كاتب الموضوع :
Blue Eyes
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثامن
حوالي الأسبوعين مرا على الأحداث السابقة وكان ذلك شيء غريب حقا فكل شيء مر بسرعة وكأنه لم يحصل أساسا...كما أن حياة ماريا تبدلت تماما بعد إجازتها الجميلة التي قضتها في الريف لدى خالها كذلك حياة كلارا شقيقتها أيضا تغيرت قليلا فصديقتها منذ الطفولة ديانا سوف ترحل مع عائلتها قريبا إلى إيرلندا للعيش والإستقرار هناك كما ان ديانا ستتزوج قريبا جدا من إبن خالتها جون الذي سيكون مقر عمله هناك ووالدتها تشجعت للإنتقال والعيش هناك وبالطبع الفكرة أستحسنت أيضا من نيد الذي قرر الزواج من شارلوت بعد أن وجد بأن بينهما الكثير من الأمور المشتركة وبأنهما يناسبان بعضهما حقا وبناء على ذلك طلب منها الزواج بعد تشجيع كبير من والدته وشقيقته ديانا وكان سعيدا حينما أبدت شارلوت موافتها لأنها لن تجد أفضل منه ولذلك قرر أخذها معهم والزواج في إيرلندا بعد أن تستقر أوضاعهم هناك بشكل نهائي خاصة أن إبن خالته قد .كانت هذه الأحداث الأخيرة مؤلمة قليلا لكلارا لأنها إعتقدت بأن ديانا حينما تتزوج ستقيم في لندن فلم يخطر في بالها أمر الرحيل هذا فحزنت جدا حينما علمت بذلك من ديانا نفسها والتي كانت أكثر منها حزنا فرغم كل شيء فهي لا تتمنى الإبتعاد عن المكان الذي عاشت به طيلة عمرها وعن صديقاتها وبالاخص عن كلارا ولكن لم يكن في اليد حيلة وكان أن إقتنعت كلارا على مضض بأنها لن ترى ديانا ثانية لفترة قريبة على الأقل وكان يبدوا أن أمر الرحيل جاد بالفعل إذ بدأت ديانا بسحب أوراقها من الجامعة لأنها لن تستطيع المتابعة قريبا.وعلى الصعيد العاطفي كلارا بدت سعيدة جدا بالآونة الأخيرة خاصة أن كارلوس طلبها للزواج بشكل رسمي بعد أن أنهى ما بينه وبين ناتاليا بطريقة لائقة وستعلن خطوبتهما قريبا جدا في حفل رغم أن كلارا أرادت في الحقيقة حفلا عائلي صغير إلا أنه على ما يبدوا فإن رغبتها هذه لن تتحقق لأن والدتها أرادت حفلا بهيجا وكبيرا وبالطبع شاركتها باتريسيا شقيقة كارلوس هذه الرغبة بينما إكتفت ماريا بتمني السعادة لها من كل قلبها وشجعتها على تقبل الأمور كما هي.
بالنسبة لعائلة دانييل كانت الأوضاع هادئة تماما وليس هناك ما يعكر أي شيء ما عدا بعض التصرفات الصغيرة المزعجة من إريكا والتي كانت تلاحظها فقط السيدة دوريس والدة دانييل ولم تكن لتعلق بشيء...إريكا كانت جميلة كزوجة لكن ليست جيدة كربة بيت فهي ما تزال تتابع عملها بتلك الشركة وتبدوا كواحدة من سيدات الاعمال تعود فترة الغداء واحيانا لا تأتي إلا قريب موعد العشاء وبالطبع لم يكن دانييل يشكي من ذلك فهو متفهم لطبيعة عمل إريكا وكانا قد إتفقا مسبقا على أنها ستتابع عملها بعد الزواج وها هو الآن مستقر نوعا ما في حياته لكن ليس بشكل كاف لا يعلم لم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد أيام هادئة نسبيا
كانت كلارا تتسوق برفقة ديانا التي تعد لحفل زفافها القريب جدا وكانت تعد للزفاف وهي لا تكاد تصدق نفسها لم تكن لتظن بأنها ستتزوج بسرعة هكذا وبنفس الوقت كانت سعيدة لأجل كلارا كثيرا.ورغم انهما الاثنتين كانتا تشعران بالسعادة لبعضهما إلا أن ملامح الحزن لم تكن لتفارقهما فقريبا لن تستطيعا ان تريا بعضهما مجددا وكانت تلك الفكرة المؤلمة لهما معا.كونهما صديقتين منذ كانتا صغيرتين وليس سهلا على الاثنتين ان تفترقا هكذا وبكل سهولة وبهذه البساطة.
