كاتب الموضوع :
Blue Eyes
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الرابع
"حلوتي ماذا بك؟ ألستي سعيدة برؤيتي؟"
ماريا كانت تنظر نحو ريلينا بإستغراب فعلى غير المعتاد كانت ريلينا تبدوا متضايقة جدا وكانت تجلس في الحديقة وهي مكتئبة نوعا ما هناك شيء ما يحدث هذا ما دار في بال ماريا في الحال لأن الصغيرة لا تكون في هذه الحالة إلا إذا كان هناك ما يعكر مزاجها فعلى خلال الشهرين الماضيين تعمقت علاقتها بها كثيرا حتى أنها إستطاعت أن تفهم ريلينا جيدا وحركاتها وهذا ما أدى إلى إستغرابها ومع أن ماريا كانت ترتدي ثوبا قصيرا الا انها استطاعت القفز بخفة من فوق السور واقتربت من ريلينا وجلست قربها على العشب ورفعت رأسها وهي ترى ملامح الضيق في وجهها الصغير وقالت:ألا تريدين إخباري ماذا بك؟
ريلينا رمت بنفسها في حضن ماريا التي إستغربت وتأكدت حقا أن هناك ما يجري فحضنتها برقة وقالت:حبيبتي إذا لم تخبريني ماذا بك فكيف لي أن أساعدك؟ إنني لا أحب أن أراكي بهذه الحال؟هذا ليس لطيفا؟
ريلينا إستسلمت أخيرا وهي مكتئبة وقالت:إنه أبي؟
ماريا بدهشة:دانييل؟
كانت مستغربة جدا لأن الشخص الوحيد الذي لا يمكن ان يضايق ريلينا هو والدها دانييل خاصة بانها تعني له الكثير فهي ابنته الوحيدة والتي يحبها جدا كما انها تربطه بزوجته المتوفى بالاضافة للعديد من الامور....أما أن يضايق ريلينا ويجعلها بهذه الحال فقد كان هذا مستغربا اذا لا بد انه سبب كبير فنظرت نحو ريلينا التي تكاد تبكي بملامحها تلك وسالتها بهدوء:والدك؟ماذا فعل؟هل قام بالصراخ بك؟
ريلينا هزت رأسها نفيا مما زاد الأمر صعوبة لماريا التي قالت ثانية:إذن ألا تريدين إخباري ألسنا صديقتين؟
ريلينا:أجل نحن صديقتين؟
ماريا:أخبريني حبيبتي وسأحاول مساعدتك قدر إستطاعتي؟
ريلينا سألت ماريا بلهفة:أحقا ستساعدينني؟
ماريا بإبتسامة باهتة تقريبا فقد كان الفضول يقتلها لمعرفة مابال الصغيرة قالت:أجل سأساعدك وكما قلت قدر إستطاعتي؟
ريلينا عادت للحزن وقالت:كلا لا أظن بأنك ستستطيعين مساعدتي في هذا الأمر خصوصا؟
ماريا:يا إلهي أهو أمر جاد لهذه الدرجة؟
ريلينا رغم انها لم تفهم الكثير من كلمات ماريا الا انها قالت:أجل.
ماريا:إذن.
ريلينا:والدي سوف يتزوج؟
ماريا أول الأمر لم تستوعب ما قالته الصغيرة وسألتها ثانية:ماذا قلتي حبيبتي؟
ريلينا بكثير من الضيق قالت ثانية:أبي سيتزوج؟
ماريا بدت مصدومة اكثر منها مندهشة دانييل يتزوج مجددا لكن...الكثير من الأفكار بدأت تلوح في عقلها الباطني فتابعت الصغيرة حديثها قائلة:إن جدتي تلح عليه بشكل دائم وتقول له بأنه يجب ان يتزوج لاجلي واجله ايضا.
ماريا شعرت كأنها طعنت بالصميم ولم لا فهي تحب دانييل واذا تزوج من فتاة اخرى فمن المؤكد انها لن تراه ثانية ولن تستطيع تحمل رؤية الصغيرة ثانية ابدا.....رغم محبتها الكبيرة في قلبها نحوها.
