كاتب الموضوع :
Blue Eyes
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل السادس
"ما بكما ألم تعجبكما الفكرة؟لقد ظننت بأنها ستكون فكرة رائعة ان نخرج معا خاصة اننا لم نفعل ذلك منذ مدة طويلة!"قال السيد آلين جملته هذه بشيء من الإستغراب فعادة بناته ماريا وكلارا تكونان في غاية الحماسة من اجل ان يخرجوا جميعهم معا كعائلة.......
ماريا بابتسامة لطيفة هزت رأسها قائلا:ليس الأمر كذلك أبي لكن أنا ليس لدي رغبة حقيقية في الخروج اليوم؟
كلارا أيضا قالت:وأنا لدي ما اقوم ربما مرة اخرى ابي.
نظرت السيدة ماتيلدا لبناتها قائلة:أنتما لم تعودا كالسابق ابدا ماذا جرى لكما؟
الصمت هو الذي خيم على غرفة الجلوس فقال السيد آلين:حسنا حسنا على ما يبدوا بأنه هناك الكثير لذلك يجب ان نتناقش معا في ذلك ام انتما لا تريدان الحديث.
ماريا وكلارا نظرتا نحو والديهما ولم تعرفا ماذا تقولان وبالنهاية قالت ماريا بتردد:في الواقع ابي هناك الكثير؟.
وبما ان والديهما كانت الصراحة لديهما اهم شيء فقد اضطرت ماريا لقول كل شيء بداخلها امام والديها حتى ان والدتها تالمت من اجلها لكنها لم تستطع قول شيء حتى كلارا التي تعرف كل شيء يحدث مع شقيقتها فضلت الصمت لانه ليس هناك ما يمكن ان يقال حقيقة فمشكلتها من النوع الذي يحدث كثيرا وهو الحب من طرف واحد......
نظر السيد آلين مطولا لإبنته ماريا التي كانت تجفف دموعها التي سقطت رغم عنها مع انها حاولت الا تدعها تنزل لكن من غير فائدة ومن ثم قال أخيرا:أنتي بحاجة لأكثر من النصيحة عزيزتي انتي بحاجة كي تصارحي نفسك بان هذا لا يسمى حب ربما اعجاب وقد فهمت من حديثك بانه من طرف واحد فقط وهو من جانبك لذا سيكون من الافضل ان تتغلبي على شعورك هذا بسرعة كي لا يزداد الأمر سوءا مع الأيام.................
كان كلام والدها واقعي مئة في المئة وصحيح كذلك لكنها لا تستطيع محو حب دانييل من قلبها ابدا حتى لو قالت ذلك وشاءت ذلك لا يمكنها فعل ذلك.
نظرت السيدة ماتيلدا لابنتها الرقيقة بابتسامة وقالت لها:حبيبتي لا داعي لكل هذا الحزن ثم انتي ما تزالين شابة صغيرة وجميلة جدا والكثيرون يتمنون فتاة مثلك فلا تفكري به كثيرا وكما قال والدك عليك نسيانه بسرعة.
ماريا:لا استطيع
السيد آلين كانت المرة الأولى التي يرا بها ابنته فيها بهذا الضعف مع ان ماريا عادة تتمتع بالقوة الكبيرة وما حدث معها لا يعد شيئا مقارنة بالكثير من الاشياء التي تحدث في العالم......وهذا ما حاول افهامها اياه....ورغم ان الامر سيأخذ وقتا طويلا الا انه متأكد من انها ستعيد التفكير في الامر فالحياة ليست مقتصرة على الحب فقط فهناك اكثر من ذلك هناك الاحترام واللطف والطيبة وجميعها افضل من الحب الذي يؤدي لمآس عديدة في الحياة.
صعدت كلارا لغرفتها وهي تفكر في نفسها ايضا هل من المعقول ان يفعل كارلوس شيئا يؤذيها يوما ما؟ ابعدت تلك الفكرة عن رأسها تماما لانه لا يمكن ان يفعل ذلك ابدا.....كان يهاتفها احيانا حينما يكون متفرغا وبالمرة الاخيرة التي تحدث بهاا معه اخبرها بان ناتاليا مريضة اكثر من المعتاد اذ يبدوا ان الازمة تشتد عليها..وهي كانت لطيفة بان واسته بكلمتين رقيقتين....