حملت كلارا اكياسها اللامعة جيدا ومن ثم رفعت راسها ناحية ديانا وقالت لها:أتعرفين ما أزال لا اصدق بأنكم سترحلون قريبا من هنا.
إبتسمت ديانا بتوتر مؤلم:وأنا أيضا لا اصدق ذلك حدث كل شيء بسرعة أليس كذلك؟
كلارا هزت راسها وهي تقول:يبدوا ان العديد من الامور قد حدثت سريعا اسرع مما كنا نتصور لكن اخبريني احقا نيد سيتزوج من مارغريت؟
ديانا:أجل هذا صحيح سيكونان رائعين معا.
كلارا:أتمنى لهما السعادة فنيد شاب رائع.
أضافت ديانا:ومارغريت فتاة لطيفة كما ان امي احبتها بسرعة شديدة.
ضحكت كلارا:هذا حسن إذن.
ديانا بمرح:اجل...
وبعد لحظات قليلة من الصمت سألت ديانا كلارا:وماذا بالنسبة لامورك انت وكارلوس؟
تورد وجه كلارا بابتسامة مشرقة وقالت:كل شيء على أفضل ما يكون كما انه لا يمر يوم دون ان يتحدث معي على الهاتف سواء مرة او اكثر احيانا في نفس اليوم.
ابتسمت ديانا وعلقت قائلة:منتهى الرومانسية؟
ضحكت كلارا:ديانا لا تكوني سخيفة رجاءا.
هزت ديانا رأسها قائلة وهي ترفع شعرها الناعم عن وجهها:ليست سخافة كلارا ولكن لا ادري هل انا مخطأة ام ماذا انتي لست متحمسة جدا للأمر ما بالك كلارا؟لا يمكن ان يكون ذلك فقط لأنني سأرحل ؟ أهناك أمر آخر يشغلك عزيزتي؟
تنهدت كلارا وهي تاخذ نفسا عميقا من الهواء الخريفي المنعش والبارد نسبيا وقالت:صدقا أجل هناك أمر آخر؟
سألتها ديانا بإهتمام:وما هو؟ما الذي يشغلك؟
كلارا:ماريا؟
ديانا بإستفسار:ماريا؟وما بالها؟
كلارا حدثتها بشكل مختصر عن شقيقتها وما حدث معها خلال الاشهر القليلة الماضية وبالطبع ابدت ديانا اهتماما بالاستماع ولم تمتنع عن بعض التعليقات والنصائح لكنها أخر الأمر سألت كلارا:لكن لم كل هذا القلق إذا كانت كما تقولين قد عادت لطبيعتها؟
كلارا:لا ليس تماما أنا أعرف شقيقتي جيدا إنها ما تزال متألمة رغم أنها تحاول اظهار العكس امام الآخرين وصدقيني انها لا يمكن ان تخدعني فانا اعرفها تمام المعرفة.
ديانا في حيرة:لكن ماذا يمكنك ان تفعلي لسماعدتها؟إذ لا يمكن لأحد مساعدتها في هذا الأمر إلا هي نفسها.
كلارا:انتي محقة ديانا وليتني أستطيع فعل أي شيء لأجعلها تشعر بالسعادة التي أشعر بها حاليا رغم كل شيء.
ديانا بابتسامة:كلارا لا داعي لهذا التشاؤم ولا بد ان كل شيء سيتغير مع الأيام وللأفضلوسترين ذلك.
كلارا بمرح:آمل ذلك ديانا لا اعرف كيف سنبتعد عن بعضنا ان هذا حقا لمؤسف جدا.
ديانا:هذ1 صحيح عزيزتي لكننا سنتراسل دائما أليس كذلك؟
كلارا:بالطبع.
وسارتا معا لتتابعا جولة التسوق.....وهما تشعران بالمرح والسعادة لبعضهما رغم كل شيء اخر...............
أما في المشفى
فكان كل شيء على حاله الأمور نفسها الترتيب نفسها بشكل عام الوضع كان روتيني وممل وماريا تتابع عملها مثل عادتها لا جديد سوى الأطفال المرضى وهذا كل شيء. كانت تفكر في حياتها كم هي روتينية وهي تتناول فنجان القهوة الساخن أثناء وقوفها في الممر قرب احدى النوافذ العالية حينما لمحها الدكتور راند الذي كان يسير مع طبيب آخر وسرعان ما تفرقا اذ ذهب الطبيب الآخر للمكان الذي يقصده بينما الدكتور راند تابع طريقه باتجاه ماريا التي كانت تبدوا بشكل واضح جدا شاردة الذهن.
