كاتب الموضوع :
طير الشوق
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
على قريب الساعة 12 من الليل ، عم الهدوء بالطوارئ .. صحيح أن كان ودي أمشي البيت ، لكن ما ودي أترك البنت الصغيرة حتى لو جاء الدكتور المناوب الثاني ، وأن وش وراي أسوية بالبيت غير النوم .. رحت نايحة السرير .. انتبهت أنه جالس على السرير وحاط البنت بحضنة ويمسح على شعرهـا .. منظرة منظر أب حنون .. لكن نظراته كانت سرحانة .. وتحت عينه سواد .. ومربي له لحية خفيفة ..
منظرة أثار الحيرة بنفسي .. مذكر أني شفته بها الشكل التعبان والشقيان والحيران .. ونظراته لي قبل شوي كانت تحكي كلام .. لكني ما فهمت بشنو أفسرها ، وكأنه شخص كان فاقد شي أو محروم منه
أحس مو كأنه الدكتور عبد العزيز إلا أعرفة .. أحسه شخص .. شخــض عــا !!!!
قطع علي سيل أفكاري إلا أخذني لبعيد .. نبرة صوتة إلا لها بحه مميزة
: دكتورة
ارتبكت ، ومن غير شعور مني صرت أحرك بساعتي .. أخفف من توتري وكأنه كشني وأنا أناظر فيه : دكتور إذا حاب نأخذ منهـا blood samble على شان نتأكد بعد عن السبب هل هو virus or bacteria ، , على شان إذا تحتاج نعطيها antibiotic
رد علي : براحتك دكتورة ، إلا تشوفيه سوية
سألته : طيب هي قبل أسبوع كان عندهـا زكام أو احتقان يعني upper respirstory tract infection
عزيز: والله ما أذكر صراحة ، لانها مو عايشة معنا بالبيت ، وهي من أمس توها جايه عندنا البيت لأن أمها وأبوها مسافرين
ابتسمت من غير شعور ، أرضى من فضولي من غير ما يشعر.. وكبر بعيني أكثر ، أنه عم حنون على عيال أخوانه
: شكلك دكتور تحب الأطفال كثير
ابتسم ابتسامة عريضة : سارة عندي غير عن كل الأطفال .. هي دلوعه عمهـا
قربت أكثر : بإمكانك تتركهـا معي ، وإذا عندك شي تعمله بالمستشفى أو تروح تشرب قهوة
عزيز : وكأنك قرأتي أفكاري ، بالفعل كان ودي بكوب قهوة
: مو مشكلة سارة راح تكون تحت نظري
تركهـا على السرير ، ومشى .. قربت منهـا أراقب ملامحهـا فيها شبة كبير من عبد العزيز .. يا حلوهـا .. والله الأطفال ببرائتهم يدخلون القلب .. أحس نفسيتي تغيرت من أشتغلت بقسم الأطفال .. الأطفال عندهم برائة وعفوية في تصرفاتهم غير عن البالغين إلا ممكن يكون تصرفاتهم مبطنة أو فيها خداع .. والأطفال حيل صغار يكسرون خاطري يجون المستشفى يصيحون والمشكلة لا زم تشغلين حاستك وتراقبي تصرفاته وتسمعي لكلام الأم إلا تعرف شنو فيه طفلها
وغير كذا صرت أفهم للغه الجسد من بعد عدة دورات أخذتهـا ، وبصراحة غيرت من نفسيتي الكثير..
بعد فترة أنتبهت أن سارة بدت تتحرك وفتحت جفنهـا الصغير بكسل .. قربت منهـا أكثر
: شلونك سارونه .. أنتي زينه الحين
حسيت أنها خافت من قربي الشديد ، أو يمكن من لون الوايت كوت الأبيض المسبب عقدة لبعض الأطفال
بعدت عنها شوي ، وابتسمت : أنا دكتورة البندري .. أنتي سارة صح ؟؟
هزت لي راسها ، مع أني لمحت نظرات الخوف بعيونهـا .. وعلى شان تألفني طلعت مصاص من جيبي إلا تعودت أشيل فيه حلاوة من اشتغلت بقسم الأطفال
: خذي حبيبتي
ناظرتني بشك .. وكأنها تفكر أخذه والله ما أخذه .. لكن كفه حبها للحلوى هي إلا رجحت .. ومدت يدها الصغيرة وأخذته
بها اللحظة دخل الدكتور عبد العزيز .. وابتسم لما شاف سارة صاحية وبيدها حلاوة
: سارونه حبيبتي شلونك الحين
ردت عليه وكأنها بجيته حست بالأمان : زينه
ساعدهـا تجلس : الله من فين لك ها الحلاوة
أشرت علي بصبعها
وسألها : وهذي شنو أسمها
مدت بوزها : مدررررري
ضحكت على حركتها : أنا اسمي البندري
قطبت حاجبها : البندليييييي
: يا عمري تجنن
:
:
:
آآآآآآآهـ يا قلبي .. ارحميني .. والله أنتي إلا تجنني ..
سألتهـا : طيب أنتي شنو أسمك ، ما قلتي لي
ردت عليها سارة إلا حسيت أنها بدت تستلطفها : أنا أسمي سارة و هدااا عمووو عزيز
البندري : يعني خلاص صرنـا أنا وياك أصدقاء
قربت مني سارة وحضنتني : لا أنـا ما أحبك
ناظرت بتعابير وجه البندري ، إلا ما توقعت ها الإجابة من سارة .. ناظرنا في بعض وضحكنـا في نفس الوقت
كلمت سارة وأنا أحاول أكتم ضحكتي : عيب سارة ـ الحين هي معطيتك حلاوة .. قلتي لها thank you
لفت عليها وقالت لها بصوت يا دوووب ينسمع : thank you
ردت عليها ببتسامتهـا إلا تبين أسنانهـا اللؤلؤ : welcome my dear
الله يخليهـا
: تسلمين ، لكن لا تغرك برائتها الحين تراها شيطونة
دافعت عنهـا : لا شكل سارونة شطورة وتسمع الكلام
سارة : سمعت أنا شاطرة
: بسم الله ، توك تعبانة وما فيك حيل تتكلمي
البندري : طيب ممكن تعطيني يدهـا على شان أفك الإبرة من يدهـا وتقدروا تمشوا
راقبتهـا وهي تنزع الإبرة ، بيد محترفة ، بحيث أنها ما تحاول تألمهـا
آآآهـ يا قوّ قلبك كيف قدرتي تقطعيني كل ها الفترة .. وأنا كنت راح أموت عليك من الوله .. حسبي على الأيام إلا قطعت الآمال .. والله أنـا بآآآموت لاصار الأمل مقطوع .. أنت الحياة وين ما رحتي متبوع ..
