كاتب الموضوع :
طير الشوق
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
( الجــزء الثلاثين )
الفــــصل الأولــ
لبست نظارتي الشمسيـة السودا .. إلا تخفي الإرهاق والتعب الظاهر تحت عيني ..
انفتحت البوابة الأوتماتيك .. وطلعت برا المستشفى .. وركبت السيارة .. طلبت من السايق يروح بيت جدتي .. مـالي خلق أرجع البيت
أبي أغير جو .. مليت من جو الغرفة المخنوق .. بالأيـام إلا فاتت صرت أفضل جلسة الغرفة .. على الجلسة بالصالة والسوالف معهم .. لأن أي حديث نتحدثه راح ينتهي المطاف بأن نتحدث عن خطبة عبد العزيز لي ..
وبصراحة أنـا مليت من ها الموال .. المشكلة هم مو راضين يحسون فيني .. إني قاعدة أتوجع من الداخل .. وبنفس الوقت ماني قادرة أرفضه .. الحماس إلا أشوفه بعيون ريوم .. والرجاء إلى على شفايف أمي
الكـل يطلبني أني أوافق .. أحيان ودي أوافق على شانهم .. لكن أحس أني راح أظلمة وأظلم نفسي معه ..
ودي أهاجر بعيد عنهم .. بعيد عن الكل .. بعيد عن ذكرياتي .. وحيرتي وألمي
لكن السؤال هل أنا راح أتحمل هذا البعد !!
هذا الفراق !!
سفري معناه أني أعيش وحيدة .. آكل بروحي ، أطلع بروحي .. أشغل نفسي بالعمل وأرجع بليل مهدود حيلي أدور الراحة بس .. معناه ابحث عن موت بطئ
أنا لمـا كنت بالإمارات كنت أعد الإجازات واعد الأيام على شان أنزل لشرقية .. كنت دوم أشتاق لأهلي وعمري ما تعودت على فراقهم .. فما بالك أروح أدرس بلندن أو كندا .. معناته مراح أشوف أهلي إلا مرة بالسنه أو يمكن ما تسمح لي إجازتي أنزل ويمكن تمر سنتين من غير مـا أشوفهم .. هل راح أتحمل الفراق والغربه المره ..
غمضت عيني بقوة .. أبحث عن الراحة داخل نفسي لكن ووووووووين الراحة وين !!
ودي أختار درب يريحني .. أحس فيه بالراحة والأمان ..
ودي أجلس في مكان لا يذكرني لا بصدفة ولا وعـد ..
ودي أحكي مع أحد .. أي أحد
لأجل حيرتي .. يعطيني لحظة اختيار ..
بعيد عن الزحام .. والكلام .. والظلام
أبي درب .. أبي وعد .. أبي نهار يمحي الليل
دخلت لعند جدتي .. شميت ريحة حلوة من المدخل .. الله شو حا الريحه ..
رحت لعند المطبخ لأني توقعتهـا تكون موجودة هنـاك .. لقيتها .. فارشة لها فرشة صغيرة وتسوي خبز رقاق ..
مشيت بخفه على شان ما تحس فيني .. لين وصلت خلفهـا تماما .. ولميت راسهـا وبسته
: البندري
لفيت لعندهـا وانا ما زلت لامتهـا : هلا يمه شلونك ؟
جدتي : بخير يا البندري ، أنتي شلونك
ابتسمت لها : أنا بخير دام أني اشوف ها الوجه الحلو .. يمه وش ها الريحة الحلوه
جدتي : لما قلتي لي راح تجين ، سويت لك خبز رقاق .. لأني أعرفك تحبينه
: يا بعد عمري يمه .. ليه تتعبين نفسك
جدتي : تعبكـ راحة يا بنيتي
: الله يخليك لي يمه ولا يحرمني منك
:
:
بعد مـا تغذينـا .. طلعنـا برا بما أن الجو حلو وفرشنـا لنا سجادة صغيرة .. وجابت الخدامة لنا صينية الشاي بالزعفران مثل مـا تحبه جدتي ..
: يمه كم ملعقة سكر تبين أحط لك
جدتي : لا خليه من غير شكر
أعطيتهـا البياله .. وأنـا صبيت لي بياله شاهي طبعا مع سكر زيادة ..
مرت لحظة في ما بينـا .. كل وحدة منا تشرب من فنجانها وسارحة في خيالهـا ..
لاحظت أن جدتي نزلت فنجانها على الأرض .. ولفت علي ، وواضح من ملامحها الجدية بعكس قبل شوي لما كنت أسولف معها وأمزح
: البندري
نزلت فنجاني : سمي
جدتي : سم الله عدوينك ، مرني أبوك قبل كم يوم وقال لي عن خطبتك
نزلت نظري للأرض .. وكتفت يدي .. لأني ما أحب أحد يفتح معي هذا الموضوع
كملت جدتي كلامهـا : ووصلني خبر من أبوك أنك رافضة الولد ، ليه يمه !! .. إلا فهمته من أبوك أن الرجال خوش رجال وولد عايله ودكتور ، وأخلاق ودين .. يعني ما ينعاب
ناظرت بجدتي علي ألقى شي يواسيني ويشجعني : يمه المسأله مو مسأله أني رافضة الولد .. أنا مو قادرة أتقبل فكرة الزواج .. من بعد .. تهجد صوتي بالدموع .. من بعد المرحوم بنـدر
كيف أكون حليله لغيرة
ما أقدر يمه والله مـا أقدر
مسحت دمعه نزلت غصب عني بيدهـا إلا التجاعيد كانت واضحه وضوح الشمس : يا بنيتي لا تبكين .. انا ما فتحت معك الموضوع على شان تبكين .. أبيك تفكري بعقلك .. تتوقعي بندر راح يرتاح بقبره لما يشوفك تعذبي نفسك وتبكين ليل ونهـار ..
شوفي حياتك يا البندري ترا العمر مرة .. صحيح أني كنت أتمنى أشوفكم ببيت واحد واشوف عيالكم .. لكن حكمه ربك فوق كل شي
ذكرى أن حنا كنا راح نجتمع ببيت واحد .. هيجت أحزاني .. ارتميت بحضن جدتي الدافي : يمه والله ما أقدر .. ما أقدر ..
بندر ساكن بداخلي
مسحت على شعري تبي تهدا من روعي : يا يمه يا يمه لا تبكين لا تقطعي قلبي .. بندر راح يبقى داخلك .. محد قالك تخلي عن ذكرياتك .. لكن أنتي من حقك تشوفي حياتك ..