ماريا ابتلعت كل ذلك وقالت بشكل حاولت الا تبين انها متضايقة جدا وعلى وشك البكاء:ه هل حقا ما قلتيه الآن؟
ريلينا:أجل؟
ماريا بعد لحظات من الصمت سألتها:وه هل وافق والدك على إقتراح جدتك؟
ريلينا نظرت بعيون ماريا وهي مستغربة من تلك الدموع التي كانت على وشك النزول من عيون ماريا التي دارتها بقوة وقالت:أجل أعتقد ذلك لأنني هذا الصباح سمعتهما يتحدثان بهذا ثانية وقال لها بأن قد فكر بالأمر كثيرا وهو موافق على ذلك وبالطبع جدتي فرحت كثيرا وكانت تريد معرفة من التي سيتزوجها لكنه لم يقول قال فقط بأنه سيتأكد بأنها تحصل على إعجاب جدتي وأنا وأكثر من ذلك لم يقل؟
ماريا تنهدت بقوة"أه يا الهي اذا كان ذلك صحيح فأنا حقا سأعيش مأساة حقيقية يا له من سوء حظ"
ريلينا:ماريا؟
ماريا ابتسمت رغما عنها:أجل حلوتي؟
ريلينا:ماذا بك؟
ماريا جففت دمعة كانت على وشك السقوط على وجهها وقالت:لا شيء حبيبتي لا شيء.
ريلينا:إذن لم كنتي تبكين؟
ماريا بارتباك: لا لم اكن ابكي انه فقط بعض الغبار الذي دخل عيني هذا فقط؟
ريلينا:حقا؟
ماريا:اجل لا داعي للقلق لكن اخبريني اتعرفين من هي التي سيتزوجها والدك؟
ريلينا بتفكير:لا حقا لا اعلم لكن اتمنى الا تكون مارثا؟
ماريا باستفسار:مارثا؟ومن تكون؟
ريلينا بغضب وعناد:إنها سيدة كريهة جدا ذات انا لا احبها هي دائما تتملقني؟.
ماريا شعرت بقليل من الغيرة وسألت ريلينا:هل رأيتها؟
هزت ريلينا رأسها قائلة:مرات قليلة فقط منذ ان كنا نقيم في الشمال وبعدها لم اعد اراها؟
ماريا كانت تشعر بخيبة امل كبيرة واحساس فظيع بانها على وشك ان تفقد شيء ثمين جدا او قد فقدته بالفعل.وبدأت تحس بان كل امل لها مع دانييل قد تبدد فارجعت ذلك ربما منذ اليوم الذي رأها فيه مع الدكتور راند لكن خلال الايام الماضية كان يعاملها بشكل عادي جدا كان يلقي عليها التحية بشكل عادي حينما يراها ولم تشعر بانه ما يزال يحمل عليها شيء ما...وهذا غريب حقا....حتى نظراته لم تعد تعرف ماذا تعني؟.
واذا كان هناك سيدة اخرى كما اشارت ريلينا فهذا يعني حتما انها الخاسرة بكل الاحوال..كانت هذه الفكرة منفرة جدا بل اكثرمن ذلك. كيف ستتحمل رؤية دانييل مع سيدة اخرى وكزوجة له؟إن هذا اكثر من طاقتها بكثير..لقد كانت تظن بانه يحمل لها بعض المشاعر الخاصة منذ فترة لكن على ما يبدوا انها مخطأة وهذا ما توضح لها الآن وبشكل قاطع.......
" يا الهي اشعر بانني على وشك الانفجار لا استطيع التحمل اكثر من هذا "
ماريا توقفت وقالت بابتسامة مصطنعة:حبيبتي سأراكي غدا أليس كذلك؟أنا متعبة وسأعود للمنزل وانتي ايضا.
ريلينا وقفت ايضا وهي تقول:حسنا لكن ماريا اتسمحين لي بقول شيء خاص لك؟
ماريا:بالطبع.
ريلينا قبل ان تستدير مغادرة قالت وهي تنظر نحو العشب الأخضر اللامع:إنني لا أريد من أبي ان يتزوج واحدة أخرى أريده أن يتزوجك انتي لانك جميلة جدا وطيبة جدا..هذا كل ما اتمناه.
قالت ريلينا ذلك واسرعت نحو المنزل جريا بينما كانت ماريا ما تزال واقفة وهي تسترجع كلمات ريلينا بشيء من البهجة والحزن بنفس الوقت لانها متأكدة تماما من محبة ريلينا لها لكن ما الفائدة اذا كان دانييل والدها لا يحمل نفس الشعور لها؟ماريا وان كانت تتمنى حقا الزواج من دانييل الا ان رغبتها في ان يكون يحبها كانت اكثر بكثير من رغبتها في الزواج به.
