كاتب الموضوع :
hooomy
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم...
اسف على التاخير...
واعذروني...
ولكم تكمله بسيطه ...
(.....لجين...)
دخلت إلى غرفتي وأنا أشعر بالحزن والدموع في عيني جلست على طرف السرير انكمشت على بعضي وأنا أضم ساقي دسست رأسي بينهما لكي أحس بأن احد يضمني و بكيت بحزن :
"لماذا يا لينا...تفعلين بي هكذا...ليتني املك أخا مثلك ...منذ صغري وأنا وحيدة لا احد يهتم بي ولا يسأل عني الكل يهتم بنفسه...أبي لم يكن جزء هام من حياتي ... وهو خارج الصورة دائما...انه إنسان طيب هادئ ...ومشغول دائما... لا يتكلم إلا نادر ...ولا يهتم بأي شيء في المنزل..لا يهتم أبداً... وأمي تحبني..ولكنها تضع رعايتي إلى الخدم... وتسهر مع صديقتها...وتحب الإسفار.. لا احد يلعب معي.... كم أحس بالحزن وأنا أرى لينا وهي تضحك مع عصام عندما يحملها....أريد احد يهتم بي يرعاني ويحبني.
(....عصام....)
أخذت انظر الكتاب بغير اهتمام....لماذا فعلت ذلك لينا....ونظرت إليها كانت تأكل الحلوى وهي تبتسم بسعادة..ونظرت إلى الباب الذي خرجت منه لجين..مسكينة لا احد يهتم بها....عندما تتحدث معي أحس أنها وحيدة وحزينة مع أنها تملك كل شئ...لا... ونظرت إلى لينا.. ومن يهتم بها.... لينا هي الفتاه الوحيدة التي لابد أن يكون تركيزي عليها....وجل اهتمامي بها...
بعد سنة...
أصبحت ادرس في مدرسة لم أحلم أني سأدخلها... قال الطبيب عن لينا بأنها ستعود لتتحدث مع مرور الأيام....وأصبحت تدرس وهي ولجين في مدرسه واحدة مع أن لينا كانت تغضب من لجين وترفض اللعب معها.... ولم افهم سبب ذلك...عدت من المدرسة وأنا أحس بالإرهاق والتعب دخلت إلى لغرفتي بعد أن أعطيت الحلوى لينا...جلست على الأريكة وأنا أحس برأسي وهو يلمني استلقيت لعل ذلك يخفف الصداع ...وأغمضت عيني وأنا أحس بآلام في كل جزء من جسمي...
(.....لينا....)
نظرت إلى أخي كان العرق يملأ وجه خفت عليه نهضت وأنا اقترب منه وأحس بالخوف عليه نظرت إلى وجهه كان يتألم وتنفسه قوي وكأن روحه تريد أن تخرج منه....تذكرت عندها أبي ...أخي هل سيرحل وأنا...لمن سأبقي....هززت أخي كنت أريد أن يخبرني ما الذي به....ولكنه لم يستجيب لي كان وجها محمر وخده حارة أمسكت بوجه وأخذت أحاول أن أوقظه...كنت أريد منه أن لا يرحل ويتركني لوحدي حاولت أن اصرخ حتى يأتي احد لمساعدتي ولكن لم استطيع أن اصرخ ...حاولت أن أنادي عليه ولكن لم يخرج صوت من فمي.. أخذت أهزه بقوة ولكن كان لا يستجيب لي تنفسه أصبح ضعيف بالكاد اسمعه ارتميت على صدره طالبه منه بان لا يتركني.........فخرجت صرختي..دوت داخل أعماقي..وهزت وجداني.. وأشعلت نار الحزن في فؤادي......
(...عصام....)
ما هذا الدوار الذي أحس به...منذ البارحة وأنا أشعر بأني مريض ... رأسي يألمني بقوة...بدأت أرى صور من الماضي الجميل تأتي من عقلي... أرى وجه أبي وهو يبتسم...وأمي وهي تحمل لينا...وأنا احمل لينا على يدي....وأرى وجه لينا والسعادة تملأ وجهها ... ولكن صورة أبي وأمي اختفت واظلم كل شئ إلا من وجه لينا ....الذي كان حزين.. .وتعيس....وسمعت صوتها وهي تناديني من مكان بعيد... وانقشع الظلام وسمعت صوتها قريب مني وضعيف وباكي نظرت إلى وجهها كان محمر والدموع تنزل من عينيها وتمسك بي وتهز بيدي كانت ترتجف حاولت أن اسمع صوتها..هل لينا تتحدث...لينا تتكلم وسمعت صوتها من بعيد وهي تقول:
".. عصام لا ترحل.."
ابتسمت وبكيت في نفس الوقت وأنا أشعر بالسعادة لان لينا أصبحت تتحدث فحاولت أن انهض وقلت بصوت ضعيف:
"لينا.."
ارتمت لينا لي وهي تقول بصوت متقطع:
" عصام..... لا تدعني.... وترحل ..أرجوك.."
أحسست بصداع في راسي وبألم شديد فقلت وأنا امسك بها:
"أنا معك.....لا تخافي.."
سمعت صوت خالتي وهي تقترب:
" عصام هل أنت بخير..وغبت عن الوعي وأنا اسمع صوت بكاء لينا....ولجين..من بعيد...واختفى كل شئ وصار كل ما أراه ظلام.. فتحت عيني وأنا أشعر بالهدوء وراحة.....نظرت إلى ما حولي كنت في غرفه بيضاء..حركت يدي ولكنها ألمتني نظرت كان المغذى متصل بها....وانفتح باب الغرفة و دخلت لينا مسرعة وارتمت في حضني فقلت:
"لينا على مهلك...انك تؤلميني .."
