كاتب الموضوع :
Blue Eyes
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
تتمة للجزء السابق
منزل المحامي دانييل
كانت طيلة الوقت تنتظر قدومه لتناول الغداء معها ومع جدتها تنتظره في حديقة المنزل الجميلة و المليئة بالأشجار الكثيفة والضخمة بنفس الوقت وأيضا العشب الأخضر الذي يملأ حول المنزل بالبهجة وهي منذ انتقالهم لهذا المنزل أحبت هذه الحديقة كثيرا جدا...كانت فتاة آية من الجمال كوالدتها الراحلة ذهبية الشعر بحيث يصل شعرها الناعم الكثيف إلى ما تحت خصرها على الرغم من عمرها الصغير ذاك، عيون بنفسجية رقيقة، بشرة بيضاء كأنها قطعة من الثلج هذه الصغيرة بمجملها كانت وردة في بداية تفتحها إنها ريلينا إبنة السيد دانييل المحامي.
كان إرتداؤها لذلك الثوب الأزرق القصيريزيدها جمالا بخدودها المتوردة ولمعان عيونها الجميلة ولون شعرها الذهبي الذي بخصلاته الناعمة كان أشبه بقطعة من حرير...أخذت تقفز بكل حرية ومرح في الحديقة وهي تنتظر قدوم والدها من أجل الغداء وهو دائما يتناول الطعام مع والدته وإبنته إلا ما ندر حينما يكون لديه عمل هام او غداء عمل عندها يخبر والدته وإبنته بعدم قدومه عن طريق الهاتف وكان ذلك متبعا دائما....
كانت بإنتظاره حينما سمعت صوت سيارته السوداء الرائعة تدخل للمرآب وحينما أوقف والدها السيارة..أسرعت ركضا نحوه وشعرها يتطاير برقة خلفها وهي تقول بصوتها الناعم: أبي أبي.......
ضحك دانييل الذي أغلق السيارة جيدا ومن ثم فتح يديه على وسعهما وإستقبل الصغيرة بكل ترحاب إنها تمثل كل شيء بالنسبة له الحياة نفسها أهم شيء في حياته ووالدته أيضا.
حملها دانييل لداخل المنزل وهو يلاعبها وهي تضحك بكل براءة وكانت تثرثر كثيرا عن الأشياء التي تعلمتها في المدرسة الخاصة ذلك اليوم وكان دانييل يستمع لها جيدا ويتحدث معها حتى لا تشعر بالإهمال او غيره كان مدركا لكل احتياجاتها وكان هذا الأمر الجيد بالتأكيد.
كانت والدته السيدة دوريس جالسة في الغرفة الزجاجية الواسعة واللطيفة والمليئة في الزهور وكانت هذه الحجرة من احب الحجر إليهم وكان يحلو لهم جميعا الجلوس بها أثناء النهار وحتى أحيانا في المساء.
" مرحبا أمي"
السيدة دوريس بإبتسامة: دانييل عزيزي أهلا بك.
قبل دانييل والدته وجلس قربها يستريح من عناء ذلك اليوم وتعبه الكثير وأجلس إبنته قربه وهي تتحدث بمرح وجدتها كانت تنظر لها بابتسامة حلوة...
ريلينا بدلال:أبي؟
نظر لها والدها ضاحكا:أجل حلوتي ما الأمر؟
ريلينا:أريد دمية جديدة مثل تلك؟
وأشارت بيدها للدمى الجميلة التي تعرض في جهاز التلفاز أثناء فترة الإعلان فقالت جدتها:ولكن حبيبتي لديك مثلها إثنتان؟
ريلينا هزت كتفيها وهي تشعر بالضيق:أريد مثل تلك ذات الشعر الأحمر.
ضحك دانييل وقال لإبنته:لكن ذهبية الشعر التي لديك أجمل ومع ذلك سأحضرها لك أرضيتي الآن.
