كاتب الموضوع :
طير الشوق
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أشكــــر كل من مر بالقصــــه وأبدأ رائئيه .. وعساني ما انحرم منكم يا الغوالي
( الجــزء الثامن والعشرين )
مريـم
قبل ساعات كنـا بمكة .. نطوف طواف الوداع ..
والحين حنـا نازلين من الطائرة .. يا الله أيام قليلة عشت فيها روحانية جميلة مع جاسم .. من زمـان وأنا أتمنى أروح الحج .. وربي حقق لي هذي الأمنية السنة .. كانت روحتي للحج هدية من عند جاسم وكانت أجمل هدية .. صفينـا نفوسنـا مع بعض .. رجعنـا وكأن انو لدنا من جديد .. الإحساس وأنا اشوف الناس متساوية وبلباس الإحرام الأبيض يرهب النفس ويذكرنا بيوم لا ينفع لا مال ولا بنون ..
نزلنـا لدور الأرضي لعند مواقف السيارات .. السائق اليوم جاب السيارة ووقفها بمواقف المطار بمفتاح الاحتياطي إلا عنده ..
ركبنـا السيارة وشغل جاسم السيارة .. ومشينـا في الطريق الطويل المظلم بها الليل
كلمت جاسم : مشتاقة لعيالي وحشوني
ناظرني بطرف عينه : يعني بس عيالك إلا اشتقي لهم
ابتسمت : يعني لمنو غيرهم راح اشتاق ، أنت !!
جاسم : أيه والله عندك زوج غيري
: ههههههههه ، كاني مقابلتك بالحج أربع وعشرين ساعة
جاسم : قلتيها بالحج ، والحين غير
: ههههههههههههه ، عاد أنت حتى اللمسة ممنوعة عندك .. طول الطواف والسعي ما تبيني ألمسك تخاف تكون باللمسة شهوة
جاسم : أكيد ، أخاف على حجتي ، الواحد كم مرة بالعمر يحج
الله يتقبل منـا أن شاء الله
رديت عليه : آمين يا رب ، ونعودها زيارة لبيته أن شاء الله
جاسم : أن شاء الله ، لو يحصل له الواحد كل سنه يروح الحج ما يقول لا
*
*
*
*
دخلنـا بيتنــا .. الجو كان مرة بــارد وأغلب الأشجار متساقطة أوراقهـا .. الحديقة تزينهـا إنارة صفراء هادئة .. ابتسمت ابتسامة باهته ودخلت البيت
والله ما كان ودي أرجع من دبي أحس أني غيرت جو هناك ، لكن عبد الله بكرة عنده دوام ..
طلعت لــ غرفتي وغيرت ملابسي لبست لي بجامة مريحة .. و نزلت تحت اسولف مع أمي وريوم ..
سمعتهم يتكلمون .. ريوم : إلا أم عبد العزيز ما شفتها معنـا بالرحلة وأنا سمعتها تقولك أنهم مسافرين معنا بنفس اليوم
أمي : لا هم رحلتهم على طيران الاتحاد .. والله ها المرة حبيتها تدخل القلب على طول .
جيت وجلست قريب من أمي ولميت رجولي عند صدري وكأني متقوقعة أبي أتدفأ
ريوم : وحليلها شكلها ما عندها غير عبد العزيز
أمي : لا عندها ولد أكبر منه
كنت متمنية أمي تتكلم عنها أكثر .. مدري ليه .. لكنها غيرت الموضوع ولفت ناحيتي : إلا ليه ما نمتي يا البندري بكرة عندك دوام
رديت على أمي : يمه حرام عليه لسه بكيييير توها الساعة 9
ريوم مدت لي لسانها : خل بعض الناس يروحوا يناموا وراهم جلسه من صباح ربي .. ولو سمحتي لا تزعجيني
ناظرتها نظرة أتوعدها .. صبري علي يا ريوم .. أن ما أزعجتك بكرة الصبح ما أكون البندري ..
بعد فترة مليت من سوالفهم .. طلعت فوق لغرفتي متملله ..
انسدحت على سريري بالعرض .. فكرت أتصل لسلمى بشوفها بتداوم بكرة أو لا .. والله أنا مالي خلق أداوم لكن مدام الدكتور عبد العزيز رجع يعني ناوي يداوم .. هذا زين أن ما حط لي مناوبة بالويك آند
دقت على أغلى أصدقائي : هلا وغلا
سلمى : هلا بكل الحلا .. لها الدرجة مشتاقة لي
: أقول لا تأخذي بنفسك مقلب .. تراني ماني بعبدالله راح أراضيك وأدللك
سلمى : أبد ما تعرفي تقولي كلمة حلوة
: لا يا قلبي خليت الكلام الحلو حق العشاق
سلمى : البندري ما لي خلق أداوم بكرة أهئ أهئ
: اسكتي أنا داقة عليك أسألك ..قلت إذا مراح تروحي مراح أروح أنا
سلمى : يعني أنا ساس الخراب
: هههههههههههههههههههههه ، تعرفيني معرف أداوم من غيرك
سلمى : فديتك ما دليت بيتك
: احم احم ، صحيح ذكرت يبينـا نزور أسولة هذا الأسبوع
سلمى : ايه والله وحشتني العروس
: هههههههههههه ، ايه والله مدري كيف مشاعرها مع الزواج وحياة جديدة ، وأنتي سلوم خلصتي جهاز عرسك والله باقي
سلمى :اشتريت لي بعض الجزم والشنط ، فساتين سهره .. يعني بعض الأشياء .. قلت المكياج والكريمات آخر شي
: ااهاااا ، طيب إلا بالي بالك
ضحكت : هههههههههههههههه ، يا ريت أنا إلا شريت
استغربت : عجل منو إلا شرا أختك ؟؟
سلمى : أخوك المصون
شهقت :صدق
سلمى كانت شوي وتبكي : تخيلي هو إلا كان ياخذني ويجرجرني لسوق معه .. كنت أقول داخل قلبي أول مرة بحياتي أشوف رجال يحب السوق .. أتاريه باله شي ثاني لاعبها صح .. لما رحنـا المحل وهو يختار لي أنا وجهي أنقلب أحمر .. تمنيت الأرض تنشق وتبلعني .. أنا كنت طيبة أبي أغير فكرة آخذه محلات شنط جزم ، مجوهرات .. لكن هو كان باله شي ثاني
ضحكت من قلب وأنا أتخيل شكل سلمى وقتها
سلمى : يــــا حمااااااااا ... ليه تضحكي
: أتخيل شكلك سلوم .. ولا هو إلا مختار ثوب ليله الدخلة .. شكل أخوي ناويلك على ثقيييييييييييل
سلمى بعصبية : يا قليله الأدب ترى إذا ما غيرتي الموضوع بسكر السماعة في وجهك .. وهذا أخوك أنا إلا بربيه
: هههههههههههههههههههههه ، علميني شلون راح تربية
:
:
بعد ما سكرت من عند سلمى .. دخلت داخل البطانية الدافئة .. وعلى وجهي ابتسامة لسعادة أروع قلبين بحياتي .. صحيح أني أحيان أكون غبية وأعترف أني غبية
لما أغار أو أتضايق من سلمى لما تتكلم عن حبها وغرامها لعبد الله ..
يمكن لأني يوم من الأيام كنت عايشه ها الحلم الجميل وفجأة ها الحلم انتهى .. تكومت كا العصفور الخائف .. عمري ما أتمنى إلا صار لي يصير لأحد ..
بعدهـا بديت أحس بالتعب وغفيت بين بساتين الأهداب
:
:
صحيت الصبح من بدري مع زقزقة العصافير ..
وبعد ما لبست وخلصت .. ابتسمت ابتسامه رضا على شكلي اليوم
اليوم شكلي غير ، لابسة تنوره زرقا فاتحه قطيفة ومشجرة بورود بيضا صغيرة ، ستايلها ريفي ولبست معها قميص أبيض وجزمه كعب بيضا
صحيح تتغير نفسية الشخص لما يغير الستايل ولون ملابسة
و قبل لا أنزل تحت وأفطر .. حطيت ساعة منبه رنتها قوية مررررة عند باب ريوم .. وهذي الساعة لجدتي ومراح تنطفي إلا لما هي تقوم من سريرها وتكسرها ، ههههههههه .. خليني أهرب من البيت قبل لا تصحى ..
وصلت المستشفى من بدري وبعد ما لبست الوايت كوت رحت لغرفة الاجتماعات ..
وأنا داخله دخل معاي دكتور استشاري كبير بالسن ، حسيت أنه يناظرني بخبث وقال لي : صبـاح الورد
أنا من صبح علي بلعت ريقي ، أنا سمعت عن ها الدكتور ، أن سمعته رايحه فيها لكن أول مرة أتصادف معه وجهه لوجه .. أوكي يصبح علي لكن أنه يقول لي صباح الورد وأحس أنه يقصد ورا كلمه الورد أشياء
رديت على عجل : صباح النور
لاحظت أنه اتخذ له مكان قدام .. أنا خفت أجلس معه بالقاعة بروحنـا .. حتى لو في دكتور ثاني معنا .. مدري نظراته ما تريحني ، خلني أنتظر الدكتور عبد العزيز لين يجي على الأقل معه أحس بالراحة ونوع من الأمان ولا تضايقني نظراته .. رجعت عدة خطوات للورا .. لين وصلت للباب .. وأول ما مسكتة لفيت بقوة بطلع إلا طلع بوجهي الدكتور عبد العزيز إلا شكله كان مستعجل .. الحمد الله أنه تدارك نفسه ولا صدمنا ببعض ..
ابتسم لي : صباح الخير
ابتسمت له مجاملة : صباح النور
قال لي : ليه ما بديتوا morning report أنا جاي مسرع على بالي متأخر
ها المرة ابتسمت من قلب : شفت دكتور لما أنا جيت من بدري نص الدكاترة ما جات
ضحك وبانت صف أسنانه العلوية إلا زادت من وسامته مع بدلته إلا باللون ألكحلي والنكتاي الوردي ، وبعدها قال لي : وأنتي ليه واقفة عند الباب
مدري ليه خجلت ونزلت راسي ما عرفت شنو أقول .. ومن غير شعور مني ناظرت بطرف عيني بـ هذاك الدكتور ثقيل الدم ..