رفعت لينا رأسها وهي تنظر لي والدموع في عينيها.... قلت وأنا أمسح دموعها:
"يكفي يا لينا لماذا تبكي..."
خالتي وهي تجلس ولجين بجنبها:
" عصام لماذا لم تخبرني بأنك متعب..."
وأنا انظر إلى خالتي:
"لم اهتم ظننت بأني بخير..."
خالتي وهي تمسح على راسي:
" عصام أريد منك... أن تخبرني أذا كنت تشعر بأنك مريض يا أبني.."
(...لينا...)
خرج أخي مغرب ذلك اليوم...وفرحت وأنا أرى أخي يعود معي إلى البيت فامسكت بيده حتى لا يذهب بعيد عني وبعد أن انتهى موسم الدراسة صعدت خالتي في ذلك اليوم وهي تقول والفرحة تملؤها:
"عصام لينا ....عندي مفاجأة لكم.."
فقال أخي:
" ما هي يا خالتي "
خالتي وهي تجلس:
"غدا سنسافر إلى مدينة الشاطئ.."
(...عصام...)
في اليوم التالي........كانت فرحتي كبيره لأنني سأسافر إلى مدينة الشاطئ المعروفة بمعالمها المشهورة.. البحر كان هذا أول مرة سأذهب إليه و أول مرة اصعد فيها الطائرة...في الطائرة جلست بعد أن ربطت الحزام للينا...وجلست لجين في الجهة الأخرى...وخالتي وزوجها جلسوا في المقاعد التي أمامنا...وبعد أن أقلعت الطائرة ظلت لينا تمسك بيدي بقوة..... بعد مرور نصف ساعة كانت لينا نائمة وأنا كنت إقراء مجله ولكني تركتها وأنا أشاهد لجين وهي تنهض:
"لجين"
نظرت لي لجين:
"إلى أين أنتي ذاهبة "
:"أريد أن اذهب إلى الحمام.."
:"انتظريني.."
بدأت أمشى خلف لجين..لم أكن أريد الحمام ولكن كنت أريد أن أتجول في الطائرة لكي اطفي شوقي وقفت لجين وهي تقول:
"هناك توجد حمامات الرجال.."
عدت إدراجي... وجدت لجين واقفة عند المكان الذي تركتها فيه فقالت وهي مستغربه:
"إلى أين ذهبت.."
وأنا ابتسم..:
"تجولت في الطائرة"
ابتسمت لجين وعندما وصلت إلى مكان كانت لينا تنظر لي وإلى لجين فقالت بصوت ضعيف عندما اقتربت منها:
" عصام أين كنت.."
لجين وهي تجلس:
"يتجول في الطائرة.."
نظرت إلى لجين مستغرب منها قالت لينا وهي تمسك بكتفي:
" عصام لماذا تركتني..."
وأنا اهدأها:
"لينا...لم اذهب بعيد عنك...ثم كنت نائمة.."
لينا وهي تنظر إلى لجين:
"ولجين لماذا ذهبت معك.."
قلت بعطف:
"لم تذهب معي لجين.."
وأخذت المجلة لكي تتوقف لينا عن السؤال.... صمتت لينا وتركت كتفي... بدأت اقلب صفحات المجلة من دون اهتمام...بعد وصولنا نزلنا من الطائرة استأجر عمي سيارة... وعرفت من كلامه بأنه يملك منزل على الشاطئ ....دخلت المنزل وأنا أحس بنسيم البحر واسمع صوت ارتطام البحر على الصخور.... فتحت لجين باب غرفه الجلوس... نظرت كان البحر أمامي أخذت لجين تجري إلى البحر خرجت وأنا انظر إلى روعة البحر.... تركت لينا يدي وأخذت تقترب من الشاطئ.....وضحكت عندما أحست بالماء عند قدميها...ونظرت لي وهي تشير لي بان اقترب لكي العب معها.....في ذلك اليوم بقيت العب مع لينا حتى غربت الشمس وما أجمل غروبها نظرت إلى قرص الشمس وهو يختفي في الأفق...دخلت إلى المنزل ووجدت خالتي وهي تجهز العشاء وجلسنا على المائدة....وبعد العشاء صعدت إلى غرفتي بعد أن صليت العشاء ونمت..... مع بزوغ الفجر نزلت بعد أن صليت الفجر.... نزلت قبل أن تشرق الشمس كان البحر هادئ...خلعت حذائي وأخذت امشي غاصت قدمي في الرمال الناعمة ....نظرت أمامي وأنا أرى الشمس تشرق من بعيد في سماء صافيه... كم هو جميل منظر البحر وكأنه يعانق ضوء الشمس...أخذت نفس عميق وأغمضت عيني وتطايرت خصلات من شعري القصير إلى الخلف...أحسست بنسيم البحر وهو يضرب خدي بلطف وبرودة.. .وابتسمت وأنا أشعر بالانتعاش..... دخلت إلى المنزل بعد مرور ساعة....وجدت خالتي وهي تجهز الإفطار وزوج خالتي جاسر يقرءا جريدة الصباح ..وبعد أن ألقيت التحية جلست على المائدة وأنا أحس بالجوع..... كانت الساعة تشير إلى التاسعة وبعد الإفطار قالت لينا:
" عصام أريد أن العب في الخارج.."
وأنا أشاهد التلفزيون:
"اذهبي وأنا سأشاهدك من هنا..."
للحظه لم تتحرك لينا....لم انظر لها كنت أريد أن تعتمد على نفسها....فخرجت ولكنها توقفت عند الباب وهي تنظر إلى البحر.......نظرت إليها... فقلت لكي أشجعها:
"لينا...ضعي المظلة على راسك حتى تقيك من حر الشمس..."
ولكنها خرجت وهي تقول بصوت خافت :
"لا أريد..."
(....لينا....)
