كاتب الموضوع :
hooomy
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مشكورة اختى كثيرا
الجزء قبل الاخير
الجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزء الرابع عشر................
"..ســــــــماء باكيه.."
(..مهند..)
أسرعت بعد أن أخبرتني مارى ان أمي ولينا في المشفي.......
دخلت إلى المشفى ووجدت لجين وهي تبكي...أمسكت لجين وأنا أقول:
"لجين ماذا حدث.."
قالت وهي تبكي:
"أمي مريضه جدا...."
قال الطبيب بأنها تحتاج إلى بعض الاهتمام والمراجعة في المشفى...لأنها تعني من نقص حاد في الحديد...
أخذت أطمن لجين...كانت أمي قد استيقظت فقالت بوهن:
" أين لينا.."
قالت لجين بصوت باكي:
"أنها في الغرفة المجاورة...."
قالت أمي بوهن:
"مهند.. لينا..."
قلت وأنا اشد على يدها:
"أنا ذاهب لكي أراها.."
دخلت إلى الغرفة المجاورة.
.كانت لينا مازلت فاقده وعيها...أبعدت شعرها عن وجها..
مسكينة...لينا...
(..لينا..)
كنت اشعر بأني في ظلام شديد وجه أخي....عالم مظلم....سماء باكيه...وأصوات آتيه من بعيد....أبي....
و أمرأة تلوح لي من بعيد...لجين تلعب... وأرجوحة تتحرك....
احدهم يضحك بصوت مخيف...وجه خالتي...وفتحت عيني...وجدت نفسي في غرفة بيضاء..
نظرت إلى حولي..لا...نهضت وجلست بخوف...
أين أنا...ماذا حدث....لا خالتي....بل أين أمي.... ...أخذت أنادي أمي.......فخرج بصوت خافت وحزين:
"...أمي......."
عندها تذكرت بانها قد ماتت منذ زمن...نزلت من على السرير...كنت اشعر ببرودة الأرض....أريد أمي ....أمي...
وقفت عند الباب قالت الممرضة:
"لينا.."
قلت بخوف وأنا أحاول أن اخرج:
" أريد أمي.."
قالت الممرضة وهي ترفض ان اخرج من الغرفة:
" لينا أنتي مريضه عودي إلى السرير...."
عندها انهرت على الأرض وأنا أنادي أمي...وأغمضت عيني...سمعت احدهم وهو يقول:
"لينا ماذا بكي...؟"
قلت وأنا ابكي:
"أريد أمي..."
"لينا..أمي بخير...؟"
فتحت عيني ورأيت مهند....فقلت:
"مهند لقد رحلت أمي...لقد ماتت خالتي....مهند أرجوك أريد أن أرى خالتي...."
قال بعطف:
" أمي هنا..."
انه لا يقول الحقيقة أخذت انظر إلى عينيه لعلي أجد جواب لسؤال ولكنه قال:
"لينا..."
مشيت خطوات كنت ابكي على خالتي وعندما اقتربت من الباب سمعت صوتها ورأيتها ممددة على السرير
لم اصدق ذلك كنت اشعر بضعفها اقتربت منها وأنا أقول بصوت مرتجف وخافت:
"خالتي......
وارتميت في حضنها وأنا أقول:
"أمي....أمي..."
بعد أن بقيت مع خالتي....نهض مهند وهو يقول:
"لينا لجين ما رأيكم نذهب إلى البيت...لأن أمي متعبه.."...
في السيارة..
كانت لجين مازلت تمسح دموعها وهي تتحدث مع مهند. ..بقيت صامته...
بل خائفة ان افقد خالتي التي هي مثل أمي...لم استطع أن أنام ذلك اليوم...للمرة الثانية كنت اشعر أن خالتي لن تعيش...
ولكن خرجت خالتي في اليوم التالي.....
بعد مرور سنة .....
ومن رحيل أخي وجدت لجين عمل لها في محطة للإذاعة كانت تغيب عن المنزل كثير...كنت قد تخرجت من الثانوي. ..