رمت بنفسها على سريرها وهي تتمنى الا يحدث شيء يفرق بينهما لأن كارلوس يحبها كثيرا وهي متأكدة من ذلك كما انها تحبه وكانت كلارا مرتاحة جدا من هذه الناحية على الاقل ان حبهما متبادل وليس من طرف واحد ..مثل ماريا المسكينة التي كانت كالوردة اللامعة المتألقة ومؤخرا بدأت في الذبول بشكل واضح......
مرت أيام عدة بعد ذلك
وفي يوم مشرق جميل من اواخر فص الصيف ذهبت ماريا لزيارة صديقتها لارا في منزلها الخاص في زيارة اجتماعية فقد شعرت بانها بحاجة لذلك حقا خاصة بانها لم تعد كالسابق وها هو دانييل قريبا جدا سيتزوج وهي قررت اعتبار ما مرت به هو مجرد تجربة ماضية من حياتها ودرس بأن لا تلقي بمشاعرها لأي كان....في الواقع قد يكون درس مفيد لها بأن تصبح اقوى من قبل وليس اضعف......
ولذلك قررت القيام بالعديد من التغييرات في حياتها التي اغلقتها مؤخرا وقررت القيام بسلسلة من الامور والانشطة المنوعة والمختلفة وبالطبع كلارا شقيقتها شجعتها ودعمتها كثيرا لان ذلك افضل بكثير من ان تراها حزينة.
إرتدت ماريا ثوبا ورديا بسيطا وقصيرا وباكمام قصيرة مطرزة في ورود بيضاء ساحرة وتركت خصلات شعرها الحريرية تنسدل بحرية على اكتافها وظهرها ومع انها كانت بسيطة جدا الا انها كانت تبدوا رائعة الجمال.
في طريقها لمنزل لارا إشترت باقة ورود رائعة لها وكان الذي يعمل بالمتجر قد إنبهر بجمالها ومدحها كثيرا لدرجة انها خجلت من طريقته في النظر لها.........
وبالطبع بدت لارا سعيدة جدا في رؤيتها في منزلها وكانت هذه المرة الأولى التي تزورها ماريا في منزلها الخاص منذ زواجها ولكن ما جعل ماريا تشعر بالسعادة الكبيرة لأجل صديقتها انها علمت بأنها حامل في الشهر الثاني فكان خبرا غاية في الروعة وانهالت على لارا بالأسئلة والنصائح مما جعل لارا تضحك وتقول لها:مهلك ماريا انك مثل كارل انه منفعل جدا من السعادة؟
ضحكت ماريا:حقا لا بد من ذلك فهو سيصبح اب لا داعي لتقومي بلومه.
لارا هزت كتفيها بابتسامة:لا الومه لكنه قد بالغ كثيرا في ردة فعله تجاه الأمر كان يريد احضار خادمة لي كي تساعدني وانا رفضت ذلك؟
ماريا:ولكن لماذا؟
لارا بمزاح:لأنني لا احبذ وجود فتاة اخرى غيري في المنزل.
ضحكت ماريا:الغيرة السبب هذا هو
لارا:هذا صحيح ولكنني ايضا استطيع تدبر اموري واحب القيام باعمالي المنزلية بنفسي؟
ماريا:وهل تشعرين بالارتياح لذلك؟
لارا:بالتأكيد و اشربي العصير هيا
ضحكت ماريا واخذت تتناول عصير البرتقال وهي تنظر لمنزل لارا الجميل بفضول واعجاب كان جميل وبسيط بنفس الوقت ويجمع ما بين اللون الاخضر والأبيض في لون الأثاث وحتى الجدران.....
والتفتت إلى لارا تقول:منزلك رائع جدا.
لارا بابتسامة:أشكرك يا عزيزتي لكن ليس بروعة وجودك هنا.
ضحكت ماريا وقالت:انا اعني ما قلت انه كيف اقول هذا انه ذا جو منعش ربما الالوان هي المريحة
لارا:محقة فالالوان مريحة جدا والاثاث ايضا.
ماريا:اكان من اختيارك انت ام من اختيار كارل؟
لارا:من اختيارنا الاثنين معا؟.
ماريا:حقا؟هذا جميل ذوقكما رائع؟.
لارا:في الحقيقة احترنا كثيرا وفكرنا بالوان اخرى كالازرق الفاتح مع الابيض او الاسود والعاجي ولكن عدنا واخترنا هذه الألوان.......