"ماريا ماذا بك تتحدثين مع نفسك؟ هل أنتي بخير؟"
"أجل..أجل..أنا بخير لا تقلقي انني فقط اعاني من قليل من الصداع لا اكثر"
نظرت السيدة ماتيلدا بحدة نحو ابنتها التي تصعد الدرج وقالت:هل أنتي متأكدة.
ماريا بابتسامة:طبعا امي
فقالت والدتها:اتمنى ذلك وبالمناسبة يا عزيزتي والدك سيعود خلال ايام قليلة فقط؟
ماريا بمرح وبهجة اقل من المعتاد:هل هذا صحيح؟
السيدة ماتيلدا:اجل وهو مشتاق لنا جدا.
ماريا:ونحن ايضا لسنا اقل اشتياقا له؟
القت ماريا ابتسامة باردة تقريبا نحو والدتها ومن ثم صعدت لغرفتها وحينما اغلقت باب الغرفة خلفها بدأت دموعها اخيرا في التساقط فرفعت يدها على فمها وهي تشهق باكية ودموعها تنساب وحدها دون ان تستطيع ردعها او ايقافها...اذ حتى هذا الوقت لم تكن تدري بأنها يمكن ان تحب بهذه الدرجة من القوة لقد كانت تظن بأن الحب مجرد كلمة عابرة في قاموس الحياة قد لا تأتي أبدا....لكنها إكتشفت العكس بأن الحب هو أجمل ما في الوجود وبه يتحقق الكثير من الامور الجميلة.
دفع الباب فجأة ودخلت كلارا التي صدمت لرؤية شقيقتها تبكي بهذه الحرارة كانت المرة الأولى التي تبدوا بها ماريا حزينة جدا لهذه الدرجة ومن ناحيتها لم تستطع ماريا ان تكتم ما تشعر به ولم تتوقف عن البكاء. فاقتربت منها كلارا وجلست قربها تحاول معرفة ما بها فعلى حسب علمها ماريا لا تعاني من اي مشاكل مع اي شخص او في عملها او في اي مكان ولا بد ان لهذا سببا قويا ليجعلها تشعر هكذا.........
بنفاذ صبر قالت كلارا:ماريا هل ستخبرينني ماذا بك؟ أم ماذا؟ شكلك لا يوحي بالاطمئنان ماذ1 حدث لكل هذا؟ لم أشاهدك مرة في حياتي تبكين؟حتى عندما كنا صغيرات.
ماريا بسخرية:يبدوا ان الزمن قد تغير أليس كذلك؟
كلارا:لا بل أنتي هيا اخبريني ما بك؟
ماريا لم تستطع اكثر فقالت وهي تغالب دموعها:ان انه سيتزوج؟
كلارا بإستغراب:يتزوج؟ومن هو؟عمن تتحدثين؟
ماريا أشارت بيدها وبألم:دانييل؟
كلارا بصدمة:ماذ1 يتزوج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ولكن ماريااااااا.......
توقفت كلارا عن الكلام للحظات وهي تحاول إستيعاب الأمر هي تعرف شقيقتها جيدا وتعرف أيضا بأنها تحمل المشاعر في داخلها لدانييل واعتقدت كلارا بأنه أيضا يبادلها هذا الشعور لانها رأته اكثر من مرة يتحدث مع ماريا وكان يبدوا سعيدا ولكن على ما يبدوا فان ماريا هي التي تحمل مشاعر اكبر في قلبها نحوه.وعادت لتنظر نحو شقيقتها المنهارة تماما وفكرت"إذا هكذا حدث معها فقط حينما علمت بأنه سيتزوج ترى ماذا سيحل بها حينما يتزوج بالفعل؟"
بماذا يمكنها ان تواسيها ان تقول لها ليس هناك ما يمكن ان يقال!فهذه الأمور لا يمكن التنبؤ بها او التحكم بها حتى؟هذا ما ادركته كلارا مكن تجربتها مع كارلوس لكن الأمر مختلف تماما فعلى الأقل كارلوس لن يتزوج مطلقا من ناتاليا وخاصة بانها مريضة جدا و حتى لو حدث وتزوجها فهي متأكدة تماما من حب كارلوس لها لأنه صارحها بالأمر كله وهذا ما جعلها تثق به وبقوة ايضا....