فرحت الصغيرة كثيرا وتعلقت في والدها الذي نظر لوالدته ضاحكا بينما هزت السيدة دوريس رأسها قائلة:لكن عزيزي غرفتها مليئة في الدمى وقلما تلعب بها.
دانييل هز رأسه متفهما وقال:أدرك ذلك أمي لكنها إبنتي الوحيدة ولا أريدها أن تحتاج لأي شيء وكل شيء تريده حتى لو كان بسيطا يجب أن احضره لها لا اريدها ان تشعر بأي نقص,.
السيدة دوريس بجدية:عزيزي إنها تحتاج أكثر من ذلك تحتاج أما سيدة طيبة ولطيفة تعتني بها وليس فقط سيدة جميلة.
دانييل بضيق كبير:أمي؟
السيدة دوريس هزت رأسها قائلة:كلا دعني أكمل لن توقفني هذه المرة الصغيرة لم تعد صغيرة جدا وأنت أيضا منذ عدة سنوات بمفردك وأعتقد بأن الوقت مناسب جدا كي تجد فتاة مناسبة للزواج..عزيزي أفهم بأن الأمر صعب جدا عليك لكن يجب ان تتقبل الواقع أنت تحاول ان تقنع نفسك بأنك مرتاح هكذا لكن صدقني الأيام القادمة ستثبت لك العكس.
سادت فترة من الصمت الهادئ نسبيا...دانييل كان متفهما جدا ما قالته والدته لكنه بنفس الوقت مستصعب هذه الفكرة الزواج من أخرى ثم أين يجد فتاة طيبة ولطيفة وجميلة بنفس الوقت تناسبه وأيضا تحب إبنته ولا تؤذيها أين يمكنه أن يجد مثل هذا النوع من النساء؟ إنه يعتقد بأن الأمر في غاية الصعوبة ورغم أن الفكرة تجول في ذهنه أحيانا إلا أنه سرعان ما يخرجها من فكره تماما..الحيرة تربكه كثيرا...كلام والدته فيه الكثير من الصحة والإستقرار العاطفي ضروري أيضا من بعد وفاة زوجته وهو يشعر بفراغ عاطفي كبير في داخله بحيث لا يشعر بأي شيء تجاه أي احد الا ابنته ووالدته فقط...
"سيدتي الطعام جاهز"
السيدة دوريس: حسنا كولين سنأتي في الحال.
ذهبت الخادمة بينما قال دانييل:أنا لا أشعر بالكثير من الجوع أعتقد أنني.......
ريلينا:وأنا أيضا يا أبي لست جائعة؟
دانييل نظر لإبنته:ماذا؟
السيدة دوريس بجدية:دانييل أحضر الفتاة وهيا بنا لغرفة الطعام اذا فعلت هذا دائما فسوف لن تكبر هذه الفتاة أبدا بصحة جيدة اعتقد بأنها تتأثر بك جدا.
حمل دانييل إبنته وقال:لا تقلقي امي سنتناول الغداء جميعنا معا.
سارت والدته أمامهما وهي تقول:هذا جيد
وبالطبع الصغيرة تشجعت لتناول الطعام حينما رأت والدها يأكل...أثناء تناول الطعام كان هناك صورة واحدة تلوح في ذهن دانييل إنها صورة ماريا طبيبة الأطفال الجميلة وجارته الحسناء التي تعرف بها صباحا لكنه كان سيئا في حديثه معها كان باردا وجافا أيضا...حاول دانييل إبعاد صورتها عن خياله وهو يتسائل عن السبب الذي يجعله يفكر بها كثيرا طيلة اليوم..لا بد انه مرهق وبحاجة لنوم عميق فقرر ان يأخذ غفوة بعد تناول وجبة الغداء.
لكن أحقا سيستطيع إبعاد نفسه كليا عن التفكير في ماريا أم ستحدث أمورا أخرى؟ سنرى من خلال الأحداث القادمة للرواية.
