لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (7) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-07, 10:00 PM   المشاركة رقم: 746
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9746
المشاركات: 282
الجنس أنثى
معدل التقييم: Electron عضو له عدد لاباس به من النقاطElectron عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 107

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Electron غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أووه أبغى الهدية ... أقدار
طلع تخميني صحيح للمرض ... لا تنسين .
أبدعتي وكفيتي ........... الله يعطيك ألف عافية ويخليك لنا ..
أقسم البارت 3 أقسام ...
القسم الأول ... والله وحركات عماد ما توقعته رومنسي بهذا الشكل ............. خطييييييييييير ويهبل ..
وارحمي شادن وخفي عليها .

القسم الثاني ...
حرام أوجعتي قلبي .... بمصيبة المعلمات ... ووصفك للحزان الأهل عند الفاجعة.. اللهم امسح على قلب كل محززون .. وارحم موتانا وموتى المسلمين والمسلمات .
سارة ...... مصيبة أن ترى الحادث وزميلاتها دون أن تستطيع مساعدتهم .. موقف أدعي الله سبحانه أن لا يضعني فيه ..

القسم الثالث ...
اكتشاف شادن للمرض ... ليه حركات الاخراج .. نبغى نتعرف على موقف التي تتواجه فيه شادن مع عماد ..

تسلمي أقدار على البارت الطويل ... وننتظر إبداعك القادم..


((( ليه البارت اختفى ....... كان موجود قبل شوي ))))

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة Electron ; 29-12-07 الساعة 10:04 PM سبب آخر: الاستفسار عن اختفاء البارت
عرض البوم صور Electron   رد مع اقتباس
قديم 29-12-07, 10:06 PM   المشاركة رقم: 747
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Electron مشاهدة المشاركة
   أووه أبغة الهدية ... أقدار
طلع تخميني صحيح للمرض ...
أبدعتي وكفيتي ........... الله يعطيك ألف عافية ويخليك لنا ..
أقسم البارت 3 أقسام ...
القسم الأول ... والله وحركات عماد ما توقعته رومنسي بهذا الشكل ............. خطييييييييييير ويهبل ..
وارحمي شادن وخفي عليها .

القسم الثاني ...
حرام أوجعتي قلبي .... بمصيبة المعلمات ... ووصفك للحزان الأهل عند الفاجعة.. اللهم امسح على قلب كل محززون .. وارحم موتانا وموتى المسلمين والمسلمات .
سارة ...... مصيبة أن ترى الحادث وزميلاتها دون أن تستطيع مساعدتهم .. موقف أدعي الله سبحانه أن لا يضعني فيه ..

القسم الثالث ...
اكتشاف شادن للمرض ... ليه حركات الاخراج .. نبغى نتعرف على موقف التي تتواجه فيه شادن مع عماد ..

تسلمي أقدار على البارت الطويل ... وننتظر إبداعك القادم..


((( ليه البارت اختفى ....... كان موجود قبل شوي ))))

مشكووووووووره حبيبتي من تعليقتس عرفت ان ساااااره طيبه... وهذااا اهم شي عندي اني اتطمن على زوجة فهد وبعد اتطمن على خططي.. وانتي ياااا اقدااااار لااااااااازم حركاااااات الاخراااج... وتوصل لان الجزء يطير.. اخاااف مسرروق ويبوووون فديه...ههههههه

استناااتس ياااقلبي.. ومااازااالت امي مصره اني اقوووم ارقد... الله يعافيهااا.ويخليهااا لي..

 
 

 

عرض البوم صور زارا   رد مع اقتباس
قديم 29-12-07, 10:14 PM   المشاركة رقم: 748
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



فصلٌ ثاني عشر

~ ياحزن اغرس بقلبي موطنك ~


طلعت تدور العنود وهي مطبقه الورقه وماسكتها بإصبعينها السبابه والابهام خوفاً انها تتعفط ولا ماتطلع انيقه مثل ماطبقتها اذا فتحها ..
قالت : العنود .. العنود وين .
رمقتها نورة اللي ناقده على كل حركاتها ومرتفع ضغطها من وقفتها على الشباك وبدت تثبت لها شكوكها ان نوف حاطه عينها على جارهم عماد قالت وهي تطالع في المسلسل اللي يُعرض قبل العصر : اليوم وش سالفتس اشوف الود طلع للعنود مرة وحده .
اشرت لها نوف بيدها يعني ماني رايقة لك وفكيني ..
راحت تدور العنود وعيونها تبحث في كل مكان لحد مادخلت غرفة امها وابوها المنزوية في آخر البيت ..
طالعت في العنود وهي رامية نفسه على الارض ونايمه على بطنها ..
قالت بملل : نمتي الله يجعله نوم جدي يوم رقد ولاقام . عنود .. عنود . عنود قومي الله ياخذ عدوتس .
دخلت امها وراها جاية من المطبخ قالت بلوم ولهجة حاده : انتي وش تبين باختس .. خليها ترقد المسكينه البارح سهرانه واليوم انتي مخليتها تداوم غصب .
زفرت نوف بأووف ورجعت لغرفتها بأسى واحباط ..
اصلاً انا حظي في الحياة ردي
كل بابٍ اطقه ينسد بوجهي ..
وكل امنية احلم فيها مايتحقق الا نقيضها ..
حطت الورقة على اسنانها وهي تفكر وشلون تصادف عماد برا بيته وترسل العنود له على طول من دون أي عوائق سواء من امها ولا من اختها اللي تاكلها بنظرات اللوم والعتاب وشكله بيجي يوم وتنفجر فيها وتفضحها .
انا وش عليّ من نورة منيب رايقة لها هي وتخلفها
ماتدري ان الحب هو اللي يسير العقول والقلوب
وان اللي انا فيه مهوب بيدي ابد
انتبهت للورقة وقد ذاب طرفها من حكها في اسنانها وزفرت بأوف من اعماقها لتعبها اللي راح هدر
قامت لنفس الدفتر اللي اخذت منه ورقه وطلعت ثانيه وهي تتمتم : الرساله هذي ربي محيرٍ امرها لكن ان شاء الله انه مابعد التعب الا الفرج .
بدت تخط من جديد وهي تحاول انها تركز بكل حرف وكلمه حتى ماتشوه الكلام بخطأ املائي ولا شطب ..
عضت على شفايفها وكتبت بفرح وخجل وهي تتخيله يقرأ ويحس بالكلام . ويأثر فيه ويتأثر به ..



***



اليوم آخر دوام لها في رمضان ..
نزلت من فوق بعد مانزلت عبايتها وصلت العصر وتوجهت لغرفة جدتها ..
وقفت على الباب وهي تشوفه متمدد على ظهره ورافع رجوله على التكاية .. وحاط شماغه تحت راسه ونايم وذراعه على عيونه ..
قدمت خطوتها ودخلت على جدتها وهمست بالسلام بعد ماسلمت على راسها .
ردت عليها جدتها بنفس الهمس ..
قالت شادن : جدتي عماد ليه نايم كذا .. الجو بارد عليه .
رمقتها جدتها بنظرة عدم رضى قالت : قومي لحفي رجلتس وشوفيه يبي شي من ا لبارح وهومهب صويحي عيونه ووجهه مااعجبوني .
قامت وطلعت لغرفتها وبدلت ملابسها بسرعه ونزلت بقميص قطني قصير وأكمامه قصيرة .. وفي يدها اللحاف حق سريرها ..
تعمدت تجيبه حتى تشوف ردة فعله كيف بتكون .
ودخلت بخفة وجدتها تتمتم مسبحة ومهلله وذاكرة ربها ..
غطته بهدوء وفتح عينه على الريحه اللي غمرته .. وغمض وشد اللحاف عليه وهو يقول بصوت نايم وكسول : ذبحتيني بريحة هالعطر .
طالعت في جدتها ورجعت تطالع فيه قالت : عماد تعبان انت فيك شي ..؟
انسدح على جنبه وهو يشد اللحاف عليه وكأنه يبي يضمه بدالها ..
قال : تعالي همزي لي ظهري ورقبتي الظاهر ان تعبي امس في المزرعه ماطلع من جسمي للحين .
وقفت بمكانها تستوعب اللي يامرها به ..
اهمزه .. .؟
يعني اسوي له مساج ..!!
يعني اقرب منه بحضور جدتي .. !!
كل هذا كان يدور في راسها وهي واقفه ..
قال : كل هذا تفكرين . خلاص لاتجين .
تقدمت وجات وراه ومسدت ظهره بحذر وحيا ..
اعتدل على ظهره ومسك يدها قال : عطرك وش اسمه ذا اللي دوختيني به .
تحركت وحاولت تبعد عنه لكن عماد ماسمح لأنه موثق يدها بيده
قالت بارتباك : مس ديور .
حط يدها على صدره وضم على كفها بيده قال : خليتس هنا لاتروحين .
اول مرة تحس انه يبيها قريبه منه
واول مرة تحس انه فعلاً صادق
واول مرة تحس بضعف في نظرته وصوته وجسمه .
يمكن التعب مأثر عليه ومو مخليه في وعيه ولا يتصرف لاشعورياً ..
غمض عيونه ويده على كفها ومثبتها على صدره قال بهمس : لاتصحيني الا اذا اذن العصر .
هذا وش يقول ..؟
لايكون يبيني اجلس كذا لين يأذن العصر يعني ثلاث ساعات .
قال : اذا متضايقه قومي ..!
امتقع وجهها بحمرة خجل قالت : اذا انت تبغاني اجلس بجلس .
قال : ايه ابيتس تجلسين .
قام جلس وهو يطالع في جدته المنشغله عنهم بمسبحتها وتسبيحها وهي متمدده على سريرها ورجع تمدد وراسه على فخذ شادن قال : دلكي راسي لين انام .
غمضت عيونها بقهر ..
ليه يسوي فيها كذا ..؟
وليه حاله كذا ..؟
عمرها ماانصاعت لاحد مثل ماتنصاع له ..!!
مو راضيه عنه ولا هي زعلانه منه ..!
مشاعرها ضايعه معاه وماتقدر تحددها ..
دلكت فروة راسه بأطراف اناملها وبهدوء وهو مسترخي بدون كلام وكأنه رجع طفل ونام في حضن امه اللي انحرم منه ولا عرفه .
حست ان جسمه ثقل وتأكدت انه غط في نومه .
وسمحت لنفسها تراقبه بصمت وهدوء ..
انفه شامخ في وجهه بشكل دقيق وأنيق ..
عيونه واسعه حتى وهو مغمضها تحسها طويلة ..
ياترى وش تحمل نظرة عيونه اللي دايماً تحيرها .
ياترى وش تقول ..؟
وش الاسرار اللي تعرفها وودها تبوح بها لكل من شافها والناس تجهل لغتها واللي فيها .
تأملت ذقنه وفيها شعيرات طالعه بشكل مبعثر ويتخللها اكثر من خمس اوست شعرات بيضا .
شيب من العمر ولا شيب من الزمن واليتم والكفاح وجهاد الدنيا ياعماد .
شالت راسه من حضنها بصعوبه وسحبت لها مسنده من وراها وحطتها تحت راس عماد وهو انصاع لفعلها وريح راسه عليها بدون شعور .
غطته زين ووقفت قالت جدتها بهمس : يابنيتي انتبهي له شوفي وش يبي ووش مايبي واصبري عليه وسولفي معه ترى عماد رجال مايسولف ولايتكلم واجد خليه يسولف معتس انتي واغصبيه على سوالفتس .
حست شادن ان جدتها ماارح تسكر الموضوع هذا لين عماد يصحى قالت بهمس : ابشري ياجدتي .. خليه ينام لايصحى على اصواتنا .. اليوم بتجي عمتي فوزية تفطر عندنا .. صح ..؟
ردت جدتها قالت : ايه بتجي رجلها مهوب فيه .
: اجل بروح للمطبخ اشوف الشغاله اش سوت ..
طلعت من عند جدتها وعماد اللي يغط في نومه وراحت للمطبخ وبدت شغلها لأن الفطور اليوم عندها ..



