كاتب الموضوع :
Blue Eyes
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل العاشر
"ماذا لكن إنه قريب جدا أليس كذلك ماريا؟"
إبتسمت ماريا وهزت رأسها قائلة:أجل معك حق في هذا لكن هذا ما يريده راند
كلارا:وماذا عنك وعن الذي تريدين؟
ماريا:لا يهم كل ما يريده بالتأكيد أنا أريده أيضا.
كلارا:وهل أنتي مقتنعة بهذا
ماريا:بالطبع
هزت كلارا رأسها في حيرة قائلة:ماريا أنا لا أفهمك حقا
ماريا:عزيزتي كلارا كل شيء يتغير مع الأيام
كلارا:في هذا انتي محقة
أخذت ماريا ترتب بقية أشياءها وهي تحاول ان تتخيل ما قد تكون عليه حياتها القادمة مستقبلا مع راند!ورغم ذلك كانت تشعر بقليل من تأنيب الضمير فهي ما تزال أحيانا تفكر في دانييل الذي تأخر كثيرا في إظهارمشاعره نحوها لقد إنتهى كل شيء يربطها به للأبد وها هو زفافها خلال الأسبوعين القادمين ورغم مرور عشرة أيام على حديثها مع دانييل لآخر مرة إلا أنها ما تزال تستعيد كلماته الأخيرة لتظهر كم كانت محقة وسمعت أحاديثا بأنه قريب جدا سينفصل عن إريكا لكنها لم تهتم أبدا فذلك لن يغير أي شيء من الأمور التي ستحدث ومهما حدث ستعتبر كل شيء مجرد ماض وإنتهى.
لاحظت كلارا شرود شقيقتها ففضلت تركها توضب أغراضها وخرجت والأفكار تأخذها تارة نحو اليمين وتارة أخرى نحو الشمال لقد كانت الأشهر الأخيرة غريبة بالنسبة لماريا فمع انها شهور قليلة إلا انها قد عرفت معنى الحب الحقيقي بعد أن رفضت الكثيرين وها هي ستتزوج من شخص تحترمه فقط وليس للحب دور في إختيارها مع أن راند يحبها أكثر من نفسه وسوف يسعدها بالتأكيد.لكن كلارا قد أخذت دروسا مما حدث مع شقيقتها وتعلمت كيف تحافظ على حبها لكارلوس الذي يحبها كثيرا ولدرجة الجنون أحيانا ورغم ذلك فهي تحترمه اكثر مما تحبه ايضا لانه كان صريحا معها منذ البداية حتى تمت كل أمورهما بسهولة وبساطة رغم انها اعتقدت بانه ستكون هناك الكثير من التعقيدات ولكن حمدالله ان كل الأفكار التي ملأت رأسها في ذلك الوقت العصيب من الشكوك والغيرة قد كانت فقط كسحابة صيف ومضت.إبتسمت بإرتياح وهي تلقي نظرة على خاتم خطوبتها المرصع بالألماس وتفكر بكارلوس الذي كان يخاف عليها من نسمة الهواء العابرة وتذكرت بسوء ذلك اليوم الذي كاد فيه ذلك الغبي ان يعتدي عليها بسبب غباءها وطيبتها بنفس الوقت ولكن كارلوس كان له يد في مساعدتها وإنتهى ذلك الأمر على خير.أحيانا من الافضل للشخص ان يفكر في ما حدث معه سواء أكان شيئا جيدا أم لا وذلك لكي يأخذ دروسا ويتعلم من أجل الأيام القادمة وهذا ما تعلمته كلارا تماما وتعلمت أيضا ان تفكر قبل إتخاذها أي خطوة غير مدروسة .... أخذتها الأفكار بعيدا لدرجة أنها لم تنتبه لنفسها إلا وهي قد إصطدمت في باب غرفتها آلمها رأسها قليلا وضحكت على نفسها وشرودها.
"لارا...أنا كم مرة أخبرتك ألا تتحركي كثيرا؟"
إبتسم لارا وهي تجلس قربه على تلك الأريكة المريحة وقالت:عزيزي كل ما هنالك أنني أشعر بالملل من البقاء جالسة وهذا ليس بالأمر الجيد فأنا بحاجة للحركة وأنت تعرف ذلك جيدا.
كارل هز رأسه قائلا:بالتأكيد أعرف ذلك ولكن أيضا يجب ان ترتاحي.
