يوم السبت الصباح الساعة سبعة جلس في المطبخ لينا وأمها وأبوها وعبير و ناصر.أما أحمد فا راح لكليته يوم الجمعة الساعة ثمانية ونص ولا راح يطلع إلا الأربعاء وهاذي أخر سنة له في الكلية الأمنية و بيتخرج برتبة ملازم .أما مشاعل لحقت مدرستها مع أخوها التوأم مشعل وكلهم في مرحلة ثالثة ثانوي وكان للينا أخوان صغار سامي في المتوسطة وعبد السلام في المرحلة الابتدائية و اللي وصلهم أبوهم مدارسهم ورجع للبيت . أما أختهم
عبير تخرجت العام الماضي من قسم التاريخ و تفكر أنها تحضر دراسات عليا بعد ما تأخذ هاذي السنة راحة. قال ناصر وهو يشوف ساعته
"يلله يا لينا قومي البسي عباتك أوصلك كليتك قبل أتأخر على جامعتي "
لينا :- " أوكي "
قبلت رأس أبوها وأمها وطلعت
ناصر:-" توصون شيء؟ "
أبو الوليد :- " الله يسلمك أنتبه في طريقك "
ناصر :-" إن شاء الله مع السلامة "
شوارع الرياض مزدحمة في مثل هذا الوقت و كان الجو بنسبة للينا كئيب على غير العادة. وقفت السيارة عند الإشارة و قال ناصر
" لينا عندك شيء المحاضرة الأولى؟ "
"لا, لا الأولى ولا الثانية"
" أجل ليش رايحه بدري؟ "
"لو ما رحت معك كان رحت مع الباص من صباح الله "
"كان خليتي أبوي يوصلك متأخر"
" لا أخاف يفتح معي الموضوع وتنسد نفسي على الصبح. أنت عندك شيء المحاضرة الأولى ؟ "
"عندي محاضرة بس تدرين خلينا ندج اليوم "
" لا الله يعافيك أنا عندي كويز الثالثة "
" ما يهمك بنزلك في الكلية قبل الساعة تسع يعني بتلحقين على الثانية و عندك off راجعي فيه للكويز "
"طيب أنت عندك محاضرة الأولى "
"غياب ساعة ما يضر بعدين الدكتور ما هو باللي يحضر "
" لا الله يخليك أنت باقي لك سنة وتتخرج والمعدل تراكمي فا شد حيلك "
"أيه بصير دكتور وأنا للحين أسوق سيارة العايلة "
"أحمد الله جيب فكس أر ما هو جمس بيكن موديل 77 و المكيف خربان و اللي من ندخل الحارة الكل عرف أننا جينا "
ضحك ناصر وهو يتذكر الجمس القديم وقال
" ميزة ذاك الجمس أنه عند الإشارة كل السيارات تهج من صوته يخافون أدعمهم "
سكت شوي ولا حظ شرودها وعرف إنها تفكر في موضوع راكان فقال مبتسم
" تدرين في نكته على الجمس يقول لك هذا بريطاني أسمه جمس بيكن قابل واحد أسمه لينو فقال له لينو أسمك أيش؟ قال مستر جمس بيكن فقال لينو يستهزئ ما هو مصدقه طيب أنا مستر جمس لينو "
قالت لينا بملل
"هاهاها ما تضحك "
"أدري لأني محرفها إلا كم باقي لك وتتخرجين "
"سنتين بتمام والكمال "
"لينا شدي حيلك ولا تخلين فكرة الزواج تأثر فيك "
قالت تقلد طريقة عبد السلام إذا ما فهم شيء
"إن شـــــــــــاء الله... إلا حنا وين رايحين؟ "
"ليه مستعجلة على الكلية؟ والا تبين الفكه مني؟ بنروح لكوفي شوب عمرك ما تحلمين بزيه ونأخذ لنا كوبين كوفي يقعدون روسنا عشان إنمخمخ على الصبح ونعرف نداوم "
وصلوا للكوفي شوب و شاف ناصر الزحمة عند خدمة السيارات فا نزل يشتري ويرجع لها .حست لينا بجوالها اللي كانت حاطته على الهزاز و لقت رسالة واردة أفتحتها و إلا هي من راكان
"صباح الحلم صباح النور صباحك آآآه ما يمدي أنا وحدي أتمتم …نور
صباحك غير صباحك خير صباح الضحكة لا طارت! ولا صارت !
صباح البسمه لا مست نسيم الصبح واحتارت !
صباح أحلى ..خطاويها أمانيها صباحي يومي أناديها
صبحي غير… بشعورك......"