بعد ما انتهت وودعت سارة وقالت لنا نشربها سؤال كثير ولا تنام في مكان فيه تكيف ، شكرتهـا : مشكورة دكتورة ، وسوري إذا أخرناك
البندري بكل رحابة صدر : لا شدعوة ..
وقبل لا أمشي ودعتهـا بعيني .. وطلبت منها لا يطول غيابهـا لأني ما عدت أقوى على طول الغياب
وقبل لا أمشي من مواقف المستشفى .. عيني صقرتها عن بعد تركب سيارة من الخلف بروحهـا .. ناظرت بساعة السيارة .. لقيت الوقت متأخر بالحيل .. حسيت بتأنيب ضمير أن بسببي أخرتها على رجعة البيت .. و مو حلوة البنت ترجع من سايق بها الوقت .. الواحد ما يظمن شنو يصير لها وعيال الحرام كثير .. بالعادة لم كانت تشغل معنـا بالقسم كنت أشوفها ترجع مع أخوها عبد الله .. لكن الأكيد أنه أحيان يكون مرتبط والله يكون نايم ..
لحقت سيارتهـا من بعيد من غير السايق ما يحس .. لفيت جهه سارة إلا جالسة جنبي وربط حولها حزام الأمان .. لقيتها غطت في سبات عميق من التعب ..
يمكن لحظتها تصرفت تصرف ما فكرت بالعواقب .. ولا وش ممكن تكون النتائج لو أنها لمحت أني ألحقهـا .. كان كل إلا هامني أني أتطمن عليهـا وأوصلهـا للبيت بأمان ..
أول ما شفت سيارتهـا تدخل داخل البيت .. تنفست بإرتياح
وأنا أحس دقات قلبي تعصف داخل صدري ..
راقبت نوافذ بيتهم العلوية وأنا أتخيل أنها ممكن تشوفني ..
لأني محـتاج لهـا تروي حياتي بهمسهـا .. لأنها الحياة بالنسبة لي
من شفتهـا قلبي خفق .. وعمري نطق ..
أردد بنشوة أسمهـا
وقتهـا أخذت عهد على نفسي .. أني لازم أقدم على الخطوة إجابية
*
*
*
*
جلست على الجلسة القريبة من حوض السمك .. وأنا ضامة علبه الشوكلاته إلا أهداني إياها يوسف لصدري .. كانت العلبة على شكل كتاب كبير وينفتح وبداخلها معبي الشوكلاته .. شوكلاته بكورن الفلكس إلا أنا أعشقها بجنون
تنهدت من قلبي ، علقني في هواه من غير ما أحس ..
استرجعت شنو صار اليوم
كنت بغرفتي واقفة قدام المرايا ، أرتب شعري إلا مموجته بالموس .. بعد ما تجهزت لزيارة يوسف .. كنت أنا داقة علية أعزمة على الغذاء وطبعا أمي تكلفت هي بالطبخ والله أنا ما عندي ما عند جدتي .. زين مني أعرف أعمل كوب شاي .. وأمي هزئتني، وقالت لي كيف راح تتزوجين وأنتي حتى بيض مثل الناس ما تعرفي تعملي ..
دخلت لي البندري وأنا بعدني واقفة عند المرايا .. لما لفيت عليها شفتها تناظرني وعيونها مفتوحة وكأنها تناظر شخص جاي من كوكب آخر .. أنا على بالي معجبة في شكلي . لفيت حول نفسي وسألتها : شنو رايك بنوووو حلو لبسي
صرخت علي : أنتي شنو لابسة أنجنيتي ، كأنك وحدة رايحة كبريييييية
انصعقت من كلمتها ، قوية بحقي تقول عني كذا ، ولا منو إلا يتكلم البندري ، إلا مو من عاداتها تقول مثل ها الكلام
ناظرت بلبسي .. تنورة جينز قصيرة مرة توصل لنصف الفخد .. مع توب فضي
: شنو فيه لبسي !!
مسكتني من ذراعي ووقفتني قدام المرايا : با الله هذي ملابس تطلعي فيها قدام خطيبك .. ولأول مرة تجلسوا فيها مع بعض
أنا تنحت ـ لأني مو فاهمة عليها ..