الدكتور عبد العزيز : ما عليك منه طنشيه .. وحاولي تتجنبيه .. هو طبعه كذا مع البنات
ناظرت فيه مستغربه ، كيف عرف أني أقصد ذاك الدكتور وكيف انتبه لنظراتي ..
مشى تاركني بحيرتي .. معقولة يفهمني من نظرة عيني ..
أقول يا البندري شيلي ها الأفكار من راسك بلا يفهمك بلا هم
:
:
بعدهـا أخذني الدكتور عبد العزيز لقسم جراحة القلب ، أولـ مرة معه أحضر عملية قلب .. المريض عنده شريان coronary artery مسدود وراح يبدلونه بوريد من رجله .. طبعا عملية coronary artery by pass
عملية مو بسيطة .. فيها خطورة أن القلب يتوقف عن العمل ويعتمدون على جهاز في ضخ الدم للجسم .. مع أن في نوع جديد من العمليات يقدرون يشتغلون على القلب وهو ينبض ويضخ الدم
بعد مـا عملنـا سكراب .. أخذني عبد العزيز عند شاشة يعرضون فيها شرايين الموجودة بقلب المريض angiography
وتبين الشرايين المسدودة وعلى شان الجراح يعرف على أي شريان يشتغل .. كل الدكاترة الإستشاريين إلا حاضرين العملية شكلهم جايين مروقين بعد كوب كوفي .. أحد منهم شغل المسجل على أغنية أم كلثوم .. سيرة الحب
صحيح أني ما اسمع لأم كلثوم كثييير ، لكن هذي الأغنية جميلة جدا
طول عمرى باخاف من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه
وأعرف حكايات مليانه آهات ودموع وأنين والعاشقين دابوا ما تابوا
طول عمرى بأقول لا أنا قد الشوق وليالى الشوق ولا قلبى قد عذابه
وقابلتك انت لقيتك بتغير كل حياتى
ما أعرفش إزاى حبيتك ما أعرفش إزاى ياحياتى
من همسة حب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه
****
ياما الشوق حاول يحايلنى واقول له روح يا عذاب
ياما عيون شاغلونى لكن ولا شغلونى
إلا عيونك انت دول بس اللى خدونى وبحبك أمرونى
أمرونى احب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه
****
يا اللى مليت بالحب حياتى أهدى حياتى إليك
روحى..قلبى..عقلى..حبى كلّى ملك ايديك
صوتك..نظراتك..همساتك شىء مش معقول
شىء خللى الدنيا زهور على طول وشموع على طول
الله ياحبيبى على حبك وهنايا معاك الله يا حبيبى يا حبيبى الله الله
ولا دمعة عين جرحت قلبى ولا قولة آه
ما بقولش فى حبك غير الله الله يا حبيبى على حبك الله الله
من كتر الحب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه
****
كنت مندمجة مع الدكتور الاستشاري .. وأنا أشوفه يقطع بالمنشار صدر المريض لين يوصل لقلبه .. حسيت لحظتها أن قلبي يوجعني .. هذي ثاني مرة أحضر هذا النوع من العمليات .. أحس الجراحة ما تنفع إلا لذكور يبيلها قوة قلب .. صدق من سمى الجراحين .. قصابين ..
علمني الدكتور عبد العزيز نوعية الأدوية إلا يعطونها لهذا المريض على شان لا تتكون عنده جلطة دموية .. لكن فجأة حسيته سرح مع كلمات أم كلثوم .. مع الطرب الأصيل إلا تعيشك جوووووووو .. شكل كل الجراحين يعشقون أم كلثوم
لكن نظرته السرحانه تبين وكأنه عاشق .. فكرت هل أنه يحب زوجته أو أنه عشقان .. الله يستر من ها الرجال
*
*
*
*
اليوم يوم الجمعة .. مر الأسبوع بسرعة أكثر مما أتخيل ..
والحين جالسة أجهز شنطة كحيلان لسفر .. لأن لو أخلية على راحته كان ما أخذ معه إلا جكيت واحد وكم بدله
بعد ما رتبت شنطته وحطيت له ملابس ثقيلة لأن جو لندن بها الوقت بارد والثلج يغطيها .. غمضت عيني وأنا أقفل الشنطة ..
لية الأيام أحيان تقسى علينـا .. الحزن طعمه مر والفرقى أمر ..
طلعت من الغرفة .. لقيته جالس على الكنبة إلا بالصالة وحاط اللابتوب عند حضنه وجنبه أوراقه .. تسندت على الجدار وحطيت يدي عند خدي أمتع ناظري بشوفه
اليوم صدري ضايق
وأحس بالدمع يهل ..
لا تحزنك عيني ولا تشره على دمعاتها
أيامنا قاسية .. مهما جلسنا نضحك .. ونأخذ من الحب المتاع لا بد لحظة المفارق نرتشف كاساتها
حتى لو أكذب واتوهم حبنا
الدمعه إلا في عيوني تعكس معاناتها
حتى خفوقي لو يقول أنه على بعدك شجاع
ساعة فراقك مستحيل يحتمل لحظاتها
كل ما نظرت لرمش عينك جيت لأمرك بانصياع
تقول كأن الجاذبية في هدب كثباتها
بشبع عيوني من عيونك شوف
قدر المستطاع على وعساها تكتفي بـ الشوف لذاتها
:
:
ما توقعت تكون ساعة الفرقى صعيبه علي .. حاولت أقنع نفسي أني أكون شجاعة وقوية لكن ها اللحظة ما ني قادرة أمسك دموعي أكثر وأنا أشوفه يودعني وواقف عند الباب وشنطة سفر بأيده .. حاولت قد ما أقدر يكون وداعنا بارد على شان لا أتأثر ولا أبكي قدام عينه .. مـا أبيه يخاف علي ..
لكن بها اللحظة نزلت دمعة الوداع على خدي اليمين
ناظرت بـ كحيلان وشفاتي ترتجف .. تعال قبل تروح عني ضمني
يا اقرب من أنفاسي ترى حالي صعيب .. أبنتثر قدام عينك لمني
ترك شنطته عند الباب وفوقها جكيته وجاء وقف قدامي ، ناظرت فيه وعيني مغرقة بالدموع .. أبي أشبع نظري فيه للحظة الأخيرة .. مسح على خدي بحنان : ليه تبكين يا حياتي ترى كلها أسبوعين وأنا راجع لك
لمسته ودفء صوته زادت من حدة بكائي .. ما قدرت أقاوم حنانه وارتميت عند صدره
راح أشتاق لهمساته ولمساته .. حتى رائحة عطرك راح أشتاق لها
كحيلان وهو يمسح على شعري : يله حبيبتي راح أتأخر على الطيارة
ابتعدت عنه ، و اغتصب الابتسامة على شفتاي : تروح وترجع بالسلامة .
قبل جبيني .. وطالت اللحظة وشفايفه ملامسة لجبيني .. تمنيت ها اللحظة ما تنتهي ..
ودعته وعيني تتبعه .. حتى بعد ما قفل باب الشقة .. طرت لنافذة إلا بوسط الصالة وراقبته وهو يطلع من باب العمارة ويركب سيارته .. راح انتظرك يا حبيبي وراح يكون حنيني أقوى وأعنف
:
:
حاولت أشغل نفسي باقي اليوم بتنظيف الشقة وترتيبها لين ما انتهيت ولقيت نفسي ما عندي شي اسوية ، أخذت لي حمام ساخن ولبست لي بجامه ثقيلة قطنية وتمددت على السرير ..
عمري ما تخيلت أن فراق وسفر كحيلان راح يأثر فيني لها الدرجة .. الشقة ملل من غيرة ومكانه خالي ومستوحش علي البيت .. آآآه الله يصبرني ها الأسبوعين
شاغبني فيك الليل والشعر والنجمات وشي بعيد هناك
ما تقولي وين أروح من وحشة الليلات
تركت لأفكاري الانطلاق والتجول لتعانق أعلام الحب المرفرفة التي تركها لي حبيبي .. صحيح عمري ما تخيلت أحب كحيلان .. لكن لما غرقت بحبه وهل إلا يغرق يعرف يوصل لمرسى .. أنا ما ابي أوصل للمرسى أبي أظل غرقانه بحبه ومبحرة معه للأعماق لأعمق بحار الدنيا .. هو الشخص الوحيد إلا حرك بداخلي إحساس .. أحاسيس كل تراتيل الحب وآيات الخير .. فما أحلى أن نمنح هوانا لمن نحب ..
ضميت وسادته لصدري واستنشقت عطره المميز .. وقتها داعب جفني النوم وأنا أنتظر مكالمته
*
*
*
*
بعد مـا زهقت من غرفتي .. حملت لابتوبي السوني إلا باللون الذهبي
ونزلت المطبخ .. جلست على الطاولة الطعام ..
سخت لي حليب ووضعت معه شويه زعفران وهيل
مسكت الكوب الأبيض وجلست على الطاولة أشتغل على Presentation
إلا المفروض أقدمه بنهاية الروتيشن .. أن شاء الله الدكتور عبد العزيز يقيمني كله very good ، والله أني تعبت وأنا أكتب 10 cases والحين أشتغل على power point على شان البرزنتيشن .. مع أني أحس أني ضايعه شوي .. لازم آخذ راية بالأرتيكل إلا لقيته ، وكفاية الدراسة صايرة بـ UK
وهو خريج بريطانيا فطبعا راح تعجبه ، تأففت بضجر .. مغرور وواثق من نفسه
لكن يحق له .. دكتور شاطر ووصل للي وصله بسرعة وهو بسن صغير .. يعني كلها سنتين ويصير استشاري جراح قلب .. يعني نادر إلا بعمره يوصلون للي وصله
انتبهت لعبد الله إلا دخل المطبخ حتى من غير ما يسلم ، وشكله طفشان .. ناظرته وهو ينزع جكيته الأسود ويفك الاسكارف الصوفي إلا من بربري عن عنقه بإهمال
: خير عبد الله وش فيه المزاج ضارب
سحب له كرسي وجلس عليه : هذي صاحبتك يا راح تجلطني يا راح تجلطني
خفت : خير وش صاير
زفر: روحي أساليها
: الحين أنت قدامي أروح أسألها ، عبد الله خوفتني وش صار بينكم ، تخانقتوا !!
رد علي بملل : لا
: عجل شنو فيه
فجأة شفته معصب وارتفع صوته : تخيلي وش تبي مني
تبيني ما أشوفها لمده 3 شهور .. لين موعد العرس
سكتت للحظات ، لكن بالنهاية ما قدرت أكتم ضحكتي لأني تذكرت تهديد سلمى
عبد الله بعصبية : خير ، ما أظن قلت شي يضحك
حاولت أمسك ضحكي على شان لا يتضايق : وأنت مو مزعلك إلا أنك مراح تشوفها ، خير يا طير أنا على بالي شي أكبر
عبد الله : يعني هذا مو شي كبير
كتفت يدي : لا ، أنت أحمد ربك ، غيرك ما يشوف زوجته إلا بليلة العرس
عبد الله : حنا وين فيه عايشين
: طيب طيب أعصابك ، ما يستاهل الموضوع تحرق أعصابك علية
صدق من قال ينقلب السحر على الساحر
ناظرني : خير ليه
غمزت له أمازحة : تذكر وش كنت تسوي معي ومع بندر
حسيت أن ملامحه لانت : الله يرحمه والله اني فقدته لو هو موجود كان عاوني عليك وعليها
غير الموضوع ، ما يبي غيمة الحزن تمر علينا حنا الاثنين : طيب البندري الله يخليك كلميها ، كثير 3 شهور
حبيت أحرق أعصابه : مممممممممممم ، مدري ، سلمى عنيدة وووو
قاطعني :تقدرين تأثري عليها
غمزت له : يعني أنت ما لك تأثير عليها
عبد الله بغباء : يعني شنو تبيني أسوي
ضحكت : تغلا شوي ، اعمل حالك تعبان شوي .. وبتشوفها راح تجي هي لعندك
فتح فمه : جدك تتكلمي
: سلووووم واعرفها قلبها رهيف
نط لعندي وباس راسي : فديت أختي الغالية ، والله أنك كـذا
ابتسمت وأنا أشوفه يختفي عن عيني .. رجعت وركزت فكري على شاشة الكمبيوتر .. أطرد أفكار الحزن إلا ممكن تزورني ها اللحظة
*
*
*
*
فزعت من سريري على نغمة الجوال .. فتحت نور الأبجوره وتسندت على حافة السرير .. مسكت الجوال بيد مرتجفة .. قرأت رسالته
" هلا حبيبتي ، حبيت أطمنك أني وصلت لندن ، أكيد أنتي الحين غرقانه بالنوم ، أحلام سعيدة ولا تنسي تحلمي فيني "
الحمد الله أنه وصل بالسلامة ، لكني ما قدرت أقاوم شوقي له ولسماع صوته ..
كنت أحتضن الجوال وأنا أنتظر صوته ، صوتك يهمي عليّ .. دفيئا .. مليئا .. قويّ .. حنون
: هلااااااااا حبيبييييتي أخبارك
رديت بلهفة أكبر من لهفته : هلا كحيلان ، أنا بخير أنت كيفك ؟
كحيلان : أنا بخير دام أني سمعت صوتك
سألته : كنت أنتظر اتصالك ، لكن أنت تأخرت وغالبني النوم
كحيلان : والله يا أسيل توا قبل شوي داخل الغرفة .. بهدلوني بالمطار من تفتيش إلا تحقيق
: الله ينتقم منهم ، عسى ما أذوك بشي
كحيلان : لا شنو يأذوني ، هم أصلا مراح يلاقون عندي شي والأكيد عارفين history حقي .. لا أني من شبكة إرهابية على شان أخاف
: الحمد الله أنك وصلت بالسلامة
كحيلان : الله يسلمك يا روحي
مرت لحظة صمت بينـا .. كل منا مو عارف شنو يقول لثاني .. مستمتعين بسماع أنفاس الحبيب .. قطعت حاجز الصمت
: كحيلان
رد علي بشوق : يا عيونه
كلمته ضيعت كل الكلام إلا كنت ناوية أقوله .. لكن سكوته أوحى لي أنه يبي يسمعني وما وده اسكر من عنده
تكلمت ويمكن مو أنا إلا تكلمت قلبي إلا كان يفضح عن مشاعري : كحيلان البيت خالي من دونك ، فقدت حسك بالبيت
كحيلان : يا بعد عمررررري أنا إلا أشتقت لك مووووووووت
كلماته البسيطة .. عصفت قلبي وخلت الدم يجري بعروقي بقوووة وكأنها تبي تتمازج مع حبه إلا ساكن بوسط قلبي
أسدلت الستارة بعدما أشعلت النور .. فا النوم أختفى من عيني ..
راقبت أشياءه .. رباه أشياءه الصغرى تعذبني
مسكت زجاجة العطر .. تعمدت أن أتركها كذكرى لي تذكرني به .. رشه رشتين على عنقي .. وكأنني أحسست من رائحته بوجوده حولي
رحلت يا حبيبي ولم تترك لي سوى الذكريات .. وأبقى أنا .. في صقيع انفرادي .. و زادي .. كل زادي طيف ذكريات ..
أين أنت يا حبيبي لتجعلني بين يديك .. وترد الغطاء عني عندما أكون مريضة وتجعل رأسي على الوسادة .. تمنيت لو أكون عليلة لتأتي لي الآن لتحملني وتجعلني بين يديك
:
:
:
:
بعد مرور ثلاثة أيـام
كنت جالسة بالعيـادة ومتملله أنتظر الدكتورة تجي .. وعيني ذبلانه من قل النوم وأحس أني راح أمرض بداية flu
رن جوالي بالنغمة إلا صارت مفضلة لدي .. مشتاقه ليك .. شوق الهوى لروحي .. وحيت عينك ذابت أنا روحي
حسيت وقتها أن كل التعب والزهق إلا فيني راح من سمعت ها النغمة رديت بلهفه عليه : هلا حبيبي
كحيلان : هلا عمري
أسيل !! أيش فيه صوتك
رديت بدلع تعمدته : I feel sick
كحيلان : يا بعد عمري ، هذا وأنا موصيك تهتمي بنفسك ، وأنتي إلا قبل يومين تقولين لي تغطا زين ، ألبس زين ، جفف شعرك قبل لا تطلع
وين راحت هذي النصائح طبقيها على نفسك
: كحولي والله مهتمة بنفسي ، لكن والله أحس أني ما أنام كويس بالليل
كحيلان : كل هذا على شاني مو جنبك
سكت وما علقت على كلامه ، فكمل : طيب ليه ما تروحي بيت أهلك تباتي أريح لك
: أن شا ءالله بكرة بروح لأن اليوم البنات بزوروني بالشقة ، وعلى شان نأخذ راحتنا
كحيلان : طيب حبيبتي على راحتك ، أنا مطّر أمشي على شان لا أتأخر
: طيب كحيلان كلمني ببريك الغذاء
كحيلان : أن شاء الله ، أهتمي بنفسك حبيبتي
: من عيوني
كحيلان : ما تآمرين على شي من لندن
: سلامتك
كحيلان : أكييييييد ، مو بخاطرك فستان شي ما شيات
: هههههههههههه ، لا جد والله توني راجعه من إيطاليا والحمد الله ما ني محتاجه شي .. كحيلان ماله داعي تكلف نفسك وتجيب لي هديه
طبعا قلت هذا الكلام من ورا قلبي ، عاد مو لها الدرجة أنا زوجة مثالية .. بشوف هو لأي درجة ذوق وشنو راح يجب لي
:
:
مررتني سلمى ومشينا مع بعض .. كان ودي البندري تكون معنـا لكن ها الدكتور عبد العزيز أبد مو تارك لها مجال تتنفس ، صدق من قال طالب الانتير يشتغل فراش قصدي فراشة المستشفى .. كل الشغل على راسهـا ..
بالسيـارة كانت سلمى ميته جوع ..
سلمى : شنو راح تغذيني تراني ميته جووووع
ضحكت على ملامحها : شفيك أنتي مشفوحه ما يغذونك بيتكم
سلمى من غير نفس : هع هع بايخه
لويت فمي : الله لنا ، حنا لنا المسبات وعبد الله له الكلام الحلو .. هذا جزاتي إلا ما خذتك معي وبغذيك
سلمى وهي تناظرني بطرف عينها : وشنو يا ستي راح تغذيني
ناظرتها بغرور : سبيغتي من أيد الشيييف أسيل
سلمى وكأن الكلام ما عجبها : الحين مزعجتني ، وعازمتك .. عازمتك على الغذاء ومدري شنو ، أنا قايله البنت عامله لي وليمه .. وأخرتها تقولين لي سبيغتي
: يعني شنو تبيني أعمل لك ، وأنتي تقولين لي جوعانة جوعانة .. يا دوب أعمل لك شي سهل وحلو وبسرعة يستوي
ناظرتني بترجي : طيب خلينـا نروح نتغذى بمطعم .. خاطري آكل أكل محترم
غمزت لها : وليه ما تروحي مع عبد الله
سلمى وهي تلعب بسير شنطتها : عبد الله بالدوام ، وأنا أعرفه إذا قلت له خاطري أتغذى بمطعم راح يستأذن من شغله ويجيني على طول .. وأنا ما ودي أتعبه أنتي عارفة من الجبيل لهنا مشوار .. كفاية أحيان يطلع من العمل بدري ويجيني يمرني بالمستشفى وأقول له السواق موجود ، ماجد أو يوسف يقدرون هم يجون يا أخذوني ما يسمع كلامي
: يا عيني على الدلع ، يا خوفي ينتهي بعد الزواج
سلمى : حرام عليك ليه تحطميني ، يعني أنتي كحيلان ما يدلعك
رديت عليها وأنا أتذكر حنانه : آآآآآآآه يا سلمى قولي لي من فين ابتدي
سلمى : لا لا كذا الموضوع يبيله مطعم وجلسة محترمة
: خلصيني وين تبين تروحي ؟ شرايك FRAIDAY
عفست ملامحها : لااااااا ، أقولك أبي أكل محترم ، جوعانة
: طيب وين تبين تروحي
سلمى : وش رايك نروح نتغذى بالشريتون .. فاتحين مطعم صيني جديد شفت دعايته بالجريدة
ناظرت فيها بإستغراب : سلمى ، ما خبري فيك تحبي Chinese food
ابتسمت : عبد الله هو إلا علمني على الأكل الصيني ، وفرصة نروح نشوف المطعم جديد
: يا عيني يا عيني ، وصرنا نحب الأكل إلا يحبه عبد الله ، قولي من الصبح أنك تبين تجربي المطعم على شان إذا عجبك تروحي مع عبد الله
ضحكت بخجل
:
:
وصلنـا المطعم ـ كانت جلسته راقية جلسنـا على طاولة خشبية منفردة لشخصين .. طلبت لنـا كل ما لذ وطاب .. ببكورن ربيان ، شوربة ، فول الصويا مملح ونودلز مقلي
.. استمتعنـا بالأكل الطيب .. حتى أني قررت أجيب كحيلان للمطعم لما يرجع من السفر
بعدهـا أخذنا لفه بالسيـارة على الواجهة البحرية ..
بحر ، ونخيل ورصيف عاري تحت سماء ها المدينة
لكن وين تسكن ها المدينة ، بين ذكرياتي .. مالي فيها ذكريات حلوة مع كحيلان ، يمكن أحلى ذكرياتي معه بإيطاليا .. وأحلى أيامي معه هنا لما رحنا لشاليه
وصلنـا لشقتي ، رمينا العبايات والشيل على الأرجوحة الخشبية إلا بالركن .. جلسنـا بتعب على الصوفا إلا تتوسط الصالة .. سلمى رمت براسها على حضني .. استغليت الفرصة وفكيت شعرها من البنسه المثبته وصرت أجدل شعرها .. كنت وأنا صغيرة أحب أعمل هذي الحركة لأمي وهي تجدل شعري
سلمى إلا بدت تغفي بحضني : أسيل ، عندك آيس كريم بالفريزر ، خاطري بأيس كريم
: سلوووم وش فيك اليوم كله جوعانه أخاف بس صرتو أثنين
الدبه فاجئتني بضربه قوية على بطني : آآآآآآآآي يا حمــا ...
أفرضي أني حامل
رفعت عينها لي وهي ما زالت بحضني : ليكون عملتيها يا شيخة وحملتي
مدري ليه ابتسمت : بصراحة ما شيكت
سلمى : يعني أنتي خاطرك بـ Baby
ابتسمت على فكرة أنه يكون عندي طفل : اممممممممم ، يعني لو يصير مراح أقول لا
سلمى : يعني من صدقك ما أخذتي موانع ولا شي
: بصراحة ما فكرت أتكلم مع كحيلان بهذا الموضوع
سلمى : أما أنا ابد ما أفكر أجيب عيال بالسنه الأولى .. واتفقت مع عبد الله أني آخذ حبوب منع حمل
: ليه ما تبين تجيبي
سلمى : أبي أستانس بحياتي ، على الأقل بالسنه الأولى .. تخيلي ما يمر عيد زواجي إلا وأنا عندي طفل .. خله يدللني قبل لا يجي طفل ويأخذ كل الدلال
ضحكت عليها : آه منك يا سلوم ، والله أنتي منتي بهينه
:
:
:
:
:
ماشي بــ شــارع .. خالي من البشر
بس أنا وحدي .. والمظلة والمطر
والشمس غابت والريح تلعب بالشجر .. الريح أخذتني لعندهـا .. يا مـا مشيت هنـا قرب النهر وأنا أفكر فيها .. لكن ها المرة غير الشوق واللهفة حرمتني من النوم
آآآه حكايتي مع أسيل حكاية عشق مجنونه .. حبها بأقصى خفوقي ودي أحطها داخل عيني واسكر عليها
مسكت تلفوني وضغط على رقمهـا إلا حافظة .. جائني صوتها خلف الغيوم
سكبت الماء على لهيب شوقي
:
:
:
الابتسامة مو راضية تفارقني طول مـا أنا أكلمة .. وكأنه جالس قبالي و يراقب تعابير وجهي
قلت له أبي أغيضه : كحيلان ترى في أحد غيرك أستغل حضني
باستغراب : منو
ضحكت : سلمى نايمة بحضني
ضحكت أكثر لأنها ضربتني ، سلمى وهي ضاغطة على أسنانها على شان لا يوصل صوتها لزوجي : يااااااااا قليله الأدب ليه تقولي لزوجك عني
لكن بنفس الوقت شدتني ضحكته إلا اشتقت لها : دامها سلمى مراح أمانع لكن احد ثاني لا
أسيل !!
رديت عليه : هلا
كان خاطري أقوله يا عيون أسيل ، لكن أنا ما اعرف أقول كلام حلو ، ما لت علي
: وحشتيني يا بعد عمري
وقتها حسيت بالإحراج ودفيت سلمى عني من كتفها ، لأن حسيتها تسمع للكلام لأني مرفعه على صوت الجوال .. ومشيت تاركة الصالة .. ورحت لعند غرفتي
كحيلان ، بحالمية : والله البرد هنا يا أسيل كسر ضلوعي وينك عني تخبئيني بين يدك وتدفيني
ازدادت ضربات قلبي من كلامه الرومانسي .. يعني في أنثى ينقال لها مثل هذا الكلام وما تذوب بحب هذا الرجل
: يا بعد عمري ، كلها كم يوم وترجع أن شاء الله بالسلامة وراح أدفيك مثل ما تبي
كحيلان : خلاص أنا حاجز على أول طيارة
ضحكت : ههههههههههههههههههههه ، والدورة إلا عندك والتزاماتك
كحيلان : فدوة لها الضحكة أرميها كلها بعرض الجدار
قلت بدلع : كوكو ، ما يصير هذا مستقبلك
يمكن بعدين الجامعات تطلبك تدّرس عندها وأصير أنا زوجة الدكتور كحيلان
كحيلان : يا بعد عمري والله كلامك هذا هو إلا يصبرني
أحبك والله أحبك
رديت على خجل ، شعرت وكأنه أمامي وهو يهمس لي بالحب : وأنا بعد
كحيلان يبي يحرجني فوق الإحراج إلا أنا فيه : شنو أنتي بعد
: كحيلااااااان وبعدييييين
بعناد رد علي : يعني أنتي تكرهيني
: لاااااااااااااااا
كحيلان : عجل شنو فهميني
: خلاص أذا جيت راح أقولك
كحيلان : يا ربي شنو راح يصبرني لين أرجع
ضحكت : إلا خلاك تصبر كل ها المدة ، تصبر ها الكم يوم
كحيلان : آآآآآه يا قلبي
: سلامة قلبك
كحيلان: أقول أسيل أنا راح أقفل قبل لا أتهور وروح أغير حجزي
: هههههههههههه ، طيب .. طيب
في وداعة الله والسلامة تصحبكـ
لمست طرف فراش السرير الحرير السكري .. تنهدت تنهيدتين
في وداعة الله والسلامة تصحبك .. تفداك روحي يا مفارق حبايبك .. وفداك عمري .. راحتي وابتهاجي
:
:
رجعت لسلمى إلا كانت بالصالة وما سكة جوالها
غمزت لها : شكلك غرتي مني
ضحكت : لا والله عبد الله راسل لي مسج يسألني ويني .. فقلت له أني طلعت تغذيت معك .. فجلس يعاتبني أني ليه ما قلت له
رحت جلست جنبها : وان شاء الله يبيك بكل خطوة تخطينها تستأذنين منه
سلمى : مو مسألة استئذان .. أنا عندي حريتي المطلقة لكن أني أعطية خبر بس
: ممممممم ، صحيح كلامك ، مثل ما أنتي تحبينه يعطيك خبر وين بروح أنتي تعطينه خبر .. لكن مسألة أنتي أستأذن منه ممكن أروح بيت أهلي أو ممكن أروح بيت صديقتي وممكن يوافق وممكن لا .. نووو وي
كملنـا سوالف لين وصلت الدكتورة البندري ..
استقبلتها عند الباب .. إلا أولـ ما دخلت الشقة نزعت شيلتها وانكشف جمال شعرها الناعم والطويل ، كانت عاملته بف .. وحاطة مكياج خفيف على وجها
مازحتها : محلوووووووووه بنوووووو وش الحكاية
وهي تنزع عبايتها : لا حكاية ولا شي ، أنتوا إلا ما عندكم نظر
: الله عليك ، تكبرتي علينا من دخلتي surgery
من يقدر يحاكيك الحين يا الجراحة
عفست ملامحها : لااااااااااا مستحيل أتخصص جراحة ، لو يخلصوا كل التخصصات إلا بالعالم
: ليه يعني
البندري: مقرف بشكل فضيع غير الكرف يعني تكرهي حياتك ، تخيلي أنا الدكتورة الوحيدة بالقسم ،وفي وحدة ثانية تخصص plastic surgery
يعني تخيلي أحس حالي داخلة على ديوانية شباب
أنتي متخيلة معاي الوضع
ضحكت على تعابيرها وأنها منقرفة من الوضع إلا فيه
جات سلمى : ضحكونا معكم
: شوفي يا ستي البندري لا يعه كبدها من السيرجري
رفعت حاجب سلمى : لا يعه كبدها ، وكل الدكاترة إلا معها كل واحد أوسم من الثاني
البندري: أقول ولي يعافيكم أنا جاية هنا على شان اغير جو وأنتوا تذكروني بالمستشفى
:
:
جلسنـا مع بعض وأخذت أخبارهم ، من زمان عنهم والله أني اشتقت لهم وللمتهم
وطلعت لهم ألبوم صور الزواج إلا جبته من كم يوم .. تذكرت معهم يوم زواجي ومفاجأة حضور البندري وصورتنا الجماعية .. ضحكوا علي مع صوري أنا وكحيلان ، إلا في صور ودي أذبحه .. وصور يبين أني مستحيه من نظرتي التائهة
:
:
:
:
اضطريت أني أستأذن منهم ، مع أن جلستهم ما ينمل منها .. وما بعد شبعت من أسيل
.. إلا حلوت أكثر وجسمها صار أكثر أمتلاء من بعد الزواج ..
لكن أنا طالبة من الدكتور عبد العزيز يراجع موضوع البرزنتيشن حقي قبل أقدمه وهو وعدني يساعدني .. والمشكلة بوقت الدوام ها الأسبوع مزحوم فطلب مني أجي له بالليل بيوم الكول حقه .. يعني شوف الحظ ما صادف يوم مناوبته إلا ها اليوم
ناظرت بساعتي لقيتها تعدت الساعة 7 .. فطلبت من السايق يزيد من السرعة على شان لا أتأخر .. هو قال لي أن ما عنده شغل كثير الليلة
أول ما وصلت المستشفى .. نزلت من السيارة وأنا حاملة شنطة اللابتوب على كتفي .. مشيت بممر المستشفى الطويل الكئيب بهذا الوقت بعكس الضجة إلا يكون عليها بالصباح ..
ركبت المصعد الخالي وضغط على زر الدور الرابع .. أول ما طلعت من المصعد احترت وين أروح .. حنا ما تنفقنـا على مكان نتقابل فيه .. الحين وين ممكن ألاقيه ..
لفيت كل الأجنحة لكني ما لقيته .. لما يئست سألت الممرضة إلا شفتها طالعه من غرفة المعالجة عن الدكتور عبد العزيز .. لكنها قالت لي أنها ما شافته اليوم
يمكن وقتها جاني إحباط ، معقولة أنا طاقة مشوار .. وتاركة البنات وبعد كل هذا يكون ما جاء .. طيب هو يعرف رقم جوالي كان أرسل لي رسالة أو حتى دق علي واعتذر ما فيها شي .. فكرت أني أدق عليه أسئلة أنت وينك لكن حسيتها فشله .. أوووووووووف يا ربي وش أسوي انتبهت أن غرفة الاجتماعات المقابل غرفة رئيس القسم منورة .. فكرت أني أروح أجلس فيها انتظره لأني تعبت من اللف واللابتوب على كتفي ..
وأول ما دخلت لقيته جالس ببدلته الزرقا للكول على الكرسي إلا يتوسط الطاولة الكبيرة للاجتماعات .. ومقابله اللابتوب يطق طق عليه .. بها اللحظة أنقهرت .. أنا صار لي ساعة أدورة وما خليت جناح ما دورته فيه وبالأخير يكون جالس هنا .. طيب لو ما أنا بالصدفة قررت اجي أجلس بها الغرفة كان أنا وش عرفني أنه جالس هنا ..
رفع راسه وكأنه حس بوجودي وأنا واقفة عند الباب .. أما أنا صار صدري يرتفع وينزل من القهر إلا أنا فيه وضاغطة على يدي بقوة .. أكرة ما علي في حياتي أحد يعطيني طاف والله أنتظر .. وكأن وقت الناس ماله أي قيمة .. محد عاد يحترم الوقت بها الزمن
وقف و ابتسم لي : سوري دكتورة ، أنتظرتك وأنتي تأخرتي ، والحين أنا مرتبط بـ emergency
رفعت حاجبي اليمين ، الحين أنا تأخرت ، أنت قلت لي تعالي بالليل ما حددت لي وقت .. وبعد كل هذا تقول لي أنك مشغول ، طيب كان دقيت علي أو حتى أعطيت السستر خبر ، لما سألتها عنك قالت لي أنها ما شافتك ، لكن وش أقول .. مسكت أعصابي لآخر درجة .. يمكن لحظتها تمنيت أني أكون أنسانة وقحة كان عرفت أرد عليه كيف على شان يعرف كيف أوقات الناس مو لعبه عنده
رديت عليه وأنا ضاغطة على يدي إلا صارت حمراء من كثر الضغط ، على شان لا أنفجر بوجهه : لا عادي دكتور مو مشكلة
د. عبد العزيز : سوري مرة ثانية
سكت ، ما لقيت كلمة ممكن أقولها ، مشكلتي ما اعرف أجامل كثير .. طلعت من الغرفة وصفقت بالباب بقوة .. أحس أن فيني قهر ودي أطلعه بأي أحد .. وللأسف ما لقيت إلا ها الباب المسكين
:
:
:
:
تضايقت من نفسي أكثر لما لمحت عينها إلا باين فيها آثر الكحل
نظرة القهر إلا لمحتها أو يمكن نظرة احتقار ..
سامحيني يا البندري والله مو بيدي
وقفت عند الشباك ماسك سيجارتي ،
مكونـاً دوائر .. دوائر
توزعت في زوايا المكان
لاحقت خيوط الدخان وهي ترتطم بالزجاج وتختفي
ترحل في آخر الليل عني
تاركة لي رائحة التبغ والذكريات
وأبقى أنا في ضباب الضباب
وكأني سؤال من غير جواب
معقولة هل لاحظت ارتباكي
أو أصابعي المتعبة
هل اكتشفت ؟
هل عرفت !
بأنني سوى كاذب
... ..
.. لكن فكرت فيها مجيئك بهذا الوقت من الليل وممكن أي أحد من الدكاترة يمر ويشوفك جالسة معي بهذه الغرفة الكل راح ترسم له ظنونه أفكار وأفكار .. وأنا ما ودي أحد يتكلم عليك أو حتى يطلع عليك كلام .. يعني أذا ما أخاف على سمعتك أخاف على سمعه من!! .. مو حلوة بحقي يقلون في علاقة بيننا .. والناس بهذا المستشفى ينتظروا الشرارة على شان يزينوا لها الدخان
*
*
*
*
بنهاية هذا الأسبوع قررت الشيخة ريوم تعمل لها plastic surgery in her nose
( عملية تجميل بالأنف ) طبعا أمي ما كانت راضية على ها النوع من العمليات ، لكنها استعانت بأبوي .. وريوم حبيبته وما قدر يرفض لها طلب .. حجتها أن بأعلى أنفها عظمة مضايقتها وأن هذا يقلل من نعومة وجههـا
مدري كيف أخذت مواعيد من دكتور مشهور بعمليات التجميل بالأنف .. أتوقع أنه أخذت رقمة من صاحباتها إلا بالجامعة لأن عمليات التجميل صارت موضة بها الزمن .. ولقت لها موعد بسرعة قياسية .. خخخخ شكلها ريوم هددته أنها شخصية اجتماعية ومهمة بالمجتمع أذا ما ضبط خشمها راح تفضحه .. وبنفس الوقت إذا نجح شغله راح يعلا صيحته أكثر
كانت حالتهـا صعبه لمـا طلعت من العملية ووجها كلة ملفوف وكأنها طالعه من حادث سيارة ، وإلا استغربته أنها ما خبرت يوسف عن الموضوع الظاهر كانت خايفة يمنعها ..
الآلام إلا عانتها لمـا طلعت من العملية رهيبه .. كانت تصرخ على الممرضات يجيبون لها morphine .. وكأنها مدمنة مخدرات
قالت لي : صدقيني يا البندري ، جربت إحساس المدمن ، مفعوووول هذا الدواء رهيييييب ، اشكر إلا اخترعه .. سحر سحر بأقل من دقايق ارتخيت واختفى الألم اختفى نهائيا .. مقدر بصراحة أوصف لك إحساسي
: بصراحة أنتي أنسانة مجنونه ـ والله في وحدة عاقله تحط نفسها under risk of general anesthesia
( تحت تأثير تخدير كامل )
ريوم وهي تتلمس أنفها الملفوف : صحيح أنك يا البندري دكتورة ، لكن عمرك ما سويتي عملية
: الحمد الله عمري ما احتجت اروح مستشفيات
ريوم : لكنك ما جربتي أنك تفقدي الإحساس باللي حواليك
كذا فجأة كانوا يكلموني .. ضربوني الأبرة .. ثواني إلا لساني ثقل وغمضت عيني ونمت في عالم جميل .. اللــــــه وده الواحد يعيش هذا الإحساس
تنهدت على كلامها .. يا ما تمنيت أعيش هذا الإحساس .. يا ما مرت علي ليال تمنيت فيها أنام وما أصحى
:
:
زارتها جنى بالبيت ، لأنها ما زارتها بالمستشفى قالت أنها ما تتحمل تشوف شكل ريوم ووجها ملفوف .. هي انصدمت لما شافتها .. تحت عيونها أزرق على بنفسجي .. ووجهها شاحب ، هذا غير plaster & bridge على انفها
لكن بوسط صدمتها ضحكت على شكلها ، ريوم تكلمت بصوتها المبحوح من العملية : يا دوبة .... لا تضحكي ، والله مقدر أضحك ، إذا ضحكت خشمي يوجعني
آآآآآآآآآآآه .. حطت يدها أسفل أنفها
ضحكت جنى وكأنها تعاند ، والصدق صدق شكل ريوم يضحك ، أنا كل ما شفتها تجيني الضحكة .. لكني امسك نفسي
ريوم بعصبية : أسمعي يا الدبه ، أنا مراح أضيفك ، أذا تبين شي أخدمي نفسك بنفسك
جنى ببرائة : طيب أنا عطشانه ممكن تجيبي لي كأس ماي
ريوم : أنتي مو غريبة ، روحي أخدمي نفسك
جنى : أنا خبري أنتي مسوية عملية بخشمك مو بأيدك ولا برجلك
ريوم ، كانت شوي وتصيح : أنتوا مو حاسين فيني ـ أنا كل شي فيني يوجعني
ضحكت أكثر ومعي جنى ، ريوم : وأنتي ليييييييه تضحكي ما أظن قلت شي يضحك
: هههههههههه وهي صادقة جنى ، أنتي مسوية عملية بخشمك وش دخل يدك ، ولااا فوق هذا ما خذه إجازة أسبوع من الجامعة ، أنا مدري كيف يسمحون لك
ريوم : الحمد الله أنك مو عميدة جامعتنا والله كان ضعنا من زمان ، والله أنتي وش دخلك – والدكتور معطيني إجازة 3 أسابيع
: خلاص بروح له على شان يعطيني إجازة
ريوم : أقول انثبري ، وراك دوام بها السيرجري وهذا آخر أسبوع لك
: ما تلاحظي أني عطيتك وجه بزيادة
تمسكنت : أنا أختك الصغيرة ومسوية عملية
: ههههههههههههههههههههههههه ، والله محد ضربك وقال لك سوي عملية
*
*
*
اختفت ظلمة الليل وحل محله أنفاس الصباح
رذاذ المطر المتساقط في الشوارع وفوق الشجر الأخضر تتماوج مع حبات الضباب الباردة
لبست جكيتي الجلد تحت البلوزة السودا الصوفية المرسوم عليها معينات باللون البني .. الجو اليوم باااااارد
لدرجة أن البخار يطلع من الفم ..
فتحت شنطة اللابتوب إلا حقي أتأكد من وجود البوينتر .. اليوم هو آخر يوم لي بقسم الجراحة .. أحس بطعم سعادة أني راح أترك هذا القسم وراح أنتقل لقسم الأطفال ..
وبنفس الوقت أشعر بإرتباك .. اليوم راح أقدم البرزنتيشن قدام دكاترة كلهم أخصائين وأستشارين ، وبهذا النوع من البرزنتيشن الكل يدور الغلطة على إلا واقف قدامهم .. أخاف أرتبك والله ما أعرف أرد عليهم .. أو يحرجوني بسؤال بغير محله
وصلت المستشفى ونزلت من السيارة وأنا منكمشة على نفسي من البرد ، يا ربي مهما لبست أظل بردانه .. لما وصلت لعند القسم شعرت بالدفا يمكن لأن المكان محكم .. صادفت الدكتور عبد العزيز عند nurses section
ارتسمت ابتسامة على محياه : صبـاح الخير دكتورة
: صباح النور دكتور
د. عبد العزيز : مستعدة
هزيت له رأسي مبتسمة : ايوة مستعدة
طلب مني أنه يراجع البرزنتشين قبل أقدمة ويعطيني بعض الملاحظات ، يمكن لأنه شعر بالذنب لذاك اليوم ، بصراحة أنا نسيت الموقف ، يمكن ساعتها تنرفزت ، لكن بعدين عذرته وأحسنت الظن فيه ، قلت أكيد دكتور يكون in call شي طبيعي ممكن تجية حاله طارئة بأي وقت يعني هو مو ملك نفسه .. جلسنـا في غرفة صغيرة .. هو جلس خلف المكتب وعينه تناظر شاشة الكمبيوتر .. وأنا جلست على الكرسي مقابل المكتب .. أثنى على المقدمة وكيف أني جبت الإحصائيات إلابـ UK & USA
فاض صدري بالارتياح ، يعني كا بداية عاجبة .. وبصراحة يهمني رأيه بالبرزنتيشن .. صحيح أني واثقة من نفسي ومن شغلي .. لكن دائم الرأي الأخر مهم
جال نظري على جدران المكتب البسيط .. منشورات طبية ، صور لبعض الدكاترة الموجودين بالقسم بمؤتمرات واجتماعات ، من بين الصور صورة لدكتور إبراهيم مع الدكتور عبد العزيز
بعد ما انتهيت من جولتي توقف نظري عليه .. نظرته وملامح وجهه المندمجة بالقراءة .. وصلت للون بدلته الأنيقة السودا ..من غير شعور قارنته بلون تنورتي السودا أيضا ، طوال فترة عملي معه لاحظت أنه يحب اللون الأسود مثلي ، لكنه كسر حدة اللون بنكتاي أحمر دمي محاط عنقه .. صحيح أني ما أحب اللون الأحمر كثير ، لكن يكون لون مميز مع اللون الأسود
: دكتورة أنتي شنو قصدك بهذي الجملة
شعرت بالإحراج من نفسي ، يمكن انتبه لنظرتي الساهية فيه ، اظطريت أني أقوم من مكاني وأوقف جنبة خلف المكتب .. وأثني من ظهري على شان أشوف الجملة إلا يقصدها .. بنفس الوقت إلا أشر فيه على شاشة الكمبيوتر .. أنا اشرت ولامس طرف أصبعي .. من غير شعور سحبت يدي ورا ظهري .. وأنا أحس بأحراج فضيع ودقات قلبي متزايدة .. رغم أنه ما حسسني بشي وكمل كلامة على شان لا يحرجني زيادة
:
:
:
:
طول مـا حنا بـ meeting room
الكل جالس بكرسيه ويراقب البروجكتر إلا تعرضه ..
إلا أنـا أراقبهـا هي .. معقولة هذا آخر يوم لهـا معنـا أو معي بالأحرى ..
ما ني قادر أتقبل الفكرة ـ لكن إلا مصبرني أنها راح تظل معنـا بنفس المستشفى وأكيد الصدف راح تجمع في ما بينا ..
حاولت بقدر مـا أقدر أني أشبع نظري منهـا ..
عيون الحب في قلبي تناظره .. تشوف إلي عيوني ما تمله
من فوق خلق الله محله .. رفيق الليل .. في الشباك ناطر .. وأتاري الليل شباك لخله
حفظت أحلى الكلام وصرت شاعر .. بصبر وبنتظر .. والصبر مله .. حبيبً عشت في دنيـــاه عــابر
آآآه صحيح إلا يقول أن الهوى سحر المشاعر يراها الصبر عزاً لو يذله
عيون الحب في قلبي تناظر .. تشوف إلا عيني ما تدله
:
:
:
:
حسيت بطعم الفرح بطعم النجاح .. وأنا أشوفهم يصفقون لي ويثنون على presentation
حاولت بقدر الإمكان أبين أني واثقة من نفسي وأن ما يكون موضوعي ممل ، لكن من جهة ثانية كنت خايفة ومرتبكة وكان هذا واضح من رجفة يدي
طلعت من المكان بسرعة .. تلفت حولي أدور على الدكتور عبد العزيز لكني مـا لقيته .. توجهت لجهة المصاعد أبي أروح الكفتيريا أشتري لي مـاي أحس بعطش شديد ..
وأنـا واقفة عند المصاعد بعد ما ضغط على الزر إلا ينزلني .. سمعت أحد يناديني فلتفت لهذا الشخص .. كان دكتور توه مداوم جديد أقل من شهر تقريبا لدرجة حتى ما اذكر أسمه ما احتكيت فيه إلا شوي
سألني : دكتورة البندري ممكن أسألك سؤال
بتفكيري السليم توقعت يسألني سؤال علمي : تفضل أسأل
بكل جرأة سألني : أنتي إنسانه مرتبطة
ناظرت فيه وأنا رافعه حاجبي اليمين ، كيف يسمح لنفسه يسألني هذا السؤال منو يكون ، ما قدرت أمنع نفسي ما أكون وقحة معه : دامك دقيت الباب راح يجيك الجواب
أي نعم قلبي مو ملكي ملك لحبيبي
و بها اللحظة أنفتح المصعد .. أنقذني من ها الموقف السخيف إلا أنا فية ومن غير ما أناظرة دخلت المصعد وتسكر الباب
إلا ما حست فيه البندري أن من البداية أنفتح مصعد الحالات الطارئة والخاص بالفريق الطبي .. وطلع منه الدكتور عبد العزيز ومعه الدكتور طلال .. سمع كل الكلام إلا أنقال
كان وده يروح يكسر خشم هذا الدكتور الوقح ..
: اتركني يا طلال خلني أروح أبرد قهري فيه ، كيف يسمح لنفسه يروح يسألها هذا السؤال .. البندري لي مراح اسمح لأي أحد يأخذها مني
طلال وهو ماسك ذراعه بقوة : أهدأ يا عبد العزيز ما خبري فيك إنسان متهور ، وهي ردت عليه وانتهى الموضوع
دخل يده الثانية بشعره ، وبيأس : لكن أنت ما سمعتها شنو قالت قلبها مو ملكها
طلال : اصبر يا عزيز ، المسائل ما تنحل بهذي السهولة وأنت إلا عليك عملته والباقي على رب العالمين
تنهد : راح أصبر ، وان شاء الله تكون من نصيبي
طلال : طيب تعال معي خلينا نمشي
عبد العزيز : طلال عندك سيجارة
طلال : مو معقولة أنت يا عبد العزيز ، كيف تدخن بالمستشفى
عبد العزيز : راح أطلع بره أدخن ضاق خلقي
هز راسة طلال بقله حيله وطلع معه يواسيه لبرا المستشفى يدخنون
:
:
:
:
بعد ما هدئت من الموقف السخيف إلا تعرضت له ، كان الود ودي أعطية كيف يعرفه مقام نفسه .. الحمد الله أني هذا آخر يوم لي وراح ارتاح من هذا القسم
قررت قبل لا امشي أني أدور على الدكتور عبد العزيز لأني من طلعت من غرفة الاجتماعات ما شفته .. ما يصير أمشي من غير ما اشكره .. والله انه ما قصر معي وتعلمت منه الكثير .. والله لو انه دكتورة كان أرسلت له هدية لكن هو للأسف رجال أخاف أرسل له هدية يفسرها بمعنى ثاني .. لكن دايم الكلمة الطيبة أفضل شي ممكن الواحد يقدمه كا تعبير لشكر
صعدت لدور الرابع .. درت الأجنحة جناح جناح وبكل قسم أسأل عنه ويقولون لي محد شافة اليوم ، ولما تعبت من اللف .. استقريت بجناح41 ودقيت على رقم البليب حقه .. انتظرت أكثر من 10 دقايق لا شفته رد علي ولا حتى جاء ..
يا الله ما لي نصيب أشوفه ، خير أن شاء الله أكيد راح أصادفه مرة ثانية دامنا نشتغل بنفس المستشفى .. ونزلت طالعه من الجنـاح
:
:
مريت بالصدفة الجنـاح وخبرتني الممرضة أن الدكتورة البندري سألت عني أكثر من مرة وحتى عملت لي بليب وأنا ما رديت
سألتها : ما قالت لك شنو تبي
الممرضة : لا والله
طلعت البيجر من جيبي ، الله يأخذه يعني البطارية ما دورت تخلص إلا اليوم
: طيب هي وينها الحين
الممرضة : توها قبل شوي ماشيه
طلعت من الجناح بسرعة لدرجة أني ما انتظرت المصعد لين يوصل لي نزلت بالدرج وانا أركض علّي ألحق عليها قبل لا تمشي
انتبهت لها وهي تطلع من بوابة الطوارئ ، لسيارتها الواقفة عند البوابة .. لحقتها بسرعة قبل لا تمشي
: البندري ، البندري
وقفت مقابلها تماما ، أتنفس بقوة وصدري يرتفع وينزل
رجعت عدة خطوات للوراء لما استوعبت الوضع .. لأني حسيتها انحرجت من قربي الشديد لها
: خير دكتورة بقيتي مني شي
ارتسمت ابتسامة لطيفة على ثغرها : سلامتك دكتور بس حبيت أشكرك على كل شي سويته معي ، وبصراحة ما قصرت ورايتك بيضا
مدري ليه لحظتها جاني إحباط ، يمكن لأني كنت متوقع شي ثاني ، شنو كنت متوقع يا عبد العزيز !! تأخذك بالأحضان مثلا !!