لارا:انا مرتاحة صدقني ولكنني لا أستطيع البقاء جالسة طيلة الوقت.
كارل:حسنا لا بأس
لارا ذهب فكرها لماريا وحفل زفافها لقد كانت سعيدة من أجلها وتشعر بالراحة لأنها طالما فكرت بأن ماريا ستكون عروسا جميلة وهي سعيدة لأنها سترى هذا اليوم على الرغم من ان ماريا عنيدة جدا ولم تتوقع بأن توافق بسهولة على راند ولكن على ما يبدوا أنها قد إقتنعت بأنه مناسب لها وإقتنعت من كلام لارا معها مؤخرا بحيث كانت حازمة معها.ولكن أيضا ماريا ليست بالطفلة كي لا تعرف مصلحتها وما قامت به هذه المرة هو الأفضل لأن زواجها من راند هو أفضل ما ستقوم به فقد حان الوقت كي تستقر في حياتها الخاصة ويكون لديها أطفال وعائلة.
لاحظ كارل شرود لارا فابتسم واقترب منها وهو يقول:إذن جميلتي بم تفكر؟أبغيري؟
إبتسمت لارا التي تورد وجهها وضربته على كتفه قائلة:لا تكن هكذا ثم إنني لا يمكن ان افكر باحد غيرك.
علق كارل:إذن لا احد غيرها؟
ضحكت لارا:ومن هي أيها المتحذلق؟
ضحك كارل وقال:ماريا ومن غيرها يمكن ان تشغل ذهنك بعدي حبيبتي.أم أنا مخطأ؟
لارا بإبتسامة:لا لست مخطأ حقا إنني أفكر بها؟
كارل:أهناك شيء ما يلوح في الأفق؟
لارا:لا شيء محدد لكنك تعرف أن حفل زفافها قريب
كارل:هذا جيد إذن ما الذي يقلقك حلوتي.
لارا:لا ادري لكنني اشعر بان ماريا ستفعل هذا ليس من قلبها؟
كارل:عزيزتي الحب ياتي بعد الزواج أيضا ويوجد الكثير من الامثلة على ذلك
لارا:انا أفهم ذلك واتمنى ان تدرك ماريا ذلك ايضا
كارل:لا تقلقي ستكون بخير ثم إن الدكتور راند له سمعة طيبة وهو شخصية شهيرة ومعروفة بالمجتمع.
لارا:ربما كنت محق.
إنتبهت لارا لحديث كارل المضحك بشأن الطفل القادم لقد كان عنيدا ويريد أن يسميه على إسم أبيه لكن لارا لم تكن موافقة فالإسم غير جميل وهي تريد إختيار إسم الطفل بنفسها وهكذا بدآ في نقاش لن ينتهيا منه أبدا على ما يبدوا مثل دائما.................
في اليوم التالي
كانت كلارا عائدة من الجامعة كالمعتاد حينما سلمتها والدتها رسالة من ديانا وبكل لهفة وعجلة أسرعت صاعدة الدرج الداخلي للمنزل إلى غرفتها كي تقرأ الرسالة فألقت في كتبها وحقيبة يدها الصغيرة جانبا وأخذت تفتح الظرف الأبيض وإبتسامة جميلة مرسومة على وجهها فلقد كانت متلفهة جدا لسماع أخبار ديانا التي لم تراسلها منذ فترة وتفهمت كلارا الأمر بما أن ديانا قد تزوجت فلا ريب انها إنشغلت ولذلك هي تعذرها إذا ما تأخرت في إرسال أي رسالة لها وهكذا قامت بفتح الخطاب وبدأت تقرأ به بلهفة.
كالمعتاد كانت أخبار ديانا جيدة وأنها سعيدة مع زوجها وإبن خالتها كما أنها تخبرها بأن حفل زفاف نيد وشارلوت كان رائعا وبدت شارلوت كأميرة جميلة..إبتسمت كلارا لهذا الخبر الجميل وتابعت قراءة الرسالة حيث كالمعتاد أيضا ديانا تبثها شوقها الشديد لرؤيتها وبأنها ما تزال تشعر بالحنين للوطن والمكان الذي عاشت به وتربت منذ طفولتها حتى كبرت بالاضافة لتحذرها بأن تقوم بدعوتها حينما تتزوج وإلا لن تسامحها..تلك الجملة أضحكت كلارا قليلا وعادت للقراءة بأن ديانا ما يؤرقها فعلا بهذه الأيام هو مرض والدتها المفاجئ والغريب هي بخير حاليا لكنها تشكوا من شيء ما يقلق ديانا كثيرا وان كانت تتمنى ان تكون مخطأة في ما تفكر فيه. وتمنت كلارا ان يكون ما تفكر فيه ديانا ايضا صحيح فهي تحب والدتها وتعتبرها كخالة لها.