وسجلت في كليه الفنون خالتي تحسنت صحتها ولكن الخوف لم يغيب عني...كنت أخاف ان افقدها مثل أبي مع أنها لم تكن تبقى معي.....
مهند سافر لمدة أسبوع.....وبعد أن عاد قالت خالتي بأنها تريد أن تسافر إلى صديقتها...
فبقيت لوحدي في المنزل...لجين في العمل ومهند في العمل.....وأخذت أكتب في مذكرتي....
"بين كل المسافات...يضل قلبي حزين...حزين من اجل أخي..
.وأبي وخالتي ومهند....ولجين...مهما لبست قبعة الفرحة تضل قبعة الحزن تدور في مخيلتي..."
دخل مهند في ذلك اليوم........
كان صامت....بل شعرت بأنه غاضب...قال عندما راني:
"لينا كيف حالك..."
:"بخير....مهند ماذا بك...."
صمت وهو ينظر لي...ثم قال:
" لا شيء..."
في اليوم التالي..
عرفت سبب غضبه وقفت في أسفل الدرج وأنا اسمع صوته وهو يقول:
"مستحيل لن تتزوج.."
سمعت صوت لجين وهي تقول:
"لماذا.."
قال مهند:
"لأنه ليس لها أن تتزوج مرة أخر.."
قالت لجين:
"مهند هذا ليس من شأننا.."
قال مهند :
"لجين انا لن اسمح لامي ان تتزوج لو عرفت بأنها سافرت من اجل أن تقابل من ستتزوجه لم رضيت بسفرها.."
...تضاربت الأفكار في عقلي خالتي تتزوج....ولكن ممن..دخلت وأنا أقول:
"ومن ستتزوج خالتي.."
نظر مهند ولجين لي..فقلت بتوتر:
" من ستتزوج خالتي.."
قالت لجين:
"أمي يا لينا تريد أن تتزوج ولكن مهند يعارض الفكرة.."جلس مهند...أكملت لجين كلامها وهي تقول:
"لينا الست حتى أنتي موافقه على أن تتزوج أمي..."
قلت بتردد:
"لا...."
قالت لجين بغضب:
"لماذا أنت ومهند ترفضان ذلك"
قال مهند :
"لجين ليس لأمي أن تجرب الزواج للمرة الثالثة"
قالت لجين:
"ولكن أمي تريد أن تتزوج... دعها تتزوج يا مهند ثم انه رجل طيب.."
قال مهند:
" أنا لا يهمني أن كان طيب ولا ولكن أمي.."
قالت لجين:
" أمي ستتزوج وسوف ترى"
وخرجت أخذت أقول في نفسي...خالتي تتزوج...نهض وهو يقول بغضب:
"لماذا يا أمي...ومر من جانبي ولكنه توقف وهو يقول:
"لينا...."
نظرت له وأنا أقول:
"خالتي لن تتزوج أليس كذلك.."
(..مهند...)
كانت تنظر لينا لي بحزن... كنت أقول في نفسي نعم ليس لامي أن تتزوج مرة أخرى....
فقلت بحزن:
"لا ادري يا لينا.."
وخرجت في اليومان التاليان
...وجدت أن أمي مصرة على أن تتزوج...وتزوجت من الرجل اسمه يزيد...
كان رجل أعمال وقد توفيت امرأته منذ زمن...وسافرت أمي مع زوجها تاركه لينا ولجين التي أصبح عملها يشغلها كثيرا....
لينا كانت تبقى في غرفتها طوال الوقت...كنت أعود إلى البيت كل يوم في منتصف الليل بعد عمل شاق...
*بعد أسبوع...
منذ سفر أمي أخذت أتشاجر مع مازن في الهاتف بعد أن اخبرني أنه يعاني من بعض المشاكل في الشركة ....
أغلقت الهاتف بعصبيه وعدت إلى البيت كان الوقت قد أصبح ليل.......
كنت اراجع بعض الأوراق عندما سمعت احدهم وهو يطرق باب الغرفة فنهضت وفتحت الباب كانت لينا واقفة بجانب الباب وهي تقول بصوت حزين:
"مهند هل تريد عشاء..."
