المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
حَيِّ النِّسـاءَ
حَيِّ النِّسـاءَ
لم يكن أمامي حينما رأيت صورة أولئك النساء المجاهدات الصابرات
يواجهن صَلَف العدوِّ الصهيوني الظالم الغاشم حماية لفلذات أكبادهن، وشباب
فلسطين من سطوات العدوِّ المتكرِّرة على بيوتهم ومزارعهم ومساجدهم، لم
يكن أمامي إلا قلمي الحزين ووهج مشاعري الملتهب وورقةٍ باكية حزينة
سطَّرت عليها ما جاشت به نفسي في تلك اللحظة الدامية الحزينة، وهكذا تكون
نَفْثَةُ الشعر في لحظة وهج المشاعر، تخرج معبِّرةً، مصوِّرةً، ناقلةً لإحساس
يتوقد في قلب حزينٍ يخفق، ولعل من أجمل ما في نَفْثَةِ الشعر الصادقة أنها
تنتقل إلى قلوب من يقرؤها أو يسمعها معبِّرة مصوِّرة ناقلةً لأحاسيسهم أيضاً
يوم الخميس 18/10/1427هــ
عبد الرحمن العشماوي
حَـيِّ النِّسـاءَ فقـد مَسَحْـنَ iiالـعـارا *** وهَـطَـلْـنَ غَـيْــثَ بـطـولـةٍ iiمِــــدْرَارا
حـيِّ النـسـاءَ وقَـفْـنَ رَمْــزَ iiبطـولـةٍ *** وغَـدَوْنَ فـي لـيـلِ الخـضـوعِ iiمَـنـارا
لـمَّــا رأيـــن المـعـتـديـنَ iiتــجــاوزوا *** كــلَّ الـحــدودِ وحـطَّـمـوا iiالأَســـوارا
ورَأَيْـنَ سيـفَ الغـدر يحـصـد جَـهْـرةً *** أبــنــاءَهُــنَّ ويَــمْــسَـــح iiالآثـــــــارا
ورَأَيْـــنَ أنـصــافَ الـرِّجــال iiتـوقَّـفــوا *** فخـيـولـهـم لا تــعــرف iiالـمـضـمــارا
ورأَيْــــنَ أُمَّـتَــهُــنَّ تـفــتــح بـابَــهــا *** للغـاصـبـيـنَ وتَـخــفِــضُ الأَبــصـــارا
ورَأَيْــــنَ صَـمْـتــاً عـالـمـيــاً iiقــاتـــلاً *** خَـــذَل الضـعـيـفَ، وأيَّـــد الأشـــرارا
لـمَّــا رَأَيْـــنَ الـلِّــصَّ يـقـتــل آمــنــاً *** ويُـخــيــف أرمــلـــةً، ويَـــهـــدم iiدارا
أَسْرَجْنَ من خيلِ الشمـوخِ iiأَعزَّهـا *** وضَـرَبْـنَ مـــن دون الـعــدوِّ حـصــارا
ما سِـرْنَ سَيْـرَ المستكيـنِ، iiوإنمـا *** سَـيْــرَ الأَبـــيِّ يــواجــه iiالأخــطــارا
يَحْمِـيـنَ أشـبـالَ العقـيـدةٍ iiحينـمـا *** فَـتـحَ الـعـدوُّ عـلـى البـيـوتِ iiالـنَّـارا
طَـيَّـرْنَ فــي الآفــاقِ صَـقْـرَ كـرامــةٍ *** مـــن بــعــد أنْ غَـذَّيْـنَــه iiالإصــــرارا
وَاجَـهْــنَ طـاغـيـةَ الـزَّمــانِ بـهـمَّــةٍ *** ومَـــــلأْنَ غـــــزَّةَ عِـــــزَّةً iiوفـــخـــارا
وكَشَفْـنَ للدنيـا العـدوَّ، فـلـم iiيَـعُـدْ *** يَـسْـطِـيــعُ تَـلـفـيـقــاً ولا iiإنـــكـــارا
مُتَحَجَّبَاتٍ سِرْنَ في أَلَـقِ iiالضُّحَـى *** فَـغَـدَوْنَ فــي وضــحِ النَّـهـارِ iiنـهــارا
حَيِّ النسـاءَ الفاضـلاتِ رَفَعْـنَ مـن *** إِيـمــانــهــنَّ بــربِّــهـــنَّ iiشــــعــــارا
جَاوَزْنَ حَدَّ المستحيل فَصِـرْنَ iiفـي *** بـــاب الـشـمـوخِ لغـيـرهـنَّ مــنــارا
أَبْــصَــرْنَ مـلـيــاراً ونـصـفــاً غــافــلاً *** فـرمَـيْـنَ سَـهْـمـاً يُـوقــظ الـمـلـيـارا
حـيِّ النسـاءَ لَبِسْـنَ ثـوبـاً سابـغـاً *** ونَفَـضْـنَ عــن وجــهِ الإبـــاءِ غـبــارا
حيِّ العباءاتِ التـي لُبِسَـتْ iiعلـى *** هِــمَــمٍ تَــهُــزُّ الـمــجــرمَ الــغـــدَّارا
دُوَلُ الـعُـروبــةِ حـولــهــنَّ iiتــدثَّـــرَتْ *** بـالــذُّلِّ، جلَّـلـهـا الـتَّـخــاذُلُ iiعــــارا
خضعَـتْ فـمـا رَدَّتْ جنـايـةَ غـاصـبٍ *** لــمَّــا تــطــاوَلَ جـيــشُــه iiوأَغـــــارا
فأَضَـأْنَ فـي ليـل التخـاذل iiشمـعـةً *** وفَتَـحْـنَ نـحـوَ المَكْـرُمـاتِ iiمَـسَــارا
للهِ دَرُّ شـمـوخـهــنَّ فــقـــد iiبَــــــدَا *** شـمـسـاً تـغــذِّي أمـتــي iiالأَنـــوارا
وجَّـهْــنَ لـلـعـرب الـنّـيـامِ iiرســالــةً *** لـــو يفـقـهـونَ، لـحـرَّكَـت iiإعــصــارا
يــا أيُّـهـا الـعَـرَبُ الـنِّـيـامُ، عـدوُّكــم *** ركـــبَ المـحـيـطَ وأعـلــن الإبـحــارا
قد أشعل الحَرْبَ الضَّروس، ألم تَرَوا *** فـي أرضكـم منهـا لَظًـى وشَـرارا؟!
(قوموا علـى أَمْشـاطٍ أرجلكـم) ولا *** تَخْشَـوا، فَـمَـنْ مَـلَـكَ الـزِّمـامَ iiأَدارا
تتضاءَلُ القوَّاتُ مهمـا استَوْحَشَـتْ *** لــمَّــا تــواجـــهُ فــارســـاً iiمِــغـــوارا]
|