كاتب الموضوع :
ak-spl
المنتدى :
الارشيف
إستدراك على موضوع " عباقرة في سماء العلم "
إستدراك على موضوع
" عباقرة في سماء العلم " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشكر الجميع الذين أبدوا حسن رأيهم وملاحظاتهم عن الموضوع ،
وجزاهم الله خير الجزاء .
في الحقيقة أن من أهم فوائد عرض المواضيع والمقالات العلمية على
العقول المتفهمة التي فيها نقداً إيجابياً وإشاراتٍ محددةٍ عما حصل في
المواضيع والمقالات العلمية من نسيان أو خطأ أو نقص ؛ أن مفهوم
الموضوع يأخذ في التوسع الذي يفيدنا جميعاً ويزيد من مداركنا وخلفياتنا
أكثر عنه ! .
وفي الحقيقة لم أقصد في الموضوع أن العبقرية تنحصر في المجال العلمي
فقط ! ، ولكن لا أدري لماذا ركـّز فكري في البداية على الكلام
عن العبقرية من منظور علمي فقط ! ، ربما لأنه أول مايتبادر إلى
الأذهان أمام كلمة " عبقري " صورة ذهنية للعبقري محاطة ببرواز
وإطار علمي ! .
وكان ينبغي مني أن أعمّ الموضوع أكثر ، وأتحدث عن العبقرية
بشكل شامل ، لأحاول أن يراها القارىء من نواحيها المتعددة ! ،
وأعتقد أن هذا أفضل نقد حصلت عليه في موضوع علمي منذ
سنين ، وشكراً للناقد .
والآن لِنـَعُمَّ الموضوع أكثر " أقصد لِنـُحاول " ! :
<<<<<<< * >>>>>>>
.
. . . . وكما ذكِرَ عن هذه الصفة البشرية العجيبة ، فإنك تتحير إذا عرفت
أنها ليست حكراً على العلماء العباقرة وحدهم ، بل هي صفة وهبية ربانية
يهبها الرب تبارك وتعالى لمن إختاره لها ! ، وهذا يعني أن فيها جانباً
غامضاً لامفهوماً وخارج عن النطاق العقلي أو الفكري المعتاد ! .
هذا الجانب الغامض للعبقرية يظهر في مثل المثالين الآتيين :
1 – رئيس أو حاكم لدولة أو إقليم :
مثل الصحابي الجليل ، الخليفة الراشد الثاني " عمر بن الخطاب "
رضي الله عنه ، حيث قـُـدِّر له أن يدير – في بدايات دولة الإسلام –
شبه إمبراطورية إسلامية ضخمة بصلابة نفس وثبات قلب وأحوال وهبية
تثير الإعجاب والتقدير ، أسس فيها الأسس التي قوّت شوكتها ونهضت
بأمة الإسلام عالياً حتى صارت بعد ذلك إمبراطورية عريضة كبرى لأرفع أمة
من الأمم عرفها التاريخ ، قامت على الحق والعدل ، توزعت بين
ثلاث قارات العالم القديم ! .
2 - قائد حربي موهوب :
مثل بطلنا الإسلامي العظيم " خالد بن الوليد " رضي الله عنه .
ومثل من سار حذوه الداهية " عمرو بن العاص " رضي الله عنه .
ومثلهم وغيرهم في صفحة تاريخنا الإسلامي المجيد .
وغير ذلك في مختلف حوادث التاريخ الأخرى في حروب عالمية .
أما على صعيد حاضرنا المعاصر فهناك العديد من الأمثلة :
فمثلاً :
تجد في لوحةٍ لرسامٍ تكوين تشكيلي عجيب مبهر يخامر الأحاسيس ،
يدفع فكر الشخص إلى الحيرة من كيفية رسمها ، ويتساءل في قرارة
نفســــه كيف رسمها هذا الرسام ، أو ماهي العوامل التي أثرت عليه
فكرياً ونفسياً فــــي إبداعها ! .
وأيضاً تجد أديباً موهوباً يبدع قصة أو مجموعة قصص ، ويصوغ
أفكارها العلمية أو الأدبية في قوالب الكلمات ، ليصل بها إلـــــــــــى
أفكار الملايين بأسلوب روائي رائع ومشوّق يصل إلى حدّ
الإعجاز والإبهار !! .
" تحية خاصة إلى الكاتب الأديب المبدع د.نبيل فاروق ،
والأدباء المتميزين في أنحاء العالم العربي " .
وهنالك آخر يؤلف مقطوعة موسيقية تتغلغل في مكانين الأحاسيس ،
كأنها تحكي بألحانها فصلاً عجيباً من كلام النفوس ولغات المشاعر !! .
وكذلك بعض مخرجي الأفلام السينمائية ، الذي يحبكون أحداث الفيلم
بترابط عجيب وتدرّج مدروس وحس إجتماعي فائق ، ويُخْرِجون إلى
أبصار المشاهدين تحفة سينمائية يتيمة قد لاتـُنسى طويلاً في الأذهان
والعقول !! .
ولا ننسى مهندسين ومعماريين خطت أقلامهم وأوراقهم أعجب التصاميم
وأروع المشاريع العمرانية والأبنية العملاقة أو الفاخرة ؛ التي فيها ماهو خارج
عن إختصاصاتهم الأكاديمية ، والتي يندر أن يتكرر نوعها ! .
هذه الأمثلة عن " العبقرية غير العلمية " هي قليل من كثير ، ويحتاج
الكلام عنها صفحات وصفحات ! .
ونلاحظ في هذه الأمثلة القليلة وجود عوامل وهبية غريبة في مثل هذا النوع
من العبقرية تتجاوز في كثير من الأحيان المعارف العلمية الأكاديمية ! ، كما
نلاحظ أن أكثرها هو فوق طور الفهم البشري العادي .
إذن الحديث عن " كـُـنـْهِ " العبقرية بأنواعها قد لاينتهي ، إذ هي دائماً
تتجاوز المعتاد في أوضاعها المختلفة ، وتحير العقول ، وتبهر الألباب ، وتشير
بقوة الى وجود عوامل غامضة وأحوال سمائية مشيئية لهذا النوع من البشر ! ،
والله اعلم بأسرار خلقه .
.
|