أخذت امشي وأنا غاضبة من عصام ...لماذا لا يريد أن يخرج معي...ونظرت إلى عصام الذي كان يشاهد التلفزيون...أخذت امشي حتى أحسست بالماء.... فتراجعت إلى الخلف وأنا انظر إلى حذائي الذي ابتل بسبب الماء جلست وأنا اخلعه كان البحر دافئ....أحسست بالشمس بأنها أصبحت حارة و تلسع وجهي. ...فدخلت إلى المنزل نظر لي عصام وهو يضحك و يقول :
"لينا وجهك أصبح محمر..."
ابتسمت خالتي وهي تقول:
"اقتربي يا لينا لكي أضع على وجهك كريم لكي يحميك من حر الشمس أقتربت من خالتي وبدأت تمسح يدها على وجهي...وهي تبتسم لي... أخذت انظر إلى وجه خالتي...كان هذا أول مرة أرى وجهها عن قرب كان وجهها جميل...مثل وجه لجين وبيضاء البشرة....وشعرها ناعم وبني اللون... وعينيها صغيرة وجميلة...مسحت خالتي على راسي وهي تقول لي:
"جميله مثل أمك..."
جلست بجنب عصام...و أنا أشاهد معه التلفزيون بعد قليل دخلت لجين وهي تقول بصوت سعيد:
أمي... أبي يقول أن نتجهز لكي نذهب إلى السوق... ونتجول في المدينة"
في السيارة... بدأت انظر إلى كل شيء...كان هذا أول مره أشاهد مدينة بهذا الجمال....في السوق طلبت خالتي مني أن اشترى ما أريده فرحت وأنا اخذ ما أريد... عصام لم يشترى إلا قليل...وبعد أن خرجنا من السوق...أخذنا نتجول على أقدامنا حتى وقت العشاء ..عدنا إلى المنزل...وأنا أحس بسعادة تملؤ كياني....وكانت هذه أول الذكريات التي كتبتها في دفتري...الجديد...
(...عصام..)
بعد مرور أربع سنوات.....
منذ ذلك اليوم أصبحنا كل نهاية عام نسافر إلى مدينه الشاطئ..لم تعد مدينه الشاطئ تسعدني...أصبح عمري ألان 18 سنه...ولينا12 سنه...تحسنت صحتها..وأصبحت تتحدث مثل السابق.. ونفسيتها أفضل...نزلت إلى الأسفل وأنا أتحدث بالهاتف النقال كان قد أهداني إياه زوج خالتي بعد نجاحي السنة الماضية....وجدت خالتي جالسه واضعه رأسها بين يديها...أقفلت الهاتف وأنا اقترب من خالتي.. وجلست بجانبها:
"خالتي...هل أنتي بخير.."
رفعت رأسها وهي تقول بصوت حزين:
"نعم أنا بخير.."
ونهضت...أحسست بأن خالتي تخبي شئ عنا... صعدت على الدرج ببطء..مرت لجين من جانبها وهي تتحدث معها ولكن خالتي لم تكون منتبه لها... نزلت لجين من الدرج وعلامات الاستغراب على وجهها كان عمر لجين 15 سنة. لم تكون تضع الحجاب على رأسها لكم تمنيت أن يطلب منها احد أن تغطي شعرها عني..لا أن تظل هكذا..فأزحت بصري عنها.....جلست لجين أمامي وهي تقول:
" عصام ماذا بها أمي.."
فقلت وأنا لا انظر إلى لجين.:
"لا ادري..."
لجين بصوتها الناعم:
" و أين لينا.."
"في غرفتها."
لجين وهي تراني انهض:
" عصام إلى أين..؟"
"إلى صديقي..... واخبري لينا بذلك.."
(..لجين..)
بعد أن خرج عصام من المنزل....كانت أربع سنوات الماضية هي أجمل ما عشتها....أصبح البيت جميل ببقاء لينا وعصام... ولكن لما لينا لا تحبني....وتتجنب الجلوس معي...صعدت إلى الأعلى ووجدت لينا وهي تخرج من غرفتها عرفت بأنها تريد عصام فقلت:
"لينا.."
نظرت لي كان شعرها مفكوك ومتناثر وكان قد أصبح طويل اكملت:" لقد خرج عصام..."
نظرت لي بعصبية لم افهم معناها...فعادت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بعنف....لم اهتم بها...ودخلت إلى غرفتي وجلست أمام المرآة وأنا اسرح شعري...كان قد أصبح يصل إلى نصف ظهري ...كم يعجبني شعر لينا......
(...لينا...)
اكرها...اكره لجين كم هي متكبرة ...ومعجبة بشكلها..أخذت انظر إلى نفسي في المرآة ..كان وجهي صغير ونحيف عكس لجين... ليتني امتلك جزء من جمالها........ أمسكت شعري كان قد أصبح أطول من السابق.... وأصبح يتعبني في تسريحه ......
(...عصام...)
وصلت إلى منزل مراد...خرج مراد من المنزل وركب السيارة وهو يلقي لي التحية....كنت قد تعرفت عليه قبل أربع سنوات وهو يدرس معي في نفس المدرسة ..أخذنا نتجول في الشوارع ...ثم ذهبنا إلى الملعب حتى أذان المغرب عندها عدت إلى البيت بعد أن صليت المغرب نزلت من السيارة وعندما وصلت إلى باب المنزل... فتح زوج خالتي الباب وهو يخرج من المنزل فقال وهو يراني:
" عصام ...هذا جيدا أنني رأيتك أريد منك أن تقول لخالتك بأني سأسافر إلى خارج البلاد..ولن أعود إلا بعد يومين.... لم أجدها في المنزل ولم ترد على هاتف النقال..."
كان زوج خالتي يتحدث بسرعة ويلوح لي و يركب سيارته ويبتعد دخلت المنزل قالت لينا:
" عصام ..مرحبا بك..."