***


في الطريق الاسود
كان يمشي والذكريات المؤرقة تصاحبه
هنا له ضحكه وتعليق
وهناك كان يتمشى
وهنا مروا بهالمكان
وهناك جلسوا وسهروا للفجر ومامعاهم الا ترمس شاهي وبساط وتكايتين ..
وفي ذاك المكان وقفت سيارتهم وصلحوها ..
كل بقعه تحمل له ذكرى معه
وفي كل مكان ارتاده ومر عليه لسعود فيه ريحه
اطلق من اعماق قلبه تنهيده قطعها وهو يمسك بريك قوي عن اكياس الشعير وحزم البرسيم المنتشرة على الأرض ووقف وهو يشوف المنظر وسوءه .
المنطقة اللي فيها الحادث تقريباً محد يمر منها الا اللي يتوجه لطريق جده ومكه ..
والوقت هذا الناس في بيوتها وتنتظر الفطور ومحد يروح للمناطق البعيده ويمسك الطريق هذا ..
تلثم بشماغه حتى مايتعب الغبار رئته الملتهبه ..
ونزل للحادث بنخوة وفزعة شهم ..
الصوت اللي وصله ذكره بسعود ووجعه على سعود ..
كانت جالسة في الوسط ويدها غرقانه بالدم ووجهها كله خدوش ورقبتها بالمثل ..
عبايتها كأنها طالعه من تحت الأرض بفعل التراب اللي رمتها عليه سيارة ابو سعد على بعد 15 متر وهي تنقلب ..
ووصلت لزميلاتها زحف في طور الصدمه والألم والمصاب ..
كانت تصرخ بوجع وحزن استفاض على كل الامها وأفقدها الحس والألم .. : آآآآآآه فاطمه قومي .. فاطمه تحركي لاتموتين .. فاطمه لاتخليني انا سارة اختك اللي تحتاجك .. آآآآآآآه .. فااااااااااطمه .
اميرة قومي لفارس ويزيد ورانيا يمديهم ينتظرونك ..
فاطمه لاتتركيني لوحدي .. فاطمه زوجك وابوك واخوانك واطفال الدار يبونك .. فاطمه تكفييين اصحي ..
التفتت على ساميه وهي مسجاة بلاعباية ولاطرحة وشعرها الذهبي القصير منثور على جبينها الدامي قالت : ساميه آآآآآآي الحين يجون .. ابو سعد ماااااااات بس بيجون يساعدونا ..
قرب منها وهي ترثي وتستجدي وتحاول تعشم نفسها بالكلام معاهم ..
وتذكر نفسه لمن كان يكلم سعود وهو جثة هامده وكأنه يبي يقنع نفسه انه مامات ..
تراجع وهو يشوف الحريم مسجيات على الارض وسواقهن في سيارته كومة لحم .
مسك راسه وهو محتار مايدري وش التصرف الأفضل والصح بهالموقف العصيب .
الموت له رهبة ..
والموت هيبة محد يعرف عنها شي الا اللي عاش موقفه وشاف الجسد خالي وبلاروح ..
انحرف يبي يبلغ الاسعاف حتى ينجدون ويسعفون ..
وانهال من اثار الدم المنثور على الارض وتدل على ان صابحتها او صاحبها قطع مسافه مو قصيرة اكثر من عشرة متر ..
استرخت سارة وكأنها بتغيب عن الوعي او تسلم الروح مثل زميلاتها وهي تردد بصوت يخف شيئاً فشيئا .. وباستجداء وطلب ورغبه ويأس : قومي يافاطمة اهلك يبونك .. وقومي يااميرة عيالك يبونك وينتظرونك .. وتكفين ياسامية تماسكي وخليك قوية انتي عروس ..
راح بأقصى سرعه وهو يشوفها تتهاوى على الأرض بكلل وتعب ووجع جسدي وروحي ..
في غضون دقايق قليله وصل للمركز الصحي لقرية السبيل وشاءت الأقدار ان سيارة الاسعاف مو موجوده في المركز وانها نقلت مريضه قبل ساعات عندها ولادة متعسرة ..
ركب الدكتور وممرضتين مع فهد في سيارته وانطلق بأقصى سرعه لمكان الحادث ..
كانت على وضعها تنفسها بطيء والباقيات مثل ماهم ..
جثث مترامية وبدون حراك ..
اقترب الطبيب بجهاز جس النبض واصيب باحباط وهو يشيله من يد اميرة ثم فاطمة ثم ساميه لأن الروح انسلت من اجسادهم .. وابو سعد من شكله حُكم عليه ان فارق الحياة من بدري ..
زادت نبضات فهد وهو يشوف الطبيب يجس نبض الأخيرة الباكيه الموجوعه والحزينه ..
آخر ضحايا الحادث ..
فز الطبيب وهو يقول : لسه عايشة ..
نادى الممرضات بالاسعافات الأولية بس وش يلحق ووش يخلي
كسور ، جروح عميقه فيها قزاز ، والدم اللي نزف منها واحال بلوزتها للون الأحمر بدال السكري ..
امر الطبيب بنقلها فوراً لأقرب مستشفى وناظر فهد بنظرة استجداء ولسان حاله يقول ( مالها غير الله ثم انت )
فز فهد من مكانه وهمته بداخله تشحذه ..
وبأمر من الضمير الحي وروحه الطيبة ..
شالها بين يدينه بكل مغامرة ومجازفة ..
حركت شفاهها تبي تقول شي بس عجزت ..
وتعابير وجهها الدامي تدل على انها غاضبه وزعلانه ومعترضه على اللي يصير ..
ركب الدكتور بجنبه بعد ماوصل لها بعض المحاليل اللي تلزمها لجسدها ..
وحقنها بإبرة توقف النزف الهائل من جسدها ..
توكل على الله ومسك الطريق اللي يودي للطايف ولمستشفى الملك فيصل كون مركز حي السبيل تابع له ..
وكل رجاه انه يوصل المستشفى بأقصى سرعه ..
الطريق طويل ..
والأمل ضعيف وسط شهقات الممرضات كل شوي اذا نزفت سارة من يدها ولا فخذها ..
ثلاث ساعات وهو يمشي بسرعه قصوى ..
اضطر خلالها انه يوقف خمس مرات حتى الدكتور يسعف سارة كل مانزفت ولا ضعف نبضها ..
اخيراً وصل للمستشفى وفي غضون عشر دقايق كانت مسجاة في الطواري وتجرى لها الاسعافات اللي تحتاجها ..
وبعدين يافهد ..؟
تجلس ولا تمشي ..
صعب يمشي بعد كل هالقلق واللحظات العصيبة ماتطمن عليها ..!



***


دخل بيته مابعد مارجع من صلاة التراويح
ونادى بصوت عالي تحسباً اذا فيه احد من اهل خواله ..
طلعت له شادن من الصالة الثانية وفي يدها المبخرة وهي تبتسم
اليوم تحس بنشوة سعاده وفرح واشتغلت بهمه وحماس لأنها بدت تثبت وجودها بحياته ..
جات تمشي عنده وهي مبدله ملابسها اللي كانت عليها المغرب والناس عندها ..
ببنطلون زيتي واسع من زارا وبلوزة لونها اورنج من مانجو بأكمام قصيرة ..
قالت : مافيه الا عمتي فوزية .. تعال اجلس عندنا .. كملت وهي تقرب منه : خلني ابخرك .
تأمل حركتها الخفيفه ونشاطها اللي مايفتر ..
من الظهر وهي تشتغل والحين الساعه قربت على عشرة وهي بنفس النشاط ..
قال : جدتي نامت .
ردت شادن : اوووه من بدري عشان تصحى تصلي التهجد .
هف على نفسه من البخور قال : هذا منين جبتيه موب حق جدتي .
ردت عليه وابتسامته على وجهها قالت : لا مو حق جدتي هذا من عندي اشترته امي لي ايام كنت اجهز لزواجي .
طعنته بالكلمه وحس بنار في قلبه ومست جسده ..
اي زواج هذا اللي تجهزين له ..؟
خلع جاكيته الجلد الأسود ومده عليها وسحب شماغه وعقاله وطاقيته ومدهم عليها ..
قال : هاتي المبخرة واطلعي ودي هذي لغرفتي ..
اخذتها من يده وطلعت بسرعه فوق وهو يتبعها بنظره ..
مثل الورد
وبعمر الورد
رقيقه وحنونه وجميلة ..
وكتب لها ربي انها تعيش معي .
يوم حظها ظلمها ونصيبها ماانصفها ..
طلعت له شهد وهو واقف مكانه يتبع شادن اللي اختفت عن انظاره بقلبه وافكاره ..
وصلته شهد قالت : عماد ماسلمت عليّ .
نزل المبخرة على الطاولة وفتح لها يدينه ..
: هلا والله بالبنت المزيونه الشاطره ..
قالت بحماس : عماد عماد اكتشفت حاجة ثانية .
رفع حاجبه الايسر قال : وش اكتشفتي هالمرة يالذكيه ..؟
رفعت اصبعينها قالت : حرفين .
رد عليها بانفعال وحماس كاذبين : لااااه حرفين مرة وحده .
: والله حرفين .. اقول لك ايش .
: ايه قولي .. وش الحرفين .
: حرف الألف وحرف الدال .
: والشين اللي ربطتيني به مع رقبتي وين راح .
ردت ببراءة وعفوية : لاااء الشين انا وشادن ومشعل وامك خالتي شريفه وانت تحبنا .. صح ..؟
: ايييه صح .. بس وش الالف والدال .
: هذولا حقينك انت وشادن . اتركني عشان اكتبهم لك وتشوف حرف الألف والدال في اسمك وحرف الألف والدال في اسم شادن .
هز راسه بتعجب من هالبنت قال : هذي والله اللي بتجمعنا غصب .
" كان زين شهد تقدر ..
كان زين احد يجمعني فيك ياعماد " ..
قالته بقلبها وهي تنزل مع آخر درجات الدرج وكلامهم قد وصلها كله ..
قالت : عماد بصراحه غرفتك ماينجلس فيها .. مرة مكركبة وكلها غبار .. ماادري كيف تقدر تنام فيها وانا دخلتها دقايق وانكتمت .
فتح زرارين ثوبه اللي فوق قال : زين متى مالقيتي وقت وفيك شدة نظفيها ..
: عادي الحين انظفها لك .. باخذ فيك اجر واخليك تنام بمكان نظيف .
كانت شهد تسمع الحوار بينهم وعلى راسها ملايين الاستفهامات وعلامات التعجب .
رد عليها عماد : لا لا الحين ابي قهوة تسوينها انتي ولاتقربها الشغاله حطيها لي في المكتب عندي شغل .
ابتهج قلبها قبل ماتعتلي بسمة الفرح جبينها قالت : حاضر من عيوني .. تبغى حلا ولا تمر معاها .
مسك شهد وشالها من جديد قال : جيبي اللي تجيبينه اهم شي القهوة ابيها قهوة شادن اللي كل يوم .
هزت راسها بحيا وفرح وراحت للمطبخ .
وهو راح لفوزية وسلم عليها قالت : ها وش اخبارك تقول شادن انك اليوم تعبان .. عسى مو القولون .
: لا مو قولون .. تعبت من شغلي في المزرعه .
: عندك روحه لجده .
: لا ليش ..؟
: عماد حرام عليك شادن مشتاقه لاهلها وامي تقول انك ماتبيها تعيد عند اهلها .
وقف قال : انا مارديتها اذا تبي تروح تمشي بس انا عازم نايف وامها يجونا في العيد وماعلمتها بسويها لها مفاجأة .
طالع في شهد اللي فزت من مكانها قال : والله والله لوتقولين لها مااجيب لك الباربي الجديد .
حطت اصبعها على شفايفها اللي قفلتها بقوة وهي تأشر بمعنى لا .
قال : اييييييه هذي البنت الشاطرة مو كل شي تسمعه تروح تقوله .
: يعني مااعلم عليك انت وشادن .
مافهم وش تقصد وراح فكره للحروف اللي اكتشفت انها تجمع اساميهم ..
قال : لا لاتعلمين وابلعي اللي تعرفينه وصكي فمك عليه .
ضحكت فوزية قالت : هالبنت ماخربها الا انت تراها بترجع عليك .
مسك شهد وبعثر لها شعرها القصير قال : هالبنت احسن بنت اتركوها بس لااحد يتكلم لها . .. المهم انا عندي شغل في المكتب ماابي ازعاج وانتي ... طالع في شهد وكمل : روحي استعجلي شادن قولي عماد يقول عجلي .
راحت شهد تجري وطلع عماد لمكتبه ورجعت فوزية تتابع المسلسل الرمضاني اللي تعرضه ام بي سي ..

