كاتب الموضوع :
hooomy
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم
ليه ما في ردود
......................
بس مع هذا بواصل الى النهايه
(...لينا...)
كنت قد خرجت مع خالتي...وفي الطريق...
سمعت رنين هاتف خالتي ..تغيرت ملامح خالتي..وأخذت تتحدث مع المتصل بصوت باكي ابتعدت عنها وأخذت انظر إلى المتجر...
وعندما أنهت حديثها...طلبت مني أن أعود إلى المنزل...وأعطتني مفتاح المنزل...
دخلت إلى المنزل وأنا أفكر ما الذي عكر مزاج خالتي عندما كانت تتحدث... أيمكن أن يكون المتصل هو عمي جاسر...ولكن كانت ستخبرنا بذلك.....
من المتصل؟؟..
ولماذا كانت خالتي سعيدة..؟؟؟
دخلت إلى غرفتي..
واستلقيت نظرت إلى الساعة كانت تشير إلى الواحدة والنصف ظهراً......
(..لجين..)
أخذت أتجول مع عصام أحسست بحرارة الشمس تضرب وجهي فقلت بتعب:
" لقد تعبت؟؟"
نظر لي كان وجهه محمر من حرارة الجو.. .فقال:
" أنا آسف لقد أتعبتك معي...ما رأيك بأن نعود إلى المنزل..عندها سأعود و أواصل البحث عن عمل.."
قلت:
" لا المنزل أصبح بعيدا....ما رأيك أن نشتري لنا عصير وأي شئ نأكله بعد ذلك... سأواصل البحث عن عمل لي.."
جلس عصام على مقعد تحت الشجرة وهو يقول:
"لجين هل ستعملين.."
قلت وأنا اجلس:
" نعم...لن أبقى من دون عمل..لابد أن نتعاون.."
" لجين هل تشعرين بالعطش مثلي.."
:" نعم.."
قال وهو ينهض:
" انتظريني هنا حتى أعود..."
بعد أن استرحنا قليلا... أخذنا نتجول....
طلبت من عصام ان ينتظرني عند محل لبيع أدوات الزينة بعد أن رأيت إعلان عن طلب موظفين...
دخلت وجدت المحل خالي ألا من أناس قليل..اقتربت من احد الموظفات وقلت بتردد:
"السلام عليكم.."
نظرت العاملة لي بشيء من الكبرياء وقالت وهي تنظر لي من الأعلى إلى الأسفل:
"مرحبا..؟"
قلت وأنا أشعر بالغضب من نظرتها التي وكأنها تستهزئ من مظهري:
"انتم تطلبون موظفون جديد...وأريد أن اعمل عندكم.."
قالت العاملة:
"تريدين أن تعملي... وما هي مؤهلاتك...؟؟"
ترددت وأخبرتها أني لا أملك دون الثانوية.." فقالت:
"وهل عملت في مكان آخر.."
:" لا.."
قالت العاملة وهي تنظر إلى وجهي
:"...أمم ما اسمك....."
قلت:
" لجين.."
:"اسم جميل على فتاة جميله.. انتظري من فضلك"
وذهبت وهي تنادي على المرأة آخرى...نظرت إلى جانبي..
وأنا اسمع صوت احد الفتيات وهي تتحدث مع صديقتها..كانوا أربع فتيات. .
مستحيل أنها منار..وسلمي...ورند..ومروج...أبعدت وجهي عنهم بسرعة...حتى لا يعرفونني ولكن سمعت منار وهي تقول بسخرية :
"غير مستحيل لجين جاسر...هنا"
قالت رند بسخرية:
"لجين ماذا تفعلين هنا..."
نظرت إلي منار وأنا أقول:
"..لا شيء.."
ولكن اقتربت الموظفة وهي تقول للمرأة التي أحضرتها معها:
"هاهي لجين..تريد أن تعمل هنا..لجين أعرفك على مديرة المحل..."
تجمدت وأنا أرى منار ورند ومروج وسلمي وعلامات السخرية واضحة في وجوههم...
سلمي وهي تضحك بسخرية:
"من كان سيتوقع أن لجين ذات العز والكبرياء ستعمل هنا.."
ابتسمت منار بسخرية وهي تكمل:
"كان من المتوقع أن ينتهي غرور لجين إلى القاع.. والحضيض"
وضحكن بصوت واحد....مما جعل الناس تتوقف وتنظر لي ... أحسست بالخجل والغضب فقالت العاملة وهي تتحدث مع الفتيات:
"ومن لجين.."
قالت مروج بصوت مستهتر :
"لجين جاسر أبنت أشهر التجار..
قاطعتها رند وهي تقول:
"لا لم تعد ألان أشهر بنات التجار...أكملت مروج كلامها بسخرية:
"بل أصبحت أسواء من بنات الفقر..."
خرجت وأنا أشعر باني لم اعد استطيع أن استمع إلى باقي حديثهم المؤلم...
أنا يحصل لي هذا....
وبدأت امشي ومازال صوت رند ومروج يدور في عقلي...
تحطمت أكثر وأنا اعرف بأن هذا الغنى الذي كنت أعيش فيه سيكون العقبة القاسية في حياتي..فامسك بي احد الأشخاص وهو ينادي علي...
(..عصام..)
كنت واقف أمام المتجر ورأيت لجين وهي تخرج من المحل وهي تبكي وتجري بعيد عني...لم افهم ما الذي حصل فلحقتها وأنا أناديها... قلت:
" لجين ماذا حدث.."