قلت وأنا أحاول أن ابتسم:
"لا أريد شكرا..."
صمتت لينا ثم ابتعدت...عدت إلى غرفتي....بعد أن أنهيت أعمالي...
نزلت إلى الأسفل....كنت قد قررت ان اتصل على خطوط الطيران...
أخذت أتحدث مع الموظف.. اخبرني الموظف انه لا يوجد رحله إلا في اليوم التالي...
سمعت دوي انكسار نظرت... كانت لينا واقفة وهي واضعه يدها على صدرها وهي تنظر لي بخوف...
وطبق مكسور على الأرض..أعدت السماعة إلى مكانها وأنا أقول:
"لينا ماذا بك..."
صمتت لينا فاقتربت منها وأنا أقول:
"لينا..."
قالت وهي تبتعد:
"لا شيء..."
وأسرعت الخطي إلى الأعلى...
(..لينا..)
أردت البكاء ولكن بدل ذلك ركضت إلى غرفتي..تسارع خفقان قلبي...
لم استطيع أن أتخيل أن مهند قد يسافر...
مستحيل استلقيت على السرير وأنا غير مصدقه...هل سأبقي لوحدي.....أخذت ابكي وأنا اخفي وجهي في الوسادة...
في اليوم التالي........
نهضت بكسل خرجت من غرفتي ونزلت إلى الأسفل...كان مهند يتحدث مع لجين قالت عندما رأتني:
أهلا..."
قال مهند بصوت هادئ:
"لينا سأسافر..."
جلست وأنا صامتة قالت لجين وهي تنهض:
"مهند سآتي في الظهيرة...قبل أن تسافر إلى اللقاء...
خرجت لجين وهي تغلق الباب خلفها...نهضت بعد أن رأيت مهند ينهض وهو يقول:
"لينا هل تريدين..أن احضر لك شيء من هناك..".
قلت بصوت خافت:
"لا..........."
وصعدت إلى غرفتي... جلست وأنا اشعر بالخوف والحزن يلف حول عنقي وكأنه يريد أن يخنقني ومعي اقتراب السفر أحسست بان الحزن أصبح يسيطر علي...قال مهند:
"لينا هل تريدين شيء..."
أشرت راسي بنفي...رأيت مهند وهو يخرج ويركب السيارة..
أغمضت عيني محاوله حبس دموعي في الداخل بعد أن ذهب قالت لجين وهي تركب السيارة:
"لينا أنا ذاهبة إلى العمل إلى للقاء"
صعدت إلى غرفتي وارتميت على سرير وأنا ابكي..لأنهم كلهم ذهبوا وتركوني. .. بكيت بشده فيها فقدت السيطرة على عواطفي ورحت ابكي في داخلي..
أحكمت قبضه معصمي....وبدا مكنون الضغط المتراكم في داخلي يكبر...بل ينفجر من الأحزان.......بكيت..... حتى أحسست ان عيوني أصبحت تؤلمني..
من كثرة البكاء وكأنها قد تعبت من العيش معي....
استدرت حين سمعت نقر خفيف على الباب مسحت انفي وقلت بغضب وأنا أغوص في وجهي في الوسادة:
" لا أريد احد اذهبي يا ماري...."
سمعت الباب وهو ينفتح فقلت بغضب:
" اخرجي يا ماري..."
جلست ماري على طرف السرير...فقلت بحزن:
"مارى لقد ذهبوا لم يعد احد يحبني مهند سافر..... يا ماري.."
لم استطع أن أكمل كلامي وأنا ابكي..ولكن تجمدت دموعي وأنا اسمع صوته وهو يقول:"لينا أنا هنا..؟؟"
أذن لم يكن مارى بل مهند رفعت رأسي من على الوسادة...عندها رأيت وجه......
(..مهند ..)
ركبت السيارة لم استطع أن ابعد صورة وجه لينا الحزين...