..
خلصت شادن القهوة وحطت حلا منوع بسبوسة وكنافه واصابع العروس ورصتها في طبق واخذتها لعماد في مكتبه ..
اول مرة تدخل مكتبه اللي دايماً مقفول ولايفتحه الا اذا دخله ..
توجهت لآخر المكتب وهو جالس على كرسيه الدوار ويدقق في شاشة جهازه المحمول ..
قالت وهي تطالع في الأرفف المرصوص عليها كمية كتب لابأس بها ..
وتكون ربع مكتبه .. : اثري فيه كتب هنا وانا دايماً قاعده طفشانه .
مارفع نظره لها قال وهو يدخل بعض البيانات : ذكريني اعطيك مفتاح للمكتب بس انتبهي لاتتركينه مفتوح .
نزلت القهوة على الطاولة اللي تتوسط الأنتريه الجلد الأسود ..
وراحت تمشي عند جهة الكتب متجاهله كلامه ..
لمحها وهي تنتقل من جهه لجهه وترك الشغل اللي في يدها واكتفى بمراقبتها ..
قالت : وااااااااو عطيل .. اموت على مسرحيات شكسبير ..
وقف وصك جهازه وجا يمشي عند القهوة قال : اجل قريتي عطيل وديدمونه .؟
: قريت الله ياخذ اللي شقق كتبي ورواياتي .
: من ..؟
: صالح الله لايذكره بالخير .
جلس وصب له فنجال قال : اها .. تدرين انه في السجن وعليه حكم 15 سنه .
شهقت بخوف ومفاجأة قالت : والله من قال لك ..؟
رشف من فنجاله قال : خويي الضابط اللي مسكه .
رفعت حاجبها قالت : خويك قال لك ولا انت ورى قضيته .
: والله اللي بيعتدي على اهلي مانيب ساكت له وانتي ونايف وامك من اهلي .. واذا تبين الصدق انا مكلف واحد من المظفين عندي بالشركه يراقبه ويجيب لي اخباره يوم عرفت انه راعي مخدرات بلغت عنه والباقي تكفلت فيه المباحث والشرطه .
جات تمشي وعلى وجهها لمحة خوف وحزن قالت بجديه والقلق واضح عليها : الله يستر منه ياعماد ترى هذا مايسكت عن حقه كمان .. نسيت اش سوى لنايف .
ابتسم عماد على ردة فعلها وشافها قريبه منه وداهمته رغبة غريبه انه يغير الموضوع والجو ..
قال : مانسيت بس الحلا هذا من مسوية .
ردت وهي تطالع في تغليف الكتاب النحيف اللي في يدها قالت : مين يعني .
اخذ حبه من اصابع العروس قال : هذا وش اسمه ..؟
قالت بعفوية : هذا اصابع العروس .
وبحركة سريعه اخذ يدها وطالع في اصابعها الناعمه قال : يعني مثل هذي .
بردت اطرافها وفترت قالت بصوت مختلف ومرتبك : من قال ان هذي اصابع عروس .
رفع يدها من دون مايدقق في كلمتها ولا يعطيها بال واهتمام ..
باسها وشم ريحة عطرها قال : حلا ويصنع حلا كيف تجي هذي .
زادت نبضاتها ودق قلبها بقوة وغمضت وهي تحس ان الدم تجمع كلها في وجهها وقلبها يخفق زي الآله الفارغه ..
قالت بصوت يرتجف : غريبه .
فهم وش قصدها وعرف مرادها من الكلمه اللي زفرت بها بوجع ..
وآثر السكوت وفضله على انه يتكلم ويزيد جروحها جروح ..
حمرة وجهها وخجلها وارتباكها شكلت منها فتنه آسره ..
لابد يقطع السكوت اللي خيّم عليهم ..
ولابد يضيف كلمة ولا يفتح موضوع يطلعه هو من الجو ..
قال : تبين السوق .. ؟
وقفت ووجهها وأذانيها تتوهج قالت : لا مايحتاج عندي اشياء جديدة لساتني مالبستها .
تنحنح بصوت واطي قال : زين وين بتروحين ..؟
: بروح اجلس عند عمتي قاعده لوحدها .. على فكرة انت عارف انها بتجلس عندنا بعد يومين .
صب له فنجال قال : ايه ادري .
: طيب فين تجلس ..؟
: ماتبي لها سؤال في غرفتها هي وعيالها .
عقدت حواجبها وعضت طرف شفتها السفلى قالت وهي تشبك يدينها بحيرة : يعني تنام فوق وقريب منا .
ضرب على جبينه بأطراف اصابعه قال بهم : اووووووه وين راحت عني هذي .
ابتسمت على حركته قالت بخبث : لو سويت الدور اللي فوق لنا كان احسن واستر .
وقف وجا عندها بقهر قال : استر .. ها ..؟ تدرين ليه ماسويت الدور اللي فوق للحين .
رفعت حواجبها قالت : ليه ..؟
قرب منها ورفع الخصله اللي دايماً تتمرد وتنزل على جبينها قال : مخليه لزوجتي ..!
بهت لونها وحست ان قلبها راح يوقف نبضه اللي كان بيخرج من قفصه وهو ينبض ويدق مثل الطبل لمن قرب منها ..
قالت بفتور : اي زوجه ..؟
رغم ان شكلها يحزن الا انه ابتسم غصب عنه ..
حنونة وطيبه وهاديه ومع هذا عصبية ومتسرعه وخوافه .
قال بهدوء : زوجتي اللي راح اختارها بنفسي .
طعنها في مقتل
وبتر الوريد ..
وانتهى امرها ..
قالت بردة فعل مقهورة ومتحسرة وندمانه وكرد اعتبار ومحافظة على اللي تبقى من كرامه : هه وزوجتك اللي بتختارها بتصبر عليك مثلي .
لاح في راسه قصدها ..
الخبله تحسب فيني شي
تحسبني عاجز
يعني كل هالفترة تظن اني مو رجال .
رفع يده ولم قبضته بقوة ورجعها قال : ماتوقعت انك غبيه يوم هذا ضنك فيني .
مادققت في معنى كلامه بقدر مادققت في كلمة غبية قالت بوجع ودمعتها تلوح بعينها وتنذر بالنزول : صح انا وحده غبية اللي حلمت ..
ونزلت الدمعه قهر ..
كملي ياشادن ..
قولي الكلمه اللي ابيها واحتاجها
ابيها منك حب ورغبة مو شفقه ..
طالعها بنظرات جامده تحمل وراها الف معنى والف كلمه والف احساس ومشاعر جديدة ومختلفه نبتت على يدها وبفعلها .
تركت شادن المكان وانسحبت وهي مبعثرة وتايهه
وين تروح ..؟
لفوزية ..؟
مالها خلق كلام ولا سوالف بعد الكلام اللي سمعته ..
تطلع لغرفتها اللي بجنب غرفته وتحس بقربه وتشعر في حركاته ودخوله وخروجه ..
فتحت الباب حق البيت وطلعت للحوش ..
الجو بارد وصقيع ...
بس برودته ماوصلت للنار اللي اشعلت قلبها غيرة .
ايه غيره قبل كل شي ..
ثم اهانة وقهر وخيبة امل ..
راحت تمشي بلا وجهه وهي تدور على البيت المحوط بسور واسع وطويل ..
سمعت صوت شهد وهي تتكلم وتقول : امي تقول مو في غرفتها ..
جلست ورى البيت وثنت رجولها ولفت يدينها عليها وهي تنتحب ..
البكا صار عادتها وطبيعتها ..
ماتطلع من مصيبه الا وتطيح بجديده
الله يرحمك ياابوي غبت وغيّبت الفرح معك ..
وجهت بيدينها للسما على ذكر الغالي وابتهلت له بالدعاء من اعماق روحها وفي عز حاجتها له وندمها على ايام حياته ..!


***

بعد ماجلس بعدها بدقايق ..
طلع من المكتب وهو يلوم نفسه ويوبخها ..
وشلون قدر يقهرها وهي انثى وماتقوى على الجرح والاهانه ..
وشلون يقهرها هي بالذات وهو المعروف بسخاءه في العطاء ..
طلع فوق يدورها ويتبع اثرها ..
مالقى لها لاحس ولا اثر الا بقايا ريحة عطرها اللي تفوح بها غرفتها واغراضها ..
رجع من حيث اتى ..
وفي قرارة نفسه انها اكيد عند فوزية ..
دخل الصاله وفوزية تشيل اغراضها قال : شادن وين ..؟
رفعت فوزية حاجبها مستغربه قالت : ماادري من يوم طلعت لك ماشفتها .
: انتي وين بتروحين ..؟
: بروح لبيتي خلاص طولت .. بعدين عزيز بيجي الحين واكيد انه جيعان بروح قبل يرجع .
: زين اخلصي على بال مااجيب كوتي ( جاكيتي ) وشماغي .. بوصلك .
طلع ومر غرفتها مرة ثانية وتأكد انها مو في الحمام ومر على الغرف كلها مالها أي اثر ..
اخذ جاكيته من غرفته ونزل ..
ودى فوزية وعقله وقلبه معاها ..
مايدري وين مكانها ولا وش حالها ..
طول الطريق كان ساكت ..
وشهد تتكلم وتسأله واذا الحت اما يرد عليها بـ ايه ولا قال مدري .
رجع للبيت وهو عازم انه يرجع يدورها ويحاول يعتذر منها بأي طريقه ..