"ماريا"
بأول الأمر لم تسمعه لإنها كانت شاردة الذهن بالفعل لكن بالمرة التالية سمعت صوته واعتذرت لشرودها فابتسم وهو يقول:اتدرين انت تزدادين جمالا يوما بعد يوم؟
إبتسمت ماريا التي توردت وجنتاها حسنا لقد اعتادت على هذه الكلمات اللطيفة من الجميع دائما لكن الدكتور راند كان يقولها بطريقة اخرى بطريقة دافئة وجميلة فقالت له:شكرا لك.
راند:لا داعي للشكر لانها الحقيقة فانتي رائعة الجمال وتزدادين جمالا حينما تبتسمين؟.
كانت ابتسامة ماريا جميلة وساحرة وهي تسمع كلماته اللطيفة والرقيقة فسألها مستفسرا:لم اكن اريد ان أسالك هذا لكن انا اريدك ان تعرفي ماريا بانك مهمة جدا لدي ولولا ذلك ما كنت سأسأل هذا السؤال ...
أخذت تنظر نحوه ماريا باهتمام فتابع يقول:مؤخرا تبدلت كثيرا لم تعودي تلك الطبيبة المرحة وقلما عدنا نراكي تبتسمين هل لديك اي مشاكل خاصة اخبريني ربما بامكاني مساعدتك؟
تنهدت ماريا وهي تفكر"ليتك تستطيع مساعدتي ليت اي احد اخر يستطيع مساعدتي لكن ذلك مستحيل ولا يمكن لاحد ان يساعدني"
بعد لحظة بسيطة من الصمت قالت ماريا بارتباك:انا اشكرك لاهتمامك لكن كل شيء بخير وليس لدي مشاكل من اي نوع.
راند هز رأسه متفهما وهو يقول:ادرك بان هناك امور خاصة لا يمكن ان نناقشها خاصة هنا لكن اريدك ان تعودي كالسابق فسيكون ذلك اجمل وافضل.
ابتسمت ماريا:بالتأكيد سأفعل ذلك وشكرا ثانية لاهتمامك بي دكتور.
همس بابتسامة:راند فقط؟
ماريا:ولكنني............
قاطعها قائلا برقة:ومن الأفضل ان تعتادي على الاسم بدون اللقب ماريا.
ماريا بارتباك من نظراته:س سأحاول..راند.
راند بارتياح:هذا رائع اسمي يبدوا اجمل بكثير حينما تقوليه انتي.
ماريا جاءت لتعود لعملها حينما اوقفها راند بذراعه قائلا:اريدك ماريا وانتي تعرفين ذلك جيدا اليس كذلك؟
حينما التقت عيناهما قرأت ماريا الكثير في نظراته وهمسه لها بتلك الجملة اكد لها ما يشعر به نحوها كان يحبها وذلك واضح جدا من كلامه وتصرفاته معها فسألته بارتباك هامس:لك لكن ماذا تعني؟
راند:ماريا اعني الزواج؟
كادت ماريا ان تلقي جوابها في وجهه بسرعة لكنه رفع يدها على فمها قائلا:اسمعيني جيدا ماريا لا اريدك ان تنطقي الآن بجواب سريع اريدك ان تفكري جيدا في الامر وصدقيني لن تندمي.
كان وجه ماريا مورد بشكل غريب وعيناها الجميلتان تبرقان حسنا لقد كان راند جريئا جدا لكي يوقفها بهذا الشكل ويعرض عليها الزواج هنا في المشفى وكيف بامكانها ان تقول ما تشعر به في تلك اللحظة شعور غريب جدا لم تشعر به من قبل.فابتسمت بخجل وقالت له:أقنعتني سأفكر في الأمر. وأسرعت بالذهاب بعد ان القت بجملتها تلك اما راند فقد بدا سعيدا ومرتاحا ورغم انه لم ياخذ جوابا شافياالا ان الأمل زرع في قلبه بان توافق ماريا على الزواج منه فهو يحبها حقا ويريدها زوجة له ولا يريد فتاة اخرى.
المزيد من الاحداث السعيدة والمؤلمة في بقية الاجزاء ان شالله.
محور القصة ما بحكي عن السعادة بس واكيد راح تلاحظوا الفرق في بقية الاجزاء الأخيرة.
|