كاتب الموضوع :
اقدار
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
فصلٌ ثامن عشر ..
~~ احلامٌ مكسورة ~~
لحظة التقى فيها الأمل باليأس
واصطدم الرضا بالغضب
ونُفي القبول بالرفض
ليه الموضوع هذا بالذات كل ماقال فُرِج انكسر قبل مايفرح فيه ..
نزل فهد راسه وهو يسمع اعتراض مشاري بكل انفعال وعصبية ..
وابو مشاري يسكته ... بــ : ولـــد مالك كلمة بعد كلمتي واطلع برا لااشوفك في مجلسي .
رد ابو فهد بتعقل وزرانة رجل في الخمسين له خبرة وحنكة في الحياة : ياابو مشاري .. اصبر وانا اخوك لاتستعجل هذا زواج مهوب عطية .. وولدك محد(ن) يلومه وانا اخوك .. اخذ راي بنتك ، وشاور اهلك ، واسألوا عن ولدنا ، ثم ردوا لنا خبر ، تلفونات عيالنا عندكم وتعرفون دربنا لابغيتونا .
وقف الكلام بالحلوق ..
وجمد مشاري بذهول وندم وخوف من العواقب ..
وفهد متفاجيء ومتلعثم ..
مابين رفضه للي يصير ويأسه من السالفة كلها ..!
ونايف على وجهه علامات الضيق والقهر .
لحظات مرت والمجلس صامت ومذهول ..!
رفع فهد نظره لمشاري الباهت ومتشتت ومنزل نظره للأرض ..
واختنق كله بغصة قهر ..
المكان مزحوم بالربكه
وموقفه لايحسد عليه ..
وقف وهمس بــ : عن اذنكم .. اسمحوا لي .
طلع مو مكترث لردة فعل ابوه وعمه او تركه لمجلس الرجال ..
حس مشاري انه خسر فهد الرجل اللي محد ينكر موقفه وفضله عليهم بغض النظر عن رفقته وصحبته ..
وفز ولحقه .
تشبث بذراع فهد الصلد القوي قال : اصبر يافهد .. خلني افهمك .
سحب فهد يده بقوة من يد مشاري وتركها خاوية قال : كلامك وصل يامشاري .. ولك حق ترفض اذا منت شايفني مناسب لاختك وانا مو زعلان منك ولافي خاطري عليك شي .
حال مشاري بينه وبين البوابه لايطلع قال : اصبر يافهد اسمع مني ثم قول اللي تبي .
: ماعاد فيها كلام يامشاري ....
قاطعه مشاري بإلحاح : ارجوك يافهد اسمعني .
ازاحه فهد عن الباب بقوة ماقدر مشاري يتصدى لها ..
ومشى لسيارته شغلها وطلع من الحي كله بسرعه ..
رجع مشاري للمجلس خالي الوفاض واحساسه بالذنب عظيم ..
خسر زوج لاخته من افضل الشباب بنظره ..
وفقد احترام ابوه له ..
وضيع مستقبل اخته ..
جلس في مكانه وتفكيره يوديه ويجيبه والسوالف حوله بارده مالها طعم ..
نظرات نايف اللي تلومه تحرقه ..
وسوالف فواز وابو فهد بعيد عن الخطبه والزواج فاترة وكأن الملل اصابهم ..
وابوه وفرحته المبتورة ووجهه الباهت يزيده شقا وتعذيب ..
انتهت الزيارة على عكس ماتمنوا والوجوه مكفهرة وواجمه .
***
جالسين في المزرعه بعد ماصرف العمال واعطاهم اجازة ..
قالت بعفوية وهي تناظر المكان : تدري اش احلى شي في المزرعه .
حط عماد التكاية تحت ابطه ومدد رجوله وعيونه تاكل ملامحها ..
قال : وش .
رمت نظرها في انحاء المزرعه حتى ماتواجه عيونه قالت : بس لاتضحك عليّ .
ابتسم قال : قولي ماني ضاحك ..!
ردت وهي تستنشق ريحة الطين والعشب المبلول : ريحة الطين تنعشني .
طالعت فيه وابتسامته تتسع قالت : لاتضحك .
ضحك عماد بصوت عالي قال : آآآآه بس .. اذا ريحة الطين تنعشك ريحة عطرك تدوخني مو تنعش ..
اكتسى وجهها حمرة خجل وطالعت في الارض بحرج وحاولت تشغل نفسها بتجميع البيالات ولم السفرة ..
شافها مرتبكه وكأن المكان ضاق عليها وحب يغير الحوار بحوار اكثر جدية ..
عدل جلسته وربع رجوله قال : شادن .
رفعت له نظرها وطالعت فيه وهمست بـ : هلا مبحوحة وخجلانه .
سكت ثواني يناظرها وغاب في لحظ عيونها ..
قالت بربكه : عماد اصب لك شاهي ولا خلاص اشيله .
صحى من نشوة سكره قال بصوت بارد : ابي اسألك سؤال وجاوبيني .
ارتجفت شفايفها بـ : اسأل .. وخوفها انه يفتح مواضيع تخص زواجهم وتنهيه .
: علامك خايفه ..؟
رجعت خصلتها اللي عانقت جبينها وخدها ورى اذنها قالت بعد مابلعت ريقها باستغراب كاذب : خايفه ..؟ لا خايفه ولاشي ..!! بس انتظر اسألتك .
وجَّه نظره على وجهها بدقه قال : انا مااقدر اصدق انك ماتحسين بالظلم معي ؟
قاطعته بسرعه وخوف من انه يتمادى في الكلام هذا قالت باندفاع : كلامك هذا هو اللي يظلمني ... عماد لو سمحت .
: شادن .. شادن .. هدَّي اعصابك .. حنا قاعدين نسولف .
عقدت حواجبها قالت بحزم : ماابغى السوالف هذي .. بعدين انا عايشه معاك مرتاحه ومبسوطه ... عمري اشتكيت .؟
قاطعها وهو يعدل التكاية لجهته الثانية بتوتر قال : واذا مااشتكيتي يعني انك مرتاحه ..؟ بعدين وش يضمن لي انك مو عايشة معي بحكم الواجب والشفقه وولد عمتي ماابي اتخلا عنه ومن هالكلام .
حاولت تتكلم وسكتها وهو يستطرد : لاتستغربين كلامي .. تراني ادري انك عارفه اني مريض .
اعتلتها قشعريرة من المفاجأة وصدمة الكلام .. قال : ايه ادري لاتتفاجأين ولاتنفجعين .. بس اللي ماادري عنه انتي تدرين وشو مرضي ولا لا .
هزت راسها بإيه وهي تطالع في الأرض ..
قال : وتدرين انه خطير ومعدي وعلاجه صعب .
قالت بضعف وخوف : عماد مو خطير فيه ناس تشافوا منه .. وفيه ناس عاشوا حياتهم .
قاطعها وهو يرفع راسه ويطالعها : عاشوا حياتهم وهم مرضى ..؟
هزت راسها ودموعها تنذر بالهطول : عاشوا .. ودوروا على علاج .. سكتت ثواني وكملت بهمس خَجِل : وجابوا عيال كمان .
تنهد ومسد جبينه بإصبعين وقال بقلق واضح : هذاني دورت على علاج غير علاج المستشفيات اللي مانفعتني كله عشانك انتي .
على قد ماهي فرحانه انه بدا يكلمها بأموره الا انها حست ان صدرها يضيق لاحباطه قالت بتشجيع : وبتتشافى ان شاء الله .. عماد لازم تتأمل في الله خير .. جرب العلاج الجديد واستمر عليه ومابتخسر شي وانا راح اساعدك .. اذا تحب اقرأ عليك يومياً سورة البقرة وان شاء الله ربي مايخيبنا ..
غمض عيونه بقوة وفتحها وشتت نظره لبعيد قال : شادن تحسبين مرض الكبد سهل .. انا عندي فايروس بي وهذا يؤدي للسرطان اذا استمر نشط ... ابتسم بوجع وكمل : ماقد حللت ولقيته خامل دايما في حالة نشطه .. وتقولين علاج وتفاؤل وحياة .
اغرورقت عيونها بالدموع قالت : عماد خل املك بالله كبير .. الله يخليك لاتيأس .
قام وجلس على التكاية اللي بجنبها قال : ابيك تصيرين قوية .. عشان تواجهين حياتك وتختارين مصلحتك .. انا ماقلت لك هالكلام الا عشان تكونين على بيِّنه وهدى خاصة اني مااقدر اتركك من نفسي ، ابيك تعرفين الرجال اللي ربطتي مصيرك فيه وش بلاه وش يرده عنك وابيك تقررين حياتك بنفسك ..
فتحت شنطتها الصغيره وطلعت مناديل مسحت عيونها وخشمها وهي تنتفض قالت : انت عارف اني اخترتك من زمان وماعندي خيار ثاني ..
رفعت نظرها له بألم قالت : انت بتتعافى ياعماد ... بس لاتحاول تبعدني عنك الله يخليك .
نفسه يضمها ..
يلمها ويهدي قلبها ويطمنه ..
بس يطمنها بأيش ..
بالمستقبل معاه
ولا بالبعد اللي ماتبيه ولاترضاه ..
مسح على راسها مرتين وثلاث وكأنه يدور على الكلام اللي يناسب ..
بس وين الكلام وهو متبعثر معها ومتعثر بحاله ..!
قال بهمس : ارفعي راسك وطالعي فيني .. شادن انا من الحين بقولك .. الطبيب اللي رحت له في الاردن قال شهرين بالكثير وتبين النتيجه ..وانا بنتظر خمسة شهور ان مابانت نتيجه ..
قاطعته بانفعال وصوت مخنوق حاولت جاهده انه يبرز ويثبت : بانت ولا مابانت فيه شي اسمه تطعيمات .. سكتت وكملت بتجلد وجرأة : انا اخذت وحده وباقي ثنتين راح آخذها و اكمل حياتي معاك وتعيش معي غصباً عنك ..
الصدمه جمدته وسكتت الكلام ..
كملت بصوت جاد ومنفعل وفيه رجفة : عماد اذا ماتبغاني لاتتحجج بالمرض ..