***

قرأتها للمرة الأربعين تقريباً ..
قالت بلهفه : عنود . تعالي بسرعه .. شوفي عماد ظهر من بيته مع فوزية وعيالها والله ثم والله ان رجع وماعطيتيه الورقه ماتشوفين الفستان سألت العنود ببراءة : نوف رسالتها وش فيها .؟
: انا سألت شادن قالت اغراض يجيبها لي من السوق .
وقفت العنود طمعانه في الفستان وفي خدمة شادن اللي تحبها كثير وتعتبرها احسن مدرسه عندهم في المدرسه ..
قالت : طيب ابلا شادن ماتقول شي لو قريتها ..؟
فزت نوف بمكانها قالت بعصبيه وشراسه : لا والله لين قريتيها لاموتتس .. لأن شادن حلفتني محد يفتحها وانا وعدتها وانتي تعرفين اللي يخلف وعده يصير مع المنافقين ..في الدرك الأسفل من النار .
هزت العنود راسها مقتنعه بالكلام اللي درسته وسمعته كثير وارعبها
قالت : ايه صح .
: اوعديني ماتفتحينها .
: وعد ماافتحها .
تطمنت نوف ان اختها ماراح تفتحها لأنها دايماً تردد عذاب الآخرة ووعيد ربي وتخاف تسوي شي يغضب ربي ثم يعذبها ..
طلعت العنود بحب للمغامرة من اجل الفستان الحلم والفوز برضا نوف حتى توفي بوعدها ..
استوقفتها نوف وهي تجري وراها بقارورة عطر في يدها قالت :
اصبري بعطر الورقه ..
بخت عليها من عطرها الحار والقوي واعطتها العنود وانطلقت الثانية مثل البرق .
شافته يوقف سيارته عند بيته ..
ودقت شباك سيارته بشويش ..
فتح القزاز وهو يطالع في بنت جيرانهم اللي دايما يشوفها تلعب مع شهد عند بيتهم
قال بحذر : نعم ؟
مدت عليه الورقه قالت : هاك من عند ابلا شادن .!
استنكر الكلمه قال بردة فعل سريعه وباستغراب : وشو ؟
: نوف اختي تقول هذي من عند مرتك .
اخذ الورقه بوسط حيرة وذهول وتكذيب وخوف وشكوك .. !
والورقة بتثبت الشكوك ..!
( ودي أعرف ليه أودك!
ليه من الغاليين أعدك..
ليه أحاول كل مره ألفت إحساسك وأشدك..
ولا بغيت أمشي وأقفي عيا قلبي لا يهدك!!
ودي أعرف بس وش سر اهتمامي ..
حتى لا مريت جنبي روحي ترسلك سلامي..
.........
ليش تعذبني وانت عارف اني احبك من سنين ..
ليش تتجاهلني وانا ا للي خليت حمود ولد عمي لانك ساكن القلب ومالكه
احبك واعشق ترابك واراضيك .
عاشقتك نوف )
عفط الورقه ولعن الساعه اللي فتح للبنت شباك سيارته ..
دق بوري واشر للعنود اللي جاته تجري بدون شبشب او شي يحمي رجولها من الأرض وترابها وحجرها وأذاها ..
اخذ الورقه وشققها لقصاصات يصعب على أي احد يقرا منها حرف واحد ..
مدها على العنود وطالع في الشباك وشاف نوف كعادتها واقفه عليه وتراقبه .
كانت تطالع وكأن بيغمى عليها من اللهفه والفرح والخوف ..
مشاعر مختلطة ومتناقضة والخوف هو سيد الموقف ..
رجولها مو قادره تضبطها ..
تخيلته وهو يقرا حروفها وكلامها ويتخيلها ويحس فيها وتتحرك لها مشاعره .. !
شافته يعطى العنود شي ورجعت وهي تمشي بفتور عكس لمن راحت له ..
ماانتظرت نوف لحد ماتدخل وانطلقت لها تجري بتستقبلها عند الباب وهي تسب وتسخط في العنود اللي تمشي بمهل وبرود ..
طالعت في يدها اللي قابضتها ..
قالت : خذي ..
رمت قصاصات الورقة عليها وكملت : عماد يقول خلي اختس تعطيها شادن ..! ويقول لتس استري على عمرتس ازين لتس ..!
وآآه ياكبر الخيبة ..
وآآآآه يالاهانه ..
وآآآه ياحب السنين اللي ضاع . .
حاولت تجمع الاوراق بس ماقدرت لأنها مجرد فتافيت طيرها الهوا ..
رجعت لغرفتها ووقفلت على نفسها بدموعها وجروحها وخيبتها وصورة حمود اللي لابد منه تلوح لها وتتراءى من امامها وتنربط بالمستقبل اللي مامنه مفر ..
رمت عمرها على فراشها وتغطت ببطانيتها ودخلت في دوامه من البكا المميت ...

***


دخل البيت وهو بين نارين ..
نار شادن اللي اكيد انها زعلانه ومقهورة ونار غيضه من هالبنت اللي يخاف انها تبلاه ولا تلحقه الأذى وهو يحاول يتحاشى ابوها ومايحتك فيه بسببها ..
مشى متوجه لداخل البيت .. وقبل مايدخل استوقفه الصوت اللي سمعه ..
شهقاتها وهي تبكي وتمتم بكلام ماقدر يفهمه من النحيب اللي يصحبه ..
لف بسرعه من ورى البيت ..
وشافها ..
ضامه نفسها بيدينها ودموعها تنزل ..
وهي تطالع في السما ..
ماقدر يرد رجوله وهو يمشي لها بسرعه ..
وقف عندها وهي متجمده وكأنها فقدت احساسها باللي حولها وشعورها بالآخرين ..
ثنى رجوله وجلس على ركبه بجنبها وعيونه مارفعها من عليها .
انكسر قلبه وانشطر على حالها ..
ليه تبكين على شي مايستاهل ..
عساني اتزوج اربعين ليش تهتمين ..
تغارين عليّ .. ؟
ولا ماتبين شريكه وبس .
مد يدينه وضم على اكتافها قال : قومي ادخلي البرد كسر عظامك .
رفعت يدينه من على اكتافها وماردت الا بالدموع اللي انخرطت فيها .
نزل جاكيته وحطه عليها وضم عليها بقوة قال بهمس : انتي ليه حساسه وكل كلمة تأثر فيك .. يعني ماتدرين اني كنت امزح معك .
غمرها الدفى وريحة عوده المعتق طغت على الهواء والأوكسجين وتنفستها لين حستها جرت في دمها مع اوردتها .
: قومي ادخلي عليك برد .
: عماد اتركني لوحدي ... انا تعبانه .
: طيب قومي ادخلي .
طالعته بعيون باكية ومعاتبه قالت : واذا دخلت تتوقع ارتاح .
باسها على جبينها قال بهمس : ادخلي لايسوي البرد فيك سواته في فهد .
بعدت عنه وصرخت قالت : عماد ارحمني انت ليه كذا ..؟ ليه حياتنا كذا ..؟ انا مستعده اعيش معاك على أي وضع حتى لو فيك عيوب الدنيا انا قابلتك وراضية فيك ..حرام عليك خلني ارتاح واعيش زي الناس ...
واجهشت ببكا مرير وكملت من وسط بكاها : خلني ارتاح الله يخليك .
كان همه انها تدخل البيت لأن يدينها كأنها قالب ثلج ..
ولبسهاخفيف وخوفه يصيبها اللي صاب فهد باسباب البرد ..
قال : ابشري بخليك ترتاحين بس قومي معي .. ادخلي للدفا .
تنهدت وبكت اكثر وهو لاف يده اليمين على اكتافها وماسك يدها اليسار بيده اليسار ..
ماقدر ينطق أي كلمه ..!
اصلاً وش عنده يقول ..!
يابنت انا رجال مريض مااصلح اكون زوج ..
اخاف تصيبك علتي .
انا انسان يشوف الدنيا كم سنه وتنتهي .
دخلوا البيت وطلع معاها لغرفتها كانت بتتكلم قال : اششششش ولاكلمه .. ماله داعي الكلام الحين .. والكلام اللي زعلك كله خرطي في خرطي .. انتي راعية البيت وهو ملكك انتي لحالك .. تبين تصدقين وأوريك اوراق ملكيته ..
لفت الأرض فيها وهي تطالع فيه ..
منذهله وخايفه ..
مصدقه ومكذبه ..
مطمنه ومو راضيه .
سحبها لسريرها قال : ارتاحي الحين وانا بنتظر لين تبدأ صلاة التهجد ابي ارجع الاقيك مثل اول .
مسح دمعتها بطرف اصبعه وباسها قال : لااشوف هذي تنزل .
طلع وهي بوسط ذهولها وصمتها وخوفها من اللي جاي ..
جمد الدمع ورجع قلبها ينبض بفتور وكأنه تعب من التضادات اللي صارت له في يوم واحد حافل بمشاعر مضطربة ..!



***


واقف على عظمين له اكثر من ست ساعات
وان جلس جلس دقايق ورجع يسأل عن المصابة اللي ماعرف حتى اسمها ..
ولا يروح يكمل محضر الشرطه ويحوس مع اهل المتوفيات اللي حضروا ..
الموت له سطوة ..
وحزنه مرير
والفقد موجع ..
وصلوا اهل اميرة زوجها واخوها وام زوجها اللي ياما وياما اشكتها على زميلاتها واشتكت من فعايلها ..
دخلوا حتى يتأكدون من الجثه وأول ماعرفوا ..
اللي صرخ ، واللي رجع كل مافي جوفه ، واللي طاح مغشي ..
اميرة اللي تركت فارس 4 سنوات ويزيد 6 ورانيا 2 ونصف .
تركتهم بلا ام .
بلا حضن دافي وقلب حاني .
بلا مأوى ان ضامتهم الدنيا .
تركتهم وغادرت بكل سهولة .
وسط ذهول الزوج وفجيعة الأخوان والأم ولأب وام الزوج اللي ماعرفت قيمتها الا بعد ماشافتها جسد بلا روح وحراك .
من بيلمك يافارس اذا صحوت مفزوع من نومك ..
من بيلبسك ثوبك الأبيض ويحضنك ويحصنك يايزيد اول يوم دراسي وهي اللي كانت تنتظر اليوم هذاك بوله وشغف .
من بيحتويكم ويحاول يدور رضاكم ويلبي طلباتكم ..
ابو ولا زوجة ابو .
ورانيا بنت السنتين ونص ..
الطفلة المفطومه ..
وشلون تنشأ البنت بدون ام ..
من بيجدل ظفايرها ..
ويختار لها ملابسها .
لمن بتقول اسرارها وخصوصياتها اذا تطور عمرها وكبرت ..
لمن بتسرد حكاياتها مع صديقاتها وسوالفها .
تركتهم اميرة وراحت ..
راحت لأنها ببساطه تبي تعيشهم بمستوى معيشي افضل ..
بس القدر ماكتب انها تحقق احلامها ..

