المنتدى :
البحوث العلمية
شيء في السماء أسمه الثقب الأسود !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
شيء في السماء أسمه الثقب الأسود :
مازال كوننا يخفي في ستاره الأسود وغموضه اللامتناهي أشياء تثير الغرابة ،
وتحير الفكر ، ولايقال ذلك من باب التشويق أو شد الإنتباه ، بل يقال ذلك لأن
حقائق هذا الكون تفرض نفسها بسهولة ؛ من خلال خلق بعد آخر يظهر في
هذا الكون الكبير الهائل ! .
وصفحة الكون كما تُرى هي داكنة أو سوداء في تعبير آخر ، تتخللها تلك
الجواهر النجمية والماسات المجرية المضيئة هنا وهناك ، والى هنا نتساءل :
كيف يُعرف أن هنالك ثقباً أسوداً في هذا الستار الكوني الأسود ؟! .
إنها بلا شك مفارقة عجيبة ؛ أن يُحدّد الأسود في الأسود ! ، ولكن لاعجب من
هذه العجائب الكونية التي لايعلم عددها الا خالقها ! .
مسمى الثقب الأسود يثير خيالاً خاصاً ومعنى غريباً ، وهذا الشيء الداكن
اللامرئي هو في حقيقته نجم ميت بالأصح ، شمس بلاضوء ولاحرارة ، شيء
ضخم جداً جعلته القدرة الى أصغر شيء يمكن أن يكون ؛ بعد إنضغاط
رهيب لايمكن تصوره حصل للكتلة الشمسية له في ذراته التي تكاثفت فيما
بينها الى أقصى حد ممكن ، حتى صار شيئاً ثقيلاً جداً جداً ولكن أصغر حجماً ،
هذا الشيء يتميز بالآتي :
1 – أنه نجم في آخر مرحلة له ، وهي مرحلة موته .
2 – أنه نجم ذو كثافة عالية جداً ذو ذرات متناهية في الإنضغاط والتماسك .
3 – أنه نجم ذو جاذبية عالية جداً ، يبتلع من حوله كل جماد ، ولايفلت من جذبه شيء حتى الضوء ( الذي يُرى أنه بلا وزن ) .
4 – أنه نجم من النوع النجمي القليل العدد في المجرات مقارنة بالأعداد للأنواع الأخرى .
5 – أنه جرم فضائي لايرى في مدى الرؤية العادية البصرية ، بل يرى أثره كبقعة يختلف إشعاعها عما حولها ، وكذلك فإن ماحولها من نشاط كوني يدل عليه ، وهذا النشاط حولها يبدو كدوامة تدور حول شيء ما .
6 – أنه نجم بجسم لايشع ضوءاً ، لذلك لايُرى في السلم اللوني الضوئي العادي .
والثقب الأسود النجمي يشبه مكنسة فضائية متنقلة في مجال فضائي ما
من المجرة التي ينتمي إليها ، فأي جسم فضائي شارد أو تائه حوله مصيره
الإبتلاع الى الأبد في مركزه الجذبي القوي جداً ! ، وكم هو عجيب أن يقوم
شيء فضائي ميت بحجم النجم بوظيفة مثل الكنس أو التنظيف المحدود
وغير المحدود في هذا الفضاء المترامي المتسع !! .
وإذا كان في قوله جل وعلا : (( الجوار الكُنّس )) إزدواج معنوى إعجازي عن
عن صفات لنجوم السماء ؛ فإن هذا يعني وجود سر علمي فضائي مكنون
في طيات معاني هذه الآية الحكيمة ! .
وإذا كان أيضاً في قوله عز شأنه : (( النجمُ الثّاقب )) إزدواج آخر معنوي إعجازي لغوي يدل على الثقب الأسود ؛ ففي ذلك إشارة خافية عن هذا النوع الغريب من نجوم السماء بخصوص هذه الآية الحكيمة ! .