رفعتني عن حضنهـا .. وباعدت الخصل إلا نزلت على وجهي : يا يمه أبي أشوف عيالك قبل لا أموت
مسكت يدهـا برجا : يا يمه لا تجيبي طاري الموت .. الله يطول بعمرك لنا
جدتي : الموت حق علينـا كلنـا
:
:
:
بالعصر ، مرتني ريوم بعد مـا طلعت من الجامعة ، ركبت السيارة بهدوء بعد ما رميت عليهـا السلام ..
كنت منزلة راسي وأفكر ، طاري الموت ووحشة قبوره .. يهز الدمع في محاجرها .. من كثر البكا والحزن بحياتي .. الدمع جرح أهدابي
كلام جدتي ما زال يرن بإذني .. تبي تشوف عيالي قبل لا تموت ، وأمي تبي تشوفني مستورة ببيت زوجي ..يـا رب ساعدني ..يـا رب ساعدني تعبت والله تعبت
انتفضت من صوت ريوم ، ريوم : بسمه الله عليك ، وش فيك يا البندري !!
: هـاه لا ولاشي ، خير بغيتي شي
ناظرت بي : أنتي عارفه شنو أبي
أشحت ببصري عنهـا
ريوم : يا البندري ، إلا متى راح تتهربي ، حرام والله تكسري بفرحة أمي وأبوي .
أنا فاهمه شعور أمي ، تبي تشوف بنتهـا الكبيرة مرتاحة بحياتها ، بدل ما تشوفها شمعه وتذوب قدام عينهـا .. كـا الزهرة إلا بدت تذبل قبل أوانهـا
: وليه الكل حاكم أني راح أرتاح بحياتي ، يمكن أتعذب أكثر
ريوم : ببساطة حنا تفكيرنـا إيجابي في هذا الموضوع ، وأنتي تفكيرك سلبي ، حكمتي على نفسك بالفشل من قبل لا تخوضي التجربة .. سمعتي بمقولة فكر في مرادك تحصل عليه
تأففت :وش دخل هذا بهذا
ريوم : لو أنتي قررتي داخل نفسك ، أنك تسعين لحياه أفضل وسعيدة .. راح تنجحين بحياتك .. أنا ما أقول لازم يكون بينكم حب ، بينكم احترام و موده ثقة .. وهذا كافي لاستمرار الحياة
حب !! أي حب !!
الحب انتهى من قلبي من زمـاااان ، أندفن مع صاحبه
لكن عبد العزيز ، ليه تقدم لخطبتي ، معقوله يحبني !! .. عبد الله يقول لي هو جاء وخطبني منه قبل ، والحين جاء وخطبني من أهلي .. يعني الرجل شاري
وكأنهـا تقرأ أفكاري ونطقت بالشي إلا عجزت انطقه داخل نفسي : لو الرجال مو شاريك يا البندري ، كان ما أنتظر لليوم موافقتك ، وأنتي تتجاهلي خطبته لك
قلت بغرور : خله ينتظر ، أن شاء الله لسنه الجاية
ريوم : ووتتوقعين ، راح يصبر لمتى !!
هو بإمكانه يروح يخطب اليوم وبكرة يتزوج
لكن أنتي مراح يجيك كل يوم واحد مثله
عصبت من غير مبرر : إلا يشوفني كلش ميته عليه ، ولي يعافيك قفلي الموضوع
:
:
أولـ ما وصلت البيت ، أكلت لي شي خفيف وبعدهـا طلعت غرفتي لأني قررت أنـام من بدري ، وما أبي أحد يفتح معي هذا الموضوع ابد .. مدري ليه تنرفزت من كلام ريوم ومن كثر مـا يتكلموا عن هذا الموضوع
بدلت ملابسي ، ولبست لي بجامه لونها وردي كروهات .. ورحت للحمام على شان أفرش أسناني قبل لا أنـام .. غسلت وجهي بماي بارد أطرد الأفكار إلا برأسي ..
غسلته عده مرات ، أطردها ، لكن هيهات الصور تلاشى ..
مواقف كثيرة مرت في بالي ..
صدفه جمعتنـا ، نظراته لي بالمستشفى ، موقفه من أنه يحميني ويبعدني عن القضية
لييييييه جمعنـا القدر مع بعض !!
نشفت وجهي بالفوطه ..
أقبل الليـل .. ورحل وجهه النهــار ..
فعندمـا أخلو بنفسي مع ظلمة الليل .. أعبر سراديب الضياع
وأعيش ساعات طويلة أفكر .. يبكي قلبي .. لماذا يريدون أن يمحوا ذكراه من قلبي !!
فقلبي متعب .. مجهد ..
فكم تمنيت أن أحلم به .. ليريح قلبي المتعب ..
توجهت نحو سريري .. علا يغمض لي جفن .. لأن من فترة جفوني نسيت النوم
فقبل أن أنـام أنبش في حواشي ذكرياتي .. فصورته في ذهني بدت تتبدد .. فأنا لا أريد الصور أريده في عقلي وقلبي .. أخاف أن يأتي يوم ويسقط من يدي ويصبح بقايا .. فكل ليله تجثم فوقي الكوابيس .. وكأنني أحتضر وأتلفظ الأنفاس الأخيرة .. ولا أحد يحتويني سوى عتمه الليل المستحيل
نـامت عيوني واستراحت من عنـاء هذا اليوم
:
:
جالسة على كرسي .. مثل الأميرة وكنت بأحلى زينه .. شفته مقبل علي .. وحوله هاله من النور .. أنا من شفته انفرجت أساريري وتبدد ليل حزني .. كان ودي أضمه حييييل ، ويسكن داخل ضلوعي .. لكنه لمـا قرب مني ما ضمني .. نزل لعند رجلي ولبسني خلخـال
خلخـال ذهب عمري ما شفت بجماله
كـانت في مرايا كبييييييرة وأطرافها مذهبه .. ناظرت بجاملي والخلحال إلا زين ساقي
فتحت يدي أبي بندر يجي لعندي .. يلمني لحضنه ..
لكنه فاجأني أنه ابتعد عني ..
ناديته : بنــدر
وتردد صدى صوتي بالمكان ..
ناظرني بعمق : يــا البندري ..
أعطي ظهرك للمرايا وشوفي غيرك..
أظهري من ليل كحلك ..
ومن اساورك وحريرك ..
إفتحي الشباك مره وشوفي الناس والشوارع ..
وش كثرهــا ها الغربه مره .. للي وسط الزحمه ضــايع
ترا ما ملك عقلك وحسك لا أنـا ولا سوايـا
غرقت عيني بالدموع : لكن يا بنـدر ، أنا ما أبي غيركـ .. أبيك أنت .. خذني معك
ابتسم لي : مـا آن الأوان يا البندري ..