..
وقف فهد وهو يشوف زوج فاطمه يردد لاحول ولاقوة الا بالله اكثر من مئة مرة ..
فلاحول ولاقوة الا بالله تهون المصاب الجلل .
رددها لعلها تهدي نفسه الهادره غضباً وقهراً وامتعاضاً ..
راحت الشريكه والرفيقه ..
راحت وتركته وتركت وراها من الاحباب كثييير
وياكثر اللي بيصدمهم الخبر
بدءاً بأهلها واهله والجمعيات الخيريه ودور الأيتام اللي تعلقت فيهم وتعلقوا فيها ..
وقف فهد عنده بشكله الرث وملابسه الملطخه بالدم وشماغه المربوط على راسه بشكل عمليّ بحت .
: هونها وانا اخوك .. ادري ان مصيبتك مصيبة . ..
قاطعه الرجال الملتحي : اللهم لااعتراض اللهم لااعتراض اللهم لااعتراض .
غرقت لحيته بسيل الدموع وابعد فهد عنه وهو يشوف اخو زوجته المكلوم هو الثاني يجي ويسانده ويطلعه برا المستشفى ..

..
وصل العريس بلهفته
شاب في العشرين ..
نظراته تدور في كل الأماكن لعل وعسى ...
انشرح خاطر فهد وهو يسمعه يقول للمرضه السعوديه بهلع : انتي شفتيها هي بنت شباب .. عرووووس عرووووس لسه .. صغيرة مو كبيرة . نحيفه .. ا ا ا شكلها شكلها ..
قاطعته الممرضه بوجع : اخوي بقيت جثة وحده ومصابة في العناية المشدده .. اذا الجثه مو زوجتك معناتها هي الوحيده اللي نجت .
رفع يدينه للسما مايدري ان الله حكم ونفذ حكمه ولاراد لقضائه .
دخل وجسمه يهتز رعب من الموت وهيبته ..
وخوف ان الجثه تكون للعروس .
كشفت الموظفه عن وجه الجثة وتهاوى على الأرض مغشي عليه ..
وياكسرها الفرحه في عز عزها ..
وياصعب فقدان الأمل في الهناء المنتظر .
شالوه الممرضين على ودخلوه الطواريء
كل هذا على مرأى من فهد ..
وكأن الله بعثه ليقول له ان مصابك هين مع مصاب غيرك .
مصيبه وتجبر مصيبه ..
وربَّ ضارةٍ نافعه ..
وصدق مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ
مسك راسه وهو يفكر بعظم المصاب ..
ذكر الله واستغفره وفز بمكانه لأن الصوت اللي سمعه مو غريب عليه ..
: مشاري وابوه .
وقف لهم واستقبلهم قال : خير يامشاري وش فيكم .
طالع فيه مشاري بوجه اصفر والرعب يدب في قلبه..
والأب الموجوع خايف من الصدمه ..
ووجهه يقول انه مايقدر على التحمل ..
قال فهد : بنتكم في الحادث ..
هز مشاري براسه قال : ارسلونا للثلاجه .
مسكه فهد من يده قال : الظاهر انها نجت .
طالع فيه ابو مشاري وخيط الأمل يلوح ووده يمسكه لايفلت ..
لكنه سكت خايف من ( الظاهر ) تحمل وراها العكس ..
قال مشاري : وش دراك ؟
: الجثث ثلاث تعرفوا اهلها عليها .. والباقي اصابة وحده وهي في العنايه لكن حالتها موب حرجه .
كرر مشاري جملته : وش دراك ..؟
رد فهد وهو يشد على ساعد ابو مشاري التايه مابين يصدق ويفرح ولا يخاف ويتوجس ..
قال : تعالوا للعناية المركزة وكلموا الدكتور تراه معي من اول ماجيت ويطمني عليها اول بأول .
هز ابو مشاري راسه وبقلبه ودوني أي مكان بس اتطمن ..
حثوا الخطى ووصلوا للعناية المشدده وكلم فهد الممرضه اللي عرفته من كثر ماسألها قال : هذولي اهل البنت خليهم يشوفونها من بعيد .
حاولت تعترض بس فهد اقنعها ان اهلها خايفين ماتكون هي فسمحت لهم بالدخول اقل من دقيقه ونظرة ويرجعون ..
دخل ابو مشاري والرهبه لاتقل عن رهبة اللي دخلوا على جثث اهلهم ..
مابين الأمل والخوف ..
تهللت اساريره وهو يشوفها مسجاه على السرير ومطبقة جفونها في وسط اجهزة واسلاك طبيه ..
هز راسه لمشاري اللي ماقدر ينتظر برا ودخل وشافها ..
تسند ابوه عليه ومسكه لحد ماطلعوا وهو يلهجون بحمد الله وشكره على نعمته وانه رد لهم بنتهم ..
ساعد فهد ابو مشاري على المشي وجلس على اقرب كرسي قال : ياولدي وش هالدم اللي عليك .
طالع فهد بملابسه اللي ماقدر يصلي منها قال : شوفة عينك .. قدر الله انه يحطني في طريقهم والحمد لله انا لحقنا بنتك .
طالع مشاري في فهد قال : هذا الدم ..
قاطعه فهد : دم المصابين .. هذا الدكتور جا اسأله عن اختك وانا خلاص بطلع ادور لي شي آكله من العصر وانا احوس لافطور ولا راحه .
اقبل عليهم الدكتور وتحمد لهم على سلامة بنتهم وطمنهم بأن اللي فيها كسور ورضوض وجروح .. وان شاء الله ان حالتها مو صعبة ولاحرجه ..
اقنعهم ان جلستهم مامنها فايده وانهم ماراح يشوفونها الا بعد 48 ساعه .
وعلمهم بأن اللي ساعد بنتهم هو الشاب اللي كان جالس معاهم وانه لولا الله ثم هو يمديها لحقت زميلاتها ..
طلع ابو مشاري مع ولده وبداخله كيف يرد الجميل لفهد ..
وصلوا بيتهم ودق على فهد بس احبط وجوال فهد مافيه شبكه ودلاله انه مسك الطريق اللي يودي لديرته ..


***
تمددت على سريرها وهي في ذهول وصدمه من كلامه
يبي يسكتها ويراضيها بكلامه هذا ويقول ان البيت لها ..
يحسب الدنيا ماده في مادة .
مايدري اني ماابغى منه فلوس ولا مادة ولا شي حسي ..
كل اللي ابيه هو ..
حطيت يدينها على وجهها وهي مخنوقه
بس مارضت الدموع تنزل
كلامها جمد الدموع ووقف البكا
ووصلها لما بعد البكا ..
تغطت بلحافها تدور الدفى
الدفى اللي يغمر روحها البارده قبل جسدها ..
بس وين الدفى وعماد الجليد ساكن بقلبها واعماقها
سمعت صوت الإمام وهو يقرأ بخشوع وتسلل الصوت والكلام لروحها
وتذكرت ان الباري في مثل هالوقت يدور من يتوجه له ويتضرع ويلبيه ..
فزت من سريرها وتوضأت وفرشت سجادتها اللي صارت تعرف ادق تفاصيل حياتها من كثر ماشكتها عليها ..
كملت صلاتها بخشوع وتونِّ وتضرعت لربها باللي في قلبها علّ وعسى ان الباب هذا محد يطرقه ويخيب ..
فزت من على سجادتها وهي تسمع خطواته تقطع الصمت الموحش في البيت ..
ودخلت في لحافها وغمضت عيونها ..
ماتبي تشوفه وتشتعل النار اللي هجدت على السجاده
وماتبي تسمعه وترجع لها صورة نوف اللي ربطتها بالدور اللي فوق وبحياته ..
وماتبيه يبرر ولا يعتذر لأن الشرخ عميق ...
ورتقه صعب ..
وماتبيه يفتح موضوع البيت وملكيتها له سواء يثبت ولا ينفي لأن هالكلام اكبر منها بكثير وأصعب من كل المواقف في حياتها ..
فتح الباب بهدوء من دون مايدقه وكأنه يثبت لها وله ان هالمكان واللي فيه حلاله
يدخل متى مارغب ويطلع بكيفه ..
شافها متمدده على سريرها ومتمسكه في لحافها وجفونها مغمضتها على عيونها واللي فيها .
تداري عنه ..!
ولا تخشى مواجهته ..! و
لا كارهه وجوده عندها .
خانته قدرته في المقاومه واقترب منها اكثر ..
وهي كذا تغريه وتجذبه ..
وشلون وهو قريبه منه ولا في حضنه ..
لو تدرين ياشادن باللي في الصدر ..
كان فرحتي وانا ابعدك واجفاك .
سحب جاكيته اللي على طرف سريرها واللي اختلط عوده مع ريحة عطرها وشكل ريحة مزجت القوة بالرقة ..
ضمه على صدره وانسحب من غرفتها لغرفته ..
لبس واخذ اغراضه اللي تهمه ونزل لجدته ..
بالقوة اقنعها ان عنده شغل في جده ..
ماقدامه حل الا الهروب ..
خاصة الليلة وفي هالوضع ..
سلم عليها وهي تردد الدعوات بحفظه وتوفيقه وتيسير اموره
ومشى وذكر الله يلهج بلسانه من دعاء سفر لاتكال وتفويضه امره ومعوذات وآيات قرآنية تعينه وتحصنه من الشرور والمساويء ..