ابتسمت فجلست وأنا استمع إلى حديثها المعتاد....بعد نصف ساعة دخلت خالتي من باب المنزل...:
"خالتي...؟؟"
لم تكن خالتي منتبه لي...فقالت لينا بصوت مرتفع:
"خالتي..."
نظرت خالتي لنا وهي تقول:
" أنا آسفة ...هل تريدين شئ.."
قلت:
"..خالتي يقول عمي جاسر بـأنه سيسافر ولن يعود إلا بعد يومين.."
أخذت خالتي تردد كلامي من غير اهتمام وهي تصعد:
"بعد يومين..."
لينا وهي تهز كتفي:
عصام ما رأيك أن أقص شعري..."
نظرت إلى لينا وهي تمسك خصلة من شعرها الطويل..قلت:
" لماذا...؟"
"لأنه يتعبني...ثم أني أريد أن أقصه إلى كتفي..."
استغربت منها إلى هذا الدرجة لايعجبها شعرها.. وأنا أحاول أن اثنيها عن قص شعرها:
" ولكنك جميله هكذا.."
" لا ..أريد أن أقصه..."
صمت فنهضت وأنا أقول:
" كما تشائين.."
نهضت وأنا اصعد إلى غرفتي...وقبل أن ادخل سمعت صوت أنين.....قادم من غرفة لجين...؟؟؟ ترددت هل أنا أسمع صوت بكاء..نظرت إلى الممر كانت غرفة لجين بجانب غرفة لينا البعيدة عن غرفتي...ترددت ومشيت وأنا أقترب من غرفة لجين كنت أريد أن استمع هل الأنين يخرج من غرفتها قربت أذني وأنا أنصت...لم اسمع أي صوت كان الهدوء يلف المكان..... وعندما أبعدت سمعي..سمعت أنين لجين..كانت تأن بصمت محزن وخافت..أظنها كانت تبكي من قبل..ترددت هل أطرق على الباب أو أنادى خالتي... ولكن خالتي متعبه وأظنها تواجه مشكلة.....طرقت الباب بخوف وبهدوء..صوت الأنين صمت ولم اعد اسمع أي صوت...فقلت وأنا ابلع الغصة في حلقي:
"....لجين ماذا بك.."
..........ولكنها لم ترد علي ...طرقت الباب مرة أخري وأنا أقول:
" لجين هل أنتي بخير..؟؟؟"
انتظرت....ولكن لم اسمع أي صوت...ابتعدت بعد أن عرفت بان لجين لا تريد أن تفتح لي الباب...وعندما ابتعدت سمعت الباب وهو ينفتح نظرت إلى خلفي ..... وليتني لم انظر...لان وجه لجين كان محمر وعينيها أصبحت منتفخة بسبب البكاء وشعرها مبعثر..كان هذا أول مرة أرى فيها لجين بهذا الشكل فقلت بصوت هادئ:
"لجين ماذا بك..."
أخذت تنظر لي...ثم تكلمت وبصوت كأنه يأتي من الأعماق:
"لا شئ...."
فقلت وأنا أشاهد دمعه تنزل من عينيها:
"لا شئ...أذن لماذا تبكي...؟؟؟"
رفعت لجين يدها إلى وجهها وأخذت تشهق وتبكي بصوت خافت..قلقت فاقتربت منها وأنا أقول:
"لجين..ماذا بك..؟؟"
اقتربت مني....ارتكبت وابتعدت عنها وأنا امسك بكتفها وأقول:
"لجين ماذا أصابك.."
أخذت لجين تتحدث ولكن لم افهم ولا كلمه مما قالتها.. وأنا ابعد يدها عن وجهها :
"لجين توقفي عن البكاء واخبريني ماذا بك..."
أخذت لجين تبكي وتمسح دموعها وتقول بصوت متقطع:
"لا..... احد...... يهتم..... ..بي.....أريد...."
وأنا امسك يدها واجبرها على النزول معي إلى الأسفل...."توقفي...."
جلست على الأريكة في الصالة وأنا أشاهد لجين وهي تجلس أمامي بعد آن توقفت عن البكاء وأخذت تمسح عينيها بمنديل فقلت:
"لجين اشربي العصير حتى تهدئي.."
أخذت لجين تشرب العصير قلت وأنا أراها تنزل الكوب بعد أن تجرعت منه القليل:
" لجين هيا اخبريني... ماذا بك.."
صمتت لجين... ولم تتحدث وكانت تنظر إلى الكوب الذي بيدها...أخذت انظر لها بتمعن... كنت أول مرة أراها بهذا الجمال ونظرت إلى شعرها كان قد أصبح طويل.... ولم يعد قصير... عضضت على شفتي...وأنا أقول في نفسي :
"كم أنا حقير...كيف اسمح لنفسي ان انظر لها بهذا الشكل...."
فقلت:
" لجين اخبريني ماذا حدث..."
نظرت لي لجين بصوتها الباكي:
" عصام لا أريد أن أزعجك.."
" لجين اعتبريني مثل أخيك واخبريني بما يجول في فكرك..."
" ليتني امتلك أخ أو أخت...أنا وحيدة يا عصام..لا احد يريدني ..."
" لجين ما الذي جعلك تقولين هذا الكلام..."
وهي وتنظر لي:
"أنها الحقيقة.... أمي لا تحبني.... ولا أبي..... لا احد يسال عني ..لقد مللت ...أحس باني غيرمهمة في هذا المنزل..."
" لجين أمك تحبك وأبيك.....ولكن هما مشغلون لأجل راحتك..."
لجين بمرارة:
"... لا أريد مال....لا أريد أن يعملا ويتركانني لوحدي.... لا أريد أن يبتعدوا عني...."