قرب مني ومسح دمعي : أمسحي دمعك ، واطلعي من ليل حزنك ..وخلي السعادة تغمركـ
وبعدهـا أختفى عن ناظري .. صرت أدور طيفه بكل مكان أبي ألحقه .. أبي أروح معه
صحيت من نومي مفزوعـه .. حطيت يدي عن صدري وأنـا أحس بخفقان بقلبي وصدري يرتفع وينزل .. فتحت نور الأبجورة إلا جنبي .. أبي أعرف أنا كنت أحلم ولا أتخيل .. جال بصري بالغرفة لكني ما لمحت طيفه
ووووووين بندر ، ليه لما جاء وزارني .. اختفى بسرعة
من زمـان وانا اتمنى يزورني بالمنام .. ولما جاء زارني ما طول
سمعت أمي تناديني خلف الباب ، فتحت الباب بهدوء ..
سألتني : البندري أنتي صاحيه ما نمتي !!
ناظرت فيها بعيون فارغة ، أمي خافت علي وقربت مني : يمه ليه وجهك مخطوف ، حلمانه
: يمه ضميني
ارتميت في حضنهـا .. في جفنهـا ..
وصرت أبكي .. ابكي
وأمي صارت تبكي معي : ليييه يمه تبكين .. ليه يا عمري حزينه
شهقت من البكي : يمه أنا ماني حزينه .. أبي حنانك .. ابي حنين ينسيني حزني وهمي
ضمتني أكثر لصدرهـا .. وهي تمسح على شعري .. حسيت براحة في حجر أمي وكأني رجعت طفله صغيرة .. حكيت لها عن الحلم إلا شفته .. وأني أولـ مرة من توفى بندر أشوف طيفه وكأنه حقيقه قدامي
مسحت على شعري بحنان وهي تتمتم بسورة الفاتحة
بعدهـا قالت لي : يا يمه حتى بندر يبي يحس أنك سعيدة .. والخلخال للبنت العذراء زواج .. ابتسمت .. يعني قريب راح تتزوجي
رفعت نفسي عن حضنها بخوف وناظرت بعيونها إلا مغرقة بالدموع مثلي : لكن يمه خالتي أم بندر ، ما ودي أكسر بخاطرهـا
مسكت وجهي بكفيهـا : لا يمه ، ليه تظني بخالتك كذا ! أنا كنت خايفة مثلك ، وقلت أقولها أحسن ما تسمع من الغير .. تدرين أنها فرحت أكثر مني .. وجلست تبكي وتقول لي .. أنا أبي أشوف البندري عروس .. تبي تلبستك الفستان الأبيض .. تبي تسلمك لزوجك ..
هي تعتبركـ مثل بنتهـا ، وكل أم تتمنى تبخر بنتها يوم عرسهـا وتعطرهـا وتلبسهـا
: يعني خالتي مو زعلانه ولا مضايقة
ابتسمت لي : أقولك لا ، وإذا مو مصدقتني كلميهـا .. صدقيني هي فرحانه لك أكثر من فرحتي والكل وده يفرح فيك
تنفست برتياح ، وكأن الشي كان جاثم على صدري وانزاح
أمي : قومي يا عمري وصلي لك ركعتين ، وادعي ربك
وإلا الله كاتبه راح يصير
ضميت أمي للمرة الثانية : أحبك يمه
أمي : يا بعد عمري ، وأنا بعد أحبك وودي اليوم قبل بكرة أشوفك عروس
مسحت بحنبه دمعه نزلت من عيني اليسار : يا يمه ما أبي أشوف دموعك ، وصدقيني إلا تبينه راح يصير
:
:
بعد مـا صليت الفجر وقرأت قرآن ..
تمشي بغرفتي بملل .. ركنت إلى زاوية هادئة .. لبستها السكينة .. تأملت ما خلف الشباك وما حولي .. الشمس بدأت بالأفق .. وظل القمر الذي ما زال موجود بالسمـا .. أشعر بنسمة عليله تداعب جسمي وتنعش الروح .. أشعر بسرور وانشراح مع نسمات الصبـاح .. بعد الحلم الذي حلمته .. رؤيتي لبندر أعادت لي الحياة .. كنت محتاجه لرؤيته .. لكلمه ، للمسه منه تطفي لهيب الشوق بداخلي
لبست ملابسي .. وأنـا أحس بانتعاش .. وأنا أحس أن ها اليوم راح يكون غير بالنسبة لي .. نزلت تحت أفطر مع أمي .. لقيتها مجهزة لي الفطور .. بان كيك مع قهوة بالحليب .. مسكت الكوب الأبيض إلا فيه رسومات بالأحمر وارتشفت عدة رشفات ..
نزلت الكوب على الطاولة .. وصرت ألعب بحافة الكوب الدائرية .. ما ني عارفة كيف أفتح الموضوع مع أمي
ناديتها : ماما
رفعت نظرها لي : نعم حبيبتي
: امممممممم ، أم عبد العزيز عاودت واتصلت فيك
تجهمت ملامحها : والله هي قبل يومين اتصلت فيني ، وأنا تهربت منها ، ما ني عارفة شنو اقول لهـا .. إذا ودك أقول لها مالكم عندنا نصيب !! ؟
بلعت ريقي وحطيت يدي ورا ظهري : يمه أنتي شنو ودك !!
رفعت لي حاجبهـا .. وبعدها ضحكت
أنا أنحرجت ونزلت رأسي
جات أمي وحضنتني من الخلف : يا بعد عمري يعني أنتي موافقه
هزيت راسي
باستني على خذي ..