ماريا:ولكنها مناسبة جدا للجو العام للمنزل.
لارا جلست قرب ماريا وقالت:وبالمناسبة تبدين اليوم مميزة جدا لم تتركي لي فرصة لاقول ذلك؟
ضحكت ماريا:شكرا لك لارا انتي دائما لطيفة؟
لارا:لا انني لا اتملقك ماريا وتعرفين ذلك جيدا.؟
ماريا:بالطبع انا اعرف ذلك
لارا:ودعك مني الآن واخبريني كيف هي امورك هذه الأيام؟ أدرك بأن الفترة الأخيرة كانت صعبة عليك كثيرا وكنت اريد حقا ان اساعدك لكنني لم اعرف كيف.
ماريا بابتسامة هادئة:لا بأس لارا انا بخير وسأحاول ان اغير من نمط حياتي قليلا؟.
لارا بدهشة وبفضول:حقا؟وكيف؟
ماريا:تعرفين الدكتور راند؟
لارا:الذي يعمل معك بالمشفى؟
ماريا:اجل لقد قام بدعوتي مساء الغد لحضور حفل موسيقي؟
لارا بابتسامة سعادة:كم انا سعيدة لاجلك سوف تستمتعين انا واثقة من ذلك جدا.........وصمتت قليلا ثم تابعت:ولكن مهلا......كنتي في السابق ترفضين دعواته لك فما الذي تغير فجأة أبسبب دانييل؟
هزت ماريا رأسها نفيا:اوه كلا كيف تفكري في ذلك لارا لا يمكنني ان اقوم بخداع اي انسان والدكتور راند لطيف جدا معي بل هو رائع كطبيب وانسان ايضا ولن اؤذي مشاعره ابدا.
لارا:اسفة عزيزتي لم اكن اقصد ما فهمتي
ماريا:لا لارا انتي لم تقصدي شيئا انا اكيدة من ذلك
لارا:اذن ما سبب التغيير؟
ماريا بتفكير:يمكنك القول بأنني مللت من وضع حواجز بيني وبين الأخرون؟
لارا بتشجيع:هذا حسن كثيرا ما كنت اقول لك ذلك؟
ابتسمت ماريا بمرح:وعلى ما يبدوا انني سآخذ نصيحتك كأمر مسلم بها؟.
لارا:انا مرتاحة لأجلك ماريا وستفعلين الصواب في ما ستقومين به لانك دائما تحرمين نفسك من امور كثيرة؟
ماريا:اكتشفت بانك محقة في كل شيء
ضحكت لارا:هذا كي تدركي بأنني أريد لك السعادة فقط؟
ماريا بضحكة ناعمة:ادرك ذلك
لارا بفضول:ماريا ولكن احقا ستذهبين؟
ماريا:اجل لقد اخبرته بان يأتي لإصطحابي؟
لارا:وأين مكان الأحتفال؟
ماريا:في احدى قاعات الأقواس السبعة؟
لارا:مذهل؟
ضحكت ماريا:ولم؟
لارا:لأنك محظوظة جدا يا عزيزتي فهذا المكان راق جدا لم اذهب اليه انا بالطبع لكن كارل حدث وان ذهب الى هناك يوم ما في مناسبة ما لا ادري متى تماما لكنني واثقة بانه اجمل مما وصفه كارل؟و اعتقد بانك ستستمتعين جدا............
إبتسمت ماريا:آمل ذلك
قضت ماريا يوما جميلا هادئا ومرحا لدى صديقتها الحميمة لارا وحينما عادت للمنزل كانت أكثر إشراقا وسرورا وظهر ذلك بوضوح عليها واكتفى والدها بابتسامة لطيفة بانه هكذا يريدها دائما مرحة وسعيدة.
"أخبريني إذن ماري كيف كان يومك؟"
إبتسمت ماريا وإستدارت بإتجاه شقيقتها قائلة:كان مدهشا لا اعرف كيف مر الوقت بسرعة لقد تحدثنا كثيرا واحذري ماذا هناك؟
إبتسمت كلارا بفضول:أخبريني بسرعة ماذاحدث؟
ماريا بمرح:لارا حامل؟
كلارا بابتسامة مرحة:حقا هذا خبر في غاية الروعة لا بد انها سعيدة لدرجة كبيرة.