قالت لجين وهي تنظر لي بحزن والدموع تهطل من عينيها بسرعة:
" عصام ..أريد أن أعود إلى المنزل.."
قلت وأنا أشعر بالقهر:
"لجين لماذا تبكي..."
قالت:
" أريد أن أعود إلى المنزل..أرجوك.."
:"لجين...."
أخذت لجين تمشي وهي تبكي..
فلم استطيع أن أواصل. .
فأجلستها على مقعد وجلست وأنا أقول بصوت يائس:
"اخبريني ماذا حدث...لأني لم اعد استطيع أن اسمع صوت بكائك المؤلم.."
قالت وهي تمسح دموعها:
"... لماذا تغير حالنا...لماذا يحصل لنا هذا.."
فقلت وأنا اذكرها بالله:
" لجين هذا الكلام حرام..أنه اعتراض على قضاء الله..لجين نحن مسلمين..
وما أصابنا إلا ما شاء الله..الحمد الله نحن أفضل من غيرنا..
قد وهبنا الله نعم كثيرة نحن أصحاء...لم يحرمنا الله من نعمت أجسادنا...
فلا نكون ساخطين...ونفكر بالماضي وننسى المستقبل المشرق الذي مازال أمامنا..."
نظرت لي التي وكأن كلماتي أثرت فيها...فقالت بعد تفكير:
"...نعم..لقد أخطأت.."
نهضت وهي تبتسم :
" عصام أعدك باني.لن استسلم..وسأكافح في هذه الحياة.."
...نهضت وأنا أقول:
" كلنا..سنكافح لأجل أن نعيش... ولن نستسلم مهما حدث"
وابتسمنا...بسعادة.
(..لينا..)
في المساء استيقظت..
خرجت من غرفتي..
لم يعد احد إلى المنزل تعجبت أين لجين هل خرجت مع أخي...أيعقل...
أحسست بنيران تشتعل في صدري..
سمعت باب المنزل الفناء الخارج وهو ينفتح...
وسمعت صوت خالتي التي وكأنها تتحدث مع احد الأشخاص....ولكن ما هذا الصوت الغريب...
ومن هذا الشخص الذي تتحدث معه خالتي..وانفتح باب المنزل ولكن من هذا...
انه بالتأكيد الشخص الذي كان يتحدث مع خالتي على الهاتف ولكن لماذا ينظر لي كان فتى اكبر من أخي...
خفت منه لأنه نظر لي بشئ من الريبة..فدخل واندفع نحوي...وهو يقول بصوت متردد ومرتعش:
"ل....لجين.."
تراجعت..إلى الخلف أردت أن اصرخ ولكني لم استطيع.....
ارتجفت وأنا أحاول أن أتخلص منه..وسمعته وهو يقول:
"لجين..أختي.....أنا أخيك..مهند..لا تخافي مني...؟"
وسمعت صوته وهو يبكي حاولت أن أتخلص منه وأنا أقول بصوت خائف ومرتعش:
"أنا لست لجين...ابتعد عني..."د
خلت خالتي وهي تقول بعجله:
"مهند..."
ابتعد وهو يقول:
"من أنتي... أذن"
قالت خالتي:
" أنها لينا..أنا آسفة يا لينا.."
ارتميت في حضن خالتي وأنا ابكي بخوف من هذا الشخص.. الذي أخافني..
.ثم ماذا يقصد بأنه أخ لجين ..أيعني..ان لجين تملك أخ...
اسمه مهند ولكن أين كان يعيش طول هذا الفترة...
بعيد عن أمه سمعت صوته وهو يقول:
"أمي..ولكن أين لجين...؟؟"
قالت خالتي وهي تمسح على ظهري:
".. خرجت مع عصام.."
قال مهند:
"عصام....ومن عصام.."
قالت خالتي:
"مهند...أنا لم أخبرك ان عصام ولينا يعشون معنا وهم أبناء خالتك سناء....."
قال مهند:
"..خالتي سناء ولكنها أين هي.."
قالت خالتي:
"لقد توفيت..
"قال مهند بصوت هادئ:
"أنا آسف يا لينا..."
قالت خالتي:
"لينا..مهند لم يقصد ذلك.."
قلت بصوت خائف من دون أن انظر إليه:
"من هذا الشخص..."
قالت خالتي ودموعها تنزل من عينيها:
"انه مهند ولدي الكبير..."
قال مهند:
" لينا.... لم اقصد أخافتك..."
قالت خالتي وهي تمسح دموعها:
"مهند لقد اخفت لينا..ولا أريد منك أن تفعل مع لجين ذلك..لأنها تظن أنها لا تملك أخ...فدعني واضح الأمر لها قبل أن تتسرع...وتفزعها .."
ابتسم مهند وهو يقول:
"أمي...انه الشوق لكم بعد أن عرفت باني املك أخت..."
بكت خالتي....اقترب منها مهند وهو يقول:
"أمي يا نور حياتي..لقد اشتقت لك أكثر...سامحك الله يا أبي...لأنك فرقت بيننا."
كنت انظر إلى خالتي التي كانت تبكي..ومهند الذي كان يضم أمه بحنان...
(...مهند...)
كنت أتذكر شريط حياتي...الذي مضي وأنا بعيد عن أمي..20 سنه وأنا محروم من حنانها..كان عمري 4 سنوات عندما صحوت ذلك اليوم وسألت والدي:
".. أبي أين ذهبت أمي..."
قال أبي حينها:
" لقد ماتت...؟؟"
لم أعرف ما معناها في ذلك العمر فقلت بصوت باكي:
"..أبي.. أريد... أمي... أين ذهبت"
قال وهو يحملني:
"..ذهبت بعيد... يا مهند وقالت أنها تحبك ولكنها مريضه ولن تعود لنا...فلا تسال عنها.."