والثقب الأسود المعلوم هو في حقيقته ( نجم ) في أصله ! ؛ وكلمة ( الثاقب )
مصدرها الحرفي ( ث ق ب ) ومنها كلمة ( ثُقب ) ؛ ومن هنا تبادر الى ذهن أرباب البصائر أن هذه الأية المكنونة تشير بخفاء معنوي عن هذا الثقب
الأسود ، الذي هو في آخر الأمر خلق رباني كوني ! .
وهذا الثقب الأسود عجيب في وظيفته الكونية الغامضة التي تشبه المقبرة الفضائية ؛ ولو قدرّ لأحد أن يقترب الى مسافة كافية منه ( وطبعاً لايمكن الإقتراب منه كثيراً ) لرأى شيئاً مهوّلاً ! :
سيرى كتلة نجمية جامدة مظلمة تدور حولها دوامة كبيرة هائلة تقترب من مركزها في دوران يثير الرهبة ! ، وما هذه الدوامة التي تدور إلا أجراماً شمسية وكوكبية بائدة منهارة تأخذ طريقها الى مصيرها المحتوم في قلب هذا الثقب الكوني ! .
وهنالك أجزاءٌ من هذه الدوامة تدور بسرعة شديدة قرب مركزها القاتم ، ويمكن
تشبيهها بدوامة مائية ضخمة تبتلع كل مايجاورها الى مركزها ! .
ومن عجائب الثقوب السوداء أن من علماء الفضاء من يتحيرون في أصل تكّون
الثقب الأسود ، وذلك أن هنالك ماأكتُشف منها في وضع شاذ عن أوضاع الثقوب السوداء المعتادة التي أكتشفت وعُرف أصل تكونها ! ، أي أن لها أوضاعاً غريبة محيرة ؛ وليس كل ثقب منها يماثل البقية مئة بالمئة !! .
ومن ذلك أيضاً أنه أكتشف حديثاً وجود ثقب أسود عملاق في قلب مجرة
أندروميدا العملاقة ، وما أثار عجب العلماء حوله هو أن هنالك مجموعة من
النجوم الزرقاء الفتية الشديدة التوهج تدور حوله ! ، يقدر عددها
بحوالي 400 نجمة شمسية ! ، ولعلك تتساءل :
لماذا لايبتلعها هذا الثقب الأسود الضخم وهي قربه وحوله ؟! .
وللحق هو نفس التساؤل الذي مر بخاطر هؤلاء العلماء ؛ ذلك – كما ذكر –
أن هذا الثقب يبتلع أيّ شيء يمر بجواره ؛ مايعني وجود قانون خفي جذبي
بين هذه الشموس الأندروميدية الزرقاء وهذا الثقب الأسود الذي تدور حوله ! ،
قانون قد لايعرفه البشر عن القوانين الجذبية الكونية ؛ إذ كيف تدور مجموعة
من الشموس الحية حول شمس كبيرة ميتة ؟! .
ولعل موقع هذا الثقب الأندروميدي من المجرة هو أحد الأمور الغريبة ! ، فالمعتاد
وجود الثقوب السوداء في أماكن نائية قاصية من المجرة ؛ أما أن يوجد ثقب أسود
كبير في مركز المجرة الممتلئ بالشموس فهذا شيء قد لم يسمع بمثله ! .
وفي مجرتنا إكتشفت ثقوب سوداء ، منها ثقب أسود يسير بسرعة هائلة نحو
قلب مجرتنا ! ، وآخر أكتشف فبله يسير في فضاء الكون بسرعة أكبر منه ! ،
وثالث أكتشف قيل أنه أكبر ثقب أسود مكتشف في مجرتنا درب التبانة ! ،
وقد يكتشف المزيد منها مع مرور الأيام والسنين .
وأحد هذه الثقوب السوداء يبتعد عن مجموعتنا الشمسية بحوالى 40 ألف سنة
ضوئية ؛ مايعطي الدلالة على أن أكثرها بعيد جداً عن مجموعتنا الشمسية .