جلس على الارض بجنبها ورفع راسها وطالع بعيونها اللي اختنق فيها الدمع وتحجر قال : متى اخذتيها ..؟
نزلت راسها للارض بحرج وهمست : لمن رحنا لجده ..!
لمن رحنا لجده ..؟؟
يعني يوم كانت منهارة ..!
يوم بكت بدل الدمع دم ..
يوم كانت تايهه وضايعه وماتدري وين تروح ولاوش تسوي ..
يوم كانت تقربني وانا اصد وابعد ..
يبيها ويبي قربها وصعبتها عليه الظروف ..
يحبها ويودها بس يخاف الزمن يقسى عليه اكثر ويفارقها مكره ومجبور ..
حست انه ضايع مابين معترض ومتقبل ..
نظره مشتته لبعيد وتفكيره محصور بشي تجهله ..
مدت يدها على يده وضمتها قالت : عماد .. الله يخليك تنسى سالفة النقل .. اذا انت تقدر تعيش بدوني انا مااقدر .
ضم على يدها بيده الثانية قال : البعد شر لابد منه ياشادن .. خلينا نبعد قبل لا ...
وقف الكلام بحلقه قبل يكمل واخذ نفس عميق قال : قومي خلينا نمشي .
هزت راسها بحاضر ولبست عبايتها ووقف هو يشيل الاغراض عنها ..
ركبت في السيارة وهي تدعي وتستجدي ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ) وكررت ( لاحول ولاقوة الا بالله ) مرات عدة لعلها تبعد الضيق عنها وتفرج همها ..
انتبهت وهو يركب بجنبها وملامحه جامده ونظراته تايهه ..
وقف بنص الطريق وهو يشوف العنود جايتهم تجري ووقف لها وهو يطالع في شادن قال : جات بنت لافي الله يكفيني شرها ..؟
ردت شادن بضحكه وعفوية مصطنعه تحاول تغير بها الجو المكتئب .
: لاتخاف مامعاها رسايل .
التفت لها متفاجيء قال : انا ولد ابوي ... حتى هذي عرفتيها .. اجل وش بقى ماعرفتي ..؟
وصلت العنود ناحية شادن وفتحت لها شادن الشباك قالت بابتسامه واسعه : يا هلا يالعنود تبغين شي حبيبتي .
ردت العنود وهي تلهث : ابلا بعلمتس .. نوف اختي بتجي بكرة مع رجلها حمود وامي تقول بنسوي لهم عشا ابلا تكفييييين تعالي عندنا اذا نوف جات .
قالت شادن بضحكة ماقدرت تخفيها : هههههههههههه ياقلبي ان شاء الله اذا قدرت راح اجي .
اخذت نفس عميق وقالت بصوت حاولت انه مايوصل لعماد : ابلا انا اخذت حجرة نوف وكتبت على الباب حقها بالفحم غرفة العنود لافي ال.....
فتحت شادن عيونها وضحكت من العنود وبراءتها وسذاجتها قالت : خلاص حبيبتي اذا جيتك اشوفه .. ارجعي للبيت والبسي شي في رجولك عشان ماتتعورين .
رفعت العنود رجالها وطالعت في باطن قدمها قالت : عادي ماتعورني .
: طيب ارجعي الحين لبيتكم .
راحت العنود .. والتفتت شادن لعماد وهو شارد النظر لبعيد ..
قالت شادن : يالله نمشي ترى البنت راحت .
طالع فيها بنظره جادّة قال : تدرين عن سوالف اختها وساكته .!!
ردت عليه بجدية اكثر : لو اني شايفه منك شي ماراح اسكت ... بس اللي شفته منك وسمعته يخليني احترمك واقدرك .
زم شفايفه وحرك سيارته متوجه لبيته وهو يحسها تقيده بوثاق غليط ..
تحتويه وتغلق جميع منافذ الخروج من حصارها ..!
***
في غرفتها ..!
على نور الأبجورة الخافت
وقفت على الشباك اللي زجاجه يعكس النور ..
تأملت الشوارع بصخبها ..
اضاءات اعمدة الكهرباء وانوار السيارات والمحلات التجارية ..
هنا حياة وشعور واحساس بالدنيا ..
تذكرت كلام شادن وهي تسولف لخلود " الجو هنا في الديرة هدوء عكس الازعاج في جده "
تنفست وهي تقول بصمت أي ازعاج ياشادن ..
آآه بس لو اعيش هنا طول عمري واروح لاهلي زايرة وارجع ..
سكرت الستارة واضاءت نور الغرفه وراحت لأكياس الأغراض اللي اشترتها هي وحمود من الجامعه مول ..
حطت هدايا العنود لوحدها ..
وهدايا نورة اللي اختارتها بذوق يناسب نورة ..!
وهدايا امها وعمتها ام حمود وخوات حمود مع بعض ..
تخيلت ردة فعل العنود من اللي جابته لها وردة فعل امها ونورة يوم تسولف لهم عن حياتها اللي عاشتها في جده ..
عن البحر وكبره .. والاسواق والمطاعم اللي كانت تسمع عنها من زميلاتها ومسلسلات القناة الأولى ..!
والأهم عن الحرم يوم زارته مرتين واعتمرت وصلَّت فيه ورى الشيخ السديس والشيخ الشريم ..
سمعت اصواتهم حقيقه مو بس في الاشرطه والراديو والتلفزيون ..
وقع نظرها على الكيس اللي اعطاه اياها حمود وقال لها انه هدية منه ..
ماهمها حمود بقدر ماهمتها الهدية ووش هي بالضبط ..
حمود في حياتها كرت عبور لدنيا ثانية ..
ورقة رابحه كانت غافلة عنها بتوريها عالم جديد ومختلف ولايمكن تفرط فيها بسهولة ..
لكن حمود كشخص وزوج في حياتها مارغبته ابداً ولا استهواه قلبها رغم انها ماتكرهه ولاتحقد عليه ..!!!
فتحت عيونها وصكت وجهها بيدنها بخجل ..
وش هاللبس ..
ياويلي ان لبسته ..
رفعت راسها لحمود اللي دخل عليها فجأة وقال وعلى وجهه ابتسامه واسعه : نوف .. قومي البسيه .
حاولت تعترض بس كان حمود اسرع منها وحسم الموضوع وهو يقول بلهجة رجا : قولي لي طيب وعلى امرك ولاتعارضين .. ترى مايجوز تردين رجلتس .
صح مايجوز تعارضه وتقول له لا ..
هذا اللي حفظته بعد من امها وخالاتها ..
تقديس الزوج وتلبية رغبته واتباع امره واجب لايمكن التخاذل فيه ..
قامت مكرهه ووقفت على المراية وقاسته على جسمها
مو قصير بس شفاف .
اشوا ان عليه روب طويل وساتر .
ابتسمت وهي تتذكر انها قد شافت مثل هالموديل على ممثله ..
قال : انا بدخل الحمام ابي اطلع الاقيتس لابسته .
دخل الحمام ولبسته بسرعة قصوى ولبست الروب عليه واحكمت رباطه ووقفت تتأمل نفسها على المراية .
مرت دقايق مو طويله وخرج حمود ..
تأملها وهي واقفه على المراية وعلى وجهها ابتسامه احيت ملامحها ..
وجهها خالي من أي مزينات ..
هو نفسه وجهها اللي عشقه من صغره ..
رغم انها مو جميله لدرجة الفتنه ولفت النظر الا انها عاجبته ويحب ملامحها ..
غمض عيونه وهو يحمد ربه مية مرة انها معاه وحلاله ..
انها صارت من نصيبه بعد جهد جهيد ومحاولات عديدة ..!
قرب منها ولف يده بعفويه مصطنعه حول خصرها والتفت لوجهها ودقق فيه من قرب ..
شافها مغمضه عيونها ، خجل ، ورفض ، واعتراض ..
بس ..!!! ماباليد حيله ولاتقدر تعترض ..
قال بهمس : علامتس كل ماقربت منتس خفتي تراني وش حليلي مااروع .
علا صدرها وهبط بتنهيده معبره عن اعتراضها لقربه قالت بأسى : موب خايفه منك ... بس انا ...
: انتي وشو ..؟
: مدري علامي .
هو يدري وش فيها ..
كانت رافضته لأنها ماتبيه
اخذته غصيبه ..
وما حبته ..
طول الفترة اللي راحت وهي تلهي نفسها بالتمشيات والأسواق والمشاغل والدنيا اللي ماشافتها ..
لكنه طموح وعزيمته قوية للوصول لقلبها ..
مسك يدها وقرب فمه من اذنها وهمس : انتي ماتدرين وش كثر غلاتس عندي .
نزلت نظرها للأرض قالت مغيرة الموضوع : بكرة بنرجع للديرة ..!
وكأنها تثبت له ان سعادتها بوجودها هنا مو بوجودها معه .
قال بلطف وحنان : كلها كم شهر وننقل للطايف ونفتك من الديرة .. ولا ماودتس تنقلين معي .
صدمه اخرستها
ومفاجأة ماكانت على البال ولا الخاطر ..
اذهلتها لدرجة الشلل والجمود ..
طالعت فيه بفرح مندهش ..
واكتفت بالنظرة تسأل اذا هو صادق ولا يستهبل عليها ..
جلسها على السرير وجلس بجنبها ..
قال وهو يسحب خصله من شعرها ويلفها على الصبعه السبابه وعلى وجهه ابتسامة حب :تحسبيني يانوف اقدر اداوم واخليتس في الديرة ... الله يصبرني لين تنقلين معي بس .
سكت ولفها عليه وكمل وعيونه تاكل ملامحها وجسدها
دفنها بحضنه ولمها بيدينه وهي تنصاع له بعطا مقابل عطا ..
***
نزلت بعكازها بمشية شبه مختله مع الدرج ..
ووقفت بمكانها بمنتصف الدرج على صوت ابوها الصارخ واللي انهال على مشاري بالسب والشتم : فشلتني .. كسرت كلمتي .. طيحت وجهي بين الرجال .. هذا وانت ولدي اللي اشد حزامي فيك .. ضيعت نصيب اختك . حسبي الله عليك من ولد .