كنت اشعر بأنها لن تكون بخير أن سافرت ولم استطيع أن أسافر فأخذت أتحدث مع مازن وأخبرته باني لن أسافر وان يحاول أن يحل المشاكل إلى أن آتي عدت إلى البيت ... وصعدت إلى الأعلى إلى لينا..حتى اخبرها باني لن أسافر وعندما اقتربت من باب الغرفة سمعت صوت بكائها قلقت
فطرقت الباب وأنا ادخل ووجدت لينا تبكي وهي على السرير كانت الغرفة مبعثرة
فأخذت تطلب مني بان اخرج وهي لا تراني كانت تظن باني ماري..وعندما جلست أخذت تقول بصوت حزين:
"مارى لقد ذهبوا كلهم لم يعد احد يحبني مهند سافر.....يا ماري..."
شعرت بان كلامها يخرج من أعماق قلبها الحزين...كيف لي أن سافرت و لينا تخاف أن تبقى وحدها كيف لم اعرف أنها حزينة..
مع أني كنت أرى نظرات الحزن مرسومه في عينيها...فقلت بحزن:
" أنا هنا..."
توقفت عن البكاء...ورفعت رأسها وهي تنظر لي غير مصدقه...:
"مهند...."
قلت بعطف:
" سامحيني..."
,,,
الجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزء الخامس عشر..."لمـــــــــــــــــاذا رحلت..."
"..لينا.."
أخذت ابكي....ومهند يقول :
"لينا..."
قلت وأنا امسح دموعي:
" مهند...لا ترحل أرجوك...لم اعد استطع أن أواصل الطريق ...لا أريد أن ابقى لوحدي....أنا اكره الوحدة..."
:" أنا أسف....واعدك بان أبقى معك.."
ابتسمت وأنا انظر إليه....ولكن هل سيبقي معي إلى الأبد....
عندما عادت لجين في المساء...قالت باستغراب:
"لم تسافر.."
قال مهند:
"لا ولن أسافر...لقد قررت أن ابقى..."
"..عصام.."
بعد شهرين...**
كنت أدرس...و اعمل محامي لدى احد الشخص...كان العمل جيدا...وكان المال الذي أخذه مال كبير على اعمال صغيرة...
و مرت الأيام...وبعد سنتين وقعت في مشكلة بسبب عملي...وعرفت سبب المال الكثير الذي كان يعطيني الذي كنت اعمل لديه...
واكتشفت بأنه كان يعمل أعمال ممنوعة وأمسكت بي الشرطة..وأتهمتنى باني الفاعل مع أني برئ و لم أجد من يستمع لشكواي..
فحكمت المحكمة بسجني خمس سنوات....لم استطع أن استوعب كل شيء...
"..لجين.."
في خلال عملي تعرفت على احد الاشخاص...وطلب مني بان أتزوجه فقررت أن أتزوجه...
أخبرت مهند فوافق. ..وأقمت حفل زواج كبير......
"..مهند.."
بعد أن تزوجت لجين عرفت ان عصام قد وقع في مشكله حاولت أن أساعده ولكن وجدت بان القضية قد أحكمت عليه الوثاق.........
أخفيت عن لينا خبر أخيها.....
"..لينا..."
كنت أخاف من كل شيء أخاف أن افقد مهند مثل أبي وأخي وخالتي ولجين. ..أخاف بان أعيش لوحدي... مع نفسي...
وأخي لم اسمع صوته منذ أن سافر...كانت خالتي كانت تأتي بين فترة وفترة وكان زوجها يحب التنقل لأجل العمل...
كنت خارجه من غرفتي إلى الفناء..ولكن توقفت وأنا اسمع صوت مهند القاسي.. .
كان هذا أول مرة اسمعه بهذا الصوت كان يتحدث على الهاتف بغضب...ويتوعد...شخص اسمه مازن...لم استطع أن أتحرك من مكاني...
خرج وعندما راني قال:
"لينا ماذا تفعلين.."
قلت بتوتر بعد أن رأيت وجهه محمر من الغضب:
"مهند ماذا بك..."
ابتعد وهو يقول:
"لا شيء..."
منذ ذلك اليوم...كان يتحدث على الهاتف طوال الوقت...قال مهند في احد الايام بتردد:
"لينا...سأسافر.."
قلت بخوف:
"إلى أين..."