"ماريا أهدئي من فضلك قليلا"
ماريا:لا أستيطع صدقيني إنني أشعر بحزن عميق في داخلي أشعر بأنني أخطأت في أن أحببت شخصا مثله لكن.........
قاطعتها كلارا بجدية:لم يكن الأمر بيدك فحينما احببته..احببته بقلبك وبمشاعرك الداخلية الدافئة ولا اعتقد بانك نادمة او مخطأة لانني لن اصدقك ابدا.
ماريا همست وهي تحاول ان لا تبكي اكثر:ربما انت محقة.
كلارا رفعت رأس ماريا وقالت لها:ومن الأفضل ان لا تكوني منهارة هكذا ثم الحب يأتي ويذهب فجأة فلم لا..........
ماريا هزت رأسها:أبدا لن يحدث هذا ثانية وسأتأكد من هذا؟
كلارا:اوه ماريا لا يمكنك ان تضعي قفلا على باب قلبك!
ماريا:؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلارا:سأذهب لأتحدث قليلا مع ديانا وأتمنى ان تفكري جيدا في ما قلت لك اذا كان ما قالته لك ريلينا صحيح فهو ماسيحدث ومن الافضل ان تهيئي نفسك لقبول هذه الفكرة منذ الآن عزيزتي كي تعتادي على ذلك؟
رفعت ماريا يديها على أذنيها وهي تحاول الا تسمع جملة كلارا النهائية التي بكل تأكيد واقعية وشعورها ينبئها بذلك........
بعد خروج كلارا من غرفة شقيقتها ذهبت لغرفتها وهي تفكر بالعديد من الامور الكثير من الاشياء قد تغيرت خلال فترة قصيرة جدا............
أما في منزل دانييل
كان الوضع مختلف تماما فمع ان السيدة دوريس والدة دانييل سعيدة بعض الشيء ومرتاحة لأنه اخيرا قد تقبل الفكرة ولن يبقى وحيدا اكثر لكنها كانت تتمنى لو يتزوج من ماريا وهو لم يخبرها بعد من التي وقع اختياره عليها وهي يجب ان تعرف من هذه التي سيتزوجها وهل ستحب ريلينا ام لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهو خارج من غرفة مكتبه لاحظ علامات التساؤل على وجه والدته بينما ريلينا كانت منزوية في اخر الحجرة تشاهد التلفاز بتململ وضيق.فابتسم واقترب جلس قرب والدته قائلا:تبدين منزعجة أمي هل كل شيء على ما يرام؟
نظرت له بجدية بعض الشيء وقالت:اجل باستثناء انك لم تحدثني حتى الآن عن هذه التي ستتزوجها رغم انني اتمنى ان تكون ماريا؟
تذمر دانييل وقال:أمي من فضلك لا تدخلي ماريا في هذا الموضوع.
تدخلت ريلينا في الحديث قائلة:ولكنها جميلة جدا يا ابي وانا احبها كثيرا.
دانييل نظر لابنته وقال:حبيبتي انتي لا تفهمين شيئا الجمال ليس كل شيء مع ا نها طيبة ولطيبة لكن هناك اكثر من ذلك...وعاد بنظره لوالدته وقال:انا حقا لا اريد دخول العواطف في حياتي من جديد لست مستعدا لذلك ولا افكر بذلك.
هزت السيدة دوريس رأسها بضيق وقالت:حسنا اذن ومن هي التي وقع اختيارك عليها عروسا؟
دانييل بابتسامة مرحة:إريكا؟
السيدة دوريس باستغراب:إريكا؟ومن تكون؟لا آظن بأنني أعرفها؟
دانييل:لا أمي انك لا تعرفينها هي صديقة لي منذ ايام الجامعة وقد تقابلنا منذ فترة قصيرة وهي لم تتزوج بعد؟
السيدة دوريس:وكيف حدث ان اتفقتما على الزواج بسرعة هكذا؟
دانييل:كان الأمر مجرد صدفة أمي لكن نحن الاثنين وجدنا بانه هناك امور عديدة مشتركة بيننا هي تعمل الآن في شركة كبيرة في مجال ادارة الاعمال وفي الحقيقة كانت هناك رؤيتنا لبعضنا مجددا فقد كان لدي عمل مع مدير المبيعات هناك بخصوص قضية ما وهكذا إلتقينا ثانية؟
السيدة دوريس:يا الهي هذا يعني بانه لن يكون لديها وقت لك ولا للصغيرة؟
دانييل:لا امي انتي لم تفهمي الامر جيدا ثم ريلينا لديها مدرستها وإريكا موافقة على العيش معنا هنا فقد ارادت التغيير في حياتها بعيدا عن مدينتها؟.