قرب باب المشفى الخاص
كانت ماريا مرتاحة جدا بإنتهاء دوامها ذلك اليوم تأكدت من مظهرها جيدا وهي تعبث بمفاتيحها الخاصة وتفتح باب سيارتها وأسرعت في فعل ذلك حينما رأت الطبيب راند يحمل حقيبته ويبدوا انه يسير باتجاه سيرها وهي حقا لا ترغب في الحديث كما انها لا ترغب في التأخر عن موعدها مع صديقتها لارا لتناول طعام الغداء...
أسرعت بركوب السيارة والإنطلاق بها وهي تفكر" إنني أكن له الإحترام لكن ليس أكثر من ذلك أتمنى أن لا يفهم ويفسر كلامي معه بطريقة أخرى"
نظرت لساعة يدها ومن ثم عادت بنظرها للطريق أمامها وحينما توقفت قرب إشارة المرور رفعت هاتفها الخاص وهاتفت المنزل أخبرت والدتها بأنها لن تتناول الغداء معها ومع شقيقتها كلارا لأنها ستلتقي في لارا لتناول طعام الغداء والحديث أيضا..وكالمعتاد تفهمت السيدة ماتيلدا الأمر وأخبرتها بالا تقلق....
كان تفكير ماريا مشوشا قليلا ومرهقا ومن بين جميع الأفكار والصور تراءى لها الكثير في خيالها صور المرضى والأطباء والممرضات والأدوية والملفات ومن بين هؤلاء جميعا تراءت لها صورة ذلك المحامي دانييل جارهم في الواقع شعرت بقليل من الغضب حينما تذكرت كيف كان يتحدث معها...لم يتحدث معها أحد بهذه الطريقة الجافة والباردة بتاتا لكن من يظن نفسه رغم انه وسيم جدا لكنه سخيف..أبعدت ماريا هذه الصور عنها وهي توقف سيارتها قرب ذلك المطعم الجميل ونزلت بكل هدوء وسارت للداخل لتلتقي في صديقتها لارا فهناك العديد من الأمور التي عليهما ان تناقشاها معا ففي كثرة العمل ومشاكله الاثنتان لم تلتقيا منذ فترة وتكتفيان في المكالمات الهاتفية او الرسائل القصيرة...لكن ذلك ليس كاف حتما وهما تعلمان ذلك جيدا. وكان أمرا جيدا ان قامتا بتدبر امر مقابلتهما اليوم وتناولهما الغداء معا رغم ان لارا كان خطيبها يرغب في خروجهما معا لكنها اعتذرت منه وليفعلا ذلك في يوم اخر وهو لم ينزعج لانه مدرك مدى عمق صداقتها مع ماريا، حتى ماريا كان ترغب في العودة للمنزل للقيام بعدة امور كانت قد تكاسلت عن فعلها بالفترة الماضية لكنها قررت تأجيل ذلك لوقت لاحق فهناك ما هو اهم.
داخل المطعم
كان أنيقا كشكله الخارجي قديم وحديث بنفس الوقت وهناك في نهاية الصالة وقرب النافذة الزجاجية الضخمة المطلة على حديقة المطعم وخلف تلك الطاولة كانت لارا جالسة كانت انيقة كعادتها واللون الليلكي عليها كان يجعلها اكثر جاذبية بارتداءها هذه البذلة القميص والبنطال وبما انها كانت ممتلئة قليلا فقد كان ذلك يعطيها شكلا حلوا ورقيقا. ابتسمت بسعادة لرؤية ماريا وحينما اقتربت منها ماريا هي الاخرى رسمت ابتسامة فرحة لرؤيتها بدتا كأنهما لم تريا بعضهما منذ دهر وكان ذلك مضحكا خاصة من طريقة ترحيبهما في بعضهما.
لارا: وأخيرا إعتقدت في غمرة مشاغلنا بأننا لن نلتقي أبدا.
ضحكت ماريا: أجل أنتي محقة تبدين بخير.
لارا بمرح: هذا هي الحال ماذا بالنسبة لك؟
ماريا: جيدة نوعا ما
لارا رمقت صديقتها بكثير من الاعجاب قائلة:أتدرين لن اقوم بمدحك فأنتي دائما جميلة وليس في وقت معين فقط.