ذرفت الدموع الحارة على أمي...ودار في مخيلتي طيف أمي و شريط الذكريات الجميلة المحملة بأجمل اللحظات
وأسعد الأوقات التي عشتها معها.. .
بكيت في تلك الليلة كثير...
وبقيت ابكي مدة شهر...على أمي..أين ذهبت أريدها..لماذا رحلت..
ولكن أبي أخذني وسافرنا بعيد عن ديارنا..في بلاد غريبة في معالمها والناس.
.درست هناك.. واندمجت في هذا المجتمع وتعرفت على أصدقاء....
ولم أعود إلى بلادي منذ ذلك اليوم...20 سنه ونحن في بلاد لم تكون بلادنا....
أتقنت لغتها.. وأصبحت فرد من أرضها ..وعرفت كل المخارج فيها..
أبي كان يعمل في مركز مرموق...وأصبح وضعنا أفضل... ولكن ضل طيف أمي معي...مهما بعدت أو قربت...
(..سمر..)
لم يدم زواجي من رابح سوى أربع سنوات بعدها انفصلنا عن بعضنا بسبب كثرة الشجارات التي بيننا علي أمور تافه مع إني قد تزوجت رابح عن حب...
ولكن تحطم الحب في صخرة الواقع..وعندما تطلقنا..
أصر رابح على اخذ مهند مني..ورفض أن يحضره لي...
وسافر بعد شهر إلى خارج البلد..ولم اعرف أين ذهب .....
سافر واخذ مهند معه.. . حطمني ذلك لأني لم أرى مهند منذ ذلك اليوم .....
عشت مع أبي وأمي .والحزن يلفني.. ..
مهند شمعة فؤادي..لا أعرف أين هو...
وبعد مده ليست بطوله توفي والدي والدتي بحادث مؤلم بسبب تهور احد الأشخاص...
بعدها اضطرت أن أتزوج جاسر صديقي الذي درست معه..
وهو الشخص الذي كان يريد أن يتزوجني..قبل أن أتزوج رابح...
ومضت 20 سنه ومهند كان في قلبي عندما علمت قبل ثلاث سنوات بأن رابح قد رآه احد الأصدقاء....
عندها عرفت انه عندما أجد رابح سأجد ابني مهند...
ظللت ابحث واسأل عن أي شئ لكي يصل له...ولكني يئست ..
لأني كنت ابحث في حلقه فارغة..وهذا ما أحزنني جدا...
صعب أن يخذ جزء منك وتظل تبحث عن الجزء المفقود الذي اخذ منك..
ولكن يحطمك اليأس بعد فترة طويلة...وهذا ما كنت اشعر فيه..يئست... بأني لن أراه مرة أخرى...
ولكن حصل ما لم أتوقع حدوثه..
(...مهند...)
مع زحمه الحياة..مرض أبي..وسقط مما أقعده فترة في المستشفي...
وعندما أشعر بأنه سيموت اخبرني بكل شئ..
عن أمي أنها مازالت حية وهي متزوجة ..في غمرة المفاجأة..
غضبت بشدة لماذا كان يخفي عني ذلك عشرون سنه وهو يحرمني من أمي وأختي....
ولكن لماذا وسألته...قال بأنه كان قلق بان اتركه واذهب للعيش مع أمي..
خرجت من عنده وأنا غاضب...أذن لو لم يمرض كان سيخفي هذا الأمر عني.....
في اليوم التالي رجعت إلى أبي وأنا أقول في نفسي أبي وهو أمل حياتي لماذا لا اعذره أصبح ألان في أشد الحاجة لي..
وعندما فتحت الباب...بكى أبي..وهو يراني..اقتربت منه..فقال بصوت باكي:
"تعال يا ابني..أنا آسف.."
وضمني...وهو يبكي..كان هذا أول مرة أشاهد ابي وهو يبكي..فقال:
"مهند سامحني...لقد خفت بأنك غضبت مني..ولن أراك مرة أخر قبل أن أموت أنا احبك بشده..فسامحني يا ابني......
لأني اخفيت أمر أمك عنك.. لهذا أريد أن أصحح خطي..
هذا عنوان منزل أمك..وكل أرقام التي تخصها...سامحني.."
قلت وأنا اقبل رأسه:
" أنا أسامحك.."
لم يعش أبي بعدها إلا أسبوعان..وتوفي....
سافرت إلى بلادي..بعد غياب طال عشرون سنه من حياتي القاسية وطفولتي الباكية وفيها تجسدت ثوره شبابي الماضية وأنا بعيد عن أمي.....
عدت وأنا محمل بالفرحة باني سأرى أمي..
وعندما وصلت إلى المنزل الذي اخبرنا أبي بأني سأجد أمي وجدته خالي ...
وان القصر معروض بالبيع. ..أخذت اسأل عن من يعرف أين ذهب أصحاب القصر...
فأخذت رقم هاتف أمي..واتصلت عليها...أمي...
سمعت صوتها الجميل وهي ترد علي الهاتف لم اصدق نفسي..
شعرت باني في حلم...كنت خائف هل هذا هو صوت أمي.....فتعجلت وأنا أقول:
"هل أنتي سمر نعيم.."
قالت:
"...نعم أنا سمر نعيم..من أنت.."
قلت بتردد:
"مهند.....رابح.."
لم اسمع أي صوت من الطرف الثاني..قلقت هل حدث لها شئ فقلت بترقب :
".....أمم.....أمي..."