السيدة دوريس:هل اخبرتها عن وضعك الحالي؟
دانييل:بالطبع ولم تمانع ابدا في وجود ريلينا؟
السيدة دوريس بامتعاض:بالطبع فهي لن تعتني بها ابدا.
دانييل:امي كيف تقولين ذلك اريكا ليست بهذا السوء الذي تتصورينه وحينما تتعرفين لهاجيدا ستدركين ذلك؟
السيدة دوريس:ربما لكن اخبرني متى سيكون الزواج؟
دانييل:سيكون زفافا خاصا جدا مقتصرا على عائلتينا فقط وربما بعد ثلاث اسابيع على الاكثر؟
السيدة دوريس:حقا هذا سريع جدا لكن أتدري شيئا ما أنت ستندم يوما ما على ان اضعت جوهرة ثمينة مثل ماريا من بين يديك؟
قالت والدته جملتها تلك ومن ثم خرجت لاستنشاق الهواء النقي وتبعتها ريلينا التي لم تعد ترغب كثيرا في البقاء قرب والدها فقريبا جدا لن يكون لها سوف تملكه واحدة اخرى تحل مكان والدتها وعندها لن تكون في حياته ابدا.دانييل تضايق قليلا من تصرف ابنته وكذلك من حديث والدته لكنه فكر بان ذلك يرجع لكونهما لم تتعرفا لإريكا بعد وحينما تعرفانها جيدا فسوف تحبانها كثيرا وهو متأكد من ذلك؟.
بعد ذلك بأيام قليلة فقط
كانت ماريا قد أنهت يوم عملها في المشفى وخرجت وهي مرهقة ليس من العمل بل من التفكير ركبت في سيارتها ومن ثم إنطلقت بها والعديد من الأفكار التي تعصف بها من جميع الجهات......ومن ثم فجأة رأته كان يخرج من المحكمة التي بذلك الشارع كان كعادته متأنقا ووسيما لكن ليس هذا كل شيء لم يكن خارجا بمفرده كانت سيدة ما ممسكة بذراعه..خففت ماريا سرعتها وهي غير مدركة بان عيونها فقط على هذان الاثنان تلك السيدة كانت أنيقة ترتدي بذلة من قطعتين بلون رمادي وشعرها كان عبارة عن خصلات سوداء متشابكة طويلة وكانت ذات قامة طويلة ومكياجها كان ثقيلا نوعا ما...وفي ذراعها الأخرى كان هناك مجموعة من الملفات او الأوراق. ولاحظت ماريا كيف يتهامسان ولاحظت اكثر الفرح والسرور على وجه دانييل"من المؤكد أنني أحلم لكن أعتقد بأنها هذه هي يا الهي انه.....انهما يبدوان منسجمان تماما"
تلك الفكرة جعلتها تشعر بالامتعاض والاشمئزاز وزادت من سرعة قيادتها للسيارة وهي تحاول كبت الدموع التي على وشك النزول وفجأة إصطدمت بتلك السيارة بقوة ومن الجيد انها كانت تضع الحزام والا لكانت قد طارت مسافة بعيدة ولذلك من حسن الحظ لم تتضرر فقط جروح خفيفة في وجهها لكن الأسوأ من ذلك كان الرجل صاحب السيارة الذي بدا غاضبا وبشدة أيضا بشأن مؤخرة سيارته وبالطبع ماريا كانت متوترة جدا وخائفة كيف يمكنها ان تواجه رجلا بهذه الضخامة وأيضا بهذه القوة والعنف انه يبدوا قاس جدا ولاول مرة في حياتها تبدوا سعيدة جدا برؤية الدكتور راند الذي لا تعرف كيف جاءها كمنقذ وبدا يتحدث مع الرجل صاحب السيارة ومن ثم اقترب من النافذة وسألها بقلق:هل انتي بخير؟
ماريا هزت رأسها بتوتر:أجل لكن هو غاضب جدا أليس كذلك؟
راند:في الواقع اكثر بقليل لكن ما دهاك لم اعهدك تقودين بهذه الطريقة السيئة ماريا؟
ماريا صمتت وهي حقا لا تستطيع ان تفسر له شيئا كهذا لانه خاص بها فقط وفي قلبها المتألم والمكسور والذي لن يشفى ابدا...................