إبتسمت ماريا: لارا لا داعي لسخافاتك الآن
ضحكت لارا: يا إلهي أنتي حقا سليطة اللسان.
إختارتا أولا تناول الطعام وبعدها الحديث لان على ما يبدوا فإن معدة ماريا كانت فارغة وتبدوا جائعة مما جعل لارا تضحك كثيرا وتعلق اكثر....
في منزل عائلة ديانا
كانت فترة تناول الطعام مرحة جدا لأن ديانا وشقيقها نيد متفقان تماما فعلى الرغم من كونه طبيب وعمله مرهق نوعا ما الا انه ليس جامدا بل على العكس من ذلك تماما شخصية مرحة ولطيفة وبينه وبين شقيقته ديانا الكثير من الامور المشتركة والهوايات أيضا.
ديانا كانت تتحدث دائما عن صديقتها كلارا امام شقيقها نيد الذي بدأ يشعر حقا بالفضول لرؤيتها لان ديانا دائمة الحديث عنها بالاضافة للحديث معها على الهاتف وفي الجامعة كان هناك دافع يجعله يرغب في رؤيتها فقط لإشباع فضول لديه. وحينما سمع شقيقته تخبر والدته بأن كلارا ستأتي لزيارتها قبل المساء شعر بالفضول لديه يزداد كثيرا على غير عادته ومع ذلك لم يعلق بأي شيء.
ترى هذا الفضول إلى أين سيؤدي به؟ سنرى ذلك قريبا؟
في منزل عائلة السيد ألين
تناولت كلارا طعام الغداء مع والدتها بهدوء وكانت والدتها السيدة ماتيلدا متحمسة جدا لما ستقوم به وبالطبع فإن كلارا أبدت رأيها في الموضوع بالنسبة لوالدتها بأنها بالتأكيد ستفعل الأفضل والأجمل....
وأثناء تناولهما الطعام معا أخبرت كلارا والدتها بأنها ستذهب لزيارة ديانا ولم تمانع والدتها بتاتا لكونها صديقة حميمة لوالدة ديانا والعائلتين متقاربتين جدا.
وهكذا بعد إنتهاء كلارا من تناول طعامها أسرعت لغرفتها فعلت بعض الأشياء البسيطة والتي تفعلها عادة ومن ثم إختارت ملابسها في عناية فهي تحب أن تكون أنيقة حتى لو كانت في المنزل وكان هذا شيئا بسيطا من مميزاتها.
التنورة الوردية القصيرة المستديرة الأطراف بدت ملائمة جدا مع ذلك القميص الأبيض القصير والضيق بعض الشيء إرتدت ملابسها بسرعة وتاكدت من انها جميلة وجذابة كالعادة لم ترغب في جمع شعرها بأي شكل من الأشكال ففضلت تركه كما هو ينزل على ظهرها برقة وجمال ولم تضع سوى القليل جدا من المكياج فهي تحب ان تكون على طبيعتها دائما لكنها احيانا تحب وضع القليل من المكياج حينما يحلو لها ذلك...أنهت ما بدأت به بسرعة وإرتدت ذلك الحذاء الأبيض ذو الكعب المتوسط الإرتفاع فكونها طويلة القامة لا تفضل إرتداء أحذية ذات كعب عال كثير....نظرت حولها وهي تفكر" ماذا أيضا؟" نظرت ليدها وقالت لنفسها" أجل الساعة والسوار" وعلى عجل إرتدت ساعة يدها المفضلة وسوارها الذهبي المرصع والذي كان هدية غالية جدا على قلبها ليس بسبب ثمنها المرتفع ولكن أيضا لإنها كانت هدية لها من والدها يوم نجاحها في المدرسة الثانوية....وحالما تأكدت من أنها لم تنس شيئا نزلت الدرج الداخلي للمنزل بمرح وقبلت وجنتا والدتها ومن ثم أسرعت بالخروج وهي تدندن بأغنية ناعمة بصوتها الرقيق.