تنهدت ..الفرحة إلا شفتها بعيون أمي الحين .. تسوى عندي الدنيـا وما فيها
قمت من مكاني .. وسحبت شنطتي .. أهرب من المكان .. قبل لا أغير رأيي وأقول لها ما ابيه ولا أبي قربه .. طلعت من البيت بسرعة .. توقعت نفسي أبكي .. لكن على العكس أنا أحس براحة لأني يمكن نفذت لهم إلا يبونه .. على الأقل يكون وجودي بها الحياة سبب سعادة الآخرين
:
:
:
دخلت جنـاح الأطفال إلا بالدور الرابع .. رحت لقسم الممرضات .. أدور من بين الملفات عن ملف لمريض .. بـ sickle cell disease
ها المريض اسمه عزيز وعمرة 8 سنوات .. صار له عندنا بالمستشفى أسبوع أو يمكن أكثر .. حبيته لأنه خفيف دم .. ورغم المرض إلا فيه إلا أنه ما أثر على نفسيته .. بليل لمـا أكون على الكول أشوفه يلعب مع الأطفال .. ويستخدم عجلات إلا يعلقون عليها المغذي ويصير يركض بالممرات ويعمل سباق .. ويجي عندي وأنا أكتب بالملفات .. ويطفشني .. المشكله مقدر أعصب عليه .. انتبهت أن مسجل بالملف أنه مسوين له splenectomy ( استئصال الطحال )
تنهدت من خاطر .. يمكن كذا أريح له .. يمكن تخف أزمات السكلر إلا تجيه .. والله يكسرون خاطري الأطفال إلا مثله .. أنا ألوم اهاليهم كيف تزوجوا وهم عارفين أن واحد منهم مصاب أو أثنين هم حاملين للمرض .. ويقهروني لما يقولوا حنـا تزوجنـا عن حب .. أي حب إلا يخلي الأطفال يدفعون الثمن .. وثمن غالي
ما يوجعها قلبها ها الأم لمـا تشوف ولدها مرمي بالمستشفى .. ويتوجع من الألم .. وغير كذا هم تظل تجيب عيال يعني ما توقف .. أستغفر الله .. مدري متى ها المجتمع راح يتطور فكريا
رحت لعند سرير عزيز ، كان سريرة بنهاية الغرفة الموزعة فيها الأسرة يمين ويسار .. انصدمت من وجود الدكتور عبد العزيز معه .. تراجعت خطوة للورا .. وظليت واقفة .. لاني عارفة أتقدم أو حتى أتراجع .. أخر شي كنت اتمناه اني اشوفه بـ هذا اليوم .. يا ربي ليييييه الصدف تجمعنـا بالأوقات الغلط
الدكتور عبد العزيز وهو جالس على الكرسي القريب من السرير : حياك دكتورة ، إذا ودك تكشفي على المريض .. مراح أعطلك
عضيت على شفايفي : لا مو مشكله أقدر أجي وقت ثاني
لاحظت ابتسامته : لكن عزوز يقول لك هو بعد شوي راح ينام وما يبي أحد يزعجه .. هو توه طالع أمس من عملية
لف عليه المريض : أنت تعرف الدكتورة البندري ؟
ابتسم ابتسامه سحرتني : أعرفها أكثر مما تتخيل
المريض : البندري مررررررره طيبه ، وأنا حبيتها
د. عبد العزيز : يحق لك تحبهـا
يا ربي أحس الدنيا حر .. كان ودي أروح وأفتح الشبابيك .. وضربات قلبي وصلت لمسمعي .. ضميت يدي بقوة أبي أخفف من التوتر إلا حسيته من وجوده وكلامه ..
قربت أكثر من المريض ، قلت بصوت حسيت فيه بحه : شلونك عزيز اليوم
ردوا أثني نهم بصوت واحد : بخييييييييير
وبعدها ضحكوا لأني كنت أقصد عزيز الصغير .. وهم توهم يستوعبون أن أثني نهم نفس الإسم .. ما قدرت أمنع نفسي ما ابتسم لهم ..
فحصت على المريض .. وتأكت أنه ما عنده حرارة .. وكان ها اللحظة not in pain
رفعت قميصه وشفت جرح العمليـة مضمد ، قال لي الدكتور عبد العزيز: أنا جيت أشيك عليه ، واشوفه كيفه بعد العملية
سألته : أنت إلا عملت له العملية
ناظر بعيني : ايوة
توترت أكثر من نظراته لي .. ولما حس بتوتري ، قام واقف
: give my five
خلك رجال يا عزوز ولا تأذي الدكتورة ..
حرك المريض يده اليسار : والله دكتور ما سويت شي
د . عبد العزيز : هههههههههههههههه ، أمزح معك ، يله أشوفك بكرة مع السلامة
لما حسيت أنه طلع من الغرفة .. تنفست براحة .. لأنه وجودة معي بنفس المكان يوترني ..
سجلت المعلومات بالملف ، وقبل لا أطلع : يله عزوز تغذا زين ، الممرضة تقول لي أنك ما تأكل شي
بوز : شنو أسوي ما أحب أكل المستشفى
: شنو حبيبي تبي تأكل
قال لي : أبي جالكسي
رفعت أصبعي : لا لا شاكلت ممنوع ، لازم تأكل أكل صحي على شان دمك يصير اوكي .. مفهوم
تأفف : اوووف كل شي قصب قصب
ضحكت على حركته ، رحت لعنده وقرصت خده : على شان صحتك يا العصقول
باعد يدي : أنا مو عصقول
ناكفته : عجل أنت شنو
: أنا رجال
رفعت حاجبي : والرجال يسمع الكلام صح
نفخ نفسه : ايوة أنا رجال وراح اسمع الكلام
: شااااطر عزوز
ناظرني وبعيونه سؤال
قلت له : عزوز تبي شي
بخجل قال : الدكتور عبد العزيز يصير زوجك
حسيت خدودي توردت من سؤال طفل برئ .. ما قدرت أجاوبه .. طلعت من عنده وأنا حاطه يدي عند خدي
" البنـدري "
ألتفت لصوت إلا يناديني .. شفت الدكتور عبد العزيز واقف بالسيب ومسند ظهره على الجدار وأيده خلف ظهره
: ممكن دكتورة
مشيت ناحيته .. حمدت ربي أن السيب فاضي وما في احد مر منه ما عدا صوت الممرضات يسولفوا .. خليت مسافة مو كبيرة مرة تفصل ما بينـا .. بحيث كل واحد منا يحتفظ بمساحته الشخصية
قلت بحرج كان واضح من صوتي : نعم دكتور
لاحظت أنه يتعمد ما يناظر فيني : ما ودي أحرجك
لكننننننن .. عض على شفايفه .. متى راح أسمع رأيك ، الانتظار راح يقتلني
من غير شعور مني ابتسمت وكأني مستمتعه بالشي إلا قاعدة أسويه فيه
قلت بغرور : إذا ما عندك استعداد تنتظرررر ....
قطعني : لااااا عندي استعداد انتظرك العمر كله .. صمت لحظة .. لكن حني علي شوي
نزلت رأسي منحرجه منه : أنت كلم أبوي وراح يجيك الجواب ..
بعدهـا اختفيت من أمامه بلمح البصر .. كنت أبي اهرب من نظراته من ابتسامته
حسيت قلبي راح يتفجر داخل صدري من قوة ضرباته .. لمت نفسي على جرأتي ووقفتي معه بالسيب
*
*
*
*
طلعت من محل باتشي إلا بشارع الببسي بالخبر .. حامله كيس فيه صينية شوكلاته ويوسف حامل الكيس ثاني .. اليوم لفيت على محلات الحلويات كلهـا .. وصيت على الكيك السواريه والبتي فور وبعض الحلويات الفرنسية الصغيرة ..
وأخيرا أخذت صواني الباتشي إلا كنت موصية عليهم قبل كم يوم ..
وطبعا البندري كل هذا مـا تدري عنه .. لأن حضرتهـا رافضة ينعمل لها حفله خطوبة ..