***


دخل بيت اهله قبيل السحور ..
ملابسه وشكله تقزز كل من شافه ..
شافته منال وصرخت بصوت افزع حنان الواقفه في المطبخ وبندر وخالد الجالسين على التلفزيون ..
قال فهد : هييي بنت اسكتي روعتي الناس .
جاته تمشي بسرعه وسلمت عليه وهي تتفقده قالت : ياويلي يافهد الدم هذا وشو ..؟ صاير عليك حادث .
رفع يدينه قال : مافيني شي شوفي .. لقيت قدامي حادث وساعدت فيه وهذا دم المصابين .
وصله بندر وسلم عليه وهو معقد حواجبه قال : استغفر الله هذا دم آدمي ولا دم ناقة منحورة عليك .
سلم على خالد وحنان قال : لاوالله حادث كرهني بعمري .
تكلمت منال وهي مكشرة قالت : ياعمري يافهد هو انت ناقص .
رمقها بندر بنظره لوم والتفت لفهد قال : غسل غسل والله الظاهر انك مااكلت شي من امس .
رفع فهد حواجبه بتعب قال : خلها على الله بس .. على سحوري ومتبرع بدم للمصاب والدنيا قدامي سودا بغيت اصدم مرتين .
قالت منال بلهفه : خلاص ادخل تروش وبدل ملابسك وانا احضر السحور الحين .
طلع ابوه على صوته وهو يرحب ويهلي كأن له سنين ماشافه ..
بس فتر صوته وهو يشوف هذا شكله وحاله ..
قال : ذابح لك رجال ..؟
جاه فهد يمشي قال : ماذبحت احد الله يخليك لي .. اسعفت لي مصابين وهذا دمهم .
زفر ابوه بارتياح وسلم فهد على جبينه ولثم يده قال ابوه : بشرني عنك وانا ابوك ..؟
هز فهد راسه قال : الحمد لله على النعمه والعافيه بخير من ربي ياجعلك بخير . الا الوالده وينها ..؟ نايمه . ؟
: مهب الظاهر ادخل لها وانا ابوك طمن قليبها ترى دمعتها ماجفت عليك .
رد فهد : خلني ابدل ثيابي لاتشوفني وهذا شكلي ..
قطعت عليهم شهقة امه وصرختها وهي تقول : ياويلي على وليدي ..
رفع لها يدينه وكأنه يقول شوفيني مافيني شي وجا يمشي عندها وهو يقول : اصبري الله يخليتس لي مافيني شي ناس صاير عليهم حادث واسعفتهم .
هدا روع الأم بالرغم ان المنظر مؤسف بس سلامة ولدها فوق كل شي
قالت : لااله الا الله وكل هذا دم .. حيوا ولا ماتوا .
عطاها فهد ظهره وتوجه لغرفته وهو يقول : مات اللي مات وحيا اللي حيا ..
طالع في حنان المتقرفه من هيئته وريحة الدم قال : تكفين ياحنان ابي لي حليب بزنجبيل قبل السحور .. البرد ذبحني والحكه قطعت صدري .
تكلم خالد : عجلي بدال مانتي واقفه وعافسةٍ وجهتس .
دخل فهد غرفته وبدل ملابسه وغسل وصلى العصر والمغرب والعشا وطلع لهم كمل جلسته معهم وهو يوصف لهم الحادث من دون مايجيب سيرة جيران نايف حتى ماينزعجون البنات خاصة انهم عرفوهم وحبوهم ..



***



ثلاثه ايام عصيبه مرت عليهم
حالتها من سوء لأسوأ ..
كسور في الفخذ والساعد من الجهه اليسار ..
جروح عميقه في الرأس والرقبه سببت لها نزيف والقزاز اخرجوه بصعوبه ..
وكل هذا يهون لأن الجرح مصيره يندمل
والكسر يجبر
وقف مشاري بجنبها وهي مطبقة جفونها لأنها ببساطه رافضه العودة ..
الصدمة سببت لها انهيار عصبي حاد ..
ان الواحد يصحى من نومه على فزع هذا بحد ذاته صدمه
لكن ترميه السيارة على بعد 15 متر وهي في طور الصدمه ثم تزحف رعب وخوف وألم ونزف وتوصل زميلاتها وهم اجساد بلا ارواح وتكلمهم اكثر من ساعه ونص هذا شي فوق الاحتمال
وخاصة ان سارة من النوع الرقيق اللي مااعتادت على الصلابه .
مسح مشاري على راسها وامه تتمتم بأدعية وابتهالات وتنفث عليها وتمسح جسدها ..
دخلت ريهام بنت خالتها وخطيبة مشاري قالت بهمس : ها كيفها الحين .
هز مشاري كتوفه وهو يحاول يختصر بكلمات معدوده لأن الأطباء حذروهم من ازعاجها قال : على حالها ماصحت .
مسكت ريهام يد مشاري قالت بهمس في اذنه : تعال اطلع معاي واترك خالتي تجلس عندها ..
خرج مشاري بناء على طلبها ووقف برا قال : ليه ماكلمتيني اجي آخذك .
ردت ريهام وهي تضيق فتحة نقابها وتميل طرف طرحتها عليها قالت : ماحبيت اتعبك ابوي نزلني وراح .. مشاري حبيبي لازم تاكل وتعيش وتحمد ربي انها مالحقت زميلاتها .
تنهد مشاري قال : الحمد لله على كل حال .. انا مامخوفني غير هالانهيار ولا الباقي كله مسألة وقت ان شاء الله .. طمنوني الدكاترة .
ضمت على يده برقة قالت : حبيبي انا اعرف سارة ممكن تتعب فترة بس راح ترجع خليك واثق من كلامي .
هز راسه قال : يالله امشي برجعك للبيت واقنعي امي ترجع معاك مرة رافضه تتحرك حتى فطور للحين ماافطرت .
دخلت ريهام لخالتها اخت امها وام خطيبها وهمست في اذنها بترجي وسلمت على راسها وبإقناع قامت خالتها معاها ترجع لبيتها وتصلي العشاء والتروايح وتستغل الايام الفضيلة في الدعوات لبنتها اللي تركت قلبها عندها ..



***


مرت بقية العشر الأواخر والناس ملتهين مابين صلاة ومساجد واسواق وزيارات .. لولا وجود عمتها فوزية عندهم اليومين اللي راحت كان يمديها تفجرت من الطفش والغيض من عماد وغيابه ..
الليله اعلنوا انه العيد وان الشهر ناقص ..
وهو للحين مارجع ..
" يحسب الهروب حل ...
طيب واذا رجعت ياعماد وش الحل ..؟ "
قالته بقلبها وهي تدخل غرفته اللي رتبتها قبل يومين ونظفتها وكأنها تستجديه يرجع اذا حس ان غرفته نظيفه ..
طالعت في الغرفة وحاجياته وكأنه يحاصرها
رغم انها ترتاح اذا دخلتها الا انها تحس انه يخنقها اذا تذكرت تصرفاته معها ..
سكون البيت يخوف ..
مافيه أي شي يقطع الصوت الا صوت خطواتها وحركتها في الغرفه
وصوت الهوا اللي يتسلل مع الثقوب حول اطارات الشباك ..
حتى القرية بليلة العيد ماتغير فيها شي الا ان البيوت اضاءوا المصابيح العطلانه اللي تطل على الشوارع ..
ومظاهر ليلة العيد من العاب ناريه وخروج الناس من بيوتهم اللي اعتادتها في جده تفتقدها قرية الأجواد والكل لجأ لفراشه من بدري لأن العيد عندهم رغم جماله وحلاوته الا انه مشقه وعناء وتعب والأحسن انهم يستقبلونه وأجسادهم مرتاحه ..
في اثناء الصمت الواجم على انحاء البيت الكبير ..
والهدوء اللي يخوف اكثر من انه يُشعر بالراحه ..
سمعت صوت خطوات مع الدرج ..
مافيه غيره خطواته قوية وسريعه ..
وأكيد انه رجع عشان الليلة عيد ..
وين تطلع وهو خلاص قريب من الغرفه ..؟
وش تقول ..؟
الأفضل انه يضبطها متلبسه وبعذر ولا يضبطها هاربه وبلا عذر ..
فتحت الادراج بسرعه وسوَّت نفسها تدور على شي ..
ماتردد انه يدخل غرفته المضاءة انوارها ومفتوح بابها على غير العادة اذا ماكان فيه ..
شافها واقفه بارتباك وتدور في الادراج ..
رغم انه مايحب احد يدخل غرفته ويعترض اذا احد حاول انه يفتش او يبحث في خصوصياته اياً كانت .. الا انه سكت ومااعترض على فعلها ..
وقف على الباب وهو يطالعها ..
لاسلام ولا كلام ولارفع نظره عنها .
قميصها الزهري القصير والناعم جداً مطلعها ابهى صورة ..
شعرها الأسود اللي يتمنى يدخل يدينه فيه ويلمسه بحرية وراحه يأسره ..
ذبول عيونها الواضح يبهره رغم انه ذبول والذبول عمره مااغرى الا انه على عيونها اغراه وفتنه ..
كان يناظرها بحزن ..
بين فرحة اللقا وهمّ القرب .
اربكتها نظرته وخافت انه يعاتب ..
اصعب شي تواجهه مع عماد نظراته الغريبه ..
يبي يقول شي ويعجز ..
طلعت يدها من الدرج بفتور وفيها مقص اظافر الشي الوحيد اللي قدرت تحصل عليه ويمكن يكون هو عذرها قدامه ..
حاولت تبلع ريقها بس خذلها حلقها الجاف قالت بارتباك وهي ترسم ابتسامه باهته مالها أي تعبير على وجهها : الحمد لله على سلامتك ا ا ا ... رفعت مقص الأظافر وكملت بخجل : كنت ابغى هذا .
مشى ناحيتها بسرعه وعينه على مقص الاظافر وخطفه منها قال بلهجة حاده ماتوقعتها : هذا استخدمتيه .
: لا كنت باخذه ماعندي ...
تنهد بارتياح قال بصوت موجوع وهو يقاطعها : لاعاد تقربين من اغراضي الشخصية .
اسلوبه هذا يجننها
ينهكها ويوجع قلبها ..
ليه يأمر بتوسل
ليه يتقوى وبضعف .
ليه ينكسر قبل لايكسرها ..
طلعت لغرفتها بخيبتها وتركته بين همه وندمه وخوفه عليها ..
وكل واحد يلوم نفسه على تصرفه ..
هي عذرها الشوق وهو عذره خايف عليها ..
حاولت تنام بدون ماتفكر في اذيته لمشاعرها
وهو حاول يتناسى ويعذر نفسه بأنه معاه حق ..
تقلبت طول ليلها واستجدت النوم باغلاق النور وهدوءها واخماد بركان الغضب الثاير بداخلها ببعض الآيات القرآنية والأدعيه اللي تحفظها ..
لكن النوم ابى وتمنع ورفض انه يطرق جفونها وظلت صاحيه لين سمعت الأذان ..
اما هو فرحمه تعبه وهاجمه النوم رحمة ورأفه ..
فزت من سريرها ..
وصلت ولبست تنورة لونها سماوي مشجر بأصفر واحمر .. وبلوزة لونها سماوي سادة وماسكه عليها .. بصدر واسع وأكمام طويله وضيقه ..
انتهت من مكياجها اللي اختارت الوانه هادية جداً وتناسب النهار ..
اغرتها الأصوات اللي سمعتها برا وفتحت الستارة حقت غرفتها وشافت النور يغازل سماء العيد ..
الناس بدت تطلع من بيوتها والكل بملابسه الجديده ..
الأطفال بثيابهم انتشروا في الطرقات من بدري بانتظار الصلاة .
وصل سمعها صوت عماد وهو يسكر باب غرفته وعرفت انه نزل رايح للصلاة ..
كانت تتأمل الرجال وكل واحد خارج بسجادته لمصلى العيد اللي في آخر القرية ..
الجو مفعم بروح المناسبه ..
تذكرت ان جده على النقيض ..
الناس صحيح تروح تصلي وبعدها يعم الهدوء على البيوت خاصة انها عاشت سنين طويلة بدون قرايب .. واهل سارة اللي تعتبرهم اهلها غالباً يقضون العيد في ينبع عند جماعتهم ..
شافت عماد وهو يطلع من البيت وجدتها معاه رايحه للمسجد .
تذكرت كلام فوزية ان امها لايمكن تتخلى عن صلاة العيد في المسجد ..
لابس ثوبه الأبيض وشماغه الأحمر ويمشي بهيبه مميزته عن الجميع ..
توارت سيارته عن انظارها وقفلت ستارتها ونزلت تحت ..
جهزت القهوة والحلا في قسم الرجال وسوت الجمر بانتظار الضيوف حتى تحط العود ..
سمعت اصوات عمانها وجدتها والمعايدات والتهنئة وطلعت سلمت عليهم وعماد بينهم ..
سلم على راسها وهو يعايدها وردت بصعوبه وخجل واحراج بـ : وانت بخير ومن الفايزين .
قال فواز وهو يقصر صوته بلوم لعماد اللي يبتسم على شكلها : ياخي ماتستحي انت ..؟ احرجت البنت .
ضحك عماد بصوت مسموع واقرع صوت ضحكته في قلبها قبل اذنها .. ولف يده على اكتافها وهو يقول : هههههههههههه عايدتك انت ماتبيني اعايد حرمتي .
حرمتي ..؟
حرمتي ياعماد ..؟
طالعت فيه باستغراب ورجاء وخوف واستنكار لأنه يستخف بوجودها في حياته ..
تجاهل نظرتها ورجع يكلم فواز : خلنا نروح للمجلس شكل الناس جات تعيد علينا .
طلع فواز قبله ولحقه ناصر اللي وصل امه للصاله وساعدها على الجلوس ..
رفعت يدينه من عليها وانسحبت وهو يتبعها بنظراته ..