قال:
"إلى خارج البلد..لأني أواجه مشكله هناك"
صمت....أخذت أقول في نفسي...وأنا...قال:
"أنها يومان...وسأعود "
قلت بتردد:
"يومان...فقد يومان.."
:" نعم..واعدك بذلك.."
في اليوم التالي أخذت انظر إلى مهند وهو يلوح لي مودع...لم استطع أن أتماسك..
مرت اليومان بعجله ولكن مهند لم يعد..عندها أخذت ابكي..مع أن لجين وماري كانتا معي ومر أسبوع...
ومهند لم يعد عندها عرفت بأنه يكذب علي ولقد اخلف وعده...فتغيرت نفسيتي
...كنت أبقى في غرفتي ابكي..حتى شعرت ان روحي تريد أن تخرج....
فرفضت تناول الطعام أو ما يساعد على تسكين الغصة التي تسمرت في حلقي......
أخذت أرى في حلمي ..مهند ولجين وأبي وأخي....وجوه حزينة...ودموع تغرقني...
منذ ذلك اليوم شعرت باني حياتي قد انتهت....كنت امسح دموعي وأنا اكتب في مذكرتي..وأغلقتها..
ومعها أغلقت حياتي وأغمضت عيني..ودمعي على خدي...؟؟
"..مهند.."
كانت الشركة تمر بأصعب الظروف...وعندما سافرت لم أتوقع حجم هذا المشاكل...
مما اضطرني ان أبقى أسبوعان كنت اتصل على لجين ام لينا. كانت ترفض ان تتحدث معي..فأخذت أتحدث مع لجين..وماري..
وعندما عدت وجدت ان لينا في المشفى...
دخلت المشفى...وقفت وأنا انظر إلى لينا وهي نائمة وعندما رأيتها بهذا الهزل وجهه ذابل وجسدها نحيل وهزيل جدا...
جلست منهار مما رايته...قالت لينا بصوت خافت وهي مغمضه عينيها:
"أبي...."
قلت من دون شعور:
"أنا هنا..."
وهي تشد على يدي:
"لماذا تركتني يا أبي....لماذا رحلت تاركه جزء لا يعيش لا بك.."
: "لينا.... أنا مهند..."
فتحت عينيها وأخذت تنظر لي والدموع تنزل من عينيها:
"مهند يا أبي مسافر ولم يعد....."
: "لينا أنا عدت.."
وهي تزيح وجهها عني:
"لا أريد مهند يا أبي....انه خائن..."
وأخذت تبكي.....قلت وأنا ارتجف من الخوف:
"لينا ماذا بك...."
أخذت تبكي وهي تقول:
"أبي أريد أن أبقى لوحدي...اخرج...أرجوك...."
نهضت وأنا غير مستوعب......وكانت المفاجأة....
بعد أن أخبرتني الممرضة أن لينا صحتها ونفسيتها في خطر وانها مصابه بانهيار شديد....
عدت إلى لينا التي كانت هادئة قالت عندما رأتني:
"مهند....لماذا تركني....لماذا رحلت..."
:" أنا أسف..."
بصوت حزين:
"سئمت هذه الجمله..... مهند لما ذهبت..."
"لينا أرجوك كوني قويه...وتماسكي..."
وهي تزح عينيها عني: "...مهند....انتهت حياتي..لا جدوى من عيشي.."
: "أرجوك لا تقولي هذا الكلام..أنا لا استطيع أن استوعب ما حصل لك...ليتني لم اذهب...."
:" أرجوك لا تحزن علي...."
واستلقت بهدوء وهي تكمل:
"مهند....لا أريد أخي ...أتعرف من أريد...أبي...."
وأخذت تنظر إلى السقف الغرفه بنظرات حائرة وهي تكمل كلامها:
"أبي بانتظاري...."
وابتسمت ابتسامه باهته....وأغمضت عينيها..وهي تقول بصوت خافت:
"أريد أن أنائم........"
بعد أن اتصلت على لجين...قالت لجين وهي تجلس:
"مهند......."