رد مشاري بمحاولة منه لامتصاص غضب ابوه الثاير : يبه هد اعصابك الله يخليك ومالك الا اللي يرضيك .. انا اعتذرت من الرجال وقلت له قصدي من كلامي .
: قصدك في عينك ... تكسر كلمتي وتقول قصدي وماقصدي .
فتح ابو مشاري زراير ثوبه العلوية وهو يقول : جيبي لي مويه ياام مشاري .
فزت ام مشاري بسرعه للمطبخ ومشاري يطالع في ابوه الباهت ومتجهم ..
قال بخوف : يبه تحس بشي .
بلع ابوه ريقه بتعب واضح ورمى شماغه على الكنب وجلس بتعب ..
وصلته ام مشاري بكاسة المويه وشرب نصها دفعه وحده قال : ولدك هذا بيجيب لي امراض الدنيا .
جثى مشاري على الارض واخذ يد ابوه وباسها وهو يقول : اعصابك يبه .. سامحني انا والله ماقصدت ازعلك ولا اكسر كلمتك بس الموضوع يحتاج تروي اسبوع على الاقل تفكر فيه سارة من حقها يبه توافق او ترفض .
ردت ام مشاري وهي تمسد كتف زوجها الهادر غضب : ابو مشاري هد اعصابك الله يرضى عليك .. ترى الامور ماتستاهل ومشاري ماغلط .. يبغى مصلحة اخته .
عقد حواجبه قال بتعب : يعني انا ماابغى مصلحتها ..؟ لو يبغى مصلحتها كان وافقني على كلامي ولاَّ سكت وما زعل الناس مني . انا عارف ان سارة ماراح توافق وهذي نفسيتها وانا احاول اطلع بنتي من حزنها وانتي واقفه في صفه .
كمل كاسة المويه وشرب نصفها الباقي جرعه وحده قال بندم : الرجال هذا من يوم شفته وانا اتمناه لبنتي ... وولدك ياام مشاري خرب عليّ فرحتي .
كان الكلام الغاز ..
بس الحين اتضح لها وفهمت معناه ..
نزلت بحذر واتجهت الانظار لها بعد ماسمعوا صوت دق عكازها على الأرضيه الرخام ..
قالت : يبه انا موافقه .
مرت ثواني صامته وسط الذهول ..
ابتسمت وكملت : مو انتوا راضين عنه .. خلاص انا موافقه .
تنفس ابوها بارتياح وفتح لها يده بمعنى تعالي في حضني ..
جات لابوها وجلست بجنبه وسلمت على راسه قالت : يبه انا عارفه انك تبغى مصلحتي وعارفه انك انقرصت من تجربتي الأولى ومستحيل تغامر مرة ثانية بحياتي ومستقبلي .
ضمها ابوها على صدره وسلم على راسها قال : هذي هي بنتي اللي تفهمني وتدور رضاي .. مو اخوك اللي بغى يجلطني عند الرجال .
كان مشاري يطالعها بعتب ..
لاتتسرعين فكري وخذي وقتك ..
انتي حتى ماتدرين من هو اللي وافقتي عليه .
ردت النظرة بنظرة مطمئنة واثقه ..
انا واثقه منك انت وابوي
لازم ارضي ابوي وافرح امي واعيش حياتي ..
وقف وطلع من البيت مشتت مايدري هو صح ولاخطأ ..
مايدري سارة صادقه ولاتكذب عليهم وتجاملهم ..
قالت ام مشاري : الله يوفقك يمه بس لاتستعجلين .. صلي الاستخارة واستخيري ربك .
قالت سارة وهي تشد على يد ابوها : حاضر بصليها وان شاء الله ربي يكتب لي الخيرة .. التفتت على ابوها وكملت : يبه الله يخليك لاتزعل من مشاري .
نزل ابوها راسه وهزه بقهر قال : احرجني في المجلس وكسر كلمتي وخرب عليّ فرحتي .
: خلاص يبه سامحه هو اكيد يبغى مصلحتي ... يبه الله يخليك لاتخرب عليه فرحته بزواجه .
رد ابوها وهو يسمع اذان المغرب ويوقف قال : انا مسامحه بس ابيه يحس بغلطه .. التفت لها وكمل : صلي الاستخارة وبكرة زي هالوقت ان شاء الله اشوفك راضيه .
وقفت سارة وعكازها في يدها ..
توجهت للدرج على نية انها تروح لغرفتها
وتصلي فرضها ثم تشاور ربها ..
هو ملاذها وقت الشدة ..
هو اللي نزع خالد من قلبها ومشاعرها يوم لجأت له ..
هو اللي اعانها على حزنها ومصابها اللي ماتقوى على حمله ا لجبال ..
هو اللي بيطمن قلبها
سواء رفضت ولا وافقت
من تجاربها معه ماقد خيبها ..!
واليوم ناصيته من اجل رضى ابوها وفرحة قلب امها ..
***
يوم ثاني ..
مرت على عماد في مكتبه وشافته منشغل مابين اللاب توب واوراق وملفات على المكتب ..
دقت الباب ودخلت رفع لها نظره واعاده لشغله ..
قال : ليتك جبتي لي معك شاهي ولا قهوة .
وقفت عنده قالت : سويت قهوة وحطيتها عند عمي وجدتي ... انت عارف ان عماني رجعوا .
رد عليها وهو منشغل مابين القلم والكيبورد : ايه عارف قابلتهم في المسجد !
: اش قالوا ..؟
: ابو مشاري وافق بس حاسهم مشاري يقول البنت لازم تاخذ وقتها ومن هالكلام وفهد زعل وطلع وهم رجعوا على نية ان ابو مشاري بيرد عليهم هاليومين .
: ممم الله يكتب لهم اللي فيه خير .. طيب تعال تقهوى مع جدتي وعمي .
لمحها بطرف عينه وهي حاطه الجلال على اكتافها ولامه شعرها بشباصة ووعيونها مزينه بكحل داخلي وشفايفها تلمع بقلوس لحمي ..
رد عيونه لجهازه قال : روحي جيبي لي شي اشربه .
: ماحتيجي تتقهوى معانا ..؟
: لا عندي شغل مااقدر اتركه ..
رجعت وهي زامة شفايفها قالت : بجيب لك قهوة تراها كويسه عشانك .
طالع فيها ورمى القلم من يده على المكتب قال : شادن .
رجعت ووقفت مقابلة له عند المكتب قالت : نعم .
: وش بغيتي يوم جيتي وقلبتيني فوق تحت .
ابتسمت باستغراب قالت : هااا ..؟ اش سويت انا ..؟
وقف وهو يقلدها : هااا ..؟ اش سويت انا ..؟ عدل صوته وكمل بهدوء جاد : ماسويتي الا الخير بس وش بغيتي اكيد ماجيتي عشان تسألين عن خوالي ..؟
: مممم بصراحه كنت ابغى جوالك بكلم امي وسارة ابغى اعرف اش رايها ..!
رجع لدرج مكتبه اخذ جواله وفتحه ومده عليها هو يقول : وبس ..! الجوال وراعيه تحت امرك .. كم عندنا من شادن .. خذي وكلمي اللي تبين .
اخذته من يده وهي تهمس بشكراً خجوله ..
قال : بالله اقنعيها ترى فهد رجال وينحط على اليمنى .
ابتسمت ملامحها وقالت بدلع عفوي : اقنعها بس على مسؤوليتك انت ..؟
رفع حاجبه وكأن حركتها نرفزته قال : ايه على مسؤوليتي ... يالله روحي كلميها بس قبل سوي لي نسكافيه .
هزت راسها وابتسامتها على وجهها وطلعت من عنده .
وهو رجع لجهازه وشغله يدور اللي يشغله ويبعده قدر الامكان عن التفكير فيها او في نفسه .
***
جالس في الشركه يكمل الشغل بعد ماانصرفوا الموظفين ..
انتبه لجواله يدق وشاف اسم مشاري .
ضم على الجوال بحنق وكلام مشاري امس يرن في اذنه ...
وقف الرنين وسرعان مابدا مرة ثانية ..
قفل الملف اللي قدامه ووقف وطلع من المكتب بملل وجواله لساته يدق ..
طلع من الشركة وركب سيارته من دون مايهتم لمشاري واتصاله
وش عنده ..؟
بيعتذر من جديد ..!
ماابي له عذر ..
يبي يبرر ..؟
ماابي اسمع له تبرير ..
دق جواله من جديد ورد لأن المتصل نايف ولد عمه ..
رد عليه بملل : هلا .
: هلا بك .. السلام عليكم .
: عليكم السلام وش تبي ..؟
: لااااه اش فيه المزاج ..؟
: اش بعينك .. نعنبو ابليسك رجال طول في عرض ماتعرف تقول وش ..؟
: وش بعينك انت .. لهجتي وماني مغيرها عشانك ..؟
: مااقول غير خسارة منال فيك ...
قاطعه نايف بحده : انا اللي مااقول الا خسارة سارة فيك والشرهه مو عليك عليّ انا اللي ببشرك ان البنت وافقت .
سكت فهد ثواني ..
ماتوقع انها توافق بسهوله او حتى انها توافق ولو بعد امد ..
قال مبعد شكوك نايف ان سكوته صدمه او فرح : وافقت على وشو ..؟
: وافقت على جدي ... يعني على من بالله ..!
: انت شكلك تستهبل .. الموضوع منتهي من امس ..
رد نايف بعصبيه ومتفاجيء : اييييييييييييييش ..؟
: ايه منتهي .. انا موب ملطشه على كيف مشاري شوي يقول لا وبعده يجي يقول خلاص تعال .
: هييييييي فهد .. صاحي انت ولا مجنون .
: مالك شغل وعرس بطلنا .. ماعاد نبي نعرس ..!
: لاوالله ..؟ على كيفك الدعوة ... تسحب عماني وتجي تخطب من الرجال والحين ...
قاطعه فهد : والحين الموضوع منتهي ومع السلامه ولاعاد تفتح السالفه هذي معي ..