ركبت سيارتها الخاصة وأخذت تقودها بإتجاه منزل صديقتها ديانا والذي يقع على الجهة الأخرى من منزلهم على بعد شارعين وكان أكثر قربا من الشاطئ بقليل وموقعه جميل جدا حقا....كانت الطريق جميلة وهادئة فعلى الجهة اليسرى كان البحر الواسع بمياهه الزرقاء اللامعة يغري ايا كان بالتوجه نحوهه للسباحة. وعلى الجهة اليسرى كان هناك المنازل الفخمة والرائعة بالإضافة للفلل التي تكاد تشبه القصور. الشوارع الانيقة والتي تحيط بها الأشجار تلك المنطقة بالفعل كانت من ارقى واجمل المناطق...بالاضافة للفنادق الضخمة التي تقع على الجهة الأخرى من الشاطئ وهي خاصة بالسياح. كل شيء يبدوا مناسبا وجيدا...
وأخيرا لاح لها ذلك المنزل الكبير ذو القرميد الأحمر والبني والذي يتكون من ثلاث طوابق ونوافذه ضخمة وتبدوا لامعة لوقوع أشعة الشمس الساطعة عليه. حديقة المنزل أيضا كانت بمثل روعة المنزل مليئة بالعشب الأخضر الجميل والمشرق وكان هناك بركة خاصة بالسباحة يمكن رؤيتها وهي بالجهة الخلفية من المنزل تماما.
وبالحديقة الأمامية كان هناك عدة طاولات خشبية مستديرة ذات اللون الأبيض وحولها مجموعة من الكراسي والمقاعد..
إبتسمت كلارا بمرح ووضعت سيارتها في المرآب ومن ثم نزلت وكادت تقع على الأرض حينما قفزت ديانا من خلفها والتي ضحكت كثيرا حينما رأت بأنها أخافت كلارا والتي اخذت تضرب بها بقوة قائلة: سخيفة جدا سأريكي.
أخذت الإثنتان تلاحقان بعضهما وهما تضحكان تماما مثل الأطفال..وأخيرا وقعتا على العشب وهما تنظران كل واحدة للأخرى.
كلارا أخذت نفسا عميقا متعبا وقالت لها: أكان عليكي أن تظهري نفسك بهذه الطريقة؟.
ضحكت ديانا: مزحة صغيرة فقط.
هزت كلارا رأسها وأبعدت شعرها كله للخلف بدت رائعة,...لم تنتبه لذلك الشخص والذي كان ينظر لها منذ وصولها كان نيد شقيق ديانا جالس في شرفة غرفته بالطابق الثاني من المنزل.....وبدا كمن يرى ملاكا أمامه ساحرة رقيقة جذابة جدا كل هذا أثار إعجاب نيد في كلارا وبالحال خرج من غرفته...
ديانا أخذت بيد كلارا قائلة: لنذهب للداخل هيا بنا.
ضحكت كلارا وسارت مع صديقتها لداخل المنزل والذي كان أنيقا وحلوا...كخارجه تماما.
بهذا الوقت وأثناء دخول كلارا مع ديانا كان نيد ينزل الدرج الداخلي وكان يرتدي قميص أبيض اللون مع جينز أزرق وكان يظهره اكثر طولا وقوة وظهورا بدا انيقا ووسيما أيضا. كان ينزل الدرج وعيناه لم تفارقا كلارا الرائعة. كلارا توردت وجنتاها حالما لاحظت ذلك ولكنها لم ترفع نظرها نحوه ثانية بتاتا..
ديانا:نيد؟
نيد نظر لها ضاحكا:ماذا؟
ديانا:أليس لديك ما تقوم به غير التسكع هنا؟
نيد:لا ليس لدي ما اقوم به؟
ضحكت كلارا لأن نيد قام بتقليد ديانا في كلامها فضحك نيد أيضا اما ديانا فقد وضعت يديها على خصرها قائلة وهي تنظر للإثنين: حقا جميل جدا أنتما تسخران مني أليس كذلك؟
كلارا ونيد بنفس الوقت:كلا.