كملت كلامها : أنتي تحطي الزبدة على النار وتقولي ما تسحش حااااا تسييييح يا حببتي
ناظرت فيها وأنا جد مو فاهمة ولا كلمة من إلا تقول : شنو زبدة و شو تسيح
هزت رأسها : لا حول الله ، وأنا أقول ريوم العاقله الفاهمه ... والكل يقول عنك مفتحه باللبن
لكن أنتي طلعتي مووووووشي
سحبتني لغرفة الملابس وفتحت دولابي .. ودورت من بين الملابس .. وطلعت لي فستان أسود ومعه جكيت أبيض يتسكر بزرار كبير ... صحيح أنه ما عجبني اللون الأسود لكني حسيت الفستان بيطلع علي أنيق أكثر
البندري : يا ريوم إذا انتي ناوية تلبسي ها اللبس بالخطوبة شنو خليتي لزواج .. هاه قولي لي
حطيت أصبعي بفمي ، لأن توني أستوعبت كلامها
البندري : أحمدي ربك أني أنا إلا طلعت لك وشفتك ، والله لو أمي شافتك كان تحلمي تشوفي يوسف
ترجيتها : لا بنو تكفين لا تعلمي أمي ، والله ما أعيدها
ابتسمت لي : أوكي ، ويله عجلي الرجال على وصول
يمكن بعدهـا شكرت البندري بسري ، مع أن يوسف أحسه إنسان خجول أحيان وجريء أحيان .. وبعد ما انتهينـا من العشـاء إلا رتبته على طاولة الطعام .. طبعا أنا ما أحب حركات الشموع والإنارات الخافته .. أحس لسه بدري على هذي الحركات .. وعلى قوله البندري نحط الزبدة على النار ونقول ما تسيح *_^
بعد العشاء جبت صينية القهوة العربية ومعهـا حلى عاملته أمي ، وبما أني ما أحب الحلى كثير وأحب أشرب القهوة العربية مع التوكس
حطيت الصينية على طاولة خشبية صغيرة قمنـا وجلست بالكنب القريب منه .. على وضع زاوي .. صبيت له فنجان قهوة .. طبعا الدله بيدي اليسار والفنجان بيدي اليمين .. عاد مو لها الدرجة أنا خايبة .. مديت له الفنجان ، وقال لي : تسلمين
رديت عليه : الله يسلمك
وحطيت قدامة صحن الحلى .. أما أنا فتحت لي توكس
فسألني : ليه ما تـاكلي حلى
قلت له : ما أحبه كثير
رفع حاجبة : يعني الحلو ما يأكل حلى
شب وجهي من كلامة .. وحاولت أخفي ربكتي بأني كسرت أصبع التوكس وأكلت من طرفة بحيث يصير مفتوح من جهه البسكوت من الناحيتين .. دخلته داخل فنجاني وشفط بحيث يمتص البسكوت القهوة ويذوب الشوكلاته من حرارة القهوة .. وقبل لا آكل .. حسيته يراقب تصرفاتي الغريبة بالنسبة له .. فحسيت من الذوق أنه أعطية
: تبي تجرب
ابتسم لي وفتح ثمة .. أنا توهقت هنا .. يعني أنا إلا أكله . . شنو ها الوهقة إلا وهقت عمري فيها . استجمعت قواي وقربت يدي أكثر من فمة .. مدري ليه كنت خايفة وكاني خايفة يعمل فيني شي .. وبالنهاية عض أصبعي متعمد .. أنا صرخت
آآآآآآي
ضحك علي ، عصبت عليه : ليييييييه تضحك
يوسف وهو يحط أصبعه بطرف أنفسي : على شان أبي أذوق الحلى إلا بصبعك
حطيت يدي عن أنفسي وكأني تذكرت أني مسوية عملية تجميل فيه وأنه شافني بالمنظر البشع و نزلت رأسي من بعد كلامه وشبكت يدي ، ألعب بأصابعي .. أخفف من التوتر إلا صابني لحظتهـا .. لكنه مد يده ولمس يدي .. من غير شعور مني رجعت على ورى ولصقت ظهري بالكنب ..
باس أصبعي إلا عضاه .. وصار يمرر يدي على وجهه .. أنـا هنــا لحد يسألني وش صار فيني .. ذببببت مثل ذوباااااااان الجليد في الجو الحــار
:
:
صراخ البندري رجعني لأرض الواقع : يـــا هوووووووووووو .. وين وصلتي
شكلك وصلتي لبعيد .. وضحكت بخفة .. ووصلتك أحلامك ليوسف
حكيت رقبتي : لا منوووو قال
قربت مني : عيني بعينك
بعدت نظري عنهـا ، لأني أحسها كاشفتني : أنا بروح أنام بكرة وراي دوام
ضحكت : و مع منو راح تروحين الجامعه مع السايق والله يوسف راح يمرك
ضربتها : ياا حمااااااااا .... شنو قصدك
ضحكت أكثر : ما قصدي شي
ناظرت فيها وأنا مكتفه يدي : أنتي وش عندك على ها الضحك .. شاربة شي بالمستشفى .. أخاف عاطينك شي وأنتي ما تدري
على كلامي ضحكت أكثر .. انقهرت منها ، الحمد الله والشكر .. فمشيت تاركتها .. صاعدة لغرفتي
*
*
*
*
حطيت شدو برونزي وكثرت من الكونسيلر تحت عيني .. أخفي السواد إلا ظهر حول عيني .. وألمي الظاهر على نظرة عيوني
ناظرته من خلال المرايا .. أحس أنه يعمل نفسه مشغول وجالس على السرير ويشتغل على الكمبيوتر وجنبه دفتر وقلم يسجل عليه .. لكن أحس أن باله مو معه ..
صحيح أنعصر قلبي وأنا اشوفه معتمد على يده اليمين بشغله .. حاولت فيه كثير نروح نسافر ونركب له يد صناعية .. لكنه رافض حتى النقاش في هذا الموضوع .. لدرجة صرت ما أتكلم معه نهائيا ..
حتى علاقتنـا صابها الفتور .. صار أغلب وقته برا البيت وإذا رجع للبيت أنا يكون عندي مناوبة .. لدرجة عادي يمر يومين ما اشوفه .. أرجع البيت نايم .. أطلع من البيت نايم .. وإذا جلست في البيت هو يكون طالع
حاولت كثييييييير أزرع الصحراء إلا تكونت ما بينا .. أروي قلبه إلا صار قاسي وجاف .. لكن من غير جدوى ..
بلحظة من ألحظات رفع عينه والتقت النظرات .. نظراته صارت باردة .. أحسها خالية من المشاعر .. وين الحب إلا كنت تتكلم عنه .. وأنا إلا حسبت أنك تحبني وبين قلوبنا ميثاق ..
تجمعت الدموع بعيني .. ودي يحس فيني لو لحظة
وينك يا دفء سنيني .. تعب قلبي ألم وفراق ..
خريف البعد يطويني .. وتبكي حولي الأوراق
تعال حييييييل ضمني .. بعد عمري أنا مشتاق
تقر بشوفتك عيني .. وتهدأ بروحي الأشواق
نزلت رأسي بسرعة أمسح دمعه من عيني طفرت .. ما أبيه يلمح الضعف بعيني مع أني أشعر أنه واضح .. أحس أحيان أنه مستمتع بضعفي وانكساري وألمي .. وكأنه يعاقبني .. على شنو أنـا ما ني عارفة !!
فكرت بالشهور إلا مضت بالانفصال .. لكن حسيت أني أنسانه خاينه وما عندي قلب لو تركته .. يمكن إذا مات قلبي ساعتها أقدر أتركة وأنا مرتاحة
فكيت شعري إلا طول بعد مـا كنت رافعته .. نزل وغطاء رقبتي و ظهري إلا كان نصفه مكشوف .. قمت من كرسي التسريحي ورتبت فستاني إلا فيه كسرات بالطول وقصير .. وينربط حول العنق .. لحظتها لمعت في بالي فكرة جهنمية .. فتحت صندوق مجوهراتي وسحبت سلسلة ناعمة تسكيرتها تكون صغيرة وصاكة حيل .. يعني يبلها أحد يلبسني أياها لانها صعبه ألبسها بنفسي .. قربت منه وهو منزل راسة وعينه على شاشة الكمبيوتر .. وعلى شفاتي شبح ابتسامة .. نزلت السلسلة قدام عينه على شان ينتبه لي .. رفع رأسه لي بصمت ..
استغليت الوضع ..
وميلت رأسي ورسمت على شفاتي ابتسامة ناعمة حييييل ، وقلت برقة : ممكن تلبسني السلسلة
لحظتها رمش عينه : اوكي .. وسحب السلسلة من يدي
تعمدت أرفع شعري وألمه بناحية وحدة .. فبكذا انكشفت رقبتي وظهري ..
لبسني السلسلة وهو حايس كيف يسكرهـا لي .. هو مو لأنه مو عارف يسكرهـا ، قربي منه يوترة .. بسبب قربي الشديد له .. أشعر بأنفاسه الدافيه والمضطربة بنفس الوقت .. تعصف جسدي
بعد ما سكرهـا .. كنت ناوية أبوسة عند خده .. لكنه رجع بكل جمود ظاهري لجاهزة وعينه محدقة على الشاشة
ظليت واقفه مكاني قريب من السرير ، منصدمه من تصرفه .. حتى ما ألتفت لي وشاف شكلي .. رائحة عطري ما همه .. ولا شكلي ما جذبه
بعد عدة ثواني أو ممكن دقائق ، قال لي : خير بقيتي شي
: هــاه
رفع حاجبة : ليه واقفة
طلعت من الغرفة بسرعة وأنا اجر أذيال الخيبة .. معاملته هذي كل يوم عن الثاني تطعن فيني .. وإلا مو فاهمته ليه يقسى علييييييييي .. وأنا إلا مستعدة أرخص الدنيا لغلاته ، واشتري فرحة حياته ، والله لو يطلب عيوني جاته
تنهدت بضيق ، ومشيت للمطبخ أجهز الحلى للبنات ، لأنهم خبروني أنهم راح يزوروني .. طلعت صينية خشب ورتبت فيها صحون الحلى من كنافة وكيك ملفيه
شغلت نفسي بشغل المطبخ والترتيب .. ومن غير ما أحس بنفسي صرت أدندن بصوت حزين أغنية يمكن هي تصف حالتي النفسية
مــا هي ها الليلة وبس .. وأنت متغير علي .. صار لك كم ليلة ..وأنت بالك ما هو لي ..
حاضر بقلبك وغايب.. وأنا قلبي فيك ذايب .. ليه يا أغلى الحبايب .. أنت سامع عني شي
حبست دموعي داخل عيني .. لأني أحس لو بكيت مراح أوقف عن البكاء
أنت من مدة وحالك.. للأسف صاير غريب .. وصار عادي عندك أبقى.. وعادي عن عينك أغيب
وردتك نسيت عبيري.. وصرت ما أعرف وش مصيري .. وبسمتك دايم لغيري .. وقسوتك دايم علي .. وقسوتك دايم علي
وما هي ها الليله وبس.. وانت متغير علي .. صار لك كم ليله.. وأنت بالك ما هو لي
أنت لو تعرف مكانك وين كان وكيف صار .. كان ما عيشت عمري في عذاب وانتظار
وإذا تبقى تعرف أكثر.. وكيف همي صار أكبر.. يله حط عينك بعيني .. وانت تعرف كل شي
سمعت خبطت الباب .. عرفت أنه طلع من البيت .. طيب ليه يطلع ويخبط الباب .. لها الدرجة مو طايقني ولا طايق يسمع صوتي
رحت ركض للحمام .. ناظرت بنفسي بالمرايا ودموعي تنزل غصب عني وأنا أحاول أكتم شهقاتي .. حطيت يدي عند صدري مكان ما يألمني .. أخذت نفس عميق .. أحاول أتحكم بدموعي وانفعالاتي ..
لازم يا أسيل تتماسكين .. أنتي قوية وراح تكملين حياتك قوية .. اصبري أن الله مع الصابرين .. وأن شاء الله ربك راح يفرجهـا
سمعت صوت الجرس .. رحت ركض للغرفة .. أضبط الكحل .. وامسح إلا سال منه .. ما أبي البنات يحسوا أني باكية
:
:
:
:
أولـ ما فتحت الباب .. كنت ناوية أهزئهـا على تأخيرها ولطعها لنا على الباب .. لكني انتبهت أن عيونها حمر وحتى طرف خشمهـا .. فعرفت على طول أنها باكية .. وحتى نظراتها إلا تحاول تتحاشى أنها تلتقي بعيوننا
أسيـل : تفضلوا حياكم
قلت أبعد جو التوتر : وش ها الرسميات يا أسيل ، شدعووووه ترا حنـا خوات
لاحظت أنها ابتسمت بارتياح لكنهـا ما علقت
دخلنـا ونزعنـا عباياتنا .. وأخذتهم منـا وعلقتهم على الشمـاعة
سولفنـا بالبداية عن زواجي والتجهيزات وأنـا أفرجيهم صور للكوشة .. استشرت أسيل ببعض الأمور بما أنها متزوجة .. والبندري ببعض الأشياء لأن ذوقهـا يعجبني .. مثلا وش أختار لون الكوشة
: هاه ما قلتوا لي وش رايكم
البندري : اممممممم ، لكن أظن لازم تغيري الكرسي ، صحيح شكل الصوفا إلا راح تجلسي عليها مهم لكم أهم شي راحتك .. لأن أنتي إلا راح تجلسي عليها ولازم تكوني مرتاحة بجلستكـ .. يعني مثلا تختاري صوفا طويلة تكون لهـا مسند في جانب واحد والجانب إلا راح يجلس فيه عبد الله مو لازم
ضحكت : هههههههههه ، وش معنى يعني
البندري : لأن بكل بساطة مراح يجلس كثير
صدق صدق عندي فكرة
: قولي يا أم الأفكار
البندري : وش رايكم نزفكم من البداية على شان تصوروا مع بعض على الكوشة .. وبعد كذا نمشي عبد الله .. وتظلي أنتي معنا ترقصي وتستانسي
ضحكت من قلب : أنسي ها الكلام ، تبين عبد الله ينتحر .. يمشي من غيري وينتظرني للفجر هذا زين ما خلاني أنزف من الساعة 9
تكلمت أسيل ها المرة .. إلا باين من ملامحها الاكتئاب : باين عليه يحبك مرررررره ، الله يهنيكم
حطيت يدي حول كتفهـا بما أنها قريبه مني : وأنتي أسوله أخبارك ، من زمان عنك وعن سوالفك ، حتى بالمستشفى صرنا ما نلتقي كثير
أجابت بإختصار : الحمد الله بخير
: وكيف كحيلان معك
شعرت لحظتهـا أني غرزت فيها سيف من نـار ، شحبت ملامحهـا وكما يذوب الشمع في النار من مر أسمه على بالهـا ، مسكت يدي وتهجد صوتهـا : أحس أني خسرت كحيلان يا سلمى .. خسرته ..
صار قاسي معي وجاف في معاملته
أحبه وأبيه يحس أني أحبه .. والله أحبه يا سلمى
بعدهـا بكت وبكت .. بكت كا إعصار
خشيت عليهـا من نوبة أليأسي .. إحساسها العالي سيقتلهـا .. فهي محطمة القلب ..
حاولنـا أنا والبندري نكون طبيب لجروحها ونحتمل ألمهـا
: خلاص يا أسيل أهدي .. لا تسوي بعمرك كذا
أسيل وهي تحاول تسيطر على شهقاتها ، وهي تضرب عند صدرهـا : أنتوا مو حاسين فيني .. محد راضي يحس فيني .. أنا أموت باليوم ألف مرررررة .. تعبت والله تعبت .. ما عاد فيني حيل أتحمل .. يا ليت جات على معاملته وبس ، حتى ما يبيني أقرب منه ولا حتى ألمسه .. كل شي أعمله له ما يعجبه .. علموني شنو أسوي .. أحس أني ممكن أنهار بأي لحظة
: أهدي يـا أسيل وقومي مسحي دموعك
وأن شاء الله ربك يفرجها ، إلا صار لزوجك شي مو سهل
وشي طبيعي تتغير نفسيته .. وأتحمليه شوي
وربك مراح ينساكم برحمته
قامت البندري لبراد الماي .. وجابت معها كأس ماء بارد عله يبرد حرارة قلبهـا : شربي الماي يا أسيل على شان تهدي
أخذت الكأس من البندري وشربت منه وتساقطت عدة قطرات على فستانهـا .. وبعدهـا قامت تغسل وجههـا .. حنـا إلتزمنـا الصمت ما أظن في كلام ممكن ينقال بها الموقف .. تضايقت على حال أسيل بالحيل .. الواحد بها الدنيا ما يعرف شنو ينتظره
طلعت من الغرفة .. ووجهـا خالي من المكياج ما عدا الحمرة حول خشمهـا ، حاولت أغير جو الحزن : قمر والله قمر يا ناس ، حتى من غير مكياج
ابتسمت لي
البندري : بصراحة اسمحي لي زوجك كلش ما عنده نظر
تنهدت من قلبهـا : أمن ما عنده نظر فهو ما عنده نظر
بها اللحظة سمعنـا صوت الباب ينفتح ، فقامت أسيل بسرعة تشوف
:
:
:
لاحظت انه داخل البيت وشماغه مرمي بإهمال على كتفه وعقاله بيده ..
أسيل : لحظة كحيلان البنات عندي على ما يلبسون عباياتهم
بها اللحظة إلا نطقت فيهـا اسمه رفع عينه لهـا ولاحظ أن عيونهـا حمرا .. فاستغرب السبب وهي جالسه مع صديقاتهـا ..
تركته أسيل بحيرته .. وراحت تعطي البنـات عباياتهم
كحيلان : يـا الله
أسيل : أدخل كحيلان
مر بالصالة ورمـا عليهم السلام .. وبعدهـا دخل غرفة النوم
وقفت سلمى مع البندري : يا الله أسوله حنـا نستأذن
أسيل :تو بدري
سلمى : لا زوجك جاء مو حلوة نجلس أكثر
أسيل : طيب كرروا الزيارة ، والله أنكم ونستوني وروحتوا ضيقة الخلق عني
البندري : أن شاء الله نكررهـا ، عاد أنتي لا تنسينـا وتعالي زورينـا
أسيل : أن شاء الله بأقرب فرصة
وهم عند الباب ، همست سلمى بأذن أسيل : أسحرية بالسحر الحلال
البندري سحبت سلمى : ها البنت من زوجناها أختربت
والله هي كانت كذا يا أسيل .. كانت ما تعرف البيضة مين باضهـا
ضحكت أسيل على مزحهم ..
بعد ما طلعوا .. أخذت شهيق زفير .. تستجمع قواهـا على إلا ناوية تعمله الليله .. لازم تسمع بنصيحة سلمى .. هي حاولت تطبقهـا لكن على خفيف ، الليله ناوبة على ثقيل
:
:
:
أولـ ما دخلت الغرفة .. رما علي سهامه : كـان رحتي معهم البيت أحسن
استغفرت ربي بسري .. ما ودي أضيع ها الليلة بمشاجرات مالها أهمية وتافهة .. مـا أعرته اهتمام ومشيت لين دولاب ملابسي .. مسكني عند زندي اليسار بقوة .. صرخت من الألم إلا حسيته .. هو خاف على طول وباعد يده عني وتراجع عدة خطوات للوراء .. حطيت يدي اليمين على مكان الألم .. كفاية الألم إلا أحسه بذراعي يقوم هو ويمسكني بقوة
سألني : ألامتك يدك
استغليت فرصة خوفه علي : ايوه ، اليوم مـا أخذه تطعيم TD وتألمني بالحيل
لاحظت أنه ما علق ولا اهتم ولا حتى تأسف .. انقهرت ، أخذت ملابسي ورحت للحمام أخذت لي دش ساخن .. يمكن يخف الشد العضلي إلا أحسه بذراعي
بعد ما خليت الماي الساخن يصب على ذراعي .. شعرت أن عضلات جسمي ارتخت .. بعد ما انتهيت من الحمام .. لبست لي ثوب حرير بلون الأرجوان طويل وعند الظهر مفتوح وعند الصدر يكشف أنوثتي
جلست على التسريحه أمشط شعري .. بمشطي الحزين .. فشعري أشتاق للمسات يديه .. فهو تعود أن أرخيه على كتفيه ..
تركت شعري شقيـا .. كطير جريح على كتفيا
فجاء يسألني عن حنانك ..
تعود أن تردد على مسمعيا كلاما حنوناً .. كلامـا شهياً
وهـا أنت تبيع الحنين .. كيف نسيت الحرير وعبير الحرير
لم يحس بشوقي .. لم يحس أني أذوب .. أموووت
رحت عند السرير وجلست جنبه وهو ماسك كتاب يقرءاه .. حقدت على الكتاب .. الذي جعله لا يعيرني انتباه .. لم ترتفع عينيه عن الكتاب .. يمكن تمنيت أن أكون كتاب في يديه ..
تجرأت هذه المرة وأرخيت رأسي على كتفيه .. فتحرك شعري معي وارتخى هو على كتفيه ..
همست له : حبيـبي
كنت ابيه يرفع عينه .. يتأملني .. يلملم شعري
سألتك بالله أن ترويني .. فحبك مارد يغلي في شراييني ..
بقووة إليك ضمنييي .. وفي خلايا جسمك فجرني
وبنيران أنفاسك عاتبني
لكني لم أستسلم مع أن جسمي يحترق .. زحفت بشفاهي الجمر وقبلته في عنقه
كنت أظنه سيلتهب من ناري .. لكنه أبعد أنفاسه عني وهدمني .. تألمت لانهزامي وكثره توسلاتي
قال لي بكل برود العالم : مراح تنامي ، بكرة ما عندك دوام
حقدت عليه كرهته ، لأنه حطمني .. اخفيت ألمي وحزني بفراشي .. اختبأت تحت بطانيتي .. نمت على جهه اليسار وأعطيته ظهري .. ما ابيه يشوف انكساري .. فقد سأمت الاحتمال وذبلت حدائق ورودي
بعدمـا أطفا نور الأبجورة .. وهدئت أنفاسه .. عرفت أنه نـام ..
لم أحتمل النوم على جهه اليسار .. فذراعي تألمني مكان التطعيم .. وعضلات يدي مشدودة .. أشعر بألم .. لكن ألم روحي يفوق ألم جسدي ..
سحبت نفسي لصاله .. جلست على الركن وأنـا ألم ركبتي عند صدري .. أبكي .. أبكي بصوت راعش .. بصوت خافت كصوت بلبل غدر به المساء
ارتعش كا ارتعاش الشجر في وجه النسمات .. وكأنني أصبحت من عداد الأموات
شعرت بيده على كتفي ، ما كان ودي يشوف ضعفي وانكساري بعيني ..
طوقني بـ ذراعه اليسار ، ونطق أسمي بكل حنان العالم : أسيل
يا عمري لا تبكين
أنا من غير شعور زدت بالبكاء ، مدري بسبب قربه ، والله بسبب نبرة الحنان إلا من زمان ما سمعتها بصوته .. والله لأنه طوقني بيده اليسار .. إلا من بعد الحادث ما أذكر أنه لمسني بيده
كحيلان : تعالي يا عمري أبكي على صدري
كيف أردُه ، وصباي مرسوم على شفتيه .. ما عدت أذكر والحرائق في دمي .. كيف التجأت إليه .. كيف التجأت إلى زنديه .. وخبأت رأسي عند صدره .. وكأنني طفل أعادوه إلى أبويه .. حتى فساتيني التي أهملتها فرحته به ورقصت على قدميه
سامحته .. وسألته عن أخباره
رفعت راسي لعينيه ، ورأيت برائه الأطفال فيها .. وهو يقول لي : أحبك يا بعد هـا الدنيا ، سامحيني ، والله أحبك وأموت فيك .. مدري كيف قويت وقسيت عليك .. وأنتي حلمي في الحياة وكل إلا أبيه
ودموعي اللؤلئية تجري على خدي : أنـا بعد أحبك ، أحبك ، والله العظيم أحبك
أرخص الدنيا لغلاتك ، وأشتري فرحه حياتك
ابتسم وحبي مرسوم على شفتيه : هذا إلا كنتي تبين تقولينه لي لما كنت في لندن
هزيت رأسي بالإيجاب
ضمني لصدري وهو يمسح على شعري .. بكيت ساعات على كتفيه وبدون أن أدرك تركت له يدي لتنام كا العصفور بين يديه يغفو ويحلم في حضن أمـه
*
*
*
*
بها الليلة دق علي عبد الله وأنا كنت جالس بالبيت طفشان
: هلا ببو فيصل ، شخبارك
عبد الله : والله بخير نسأل عنك ، وش دعوة ما عدنـا نسمع صوتك
انحرجت منه ، لاني عارف أني مقصر : والله مثلك عارف مشغول مع المستشفى والدوام
عبد الله : الله يكون بعونك ، لكن أنت شكلك ما أخذ على خاطرك مني .. لأني ما حققت لك مرادك
: ههههههههههه ، وكأنك حاس باللي بقلبي ، كنت ناوي أكلمك على شان هذا الموضوع
عبد الله : طيب الحين أنت وش عندك
: والله جالس بروحي بالبيت طفشان
عبد الله : وش رايك نلتقي بصالة البلياردوا
: أوكي ما عندي ما نع
عبد الله : تدل مكانها ؟؟
: تقريبا ، لأني ما أتردد عليهـا كثير
عبد الله : أوكي صار نلتقي هناك وإذا ضيعت دق علي
بعد ما سكرت من عنده .. طلعت لغرفتي أغير ملابسي .. شعرت بالحمـاس فجأة
طول اليوم وأنا أفكر بالخطوة إلا راح أخطيهـا وبنفس الوقت متخوف .. خايف النتائج تكون عكس مرادي .. لكني بالأخير عزمت ووكلت أمري لله .. وإلا فيه خير راح يقدمه رب العالمين
لبست بنطلون جينز وبلوزة سودا .. سحبت مفتاح سيارتي من على الدولاب ومحفظتي .. وطلعت من الغرفة نازل تحت
شفت أمي شايله عبايتها بيدهـا ، سألتها : على وين يمه ، أشوفك طالعه بها الوقت
ناظرتي : ومن متى أنت تسألني وين رايحة ومن وين جاية
: امزح معك يمه ، بس قلت يمكن تبيني أوصلك مكان
ابتسمت لي : لا ما تقصر يمه ، أنا بروح لجيرانا بنتهم والد ومراح أتأخر
: أوكي أنا بعد مراح أتأخر ، وانتظريني يمه لا تنامي أبيك بموضوع
أمي توجست : خير
رديت عليها : كل الخير يمه
:
:
أول مـا وصلت صاله البلياردوا .. انتبهت لعبد الله نازل من سيارته .. سلمت عليه وتبادلنـا أطراف الحديث ..