لكن أنا وأمي ضربنا بكلامها بعرض الجدار .. مو على كيفهـا .. وصينـا محل السنبوك وهو إلا راح يجي ويرتب الطاولات والبوفيه للحفله .. وأمي وصت لها على فستان من فرنسا طلبناه عن طريق النت وراح يرسلونه لها بالبريد المستعجل .. وأنـا أحاتي أخاف الفستان ما يكون مضبوط عليها .. مع أني تعمدت أخذ مقاساتها مضبوط لما رحنـا نعمل الفساتين لزواج أخوي عبد الله ..
مع أنهـا يمكن تعصب والله تزعـل .. لكن بعدين راح ترضخ للأمر الواقع .. صحيح أني ما تحسفت لأني ما سويت حفله خطبة .. لكني سعيدة وأنا أجهز لحفله أختي وحبيبتي البندري .. ودي أنها تعيش بسعادة وفرح .. لأنها تستاهل كل خير
يوسف : ريوم وين سرحتي
رفعت نظري ، لمحت أن حنـا مارين من عند الكورنيش بالسيارة ، شفت المراجيح وجذبتني
: يوسف خلنـا ننزل عند الكورنيش
ما جادلني ولا حتى سألني ، أخذ المنعطف إلا على اليمين ، ووقف سيارته بالمواقف الفاضية بهذا الوقت من العصر .. نزلت وأنـا متحمسة ألعب بالمراجيح .. لأن الجو حلو بعد ما بردت الشمس شوي .. مسكت يد يوسف وصرت أمشي بسرعة
يوسف : هونك هونك .. على وين ما خذتنـا
وصلنـا لعند المراجيح : خاطري ألعب بالمراجيح
طالعني وكأني وحده مهبوله : من جدك !!
ضحكت مثل الطفله : ايووووووه يوسف خاطري من زمان
رحت وجلست على الأرجوحة : يوسف تعال ادفعني
ضحك علي ، لكنه بالأخير جاء واستسلم وصار يدفعني .. دفعني بقوة ..
لدرجة طارت العباية والشيله .. أشوا أني لابسه بنطلون والله كان طلعت الفضايح
مراجيح تحمل طفله ورجل .. والريح تطوي عباية وشيلة .. وايدها قلب يشد الحبال .. دوختني أم سود العيون .. مع الشمس الغاربه .. كخيل هاربه
وصلتهـا لعند البيت وعيني تودعهـا ..
صار صعب على عيني تفارق عينهـا .. ملت حياتي بفرحهـا
صرت معهـا أعمل أشياء ما عمري تخيلت أني ممكن أعملهـا
رجعتني كطفل يفرح بلعب الأرجوحة وقطعه حلاوة
صرت أقضي وقتي معها بالساعات ، نضحك نسولف من غير ما أحس
صارت البسمة ما تفارق شفاتي معهـا
مثل الحلم غزت حياتي .. كوني فرحي .. كوني عمري كله .. إلا باقي وإلا كان
وصلت لعند بيتنـا .. انتبهت لبيت جيرانـا إلا عادة ما يكون هادئ .. أن فيه صجه والعيال يلعبون بالشارع .. وكأن في أحد جاي زايرنهم أو عندهم عزومه
قلت أسأل أحد من البزران .. يمكن عندهم مناسبة نروح نأدي الواجب دام حنا جيران ..
ناديت واحد منهم كان لابس بلوزة حمرا .. سألته بحذر وش عندكم لأن الأطفال سهل تسحب منهم الكلام ..
قال لي : رؤيـا أختي رجعت من أمريكـا بعد ما تطــ ......
ما سمعت باقي الكلام إلا قاله .. ظلت الكلمتين رؤيا رجعت .. تقرعان في أذني كأجراس الكنائس .. رؤيـا .. رؤيـا رجعت
ها الخبر ما أظن صعقني .. لأنه لو صعقني كان أنا منتهي من زمان .. إلا زلزل كياني .. ذكرى رجوعهـا وهي حرة رجعتني للماضي القديم ..
حسيت بيهـا قريبه مني حيل .. صرنـا بنفس البلد .. نتنفس نفس الهوا
غابت .. لكنهـا رجعت .. لفح هواء شعري وبعثره .. حسيت بالريح تجيب عطرهـا لي واستنشقه ..
كنت أظن الريح جابك عطركـ يسلم علي .. كنت أظن الشوق جابك تجلس بجنبي شوي ..
كنت أظن .. وكنت أظن
دخلت الصاله .. وأنا أحس المشاعر تعصف فيني عصف .. مشاعر حنين .. ومشاعر خيانه لإرتباطي بريوم .. ليه يعني لما ملكت على ريوم رجعت هي .. ليييييييه ..
قطع علي سيل أفكاري نغمة جوالي .. كانت مسج من عند ريوم ..
ما قدرت أكمل المسج .. حسيت أني خائن بإحساسي لهـا ..
ريوم بالنسبة لي قدر ما كنت حاسب حسابه .. عرفتني على الشوق ..
ومضة فرح في حياتي ..
سوالفهـا ..
ضحكهـا ..
بريق عيونهـا ..
لكن طيف رؤيا .. ليه عاود ورجع معه الذكرى القديمة ..ذكرى حزينة
تكدرت من داخلي .. لا أني قادر أطرد طيفهـا .. ولا أني صنت حب الريم
عاتبت الليالي إللي فرقتنـا ..
عاتبت الليالي إلا جمعتنـا .. لكن ها المرة أنا إلا سريت
تذكرت ذيك الليله العتمة .. إلا خنتي فيه حبي ..
يوم رحتي عني وهملتيني ..
وهي نفس الليالي إلا باعدتنا
جلست على الكنب وحطيت يدي خلف رأسي .. وأنا أتأمل حالي إلا أنقلب في غضون دقائق .. ليه رجعتي الحين ليه !!
من بعدك ضاقت بي الدنيا .. لكني لقيت الفرح عندها ..
والسؤال إلا دايم يراودني .. أنتي أصلا ليه تركتيني ..
من رحتي خليتيني شخص هالك .. ضايع ..
لا أهل .. لا ناس .. لا جيرة .. لا بلد
وجيتي اليوم بعد ما صارت الريم كل هلي
ليه اليوم طيوفك جات وتسكعت في دهاليز المدينه
انصحيني الله يجزاك خير وين أروح بعيد عنك
لأنك ما تستاهلي .. وأرخصتي بوعدي
*
*
*
*
نزعت إحرام الصلاة .. وطويت السجادة
وقفت أنـاظر بفستاني الوردي الفاتح المفروش على السرير .. والدمعة متعلقة بطرف عيني .. من بعد ما بصمت اليوم العصر تحت أسمه ونطقت بالموافقة لشيخ .. شعرت بها الليلة راح أكون بقايا إنسان .. آآآآه تكويني الدمعة .. ويرهبني البعد .. ناظرت غرفتي وأشيائي وذكرياتي وهدايا بندر
ما ودي أبتعد عن ذكرياتي وحنيني الموجود بها الغرفة ..