قفل في وجه نايف بدون مايسمع منه أي كلمه ..
دق نايف عليه مرة ثانية وثالثه وهو مطنش وماسك الطريق اللي يودي للبحر ..
المكان اللي خطر في باله بعد زخم الافكار اللي تحاشرت في ذهنه ..
ابيها ..؟
ايه ابيها ولا ابي غيرها ..!
طيب البنت وافقت ..!
بس مشاري امس اهانني وجرحني في مجلسه .
اعتذر وقال لك وش يقصد ومعاه حق ..
خله يتعلم ان الغلط له نتيجه وجزا .
طيب وهي وش ذنبها ..!
صح وش ذنبها .. انا بعد وش ذنبي ..
سمع اصوات البواري على عليه من اتجاهات عدة وتجاوز شاحنه تمشي بنص الطريق بقدرة قادر ولولا عناية الله كان تسبب في حوادث كثيرة مو بس واحد .
التفت على واحد وهو يشتم ويخاصم من بعيد وثاني بجنبه يرميه بأبشع الكلام وثالث يأشر له بمعنى مجنون انت ولا شارب شي .
تعوذ من ابليس قبل لاينزل ويوقف الطريق كله ويقلبه هواش ومضاربات وكمل طريقه بقلق وتوتر وتضارب افكار وبعثرة مشاعر ..
***
قفلت من سارة والتفتت على شهد وهي تجري متوجهه لعماد في مكتبه .. قالت لعمتها اللي دخلت : ياهلا ياهلا .. وين الناس من متى ماشفناك .
سلمت فوزية على شادن وهي تقول بصوت واطي : عندكم ناس غثيثين واخاف ارتكب فيهم جنايه ..
ضحكت شادن قالت : تعالي عند جدتي وعمي وليلى في غرفة جدتي انا بودي جوال عماد وارجع لك ..
راحت فوزية لغرفة امها ودخلت شادن لمكتب عماد وهو يسولف مع شهد الجالسه قدامه على المكتب ..
قال وهو معقد حواجبه : العنود متى كبرت وهي امس تسابق الريح من بيت لبيت .
لوت فمها قالت : خلاص البارحه في الليل صارت كبيرة ..
: ههههههههههههههههههه وانتي وش دراتس .
: هي جات عندنا وقالت لي خلاص صارت كبيرة واخذت غرفة اختها المديرة هذيك نووف اللي كانت تقزك مع الشباك وودوها لمسفر عشان يطلع الجني حقها .
قاطعها : خلاص قومي لامتس وفكيني من الكلام هذا .. ولا عاد اسمعتس تتكلمين في الناس ثم ازعل منتس ..
نزلها من فوق المكتب وهي تقول : والله ياعماد ماكذبت عليها حتى اسأل العنود .
رد بتحذير : الكلام في الناس مايجوز ربي مايرضى علينا .
شهقت شهد قالت : خلاص آسفه ياربي .
طلعت من المكتب تاركه شادن وعماد وراها يضحكون ..
تقدمت شادن ومدت الجوال على عماد وهي تقول : تفضل .. جزاك الله خير .. ترى نايف يسلم عليك ويقول لك كلمني ضروري ..
عدل جلسته على الكرسي العريض قال : وش يبي ماتدرين ..؟
: لا ماقال .. بس يقول يبغى يكلمك ضروري .
: زين اكلمه الحين .
اعطته ظهرها بتخرج وناداها : شادن لحظة ... التفتت عليه وكمل : وش قالت لك خويتك ؟ .
عدلت جلالها عليها قالت : خلاص .
رفع حاجبه قال بجديه مقاطعه : مااسمع شي ..
فتحت فمها بتعيد كلمتها وسبقها بـ : تعالي عندي هنا ..
اشر على مكان قدامه وكمل : وقولي لي وش صار ..؟
قربت من المكتب ووقفت مقابل له قالت : خلاص استخارت ..
رد وهو يطالع في السقف : مااسمع صوتك تعالي عندي .
رفعت صوتها بـ : اقول لك ..
قاطعها : مااسمع الا اذا جيتي هنا .
وقفت باحراج وعلى وجهها ضحكة خجل ولفت من ورى المكتب ووقفت عنده قال : ايوووه الحين اقدر اسمعك .. علميني وش قالت خويتك .
: خلاص وافقت بعد ماصلت الاستخارة .
مسك يدها اللي ارتجفت بوسط يده قال : وانتي صليتي الاستخارة ...؟
ردت بارتباك : ها ..؟ ليه ..؟ قصدي متى ..؟ مو فاهمه عليك ..!!
ضحك عماد بصوت مسموع وضم على يدها الناعمه قال : اقصد يوم وافقتي عليّ صليتي الاستخاره .
صدت بوجهها عنه بعتب قالت : صليت كثير قبل ماتجون عندنا .
: ايه وش كان رايك ..؟
طالعت فيه باستغراب وابتسامة واسعه وخجلة قالت : ماادري اش رايك انت .
: يعني راضيه وموافقه .
: اش تشوف .
طالع في جلالها على قميصها الوردي بأكمامه القصيرة وسحبه من عليها قال : اشوف ان هذا ماله داعي ليه لابسته وانتي في بيتك وماعندك اغراب ..؟
ضمت على يدينها وطالعت في الباب وراها قالت : مستحيه امشي كذا قدام عمي ..!
جمع الجلال بين يدينه وشد عليه وناظر في لاشيء وكل تفكيره محصور في اعجابه في سترها وخجلها وصبرها وحفظها له واحترامها وحبها .
مده عليها قال بجدية : الله يعين احمد على علته .. بالله ياشادن علميها الستر .
: لا الله يخليك ماابغى احتك فيها يكفي اني قلت لها كلمه نطت في وجهي خلتني اقصد واعني .. بعدين عمي الله يهديه صاير قاسي عليها كل شوي يكلفها بشغله وهي نص الشغل ماتعرفه .
توجه عماد بكرسيه للمكتب قال بلا مبالاه : خليه يربيها .. حرمته يبي لها سنع من زمان ...
فتح الدرج ورفع راسه لها قبل ماتخرج كأنه تذكر شي : الا صحيح شادن .. انا فاقد لي ورقة من هنا ماتدرين وينها لاتكون هذي داخله مكتبي تراني مااستبعد عليها شي .
وقفت مكانها وجهها تكسوه حمرة احراج قالت بحذر : لا محد دخل .. بسس .. ممم ..
:دام فيها بسس وامممم معناها انتي ..
ابتسمت بحرج قالت : بصراحه ايوه انا .. قرأت لي قصيدة مالها داعي واخذتها عندي .
قفل لاب توبه بهدوء ووقف وجا عندها ...
قبض على معصمها بقوة قال : مالها داعي ها ..؟ ليه مالها داعي ..؟
غمضت عيونها بقوة قالت : انت عارف ليه ..
: لا ماني عارف علميني ..!
ولما ماشاف منها رد ضحك بخبث وقال : اختاري اما تقولين ليه مالها داعي ولا وربي لاشيلك وألف بك البيت كله ..
فتحت عيونها بخوف ونظرها على الباب قالت : لا لا الله يخليك انا اقول لك .. بس سيب يدي .
ترك يدها وهو يقلدها : سيب يدي .. وكمل بصوته : هذاني سبت يدك يالله قولي .
تأملت مكان مسكة يده في معصمها وفي لمح البصر كانت خارج المكتب ..
دخلت غرفة جدتها وجلست بجنبها ..
قالت فوزية : علامك يالعنود ..؟
اخذت نفس سريع وهي تضحك قالت : استغفر الله خلوا العنود في حالها انتي وبنتك ..
وصلهم صوت عماد يلج بالمكان : ياولد تراني جيت .. نبي طريق لغرفة ام ناصر ياولد ..
ناداه احمد بصوت عالي : تعال مافيه احد ... التفت لشهد قال : شهودة روحي لليلى قولي عماد في غرفة جدتي لاتجين الحين .
دخل الغرفه واسفل ثوبه في يده ..
اول مااستقر نظره ابتسم بخبث قالت ام ناصر : تعال ياوليدي خذ لك فنجال قهوة .
جا وجلس بجنب شادن اللي صبت له فنجال قهوة ومدته عليه ومدت صحن التمر قالت بابتسامة انتصار : تفضل .
حك رقبته قال بصوت يسمعه الكل : زاد فضلك .. قومي روحي جيبي جوالي من المكتب بكلم اخوك .
عرفت وش هدفه قالت : ها ... لا لا مو لازم تكلمه الحين .
: ليش مو لازم مو قايل لك خليه يكلمني ضروري .. رفع حاجبه بتمثيل على الجالسين قال : عجلي تأخرت على الرجال .
قالت ام ناصر : ياوليدي شادن مافكت يدها من الشغل من يوم قامت من نومها .. خل فوزية تجيبه .
وقفت فوزية قالت : اجلسي والله مايجيبه الا انا .
عض على شفته السفلى ورشف من فنجاله قال لها بهمس : لاتحسبين انك بتفلتين .
قالت بذات الهمس : افلت من ايش ..؟
: من سؤالي .
: خلاص اجاوبك .
: اسمع ...!
: مالها داعي لأنها كئيبة .. ولأن فيها كلام يجيب المرض .
: لاوالله ..؟
شافت عمها لاهي مع فيصل وجدتها تذكر الله بصوت عالي وتسبح وتستغفر
وكملت وهي تعدل جلالها عليها : كمان عشان انا لزقة مامني فكه .
طلع ورقه من جيبه ومدها عليها قال : طيب شوفي هذي لها داعي ولا لا ..؟
اخذت الورقه وفتحتها وقرأت ..
ياقمر بالله قل لي من تكون ووش تكون
بعدما حيرت فكري ياقمرنا من دهاك
سافرت يمك حروفي بعد ظللها الجنون
وسلمتني لرمش عينك يتلاعب بي حلاك
وتهت بين الرمش مدري تهت مابين العيون
حسبها الله ياعيونك سببت لي ارتباك
جيت باوصفهم لقيت الوصف لايمكن يكون
لانهم فوق الوصوف وسرهم فيه الهلاك
حيرت شعري وفكري كيف باوصف سحر نون
هد ياقلبي دخيلك .... بعدما ربــي ابتلاك
طبقت الورقه وضمت عليها بيدها .. قال : ماقلتي لي .