وأخفت وجهها وأخذت تبكي بألم....قلت بحنو:
".. لجين لماذا لم تخبري أمك بذلك..."
لجين وهي تبكي:
" أخبرتها ..ولكنها لم تهتم بي.."
وأنا انهض:
"..لجين ما رأيك أن تتحدثي.... معنا... أنا ولينا وتعتبريننا مثل أخوانك.."
"...حاولت ولكن لينا تتهرب منى ولا تريد أن تجلس معي....لا احد يريدني...."قالتها وهي تمسح دموعها وأنا انظر لها:
" لينا لا تهرب منك.... ثم أنا سأطلب منها أن تجلس معك.. وان.. قاطعت لجين كلامي وهي تقول:
" لا أريد شفقه منها....أريدها هي من تتحدث معي.....لا أريد احد أن يأمر الأشخاص أن يتحدثوا معي..."
ونهضت وهي تكمل بعصبية:
"....أنت مثل أمي ...تريد أن تطلب من الأشخاص أن يجلسوا معي...لا أريد هذا"..
وأخذت تمشي مسرعة وهي تبكي...لحقتها وأنا أقول:
" لا اقصد ذلك...."
وهي تنظر لي بعيوني مدامعه:
" أريدك... أنت من تتحدث معي... وتستمع لي...!!.."
فقلت بتردد واستغراب:
"أنا....؟؟"
صعدت إلى غرفتي وحديث لجين يدور في عقلي ظلت تتحدث دون انقطاع وكأنها تريد أن تخبرني بكل شئ..مسكينة كنت اعرف أنها وحيدة...لا احد يستمع لها ولا ينصت لها ونمت وصوت لجين يدور عقلي...
(..لينا..)
صحوت مبكر نزلت و خرجت إلى فناء المنزل لكي العب....لم ادخل إلى المنزل إلا الساعة العاشرة وعندما دخلت سمعت صوت عصام وهو يتحدث...فرحت ودخلت ولكني توقفت وأنا اسمع لجين وهي تقول:
"أين لينا...؟"
عصام:
"في الفناء تلعب..."
لجين بصوت خافت:
"هل قصت لينا شعرها.."
" نعم.."
لجين وكأنها لم يعجبها ذلك:
" لماذا...كانت جميله بشعرها الطويل.."
:"قلت لها ذلك.... ولكنها قالت.... بأنها لم يعد يعجبها..."
أحسست بالغضب لماذا أخي يتحدث مع لجين ..فدخلت وأنا انظر إلى لجين بعصبيه.. قلت بعصبية:
" عصام.."
نظر لي وهو مستغرب فقلت وأنا انظر إلى لجين بتحد:
" عصام أريد أن اخرج إلى السوق...؟؟"
لم أكن أريد أخي أن يتحدث مع لجين..كنت أريده معي أنا...فقال وهو ينهض:
"وماذا تريدين من السوق.."
" أريد أن اشتري ..."
قال أخي وهو ينظر إلى لجين:
" لجين ما رأيك أن تذهبي معنا..."
قلت بارتباك وبحدة:
" لا..."
نظر لي وعلامات التعجب على وجه وأنا أكمل كلامي:
" خالتي قالت بأنها تريدها عندما تعود..."
أنهيت كلامي وأنا اعرف باني كاذبة....
لجين:
" ولكني تحدثت مع أمي قبل أن تخرج..."
نظر لي أخي...فقلت وأنا اكذب مرة آخري:
" ولكنها اتصلت وقالت...قطع حديثي دخول خالتي إلى المنزل.. صمت وأنا انظر إلى خالتي..
خالتي وهي تحمل كيس في يدها :
" السلام عليكم انتم هنا مجتمعين.."
لجين وهي تقترب من امها:
" أمي هل اتصلتي بي .."
بسرعة وأنا اصعد الدرج:
" عصام لم اعد أريد أن اذهب..."
قال أخي وهو يناديني:
"لينا...توقفي..."
و امسك بكتفي وهو يكمل:
" لينا ماذا بك.."
وأنا انظر له:
" لا شئ... ولكني لم اعد أريد أن اذهب إلى السوق..."
قال عصام:
" هل أنتي متأكدة.."
قلت:
" نعم..."
وصعدت إلى الأعلى وأنا احمد ربي بأنه لم ينكشف أمري.... في الظهيرة..
نزلت وأنا أحس بالجوع دخلت المطبخ.... بعد أن أكلت جلست في الصالة..وأخذت أشاهد التلفزيون دخلت لجين من الباب وهي تضحك وتحمل كيس في يدها.... عصام وهو يضحك ويدخل:
" أنها الحقيقة لقد خافت عندما...."
تفجرت كل البراكين التي في صدري أخي يضحك مع لجين....ويخرج معها..وأنا..؟نهضت وأنا أقول:
" عصام...؟؟"
نظر لي ومازلت البسمة تعلو وجه...قالت لجين وهي تبتسم:
"لينا تفضلي لقد اشتريت لك...هذا"
وأخرجت علبة صغيره.....أقبلت نحوي.... وعصام يقول:
"أنها هديه من لجين ..افتحيها..."
أخذت الهدية وأنا غاضبة ورميتها على الأرض بقوه حتى أنني سمعت أن ما بداخل العلبة قد انكسر... اختفت البسمة عن وجه عصام ولجين فقلت بغضب:
"..لا أريد منك شئ...أنا لست فقيرة... ولا أريد منك شفقة...."
(...عصام...)
غضبت وأنا أري تصرفت لينا الصبيانية...أمسكت بيدها وأنا أقول:
" لينا ماذا بك اليوم.....لجين توقفي..."
وتذكرت ما حدث في الصباح...كانت عندما رأتني خارج قالت بأنها تريد أن تذهب معي إلى السوق.. فوافقت...كنت أريد أن تخرج من عزلتها...