نظر نيد وكلارا لبعضهما فضحكت هذه المرة ديانا كثيرا عليهما..أما كلارا فقد شعرت بالاحراج وتورد وجهها بينما نيد اكتفى بابتسامة اعجاب واضحة جدا. فنظرت كلارا باتجاه ديانا بنظرة معينة وذهبتا معا لغرفة ديانا بعد ان قامت كلارا بالتحدث قليلا مع والدة ديانا التي تحبها جدا ونيد طيلة الوقت ينظر لها مع ان شقيقته كانت تنظر له.
نيد كان جالس في غرفة الجلوس وهو يفكر" إذن هذه هي كلارا التي لا ينفك لسان ديانا عن التحدث عنها"
إبتسم وهو يتذكر شكلها الناعم الحلو" إنها رائعة جدا "
ترى ماذا سيحدث؟ سنتابع ذلك من خلال الاحداث القادمة للرواية.
ماريا ولارا تحدثتا كثيرا بشتى المواضيع وحينما كانتا ستغادران تأكدت لارا من أن ماريا ستؤدي حقا دور الوصيفة يوم زفافها وبالطبع ماريا أكدت لها ذلك فغادرت لارا وهي تشعر بكثير من الراحة.
أما ماريا التي ركبت سيارتها مستعدة للعودة للمنزل فقد كانت تفكر في الكثير من الأمور وهي تفكر بالذهاب يوم اجازتها وقضاءه باكمله في النادي فهي منذ فترة لم تذهب لهناك كما انها بحاجة للراحة والاستجمام وللعب التنس هذه الهواية والرياضة المحببة لقلبها كثيرا.
حينما دخلت المنزل ووضعت السيارة في مكانها إستدارت لسماعها صوتا رقيقا جدا وصغيرا فألتفتت للسور الخشبي الصغير الذي يفصل منزل عائلتها عن منزل ذلك المحامي الجار الجديد. فرأت طفلة جميلة تنظر لها بعينان واسعتان بريئتان فأبتسمت ماريا وأقتربت منها قائلة لها:ماذا تريدين يا صغيرتي؟
على ما يبدوا فإن ريلينا أعجبت في ماريا فقالت لها بصوتها الطفولي البرئ:أنتي جميلة جدا أكثر من معلمتي انها قبيحة؟
نظرت لها ماريا وضحكت وقالت:شكرا لك يا حلوتي لكن لا يجب ان تقول عن الناس ذلك الكلام إنه ليس جيدا.
ريلينا:هل لديك أطفال؟.
ماريا إبتسمت على سؤال الصغيرة البرئ وقالت لها:كلا أنا لست متزوجة؟
ريلينا بمرح:هذا أفضل أنتي مثل والدي؟
ماريا باستغراب:والدك؟
ريلينا هزت رأسها الصغير قائلة:أجل انه يعمل في عمل هام انه محامي.
ماريا فهمت الأمر الآن بان هذه الصغيرة هي ابنة ذلك المحامي المتعجرف لكن الصغيرة جميلة حقا ولطيفة فسألتها ماريا:أين والدتك؟
ريلينا شعرت بالحزن وقالت:أنا ليس لي والدة؟
ماريا شعرت بالألم وإبتسمت وهي تملس شعر الصغيرة الذهبي الرقيق وقالت لها:لا بأس يا عزيزتي.