هزت راسها بإحراج قالت : انت اللي تجاوب هالمرة .
دايماً تغلبه ..!
ولا مرة قدر يغلبها لابالكلام ولا الفعل ..
دخلت فوزية وجوال عماد الثريا في يدها ومدته على عماد اللي وقف فوراً وطلع من الغرفه بيكلم نايف ..
رجع لهم بعد دقايق وهو يضحك بقوة قال لشادن من بين ضحكه : قومي فيه حرمه عند الباب تبيك .
طالعت فيه بشك قال : اخذي فوزية معك ولا اقولكم خلكم هنا وانا اجيبها ..
طلع برا ورجع قال بضحكه مكبوته : جاتكم الضيفه استقبلوها .
دخلت عليهم الحرمة اللي طولها مايتجاوز المتر والكل تسمرت عيونه مذهول ..
تكلمت العنود من تحت البرقع والجلال : السلام عليكم .
حاولت فوزية تتماسك وخذلها الموقف وانفرطت من الضحك وبهيستريا ..
وقف احمد وطلع ولحق عماد وهو متماسك بملامح ضاحكه ..
ردت ام ناصر السلام وشادن ساكته وماسكة نفسها لاتضحك ..
قالت بلهجة شخص كبير : امي تسلم عليكم تقول الله يحييكم على العشا عندنا .
اخذت شادن نفس وطالعت في فوزية وهي حاطة المخده حقت امها بينها وبين العنود وتهتز من الضحك ..
تماسكت شادن قالت : نوف جات يالعنود . .؟
ردت العنود بنفس اللهجة وكأنها كبرت عشر سنين على عمرها : ايه اليوم جو وتغدوا عند عمي غازي .. وعشاهم الليله عندنا .
دخلت ليلى الغرفه وناظرت في العنود بنص عين قالت : بسم الله الرحمن الرحيم .
دنقت العنود براسها منحرجة من لهجة ليلى المصدومه ..
قالت ام ناصر تشجع العنود : هذي العنود بنت لافي البنت السنعه اللي تطيع امها وتسمع كلامها ..
دخلت شهد وشهقت وهي تشوف العنود برجولها الحافية وبرقعها وجلالها قالت : العنوووووووود خلااص كبرتي ..؟
ضحكت العنود قالت : ايه كبرت .
قالت فوزية بعد ماهدت نوبة ضحكها : العنود نوف شافت برقعتس .
ردت العنود ببراءة : لا ماشافته .. شوي تجي وتشوفه .
قالت فوزية بصوت واطي : عز الله بتكسر رقبتك .. رفعت صوتها موجهته للعنود وكملت : خلاص ياشاطرة سلمي لنا على امك قولي ان شاء الله نجي اذا قدرنا .
طلعت العنود بصحبة شهد اللي تناظرها بقهر لأنها كبرت وسبقتها لحياة تتمناها وتنتظرها .
***
جالسه بين امها ونورة ..
وتحكي وتشرح وتسهب في الوصف ..
قالت نورة لنوف : ها يانوف عساتس مبسوطه مع حمود .
ردت نوف بامتنان : الحمد لله رب العالمين .. من بعد مارحت للحرم واعتمرت وانا احس ان حمل ثقيل انزاح من فوق صدري . احس اني تعافيت من ضيقة الخلق .
قالت امها : يابنيتي ماخاب من توجه لربه ..
طلعت جوالها تفرجهم على الصور بعد ما صارت تتقن استخدامه ..
ورتهم البحر ونافورة الملك فهد .. والمطاعم والاسواق والشوارع والسيارات . . وعروض الألعاب الناريه اللي صادفتها في احد المنتزهات على الكورنيش .. كل الأماكن اللي زارتها كانت تصورها عشانهم .. تبيهم يشوفون اللي شافته .. وكل شوي تجيب طاري حمود ووش قال لها عن المكان اللي يروحون له .
نادى لافي ام نوف وقامت له تلبيه واستغلت نورة الوقت قالت بهمس : ماقلت لتس ان حمود طيب وينحب .
لوت نوف فمها قالت : هو ابن حلال وماقصر معي ويدور رضاي بس انا مدري وش فيني .
فتحت نورة عيونها بتحذير قالت نوف تطمنها : لايروح بالتس بعيد .. مافكرت في غيره من يوم اخذته .. اصلاً انا عرفت يانورة ليش كنت افكر في .. في .. في هذاك ... كنت ابيه يطلعني ويوريني الدنيا .. من يوم عرفت السبب وانا ناسيته الحمد لله ... بس ماادري ليش ماقدرت احب حمود ... انا مااكرهه بس ماقدرت احبه .
ابتسمت نورة لاختها قالت : مع الوقت بتحبينه يانوف وتذكري كلامي .. اصلاً الحب مايجي الا بالعشرة لاتستعجلين اهم شي انتس ماتفكرين في غيره .
: الله لايقول اني افكر بغير رجلي .
دارت عيون نوف في المكان قالت بحماس : العنود وين راحت تراني جايبة لها هدايا وش كثرها .
ردت نورة : قبل شوي هنا ترزز ببرقع امي وجلالها .
رجعت امهم جلست وحطت امها يدها على راسها وهي تشوف العنود تدخل عليهم جاية من برا ..
قالت : يافضيحتي من هالبنت .. رفعت صوتها موجهته للعنود : من وين جيتي الله لايحييتس .
رمت العنود برقعها وهي تشوف جوال نوف بحماس ..
قالت : رحت .. رحت .. طالعت في نوف بخوف ايه ايه .. رحت برا ورجعت .
قالت امها بلوم : انا ماقلت لتس روحي اعزمي ام ناصر وبنتها وحريم عيالها .
قالت بخوف : عزمتهم يمه .
شهقت نورة وخبطتها على كتفها بقوة : رحتي بالبرقع الله يفشل عدوتس .
قالت نوف : فكونا من العنود وتعالوا اوريكم هداياكم ..
كانت العنود تراقب الاكياس ونوف توزع لامها اقمشه فاخرة وتولة وخاتم ذهب .. ثم لنورة عطر وعلبة مكياج واكسسوارات مشكلة .. ..
خايفه ان نوف ماجابت لها..
نوف ماتحبها وياما ضربتها وهزأتها وخاصمتها ..
رفعت نوف الكيس الكبير قالت : هذا حق العنود ..
بلعت ريقها تنتظر ..
دبدوب ..
عروسة ..
عيونها مفتوحه وهي تاخذ الهدايا وكأنه حلم تبي تتمسك فيه حتى يكون واقع ..
ضحكت نوف قالت : اصبري باقي اهم شي ..
راقبت الكيس تنتظر المفاجأة الثالثه او بالأحرى الحلم الثالث ..
فستان ابيض ونفاش ..
قالت نوف : هذا حق العيد .
شرقت العنود وحكت بقوة وهي تجمع اشياءها الثمينه ..
قالت نورة بضحكه : هيييييي تعوذي من ابليس الفرحه لاتوقف قلبتس .
ردت العنود بدون شعور او تركيز : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم ..( قل هو الله احد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد ) .
انفجروا امها واخواتها بالضحك .. وضحكت تجاريهم والفرح يرقص بداخلها ويغني ..!
***
بعد اسبوع ..!
جالس في شقة عماد وياكل فاكهه ..!
الريموت في يده وهو ينتقل من قناة لأخرى ..!
رمى الريموت بملل واخذ جواله فتحه وقرأ الرسالة للمرة الألف ..!
صحيح ان عماد وبخه ولامه وخلاه يندم على قراره ..
بس الرسالة زلزلت كيانه ..
قلبته وخلته يندم ويحس بصغر نفسه وتهوره ..
يمكن لولاها كان ماطل وتباطأ لين يرد اعتباره بعد ماحس ان مشاري اهانه ..!
انتبه لعماد اللي توه صحى من نومه ودخل للمطبخ على طول ..
قفل فهد جواله ولحق عماد للمطبخ
: السلام عليكم .
رد عماد وهو يحط في الابريق الصغير نعناع ويصب عليه مويه ويحطه على النار : عليكم السلام .. كلمت مشاري ولا لا .
: كلمت ابوه وقلت اني سويت الفحص ..
قال عماد بلهجة حاده : حدد الملكه معه خلنا نخلص من موضوعك .. خالي يوم درى عن هبالك ارتفع عنده السكر لولا عناية ربي ورحمته ولا يمدي صار له شي .
جهز عسل في كوب كبير وصب مغلي النعناع عليه وكمل وفهد ساكت
: الله يهديك بس .. ماتعرف تحكم عقلك وتوزن الامور وتقيسها من جميع النواحي .
رمى فهد قشرة الموز في السلة قال : انت تعرفني متهور .
: اذا انت متهور وش خليت لخالد اخوك ..
صح انا متهور ..!
بغيت اكون سبب في صدمة جديدة لها ..!
قال : انا بطلع للديرة الحين بتفق مع ابوي على موعد الملكه قبل مااعطي الرجال كلمة .
عدى عماد من عنده للصاله قال : اتفق مع الرجال على العيد الثاني خالي يبيك تملك اليوم قبل بكرة !
: بس لاتنسى عرس مشاري العيد الثالث .
: ازين ملكوا قبل مايسافر اخوها .
هز فهد راسه وراح لبس ثوبه واخذ شماغه على نية انه يمر ابومشاري ويمشي من عنده للديرة ..
***
جالسة بين جدتها الثايرة لغياب عماد وعمها احمد ..!
فضحها تفكيرها وشرودها والكل يرجع السبب لغياب عماد ..
وجدتها ساخطه عليه لأنه في نظرها سبب ضيقها ..!
ناظرت في عمها وهو مركز نظره في التلفزيون ..
محد يدري اذا هو مع التلفزيون ولا لا ..!
من الظلم انه يعيش على عماه ولا يدري من الانسانه اللي تعاشره ولا كيف تفكيرها ..!