وأما عن مقدار الإنضغاط الهائل الذي يحصل للثقب الأسود النجمي ؛ فلكَ أن
تتصور أن كرة الأرض إنضغطت وتكاثفت ذراتها وتقزّمت بشكل كبير ؛ لدرجة أنها
صارت بحجم كرة صغيرة لايتعدى قطرها 2 سنتيمتر ! ؛ إلا أنها لها نفس
كتلتها ! ، أي تقزّم وانضغاط شيء ضخم نصف قطره 6378 كيلو متر الى أن
يصير الى شيء ضئيل نصف قطره 1 سنتيمتر مع نفس كتلته ! ، وهذا
بالضبط مايحصل في عالم الثقوب السوداء .
( وفيما ذكر عن تقزم وانضغاط الثقب الأسود تأكيد عن مفهوم علمي
حقيقي هو : أن أكثر حجم الذرة فراغ ! ) .
ومن الملاحظ عن الثقوب السوداء أن حجمها الحقيقي أكبر بكثير جداً من حجم
شمسنا الصفراء ، وبالتالي قد تكون كتلتها أكبر بكثير من كتلة ذرات شمسنا
المعروفة ، أي أنه :
ليس كل نجم شمسي يمكن أن يصبح يوما ما ثقباً أسوداً ! .
هذا الثقب الأسود أثار لدى علماء الكونيات العديد من الإختلافات والتشابهات
في الآراء حوله ! ، والبعض منهم يعتقد – حسب حسابات فيزيائة كونية –
أنه توجد حول الثقب الأسود منطقة منحنية الزمان والمكان ( منطقة إنحناء زمكاني ) ، أي يتغير فيها مقدار الزمن والمسافة والبعد الثلاثي والرباعي لها
بشكل ليس مثل مانتصوره عادة عن مفهوم الزمان والمكان الذي يُجمع بكلمة
( الزمكان ) ! .
وما زاد من قوة إفتراض ذلك التقوس والانحناء الزمكاني حول الثقب الأسود
هي النظرية النسبية التي جعلت الزمان والمكان نسبيان في مناطق
الكون ! .
والبعض منهم يعتقد بوجود ( الثقوب البيضاء ) ، ومفهومها مشتق فيزيائياً من
مفهوم ( التناظرات الفيزيائية ) – أي أن لكل شيء عكسه – أي أن وجودها يعني أن لها وظيفة عكس وظيفة الثقب الأسود ؛ بمعنى أن الثقب الأبيض
يلفظ شيئاً من مكان ما من الكون كما الثقب الأسود يبتلع شيئاً من مكان آخر بعيد عنه ! .
وإذا وجدت هذه الثقوب البيضاء – إفتراضاً – فهذا يعني وجود نوع غريب آخر من شموس الكون ليس مثل الأنواع النجمية الباقية الأخرى ! .
والذين افترضوا وجود الثقوب البيضاء رأوا بوجهة نظر ما أن السفر الكوني ممكن عبر الثقوب السوداء ! ، ولكن هنالك توجسات عن مصير من يبتلعه هذا الثقب الأسود ! :
هل سيجد نفسه في مكان بعيد قصي من هذه البالوعة الكونية ؟ .
أم سيختفي وينضغط ويتحول الى مادة أخرى في قلب الثقب الأسود الى ألأبد ؟! .
مازال علم الإنسان قاصراً عن معرفة ذلك ! .
وافتراض وجود الثقب الأبيض يجعل البعض يتصور وجود طريق خفي مقوّس منحن في الكون بين الثقبين الأبيض والأسود ! ، ومادام في هذا الافتراض أنه منحن مقوس فهذا يعني وجود إنحناء ( زمكاني ) في هذا الطريق الكوني الخفي المفترض !! .
ومجاهل الثقوب السوداء من الأمور التي تحير فكر الإنسان عن ماهيتها
ووظيفتها الكونية ! .
. . والى لقاء قريب .
أخوكم عبدالله
ak-sp@maktoob.com
|