ماريا:كثيرا وكذلك كارل سعادته لاتوصف كونه سيصبح اب للمرة الاولى.
ضحكت كلارا:بالتأكيد سيكون هكذا شعوره اخبريني اهي بخير؟
ماريا:أجل وانا سعيدة جدا لاجلها
كلارا بابتسامة هادئة:وانا ايضا سعيدة لاجلها ولاجلك ايضا لانك بدأت تعودين كالسابق.
ماريا بابتسامة باهتة:آمل ان اعود كالسابق لا تعرفين كيف أشعر كلارا الكثير الكثير من المشاعر المضطربة في داخلي.
كلارا بلطف:أنا افهم ذلك يا عزيزتي انه شعور صعب به الكثير من الحيرة.
ماريا:هذا صحيح.
كلارا بدلت الموضوع بلباقة وقالت:ماذا سترتدين لحفل الغد؟
ماريا:لم افكر بشيء حتى الآن لكنني سأرتدي أي شيء؟
كلارا هزت رأسها نفيا:كلا لن تفعلي ذلك والآن هيا تعالي لأختار لك شيئا ما حسب ذوقي انا؟
ضحكت ماريا ووجدت فكرة شقيقتها جيدة فتبعتها بالحال وفي الغرفة اخرجتا تقريبا جميع الثياب من خزانة ماريا الضخمة واخذتا تقلبان وتبحثان عن شيئا يناسب حفل موسيقي وبعد دقائق طويلة من البحث وقع اختيار كلارا على ثوب هادئ وناعم لونه أسود وهو بأكمام قصيرة جدا وطويل ومفتوح قليلا من الصدر وبالطبع له وشاح جميل أعطته كلارا لشقيقتها وهي تقول:هذا هو انه الثوب المناسب لهكذا احتفال؟
ماريا بتردد بسيط:أو أتعتقدين ذلك؟
كلارا:بالطبع انه رائع لكنه سيكون اروع حينما تقومين بارتدائه وبالذهاب به للحفل.
ماريا:سأرتديه وليكن ما يكون.
إبتسمت كلارا بمرح:هكذا هي شقيقتي الي اعرفها.
ماريا بتردد:كلارا ألم تري ريلينا بالآونة الأخيرة.
كلارا بابتسامة حزينة قليلا هزت رأسها وهي تقول:كلا للأسف لم أرها منذ فترة.
تنهدت ماريا ولم تعرف ماذا تقول هذه الفتاة دخلت قلبها وتعمقت به جدا لا يمكن ان تنساها بهذه السهولة أبدا لكنها تتمنى أن تكون خطيبة والدها طيبة وتعاملها بحنان ولطف لأنها بحاجة لهذه المعاملة الحسنة.
كلارا:ماريا عزيزتي لا داعي للقلق ستكون بخير ثم لا تنسي وجود السيدة دوريس؟.
ماريا:أجل انتي محقة لكنني لا اعرف كيف اقول ذلك انني لا اريد ان تصاب بالاذى فهي حقا لا تستحق ذلك وما تزال صغيرة.
وإنتهى النقاش بينهما بأن ذهبت كلارا لتجيب على مكالمة هاتفية من صديقتها ديانا وبقيت ماريا تتأمل الثوب وتفكر كيف سيكون وقعه على الدكتور راند ؟ الذي لم يرها سوى مرة واحدة في ثوب حفلات وذلك في حفل زفاف لارا حيث كانت ترتدي ثوب الوصيفة لكن الجميع اجمع على انها اجمل وصيفة قد شاهدوها في حياتهم تلك الجملة جعلتها تشعر بسعادة غريبة لم تعرف لم؟وعلى جميع الأحوال فهي جميلة ويجب الا تبقى مكومة نفسها في هذ القوقعة وعليها الخروج والإستمتاع بوقتها.
لاحظت العائلة تغير ماريا المفاجئ أثناء تناول العشاء فقد بدت مرحة ومرتاحة وتتحدث بهدوء والابتسامة لم تفارق وجهها الجميع لكن على الرغم من ذلك فهم يشعرون بما تعانيه داخليا وما ترسمه على وجهها الا قناع ليخفي ما في داخلها لكن مع ذلك فقد تمنوا بأن تبقى حالها كذلك والا تتغير للأسوأ ولا ريب بأنها إذا إنشغلت بتسلية نفسها جيدا قد تتبدل أمور حياتها خاصة اذا تركت نفسها على سجيتها..