لوسكتت فهي شيطان اخرس وخاينه ..!
ولو تكلمت يمكن تسبب مصيبه وكارثة ...
محتاره وتايهه ..
تعلم ولا تسكت ..!
تكتفي بالابتعاد وعدم التدخل في حياة الآخرين ولا تفتح عيون عمها على حقيقة زوجته ...
تنتظر عماد وتقول له ولا تقول لفوزية
ولا تحسم الموضوع وتقول لاحمد ..!
هي اضعف من انها تواجه احمد وتبلغه الحقيقه المرة عن زوجته ..
ماتعرفه زين ..
تخاف انه متهور ومتسرع وعصبي جداً ..
دخلت عليهم فوزية وعلى وجهها ابتسامه وقطعت حبل افكارها اللي مافارق عمها وحياته ..!
سلمت عليهم قالت : يدينكم على البشارة ..!
ردت ام ناصر : الله يجعله خير ..!
قالت شادن محزرة : زواج فهد ..!!
هزت فوزية راسها بمعنى لا قالت : زواج فهد صار خبر بايت ..
قال احمد بضيق : اعجلي قولي وش عندتس مو رايقين لتس .
طلعت جوالها وأضاءت شاشته قالت : طالعوا .
في البداية محد استوعب لكن صرخة ليلى اللي فرحتها بتشغيل الابراج اكبر من فرحة الباقين عرفتهم ببشارة فوزية : اشتغل الجوال .
رمقتها فوزية بطرف عينها وباسلوب ساخر قالت : ايه ابشرك اشتغل .
سكتت ليلى ونظرتها على احمد خشية انه يكون فهم من تلميح فوزية شي .
قالت ام ناصر : ليت الماخوذ يشتغل عشان اتطمن على عيالي ..
طالعت في احمد قالت : ها قوم دق لي على عماد ابي اكلمه . .
فزت شادن وشبكت يدينها بخجل قالت : جدتي خليني ادق عليه انا .. ابغى افاجئه .
طالعت ليلى فيها بنظرة مليانه غرابه وممزوجه بسخرية او استخفاف قالت : يعني بتثبتين لنا انك راضية عنه .
رفعت شادن حاجبها قالت : وليه ماارضى عنه ..؟
ردت ليلى : بصراحة اللي يشوفكم يقول مو متزوجين وماكملتوا سنه وانتوا ماتشوفون بعض الا في الشهر اسبوع .. عاد بعد خمس سنين وش بتسوون .
قالت شادن ببرود وبمغزى مقصود : بعد خمس سنين بندخل عيالنا للروضة ان شاء الله .
صحيح اللي يسمعها بيقول انها تتشمت ..
وصحيح انها ممكن ماتكمل حياتها مع عماد ومايجيهم عيال ..
وصحيح انها جرحت احمد ..
بس مصيرهم يعرفون انها ماقصدت تجرح احمد ..
وان لها غرض ومقصد ...
قالت ليلى باستغراب : احد يفكر بالعيال في بداية زواجه .
: والله اهم شي نتفق انا وياه نجيب ولا مانجيب .
تكلم احمد بعصبيه قال : اسكتي ياليلى ولا والله ماتعدي ليلتس على خير .
ردت شادن ببرود : عمي انا آسفة بس احياناً فيه اشياء تجبرنا على قسوة الكلام .
مافهم وش تقصد بس اللي يعرفه ان شادن عاقلة وماتطلع منها الزلة ..!
وقفت ليلى قالت : اصلاً من يوم جيت هنا وانا ولا ليلة عدت عليّ على خير .
قالت ام ناصر : لاحول ولاقوة الا بالله ، يهديتس الله ، يهديتس الله .
سكتت ليلى ودخلت غرفتها المجاورة لغرفة ام ناصر وسكرت بابها بقوة ..
قالت فوزية : هي علامها ..؟
رد احمد بسخرية واضحه : علامها يعني .. ليلى من يوم سافرت صارت هاي ماتتحمل تعيش في قريه وتعاشر ناس جهله ومتخلفين .
قالت ام ناصر بلوم : ياوليدي ليلى غدت ( اصبحت ) مثل البدوية اللي ترعى غنم اهلها واعرست ، اخذت لها واحد مهوب بدوي ويوم جات لاهلها زايرة وشافت الغنم قالت : ياربيييه وش هاالسوادات اللي في روسها عوادات مااعرفها .
ضحكت فوزية وشادن مو فاهمه من الكلام الا نصه ..!
قالت فوزية : شادن فهمتي شي ..؟
هزت راسها بلا قالت : فهمت نصه .
ردت فوزية : السوادات تقصد الغنم اللي لونها اسود .. اما العوادات فهي قرون الغنم تشبه الاعواد ..
ابتسمت شادن وماحبت تضحك على ليلى عشان ماتجرح احمد اكثر ..
قال احمد لشادن بصوت منخفض وجاد : شادن قومي دقي على عماد قولي له يجيب لي معه جهاز جوال جديد على ذوقه .
قالت فوزية : ليش ..؟
رد : ليلى تقول ان جهازها مكسور وابلشتني تطلبه ليل ونهار .
تبادلوا شادن وفوزية النظرات وانسحبت شادن لفوق متحاشية الخوض في شي يخص ليلى اكثر من اللي صار قبل شوي ..!
***
في طريقه لبيت اهله واللي يمر بجنب ملعب الكورة اللي يجتمعون فيه عيال القرية ..
عقد حواجبه وعيونه يتطاير منها الشرر وهو يشوف خالد اخوه يسحب نفس عميق من سيجارة دخان ..
وقف فهد السيارة ونزل منها وهو بحالة ر عب وغضب عارم ..
آخر شي توقعه وتمناه خالد انه يشوف هالانسان ..
لو ابوه كان ارحم ..
لو بندر كان اخف ..
لكن فهد ..!!!
فر يجري لوجهة تبعده عن فهد وتوصله لموطن امان ..!
رجع فهد للبيت وهو يزمجر ويهدد ويسب ويتوعد ..!
والتفت على خالد اللي دخل من باب قسم الرجال وتوجه لغرفته وقبل مايوصد بابها كان له فهد بالمرصاد .
اقرب شي له يفش غله فيه ويسنعه ويتوبه ويصحي قلبه هو العقال ..
احياناً الضرب وسيلة للتربيه ..
وأحياناً يكون سبيل للخوض في الخطأ من جديد وبتحدي وعناد .
لكن ضرب خالد بيد فهد وعقاله كفيل انه يحرم طاري اصحاب السوء
كفيل انه يصحيه ويوعي قلبه ..!
كفيل انه يخليه يتوب التوبه اللي مابعدها رجعه للخطأ لأن العقاب مو سهل ابداً ..
كان يصرخ بين يدينه والعقال يلطم كل منطقه في جسمه : التوبه يافهد والله مااعيدها التوبه .. خلاااص يافهد .. خلاص التوبه ..
وقف فهد على صوت ابوه اللي دق الباب بقوة وصرخ على فهد يفتح الباب ويترك اخوه .
فتح لابوه الباب وطلع وهو ثاير ..
سلم على ابوه بارتباك قال : خلوا هذا ينحبس مثل الكلب وان سمعت انه طلع من البيت ترى بيجيه ضعف اللي جاه عشر مرات .
رد ابوه بانفعال : وش هو مسوي علمني ..؟
رد فهد بقهر : لقيته يدخن .
رجع ابوه من عند خالد وهو يتحسب الله عليه قال : اجل حقه وماجاه .. واذا تبي تزيده ماني رادك .
تشبثت امه في يده وهي تسأله بالله ماعاد يرجع .
سلم فهد على راس امه وربت على كتفها ومسح دموعها اللي اغرقت وجهها قال : لازم يتربى يايمه .. ولا انتي تبينه يفسد .
تكلم خالد بصوت باكي : انت محد قال لك شي يوم تهيت في البر بالاسابيع جاي الحين تضربني وانا رجال طولك .
حاول فهد يرجع له من جديد لولا انه امه حالت بينه وبين خالد قال من بعيد : تخسي انت موب رجال .. انا يوم اروح للبر مافسدت .. ولا دخنت وماشيت الدشير والحرامية .
: حتى انت موب رجال .. لو انك رجال مااخذت المطلقه وتركت البنات .
وقف فهد بمكانه ونظره على خالد وهو ينتحب ويحاول يفرغ شحنة الغضب والألم بالكلام ...
قال ابوهم : توضا يافهد والحقني للمسجد .. التفت لخالد وكمل : احترم اخوك الكبير وان سمعت الكلام هذا بعد اليوم والله لتشوف اللي ماشفته لامن فهد ولاغيره .
قفل خالد باب غرفته بقوة وأوصده بالقفل وارتمى على السرير والألم
ينهش جسده والندم ياكله والخوف من تكرار التجربه يرعبه ..!
قال ابو فهد : هاعطني اخبارك .
شمر فهد عن ساعده وتوضأ من المغسله وهو يكلم ابوه : اتفقنا على العيد الثاني .
: اييييييييييه زين ماسويت الله يوفقك ..
التفتوا لصرخة حنان بفرح وهي تجري لمنال : مكلة فهد العيد الثاني .
طلعت منال ومدت على فهد مناديل مسح وجهه وسلم عليها وباركت له قال : ذكريني اعطيك اغراض مرسلها ابن الحلال اللي ابلشني عليتس .
توهج وجهها بخجل ورجعت للغرفه بسرعه من غير ماترد وهو يبتسم قال ابوه : انت وش قلت لها ..
: ماقلت لها شي .. خلنا نمشي الظاهر انه اقام .
***
جالس في شقته يخزن معلومات في جهازه ومنشغل كالعادة ..
دق جواله وبلا انتباه او تركيز في الرقم فتح الخط وحطه على اذنه ..
قال : الو مرحبا .
: السلام عليكم .
طالع في الشاشه ورجع حطها على اذنه قال : عليكم السلام .. شادن ...؟
: لك حق تنسى صوتي .
: فيكم شي ..؟ من وين تكلمين ..؟
قالت بهمس : تأخرت عليّ ورجعت لاهلي زعلانه .