أشوف الكل سعيد بها اليوم .. وأنا أتظاهر بالسعادة وأعاند إحساسي
خلاص ما عاد فيه تراجع .. دامني سلمته نفسي .. ماضي ما عاد لي فيه مصلوح .. الشيء الوحيد إلا أبيه منه أني أبي أكمل دراستي .. شغلي هو الشي الوحيد إلا صار يهمني بهذي الدنيـا .. والله ما عاد يهم من بعد موت روحي ..
:
:
لطخت بفرشاتهـا اللون الوردي على شفاتي .. ووضعت اللمسات الأخيرة على وجهي .. شكرت للبنانيه إلا جات تعمل لي المكياج وتصفف شعري ..
ناظرت بنفسي بالمرايـا .. فتحت فمي من إلا شفته .. شكلي متغير تمامـا .. مـن زمان ما حطيت لي فل ميك آب .. أصلا ما أذكر آخر مرة متى !!
درجات الوردي مع البنفسجي الغامق مرة تتدرج على جفني .. وتحت الحاجب اللون الأبيض المايل على فضي .. وروج وردي مع غلوس بلمعة فوشيا ..
ابتسمت بغرور لأني راضية على شكلي .. لبست الفستان pink الفاتح مرررررررره .. إلا جابته أمي لي هدية .. والله ما كان ودي بكذا فستان كبير ومنفوش مثل الطبقات .. وكانه ستايل فرنسي قديم .. أحس أعطاني منظر الفراشة الأميرة .. لأنه من ورا أطول من قدام .. وعلى الجانب مزموم .. والكتوف عارية .. هو سمبل بالمرة .. لكن أناقته في بساطة ..
فتحت ريوم البـاب بقوة .. أنا وقفت بمكاني .. أنتظر تعليق منهـا ..
هي وقفت مكانها تناظرني بانبهار.. حسيت لحظتها أن شكلي غلط ..
: ريوم شكلي مو حلو مووووووو !!
قربت مني ، ومازالت هناك فتحته بين شفايفهـا ، لكنهـا أخيرا نطقت : أميرة .. صايره الليلة الأميرة سندريلا بها اللون
بوزت : تتريقين علي ريوم
ريوم : والله ما أتريق .. تجنني يا عمري
بها اللحظة انتبهت لطيف خالتي أم بندر واقفة عند باب الغرفة إلا تركته ريوم مفتوح .. ابتسمت لهـا .. وأنا ألمح الدموع بعيونهـا .. مدري هي دموع فرح ..والله دموع حزن
تذكرت لحظتهـا .. لمـا كلمتها قبل لا أمي ترد على خالتي أم عبد العزيز .. لأن عمري مراح أنسى ردها علي .. وإذا زواجي راح يكون سبب سعادتهـا .. عندي استعداد أرخص الغالي لعيونهـا .. أذكر أنها قالت لي : عيشي حياتك يا البندري .. صدقيني أن بندر راح يفرح لما يشوف البنت إلا يحبها سعيدة ومبسوطة بحياتها .. لو الحزن يا بيتي والبكاء يرجع الغالين .. كان ظلينا نبكي طول العمر
تقدمت مني خالتي .. وريوم طلعت من الغرفة .. على شان تتركنـا على راحتنـا .. وقفت قدامي تتأمل ملامحي وشكلي .. وعينهـا مغرقة بالدموع .. انتبهت أنها طلعت علبة صغيرة من كيس مخملي .. كان عبارة عن حلق طويل ألماس وبنهايته دائرة داخل دائرة مثل رمز شوبارد .. بعد مـا لبستني الحلق ، قالت لي : الحمد الله أني عشت لها اليوم إلا أزفك فيه لرجلك
شعرت لحظتهـا أني محتاجه لحضنهـا .. ضميتها وغصب عني نزلت دموعي .. رفعتني عنهـا : يا حبيبتي لا تبكين .. ما أبي أشوف دموعك .. هذا يوم فرحك .. أبي أشوفك دوم مستانسه .. مسحت دموعي وأنـا أحاول أرسم البسمة على ثغري
جات ريوم ومعهـا جنى ومريم زوجه خالي .. غنوا كلهم بصوت واحد
أميرة الورد ليييييه الورد مفتونك .. لييه بحياته يحاول يشبه ألوانكـ
كمن فراشه تلمس غصونك .. والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانكـ
جنى : يا أميرة الورد هذي راح تكون أغنيك لما تنزلي من عند الدرج
قطبت حاجبي : أنا مو قايله لكم مـا أبي زفة ولا شي .. أصلا من قال لكم أني راح أنزل
ريوم حطت يدهـا عند خصرهـا : لييييييه خير أن شاء الله !!
تعذرت بحجة واهية : شكلي مو حلو ، مو عاجبني بالمرة
كلهم شهقوا مرة وحدة .. لدرجة جاتني الضحكة
مريم : كل هذا و شكلك مو عاجبك .. أصلا عبد العزيز من راح يشوفك راح يتخبل .. مراح يعرف وين دربة
شعرت لحظتهـا أن الحمرة اعتلت خدي المتورد خلقة ..
ما ودي أنزل .. ما ودي اللحظة إلا راح يجلس فيها جنبي تجي .. ما أبي ما أبي أحس أني راح أبكي من الخجل والإحراج
جنى جات ومسكت يدي : يله ما نبي نتأخر .. خلينـا نزفك
قاطعتها خالتي : لحظة خلينـا نعطر البنت .. مسكت زجاجة العطر الورديه كمان إلا كنت مجهزتهـا من جورج أرمني .. وبخت على ملابسي وجسمي من بعيد .. ودهنت يدي وعنقي بدهن العود ..
وقبل لا أطلع باستني عند جبيني وقرت علي المعوذات
ومشيت وراهم مسيرة مو مخيرة .. هم نزلوا قبلي .. وطفوا الأنوار ..وشغلوا الموسيقى .. توني أستوعب أن صاله بيتنـا كلها متغيرة .. الطاولات الدائرية مرتبة بشكل حلو .. ومفروشة بمفارش يناسب لون فساتني.. وحتى الصواني والشموع والورد
حتى الصوفا إلا راح أجلس عليهـا عنابية .. وخلفها مزين بالسبوت لايت .. وإضائة الشموع تزين المكان .. والورد متناثر بكل مكان
ابتسمت غصب عني .. حسيت بالفعل أني أميرة .. مع أنغام صوت محمد عبده أميرة الورد .. وأنـا أنزل من الدرج بحذر وذيل الفستان يسحب وراي والإضائة الخافته إلا تزين المكان حولي ..
