كاتب الموضوع :
hend
المنتدى :
الحوار الجاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيف حالك أختي هند..وحال مصر..
أحسبك رومانسية جدا أختي..ليس بسبب هذا المقال..بل لأنك إنسان أيضا..
فكل إنسان يحمل في داخله إحساسا بالجمال، يستطيع أن يرى به الجمال في كل مكان، ما دام في أوضاع نفسية تسمح له بذلك..
لكنهم يختلفون في مدى إظهارهم لهذا الشعور، أمام الآخرين..
أنا أضطر في كثير من الأحيان أن أخفي إحساسي بجمال مشهد ما من المشاهد ،قد أكون صادفته في مكان ما، ومعي أناس آخرين..
أعطيك مثلا أختي:
عندما أتصفح مثلا الانترنت وتطالعني صورة السيد حسن نصر الله، وهو مطرق، وعينيه مغمضتان، كثيرا ما أتوقف طويلا عند هذه الصورة، أتأملها، وأتملاها، لكن أتجاهلها مكرها عندما يكون أحد ما بجواري..
وأيضا مشهد الفتاة الصغيرة، وهي شاردة..مشهد يثيرني ويجبرني على التوقف أمامه طويلا، لكنني أتجاهله غالبا عندما أصادفه في الواقع، لأنني قرأت في الجرائد أكثر من مرة، أن هناك حيوانات من البشر تغتصب هؤلاء البنات الصغيرات، فأحرص إذن على ألا أظهر إحساسي بالجمال هذا، لأنه ربما من يرى عيني في تلك اللحظات، قد يحسبني أحدا منهم، ولا طاقة لي بمثل هذه الزراية المهينة..
وأيضا مشهد الفتاة عندما تتوب، وتنقلب رأسا على عقب..
هو مشهد صادفته بالفعل، وأعرف إحدى بطلاته، هو مشهد جميل له ثقله الكبير في شعوري..
لكن لا أحب أن أصفه لأحد، حتى لا أتهم أيضا، فليس كل ما تراه يراه الآخرون..وليس كل ما يراه الآخرون تراه أنت..
وأيضا مشهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ألقى على أسماع قريش، وأسماع الزمان، بقولته الخالدة المنبثقة من ينابيع الإيمان، وهم الذين جاؤوا يعرضون عليه المال، والملك، والجاه، مقابل أن يسكت عنهم وعن آلهتهم..
قال: والله يا عم !!
لو وضعوا الشمس، في يميني.. !!
والقمر في يساري..!!
على أن أترك هذا الأمر.. ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه !!!هذا المشهد أختي يهزني، وأستشعر فيه جمالا بلا حدود، وهو مشهد أستطيع أن أعبر عنه، أمام الآخرين، لكن لا أستطيع أن أسرف في ذلك إلا عندما أكون وحدي ..
ومشاهد أخرى كثيرة جدا..أتأثر بها، لكن لا أستطيع التعبير عنها تماما أو أخفيها..
مشهد فتى المدرسة وهو يأتي إليها من منطقة بعيدة جدا، ولا يجد مكانا يتغذى فيه،فينزوي تحت شجرة في ركن ما من المدرسة حتى يرجع زملاؤه من بيوتهم، استعدادا للدوام الجديد، وحين يلتقيهم، يواجههم بابتسامة من لا يعرف الجوع، والحرمان، ثم يتفوق عليهم في الفصل بعد ذلك..
ومشهد الوفاء بين الصاحب وصاحبه، عندما تعرض لهم المشاكل، والمنغصات، والدسائس، للإيقاع بينهما، فيسقطان في الفخ، لكن لا يلبثان حتى يصطلحا من جديد، وهنا الجمال في أرقى صوره..
ومشهد الزوج الذي لم ينم ليلته يفكر كيف يعتذر لزوجته التي جرح مشاعرها،وآذاها، فيقرر أخيرا أن يفاجئها في الصباح بمفاجأة، تعيد مشاعر الود إلى علاقتهما المقدسة، وتعابير وجه الزوجة وهي تتلقى هذا التغير الجديد الذي لم تتوقعه وهي تخلد إلى النوم مثقلة بمشاعر الحزن والقهر وال... .
ثم مشهد الصمود الأسطوري الذي جسدته المرأة في جنوب لبنان، وهي تقف صارخة أمام الدمار ورائحة الموت قائلة: بيتي فبيروت انهد !
وبيتي في الجنوب انهد!
ونحن فدا المقاومة وسيد المقاومة..
ثم مشهد..
ومشهد..
كثيرة هي المشاهد، وقليلة هي المرات التي أعبر فيها عن كل هذا أمام أحد..
وكل إنسان يحمل معه إحساسا بالجمال..لكن بتفاوت من شخص لآخر حسب الوضعية النفسية العامة ، واللحظية التي يكون عليها المرء في كل وقت..
ونحن نختلف مع ذلك في مقدار ما نستطيع إظهاره من إحساس تجاه الأمور في كل مرة..
ولله في خلقه شئون..
أشكرك على موضوعك المثير للأحاسيس أختي هند..
وأتمنى أن أكون قد قلت شيئا مفيدا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
|