شد شعره ورجعه على ورى قال : من جابك ..؟
ضحكت على صوته وهو جاد ومتكدر قالت : اشبك صدقت بسرعه ..؟ يعني من عقلك بطلع من بيتي من دون مااستأذن منك ...؟
ماتغير من ملامحه شي قال : طيب من وين تكلمين ..؟
: من بيتنا .
سكت ثواني وخمن ان برج الجوال اللي نصب من اسبوعين اشتغل قال : رجيتيني حسبي الله على عدوك .
ضحكت اكثر قالت : جهز حالك ترى جدتي مرة زعلانه .
سند براسه على الكنبه قال : بس جدتي اللي زعلان ...؟
ردت عليه بجديه يتخللها عتب واضح : ليه انت يهمك غيرها ..؟
: اكيد يهمني غيرها وانتي تدرين .
قالت بخجل : لاماادري .
ابتسم قال بهمس : بسيطه اذا جيتك علمتك .
جمعت كل شعرها على جنب قالت : متى بتجي ..؟
: ماادري والله ودي اكمل شغلي قبل العيد .
سكتت شوي بعدين قالت : عماد .
قال بلهفه وتلقائية : لبيه .
سكتت ثواني ثم قالت : كيفك الحين ..؟
: قصدك صحتي ولا حياتي ولا وش بالضبط ..؟
تفاجات من سؤاله قالت : اول شي .. مداوم على العلاج ولا لا ..؟
: وش تتوقعين ..؟
: ان شاء الله انك مداوم عليه وماتخذلني .
قفل جهازه اللاب توب بدون تركيز قال : ماتركته ولا يوم .
: طيب ماتحسنت صحتك ..
صعب انه يأملها وفيها يمكن ويمكن ..!
يخاف يمشيها على خط الأمل ثم تسوَّد دنياها باليأس وقطع الرجا ..
قال : الحمد لله على كل حال .
ابتسمت بوجع قالت : عادي لساتك في البداية اهم شي لاتيأس .. بعدين الخلطه حقت الثوم والزبادي والكزبرة ليه ماتستخدمها .
رد عليها وهو يمسد شعره : هذيك فيها ثوم وصعب اروح للمسجد وانا ماكل ثوم .. .
باغتته بردها على طول : هذي حلها بسيط بعد ماتاكلها كل لك شوية بقدونس وتروح ريحة الثوم .
ضحك بصوت منخفض قال : وانتي دايماً الحلول عندك جاهزة ..؟
ردت بضحكه : امي زمان كانت تحط لابوي الله يرحمه الثوم مع الزبادي عشان الثوم مفيد للقلب .. وكانت تعطيه بقدونس حتى تروح ريحة الثوم .
: الله يرحم خالي رغم انه عاند ابوه وعصاه الا ان ربي رزقه بعمتي اسنع الحريم تراها كل يومين ترسل علي غدا ولا تعزمني ..
: الله يطول بعمرها ..
قال باستعجال : آمين .. طيب شادن ذكريني اجيب معي بقدونس .. ايه صح .. طالما الجوال اشتغل ارسلي لي رسالة بالاغراض اللي ناقصتكم متى ماجيت جبتها معي ..
: حاضر .. اكتبها لك الحين .
: عندكم احد ..؟
: عمتي فوزية .. ترى هي اللي بشرتنا بالجوال وابلشتنا على الهدية .
ضحك عماد بهدوء قال : تستاهل البشارة ام فيصل .
: طيب انا بنزل تحت الحين .. ابتسمت وكملت : تراني راح ازعجك ..
: هههههههه متى مابغيتي اتصلي .. تامريني على شي .
: سلامتك بس لاتتأخر عشان جدتي ماتزعل منك .
قال بخبث : عشان جدتي ماتزعل مني ها ..؟
: عشان محد يزعل منك طيب .
: ههههههههههههه زين زين ان شاء الله مااتأخر ... يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .
***
جالسة قدام التلفزيون وتتابع برنامج غير حياتك على قناة ابو ظبي ..!
مندمجه مع البرنامج وتسمع بإصغاء لدرجة عدم احساسها باللي حولها ..
اذا الانسان يبغى يغير حياته فهو بيده مو بيد غيره ..
يقرر ويسعى ويجتهد ..
يقنع نفسه ان ربي اعطاه عقل وقدرة على التفكير والعمل وان الدنيا فيها الجميل مثل مافيها القبيح ..
واللي يبغى الجميل يبحث عنه ويسعى له ..
هي ودها تغير حياتها ..!
اذا مو عشانها عشان ابوها وامها اللي تعبوا معاها
وعشان مشاري اللي وقف وقفة الأخ السند وقت الشدة ..!
فزت من مكانها وهي تشوف شاشة التلفزيون تغلق ..
رفعت راسها وشافت ابوها واقف بجنبها والريموت في يده قالت : يبه .. فجعتني ...!
: لي ساعه انادي عليك ماتردين .
: يوووه ماانتبهت كنت مركزة في البرنامج .
نزل ابوها الريموت قال : فهد جا وقرر الملكه العيد الثاني .
حاولت تعترض بس تكلم ابوها : انا لو بيدي ناديته الليلة .. بس عاد هو يبغى اهله يجون معاه .
عورها بطنها وحست بغصة في حلقها ..
ملكة من جديد ...!
ورجل في حياتها
وزواج
وأمنيات ..
وأحلام ممكن تكون وردية وممكن تكون سوداء مثل احلامها مع خالد ..!
قالت ببرود مبطن بخوف ورهبه : يبه على كيفك اللي تبغاه يصير بس انا لي شرط .
: اشرطي وآمري باللي تبغينه ..!
قالت بثبات : ماابغى لانظرة ولاشبكه .
لما شاف ملامحها الصارمه بعد قرارها ماحاول يعترض وقال : ولو اني ابيك تشوفين الرجال اللي اخترته لك .. لكن مانبغى نعارضك طالما هو شرط .
كملت وهي تشد على عكازها : كمان ماراح اكلمه قبل الزواج ..
سكت ابوها لحظات وتنهد قال بثقه : ياسارة لاتخلطين بين فهد وخالد ترى الفرق بينهم فرق المشرق عن المغرب .
: حتى ولو يبه .. انا للحين تعبانه وماابغى اتأثر بأي شي ... طالما انه حيكون زوجي خلاص اعرفه بعد الزواج .
هز ابوها راسه متفهم وضعها قال : لك اللي طلبتي ياسارة بس ماراح نتكلم الين هو يطلب وانا مااعتقد انه يقول ابغى اشوفها او اكلمها لأنه مو من عاداتهم .
حمدت ربها وشكرته لأن ابوها مااعترض خاصة انه متعصب لفهد بشكل مبالغ فيه من وجهة نظرها .
***
دقت على عماد مرة ثانية وقالت له يكلم جدتها اللي طلبت تكلمه ..
اعطت جدتها الجوال والثانية استهلت المكالمة بالعتب واللوم ..
وين انت عن بيتك واهلك .. وراك ابطيت علينا .. اللي يشوفك يقول ماوراه حرمةٍ تحتريه ( تنتظره ) .
عدت شادن للمطبخ وقلبها يتقطع على عمها الشارد بعيد وكلامها قبل شوي لزوجته عن الاطفال ينخر قلبها لأنها جرحته ..!
اشرت لفوزية تلحقها وثواني كانت فوزية تشاركها طاولة المطبخ وتسألها : وش فيه ..؟ عماد قال لك شي ..؟
هز راسها بلا وشكبت يدينها في بعض ..
التفتت على الشغاله الملتهية بتقطيع الخضار واذنها مسلطتها عليهم ..
قالت : لسلي اطلعي للحوش برا دخلي فيصل وشهد عليهم برد .
فتحت فوزية عيونها قالت : فكينا منهم بيزعجونا وشغالتي معاهم .
: خليها بس تروح لهم .. روحي يالسلي .
انصرفت الشغاله من المطبخ قالت : عمتي بقول لك شي وانا بصراحه مرة متردده .
:قولي وقفتي قلبي ..
قامت شادن وفتحت احد الادراج وسحبت منه شريط حبوب قالت : تعرفي هذي ..؟
شهقت فوزية قالت : تاخذين حبوب منع الحمل وحنا نتمنى شوفة عيالكم ...
جلست شادن بقلق قالت بصوت خافت : هذي مو لي .. هذي حبوب ليلى .
كان الخبر مثل الصاعقه على راس فوزية ..
ياليتها كانت لك انتي ولا تكون لليلى اللي هاجس حملها متعبنا كلنا ..
انتي بنعذرك ونقول عرسان ..!
لكن هي وش عذرها واحنا اللي ننتظر عيالهم من اربع سنين ..
وحجتها ان المشكله مو منها وانها من احمد ..
ضمت فوزيها راسها بكفينها قالت شادن : عمتي ماكنت ابغى اقول لاحد بس حرام اسكت .. بس لاتتصرفين بتهور .
وقفت فوزية قالت : مايبي لها تصرف .. رفعت صوتها تنادي احمد ..
قالت شادن : عمتي لاتكلمين عمي استني كلميها هي اول شي .. يمكن تخاف وتتركها ..
: ماينفع .. احمد لازم يعرف هذي اربع سنين لو انها شهور ولا سنه يمكن .. لكن اربع سنين ؟.. هذي اسمها خيانه وخداع ياشادن واحمد حرام يعيش مع خاينه مو كافي بلاوي الجوال .
قالت شادن في نفسها " ولوتدرين عن البلاوي الثانية اش بتقولين " وتكلمت برجاء : عمتي بالهداوة انا خايفه انا ظالمينها .. يمكن مريضه والحمل خطير ...
قاطعتها فوزية : ليلى مافيها الا العبط والفشر الزايد والغرور وشوفة النفس . وعشان مااظلمها بسأل احمد اول شي اذا فيها شي ولا لا ..
دخل احمد وسكتت فوزية قال : وش تبين ..؟ ومن هذي اللي بتسأليني عنها .