لينا:
" عصام انك تؤلم يدي.."
نظرت إلى لينا فقلت وأنا أحاول أن أكون هادئ:
" لينا لماذا فعلت ذلك..."
بدأت لينا تبكي وهي تقول :
"لا أريد شفقه من احد..."
قلت:
" ولكن لجين لا تقصد ذلك..."
لينا وهي ترفع وجهها:
" أنت لا تعرف لجين....أنها تظل طول اليوم تسخر مني و تستهزئ بي...."
استغربت من كلام لينا نظرت إلى لجين التي تغيرت ملامح وجهها وهي تقول بصوت باكي:
" أنا لا أقول ذلك..."
لينا: "بلا أنتي دائما تقولين ذلك لي...." أصبحت مشوش من اصدق لينا أو لجين... قالت لجين:
"لا ... أنا لا افعل ذلك..."
وصعدت إلى الأعلى.. وهي تبكي...قلت:
" لينا لجين لا تقول ذلك..."
ابتعدت لينا عني وهي تقول:
" لا صدقني يا عصام ... هل تظنني اكذب عليك..."
صمت ..قالت لينا بصوت باكي:
" عصام أرجوك قول بأنك تصدقني.."
قلت بتردد:
"...أنا أصدقك..."
رأيت في عينا لينا شئ يبرق ولكنه اختفي بسرعة وقالت وهي تتعلق بي:
" أنا احبك يا أخي ولا أريد أن تبتعد عني...لأني احبك...."
أخذت امسح على رأس لينا وأنا أفكر....
(...لجين...)
لماذا فعلت ذلك يا لينا كنت أريد أن نبدأ صفحه جديدة ولكنك لا تحبيني ..بقيت أبكي على نفسي المحطمة....وبعد يومان من ذلك اليوم صرت أتجنب لينا و عصام الذي لم يعد يهتم بي ولا يتحدث معي إلا قليلا ثم يخرج مع صديقه مراد عدت كسابق لا احد يريد أن يجلس معي أمي أصبحت شاردة الذهن وأبي عاد من سفره...أنا حزينة...أريد احد معي تركت دفتري الذي كنت اكتب فيه وذهبت لكي اجلب لي كوب من العصير....وعندما وصلت إلى الأسفل كان الوقت ليل ولم يعد أحد مستيقظ...خرجت من المطبخ بعد أن أخذت معي كوب من العصير.. ولكن توقفت وأنا انظر إلى عصام...كان مستلقي على الأريكة ... اقتربت منه وجدته نائم... عصام نائم في الصالة.....ولكن لماذا؟؟... أريد أن أتأكد أخذت اقترب منه كان يضع يده على وجه لم أكن أرى إلا نصف وجه كان شعره متناثر وغير مرتب ..........."ماذا تفعلين.."
أفزعني صوت لينا.....وارتعشت يدي مما جعلني اسكب قليل من العصير على يد عصام...انتفض وهو يقول بصوت مرتفع:
"ما هذا..."
ولوح بيده وضرب يدي مع تلويحه وسقط العصير على ملابسي والأرض.... قالت لينا وهي تقترب مني:
" ماذا كنت تفعلين هنا.."
تلعثمت وأصبحت مشوشة الذهن... عصام وهو يمسح يده:
"..لينا على مهلك..."
لينا وهي تردد كلمها:
"ماذا كنت تفعلين هنا..."
أخذت انظر إلى لينا وقلت بصوت متوتر:
"لا شيء..."
عصام وهو يقف:
"لينا ... على مهلك ودعي لجين تتحدث.."
قالت لينا بعصبيه:
" عصام...كانت تنظر لك وأنا خفت منها ان تفعل بك شئ.."
قال عصام وهو يبتسم:
"لينا دعك من هذا الكلام ..لجين لا تفعل شئ..."
وأخذا يضرب على رأس لينا بلطف ويكمل:
"...دعك من هذا الأفكار.."
قالت لينا بعصبيه:
"أنت لا تعرف لجين...أنها فتاة شريرة"
قلت:" عصام......أنا لست فتاة شريرة...."
(...عصام...)
أخذت انظر إلى لجين كانت تقول ذلك وكأنها لا تريدين أن اصدق ذلك كانت عينيها ممتلئة بالدموع فقلت:
"...لجين أنا اعرف ذلك.. لينا لا تقصد ذلك..."
لينا بإصرار:
"... بلا يا عصام..."
غضبت من لينا وقلت لها بعصبيه:
"لينا أنتي تعرفين ان لجين فتاة طيبة...."
لجين وهي تذهب:
"لا أريد...احد...أن يأمر...وتذكرت كلام لجين عندما قالت بأنها لا تريد احد أن أمر الأشخاص ان يتعاملوا معها.. أحسست بالغضب وأنا أراها تصعد الدرج وتبكي نظرت إلى لينا ثم تركتها وصعدت إلى غرفتي وأنا شعر بالغضب....
بعد يومان....
قال عمي جاسر بأنه سيسافر إلى مدنيه الصناعية لأجل العمل وطلب منا أن نسافر معه... في الطائرة ظلت لينا تتفحص المجلة وتقرئها... ولجين كانت جالسة وهي صامته...لم استطيع أن أتحدث معها منذ ذلك اليوم لأني ...عندما كنت أحاول أن أتحدث معها عن الذي حصل ترفض أن تتحدث عن ما حدث وتخرج..عندما نظرت لي أبعدت نظري عنها وأخذت المجلة.... ظلت تنظر لي لبرهة ثم أبعدت نظرها عني...كانت هذا أول مرة نسافر إلى هذه المدينة وعندما دخلنا إلى المنزل كان جميل وكبير
وبعد مرور أسبوع...كنت اخرج من المنزل...لكي أتمشي قليلا بعيد عن مشاجرات لينا ولجين....وكنت قد سئمت منهما...