سمعت صوت بكاها...فاقنت بأنه أمي فقلت بعجله:
"أمي أين أنتي أنا هنا أمامي القصر"
قالت أمي بصوت مرتعش:
"....أنا أتيه أليك..."
انتظرت أمي أمام البيت..ولمحت سيارة وهي تقترب...نزلت من سيارتي......
وقفت السيارة ونزلت منها امرأة متوسط العمر.انه طيف أمي..فاقتربت وأنا أقول:
"أمي.."
أقبلت أمي لي وضمتني وهي تقول:
"مهند صغيري...."
غصت في حنايا أمي..ومع أنا أصبحت اكبر منها وأضخم منها و بكيت وأنا أشم رائحة أمي التي لم يتغير عبقها ورائحتها ..
كنت أضم أمي بقوة.. لكي اروي سنوات من حرماني منها فأخذت اقبلها على رأسها ويدها.......
وتذكرت حينها صغري..وحرماني منها.. ولكم احتجتها....ولكم تمنيت أنها معي..سامحك الله يا أبي..
(...سمر...)
عندما نزلت من السيارة كنت خائفة باني لن أجد مهند..
ورأيت شخص ينزل من السيارة وهو ينظر لي كان أكبر من عصام..وكبير الجسم..
وشعره بني الون..وابيض البشرة مثل لجين..
أيعقل بأنه مهند ورأيته وهو يقترب مني و يقول:
"....أمي..."
عندها أيقنت بأنه مهند ابني وسعادتي..
فأقبلت نحوه وأنا اطفي شوق عشرون سنه..وبكيت وأنا أضمي شمعة فؤادي وفرحتي ......
ظللت أضمه..حتى أحسست أن الجزء مفقود عاد لي.......
وأشرقت شمس حياتي بقدوم ابني عندها عدنا إلى المنزل..
(..لينا..)
مسحت دمعاتي..بعد أن أخبرتني خالتي بقصتها.
.أذن الحزن الذي كان يعمر وجه خالتي لأجل مهند....قلت:
"..خالتي لماذا لم تخبرينا.."
خالتي وهي تمسح رأس مهند الذي كان جالس بجانبها:
"خفت ان لان أره مرة أخر..فحاولت أن اخفي هذا الأمر عنكم..لأنه كان سيؤلمني.. أكثر.."
سمعت باب الفناء ينفتح وقفت خالتي وهي تقول:
"أنها لجين.
قال مهند وهو يقف:
"أختي.."
أمسكت خالتي بقميص مهند وهي تقول:
"....مهند تمهل حتى اخبرها..بأنها تملك أخ.."
انفتح الباب دخلت لجين وخلفها عصام.... وهي تتحدث مع عصام وتبتسم..قالت:
" مرحبا..."
قال أخي وهو يغلق الباب:
" خالتي من هذا الضيف.."
قالت خالتي بصوت مرتعش:
" انه مهند...؟"
قالت لجين:
" مرحبا بك.."
مهند بصوت مرتجف:
"..لجين..."
جلست خالتي وهي تقول:
"لجين تعالي..."
أقبلت لجين وجلست بجانب أمها..وقالت بتردد:
"..أمي ماذا بك.."
أخبرتها خالتي القصة..
لجين من الصدمة لم تستطع أن تبعد نظرها عن مهند...
عصام تهالك على المقعد وهو غير مستوعب....
(...لجين..)
أخذت ابكي..بشده..أيعقل بعد هذه الفترة يظهر لي أخي..
وأنا التي كنت أظن بأني وحيده..بكيت.....وبكيت.....
حتى أحسست بأنه لم أعد املك دموع.. .......أصبح لدي أخ مثل لينا...شعرت بالسعادة تغمرني..
بعد أسبوعان منذ ذلك اليوم...
سافر مهند ووعد أمي بأنه سيعود بعد ينهي بعض الأمور المهمة.....
آخر مكالمة له قال بأنه سيتأخر مدة أسبوعان لكي ينهي بعض أوراق أبيه...
عاد مهند...وعادت معها السعادة...قال مهند:
"أمي...سنترك هذا البيت..لقد اشتريت منزل أفضل من هذا البيت..."
كانت المفاجأة سننتقل إلى بيت جديد..
وذهبنا إلى المنزل لكي نراه..
.كان بيت جميل وكبير وكان يوجد فيه حديقة تحيط بالمنزل ومسبح شكله جميل وعاد الثراء ألينا عدت إلى جامعتي..
وتحسنت حالنا الأصدقاء بعد أن عرفوا بأنه عاد لنا الثراء...بدأ يتوافدون علينا...
كرهت نفاقهم وكذبهم وخداعهم وأصبحت لا أجتمع معهم..
لأنهم لم يكون أصدقاء بل مخادعين. .أما أبي لم يعود حتى ألان...
حزنت في غمرة فرحتي وأنا أرى صورة أبي..
(..عصام...)
بعد أن انتقلنا إلى هنا لم أتخلى عن البحث عن وظيفة..كان الفقر الذي عانيته مدة تسع أشهر..درس لي..هو أن لا أعتمد على احد..مهند كان يتجنبني..
ولا يتحدث معي كثيرا....
نزلت من الدرج ورأيت لجين وهي تبكي..وتنظر إلى صورة تحملها في يدها اقتربت منها وأنا أقول:
"لجين.."
قالت وهي تنظر لي:
" عصام...أنها صورة أبي.."
جلست وأنا أقول:
"سيعود..."