أنهت كلارا قراءة الرسالة وهي سعيدة بهذه الاخبار اللطيفة من ديانا وتمنت ان تكون والدتها في صحة جيدة لذلك قررت ان تكتب لها رسالة في المساء بعد وجبة العشاء مع العائلة..طرق باب غرفتها حينما دخلت ماريا لتسألها إذا كانت تستطيع ان تفعل لها شيئا في شعرها لأنها ستذهب مع راند لتناول الغداء في مطعم بحري وهي محتارة ماذا تفعل بشعرها فابتسمت كلارا وبكل ود ذهبت معها إلى غرفتها كي تساعدها في تسريحة جميلة وبسيطة تلائم شعرها الجميل وبعد عدة تسريحات لم تعجبها بالنهاية رفعت لها كلارا شعرها كله بعدة دبابيس وأخبرتها بأن ذلك جميل وملائم لها ورغم ان ماريا لم تقتنع تماما إلا أنها قبلت بذلك بالنهاية فهي لا ترغب في إضاعة المزيد من الوقت لأن راند سيصل بين لحظة وأخرى ومن الأفضل ان تكون جاهزة لدى وصوله بدل أن تدعه ينتظرها كالعادة وضحكت كلارا لأن ذلك صحيح تماما.وهكذا سار الأمر على مايرام إرتدت ماريا بذلة من قطعتين بلون البحر جميلة وبدت أشبه بسيدات الأعمال بعد ان وضعت مكياجا خفيفا مما جعلها تتبرم وتتذمر من كل شيء.
هزت كلارا رأسها ضاحكة:اوه ماريا لم انت متضايقة هكذا؟ إنه مجرد غداء فقط وليس أكثر أتدرين تبدين متوترة جدا ولا يبدوا أن لموعد الغداء علاقة بالأمر أبسبب إقتراب موعد الزفاف؟
تنهدت ماريا بتوتر وقالت:لا أدري
كلارا:لكن هذا لن ينفع ماريا عزيزتي من الأفضل ان تفكري بشكل إيجابي وراند يحبك كثيرا ويريد ان يرضيك فقط أليس كذلك؟
ماريا:أدرك ذلك جيدا لكنني فقط متوترة قليلا لا اعرف لم؟
كلارا دفعتها بهدوء نحو باب الغرفة وهي تناولها حقيبتها البيضاء الصغيرة الناعمة وتقول لها:لا داعي لكل ذلك سيصل راند قريبا يجب أن لا تدعيه ينتظر هذه المرة.
ضحكت ماريا ووجدت بأن كلام شقيقتها صحيح عليها فعل ذلك حقا فنزلت لتنتظر وصول راند خرجت للشرفة الأمامية حيث سحبت نفسا عميقا من الهواء المنعش القادم من جهة البحر ولفت إنتباهها شخصا ينظر نحوها وبلمحة بسيطة أدركت بأنه دانييل لا أحد غيره لم تستطع ان تخفي فضولها بالنظر نحوه وتأمله لقد كان يبدوا يائس بشكل كبير كما ان ذقنه قد نمت بشكل واضح وهي مع انها شعرت بقليل من الضيق لأجله إلا أنها سرعان ما ابعدت هذه الأفكار من رأسها حينما وصل راند بسيارته ليأخذها فأبتسمت وسارت نحوه بكل رقة وجاذبية وبدا سعيدا برؤيتها جلست قربه وإنطلق بالسيارة وماريا لاحظت نظرات دانييل نحوها ونحو راند وهما ذاهبان كان يبدوا أنه قد فقد الأمل كليا وهذا ما يجب عليه كما فكرت ماريا فهي لم تعد هشة كالسابق وبالنسبة لها هو جزء من ماض قد إنتهى ولن يتكرر وما عليها إلا التفكير في مستقبلها فقط والتفكير بنفسها وبراند أيضا الذي سيكون زوجها ووالد أطفالها مستقبلا ومؤكد أنه سيكون زوج ممتاز ووالد رائع.
|