قلت بعصبيه:
"لماذا لم تخبريني.. بان لينا في المشفي"
قالت لجين:
"لم أكن أتوقع ان تسوء حالها....لقد ظننتها مثل كل مرة..."
قلت :
"وأمي هل تعرف.."
قالت لجين :
"نعم...ولكنها قالت ستعود بعد يومان.."
"لجين أنا قلق عليها....بل أخاف أن اخسرها عندما أتيت كانت تهذي بكلام غير مجدي...سأنقلها إلى مشفى أفضل من هذا..."
بعد أن أعددت إجراءات نقلها...أخذت لينا تقول:
"مهند أرجوك لا أريد أن ذهب...أريد أن أعود إلى البيت...لا أريد أن ابقى هنا....."
أحسست بأنها ترتعش وهي تبكي...قلت:
"..أرجوك...اهدئي.."
قالت وهي تنظر لي بنظرات حزينة:
"...أرجوك لا تذهب وتركني هنا..أريد أن اخرج..أرجوك....أرجوك..."
صمت وأخذت انظر لي عينيها....التي كانت مملؤه بالدموع..ووجهها الباهت......قلت بعطف:
"...سابقي معك ولكن لابد أن أريد أن أتأكد بأنك بخير"
قالت وهي تحاول أن تتظاهر بأنها بخير:
"أنا بخير.. اطمئن" وأبعدت الغطاء عنها..وهي تكمل:
"واستطع أن امشي....فأرجوك دعنا نخرج من هنا....وان سائت حالتي سأعود..."
وابتسمت ابتسامه باهته...أخذت انظر لها...
في المنزل...كنت اشعر بخطواتها الحزينة...جلست وهي تقول:
"أرأيت أنا بخير...لا تقلق..."
قالت لجين:
"أذن أنا ذاهبة...إلى اللقاء..."
بعد أن خرجت لجين...قلت وأنا اجلس:
"...لينا أريد أن تشربي دوائك بانتظام..."
:"..مهند أنا بخير..ولست بحاجتها.."
قلت بإصرار:
"..من اجلي...حتى تتحسن حالك..."
أخذت تنظر لي ثم قالت:
"كم تشاء...."
في المساء..بعد ان دخلت لينا غرفتها...
أخذت أتحدث مع مازن على الهاتف...و بعد أن أغلق الهاتف...استوحاني...
كيس لينا الملقاء على المنضدة.. امسكت بالكيس...ومنه سقط دفتر..
نظرت إلى الدفتر جميل التى ينبعث منه رائحة جميله رائحة الياسمين. ..لا ادر ي لماذا أخذت اقرأه:
اليوم هو الخميس:
رحل مهند...أنا حزينة...لا استطيع أن اصدق أن مهند رحل.....
برحيله تغيرت معالم حياتي..اشعر بانقباض..في صدري. ..
تركني والوحدة...تحفر أثارها على جسدي.."
تركت المذكرة وأنا أشاهد ماري وهي تنزل من الدرج مسرعه وهي تقول:
"مهند لينا لا ادري ماذا أصابها..."
أسرعت الخطى إلى غرفة لينا...قلت بخوف:
"لينا...."
كانت تبكي وهي تصرخ وتنادي:
"عصام...... "
وصرخت بأعلى صوتها..وهي تقول:
"عصــــــــــــــــــــــام...... اتركوا عصام.....عصام......."
وانهارت على السرير ...ارتجفت ماذا أصابها...
حملتها..وعند الدرج فتحت عينيها وحركت زراعها وهي تقول:
"ابتعد عني...أين أنا..."
نظرت اليها وانا مازالت احملها:
"لينا.. أنا مهند.."
أخذت تحاول أن تتخلص من قبضتي وهي تقول:
"ماذا تفعل..."
قلت وان اشعر بانها لم تعد بوعيها:
"لينا.... ماذا بك"
قالت بخوف:
"مهند....أريد أن أرى أخي...وأخذت تبكي وهي تدفت راسها بكتفي قلت بقلق:
" أخيك سيعود..."
قالت بصوت خافت:
"وأبي...."