قالت والدموع تنزل من عينيها:
" أنا خائفة أن حدث له مكروه..؟"
قلت:
" لا تفكري هكذا.."
قالت بحزن:
" عصام أنا أحتاج إلى أبي ..أتمنى أن اسمع صوته ولو للحظه أن الشوق يحرق ضلوعي كلما تذكرت أنني لا أعرف أين هو؟.."
وأخذت تبكي ... أخذت أنظر إليها.....
تسع أشهر والدموع لم تتوقف من عينيها...
.تبا لعمي كيف لا يراعي مشاعر أبنته ونهضت..لماذا لم يرحم خالتي ولجين ..
أريد أن اخرج حتى لا أرى لجين وهي تبكي....قالت لجين وهي تنهض:
" عصام أنا آسفة...لقد أزعجتك أعذرني.."
ومشت وهي تبكي قلت:
"لجين..أنت تعرفين أنك لا تزعجيني....ولكني غاضب من أبيك لأنه تجاهلك أنتي وخالتي...وهذا ما يزعجنا.."
قالت وهي تمسح دموعها:
" عصام..أنت...."
و نظرت إلى خلف كتفي وأحمر وجه وابتعدت..
استغربت منها ونظرت خلفي وعرفت ما هو الذي جعلها لم تكمل حديثه
ا كان مهند واقف وهو مستند على طاوله التي بجانبه..
كان ينظر إلى لجين وهي تصعد على الدرج...مشى وهو ينظر لي ومر من بجانبي قلت:
"مرحبا.."
قال بغير مبالاة:
"اهلا.."
وصعد على الدرج وهو ينادي على الخادمة التى تعمل في المنزل...
خرجت من الباب وأنا أسمع مهند وهو يطلب من ماري أن تحضر له كوب من العصير...
وأغلقت الباب خلفي بهدوء....
(..لينا..)
خرجت من غرفتي.. كانت غرفتي أنا ولجين وخالتي في قسم مخصص لنا فتحت الباب الذي يطل على الدرج..
وقفت وأنا وأنظر إلى أمامي كان مهند واقف ويتحدث مع ماري...
وجدت عيني بلا شعور تقع عليه كان يعطيني ظهره وكتفاه عريضتان ومظهرة غاية في الأناقة وشعره مقصوص بعناية.....
خفضت عيني و رفعتها فإذا هو يلتفت لي ....أحسست بالخجل منه فأنزلت راسي بسرعة قال مهند:
"لينا..أين أمي"
تلعثمت لم أعرف ماذا أقول ضاع كل شيء في عقلي قال مهند:
"لينا هل تسمعيني..؟"
قلت وأنا أنظر له:
"نعم..خالتي...أممم....أظنها قد خرجت...لا.. عادت....قاطعني مهند وهو يقول:
"هل هي موجودة أم لا .."
قلت بعجلة:
"نعم موجودة..."
:"نائمة.."
قلت بخجل:
"..نعم.."
أبتسم بسخرية أحسست بالخجل لا بالقهر...
كان ينظر لي شئ من السخرية. .
وكأني فتاة غبية لا أعرف أتحدث فعضضت شفتي بقسوة وابتعدت عنه وأنا أحس أن دموعي ستخونني أن بقيت واقفة أمامه...
فقال بصوته الهادئ:
"لينا"
سمعت صوته كنت قد أصبحت في الدرج لم أريد أن أتوقف ولكن قدمي توقفتا وكأنها انجذبت إلى الأرض بقوة قال مهند وصوته يأتي من بعيد:
"لينا."
لم أشأ أن أنظر له أو أتحدث معه..لأني كنت اسمع صوته وكأنه يسخر بي...قال مهند وأنا أسمع خطواته:
"لينا هل نزلتي إلى الأسفل .."
خفت أن يتبعني قلت بصوت مرتعش:
"مهند..ماذا... تريد.."
توقف في أعلى الدرج والابتسامة مازالت تبرق في زاوية فمه وقال بسخرية جعلتني أتحطم:
"لينا...هل أنتي متأكدة أنك تسمعين جيدا..."
قلت بصوت مرتعش وأنا حاول أن لا أبكي:
"...نعم.."
اخذ ينظر لي بنظرات أخذت تلسع وجهي كان ينظر لي بأشمزاز ومازالت الابتسامة تعلو وجه...
أبعدت نظري عنه وأخذت أنزل على الدرج بسرعة..ودموعي تسابقني...
خرجت إلى الفناء وأنا أحس باني..لا شيء..أمامه.....
وعادت المشاعر التي حاولت أن أتناساها أني فتاة لست قوية بل محطمة من الداخل مهما حاولت أن أنسى أني فتاة يتيمة ووحيدة..
من دون احد أن يعلم ما بي نفسي من انكسار وحزن...
مهند بنظراته المليئة بالسخرية حطم في لحظه ما بنيته في نفسي من ثبات..
وجلست على ركبتي وأنا أحس أن دموعي أصبحت تؤلمني وقلبي ينزف الم وحزن.............
(..عصام...)
عدت إلى المنزل في المساء بعد أن وجدت وظيفة بمرتب ضئيل..ولكني قبلت العمل...
لكي أعيل نفسي على دراستي في الجامعة...صعدت إلى غرفتي..ونمت...وأنا اشعر بالإرهاق..
في الصباح استيقظت قبل شروق الشمس وخرجت إلى أول يوم لي في العمل...
كنا مازلنا في أيام الأجازة ....
أخذت اعمل بجد كنت لا أعود إلى البيت إلى مع المساء..
وأنام وأنا لم أكل من شدة التعب..