قالت فوزية بجرأة وقوة : بسألك عن زوجتك .. الحمل خطير على صحتها ..؟ فيها مرض .. ؟ لها عذر يوم تاخذ موانع ...؟ وليه تقول ان العيب منك و....
عقد احمد حواجبه قال مقاطعها : صاحية انتي ولا تستهبلين .. وشو اللي موانع وخرابيط ..؟
طلعت شادن على صوت جدتها اللي نادتها .. وتركت احمد في هول صدمته وفوزية بعز ثورتها ..!
اخذت جوالها من جدتها ولحقت احمد اللي مر من عندها متجهم ، هادر ، وغاضب
فضل انه يطلع من البيت ..
لو شافها يمكن ذبحها وشفى غليل اربع سنين صبر فيها عليها وعلى غلاستها وغرورها وتكبرها ولامبالاتها وعدم اهتمامها ..
نادته شادن برهبه : عمي استنى الله يخليك ..
تسمر بمكانه يدور على امل انه ماعاش مع ليلى على كذبة ..
تكفين قولي مظلومه ..
قولي فوزية مسوية مقلب
ولا الحبوب لك انتي مو لها ..!
قولي اني ماعشت معها على كذبة كبيرة وخداع غير مساوئها وعيوبها ..
قولي شي يطمني ويريحني
حدق فيها قال : وش تبين ..؟
قربت منه قالت : عمي لاتزعل نفسك .. يمكن الموضوع فيه سوء فهم .. يمكن ..
قاطعها : وين لقيتي الحبوب ..؟
عقدت حواجبها كارهه الاجابة على السؤال وكرره بحده مرة ثانيه : وين لقيتيها ..؟
ردت مكرهه : شفها وهي تاخذ منها وتخبيها في دولاب المطبخ . بس حتى ولو ياعمي لاتتهور الله يخليك .
انهار جسر الأمل اللي بناه في لحظات ..!
وهز راسه باقتناع قال : زين بس لااحد يكلمها غيري .
راح يتوضأ لعل غضبه يهدأ ..
وصلى ركعتين يهرب لله من شيطان غضبه ..
انهى صلاته بعد ما دعى ربه انه يوجهه للصواب ويعينه ..
وراح لغرفتها .. فتح الباب قال بكره وحقد واحتقار : اجمعي اغراضتس بوديتس لاهلتس .
حذفت ليلى المجله من يدها وفزت بفرح وحمدت ربها وشكرته انه اخيراً بينفذ لها رغبتها ويخليها عند اهلها لين ترجع معه لعمان ..
قالت بغرور ظاهر : اخيراً .. طيب ابيك تعطيني فلوس اشتري لي جهاز من عند اهلي ماعاد ابغاك تشتريه .
هز راسه قال : انتي اجمعي اغراضتس ثم يصير خير .
***
مرت ثلاثه ايام ..
بكرة اول ايام عيد الأضحى المبارك ..
خلصت شغلها وطلعت فوق ..
راحت اخذت لها شور وجففت شعرها بالمجفف ولبست بيجامه بلون زرقة السماء برمودا وبدي قصير ..
فتحت الدولاب محتارة وش تلبس بكرة وتمنت لو انها نزلت السوق واشترت شي جديد..
كل ملابسها اللي تصلح لمناسبة كالعيد استهلكتها ولبستها قبل ..
طلعت الطقم اللي لبسته صباحية زواجها ..
تأملته بإعجاب وقررت تكويه وتلبسه في العيد ..
رجعت لها ذكرى صباحيتها ...
رغم ان مافيها مايفرح الا ان لها طعم خاص مع عماد ..
لمسته ليدها وتأمله لنقشة الحنا على كفها
واعجابه فيها اللي ماقدرت عيونه تخفيه ..
شهقت بفجعه وهي تشوفه واقف على الباب بقميص كحلي ومقلم بأبيض بخطوط رفيعة وأكمامه طويله وفي يده كيس كبير ..!
حطت يدها على صدرها قالت : فجعتني الله يسامحك .. متى جيت ..
ماتحرك منه شي وهو يتأملها ولانبس ببنت شفه ..
قالت بابتسامه : آسفة .. الحمد لله على السلامه ...
تذكرت ان قطع بيجامتها قصيرة وماتستر ..
ولفت يدينها على جسمها وتراجعت تدور روب ولا جلال ولا شي يسترها ..
تقدم وهو يقول : الله يسلمك ..
قرب وسلم على خدودها وجبينها .. وأوصد معصمها بقبضة يده ..
قالت بخجل : دقيت عليك اليوم ثلاث مرات جوالك كان مقفول .
سحبها وجلسها بجنبه على السرير وهو يقول : الشحن خلص .. وش اخبارك ..؟
: الحمد لله .
مد عليها الكيس قال : خذي ماادري يناسبك ولا لا ..
اخذت الكيس ونزلته بجنبها وهمست بـ : شكراً .
لمحت عيونه وصدت ورجعت طالعت فيها غصب ..
صد عنها بجهد واجتهاد ..
وتمنت لو يلتفت لها وتشوف عيونه من جديد ..
فيها بريق غريب ..
ووجهه يشع بحيويه مااعتادتها ..
وقف واعطاها ظهره بيطلع ورجع يطالع فيها قال : صحيح تذكرت ياشادن .. بكرة بنروح ونعيد على ابوي من بدري ... مستحي منه ماجيته للحين .
هزت راسها بحاضر وعيونها تدور في ملامحه بأمل ..
التقت عيونه بعيونها لحظات طويلة وغضت طرفها خجل وعدم جرأة ..!
هي البحر الجارف ..
جاذبيتها اجبرته غصب للدنو ..
قرب ورفع راسها ..
تأمل عيونها من قرب
همس بـ : طالعي فيني ..
غمضت عيونها اكثر وصدت عنه ..
: هه وتقولين ليه تنقلني ..!
طلع من عندها ورجعت جلست على السرير دقايق طويله ووجها تحت يدينها يجري فيه الدم بقوة ..
تنفست بعمق لعل روحها تسكن ويهدأ روعها ..
مدت يدها المرتعشه على الكيس بمحاولة منها انها تلتهي فيه ..
خرجت الفستان الحرير الناعم ..
على نفس طولها ولونه وردي باهت مايزينه الا فص كريستالي كبير من تحت الصدر وجاكيت قصير على اكمامه الكت ..
على قد ماعجبتها الهدية وفرحت فيها على قد مافرحت بأن عماد بدا يهتم فيها ويتذكرها ويحس بوجودها ..
سمعت صوته يناديها ولبست روبها وخرجت له بسرعه ..
قال : انتي مرتبه غرفتي ..؟
: ايوه انا .. ليه .؟
قال وهو يطالع في دولابه ويمد عليها مفتاح من ضمن مجموعه مفاتيحه الكثيرة : خذي افتحي لي الدرج الصغير وطلعي كل الاغراض اللي فيه .
اخذت المفتاح منه وهو تمدد على سريره وسند بظهره على السرير ينتظرها ويناظرها ..
فتحت الدرج وطلعت كل الاوراق اللي فيه حطتها على سريره وطلعت الدفتر الاسود بمواجعه وذكرياته ..
قال : شفتي الدفتر والاوراق هذي .. هذي اسراري اللي ماعرفها غير الله ثم انتي .. ابيك تحرقينها وانا حي ماابي مخلوق يشوفها .
قاطعته بخوف وغصة : ليه تقول كذا ..
: ماتبين تحرقينها ..؟ خلاص رجعيها مكانها .
جمعت كلها وحطتها في كيس احد الأدوية اللي كان يستخدمها قالت : بحرقها كلها طبعاً .. لأن مالها داعي .
ابتسم قال بكسل ووجع قال : رجعنا لمالها داعي .
ردت عليه بجديه : عماد اش فيك اليوم انت مو طبيعي ..؟
سند براسه على المخده قال : تعالي اقري عليّ .
قربت منه وهي خايفه من تصرفاته قالت : عماد تحس بشي ... ليه تخوفني عليك ..؟
غمض عيونه وتغطى وهو يقول : اقري عليّ ياشادن .
جلست على طرف السرير وقرأت ( اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق ) .. و ( اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّه ومن عينٍ لامَّه )
( اللهم رب الناس ، اذهب الباس ، اشفهِ أنت الشافى ، لاشفاء إلا شفاؤك ، شفاء لايغادر سقما ) كررتها جميعاً ثلاث مرات وهي تمسح على جنبه الايمن وهو مغمض وساكن ومسترخي ومستريح ..
رددت قل هو الله احد وسورتي الفلق والناس عليه اكثر من ثلاث مرات وقرأت الفاتحه سبع مراته ويدها على جنبه ..
اخذت المصحف وفتح عينه لمن حس بحركتها قال : وش بتسوين ..
قالت : بقرأ سورة البقرة .. انت نام ماعليك ..
اخذ المصحف من يدها ورجعه مكانه قال : انا كل يوم اقرأها مع كل صلاة فجر لي اسبوعين الحين .. سحب يدها قال بهمس : شادن ..
: هلا ..
: ابيك تضميني .
خنقتها العبرة والخوف يدب بقلبها عليه ..!
وضمته بلا شعور ..!
بلا تفكير ..
وبدون تردد ..
همست بخوف : عماد حبيبي تحس بشي ..؟
تنهد وراسه على صدرها واكتفى بالصمت ..!
خايف من الجاي ..!
خايف عليها اكثر من نفسه ..
مايبيها تنصدم ..
وخايف يقتل احلامها وأمنياتها في عز مخضها وولادتها ..!
سمع شهقاتها وهي تنتحب ورفع راسه لها ..
قالت بخوف : اش صار لك قول لي لاتخبي عليّ .
تأوه من عمق قلبه قال : لاتبكين جعلني ماابكيك .. لف يده من وراها وضمها على صدره ..
قال : ماصار شي بس امسحي دموعك .
مسحت دموعها بقفا كفها وهي تشهق قالت : الا صار وبتقول لي .
***
قراءة ممتعه ارجوها لكم
التعديل الأخير تم بواسطة اقدار ; 23-02-08 الساعة 07:15 AM
|