أميرة الورد ليه الورد مفتونك .. ليه بحياته يحاول يشبه ألوانك
كمن فراشة تمنت تلمس غصونك .. والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانك
إذا ابتسمتي يذوب السكر بلونك .. ويزور شهد الحياة بقلوب خلانك
والليل يغفي ويصحى بس بعيونك .. والصبح خدك والشمس عنوانك
بها اللحظة لفيت على الطاولة إلا موجودة فيهـا أسيل وسلمى .. كانوا يبتسموا وأشروا علي .. ابتسمت لهم ..
وصلت وجلست على الكرسي بعد ما رتبت فستاني الثقيل .. وأولـ من جاء وسلم علي
أمي ، قمت على طول وحضنتهـا وأنـا أقاوم دموعي .. مشتاقة لهـا حتى لما ملكت ما كانت جنبي أبوي وعبد الله هم إلا كانوا جنبي
بعدتني هنا وقالت بحنيه : يا بعد عمري ، قمر الله يحفظك .
قلت بصوت خافت : يمه ادعي لي ، خايفة
أمي ببتسامة ، تبعث في النفس راحة : أنا دوم أدعيلك ، بليلي ونهاري ، أن الله يوفقك ويسعدك يا عمري
بعدهـا جاوا
أسيل وسلمى .. أعطوني هدية مغلفه حطيتهـا جنبي .. وهم جلسوا جنبي على شان يصوروا
أسيل همست لي : يا عيني على الإغراءات من أول ليله
ضربتها بكوعي ، وقلت وأنا ضاغطة على أسناني على شان محد يسمعنـا : يا حمـــاا ... مو أنا إلا أخترت الفستان .. وما لقيت شال عندي يناسبه
سلمى بضحكة : يا ووووووويل حالك اليوم يا عزيز
هزيت رجولي بتوتر: قووووومي أنقلعي عني أنتي وياها أحسن لك .. لا اللحين أتوطى ببطنك
ضحكت أسيل ضحكة شريرة : ههههههههههههههههه .. أتحداك
سكتنـا لأني شفت أم عبد العزيز تقبل علينـا وبيدهـا سارة .. أسيل وسلمى قاموا وهم يتغامزون لي .. وأنا متوترة حدي .. خايفة من أم عبد العزيز .. صحيح أن أمي تقول عنها طيبة .. لكن مدري كيف راح تكون علاقتي معهـا .. أخاف أكون مو عاجبتهـا .. لمـا وصلت لعندي .. قمت لها احتراما وقبلت رأسهـا .. باستني على خدي وسلمت علي وقالت لي ببتسامه : والله عبد العزيز عرف يختار .. الله يحفظك يا بيتي من العين
رديت عليها بصوت أقرب للهمس : الله يخليك يا خالتي
أخذت سارة بعدهـا وجلستها جنبي .. أبي ألتهي بيهـا عن التوتر إلا أحس بيه ومع قرب موعد اللقا .. كل مـا قرب الموعـد تزداد الرعشة إلا بأصابعي .. وتزداد ضربات قلبي وكأنها في سباق للخيول من قوة الضربات
فقت من سرحاني على صوتهـا
: لون فستانك مثل لون فستاني
ناظرت بفستانها الوردي إلا أغمق من لون فستاني، ابتسمت لها : صدق صرنـا مثل بعض
سارة وهي تأشر على شعرها : لكن أنا علي تاج أنتي ما عليكي
لمست طرف شعري المموج تمويج فرنسي : ليه ما جبتي لي معك
سارة : أمي هي إلا شرت لي وما شرت لك
ضحكت على كلامها إلا يجنن وملامحها إلا كلها برائه
مع سوالفي مع سارة .. ما انتبهت أن الكل لبس عباته .. وأنه واقف عند مدخل الصالة .. رفعت عيني بها اللحظة والتقت عيني بعينه .. طارت سارة ها اللحظة من جنبي لعمهـا
لحد يسألني عن حالي ها اللحظة .. عن ضربات قلبي إلا صارت تعصف بداخل صدري وعن تنفسي إلا أزداد فجأة .. لدرجة حسيت أنه راح يغمى علي
شكله وهو واقف بثوبه البيج بتبكيرة حجازية .. والشماغ البيج المرفوع
كـان شكله مختلف تماما عن الدكتور عبد العزيز إلا أعرفه
:
:
:
:
مرت ثواني وأنـا واقف مبهوت .. أنا إلا أشوفه خيال والله حقيقة .. هذي حورية من الجنة والله البندري .. انبهرت بحسنهــا
دزتني أمي على شان أمشي .. صرت أمشي بخطوات سريعة .. أبي أوصل لها بسرعة .. أبي أعرف أنا إلا أشوفه حقيقة والله حلم .. أكيد هذا من سهري وأحلامي
وصلت لعندهـا ولا مست أيدي يدهـا الحرير.. إلا أرق وأنعم من الزهر .. لا هذا أكثر وأجمل من إلا تخيلته بسنيني .. هذي أحلى بكثير من إلا عذبتني وسهرتني ليالي .. كثير أحلى من الإلهام
نسيت همي ولوعة الأيام وأنـا أقبل جبينهـا .. شعرت بأنفاسهـا دافيه .. قريبه مني .. يا ربي أنـا ظامي وتدري زين وش إلا منك يرويني .. وقفت جنبهـا ويدهـا ما زالت متعلقة بيدي .. أنا غارق في نهر قربك من أطراف القدم للهـام ..
تنهدت وأنا جالس جنبهـا ما يفصل بينـا إلا وسادة طويلة .. يا ناس أبي أحد يقول لي .. معقولة القمر موجود هنـا على الأرض ما هو بالسماء .. معقولة نزل من مستواه العالي وجاء جنبي يتبختر في بهاه..
معقوله في بنت بها الجمال .. .. ما شاء الله ما شاء الله .. خفت أحسد نفسي عليهـا
يا ربي ما شفت بها الدنيا قمر مثلهـا .. والله أنها أحلى بكثييييييير .. ملاك بصورة بشر
ما ودي أرفع عيني عنهـا ودي أكحل ناظري من نورها .. هي خطفت من القمر نوره
قطع علي لحظة الحلم صوت أمي .. لفيت عليهـا ، قربت مني وهمست بإذني : أكلت البنت بنظراتك خف عليهـا شوي .. يا خوفي تحسدهـا الليلة
ابتسمت وبداخلي خوف .. الله يحفظ حبيبتي من العين أن شاء الله
أشرت لي أمي بعينهـا على الصندوق الخشبي إلا محفور عليه آيات قرآنية .. وموجود على الطاولة قدامنـا إلا مزينة بمفرش بتطريز هندي بألوان قوية وتبعث البهجة .. فتحت الصندوق وطلعت الطقم اللؤلؤ الأسود مع الأبيض إلا شريته من لندن .. أنـا قلت هذا الطقم لشريكة حياتي .. وراح يكون على جيد البندري غير .. هي إلا راح تحليه مش هو إلا راح يحليهـا ..