***

العيد عمره ماطرق كل البيوت بفرح ..
الا مايصير بيت يرثي ويبكي والخلق معيده ..
عيال اميرة الايتام وامها واخواتها وزوجها اللي تعودوا عليها كل عيد هالمرة مفتقدينها ..!
مالها حس ولاصوت ولا وجود ..
وساميه اللي عمرها ماقضت العيد بعيد عن اهلها ماتت ومات معها الفرح وبهجة العيد ..
زوجها صابته صدمه عصبيه ماقدر يجلس في الديرة وسافر للندن عند ولد عمه اللي يدرس هناك ..
وفاطمه والمأساة اللي خلفتها في كل بيت عرفها بسبب فقدها وفراقها ..
بدءاً ببيتها وبيت اهل زوجها وبيت اهلها وانتهاءً بدور الايتام والملاجيء ..
وفي مستشفى فقيه بجده ..
بعد مانقلها ابوها من الطايف ودخلها مستشفى خاص اكثر عنايه واهتمام على حد قوله ..!
كانت نايمه وساكته ..
الصدمه العصبية اللي تعرضت لها اسكتتها وافقدتها وجود اللي حولها ..
وامها وابوها واخوها حولها ويحاولون يحسسونها بأهميتها وان سلامتها ونجاتها من الحادث شيء مفرح ويستحق انها تصحي عشانه ..
وهي رافضه العودة للواقع بسبب الانفعالات الثايرة بداخلها وكان خير تعبير لها هو الهروب والابتعاد عن الواقع بكل مساوئه واحزانه وصدماته ..
بدءاً بصدمتها في خالد وانتهاءً بصدمتها في الحادث وفقد زميلاتها امام نظرها ..



***


في مجلس ناصر ..
مجتمعين على الغدا لأنه الكبير واعتادوا ان اول يوم الغدا يكون عنده ..
دخل على ابوه وعمه واخوانه وعماد وهم يسولفون قال ابوه من بين الجالسين : فهد من وين جيت وانا ابوك لنا اربع ساعات ندور عليك .
طالع فيهم وهو يحاول يتجلد ..
اليوم اول عيد يقضيه بدون سعود والأعياد القاتمة قادمة ..
قال بمرارة : رحت للمقبرة .
خيَّم الصمت على المجلس واكتفوا بالنظر والمواساة الصامته ..
التفت على عماد قال : ماوديت اهلك لجده ياابو مشعل .
: لا والله .. انا كنت عازم نايف وامه يجونا في العيد بس اللي صار ان بنت جيرانهم مدرسه في السبيل وصار عليها حادث وهي صديقة شادن وعلى حسب كلام نايف انها لو درت يمكن يصير لها شي .. وهو وامه اللي طلبوا مني مااجيبها لين صديقتها تطلع من المسشتفى .
قال فهد باهتمام : من تقصد ..؟ بنت ابو مشاري ..؟
رد عماد : ايه علمك نايف ..؟
: لاوالله ماعلمني نايف .. علمني شوفي لها ولحادثها ..
طالع في بندر وابوه قال : تذكرون الدم اللي على ثيابي يوم جيتكم تراه دمها كشر بوجهه قال : ريحته قعدت في خشمي خمسه ايام .
قاطعه عماد باهتمام : وين جيت الحادث ووشلون جاك دمها .
سرد فهد عليه السالفه ووصف الحادث ومساعدته للبنت وتحاشى الكلام عن حالتها وانهيارها وكلامها لزميلاتها لسبب يمكن يكون انه يذكره بحالته وسعود في حضنه جثه هامده ..ويمكن لسبب آخر ..


***

مرت ايام العيد عليها وهي في ضيقة .
قالت له بتروح لجده تعيد على اهلها بس قال اجليها لين انزل لجده ..
تحجج لها بالشغل في الديرة والطايف وان ماله نية يروح لجده ..
واكتفت بمكالمة امها من جواله الثريا اللي مايفتحه الا اوقات نادرة وللضرورة ..
من بعدها ماعادت فتحت معه الموضوع ..
ولا حاول يحتك فيها كثير ..
..
الليلة نايمه في غرفتها وبأمان الله ..
سمعت دقات خفيفه على باب غرفتها اللي قفلته وهي تبدل ونست تفتحه ..
فزت من نومها تتخبط بهلع وفتحت وزاد هلعها من منظره وشكله ..
صرخت بقوة : عماد .. عماد شفيك ..
مال بجسده عليها وهو يتأوه ويده على اعلى جنبه الأيمن قال بوجع وهو يمد عليها مفتاح سيارته : روحي لسيارتي هاتي كيس الأدوية اللي فيها .
ردت بخوف وهي تشوفه يرتجف وعيونه حمرا .. وزاد رعبها وهو يجري للحمام ويرجع اللي في معدته بصوت عالي ومتوجع ..
لحقته للحمام ولمحها قال : عجلي ياشادن لاتوقفين تطالعيني ..
راحت بسرعه وناداها بصوت عالي بألم : البسي شي قبل تطلعين .
اخذت عبايتها وطرحتها ولبستها وهي تجري زي المجنون الخايف الهارب اللي يدور على ملاذ وبنفس الوقت يطرد احد ..
فتحت باب الفيللا وباب السور بلا شعور ووصلت للسيارة ..
جربت المفاتيح الكثيرة اللي تجمعها مداليته الفضية واخيراً لقت المفتاح اللي انصاع له باب السيارة وفتحه ..
فتحت الدرج كأول توقع لها ان الأدوية راح تكون فيه ..
وفعلاً ماخاب توقعها وسحبت كيس الأدوية ورجعت تجري للبيت ..
وصلت غرفتها وهي تلهث ..
من سنين ماجرت زي كذا .. بس مو هذا المهم ..
المهم توصله وتلحقه ..
كان رامي نفسه على سريرها على وجهه وحاضن المخده على بطنه وصدره ..
اول ماحس بحركاته قام وجلس ..
مد يده على الكيس واخذها وطلع منه حبة مسكنة ومعاها حبتين من اللي اعتاد عليهم ودسها بفمه وشرب وراها موية من كاسة شادن اللي غالباً تلازم كومودينو سريرها ..
رجع تمدد على ظهره وهمس : لحفيني زين .
تأملته وهو يصارع الألم بصمت ..
وجهه الاصفر وحبات العرق تنتثر عليه ..!
التفت عليها وانتبهت لنفسها وسحبت اللحاف وغطته ..
مضت عليها دقايق وهي واقفه تطالع فيه بصمت ..
اخيراً استسلم للنوم وكأنه طفل الثلاث سنوات ..
بدون أي مقاومه او استدعاء واستجداء ..!
تسحبت من غرفتها وطلعت للصاله ..
كيف تنام بعد هالليلة العصيبه ..؟
وشلون تعيش معاه وتقدر تواجهه وتكلمه وهو كتلة استفهامات والغاز ..
جلست في الصاله اللي فوق ومابين فترة وفترة تطلع عليه وكان وضعه واحد وشكله واحد ..
الا ان ملامحه بدا عليها الارتياح اكثر من اول ..
سندت براسها على الكنبه وغفى جفنها قبل الأذان
اما من التعب او باستدراج ابليسها للنوم حتى ما تصلي صلاتها على الوقت ..




***


من بعد هذيك الليلة ماشافته الا يوم العيد ..
على قد ماتحبه على قد ماهي غاضبة ومقهورة منه ..
فتحت شباكها تدور اثاره وتمني عيونها بشوفته علّ الشوق يهدا ويهجد ..
ابد ماله اثر ..!
حتى المزرعه اللي اعتاد يروح لها يومياً ماراح لها من العيد .
وقفت اختها نورة وراها قالت : نوف لو سمحتي سكري الطاقه فضحتينا في الناس خلاص مامن مراقبتس له فايده .
سندت بظهرها على جدار غرفتها الاسمنتي وهي تطالع في اختها بحسرة وقهر قالت : نورة .. حظنا ليش كذا .
جلست نورة على الارض وكتابها في يدها تبي تراجع قبل الدوامات اللي بتبدا بكرة .
قالت : وش فيه حظنا .. عايشين من احسن شي .
جلست نوف باحباط قالت : وين هو اللي احسن شي وتشوفينه .. وش عاجبتس في حياتنا .. ابوي الشايب الفقير ولا امي اللي تشقا من يوم تصبح لين تمسي ولا فقرنا وبيتنا وحياتنا بلا اخو ولا سند .. وكله كوم وعيشتنا في القرية هذي كوم .. ليش ربي ماخلقني من بنات المدن وغنيه بدال هالعيشة اللي تقصر العمر .
ردت نورة بحده : احمدي ربتس يانوف غيرتس يتمنى عيشتس .. عندتس ام و ابو شايلينتس على كفوف راحتهم .. وموظفه وغيرتس مالقاها .. لاتعترضين على قسمة ربي ترى ربي مايقسم لعبده الا اللي يشوفه في مصلحته ويناسبه .
: مشكلتس يانورة ان تفكيرتس عند رجولتس ... طالعي في شادن مرة عماد ...
قاطعتها نورة : انتي ماخلاتس تفكرين بهالخرابيط الا عماد واحلامتس اللي نسجتيها معه . اصحي يانوف عماد مهوب لتس ولايفكر فيتس .. وحتى لو ماتزوج شادن عماد واي رجل في الدنيا مايحب البنت اللي ترمي نفسها عليه .
تطاير الشرر من عيون نوف وهي تقول : وانتي شايفتني رامية نفسي عليه .
: ايه مالتس شغله الا تقزينه مع الطاقه .. ولاتحسبين العنود ماعلمتني بسالفة الرسالة .. انا سكت عشانتس اختي الكبيرة وعشان ابوي وامي مايدرون وانتي تدرين ان ابوي لو درى عن سوالفتس وش بيصير له .
: فكيني فكيني بالله من محاضرتس اللي تجيب المرض .
: تصدقين اني جاية ابي اكلمتس في الموضوع هذا واشوا انتس اللي فتحتيه .
: اوووووووووف هذي من يصك فمها الحين .
: انا بقول لتس كلمتين ترى ان كررتي حركاتس هذي والله ثم والله يانوف لاعلم امي .. وامي ان درت تبي تقول لابوي جيب المملك وزوجها حمود واسترها .
ارتعبت نوف من طاري حمود قالت : الله ياخذ عدوتس يالخبلة فكيني من سيرة هالعله واذا اسمه معجبتس تراه حلال عليتس ماابيه ولا ابي طاريه .
وقفت نورة قالت : انتي اصلاً ماتستاهلينه .. لكن البلا انه يبيتس ومايبي غيرتس .
طلعت نورة وتركتها .. ونوف تتمتم بقهر : اللي يبينا عيت النفس تبغيه واللي نبي عيا البخت لايجيبه .. تبعت اثار اختها بنظرة حزينه وكملت : عيا البخت لا يجيبه يانورة ..