ألجمت الصدمة لسان ماذا حصل لها....قالت وهي تنظر لي:
" أريد أبي..لماذا تركني...."
شعرت باني مصعوق فقلت بتردد:
"لينا...."جلست وهي تقول:
"مهند....لماذا الكل يرحل ويتركني...
وخفضت رأسها وهي تبكي...جلست بجانبها وأنا أقول:
" أرجوك لم اعد احتمل أن أراك بهذا الحال..."
خرج صوتها من بين بكاها:
"لماذا الكل يرحل....أرجوك اخبرني....الكل ذهب ولا يريد أن يعود....لماذا؟؟.."
:"لينا..أرجوك اهدئي...."
كان شكلها يحطمني..وأنا أراها بهذا الشكل...نهضت ...قلت وأنا اتبعها:
"لينا..."
مشت بترنح..إلى غرفتها.... قلت بقلق:" هل أنتي بخير..."
لوهلة شعرت أنها ليست معي....جلست على طرف سرير وهي تقول:
"أنا متعبه...."
بعد أن أغلقت الباب نزلت إلى الأسفل...جلست...وأغمضت عيني....
أمسكت بمذكرة لينا وأنا اعرف بأنه ليس لي حق أن اقرها...
اليوم وهو الجمعة...
(أخي لم يتصل....أتمنى أن أراك......
لأنك عندما ذهبت يا أخي ذهبت أحلامي التي كنت احلم بها...)
استوقفتني...كلمات تنبض بالحزن:
(اشعر أن الحزن بدأ يخنقني...
أريد من ينقذني...أنا خائفة....)
قلبت بعض الوراق....
(أبي...لما رحلت....
أريد من يضمني ومن يهدأ خوفي...اشعر أن الخوف سيقتلني...
بدم بارد...)
قلبت بعض الأوراق وأنا اشعر بالقهر...
(لا أريد أن أتحدث مع مهند....أريد أن أعود.....
لحياة عشتها معه...)
استوقفتني:
(أتمنى أرجوحه فيها أبي يدفعني......أريد من يمسح دموعي...
التي أصبحت تغرقني.....في بحر ملئ بالحزن..أريد شاطئ أحس فيه بالأمن...
أبي لما تركني.....أريد جواب لكل تساؤلات........
منذ رحلت لا أرى سوء ضباب معتم لا أبصر فيه سوى دمعي الحزين وخفقان قلبي الجريح...."
أغلقت المذكرة بغضب....لماذا تركتها....لماذا..وأنزلت راسي...
في اليوم التالي....
فتحت عيني كنت مازلت على الأريكة نائم...تحركت وأنا اشعر بعضلات ظهري تؤلمني.....
قلت بخوف وأنا أرى لينا جالسه على الأرض بجانب الأريكة:
"لينا...رفعت رأسها وهي تقول بكل خوف:
"مهند...."
جثوت بجانبها وأنا أقول:
"لينا...."
أخذت تنظر لي لينا بعيون دامعة:
"أنا خائفة....يا مهند...أريد أبي...."
:" أرجوك توقفي عن هذا الطلب...ثم إني لم اعد استطع أن أراك بهذا الحزن.. ..أصبحت قلق عليك...."
:"..مهند هل أنت حقا قلق من اجلي..."
" نعم وبشده..."
"مهند....أبي......"
"نعم....قالت لي فيما كنت تمسح دموعها:
"أبي لماذا أخي لا يتصل...."
كانت تنظر لي بنظرات خاوية....أخذت انظر إلى لينا التي أصبحت بقايا من إنسان...
مع أن عمرها الصغير وملامح الطفولة بادية على وجهها...فقلت:
"لا تقلقي على أخيك....."
ابتسمت وهي تقول بغناء:
"أبي...أبي...."
شعرت عندها أن لينا لم تعد تلك الفتاة التي اعرفها....نهضت وأنا أقول:
"لينا أين دوائك..."
صمتت وابتعدت وهي تقول:
"لا أريده أنا اكره الدواء...يا أبي..."
توقفت وأنا اشعر بأني لم اعد بعقلي....اتصلت على لجين...