وفي المساء احد الايام.. عدت إلى المنزل كانت لينا جالسه في صالة وهي تقرءا المجلة......صعدت إلى الأعلى. ..خرجت لجين من غرفة خالتي وهي تبكي وقالت عندما رأتني:
" عصام أمي مريضة... ولا أعرف ما الذي حصل لها أنها لا تتحدث معي...."
دخلت إلى غرفة خالتي......كانت على سريرها ولا تتحرك...تقدمت نحوها وأنا أقول:
" خالتي..."
وهي تمسك كتفي:
" عصام....أرجوك افعل شئ لأمي... فتحت خالتي عينيها وتحركت وقالت بصوت وهن:
" عصام أنا بخير"
قالت لجين:
"أمي....وأمسكت يدها وهي تبكي وتقول:
"...أمي هل أنتي بخير.."
خالتي وهي تمسح على رأس ابنتها
:" نعم ولكن أريد أن ارتاح قليلا..
قلت بقلق:
"خالتي هل أنتي متأكدة..."
أشارت برأسها بنعم ثم قالت:
..نعم.. أريد أن أنام..."
خرجت لجين من الغرفة وهي تمسح دموعها قلت:
"لا تقلقي على أمك أنها..بخير.."
قالت لجين بصوت حزين:
" أنها تتعب نفسها.."
صعدت لينا وقالت بتردد:
عصام ماذا تفعل.."
قلت:
خالتي مريضه..
"وماذا بها..؟؟
قالت لجين:
" أنها متعبه قليلا.."
قالت لينا:
"أذن تصبح على خير يا عصام..."ودخلت غرفتها.....ابتعدت وانا اقول:
تصبحين على خير....
قالت لجين:
عصام لحظه من فضلك.."
نظرت إلي لجين التي كانت تمسح دموعها:
" عصام أبي يقول لك ان تنتظره حتى يعود لأنه يريد أن يتحدث معك.
قلت :
متى سيعود..."
لجين وهي تنظر إلى ساعتها:
" بعد نصف ساعة...ما رأيك أن انتظر معك حتى يأتي أبي"
كنت أريد أن ادخل إلى غرفتي...ولكني وجدتها فرصه أن أتحدث معها فقلت وأنا انزل إلى الأسفل:
"ولكن أريد منك أن تحضري لي كوب من العصير...."
"ولكني لا أتقن فعل ذلك..."
قلت وأنا اذكرها بذلك اليوم:
"ولكنك سكبت العصير علي ذلك اليوم ..."
.قالت بخجل:
"لم أكن اقصد ذلك..."
قلت وأنا اجلس على الأريكة:
" هذا لا يهم..."
دخلت لجين إلى المطبخ وبعد لحظات أقبلت وهي تحمل كوب من العصير قالت وهي تبتسم:
"ارجوا أن يعجبك..؟"
"وكيف لا يعجبني..."وأخذت اشرب العصير قالت بصوت هادئ:
" عصام...هل مازلت غاضب مني.."
قلت وأنا أضع الكوب:
"على ماذا؟؟"
قالت بخجل:
"لأني أتشاجر مع لينا.."
قلت بغير اهتمام:
" لا..ولكني سئمت ذلك...لهذا ابتعد عنكما..."
قالت وكأنها تريد أن تبرئ نفسها:
" عصام أنا لا اقصد أن أتشاجر مع لينا... ولكن...قطعت حدثها وأنا أقول:
"لجين أرجوك دعك من هذا الحديث واخبريني...ما هو أجمل مكان هنا...."
صمتت لجين....وأحسست بأنها كانت تريد أن تتحدث معي عن لينا ولكني كنت أريد منها ان لا تتحدث عن أختي بسوء....قالت لجين بصوت متغير:
"أنها كثيرة..ولكن الأجمل منها قصر قديم...وأخذت تتحدث وبعد لحظات عادت إلى طبيعتها لم أكن استمع لها جيدا..أخذت تتحدث دون انقطاع وهي تبتسم وتضحك.. دخل عمي جاسر إلى المنزل....لجين بفرحه وهي تنهض:
".. أبي..أهلا بك.."
ابتسم عمي جاسر وهو يقول:
" أمازلت مستيقظة..."
لجين بسعادة:
"نعم.... و عصام ينتظرك..."
نهضت وأنا أقول:
"مرحبا يا عمي..."
قال وهو يجلس:
"تفضل و جلس يا ابني.. ..لجين احضري كوب من العصير...."
خرجت وهي تقول:
"حاضر يا أبتاه..."
بعد ما أحضرت العصير خرجت وهي تقول:
"تصبحان على خير..."
قال وهو يفك من أزرار قميصه:
"أنا آسف لأني أزعجك ولكن كنت أريد أن أقول لك شئ.."
قلت وأنا مستغرب
:"لا يوجد إزعاج..."
قال وهو يبتسم:
" عصام...لقد وجدت لك مدرسه هنا معروفه بتعليمها الراقي..وبما انك ستنهي دراستك هذا السنة ما رأيك ان تدرس فيها....وتأخذ شهادة متميزة لكي تدخل في جامعة ذات شان عظيم..."
......
دخلت غرفتي وأنا أفكر....أخذت أفكر في الموضوع أنا ادرس هنا واترك لينا تذهب مع خالتي... ولينا هل سترفض ذلك ان أتركها وما الذي سيضر لو تركتها ما هي إلا سنه وأعود يكون ذلك الوقت أصبحت املك شهادة متميزة من مدرسه متميزة وتفخر بي لينا ونمت وأنا احلم بهذا الحلم الذي لم أكن اعرف بأنه سيكون وبال علي...في الصباح استيقظت قبل الجميع ذهبت إلى المسجد وعندما خرجت من المسجد لم أعود إلى المنزل أخذت أتجول وأنا أفكر....