وحنـا واقفين على طاولة اللعب .. وبإيدي العصا وهو بأيده العصا
سألني : ابتدي والله أنت
تسندت على العصا الطويلة : لا أنت ابتدأ .. أنا ما عندي خبرة كثير بلعب البلياردوا
ضحك : ههههههه وناسة عجل شكلي راح أغلبك الليله
: ههههههههههه ، أقول لا تسبق الأحداث
ضرب الكرة البيضا مجموعة الكور إلا كانت مرتبة بشكل مثلث .. وتناثرت الكور على السطح .. لما جاء دوري ركزت نظري على كورة حمرا .. وأنا أقول داخل نفسي إذا دخلتها راح أفاتح عبد الله بالموضوع مرة ثانية .. ركزت كل حواسي وضربت الكرة البيضا ودخلت الكرة الحمرا بالمرمـا
عبد الله : برافوا عليك .. هذا وأنت مو خبير
: هههههههههه ، على بالك عبد العزيز هين
عبد الله : نشوف لكن من بالأخير راح يفوز
هزيت كتوفي : أنا ما يهني الفوز .. لأني مستعد أخليك تفوز مقابل أنك تستقبلني ببيتكم يوم الأربعاء
ابتسم لي وكأنه فاهمني : حياك الله بأي وقت حبيب قلبي .. وإذا ما شالتك البيت تشيلك عيونـا
: تسلم والله أبو فيصل
كملنا لعب وسواليف وضحك .. وبعدهـا مشينا من المكان بعد ما اتفقت معه على الزيارة .. وطول ما أنـا بالطريق والابتسامة ما فارقتني .. يمكن إلا يشوفني وأنا أسوق يقولوا مجنون .. عندي أمل كبير ، وان شاء الله ما يخيب إحساسي
:
:
دخلت البيت لقيت أمي جالسة على الكنب وتشاهد فلم مصري قديم .. جلست جنبهـا
: حيا الله الوالدة
أمي وهي مركزة على شاشة التلفزيون : الله يحيك
: كيف زيارتك للجيران
أمي : والله أدينا الواجب
كلش أمي مو راضية تعطيني وجه : أهـــا ، طيب أنتي يمه مو خاطرك يكون عندك حفيدة ثانية
أمي : والله إذا الله رزق أخوك ، هذا خير وبركة
هزيت رجلي ، أمي كلش مو راضية تفهم علي : يمـه
لفت علي وأعارتني شوي من إهتمامهـا : خير عبد العزيز ، أحس أن في بالك كلام وودك تقوله
حكيت أنفي : أحم أحم ، يمه أنــا !!
نويت أتزوج
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفايفهـا : هذي الساعة المباركة يمه ،مستعدة أروح أدور لك على بنت الحلال من بكرة
حكيت رقبتي بإصبع السبابة : يمممه ، بنت الحلال إلا تدورين عليهـا موجودة ..
مدري بصراحة كم مرة حكيت رقبتي ولا أسفل أنفي
أمي : من هي هذي
يقولون الشي إلا تستحي منه بده : البندري يمه ، بنت أم عبد الله إلا شفتيها بالإمارات
حطت يدها أسفل ذقنهـا تفكر : أيوووووووه تذكرتهـا ، بنتها الكبيرة
ابتسمت لها ، حلو يعني تذكرهـا : ايوة يمه هي توها متخرجة من كلية الطب والحين هي تطبق عندنا بنفس المستشفى
لاحظت أن الابتسامة اختفت وتجهمت أساريرهـا : لكن يا ولدي أنا إلا فهمته من أمها انها كانت مخطوبة لولد عمهـا وهو توفى في حادث سيارة
تنهدت بضيق ، أنا عارف يا يمه بكل هذا ، عبد الله حكى لي كل شي لما رجعت من الإمارات لما طلبت يدها منه
مسكت يدي : يا ولدي أنا ودي لك بالخير ، ما ودي تأخذ وحدة أرمله والله معقدة
قاطعتهـا : يا يمه البندري ما في مثلهـا في أخلاقهـا وأدبهـا .. أنا ما يهمني وش كان في ماضيهـا
أمي : لكــن يا ولدي
قاطعتها للمرة الثانية : يمممممممه تكفين
ناظرتها نظرة استعطف فيها حنانهـا ، أبيها تكون راضية على زواجي من البندري ما ودي أخذها من غير رضاهـا
فاجأني سؤالهـا : من متى وأنت تحبهـا
أغمضت عيني وتنهدت : من زمان يمه ، مذكر متى وكيف !!
لمتني لحضنها وحطيت رأسي على كتفهـا : دامك تبيها يا عزيز وتحبهـا ، مراح أوقف بطريقك .. والله يجعلهـا من نصيبك أن شاء الله
قبلت جبينهـا : تكفين يمه كثري من ها الدعوات ، والله أني محتاج لهـا
ضحكت علي : والله طحت يا عزيز ولا حد سمى عليك ، وأنا أقول ولدي وش فيه الأيام إلا فاتت ، كله سرحان وشارد الذهن .. ويدخن بشراهه
ما حبيت أدّخل قلت يمكن عندك مشاكل بالعمل وراح تنحل أن شاء الله
أتاريك غارق بالحب
: يمممممممممه لا تحرجيني
ضحكت على خجلي : هههههههههههههه ، كل هذا البندري سوته فيك ، شنو نوع السحر إلا استخدمته
تذكرت لحظتها سحر عيونها إلا حرمتني من النوم : والله يا يمه ، البندري بالمرة أنسانه مؤدب .. حتى أنها لأخر يوم كانت تعتبرني كا زميل للعمل وبس .. وعمري ما شفتها تكلم رجال أو تطق معهم حنك مثل بعض البنات إلا عندنا بالمستشفى ..