***


يوم دراسي اول ..
وصباح جديد وعودة للروتين اليومي ..
مرت من عنده منال لابسه مريولها وهو متوسد فخذ امه اللي تمسد له شعره ..
قالت منال : يمه شوفي حنان خليها تعجل .. كل شوي وهي لابسة بلوزة شكل .. وكل شوي وهي فاتحة شعرها وتغير شكله .
رد فهد وهو مغمض عيونه : علامتس يالعصلا اخلاقتس قافلة مع الصبح .
قالت : علتني اختك كل يوم وحنا داخلين المدرسة والطابور قد بدا .. ولولا الوكيلة تحبني ولا وقفتنا قدام البنات .
قام جلس قال : انا ولد ابوي .. تحبني وشو ..؟
ضحكت منال منه قال : ههههههههههههه وكيلتنا مصرية كبر جدتي حصة .
ابتسم فهد ورجع تمدد وحط راسه على فخذ امه من جديد قال : اشوا اشوا .. اللي نسمعه الايام هذي في المدارس يشيب الراس الله لايبلانا .
قالت حنان اللي جات تمشي وهي تلبس عبايتها : تكفى فهد اليوم تودينا للمدرسة ماعندك لاشغله ولا مشغله .
رد عليها بدون مايطالع فيها : اقول توكلي على الله بس خلي ودني .
سحبتها منال وهي تهمس لها : امشي امشي ياحنان خلينا نلحق خالد قبل يمشي هذا فهيدان والله مايتغير لو مدري وش يصير .
قالت حنان وهن يبتعدن عن جلسة فهد وامهم : والله اني قلت بيتغير بعد موت سعود ولا الحادث اللي شافه ويقول يروع .. بس شكل قلبه صخر .
..
وهو على وضعه قال لامه اللي تنصحه يدور له وظيفه الايام هذي وان كلام حنان صحيح : انا كلمت عماد ابي ابيه يدبر لي وظيفه تلهيني عن هالدنيا .
ردت امه بشفقه وخوف : بسم علينا .. ياوليدي لااسمع هالكلام منك .. تعوذ من ابليس ودور لك على وظيفه وانا ابي ادور لك البنت اللي تناسبك .
: لا الله يرحم ابوتس .. فكيني من طاري العرس .
: الله يهديك وانا امك .
قام جلس قال : انا بروح لعماد يمديه صحى ابيه يعلمني وش شغلي بالضبط .. الديرة هذي ماعاد اطيق اجلس فيها مير الله يصبرني .
: الله وانا امك ييسر لك دروبك ويرزقك الصلاح والهداية ويجازي عماد بالخير يوم خيره ماكفه عنا من يوم ربي رزقه .
طلع فهد من عندها وبقلبه وشلون يهج ..
صبر عشرين يوم في الديرة بدون سعود ..
بس ذبحه الشوق وماعاد له طاقه على الاحتمال ..
رغم انه يروح لقبره كل يوم ويكلمه ويسولف عليه ويدعي له ويرجع .
ومع هذا ماطاق المكان بلاه وبدونه ..



***



صحت من نومتها وفزت تبي تشوفه ..
بس تسمرت بمكانها وهي ماتشوف الا مكانه ..
التفتت للحمام وشافته خالي وطلعت تدوره ..
دقت باب غرفته ودخلت وسمعت صوت الشاور ورجعت ..
توضأت وصلت ولبست بسرعه وهي تهادي الوقت لايسبقها ثم تفتح نوف عليها الباب اللي ماينصك بسهوله معاها هي بالذات ..
طلعت وهي لابسه عبايتها ومرت عليه شافته يمشط شعره المبلل ولابس ثوبه قال بصوت عادي وهادي : خلصتي ..؟
طالعت فيه تتفحصه ..؟
معقوله هذا اللي كان البارحه عندها بغى يموت ..
بس باين في وجهه اثار التعب ..
قالت : صباح الخير .
التفت عليها ورجع طالع في المرايه قال : صباح النور عجلي انا اللي بوصلك للمدرسه .
: كيفك الحين .
رمى الفرشه من يده وجا يمشي عندها قال : انا بخير مافيني شي بس لاتجيبين طاري لا لجدتي ولا تعلمين فوزية ثم يتنشر الخبر في الديرة كلها .
صرت عيونها بشك قالت : خبر ايش ..؟
: ها .. خبر اني تعبت امس .. يالله ترى ماباقي وقت ..؟
: الحين انت كويس .
فتح يدينه قال : وش تشوفين ..؟
اغتصبت ابتسامه من عمق حيرتها ورسمتها على وجهها قالت : الحمد لله .
رجعت لغرفتها وطلعت بعد دقايق قليله كانت في المدرسة ..
سلمت على زميلاتها وكلها شوق لمواجهة عزة مدرسة الانجليزي الجديدة ..
جاتها عزة الهادية والمنطوية على نفسها كثير ..
: هلا شادن ..
: عزة ابغى منك خدمه .. خذي الورقه وترجميها لي بالحرف . بس عزة ابغى الموضوع بيني وبينك .
اخذت عزة ورقة الفحص الطبي اللي عثرت عليها شادن من بين علب الأدوية في الكيس واخذتها تقرأها بس طلعت كلها مصطلحات طبية مافهمت منها شي الا اسم عماد مشعل ال ... وتاريخ الفحص قبل شهر ..
قرأتها عزة وهي تعقد حواجبها قالت شادن بلهفه : عزة اش فيها ..؟
كملت عزة ورفعت راسها قالت : هذا تحليل اسمه( انتي اتش بي اس ) (Anti-HBs ) ويقول ان نتيجته سلبيه للأسف .
فتحت شادن فمها قالت : ويعني ..؟
: اللي فهمته من الكلام اللي هنا انه تحليل خاص بفيروس الكبد الوبائي بي .. ..
وضاع الكلاااام ..
وضاقت الدنيا
وتاه النظر والسمع وكل الاحساس ..
تسندت على عزة ومسكتها عزة بلهفه : شادن شادن .. ياربي اش سويت لك .. شادن ياعمري اصحي .
دخلت نوير وشادن في حضن عزة مغشيه ..
وبسرعه خرجت عطرها من شنطتها وبخت عليها وغسلت وجهها بمويه قالت : خلينا نوديها للبيت .
اخذت عزة الورقة وحطتها في شنطة شادن اللي نزلت دموعها بدون مقاومه ..
قالت نوير بحنان : شادن قلبي تبين ترجعين للبيت .
هزت راسها بإيه ودموعها مغرقه وجهها وسط ذهول نوير وأسف عزة .
طلعت نوير لنوف اللي اعترضت في البداية وتحت الحاح نوير وافقت .
مشت مع نوير والدنيا في عيونها صغيرة ..
اجل مريض وانا الومه ..!
مريض ..؟
حبيب جدتي مريض ..
زوجي مريض ..؟
واي مرض ياشادن ..
ماردت على نداءات نوير المتتاليه لها ..
وصلت بيتها وهي سارحه وهايمه وصامته ..
دقت نوير الباب ورجعت وهي تشوف عماد يفتح الباب ويسأل بلهفه ..
: شادن .. خير وش فيك ..؟




***




قراءة ممتعه وسامحوني على القصور

 
 

 

عرض البوم صور اقدار   رد مع اقتباس
قديم 29-12-07, 10:41 PM   المشاركة رقم: 749
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45190
المشاركات: 168
الجنس أنثى
معدل التقييم: سحر الحلال عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سحر الحلال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

روعه
الصراحه مبدعه والله انك مبدعه
وحده طماعه متى الجز الجديد تنزلينه (اسفه بس وش دخلني اذا قصتك حلوه وتخلي الواحد قصبن عنه يقراه)

 
 

 

عرض البوم صور سحر الحلال   رد مع اقتباس
قديم 29-12-07, 11:14 PM   المشاركة رقم: 750
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مالكة القلوب


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53295
المشاركات: 3,145
الجنس أنثى
معدل التقييم: مذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاطمذهلة الخليج عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 129

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مذهلة الخليج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

لا لا الجزء يجنن بس حرام والله حرام عليك ياقدر خليتين اصيح في الجزء مرتين
مره على الحادث واثره على ساره ولي معها والحمد الله مموتيها كان مدري شنو بيصير فيك يكفي موتي الباقي
وبعدين عماد ومرضه حرام ليه طيب بس اكيد عندك هدف لي هذا المرض
وبعدين في سؤال :عماد يعمل تحيل شهري عشان ممكن يشفها او كيف ؟
بس حرام بعد محبته شادن وهو تعلق فيها والله رهيب عماد عجبني انا كل هما مستقبل شادن البعدين وهيا مسكينا متفكر غير كيف تكسب قلبه متدري انها دخلت قلبه من زمان
ويربي على عماد يوم العيد وكيف احرجها وي عمها
بس لو ام ناصر يترى شنو راح تسوى اتوقع تضرب عماد هههههههههههههههههه
وننتظر باقي الحداث بس تكفين
والله بكينا اليوم بم يكفي نبغي غير شوي امل وتفال
مذهلة

اقدار والله انك رهيب ومبدعها بمعن الكلمها على قولة زارا اخراج ولا احلى

 
 

 


التعديل الأخير تم بواسطة مذهلة الخليج ; 30-12-07 الساعة 03:29 AM
عرض البوم صور مذهلة الخليج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملامح الحزن العتيق, الكاتبة اقدار, اقدار, رواية ملامح الحزن العتيق, رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبة اقدار, قصة ملامح الحزن العتيق
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t57962.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 26-11-10 12:07 AM
Untitled document This thread Refback 04-04-10 03:07 PM
ظ…ظ„ط§ظ…ط­ ط§ظ„ط­ط²ظ† ط§ظ„ط¹طھظٹظ‚ - ط§ظ„طµظپط­ط© 411 - ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³post1365743post1365 - Gturl Post #0 Refback 08-10-09 11:08 AM
Untitled document This thread Refback 24-07-09 11:04 PM
Untitled document This thread Refback 25-04-09 11:53 PM
Untitled document This thread Refback 25-04-09 03:33 PM
ظ…ظ„ط§ظ…ط­ ط§ظ„ط­ط²ظ† ط§ظ„ط¹طھظٹظ‚ - ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³ - Gturl This thread Refback 09-04-09 10:11 AM


الساعة الآن 10:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية