المنتدى :
البحوث العلمية
اكتشاف جديد يساعد في تحديد هوية المجرمين
يمكن من الآن فصاعدا رسم هيئة متخيلة للمتهم بجريمة، بشكل أفضل، بالاعتماد على آثار تحمل حمضه النووي. فمثلا بقايا الريق على كأس قهوة أو قشرة متساقطة من الجلد، تكفي لتحديد بعض المميزات الخارجية كلون الشعر مثلا. اكتشفت هذه الإمكانية صدفة أثناء دراسة علمية أجراها فريق أيسلندي- هولندي مشترك، وكان الموضوع الأصلي للدراسة هو مرض السرطان.
الحمض النووي (دي أن أيه) يكشف المزيد من الأسرار
البروفسور بارت كيمناي من المركز الطبي رادباوت في مدينة نايميخن (شرق هولندا) هو الذي قدّم البيانات الهولندية التي كان الأيسلنديون في حاجة إليها لتدقيق النتائج التي توصلوا إليها. يشرح البروفيسور كيمناي كيف تم الاكتشاف بالقول "يهتم الناس كثيرا في أيسلندا بسرطان الجلد، لذا يعطون أهمية كبيرة لأنواع الجلد المختلفة. وفي لحظة كانوا يقارنون البيانات الجينية لبعض أنواع السرطان التي عثرنا عليها نحن في نايميخن بنوع من البشرة التي كانت في حوزتنا أيضا. وتبين فجأة أن هناك ارتباطاً مهماً بين هذا وذاك."
تفيد المقارنة بين المعطيات أن هناك علاقة بين جينات معينة تحدد لون البشرة أو العينين. تمكن العلماء انطلاقا من جينات شخص معين من معرفة ما إذا كان لون شعر الشخص أشقر أو أسود، وكذلك لون العينين والبشرة. لا يمكن التعرف على ذلك 100 % لكن العلاقة "قوية" جدا إلى حدّ يكفي لإعطاء وصف دقيق لشخص كان مجهولا تماما.
لم يكن هذا مجرد اكتشاف علمي بسيط. يفتح البحث بهذه الطريقة بالاعتماد على الحمض النووي أبوابا جديدة في مكافحة الإجرام. يشرح البروفسور كيمناي الكيفية الحالية التي تتم بها التحريات الجنائية المعتمدة على الحمض النووي:
"إذا عثرت على أدلة يتركها متهم في مكان حصول الجريمة، تحمل نسيجه الحيوي أو حمضه النووي أو شيئاً آخر من هذا القبيل، فكان من الضروري لحد الآن أن تتم مقارنة هذه المادة مع جينات الحمض النووي الموجودة في بنك المعلومات للمجرمين، وانتظار ما إذا كان المتهم المبحوث عنه بينهم، للتعرف عبر الكومبيوتر على هويته كاملة."
إذا لم يعثر على الحمض النووي في بنك المعلومات، فلن تكون النتيجة في صالح الشرطة التي سيصعب عليها العثور على الهوية الحقيقية للمجرم. ولكن بواسطة الاكتشاف الأيسلندي الهولندي يمكن الآن التعرف على لون الشعر والعينين والبشرة للمجرم، حتى لو يكن له وجود في بنك المعلومات. هذا يختلف بالطبع عن تحديد الهوية بشكل كامل بالسم والعنوان، لكن تحديد لون العينين والبشرة والشعر يقدّم خدمة عظيمة للشرطة أثناء التحريات.
|