يذهبك الى الجنة او ينزلك الى النار وهذي حالة نوف لان الحب من طرف واحد نار ارجو ان تخف اشوي ,ارجو الا اكون فد طولت وشكرا على البارت الحلو

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 22-11-07, 07:15 AM   المشاركة رقم: 175
المعلومات
الكاتب:
ana
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 3858
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: ana عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

وفي عماد هذا أنا بأذبحه أجل أحد يقول لبنت هل الكلام أنا أتوقع أنه يعاني من مرض يمنعه من الزواج أو إنه متزوج وحدة أجنبية بس حرام راح تنظلم شادن معه به الزواج
كان زوجتيها فهد أحس أنه أحسن من عماد
سارة ياربي يعوضها بخير عن خالد ليش ماتزوجيها فهد
سؤال قدورة هل نهاية قصتك راح تكون سعيدة أو تعيسة على شادن وعماد بليز ردي علي

 
 

 

عرض البوم صور ana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملامح الحزن العتيق, الكاتبة اقدار, اقدار, رواية ملامح الحزن العتيق, رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبة اقدار, قصة ملامح الحزن العتيق
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t57962.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 26-11-10 12:07 AM
Untitled document This thread Refback 04-04-10 03:07 PM
ظ…ظ„ط§ظ…ط­ ط§ظ„ط­ط²ظ† ط§ظ„ط¹طھظٹظ‚ - ط§ظ„طµظپط­ط© 411 - ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³post1365743post1365 - Gturl Post #0 Refback 08-10-09 11:08 AM
Untitled document This thread Refback 24-07-09 11:04 PM
Untitled document This thread Refback 25-04-09 11:53 PM
Untitled document This thread Refback 25-04-09 03:33 PM
ظ…ظ„ط§ظ…ط­ ط§ظ„ط­ط²ظ† ط§ظ„ط¹طھظٹظ‚ - ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³ - Gturl This thread Refback 09-04-09 10:11 AM


الساعة الآن 09:22 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية