كاتب الموضوع :
Blue Eyes
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
إستيقظت في اليوم التالي ومزاجها معكر جدا خاصة بعد اليوم السابق والشيءالذي لم تتوقعه لكن هي ليست مذنبة بأنها أحبته هي لم تكن تعلم بأنه مرتبط لكن كان واجبا عليه إخبارها بأنه مرتبط. بقيت الجملة ترن في أذنيها طيلة الليلة السابقة حتى أنها لم تنم جيدا بل نامت بشكل متقطع ومزعج ولهذا حينما ايقظتها ماريا في الصباح كي تذهب للجامعة تعللت بأنها تعاني من الصداع كي لا تذهب للجامعة ومع أن ماريا تركتها في غرفتها إلا انها لم تنطلي عليها تلك الحيلة وعرفت بأن كلارا في مزاج سيء وليست راغبة في الذهاب للجامعة وعذرتها قليلا فلو كانت في مكانها وسمعت ما سمعت بأذنها لكانت قد شعرت بنفس الشعور رغم أن ما سمعته ليس كافيا او لا يعتبر دليلا على صدق ما تفكر به كلارا نحو كارلوس الذي ربما قد يكون بريئا من افكار كلارا عنه.لكن لا يمكنها ا لجزم قطعا بانه برئ ومع ذلك فماريا ما تزال تعتقد بأنه على كارلوس إن كان مهتما بكلارا حقا عليه أن يقوم برؤيتها والتحدث معها وإيضاح الأمر لها بشكل واضح تماما من دون إخفاء أي شيء يتعلق بحقيقة ما سمعته كلارا عندها فقط يحق لكلارا ان تحدد موقفها منه وليس الآن وهي غاضبة بهذا الشكل.كلارا فتاة حساسة جدا لكن ماريا رأت بأن حساسيتها هذه كانت أكثر من اللازم حقا ولا داع لها لأنها قد تكون مخطأة وستكون الخاسرة في النهاية.
وهكذا غادرت ماريا للمشفى وتركت كلارا نائمة عل مزاجها يتحسن ذلك اليوم اذا بقيت في المنزل مرتاحة.
عند الساعة العاشرة والنصف
نزلت كلارا من غرفتها وهي نصف نائمة عيونها تقريبا مغمضة من التعب والسهر لأنها لم تنم بشكل جيد وكانت ترتدي بجاما زرقاء جميلة وناعمة بينما خصلات شعرها الحريرية كانت ملتفة على بعضها بشكل جذاب ومبعثرة بفوضى ساحرة اما وجنتيها فكانتا موردتان برقة.وعلى الرغم من انها في فوضى قليلا الا انها كانت آية في الجمال.
رأت والدتها قرب المرآة وهي في كامل أناقتها لأنها ستذهب لعملها فأبتسمت وإقتربت منها قبلت وجنتها وهي تقول:صباح الخير أمي؟
نظرت لها والدتها بإبتسامة:صباح الخير عزيزتي هل أنتي بخير تبدين متعبة؟
كلارا ذهبت وألقت بنفسها على إحدى الأرائك المتعددة والمريحة وقالت:أنا بخير أمي لا تقلقي كل ما هنالك انني تأخرت في النوم في الليلة السابقة.
السيدة ماتيلدا اخذت تصفف شعرها بعناية وهي تقول:حسنا هذا هو الأمر أذن لهذا تبدين متعبة.
كلارا:سأرتاح فقط وسأكون بخير.
السيدة ماتيلدا نظرت نحو إبنتها بإستغراب:وماذا بالنسبة للجامعة ألن تذهبي اليوم؟
كلارا بتململ:في الواقع كلا أمي أشعر بتعب بسيط ولن أذهب اليوم.
السيدة ماتيلدا:لا بأس اليوم فقط هيا لنذهب ونتناول الإفطار معا قبل ذهابي للعمل.
كلارا:رغم أنني لست جائعة ولا شهية لدي لكنني سأتناول الطعام من أجلك أمي.
إبتسمت السيدة ماتيلدا لإبنتها وسارتا معا نحو غرفة الجلوس وجلست كلارا على مقعدها المعتاد حينما رن جرس الهاتف فجأة وحينما لاحظت السيدة ماتيلدا تكاسل إبنتها عن الرد وتهاونها أسرعت هي كي تجيب بينما كلارا سكبت لنفسها بعض العصير وأخذت ترشفه بكل هدوء.
"مكالمة لك حبيبتي"
كانت هذه العبارة موجهة من السيدة ماتيلدا لإبنتها التي رفعت رأسها وهي مستغربة من قد يكون متصلا بها في هذا الوقت وفكرت بانها قد تكون ديانا صديقتها العزيزة ومع انها لم تكن لديها الرغبة في الاجابة الا انها لم تشأ ان تغضب ديانا منها فقررت محادثها باختصار وبالتأكيد ديانا ستتفهم الأمر وهكذا وبكل تكاسل نهضت عن مقعدها وإقتربت من والدتها أخذت الهاتف منها بعد أن شكرتها وعادت والدتها جلست لتناول الطعام بينما رفعت كلارا سماعة الهاتف كي تجيب حينما سمعت صوتا قويا وذكيا لا يمكن أن لا تعرف لمن هو لقد كان كارلوس هو المتصل بها"صباح الخير كلارا"
ولم تجد كلارا بدا من ان تجيب وبلباقة باردة تقريبا:صباح الخير كارلوس لم اتوقع اتصالك هذا فأنت لا تعرف رقم المنزل؟
كارلوس بهدوء:اعرفه كما اعرف ايضا رقم هاتفك الخاص يا حلوة.
كلارا شعرت بالغيظ يتملكها ولم تعرف بم تجيب عليه فقال:كلارا علينا ان نرى بعضنا و....
قاطعته بلهجة باردة جدا كالثلج:لا اعتقد ان هناك ما يمكننا الكلام به كارلوس هذا ما اعتقده انا تماما.
كارلوس عندما سمع جملتها هذه تأكد حقا بأنها غاضبة وبأنها متألمة لكنها قبل ان تحكم عليه بقسوة عليها ان تستمع له وبعد ذلك من حقها التصرف هو لو لم يكن مهتما لأمرها كثيرا لما قام بمهاتفتها كي يبرر لها الأمر بشكل حقيقي بدل من الخيالات التي لا بد ان تكون قدرسمتها في عقلها كبقية الفتيات الغيورات. وكلارا طيبة وبالتأكيد ستتفهم الأمر حينما تسمعه منه.
لكنه الآن يشعر بالضيق من حديثها معه بهذه الطريقة السخيفة وقال:بل يوجد ما سنتحدث عنه وانتي تدركين جيدا ذلك.
تنهدت كلارا بضيق وقالت:أسفة لن اخرج معك.
كارلوس:والجامعة لماذا لا تريدين الذهاب اليوم؟
"أهو تحقيق" فكرت كلارا بذلك وهي تشعر بالغيظ منه من يكون ليسألها هذا السؤال؟وما شأنه بذلك؟ فقالت بعد دقيقة من الصمت:ولو انني لست مضطرة للأجابة على سؤالك هذا لكنني سأقول بأنني فقط متعبة قليلا ولا اشعر بالرغبة في الذهاب للجامعة اليوم.
على الأقل كانت صادقة كلارا معه فيما قالته الآن كان هذا ما فكرت به كلارا فقال لها:ألا يمكنني على الأقل زيارتك ورؤيتك في المنزل للحديث.
كلارا صمتت فقال أخيرا:حسنا إذن كما تريدين كلارا.
كلارا:وداعا كارلوس.
كارلوس:قبل ان اغلق الهاتف سأقول لك شيئا واحدا فقط لست بالشخص الذي يتخلى عن شيء يريده ابدا ولو اضطررت لحصولي على الشيء بأي طريقة كانت فلتكن هذه الفكرة في رأسك كلارا وتصدقي بها.
كلارا أغلقت الهاتف وهي ترتجف قليلا ولم تفهم ما عنى هل يعني بأنه سيفعل اي شيء للحديث معها او لرؤيتها حقا لم تفهم شيء. لكنها شعرت بانه يعني ما يقول حقا من لهجة كلامه القوية جدا والواثقة.
أبعدت هذا الأفكار عن رأسها وعادت لتناول الطعام مع والدتها دون ان يكون لديها اي شهية للطعام ومع ان والدتها شكت بان يكون بها شيء لكن بمرح زائف حاولت اقناعها بان كل شيءعلى ما يرام ولم تبرر لوالدتها سبب مهاتفة كارلوس لها لأن والدتها على قناعة تامة بان كلارا وكارلوس يحبان بعضهما وهي تأمل حقا ان يتوج ذلك الحب في الزفاف هذا اقصى ما تتمناه ام لأبنتها الزواج من شاب بمثل مواصفات كارلوس الذي يعجب الكثير من الفتيات.
وسيم جدا، مثقف،لطيف ولبق، كما أنه إجتماعي، وشخصية إجتماعية مرموقة وساحرة.وهي لا تريد غيره زوجا لابنتها لانهما حقا من وجهة نظرها يناسبها بعضهما جدا وسيكون شيء مؤسف ان يتزوج كارلوس من فتاة اخرى كما ان شقيقته معجبة جدا في كلارا وقد مدحتها كثيرا في الحفلة وهذا ما جعل السيدة ماتيلدا تشعر بالكثير من السرور.
بعد تناول الطعام بشكل سريع خرجت السيدة ماتيلدا لكي تذهب لعملها اما كلارا التي كانت معنوياتها محبطة قليلا فقد فرحت جدا حينما هاتف والدها وتحدثت معه من دون ان تظهر شيء مما يلم في داخلها وعرفت بان والدها قد يعود خلال فترة قريبة لكنه لم يحدد يوما كعادته وهكذا كان حديثها مع والدها دافعا لها كي تبعد كل الافكار السوداء عن رأسها وتفكر في عقلانية وبعد ان اعادت الهاتف لمكانه..خرجت للحديقة الرائعة والقت نظرة جميلة باتجاه البحر اللامع بمياهه المتلألأة. وإستلقت على أريكة فوقها مظلة جميلة تقي من الشمس قليلا ومن دون وعي منها وفي ذلك الجو الساحر نامت كلارا على الأريكة في الحديقة.
أخذ يتأمل بهذا الجمال الساكن أمامه وخاصة انها قرب البحر حقا تبدوا كحورية خارجة من وسط البحر بهذا الهدوء الهواء العليل القادم من جهة البحر كان يداعب شعرها الحريري ويطيره على وجهها برقة بالغة بينما اشعة الشمس القليلة التي تصل اليها من اطراف المظلة اخذت تلقي باشعتها على شعر كلارا وتعطيه لمعة رائعة وتظهر اللون الوردي لخديها الناعمين الرقيقين.
ما أيقظها من نومها المريح الهادئ هذا هو أشعة الشمس المزعجة حينما وقعت على عيناها وهي نائمة وحينما إستيقظت وهي تفرك عيناها لم تره في البدء واعتدلت جالسة وابعدت خصلات شعرها للوراء بتذمر وفجأة رفعت رأسها ورأته لقد كان بالغ الأناقة في بذلته الزرقاء ذات اللون الفاتح وياللصدفة كان يرتدي اللون الأزرق مثلها تماما باستثناء انها كانت ترتدي بجاما بينما هو بذلة. قميص بذلته كان يبدوا حريري وبلون باهت بعض الشيء اما ربطة عنقه فقد كانت رمادية وبدا اكثر طولا وضخامة من قبل لمن تعرف لم ذلك وحينما رفعت عيناها نحو وجهه بدا مبتسما واكثر وسامة وجاذبية بينما شعره الاسود الخفيف كان يلمع ومسرح بجاذبية وعيناه السواداوان كانتا تلمعان اما عطره فقد كان موضوعا بكثرة وبدا ينتشر لكن رغم ذلك كان عطرا ذا رائحة عطرة جميلة.
"ماذا تفعل هنا؟" لم تعرف كلارا اكان هذا سؤال ام عدم لباقة منها ام اتهاما لم تعرف ابدا.
إبتسم كارلوس وقال وهو يرفع النظارات الشمسية فوق راسه تماما:توقعت إستقبالا جيدا على الاقل كلارا لا كل هذا الغضب المبالغ به.
في الواقع كان محقا وادركت كلارا ذلك في وقت متأخر لكنها لم تكن لديها الرغبة في رؤيته او سماع صوته فما تزال متألمة وغاضبة وقالت:حسنا وكيف إستطعت التوصل لعنوان منزلنا فأنت لا تعرفه؟
بدا كارلوس متسلي بغضب كلارا الجميلة وقال:أمن الضروري ان تعرفي ذلك...حسنا ليس هناك صعوبة في الحصول على العنوان ايتها الجميلة.لكن لكي تعرفي فقط لقد حصلت عليه من والدتك؟
نظرت له بصدمة:ماذا؟ أمي؟
هز رأسه قائلا:أجل كانت لطيفة جدا معي وأخبرتني بالعنوان.
كلارا لم تفهم لم قامت والدتها بفعل ذلك؟ لم اعطته العنوان له هو بالذات؟
كارلوس:ألا يمكنني الجلوس؟
كلارا إبتعدت قليلا وأشارت له بالجلوس فابتسم وبدلا من الجلوس في المكان الذي أشارت عليه كلارا جلس قربها تماما وكاد يلتصق بها حتى انا كادت تقف لكنه منعها بذراعه قائلا بجدية بالغة:هذا يكفي كلارا كفي عن التصرف كطفلة صغيرة عنيدة؟
كلارا بعناد:لست كذلك!
كارلوس بحدة:حقا أثبتي لي ذلك؟
كلارا أبعدت راسها في ضيق وهي تقول:لست مضطرة لفعل ذلك؟
كارلوس:اوه حقا؟
كلارا:أجل.
كارلوس:يا لك من فتاة!
وبعد قليل من الصمت قال لها:لن تقولي شيئا اذن أليس كذلك؟
كلارا:كلا وبامكانك الذهاب في الحال؟
كارلوس هز رأسه قائلا:كلا كلا كلا لم ينتهي الامر بعد وسأكون متسامحا معك قليلا اسمعي كلارا ستذهبين الآن وتبدلين ملابسك هذه لكي نذهب لمكان ما كي نستطيع التحدث بهدوء.
كلارا بحدة:كلا ومن قال بانني سافعل كل ما قلت الآن؟
كارلوس ابتسم بمكر وقال وهو ينظر بعيناها الجميلتان:هل أنتي متأكدة مما تقولين؟
كلارا بدون شك:أجل بكل تأكيد.
كارلوس وقف وهو يقول:حسنا انتي من اخترت هذا الوضع باكمله وانا لم اعد احتمل لذا ستذهبين معي سواء بارادتك ام بغير ارادتك ولن نناقش الوضع اكثر.
لم تفهم كلارا ماذا يعني الا حينما شعرت بتلك الذراعين القويتين على خصرها وقد رفعت قليلا عن الارض وهو يقول:ستذهبين معي حتى لو كنتي ما تزالين في ملابس النوم.
كلارا فهمت بانه لا يمزح في ذلك وها هو يوشك على اخذها هكذا فقالت بسرعة:لا لا ارجوك كارلوس ساصعد وابدل ملابسي بسرعة واذهب معك.
كارلوس:احقيقي ذلك ام مجرد خدعة؟
كلارا:كلا صدقني فقط امهلني عشر دقائق ولن اتأخر أكثر.
كارلوس انزلها وهو يقول:حسنا اذن هيا اذهبي بسرعة.
بينما هي صعدت مسرعة لغرفتها كان كارلوس يضحك كثيرا يا لها من فتاة جبانة لكنها جميلة جدا وتستحق ان يحبها حقا.
اما كلارا في غرفتها فقد كانت مرتبكة جدا وكانت تشتمه في سرها وهي ترتدي ملابسها ارتدت ثوب ابيض قصير نسبيا واكمامه قصيرة وبشكل سريع ارتدت فوقه سترة سوداء خفيفة وسرحت شعرها بشكل سريع وابعدته للخلف واخذت حقيبة يدها الصغيرة ونزلت من فورها دون ان تضع اي من ادوات التجميل على وجهها النضر الجميل الذي اعجب كارلوس كثيرا ولم يعلق على شكلها الرقيق الا بصوت صفير متقطع ضايق كلارا ولم تقل شيئا ابدا.
كانت تتدلى من عنقها قلادة ذهبية جميلة فابتسم كارلوس وهو يقود السيارة قائلا معلقا عليها:إنها جميلة وملفتة؟
كلارا:إنها هدية من والدي في عيد ميلادي السادس عشر
فتحتها كلارا فرآى في داخلها كارلوس صورة لها وعلى الجهة الاخرى صورة لها ولعائلتها بشكل مصغر لكن جميل.
كارلوس علق بعفوية:تحبين الأشياء التقليدية أليس كذلك؟
كلارا وهي تنظر من النافذة اجابته بدون ان تلقي بالا لشيء:يمكنك قول ذلك.
في ناحية أخرى
وفي المشفى الخاص
كانت ماريا تقوم بجولة تفقدية في قسم الأطفال والإبتسامة تعلو شفتيها ورغم ذلك كان تفكر في العديد من الامور التي تشغل بالها في الفترة الاخيرة والتي تعتبرها مهمة كفاية للتفكير فيها.
وهي شاردة الذهن بعيدا اثناء سيرها في ردهة المشفى اصطدمت باحد ما فرفعت رأسها وهي تشعر بقليل من الاحراج والخجل لانها كانت مشغولة تفكر فلم ترى من يسير امامها كان الدكتور راند الذي امسك بها من ذراعيها كي لا تقع وهو ينظر نحوها في حيرة وابتسامة تزين وجهه قال لها:هل انتي بخير؟
ماريا باحراج:أجل آنا اسفة دكتور كنت شاردة قليلا فلم ارك اعذرني.
ترك الدكتور راند ذراعيها مرغما وقال بهدوء:لا بأس لا داعي للاعتذار هل كل شيء على خير ما يرام معك؟
ماريا:أجل أجل بخير طبعا.
الدكتور راند:لا اريد ان اقول ذلك لكن نصيحتي لك ماريا اذا كنتي متعبة فمن الافضل ان تستريحي قليلا كي تبعدي الاجهاد عن نفسك.لا اقول ذلك من اجل العمل فقط وانما ايضا من اجلك انتي.
هزت ماريا رأسها قائلة:أنت محق دكتور وشكرا لإهتمامك؟
إبتسم الدكتور راند وقال:تهمينني حقا ماريا وانتي تعرفين ذلك جيدا.
نظرت له في حيرة فتابع يقول:ولهذا سأختصر الوقت وادعوكي لتناول الغداء معا اليوم اذا كنتي متفرغة بالطبع.
ماريا صمتت قليلا وهي لا تعرف ماذا تقول له هو قد قام بدعوتها اكثر من مرة وهي بتهذيب كانت ترفض وتتعلل بامور عدة لكن الآن ليس امامها ما يدعو للاعتذار ربما فقط عليها قبول دعوته هذه المرة فهو لطيف وليس هناك من داع للقلق بشأن تناول الغداء معه فرفعت راسها قائلة بابتسامة:انا متفرغة اليوم وليس لدي ما يشغلني لذلك يسرني تناول الغداء معك وشكرا لك على هذه الدعوة اللطيفة.
كلامها جعل الدكتور راند مسرورا جدا وقال:كم انا سعيد بموافقتك ماريا إذن بعد إنتهاء دوام العمل حسنا.
هزت ماريا راسها قائلة:أجل.
بعد ذهاب ماريا لمتابعة عملها بقي الدكتور راند واقف مكانه وهو يفكر بها لقد كان الكثير ممن يعملون في المشفى معجبون بها لكن احدهم لم يظفر بالخروج معها ابدا وهو حقا محظوظ في انها قد وافقت اخيرا على تلبية دعوته لها. ماريا تعجبه جدا كطبيبة وكفتاة ايضا ويتمنى ان تسنح له الفرصة كي يوصل لها مشاعره التي يكنها لها لكن متى ستأتيه هذه الفرصة انه لا يدري.ولكن الآن عليه الأكتفاء في تناوله الغداء معها خارج المشفى.
اما بالنسبة لها فلم تضع اي فكرة في بالها عن موافقتها لتناول الطعام معه واعتبرت ذلك كنوع من التغيير وهي يجب ان تكون لطيفة مع الغير ايضا.
في مطعم الزهور الفاخر
وضع كارلوس سيارته في المرآب الفخم هناك ونزل ومن ثم إستدار وقام بفتح الباب لكلارا وساعدهاعلى النزول ومع انها لم تكن راغبة الا انه امسك بيديها وهما يسيران لقد كان شخصية قوية جدا قادرة على التحكم والسيطرة تماما على اي شيء وذلك ما اخاف كلارا قليلا.
على ما يبدوا وكما لاحظت كلارا فان كارلوس معتاد على ارتياد هذاالمطعم الذي كان فاخرا اكثر مما ينبغي لاحظت ذلك من تحية النادل له باحترام شديد وحينما جلسا جلس قربها لكنها بدلت مقعدها وجلست امامه اي بعيدا عنه قليلا فاكتفى بضحكة خفيفة وهي نظرت له بانزعاج قائلة:ذلك ليس مضحكا؟
كارلوس:حقا
كلارا:أجل
كارلوس اخذ نفسا عميقا وقال:انتي منزعجة جدا كما يبدوا؟
كلارا بضيق:وماذا ترى غير ذلك؟
إبتسم وقال برومانسية :أرى فتاة حسناء امامي ولا ارى شيئا اخر.
جملته تلك قالها بتلقائية وعفوية وبشكل رومانسي جميل جدا دخلت قلب كلارا بالحال واحاسيسها وشعرت بصدقها لكنها رفضت تصديق ذلك ولم تعبر باي كلمة وكان كارلوس يشعر بمشاعرها المختلطة فطلب من النادل له كأس من عصير الليمون بينما طلب لكلارا عصير الفواكه الكوكتيل.
بعد لحظات قليلة من الصمت المشحون بالعاصفة إرتشف كارلوس القليل من العصير وقال لها:لنتحدث إذن بشأن ذلك اليوم؟
كلارا:أنا لا أفهم لم انت مهتم بالامر لهذه الدرجة لا داع لكي تقول شيئا...
قاطعها بعصبية شديدة بعد ان شعر بانفلات اعصابه منه ومن برودة كلامها وكان جافا جدا بقوله:هلا اكتفيت من هذه التفاهات التي تقولينها وتكفي عن القفز في الحديث ومقاطعتي قليلا ودعينني اكمل كلامي حتى النهاية فقط؟
كان غاضبا جدا على ما يبدوا ولهجته كانت صراخا تقريبا مما اخاف كلارا وجعل الدموع تتجمع في عيونها وهي تراه هكذا هائجا وثائرا لأول مرة وهو أدرك انه قد بالغ في رد فعله نحوها فتنهد بضيق وابتسم بتردد وجفف دمعة كادت تسقط من عيونها وهو يقول بأسف:آنا آسف جدا حلوتي لم اعني ولم اكن اقصد ان اصرخ بك هكذا او اتحدث اليك بهذه اللهجة لكنك اغضبتني في لا مبالاتك بينما انا مستعد لافعل الكثير فقط كي تستمعي لي مجرد استماع ارجوكي لا داع لهذا الحززن الذي اراه في عيونك.
كلارا تنهدت بالم لكنها شعرت بانها قد بالغت جدا في ردة فعلها وهمست تقول:آسفة.
كانت هي ايضا مخطأة وهي تدرك ذلك جيدا فابتسم وقال وهو يناولها كأس العصير:لا لا داعي للاعتذار نحن الأثنين قد أخطأنا؟
كلارا شربت القليل من العصير وهي تقول:أظنك محق في ذلك.
كارلوس بدأ كلامه في جدية:سأخبرك بشأن ذلك اليوم؟
نظرت له كلارا بصمت وهي تستمع لما سيقوله فتابع يقول:أولا أتمنى ان تعذريني لانني لم اخبرك بانني في مشروع خطوبة رسمي؟
كلارا بصدمة:رسمي؟
كارلوس بارتباك:يمكنك قول ذلك وانا احب هذه الفتاة ناتاليا و........
كلارا بصدمة اشد:تحبها ايضا؟ لكن.........
قاطعها بهدوء شديد:لكن ليس الامر كما تتصورين ابدا؟ وتاب بلهجة حزينة:انها ليست بمثل جمالك ابدا فانتي اجمل منها بكثير لكن ماجعلني احبها هو طيبة قلبها الشديدة ومرحها وبساطتها وحبها للحياة على الرغم مما هي فيه وما تمر به من محن.
شعرت كلارا بانها لا تفهم اي شيء مما يقوله فتابع قوله:السبب في خطوبتي هذه هي والدي فوالدها في مركز هام جدا ويربطه بوالدي علاقات قوية اكثر مما ينبغي ولن يمكنني ان ارفض طلبا لوالدي قد تتسائلين عن سبب موافقتي على خطوبة كهذه حسنا سأخبرك لقد كنت في بادئ الأمر معترض وبشدة على الأمر لانني لم اتصور نفسي مخطوبة لفتاة لا اعرفها او اعرف عنها اي شيء لكن بعد معرفتي لناتاليا معرفة ممتازة احببتهااجل لقد احببتها كانت كالملاك تماما في كل ما تفعله وتقوله وتقوم به لم تزعجني ابدا في لقائاتنا العديدة سواء في منزل عائلتها او في اي مكان اخر.........صمت قليلا والحزن يبدوا واضح بشدة في لهجته وتابع:للأسف هي لن تبقى على قيد الحياة طويلا؟
كلارا بهمس:لماذا؟
كارلوس:لأنها مريضة بالقلب وللاسف الأشد انها لا تعرف بان ايامها معدودة.
كلارا:يا الهي لا اعرف ماذا اقول؟
كارلوس:وهذا السبب الأشد الذي يجعلني متمسكا بها اترين والدها ووالدي ووالدتها يعرفان بانها مريضة جدا لكنها لا تبدوا كذلك لمن يراها ولهذا والدي قد ترجاني وطلب مني ان لا افعل ما يؤذيها ابدا او اجرح مشاعرها لانها فتاة مسكينة حقا وانا لا افعل ذلك بسبب ما طلبه والدي مني بل لانني حقا احبها ولا اتمنى رؤيتها تتألم.ووالدها مقدر ذلك جدا لي لكن صدقيني لا يهمني ابدا ما يقوله فهي فقط ما تهمني...ورغم ذلك لا انكر بانني احبك ايضا كلارا اجل احبك.
رفعت رأسهانحوه بدهشة فقال:لا تستغربي هكذا لأنني اعرف ايضا بأنك تحبينني وتعتقدين بانني قد خدعتك لكن ذلك ليس صحيحا ابدا ودليل ذلك انني مستعد لافعل اي شيء من اجل ان اراكي كلارا واشعر بوجودك قربي واتمنى ان تكوني قد فهمتي ما قلته لك بشكل جيد.
لحظات من الصمت كانا ينظران بها نحو بعضهما ومشاعر مختلطة تبدوا منهما الاثنين تجاه بعضهما وفي النهاية كلارا قالت بابتسامة حزينة:كارلوس آنا اسفة جدا لا تتصور كم ان اسفة لقد ظلمتك كثيرا حينما فكرت في امورا من لم تكن صحيحة ابدا.
كارلوس هز راسه متفهما يقول:لا بأس حلوتي انا افهم ما كنتي تعانينه تماما واقدر بان هذه اول مرة تحبين بها اليس كذلك؟
ابتسمت بخجل وقالت:هذا صحيح؟
كارلوس بابتسامة قبل يدها وقال:وانا مثلك ايضا..
وحينما قرأ بعيونها نظرة إستفهام قال:ناتاليا احبها ولكن بشكل اخر ليس مثلك ابدا فانتما مختلفتان تماما حبيبتي؟
كانت كلارا تشعر براحة كبيرة لا مثيل لها وكذلك كارلوس خاصة بعدما اخبرها بكل شيء وبدا سعيدا جدا لانها قد تفهمت الامر بشكل حسن ولم تتاثر اكثر في ما سمعته..........تابعا الحديث وكل منهما يحاول الا يفكر في شيء اخر وكل ما يتمناه كارلوس في نهاية ا لامر من كل قلبه ان يتوج حبهما البرئ الصادق ذلك في الزواج وان يجمع بهما معا.................
في عيادة العيون الخاصة
كان نيد جالس بعد مغادرة مريض قام بعمل فحص خاص بالنظر كان جالس يفكر في تلك الفتاة التي منذ وقوع الحادث بدأت تشغل حيزا من تفكيره وبدأ يبتعد تماما عن التفكير في كلارا ولم يدرك لم يفكر بتلك الفتاة اكثر من اللازم ليس شفقة ابدا فهو يعرف بانها فتاة قوية رغم انها وحيدةويتيمة وليس لديها والدين لكن هناك ما يجعله يفكر بها بطريقة غير عادية ما هو هذا الامر يا ترى؟ هذا ما يريد نيد معرفته وربما مع الايام قد يدرك ذلك.
في الجامعة
كانت ديانا تشعر بملل فظيع ووحدة شديدة لان كلارا لم تحضر للجامعة ذلك اليوم وهي حقا تفتقدها ولكنها حينما قامت بمهاتفتها على هاتفها الخاص وجدته مغلق وحينما هاتفت المنزل اخبرتها الخادمة بانها قد خرجت مع شاب ما مما جعل ديانا تغرق في الافكار؟ شاب ما؟ من يكون ياترى؟ذلك ما شغل بال ديانا التي رغم ان لها الكثير من الصديقات لكن ليس مثل كلارا وهي تتمنى فقط ان تكون بخير لانها لم تكن على ما يرام حينما عادت بالامس للمنزل وهي متشوقة لمعرفة ماذا سيحدث معها؟ بكل الاحوال تبقى صديقتها المقربة والتي تهمها مصلحتها جدا.............
|