(..لينا..)
أصبح اخي..لا يتحدث معي..يذهب قبل شروق الشمس ولا يعود إلا في المساء..
طلبت منه أن لا يعمل بعد أن تحسنت حالنا ولكنه رفض..
وقال أنه سيعمل ويدرس...لجين كانت سعيدة مع أخيها...
مع أنها كنت بعض في الأيام أرى دمعتها على عينيها وكنت اعرف أنها تشتاق إلى أبيها..
كنت أخاف من مهند بأن يسخر مني فكنت لا اجلس في مكان وهو فيه حتى لا يسخر مني ......
توقفت عن التفكير وأنا اسمع مهند وهو يناديني جفلت وأنا أراه أمامي..قال مهند:
"لينا أين كنت....لم تسمعيني عندما كنت أناديك.."
قلت بتردد وأنا أشعر باني قد تجمدت في مكاني:
"أنا آسفة لم أسمعك...كنت أفكر.."
جلس بجانبي وهو يقول بصوت ساخر:
" بما كنت تفكرين أخبريني......؟"
قلت وأنا مازلت مترددة:
"لا شي..."
حاولت أنا انهض..ولكني لم استطع لأنه امسك بيدي وهو يقول:
"لينا أين تريدين أن تذهبي..."
احمر وجهي كيف له أن يمسك بيدي..دون احترام المشاعر..فقلت بخوف:
" اتركني..".
.مهند والذي وكأنه أعجبه الوضع..بعد أن عرف بأني خائفة منه....
ترك يدي ونهض وهو يقول:
"لينا ماذا بك.."
ارتعشت وأنا اسمع صوته الساخر وهو قريب مني ...لم أستطع أن أذهب لأنه كان واقف إمامي ...خفت منه..
لا أريده أن يقف إمامي..ولا أريده أن يتحدث معي..قلت وأنا أرفع راسي لكي أرى تعبيروجه:
"مهند ابتعد عن طريقي...دعني لشأني..."
وترقرقت دموعي بعد أن رأيته وهو ينظر لي بشي من الكبرياء والسخرية حطمتني تلك النظرة وتلك الابتسامة
التي جعلتني في مهب الرياح قلت بصوت مرتعش:
"...أريد...أن...اذهب.."
قال بسخرية واضحة:"
لماذا"
قلت بصوت مرتجف:
"أريد.... أن.... اذهب"
قال بصوته الساخر:
"أنا لا أمنعك...اذهبي أن أردت..."
وجلس وهو يبتسم.. مشيت وأنا اخفي دمعات قبل أن يراها ...
وسمعت ضحكته وأنا اصعد على الدرج عندها انفجرت بالبكاء وركضت إلى غرفتي استطعت سماعه وهو يضحك بعد أن أغلقت الباب
دفنت راسي في الوسادة وأخذت ابكي وأنا أحس بالألم على كل شيء من أخي لأنه لم يعد يهتم بي ومن خالتي لأنها أصبحت مشغولة بنفسها..
ولجين التي سعادتها تبلغ العنان بحضور أخيها المغرور الذي أصبح كل ما رآني يحطمني بسخريته...
أخذت ابكي..بألم والهم في قلبي يكبر والخوف يخنقني أكثر..فأكثر....
عندها عرفت اني فتاة ضعيفة وخائفة وأن الحزن وهو الذي سيحطمني..؟؟
(...لجين..)
عدت من إلى البيت بعد أن ذهبت مع أمي..كانت لينا قد رفضت أن تذهب معنا دخلت إلى المنزل.....
.وجلست بجانب اخي وأنا أتحدث معه...
بعد فترة دخل عصام كان التعب أصبح ظاهر في وجهه..كنت جالسه في الجلوس أتفحص المجلة بعد أن صعد مهند إلى غرفته..قلت:
" عصام.."
قال بصوت متعب:
"أهلا لجين"
قلت:
"هل أنت جائع.."
قال وهو يمشي:
" لا.. ...شكرا لك "
قلت وأنا اتبعه:
" عصام لماذا تتعب نفسك"
قال وهو يبتسم بإرهاق:
"أنا لا اتعب نفسي...لجين هل لينا في غرفتها "
قلت:
" نعم.."
صعد إلى الأعلى وهو يقول:
"سأذهب لكي أراها...."
قلت وأنا اتبعه:
"أنها بخير...ولكنه قد رفضت أن تذهب معنا إلى السوق قالت بأنها تشعر ببعض الإرهاق...."
قال بقلق:
"ومتى قالت ذلك..؟"
قلت وأنا افتح باب:
" في الصباح عندما طلبت منها أن تذهب معنا أنا وأمي..."
دخلت إلى الداخل و عصام يقول بصوت خافت:
"..أرجو أن تكون بخير..."
أخذت أتحدث معه حتى وصلت إلى باب غرفة لينا..
(...لينا..)
كنت جالسه وأنا انظر من النافذة إلى زرقة الماء الذي في المسبح وسمعت أحدهم يطرق على الباب فقلت:
"من الطارق..؟"
فتح الباب وهو يقول:
" عصام.."
أسرعت له وارتميت في حضن أخي..كنت قد اشتقت له...
(...عصام..)
فتحت الباب وعندما نظرت إلى لينا التي كانت واقفة أمام النافذة أسرعت لي..
مسحت على شعلاها...وأنا مستغرب منها ...لماذا كانت تفعل ذلك قلت وأنا أبعدها مني:
"لينا ماذا بك.."
قالت والابتسامه تعلوا محياها الجميل:
"أخي لقد اشتقت لك.."