(..لينا....)
لم أستيقظ إلا الساعة العاشرة...استيقظت وأنا شعر باني مازلت غاضبه جدا بسبب الذي حدث بالأمس لجين تحضر العصير إلى وأخي و يتحدث معها ويضحك و يرفض ان يسهر معي خرجت من غرفتي وأنا غاضبة كان الهدوء يلف المكان نزلت إلى الأسفل ولكن لا يوجد احد....أين ذهبوا أخذت أنادي على اخي وخالتي وزوج خالتي ولكن لا احد يجيب أخذت أنادي على لجين دخلت لجين من باب المنزل وهي حزينة نظرت لها وقلت بسرعة:
"أين عصام..."
نظرت لي كان الحزن يلف جوانبها وصمتت....قلت بعصبيه:
"لجين أين عصام..."
لجين بصوت خافت وحزين:
"لا اعرف.....لينا....أمي..."
وسقطت عند قدمي وهي تبكي.... تجمدت وأخذت أنظر إليها كانت تبكي وهي تقول:
" أمي...في المشفي...."
قلت بتردد:
"...ولكن لماذا"
لجين بصوت باكي:
" أنها متعبه...."
وأخذت تبكي....قلت في نفسي وأنا انظر إلى شكلها وهي تبكي...خالتي مريضة.... ولكن أخذ شئ يتمادى في داخل وهو يقول...أبكي أيتها الحقيرة...أنا أكرهك يا لجين... ولأول مرة امشي...وأنا بدون مشاعري...لم أواسي لجين بل تركتها تبكي...كنت اشعر بالانتعاش والفرحة...وان شئ في نفسي يبتسم وأنا أشاهد لجين وهي تبكي بألم....
(..لجين..)
أخذت ابكي بحسرة على أمي...كان أبي قد ذهب بها إلى المشفى القريب من هنا وذهبت معه...وطلب الأطباء ان تبقى في المشفى أيام حتى تتحسن صحتها وترتاح....فطلبت مني العودة إلى المنزل...وأن أعود مع أبي في العصر....رفضت ولكن أمي أصرت على ذهابي قالت بأنه لا فائدة من بقائي معها....فخرجت مع أبي وأنزلني عند باب المنزل وهو يقول بأنه سيعود بعد العصر بعد أن ينهي إعماله...لكم تمنيت بان أجد احد يواسيني..ولكني انصدمت وأنا أرى لينا تتركني غير آبه بي و بانكساري..فأخذت ابكي وأنا أتمنى بان أبي لم يذهب ويتركني بهذا الحال صعدت إلى غرفتي...وأنا اشعر بالحزن الشديد....
وبعد ساعة...خرجت ولكني وجدت لينا... واقفة إمامي وهي تقول بقسوة:
"لجين أين عصام..."
غضبت وأنا أري لينا تسألني هذا السؤال السخيف فقلت بعصبيه...:
"أخيك في الجحيم......ابتعدي عني..."
تغيرت ملامحها...وقالت بعصبيه مماثله:
"أنتي في الجحيم أيتها الحقيرة..."
نظرت لها كانت قد قاربت على البكاء.. قلت في نفسي وأنا أشعر باني قد أخطت في حقها..مسكينة لينا أخيها هو كل ما تملك في الحياة..قلت بكل أسف:
"لينا أنا آسفة لا اقصد ذلك ولكني..."
قالت بعصبيه:
"أنتي كاذبة...وتتمنين لأخي الجحيم..أتعرفين يا لجين أنا أكرهك....ولا احبك....واكره أن أرى وجهك البغيض..."
تفآجئت من لينا لم أكن اعرف أنها تحمل كل هذا في صدرها...تكرهني سألتها لماذا قالت بكل بساطه:
"..هكذا..أنا لا احبك...وأريدك أن تبتعدي عن عصام ولا أريد منك ان تتحدثي معه...لأنها يقول لي بأنه لا يحبك ويكرهك ولكنه مضطر أن يبقى معك لأنك قد طلبت منه ذلك....."
أخذت الظنون تدور في عقلي عصام..يقول ذلك للينا....أيعقل بأنه قال لها ما حدث ذلك اليوم و انسابت دمعه حارة علي خدي مسحتها بسرعة حتى لا تغلبني الدموع...
(..لينا...)
عندما رأيت دمعه تنزل من عينيها عرفت بأننا قد ضربت لجين في الصمام ...كنت اكذب عليها عندما قلت لها ان أخي لا يحبها فأعجبني شكلها وهي تبكي وأنا أقول:
"نعم يكرهك ولا يحبك...وانه ينتظر ان ينهي دراسته حتى نذهب بعيد عنك أيتها الحقيرة...."
وهي تبكي:
"لينا يكفي ...أنا لم افعل شئ لك ولعصام...أرجوك...اتركيني لشانئ.."
و دخلت إلى غرفتها فقلت بصوت مرتفع لكي تسمعه قبل أن تدخل:
"ارجوا أن تبكي دم.......((لينا ما هذا الكلام...)) تجمدت في مكاني وأنا أشاهد عصام واقف عند الدرج و اسمعت باب غرفة لجين يغلق بقوة...عندها أخذت ابكي وأنا أقول:
" عصام لجين كانت تصرخ في وجهي وتستهزئ بي.."
امسك بيدي بقوة وهو يقول:
"لينا يكفي كذب لقد سمعت كل شئ..."
عندها سقطت...وأنا اعرف إني وقعت في مشكله...
****
يتبع.....الجـــــــــــــــــــــــــزء الثاني......."بقــــــــــــــــــايا إنســــــــــان"
|