في اليوم التالي كان كل شيء يسير على أفضل ما يرام مع ماريا كان نهارها جميلا من أوله وبدت مرحة ومشرقة وعملها ذلك اليوم في المستشفى لم يكن كثيفا على العكس كان العمل أقل من المعتاد إذ لم يكن هناك الكثير من المرضى كما أن المرضى الآخرون كانت حالتهم تبدوا أفضل من قبل وخاصة المقيمين منهم في المستشفى وذلك ما زاد من شعور ماريا بالرضا والسرور.كما سمعت الكثير من العبارات اللطيفة والجميلة التي جعلتها تبتسم طيلة الوقت..........
فترة الغداء التي تناولتها مع إحدى الممرضات كانت فترة جميلة قضتها في الحديث المريح البعيد عن المستشفى والعمل فيه وعن المرضى.......
وحينما عادت للمنزل شعرت بالراحة والانسجام مع العائلة وتمنت ان يكون بقية اليوم هكذا دون ان يحدث شيء ما يعكر مزاجها او يبدل من شعورها بالهدوء والراحة اللذين لم تشعر بهما منذ فترة.
وهكذا وقبل الساعة السابعة بنصف ساعة إغتسلت وبدأت في إرتداء ثوب السهرة لكي تذهب مع راند للحفل الموسيقي وبدأت بالاستعداد وبوضع اللمسات الأخيرة على نفسها......وفي النهاية وهي تقوم في وضع العقد اللؤلؤي الجميل طرقت كلارا باب الغرفة ودخلت وبالطبع أبدت إعجابها الشديد في ماريا بتصفير متقطع مما جعل ماريا تضحك كثيرا وقالت لها:لا تبالغي كلارا.
كلارا بإبتسامة إعجاب قالت:لا انني لا ابالغ ابدا ماريا فانتي دائما مذهلة وهذه ليست المرة الأولى التي تظهرين بها جاذبيتك الشديدة الثوب وكذلك المكياج الوردي الرقيق وتسريحة شعرك الناعمة هذه تظهرانك في غاية الرقة والنعومة صدقيني.
ماريا بابتسامة شكرتها ومن ثم نظرت لتسريحة شعرها الناعمة كي تتأكد بأنها تناسب وجهها حقا وكانت بالفعل تسريحة بسيطة لكن جميلة لم تشأ ان تقوم برفع شعرها بأكمله لذلك اكتفت برفع خصل صغيرة من جانبي رأسها في دبابيس ذهبية لتلائم لون شعرها الأشقر الجميل بينما تناثرت بقية الخصلات لتنزل على كتفيها بجاذبية ملفتة.
كلارا بابتسامة:ماريا نسيت أن أخبرك بأن الدكتور راند قد وصل.
ماريا بقليل من التوتر:حقا؟
كلارا:أجل وهو جالس مع أبي يتحدثان معا ويبدوا أنهما في غاية الانسجام معا حتى انه على ما يبدوا ان الدكتور راند قد نال اعجاب والدتي كثيرا.
ابتسمت ماريا ولم تعلق فهي قد فهمت جدا ماذا تعني شقيقتها كلارا في ذلك وبعد ذلك أخذت حقيبة يدها السوداء الصغيرة وخرجت من الغرفة برفقة كلارا التي كانت تبدوا مرحة نوعا ما......
نظرات راند لها كانت أكثر من نظرات إعجاب فتورد وجهها بشدة من الخجل واكتفت بابتسامة رقيقة حينما اخذ بذراعها وهما يخرجان وخاصة بعد سماعها الكلمات اللطيفة من والديها بأن تستمتع بوقتها...وبألا تعود متأخرة جدا...
فتح لها راند باب السيارة الجانبي وقد كان في غاية الجاذبية في بذلته السوداء الرسمية كان وسيم حقا ورائحة عطره منعشة .. جلست ماريا قربه ومن ثم عاد لمكانه وأخذ يقود السيارة ويقول بابتسامة لماريا:أنا سعيد حقا ماريا منذ فترة طويلة تمنيت فرصة كهذه أن أخرج مع فتاة مثلك جميلة رقيقة وساحرة بالاضافة لكونك مثقفة وطيبة.
ماريا بابتسامة:شكرا لك دك......
قاطعها قائلا:راند فقط؟
ضحكت ماريا:حسنا شكرا لك راند.