ابتسمت لها بالمثل : والله اني ما سويت شي ، هذا كان واجبي
البندري: هذا من طيب أصلك ، وإلا عملته معي ما يعمله أخو
أخو .. أخو يا البندري .. مقبولة منك أخو ولا عدو
ودعتها وركبت سيارتها ، راقبتها لين ما أختفت السيارة عن نظري وضاعت بين زحمة السيارات ، شعرت وقتها وكأنها سرقت قلبي معها لكنها سرقته برضاي
عودي ترى داعي الهوى عند بابك .. وأروي القلوب إلا بعد مـا ترون
*
*
*
*
لبست عباتي ولفيت شيلتي بأهمـال .. عبد الله قال راح يمشيني بالسيارة وأنا وافقت لأني ملانة وطفشانه .. طفشت من جلسة البيت لي أسبوع ما شفت شكل الشارع
وما ودي أروح الجامعة بهذا الشكل .. مع أني راح اصير كوووول بـ plaster على أنفي وراح اصير حديث الموسم
لكن ما لي خلق أجامل فلتانه وابتسم في وجه علتانه
وأنا بروحي تعبانه
ناظرت بنفسي بالمرايا .. وأنا أتلمس أنفي
عليه bridge ولصقه توصل لخدي .. هذا غير الأثار إلا تحت عيني .. صدق وكأني طالعة من حادث سيارة ومتكسرة ..
الله يستر بس من الشكل النهائي كيف راح يطلع .. أمس اخترعت من شكلي لما فكه الدكتور لي ، لكن قال لي هذي مش النتيجة النهائية .. لكن المهم بالنسبة لي أن العظمة إلا كانت مضايقتني نحتها .. وهذا أهم مـا بالموضوع
طلعت من الغرفة ونزلت بالدرج وأنـا المس خدي إلا يوجعني .. الله يخسهم البندري وجنى موتوني من الضحك .. أنا حتى إذا ابتسمت يألمني
على رأس الدرج رفعت عيني ..
أنصدمت بالشخص إلا واقف أمامي وبيده باقة روز وردي فاتح
أحس أني تخشبت بمكاني .. وكأن رجولي داخلة بإسمنت .. ما عرفت أرجع للوراء ولا حتى أتقدم خطوة ..
لكن هو إلا بادر بالخطوة .. وتقدم بخطوات هادئة قدامي .. مد لي الباقة بإيده الثنيتين
: حمد الله على السلامة
تلعثمت بالكلام : ا ا ا ا اللــه يسلمك
ابتسم لي : تفضلي
أخذت الباقة منه لان طال انتظاره وهو ما دها لي : شكرا
يوسف : وش دعوة يا ريم ما تخبريني أنك راح تسوين عملية .. كل هذا على شان ما تبيني أزورك
نزلت راسي بالأرض .. ما عرفت بشنو أرد عليه
: كنت خايفة ما توافق
ارتسمت ابتسامة عريضة وبان صف أسنانة العلوي
جاء عبد الله إلا شكله ماسك ضحكته : هي كانت تبي ترحمك ، ولا تخترع ، أنت ما شفت شكلها لما طلعت من العملية وكأنها طالعة من حادث سيارة ومكسرة تكسير
سبيت ولعنت عبد الله بداخلي ، المشكلة ما ني قادرة انطق بوجود يوسف
ضحك يوسف معه : حرام عليك ، والله ريوم قمر
عبد الله وهو يضربه بخفة عند كتفه : هي هي أشوفك قمت تتغزل بأختي قدامي .. يله يله قدامي انتهت وقت الزيارة
لااااااا هذا عبد الله يبيله تكفيخ ، ويطرده بعد صدق ما عندك ذوق ، تعلم الذوق من أهل الذوق
ناظرة برجاء : طيب ما يصير يا حضرة السجان تزيد وقت الزيارة
عبد الله : آآسفين ، هو إلا يبي يزور الأميرة ريم لازم يأخذ موعد مسبق ، لكن على شانك أنت سمحنـا لك بزيارة خمس دقائق
ناظرني يوسف وهمس : هذا أخوك شرس ، ابتسم لي برقة ، انتبهي لنفسك
ولا يعطيك عبد الله بكسسسسس يكسر خشمك
انفلت لساني : يهبى إلا هو
عبد الله : الحين طلع لسانك يا طويلة اللسان ، وقبل شوي وكأن القطة بالعه لسانك
حطيت يدي عند فمي ، أمنع نفسي من الكلام .. وهم اثنين هم ضحكوا على تصرفي
*
*
*
*
دخلت الشقة .. حطيت الأغراض إلا شريتها على الطاولة الطعام ..
نزعت شيلتي ونفشت شعري إلا توني قاصته لين كتفي مدرج وعملت لي غرة قصيرة وكأني بيبي .. هي صدق مغامرة ويمكن ما يعجب كحيلان .. لكن أنـا عن نفسي عاجبتي وأحس أن القصة صغرتني بالعمر
وغير كذا رحت عملت لي حمام مغربي ، حسيت بانتعاش من بعدة وبدفء رهيب بالبخار والروائح العطرية الجميلة .. أمي الله يخليها لي هي إلا نصحتني أعمل ها التغيرات البسيطة تقول دايم الرجال يحب يشوف زوجته مستعدة لرجوعه من السفر وما في ما نع لو شافها بلوك جديد
رحت ناحية المطبخ .. وجهزت مقادير الحلى البارد إلا ناوية أعملة .. وشغلت الاستريوا على أغنية أموت أنا في حبهم
وصرت اشتغل وأدندن مع الأغنية بكل شوق وهيام .. آآآه والله أني أشتقت لك يا كحيلان .. آخر مرة اسمح لك تسافر لوحدك ..
هم علموا قلبي الغرام .. والشوووووق كله والهيام ..
ما أطيق لحظة بعدهم .. أموت أنا في حبهم .. وأرخص أنا عيوني لهم .. ناس أسكنوا قلبي أنا وأنا سكنت في قلبهم ..
أهواهم لحد الجنون .. وألقى السعادة قربهم .. هم علموا قلبي الغرام والشوق كله والهيام
بعد ما انتهيت من تجهيز الحلى .. ودخلته الثلاجة .. رحت ناحية الأكياس وطلعت الشموع الجديدة إلا شريتها .. ووزعتهـا بالصالة وبغرفة النوم .. رتبتها بشكل حلو على الأرضية .. وطبعا غيرت فراش السرير وزينته بشال هندي مطرز كبير .. ورشيت عليه سبري romance من فكتوريا سكرت
حتى الحمام عزكم الله .. غيرت فيه كله شموع حتى الفوط كلها غيرتها .. يعني الغرفة صارت بلوك جديد وكأنها غرفة عرائس جديدة
لبست قميص نوم حرير طويل .. ناظرت بالساعة يا الله توها الساعة 12 .. عندي استعداد أسهر لين الصبح .. لين ما يجي .. والله أني مشتاقة له بالحييييل .. والحنين ذابحني
رن جوالي وكان هو إلا متصل ، رديت وأنا أضحك بنعومة : عمرك أطول من عمري
كحيلان : علميني ليه تضحكي
: كنت توني ناوية أدق عليك إلا أنت دقيت
ضحك : شفتي كيف القلوب عند بعضيها
: كحيلان مو المفروض الحين طيراتك
كحيلان : راح تتأخر حبيبتي الطيارة ويمكن احتمال أأجل رحلتي لبكرة
تجمدت يدي على التلفون .. وانربط لساني .. حسيت الدموع تجمعت بعيني
: من صدق تتكلم كحيلان
كحيلان : وليه أكذب عليك ، مو مشكله حبيبتي أذا ما وصلت اليوم أوصل بكرة واصلا جو لندن يرد الروح
انصدمت من كلامة ، مو مشكلة ، وأنا إلا انتظر رجوعك أحر من الجمر .. وأنت تقول لي جو لندن يرد الروح .. وكل التجهيزات والإستعدادت إلا عملتها
كحيلان ، حس أنه تضايق من سكوتي : أسوله شفيك
كتمت عبرتي : ما فيني شي
كحيلان ضحك : لها الدرجة مشتاقة لي
حسيت أن الموضوع فيه شي ، ضحكته لها معني : كحيييييييلان بليز لا تلعب بأعصابي
كحيلان وهو ما زال يضحك : هههههههههههه ، أنتي تبيني أجي اليوم والله بكرة والله بعد أسبوع
قهرني : وش رايك بعد تجلس شهر ، مو بس جو لندن إلا يرد الروح .. كل شي هناك يرد الروح .. الجو الحلو والوجهه الحسن .. وش لك ترجع السعودية
كحيلان : ههههههههههههههههههههه ، يا بعد قلبي أننننننتي عدي لي سبع ساعات وأنا أكون عندك بإذن الله .. يعني تصدقين أني أبدل قمر بنجوم
تكلمت مثل الطفله إلا مو مصدقة : يعني جد كحيلان أنت بالمطار
كحيلان : هههههههههههه ، ايوة ووالله تبين تكلمي كابتن الطيارة على شان تتأكدي
ضحكت : لا والله مصدقتك
كحيلان : يله حبيبتي لازم اسكر ، الكل ركب الطيارة إلا أنا
: اوكي ، انتظرك يا قلبي
بعدها سكر ، مدري هو سمع كلمتي والله انقطع الإرسال ..
يا الله يا طولها ها الليلة .. علمتني كيف أعقد صداقة بالنظر مع ساعتي .. قبل اللقا .. وكيف الثواني ما تمر
سيل الظلام ..
يملى الشوارع ليل ..
ولا جيت أنام ..
أرخي الستاير .. عن شعاع ..
عن صوت .. وأقفل بابنا ..
يدخل قمر أحبابنا .. مدري أنا من وين
ساكن قمر أحبابنا .. بين الهدب والعين ..
أرجع أناظر ساعتي .. واللي مضالي من السهر ..
داعب جفني النوم وخياله نام وسط عيني
:
:
:
صحيت من النوم مفزوعة على صوت الجرس .. ناظرت بساعتي لقيتها الساعة 11 الضحى .. معقولة أنا نمت كل هذا النوم وما حسيت على نفسي ..
الجرس كان مصر أنه يرن .. قمت من السرير على عجل ولبست روبي .. يمكن هذا كحيلان .. يبيني أنا إلا أفتح له الباب مع أنه عنده مفتاح الشقة .. رتبت شعري المتبهذل من النوم .. من ربكتي ومن صوت الجرس إلا ازعجني ما امداني أغسل ..