قلت وأنا اجلس على الأريكة:
" لينا دعك من هذه التصرفات... واخبريني ماذا فعلت اليوم.."
قالت بحزن:
"لا شي..."
قلت بغضب وأنا اشعر بأن ليس لها هدف:
"اختى لا أريد منك أن تجلسي هكذا من دون ان تفعل شئ..
أريد منك أن تخرجي..وتذهب مع لجين أن هي طلبت منك ذلك و مع خالتي...
لا أريد أن تبقي من دون أن تفعلي شئ...أخبرتني لجين بأنك رفضت أن تذهب معهم.....
لماذا لم تخرجي..ثم أني أراك بخير"
لوهلة ضلت تنظر لي وكأنها غير مصدقه باني أتحدث معها هكذا...
كنت أريد منها أن تعرف أني لن أبقى معها دائما..اكملت بصوت حنون:
"لينا أنا لن أبقى دائم معك...أريد منك أن تفجري مكنون نفسك وتتعرفي على بعض جوانب شخصيتك غدا ستصبحين شابة وأنا سأصبح كبير..
عندها يمكن أن نفترق فلا أريد أن تبقى صغيره بتفكيرك.....
أنا لا أمرك أن تنسيني... وأنا لن أنساك ولكن الظروف لن تدوم أن نبقي معنا.."
ونهضت وأنا اقبل نحوها ومسحت على رأسها وأنا أقول:"لينا لا تغضبي مني....."
صمتت لينا...وكأنها تفكير في كلامي فقلت وأنا اخرج :
"تصبحين على خير.."
وأغلقت الباب خلفي بهدوء..وأنا أقول في نفسي أرجو أن تفهمي ذلك..
(..لينا..)
وقفت وأنا اشعر بالحزن يحطمني....أخي لا يريدني..
جلست وأنا أجمع نفسي وأنزلت رأسي وأخذت اشهق وأبكي بحسرة..
أريد أخي..فقط اريد اخي ....أريد أن أبقى صغيره..لا أريد أن أكون كبيره...
أنا محتاجة لأخي لماذا يذهب ويرحل..وأخذت ابكي بصمت مؤلم....
وهذا الذي حطمني كنت اخفي مشاعر في نفسي..واكبت دمعي في عيني..
.واخفي المي في صدري وأخذت اهتز وأنا ابكي..
وأتذكر السنوات التي مضت من حياتي..عندما كنت صغيره...وتمنيت عندها باني مازالت صغيرة....
ولم اكبر يوماً....
(..عصام..)
دخلت إلى غرفتي شعرت بأني كنت قاس مع لينا..
ولكني لم اعرف كيف اخبرها بأنها لم تعد صغيره تسعد بلقائي وتخاف عندما لا أكون موجود...
أريد منها أن لا تبقى تلك الفتاه التي تنتظرني كلما دخلت من الباب...أنها ألان أصبحت كبيرة ومسئوله عن نفسها...
واستلقيت على السرير وأنا اشعر بالتعب والإرهاق الذي كان ينتشر في جميع أجزاء جسمي..
كنت مازلت غاضب من العمل...بعد أن تشاجرت مع احد العاملين فيه....وأغمضت عيني وأنا اشعر بالجوع يعصر معدتي وغلبني النوم...
*بعد أسبوعان **
من ذلك اليوم خرجت من الوظيفة وبحثت عن عمل أخر كانت الجامعة قد أصبحت على الأبواب...
دخلت إلى المنزل وأنا أشعر بالضجر.. وجدت مهند واقف أمامي فقلت:
" السلام عليكم.."
قال مهند:
" وعليكم السلام عصام أريد أن أتحدث معك"
جلست و مهند يقول:
" عصام كيف العمل معك.."
قلت بضجر:
" لم اعد اعمل.."..عندها قال:
" أنا لا اقصد شيء من حديثي... ولكن أنت تعلم بالظروف التي تحيط بنا..أنا ابذل جهدي من أجل أن تعيش أمي ولجين ولينا أختك في رفاهية..ولكن الحال كم تعلم..."
دخلت إلى غرفتي وأنا اشعر بالمهانة كان مهند يقصد من كلامه بأنه غير مسئول عني..
وانه لا يفضل بقائي في المنزل من دون أن اعمل و أعيل نفسي....لم نعد أنا ومهند من ذلك اليوم نتفق..أصبحنا نتشاجر على كل شيء تافه..
بعد اسبوع منذ ذلك اليوم...وفي الظهيرة...
جلست وأنا أشعر بالغضب بعد أن حدثت مشاجرة عنيفة دخلت على أثرها خالتي عندها خرج مهند وهو يقول:
" أنا خارج "
جلست بجانبي خالتي وهي تقول:
" مهند لا يقصد من حديثه شيء..." قلت بإصرار:
"خالتي لقد قررت أن أسافر.."
بعد أن بحثت عن عمل هنا...ولكن كان فرص العمل قليله جدا هنا...
قالت باستغراب:
"إلي أين؟؟"
قلت وأنا اسند رأسي على الأريكة:
"إلى أي مكان..."
قالت بصوت باكي:
" عصام لا تغضب من مهند.."
قلت بصوت هادئ:
"خالتي أنا لست غاضب منه.. ولكنه صادق بالكاد يتعب من أجلكم سأسافر لكي ابحث عن عمل وادرس عندها سأبذل كل مجهودي..وسأعود إليكم.."
قالت:
" عصام...."
ونهضت وهي تكمل:
"انتظرني سأحضر لك شئ يخصك.."