وعلى ما يبدوا فإن راند قد تفهم بأن ما تعانيه خاص بها لذلك احترم صمتها وقال:لا بأس لكن من الأفضل الا تقودي بنفسك وانتي بهذه الحال لذلك سأقود السيارة عوضا عنك ولن اسمح لك بالاعتراض ابدا.
وبالفعل ماريا لم تعترض وخرجت من مكانها وقالت له:لكن ماذا بالنسبة لذلك الرجل؟.
راند اخذ بذراعها وجعلها تستدير وتجلس في المقعد الاخر وهو جلس امام عجلة القيادة وهو يقول:لا تقلقي لقد تصرفت معه؟
ماريا باعتراض:لكن دكتور,,,,,,,,,,,,,,,,
قاطعها قائلا:راند فقط.
ماريا اكتفت بالصمت هي لم تشأ ان تقحمه بامر لا دخل له لكنه هو من تدخل لمساعدتها لذلك على الاقل يجب ان تكون شاكرة والا لكانت قد وقعت في مشكلة اكبر من ذلك...بسبب عاطفتها القوية التي كادت تدمر حياتها للأبد......
اخذ راند يقود السيارة نيابة عنها بينما هي كانت تشعر بانها تريد البكاء هذا فقط ما كانت هي بحاجة له حقا بعيدا عن اي شخص قد يراها فهي لا تحتاج شفقة من اي احد.....
اوقفها قرب منزل عائلتها وحينما نزلا من السيارة سألته ماريا بخجل متوتر:لكن كيف ست..............
راند:ساعود في سيارة اجرة لا تقلقي بشأن ومن الأفضل ان تذهبي وتستريحي واذا كنت مرهقة فليس هناك داع للمجئ للمشفى غدا يمكنني ان اخذ لك اجازة مرضية غدا.
ماريا:سيكون هذا جيدا..........ولكنني حقا لا اعرف كيف اشكرك على ما فعلته من اجلي فانا لولا مساعدتك لا اعرف ما كان قد حل بي؟
راند بابتسامة:لا داع للشكر وسأكون سعيدا ان اعتنيت بنفسك اكثر.
ماريا:سأحاول فعل ذلك وشكرا لك ثانية.
بعد ذهابه ماريا كانت بالفعل متعبة ولم يكن لديها الوقت لتفكر لم يفعل ذلك لم يساعدها لم يقوم باي شيء كي يريحها لم يكن لديها الوقت لذلك لان صورة دانييل وتلك السيدة عادت وبقوة تظهر في خيالها....
الدموع ليست كافية لكي تعبر عن ما بداخلها لكن الشيء الوحيد الذي يجب عليها فعله هو ان لا تهتم لشيء ابدااااااااااا فكرت بذلك وهي تغفو بعدما بكت لدرجة لم تستطع التحمل اكثر من ذلك.
لم تأخذ ماريا اجازة لمدة يوم فقط بل لمدة اسبوع كانت بالفعل بحاجة لهذه الفترة من الراحة والاسترخاء وفي عصر ذلك اليوم المشمس الجميل......................
قفزت ماريا وكلارا بسعادة بالغة لدى رؤيتهما والدهما ينزل من سيارة الأجرة مع حقائبه وأسرعتا نحوه بينما هو بابتسامة واسعة استقبلهما في عناق كبير كانت لحظة جميلة جدا فقد كان مشتاقا لهما لدرجة كبيرة لانهما بهجتاه من هذه الدنيا.........................ومرت لحظات من الضحك والابتسامة والدموع ايضا لكن كل ذلك كان مختلطا في مشاعرهم الرائعة نحو بعضهم كانت هذه اول مرة يتغيب بها ألين عن منزله وعائلته بهذه الفترة الطويلة ومن رؤيته لإبنتيه شعر بأنهما قد تغيرتا كثيرا وبأن هناك الكثير لديهما لتقولاه له...................ولكن السيدة ماتيلدا كانت الاكثر سعادة برؤية زوجها اللطيف المحب والذي يجمع الحنان والطيبة كلها واخذت ماريا وكلارا تتضاحكان وتعلقان كالمعتاد وكأنهما لم يحدث معهما اي شيء ابدا...وكأنهما عادتا مثلما كانتا قبلا ولكنهما لا تدركان بأن الأيام القادمة تحمل لهما اكثر من السابق.....................................
|