ناظرت بالعين السحرية .. لأني لأخر لحظة خفت أفتح الباب من غير ما أشوف منو ويطلع لي رجال غريب .. استغربت أن أبوي هو إلا جاي لي على الصبح
فتحت له الباب : هلا يبه تفضل
وقف لحظة عند الباب يتأملني
: صباح الخير
رديت عليه : صباح النور
أبوي : كيفك يبه أسيل
بست راسة : بخير يبه
أبوي : أنتي شنو إلا مجلسك بالشقة بروحك ، تعالي معي البيت لين ما يجي كحيلان ويأخذك
ناظرتة بشك ، لا لا الموضوع في إنّ
: خير يبه ، كحيلان راح يجي اليوم من السفر ، والمفروض أنه وصل
رحت جبت جوالي بسرعة ودقيت على كحيلان لكن طلع لي مغلق ، فتوقعت أنه لما وصل السعودية ما حط شريحته السعودية
أبوي : رد عليك
قرصني قلبي : لا
سألته :
يبه أنت ليه ما رحت جبته من المطار
قرب مني أبوي بحنيه : معليش أنتي ألبس عباتك وهو أن شاء الله راح يجي يأخذك من بيتنا
وقفت للحظة أناظر أبوي ، أبي أستوعب إلا يصير من حولي .. ليه كحيلان ما يرد علي !!
وليه أبوي جاي لي من الصبح !!
ويقول لي تعالي معي البيت !!
أكيد كحيلان فيه شي !!
على هذي الفكرة إلا تكونت في بالي غرقت عيني بالدموع
أرفض يكون الأنتظار .. أنا ابي أسقي عطش قلبي
مسكت أيد أبوي العريضة برجا : يبه الله يخليك قولي كحيلان وش فيه تكفى قولي ، ليه ما جبته معك .. ليه أدق عليه ما يرد علي
يبـه واللي يسلمك قولي
طحت على الأرض وأنا ما سكة ايده وأبكي .. وانا أترجى ابوي يقول لي
حاول أبوي يساعدني أوقف على رجولي : يبه أسيل كحيلان ما فيه إلا العافية أن شاء الله .. أنتي تعالي معي وهو راح يجي أنشاء الله .. انتي ليه خايفة
كلامة هذا ما اقنعني أبد ، قلبي يقول لي أن كحيلان فيه شي .. وماني قادرة أكذب هذا الإحساس .. إحساس وكأن أحد يعصر في قلبي ، أحس بألم فضيع عند صدري .. لكني قاومت هذا الإحساس .. وغيرت ملابسي وغسلت وجهي إلا امتلئ دموع ولبست عباتي .. ركبت السيارة مع أبوي .. وطول الطريق أحاول أكتم صيحتي ومستعدة لأي خبر سيئ ممكن يكون .. بس أبي أحد يطمني أن كحيلان بخير .. وكنت بين لحظة والثانية أدق على كحيلان .. كان يطلع لي أن جهازه مغلق
وصلنـا عند بيتنـا .. لكني رفضت أنزل
: يبه ليه جايبني هنا .. خذني للمطار .. ابي أستقبل زوجي
أبوي : الله يهديك يا أسيل .. انتي أنزلي ويصير خير
فقدت أعصابي وصرت اصرخ مثل الطفل : شنو يصير خير ، أبي الحين تأخذني للمطار الحين
سحب نفس وقال لي الخبر الصاعقة إلا نزل علي كا جبل جليد : كحيلان مو بالمطار
تجمدت عيني على وجهه أبوي : خذني له .. أنا قلبي حاس أن كحيلان بالمستشفى .. صدقني يبه مراح أصيح .. انا بنتك أسيل قوية وصدقني راح أتحمل
غير أتجاهة وأخذني للمستشفى .. كنت طول الطريق حاطه يدي عند قلبي وادعي ربي أنه يكون بخير .. مستعدة أستقبل أي خبر بس المهم اني أشوفه أكحل عيني بشوفته
:
:
مرينا على ممرات طويلة .. البعض منها فيه ناس والبعض منها خالي .. لين وصلنـا لغرفة .. رفعت نظري للوحة .. كانت غرفة انتظار قريبة من غرفة العمليات .. دخلت الغرفة بهدوء شفت عمتي جالسة وتقرأ قرآن وعهود جالسه جنبها والدموع تجري على خدها بصمت .. ما كلفت عمري أسلم عليهم .. كل همي أعرف كحيلان شنو فيه .. ليه هو بغرفة العمليات .. أنا تفكيري أخذني للأسوأ
لمحت عمي يجي مقبل علينـا .. لكنه من التعب ومن تفكيره المشتت ما انتبه لوجودي .. سمعته يقول لأبوي أن كحيلان طلع من غرفة العمليات وأنه جات سليمة الحمد الله من بعد الحادث إلا صار له بطريق المطار
لكن بالنهاية ما فهمت شنو فيه .. شنو العملية إلا عملوها له .. برأسه ؟؟ برجله ؟؟
ما قدرت اصبر أكثر أبي أحد يجاوبني على أسئلتي .. تمنيت للحظة أني أكون بالمستشفى إلا اشتغل فيه كان قدرت أتصرف .. لكن أنا أسيل مراح يعوقني شي .. تسحبت من غير محد يحس فيني .. ودخلت من غرفة التنظيف .. وفتح الباب بهدوء وكأني حرامية لقيت مدخل غرف العمليات فاضي .. المدخل الخاص بالأطباء .. دخلت بسرعة لغرفة التبديل وسحبت لي بدله خضراء من أحد الأرفف وحجاب أبيض .. لبستها فوق ملابسي ولبست ماسك على وجهي على شان محد يعرفني .. ودام أنه توه طالع من غرفة العمليات أكيد راح يكون بغرفة recovery room
مشيت بالممر الطويل .. لين وصلت للغرفة .. دقيت الجرس .. وطلعت لي نيرس فلبينية .. سألتها عن المريض كحيلان .. قالت لي أنه توه طالع من غرفة العمليات لكن ما بعد يصحى من البنج .. ما حبيت أكثر أسأله على شان لا تكتشف أني مش دكتورة أشتغل هنا .. طلبت منها الملف .. وقريت شنو مكتوب بملفة .. لحظتهـا حسيت أن الدنيا تدور فيني .. بترو أيده
بتر ررررر
غمضت عيني .. الحمد الله .. الحمد الله .. الحمد الله
تنفست بصعوبة .. الحمد الله أنها جات بيده ولا تكون برجله .. تكون بيده ولا يكون شلل .. تكون بيده اليسار ولا بيده اليمين ..
لحظتها نزل علي صبر وقوة أنا ما تخيلت للحظة أنها ممكن تكون عندي .. رغم أنها مصيبه .. لكن الحمد الله على كل شي .. لأن كان بالإمكان تكون أعظم من كذا
تركت الملف على الطاولة يله يا قلبي تعبت من الوقف خلنا نروح ونشوف الحبيب الغالي .. اتجهت لمكان سريرة .. أبي أروي عطش قلبي .. أبي أروي شفاهي وأقول له احبك .. واني راح أكون جنبك يا بعد كلي
سحبت الستارة بهدوء .. هالني المنظر عمري ما تخيلت أني أشوفه طريح الفراش يغطيه البياض .. والتعب مأخذ من كل ملامحه .. نزلت الماسك وقربت منه حطيت يدي على يده اليمين ونزلت دمعه على يدي
ما قدرت أقاوم شوقي له .. نزلت دمعاتي على خذي .. أبكي عليه .. أبكي على روحي
همست له : حبيبي ، أنا أسيل ، جنبك .. مراح أتركك
أفتح عيونك وشوفني .. خلني أرتوي بشوفتك
وكأنه استجاب لندائي ، لقلبي الميت لحظتها وإلا رجع ينبض برمشه عينه الخفيفة .. ضغطت على يده أكثر أحسسه بوجودي جنبه
تكلم بلسان ثقيل: ماء ، أبي ماء
تحركت مكاني مثل التائهة .. أدور على كأس ماي .. ساعدتني الممرضة وأعطتني قطنه مبلله بالماي .. رطبت فيها شفايفه الجافة
نزلت أصابعي على كل مكان بوجهه .. جفنه ، حاجبه ، أنفة وانتهيت بشفايفه أبي أتأكد أنه حي وجنبي ..
همس لي : أسيــل
قربت وجهي منه : يا عيون أسيل ، يا روح أسيل
حبيبي لا تخاف أنا جنبك
وأنت ما فيك إلا العافية ان شاء الله وبتطلع بالسلامة
كرر اسمي مرة ثانية : أسيـــل
:
:
الشي الوحيد إلا أتذكره أنه قال لي " اليد إلا كنت أمزح فيها معك وأمسح فيها على ليل شعرك ، انبترت
راحت يدي يا أسيل "
سقطت دموعي أنهاراً أنهار .. كلامة كان قاسي على قلبي الضعيف .. لم استطيع احتماله وكأنه خنجر يطعن بصدري .. تأكيده الخبر ووصفه أن يده اليسار إلا يمزح فيها معي وإلا كان يمسح فيها على شعري انبترت .. خلاني انهار
خرجت من غرفة العمليات راكضة ، باكية والدمع الأسود يتساقط من فوق عيناي
أصبحت وقتها كا مركب أرهقه العيـاء
كـا طفل شاحب غريب .. مبلل الخدين والرداء
سا قتني قدماي لأهلي .. أول ما رأتني عهود بهذا المنظر : أسيل أنتي وينك ؟؟
حنا كنا ندور عليك !! ليه تبكين وش صار لكحيلان !!
ارتميت بحضنها كنت بحاجة لحضن يأويني .. نحبت على صدر شقيقته
ومن بين شهقاتي : طعني بكلامة يااااااا عهود
يقول لي اليد إلا كان يمزح فيها معي راحت
راحت يا عهود
ما قويت أسمع كلامه
آآآآآهـ قولي لي كيف أقدر أتحمل قولي لي
بعدهـا لا أتذكر سوى ملمس الرخام البارد ودموعي الحارقة على خدي ، أدركت ساعتها أن قواي خارت ورجلي لم تعد تسعفني لحمل جسمي المتخاذل
وبعدها أغمضت عيناي الشيء الوحيد إلا أتذكره هو صراخ عهود تنادي باسمي
:
:
أدركت لما صحيت من غيبوبة أحزاني .. أني لازم أكون قوووية وأكون جنب كحيلان
حتى لو كنت في يوم من الأيام أكرهه .. لكن الحين الوضع تغير
أعترف لنفسي أني مـا أقدر أعيش من غيرة ولحظة إلا حسيت أني ممكن أفقده كان عندي أستعداد أفديه بروحي ودمي ، بس هو ما يجيه أذى
|