بعد لحظات عادت خالتي وهي تحمل بعض الأوراق في يدها وجلست وهي تقول:
"عصام كنت احتفظ لك هذا ولكن بما انك في حاجه إلى مال وحان وقته...
خذا هذا...أنها كل ما استطيع أن أساعدك أنها ملكك؟؟؟"
أخذت الظرف وفتحته؟..مستحيل انه وثيقه منزل أبي..
قالت خالتي:
"...وهذا المبلغ لك انه قليل ولكن هذا الذي تركه لك أبيك تستطيع أن تنتقل وتعمل وتدرس...حتى تتحسن حالك..."
قالت بتردد:
"....ولكن لينا...لا..قطعتنا خالتي وهي تقول:
" لينا أمانه عندي.....وهي ابنتي..فلا تخشى عليها..."
أمسكت الظرف بقوة ونهضت وأنا اقبل رأسها..قالت خالتي بصوت باكي:
" كنت أريد منك أن تبقى ولا ترحل بعيد عني .."
وضمتني وهي تبكي....أغمضت عيني...وأنا أشم رائحة أمي في خالتي....
*بعد أسبوع...**
احترت كيف اخبر لينا اني أريد أن أسافر..حتى تجرأت عندما وجدها جالسة أمام المسبح وهي تنظر إلى الماء...قلت وأنا اقترب:
" لينا.."
أشرق وجهي لينا وهي تنظر لي قلت وأنا اجلس بجانبها:
" لينا ماذا تفعلين...."
قالت وهي تبتسم:
"لا شيء... عصام ماذا بك.."
صمت وأنا انظر إلى عين لينا...قالت وهي تهز كتفي:
" اخي اخبرني ماذا يجول في فكرك...."
قلت بعجله:
"لينا أريد أن ارحل..؟؟"
أخذت تنظر لي و كأنها لم تتوقع ذلك...تغيرت ملامحها ...إلى السوء وتركت كتفي.. ..
ووضعت يدها على صدرها وهي تقول بكل آسى:
" وأنا.."
قلت وأنا امسح على شعرها:
" ستبقين هنا.."
قالت وهي تهز رأسها بالنفي:
" عصام إلا هذا.....أرجوك ...لا ترحل... وتتركني؟"
قلت وأنا أحاول أن اجعل الموضوع غير مهم وليس بهذا الدرجة التي تتصوره:
" لا تخافي....ثم أنا سأعود إليك.....لقد أخبرتك ذلك اليوم بان الظروف ستباعد بيننا..وأنا لن أنساك أبدا.."
لينا لم تهتم بكل ما قلته فقالت وهي تمسك بكتفي:
"أريد أن اذهب معك.."
قلت وأنا امسك بيدها:
"لينا..لا استطيع أن أخذك معي..سأذهب لكي ابحث عن عمل لا نزهه...فأرجوك تفهمي ذلك"
تركت كتفي وابتعدت عني..وهي تقول بصوت حزين:
"أنت لا تحبني..."
واخفت وجهها..وهي تدخل إلى المنزل أغمضت عيني وأنا أحس بالقهر...
"..لينا.."
صعدت الدرج وأنا ابكي...ارتميت على سريري وأخفيت وجهي في الوسادة... ع
صام يرحل...وأنا....... شعرت كمن يستيقظ من حلم جميل ليجد نفسه فجأة أمام واقع أليم.... لماذا خان الوعد وبكيت.....
"..لجين.."
كنت جالسه في غرفة الجلوس عندما رأيت عصام وهو يصعد الدرج بكسل قلت:
".. عصام.."
لم يكن يستمع لي قلت بصوت مرتفع:
".. عصام.."
نظر لي فقلت:
" هل ستسافر غدا.."
قال وهو يخرج زفر من صدره:
" نعم"
قلت وأنا اشعر أنه حزين:
" لا تقلق على لينا.."
قال وهو يجلس:
" لينا لم تتقبل سفري ليتها مثلك.."
قلت وأنا اجلس:
" لينا مازالت صغيرة.."
قال:
"لجين دعك من هذا الكلام ثم أنها قد أصبحت كبيره..عمرها 16 سنه أنها ليست صغيره تعرف معنى أني لن اتركها...واني اعمل من اجلها..
لما تتصرف وكأنها مازالت طفله وكأني لا أحبها.."
قلت وأنا أحاول أن اخبره بأنها في الحقيقة مازالت طفله في مشاعرها:
" لينا فتاة مكسورة الخاطر...وأنت كل ما تبقى لها في الوجود فأرفق عليها."
قال:
"أنا اعرف ولكني مضطر....وأريد أن أسافر..."
:"ولكن لا تقلق عليها ستكون محط اهتمامي فكن مرتاح البال..."
قال وهو ينظر لي:
"لجين... أنا لن انسي لك هذا المعروف ابد".
.أحسست بالخجل منه وأنزلت راسي ......
,,,,
من مذكرات لينا...
اتمني باني صغيرة...ولم اعرف الطريق نحو المستقبل..
لماذا يرحل اخي في وقت انا في امس الحاجه له...
الى من يتركني....الى الحزن ام الى اليتم...
كيف يخرج من روحي وانا الذي الا يستطيع ان يعيش بعيد عنه...الدمع اصبح يغرق عيني....
***
من مذكرات لجين...
اخي انت نور حياتي..
لكم تمنيت بان يصبح لي اخي...
اخي انت رفيقي وصديقي وابي وامي...
.وكل شيء انت معالم حياتي يا اخي....
احبك من كل قلبي...
***
ارجوا منكم التفاعل
مشكورين
|