راند بارتياح:هذا افضل بكثير. وتابع يقول:آمل ألا أكون قد سببت إزعاجا لك بأن قمت بالتحدث مع والدك.....
ماريا:لا كيف تقول ذلك؟ أبدا لم تكن مزعجا ثم والدي من النوع الذي يحب الحديث الاجتماعي رغم كونه مشغول دائما.
راند هز رأسه قائلا:أجل لكنه كاتب رائع.
ماريا:وهذا رأيي دوما.
كانت رحلة الذهاب للحفل الموسيقي ممتعة ولم تكن مملة ابدا واكتشف راند بان ماريا بطبيعتها كفتاة اكثر رقة منها كطبيبة وهو يدرك ذلك جيدا لان العمل في المشفى معقد نوع ما وفجأة سألها:ماريا ألا تفكرين في الزواج؟
سؤاله أربكها كثيرا ولم تعرف بم تجيبه لأن هذا الوقت ليس مناسبا ابدا لهذا السؤال؟لأنها ما تزال تعاني في داخلها هي تعرف بأنه سؤال عادي جدا وهو لم يقصد ان يؤذيها او يجرحها ولكنها فقط لا تعرف بم تجيبه وفي النهاية قالت بابتسامة متوترة:بالطبع كل فتاة تفكر في الزواج يوما وانجاب الاطفال.
راند بابتسامة مشجعة جدا:هذا صحيح مئة في المئة.
لم تفهم ماريا المغزى من كلماته هذه ابدا لذلك ساد الصمت فيما بينهما قليلا حتى وصلا تلك القاعة الفخمة جدا وساعدها راند على النزول من السيارة ورأت بأن هناك الكثير من المدعوين ويبدوا انهم من ذوي الطبقات الراقية من دون ادنى شك.وفهمت ما عنت صديقتهالارا حينما اخبرتها بانها ستستمتع جدا برؤية المكان لانه يبهر النظر كانت هذه المرة الأولى التي تدخله بها ماريا وحقا كان رائعا اكثر مما وصفته لها لارا.
واتضح لها بأن الدكتور راند يعرف الكثيرين وقام بتعريفها على العديد من الشخصيات التي عرفت فيما بعد بأنها هامة وقد نالت على الكثير من الاعجاب في حضورها المميز واللافت للنظر اذ لم تكن مجرد صورة جميلة فقط ايضا كانت رقيقة مهذبة تتبادل عبارات التحية باسلوب راق وجميل.
وضعت وشاحها بشكل جيد وتناولت كأس العصير من يد راند بابتسامة شاكرة كما تورد وجههاحينماهمس في أذنها قائلا:يبدوا أنني يجب ان احاول حمايتك لقد بدأت أشعر بالغيرة حقا فالجميع ينظرون باتجاهك ماريا.
هذه المرة لم تكن هي من رأته كان هو من رآها صدفة غريبة جدا بل اكثر من ذلك لم يكن يحلم بأن يراها ثانية حتى وفي مكان كهذا أيضا. لكن ما شعر به في هذه اللحظة كان غريبا جدا هو سيتزوج قريبا من إريكا التي كانت برفقته في هذا الوقت وتبدوا انيقة في ثوب بنفسجي لكن بالطبع ليست بجمال ماريا اقل قليلا لكنه دانييل لم يدرك بم شعر بالغيظ يتملكه لرؤية ماريا مع الدكتور راند نفس الشخص الذي رآه مرة جالس معها في ذلك المطعم لكنه مستغرب لأنه متأكد بأن ماريا تحبه فلم إذن هي هنا مع الدكتور راند؟ كان تفكيره سخيف بالفعل حاول ان يبعد ناظريه عنها لكنه لم يستطع حتى اللحظة التي وقعت فيهاعيناه ماريا عليه وهذه المرة لم ترتبك ولم تشعر باي ضيق بل على العكس تظاهرت بشجاعة بالغة وعادت لتستمع لحديث راند باهتمام مما جعل دانييل يغتاظ كثيرا وقد لاحظت ماريا ذلك لكنها لم تهتم لأنه لا داعي للاهتمام فهو سيتزوج فلم اذن ينظر نحوها بهذا الشكل؟إنه لايملك اي حقوق باتجاهها ومن الافضل ان يركز كل اهتمامه على مرافقته وخطيبته إريكا.
|