تابعت ريلينا:جدتي تعيش معنا؟
ماريا:فهمت الآن؟ لكن أخبريني ما هو اسمك؟
الصغيرة أخبرتها باسمها فابتسمت ماريا ابتسامة ساحرة وقالت لها:إنه اسم جميل جدا
ريلينا في شك: حقا؟
ماريا:أجل
ريلينا:صديقتي سارة تقول انه اسم غبي وليس جميل
ضحكت ماريا:لا تقلقي لا بد انها فكاهة منها فقط؟
ريلينا:وأنت ما هو إسمك؟
ماريا:أنا ماريا وأعمل طبيبة أطفال؟
ريلينا:هل بإمكاني ان أدعوكي ماريا؟
ماريا بلطف:بالتأكيد
ريلينا بتفكير محدود وبرئ:أيمكنك أن تكوني صديقتي؟
ماريا:لم لا سيكون هذا جميلا لكن قد يغضب والدك وأنا لا أريد المشاكل يا صغيرتي؟
ريلينا شعرت بالحزن وكأنها على وشك البكاء فقالت لها ماريا:لا داعي لهذا الحزن سنكون أفضل صديقتين بالعالم.؟
ريلينا فرحت كثيرا:حقا
ماريا:وهل سأكذب عليكي؟ بالطبع سنكون صديقتين؟
" وأنا لا أمانع بذلك حتما "
ماريا رفعت رأسها عن الصغيرة لتلتقي بتلك العينان الرماديتان الساحرتان فألتفتت ريلينا لوالدها وهي تقول بمرح:أبي إن ماريا جميلة جدا وهي ستصبح صديقة لي أليس هذا جميلا؟.
إبتسم دانييل لكلمات إبنته البريئة لكنه لم يلقي باللوم على ماريا فهي حقا جميلة كما انه كان في الحديقة وسمع كل الحديث الذي دار بين ماريا وابنته سمعها حينما قالت بانها لا تريد المشاكل.
ماريا رفعت شعرها الذهبي كله على جهة وقالت:سيد دانييل أنا.....
دانييلا بهدوء:لا بأس لا مانع لدي لكن أنا لا اريدها ان تتعلق بك كثيرا هذا كل ما في الأمر.
ابتسمت ماريا وهي تنظر للصغيرة وقالت:أخشى ان يحدث العكس وأتعلق بها أنا أكثر فهي تبدوا طفلة محبوبة جدا؟.
دانييل:شكرا لك وأريد أن اعتذر منك عما بدر مني هذا الصباح من كلام مزعج؟
رأت ماريا الاعتذار الصادق في عيناه فقالت له:لا بأس لم يحدث شيء كيف كان يومك؟
دانييل: جيد نوعا ما وأنتي؟
ماريا:يمكنني أن اقول بأنه ليس سيئا جدا.؟
ريلينا قفزت من فوق السور بخفة ووقفت عند ماريا التي قالت لها:لم فعلت ذلك؟ كنت ستؤذين نفسك؟
ريلينا:لا فأنا أستطيع القفز
دانييل بضيق:ريلينا يجب ان تسمعي الكلام انتي دائما عنيدة؟
ماريا:لا بأس لن تفعل ذلك ثانية أليس كذلك؟
نظرت لها الصغيرة لكنها لم تقل شيئا فقالت ماريا ثانية:ماذا ريلينا؟
ريلينا:حسنا لن اكرر ذلك؟
إبتسم دانييل:هذا حسن و الآن هيا تعالي سنذهب للداخل.
قبلتها ماريا وقالت لها:أراكي لاحقا حسنا.
ريلينا:لماذا لاحقا؟
ماريا:عزيزتي أريد أن أستريح وامور اخرى
نظر لها دانييل وهي احمر وجهها وتمتمت باعتذار ودخلت المنزل مسرعة بينما دانييل إبتسم وهو ينظر لها إنها جميلة للغاية وطيبة أيضا...وعلى ما يبدوا فهي تحب الاطفال جدا وذلك طبيعي كما فكر لانها تعمل طبيبة اطفال.
اخذ بيد طفلته وعادا لداخل المنزل وهو يشعر بالامل لتحسن العلاقة مع هذه الجارة الحسناء....لكنه لم يفكر بها باكثر من ذلك.....................
بتمنى تعجبكم التكملة وبالنسبة للاحداث من خلال الاجزاء اللي جاي ان شاءالله بتكون اكتر.
|