قربت منهـا وأنـا ماسكت العقد .. وأيدي ترتجف ما عرفت كيف أسكره .. يا الله وش ها الغبـاء إلا علي ليه ما خليت أمي تعلمني بالبيت .. وأنا أحس البندري منحرجة من قربي ولا رفعت عينها أبد .. جاءت أمي وأنقذت الموقف .. وسكرت لهـا السلسال .. وحتى الحلق هي إلا لبستهـا .. خفت بعد أشق لها إذنهـا ..
مشت لعندنـا سارة بفستانها الزهري وبيدهـا مخدة صغيرة بنفس ألوان فستانهـا .. وشريطتين نازلة من المخدة متعلقة فيهـا الدبلتين ..
فكيت الدبله الألماس من الشريطة .. أنا إلا اخترتها .. كانت عبارة عن ألماس ..
diamond princess
فأعطى شكل فراشات صغيرة متلاحمة مكونه حلقة .. مع الذهب الأصفر .. مسكت أصبعهـا ring finger
بنعومة .. ودخلتهـا بنعومة أكبر خايف تطلع عليهـا الدبلة واسعة أو ضيقة .. لأني أذكر أن أصابعها طويلة ونحيفة .. لكني ابتسمت ابتسامة رضا .. لما وصلت الخاتم لنهاية وكان مضبوط عليهـا .. رفعت أصبعهـا لشفا يفي وقبلته ..
بها اللحظة سمعت صوت تصفير .. لكني ما التفت ناظرت بعيونهـا .. إلا رفعتهـا ها اللحظة .. وخدهـا ارتوى بالحمررررررررره .. مثل حمرة شفايفهـا .. سرحت بعيونهـا .. لحد يلومني أولـ مرة يحصل لي أتمعن بلون عيونهـا العسلي ..
.. انجرحت من ذيك الرموو ش إلا حدها حد السيوف ..
عرفت وقتهـا أني غارق مهمـا سبحت
نادتني بهمس : عبد العزيز
وهي تأشر لي على يدي على شان أمدهـا لهـا
صحيت من بعد ما غرقت بعيونهـا .. فقت من حلم معه لبعيد رحت .. أثرني سرحان في ذيك العيون ..
لبستني الدبله .. لكني ما تركت لهـا مجال .. لمست يدهـا اليسـار .. وزدت من غبضتي لهـا لأني حسيتهـا مرتبكة وترتعش
:
:
:
:
أشرت لنـا ريوم نقوم .. لزاوية إلا كانوا مرتبيها فيهـا عربه كأنها عربة سندريلا وفيهـا كيك .. على شكل ثلاث طوابق منفصلة ..
وقفت أنا وعبد العزيز .. وهو مـا زال ماسك يدي .. أبي أسحب يدي لكني ما ني قادرة .. يا ربي فوق التوتر إلا أحسه .. غير هذي حركة تقطيع الكيك وأنه يأكلني وأكله وأشربه ويشربي أحسهـا حركة سخيفة .. أوووووووووف يا ربي أحس أني راح أموت ..
مسكنـا السكينة المربوط طرفهـا بشريطه وردية وقطعنـا الكيكه .. هو قطع لي قطعه كبيرة .. لكني مـا أكلت إلا قطعة صغيرة منها .. وش يظن فمي وش كبرة .. وقطعت له قطعه صغيرة مرة .. وأنا أحس حالي سخيفة مررررة وأنا أكله .. حاولت ما تلتقي عينني بعينه على شان لا أتوتر وتطيح الشوكة من يدي ..
وجات اللحظة إلا راح اشربة العصير .. كرهت بيتنـا بها اللحظة إلا فكروا يعملوا لي حفله خطبة .. يصبروا علي بكرة أن ما هزئتهم وغسلت شراعهم على ها الحركات .. هذي الحركات يعملوها الناس المغرمين بـ بعض .. مو حنـا .. خلاص أحس كبرنـا على هذي الحركات ..
قال لي : خلينـا نشبك أيادينـا
جاتني رغبه وقتهـا أني أكب العصير على ثوبه .. تذكرت موقف أسيل مع زوجها أول ما ملكت .. وضحكت داخل نفسي .. ليت عندي نصف الجرأة إلا عندهـا .. أحس لو أسوي هذا الحركة بوقف بمكاني متصنمه ولا راح أهرب وراح أبكي ..
همس باسمي : البندري
رفعت عيني له .. وشفته يبتسم لي .. وشبك يده بيدي ..
وشربته العصير وشربني العصير ..
وحسيته خايف لا يكب علي العصير ويتسخ فستاني .. من ابتسامته لي حسيته طيب .. لكن مدري ليه أنا مو طايقه قربه ها اللحظة .. ودي أهرب لبعيد بعيد عنه وعن لمسته وأنفاسه إلا أحسهـا قريبه مني حيل .. قربه يوترني حيل .. أحاول أسيطر على رعشة أصابعي وحتى جسمي ماني قادرة .. شعور غريب يسيطر علي ، حتى رعشه قلبي
كرهت الأحاسيس إلا أحسهـا.. ليتني ما عرفتك بيوم
شغلت ريوم الديجي .. الكل قام يصفق لنـا يبونـا نرقص مع بعض
ناظرت ريوم بنظرات قاتله .. كسهام نارية تنطلق منها .. يعني ما لقت غير أغنية ..
صدفة ومن بين كل النـاس علقني .. والأخ عبد العزيز وكأن ما صدق على الله .. ومسك يد .. قصب عني قمت أتمايل على شان لا أحرج نفسي قدام أهله وقدام أهلي .. وكنت أتحلف بريوم داخل نفسي .. صبري علي يا ريوم أن ما توطيت ببطنك وذبحتك الليله .. مـا أكون البندري
صـدفـه ومـن بين كـل الـناس علـقـني
مـن يـوم شفته وعيني جات في عينه
حسيــت شي في عيونه حيل يــجذبني
لـما ابـتسم بـآنـت بـوجـهي تـلاويـنــه
سـلـم عـليي وجلس جمبي وكلــمـنـي
كــل الـحواجـز تــلاشت بــيني وبــينه
اخــذ ايــديني بـايديه وقــام يـوصفني
ولا تـمــنـيـت ايـدي تـتـرك ايـديـنـــــه
قـالـي كـلام بـصـراحـه حلو دوخــنـي
مـاقـد سـمـعـت بـحـلاتـه آهـ يـازيـنـه
معـاهـ احـس الأغـانـي عـنـه وعـنـي
وأجمل أغاني الغزل شعري وتلحـينه
|