عندما أتت لجين قالت:
"...مهند لينا تحتاج إلى المشفى انها مريضه لم تعد بوعيها...."
عندها نظرت لي لينا بنظرات قاسيه:
"لا أريد أن اذهب إلى المشفي....:وأمسكت بكتفي وهي تغرس اظافرها فيها:
"مهند أرجوك لا ترحل...لا تركتني....لا أريد المشفى....لم اعد استطع أن احتمل....."
لينا أنا لن أتركك..."
وهي تبكي:"أريد معك.....أرجوك...لا أريد المشفى..."
لم اعد استطع أن أرى لينا بهذا الحال.... بدأت ركبتاي ترتجفان فتهاويت بطولي وعرضي على الأرض من شدة التعب...قالت لجين :
"مهند..."
"لينا أرجوك....."
أخذت لينا تبكي... وهي تتمسك بي طالبه مني بان لا اتركها قالت لجين بقلق:
"مهند هل أنت بخير..
.قلت بتعب وأنا انظر إلى عيني لجين:
"لجين....لينا...لم اعد استطع أن أراها بهذا الشكل... أنها تتحطم...أنها لم تعد بخير..."
لجين وهي تمسح دموعها:
"لينا تحتاج إلى المشفى...ابتعدت لينا وهي تقول بعصبيه:
"لا أريد..."
وأسرعت الخطى إلى الأعلى...نهضت وأنا ألحقها وأقول:
"لينا لن تذهبي...إلى أي مكان...الى اين تذهبي"
أخذت اطرق الباب وأنا أقول:
"لينا أرجوك افتح الباب.."
سمعت صوت بكائها الحزين...لم استطع أن احتمل...أخذت اطرق الباب وأنا أقول:
"لينا...أرجوك........أعدك بأنك لن تذهبي إلى أي مكان....لينا...."
سمعت صوت لجين وهي تهمس:
"مهند...."
لا اعرف لماذا كنت أتصرف هكذا...فتحت الباب وهي تقول:
"حقا لن اذهب الى المشفي..."
:"ولن تذهبي إلى أي مكان بما انك لا تريدين..ولكن أرجوك توقفي عن حزنك.. .من اجلي..."
وابتسمت...أخذت تنظر لي فأشرق وجهها وهي تقول:
"عدني بأنك لا تجعلني اذهب إلى المشفى.."
"أعدك..."
مضت عينيا لينا لبرهة واختفى ألمها في لحظه من الوقت وابتسمت....حضرت أمي...
وتحسنت حال لينا ولكن أمي لم يطل مكوثها وسافرت مع زوجها مرة أخر...لجين كان سكنها بعيد عنا...
كانت لينا ترفض الذهاب إلى المشفى...وبسبب جهدي في العمل...
وشجاري مع مازن..والمشاكل أصبت بإعياء والإرهاق...
ففضلت أن أعود إلى البيت بعد أن شعرت بالتعب يسري في جسدي.. ...قالت ماري:
"مهند هل تريد أن أجهز لك كوب من العصير..."
رفضت ذلك وصعدت إلى غرفتي..واستلقيت وانا اشعر بالتعب...قبل أن أغمض عيني تذكرت لينا...
ولكن أحسست بتثاقل في عيني ونمت...فتحت عيني....كان النور يشع في ألغرفه.. .
.نظرت الي الساعة كانت تشير إلى السابعة صباحا.. نهضت بعجله...وجلست وأنا أقول:
"لا اصدق ذلك هل نمت إلى هذا الوقت..."
كنت بالأمس عندما استلقت كانت تشير إلى السابعة مساء....خرجت من الغرفة...بعجله.....
توقفت أمام الباب غرفة لينا فأخذت اطرق الباب بهدوء ...ولكن لا مجيب.....ترددت وفتحت الباب وأنا أقول:
"لينا.."
...ولينتي لم أرى ما حطمني..إلى بقايا..
ارتعشت بل اهتزت يدي وتركت مقبض الباب وقدمت إلى الداخل وأنا اشعر بان حياتي قد انتهت...؟؟؟؟..................
انتهي
|