حتى أخر مرة شفتها لما أخذت سارة المستشفى .. كانت معاملتها لها حنونه وكأنها بنتها .. لطيفة بمعاملتها وعفوية حتى بتصرفاتها وووو
قاطعتني : خلاص خلاص شوي وتقول فيهـا بيت قصيد
ابتسمت ، لأني تذكرت كلام طلال
قامت من جنبي : يله يمه تصبح على خير ، وأنت بعد روح نام ولا تتعب نفسك بكثر التفكير وأن شاء الله بكرة راح أكلم أمها و إلا ربك رايده راح يصير
*
*
*
*
أراقب نفسي في مرايتي .. قبل أسبوع جاءت ام عبد العزيز وهو على شان يخطبوني .. أنا هذا آخر شي توقعته في حياتي ..
يعني نظراته لي كانت نظرات إعجاب !!
في البداية عصبت ، وكيف انه جاء وتجرأ وخطبني ، يعني بس لأني اشتغلت معه أنعجب فيني وجاء وخطبني بكل ها البساطة .. شنو ها السخافة ..
وهو ما يعرف عني أي شي .. ما يعرف عن جرحي وألمي والحزن الساكن جوى ضلوعي
أنا قلت لأمي تقول لهم ما في نصيب .. لكن هي تقول لي لازم أفكر وأن عبد العزيز رجال ينشرى بفلوس .. أنا مدري ليه منعجبين فيه
وأمي متحمسة وسعيدة لخطبته .. صحيح أن ودي أرفض
لكن أنا من زمان ما شفت ها الفرحة بعيون أمي وبعيون خواتي
حتى بخطبة ريوم ما أحسها فرحت كثر ها المرة
طق الباب ، ودخل رأسة : ممكن أدخل
ابتسمت لعبد الله : اكيد ممكن تدخل
جاء وجلس على طرف السرير وأنـا مقابله على كرسي التسريحة
ناظرني بتمعن
سألته : وش فيك تناظرني كذا
عبد الله : أمي تقول أنك رافضة عبد العزيز
مدري ليه ساعتها خجلت من عبد الله ، نزلت راسي
عبد الله : ليه يا البندري رافضته ، أعطيني جواب مقنع
صرت ألعب بأصابعي ، لأن الصراحة ما عندي جواب مقنع .. يمكن كل أسبابي سخيفة بنظرهم
عبد الله : لا تقولي لي أنك مو مرتاحة له
رفعت عيني ابيه يفهمني : عبد الله ما أقدر صدقني ما أقدر
عبد الله : تعالي أجلسي جنبي
رحت وجلست جنبه ، وحط يده على ركبتي : مو معقولة يا البندري بتظلي عايشة كذا طول العمر ، لازم راح يجي يوم وتعيشي حياتك ، إذا ما كان اليوم فبكرة وإذا ما كان بكرة فبعد سنه .. صعب تدفني نفسك بالحيا
قاطعته : لكن عبد الله
أشري بصبعه : خليني أكمل كلامي بالأولـ
أنتي أعتراضك على عبد العزيز كا شخص والله كا مبدأ زواج !!
إذا اعتراضك كا شخص فأنا ضدك .. صحيح أن معرفتي فيه ما لها مدة قصير يعني ما تجاوزت عدة أشهر .. لكن حسيت وكأني أعرفه من زمان .. وكان المفروض نجتمع من زمان ونصير أصدقاء
ولو ما أنا متأكد أنه يحبك وراح يصونك ما شفتيني جالس الحين جنبك وأتكلم عنه
أنتي تعرفي أنه جاء وخطبك مني لمـا رجعنـا من الإمارات
رفعت رأسي وفتح عيوني .. يعني في آخر أسبوعين أشتغلت معه هو جاء وخطبني
كمل عبد الله : أيوة جاء وخطبك مني ، كان خايف يجي يتقدم لك رسمي وترفضيه .. أنا قلت له أصبر كم شهر .. قلت له أحس البنت لسه مو مستعدة نفسيا .. وأن إلا صار مو شي سهل علينا كلنا فما بالك أنتي
ما سمعت باقي الكلام إلا قاله عبد الله .. فكري ظل متعلق بآخر مرة شفتها فيه بالمستشفى .. كان شكله تعبان .. والسواد حول عينه من السهر
ولمعه عينه إلا ما فاتتني .. نطقتها داخل نفسي .. شكله شكل عاشق .. يمكن لأني بيوم جربت العشق .. لكن ما تخيلت للحظة أنه يحبني
وأنه خطبني قبل ها المرة من أخوي
رجعت لعبد الله إلا شفته وقف : أنتي فكري براحتك يا البندري ، لكن اتمنى تفكري بعقلانيه .. حبك لبندر راح يبقى بقلبك .. لكن صعب تظلي كذا طول العمر
طلع وتركني بحيرتي .. أعطيت ظهري للمرايا .. ومشيت لعند الشباك وفتحته .. مرت نسايم الربيع تطايرت خصل شعري حول وجهي .. وصرت أراقب الشارع ، ناس كثير بها الدنيا عايشين بغربة .. لكن حياتهم مستمرة
لمحت نجمه تلمع بالسمـا .. خايفة أوافق وأظلمه معي .. لأني يمكن مقدر أحبه .. أبي أحد يدلني على الدرب الصحيح .. حايرة .. حايرة
خايفة .. خايفة ..
أشعر أني واقفه بنص الطريق محتارة
:
:
:
:
يراقب نفس السمـا ونفس النجوم ..
وسيجارته متعلقة بطرف فمه .. يناجي الليل والنجمه .. تخبر حبيبته أن عينه ملت من صحبه السهر .. متى مرسول الصبح يرسل شعاعه .. وترفق بحاله
الانتظار راح يذبحه .. مع أن ما مضى على روحته لهم إلا أسبوع
تبعته لآخر دروبه ألين القمر قد غاب ..
تعب قلبي ولا تعبت مسافات توديني ..
لقيت الليله الجردا هدب ظل وسما وأعشاب
بعد ذاك الظلام إللي يتوهني عناويني
|