وقفت عن القراءة وهي مكشرة وضايق صدرها. لمحت شكل ناصر داخل الكوفي و قررت ما تخرب اللي قاعد يسويه ناصر عشانها من الصبح ومسكت الرسالة وسوت لها إعادة إرسال و أرسلتها له. ما تدري كم بقت تستناه لين قطع تفكيرها ناصر وهو طالع من الكوفي و شايل في كل يد كوب كوفي وهو يأشر لها براسه تفتح له باب السيارة قال وهو يجلس مكانه
" يا حبيبي على الرقة على الصباح تسلمين على الرسالة الحلوة ما خبرت إن أحد فيكم ذكرني بالرسايل اللي تفتح النفس على الصبح ما غير أنا اللي طفرتوني من كثر ما أرسل بس الحمد لله جهدي ما راح عبث طلع فيه نتايج حلوه على كذا عطيتيني حافز أوصلك كل يوم للكلية"
" شفت أني أصيلة "
" أيه أصيل وأخت ارجال بعد "
"أيه أمدح نفسك "
"يا أختي حر بمدح نفسي بلاش ما على حسابك شيء وبعدين لا تراهنين الحين أنزلك عند الكلية وتشوفين ردت فعل البنات "
" وأنت الصادق عشاني أختك "
"بس ؟ "
" ليه في سبب ثاني؟ "
"يمكن يتقربون منك عشاني "
" يمكن من عارف "
" ألا ما قلتي لي زواج شمس قبلك والا بعدك "
ارتبكت لينا لكن هي كانت مجهزة جواب من قبل لمثل ها السؤال
" للحين ما حدد زوجها بس ما أتوقع يتزوجون السنة ذي"
ما قدرت تقول له أن شمس طلبت الخلع من زوجها محمد قبل زواجها بشهرين لأن شمس وصتها ما تقول لأحد أبد قال ناصر
"الله يتمم لهم على فكرة قلتي لها إنك ملكتي؟ "
"لا اليوم بقول لها "
أضحكت بكآبة وهي تقول
"تتوقع تصدقني؟ "
" ما أدري بس انتبهي لا تقولين لها عن كل شيء . أعرف أنك أنتي وهي مثل التوأم وتعرفون بعض من زمان بس مهما يكون بعض الأحيان لازم يكون فيه خصوصية ولا تنسين اسأليها عن عاداتهم لأن راكان من نفس قبيلتهم لكن من فخذ ثاني "
بعد كذا غير ناصر الموضوع و بداء يقلب رأسها بمصطلحاته الطبية ثم طلب منها أنهم يتكلمون باللغة الإنجليزية عشان يختبرون مهارتهم فيها. وصلت لينا للكلية الساعة تسع إلا ربع وقبل تنزل من السيارة أرسلت لشمس رسالة إنه إذا كانت فاضيه تنتظرها عند قاعتها. مشت لينا متجهه لقاعتها وقامتها مشدودة بثبات واستقامة وهي تاركة الزرين العلويين للبلوزة البيضاء مفتوحة لعنقها الجميل الملتف حوله خصلات من شعرها الناعم اللي تركته مايل بفرقة على جانب من راسها ومعلقة على كتفها شنطتها السوداء كل شيء حولها يجزم أنها واثقة من نفسها وحياتها مستقرة ومرتبة و منظمة بدقة من دون تعترضها مشاكل أو فوضى واللي أساسا كانت موجودة في داخلها من غير ما أحد يعرف عنها. شافت لينا صديقتها شمس واقفة مقابل باب القاعة ومتكئة بذراعها على السياج اللي يكشف على الساحة الداخلية للكلية ولأنها كانت متلخبطه من البداية وش بتقول سلمت عليها بحرارة غير معهودة فقالت شمس
"خير كل هذا مشتاقة لي! "
"شفتي قد أيش أحبك "
" هاتي من الأخر ما هو على شمس شايفتني أخوك عبد السلام "
استندت لينا على السياج بظهرها وقالت
" لا أبداً. توقعي اليوم في السيارة سألني ناصر متى زواجك و قمت أخبط وقلت للحين ما حددوا "
تدرج اللون الأحمر لخدود شمس وهي تقول
"يا فشيلتي كان قلتي له تراه بطي "
"على طاري الزواج بقول لك خبر خمني؟ "
"عبير خطبها واحد؟ "
"لا "
"غريب! هو فيه يعني سالفة زواج؟ "
"أيه "
التفتت لها شمس واللي كانت صاحبة بشرة بيضاء نقية أبرزها لون بلوزتها الأسود ولها طول معتدل لكن أقصر من لينا شوي.رجعت شعرها اللي صابغته أشقر عن وجهها ورفعت راسها وقالت
"و الله ما عاد بقي غير مشاعل لأن أنتي يئست منك"
"ليه وش قالوا لك؟ "
"أنا أدري عنك كل يوم تقولين ما جاء مجهول الهوية "
" طيب ترى الموضع يتعلق فيني "
شمس تناظرها بمكر
" صادقة؟ لا تخليني أفرح على الفاضي, أعرفك تعجبك ذي الحركات"
" لا ذي المرة جد "
شمس بحماس
"أحلفي؟ "
"والله "
شمس طارت من الفرح وقبلتها وهي ما هي مصدقة
"مبروك ألف ألف مبروك ومن هو عدنان زمانك ومتى تقدم لك؟ "
" هو ترى الموضوع خلصناه لأن الملكه كانت يوم الأربعاء "
" يا خاينه ألحين أنا كنت أعلمك بكل شيء أول بأول حتى لو بس أهلي لمحو لي أقول لك وأنتي تقولين لي بعد الملكه "
" هو كل شيء جاء بسرعة وبعدين أنا ما كنت حاسة أنه بيكون فيه شيء أكيد "
"حتى ولو؟ "
" هيه شمس ما هي حلوة أقول انخطبت وبعدين أقول خلاص هونت "
"وش معنى أنا اللي أقول لك كل صغير وكبير وأنتي ...."
قاطعتها لينا
" لا فيه فرق أنتي لو أخذت الخبر كان علمتي أهل بيتك كلهم أما أنا ما قلت لأهلي إلا يوم ملكتي وأخرتها يوم أنك تراجعتي و فركشتي الموضوع تركتي مهمة التغطية علي "
" أممم معك حق"
" أسألك شيء وتصدقيني ؟ "
"تفضلي "
" أنتي للحين متعلقة في محمد؟ "
" لا "
"أكيد؟ "
ناظرتها شمس وقالت
"أيه ليه ؟ "
مدت لينا رقبتها وهي على وضعها تشوف البنات اللي يمشون تحت عشان تهرب من عين شمس وقالت
"مدري عنك هذا رابع واحد يتقدم لك بعد محمد وترفضينه من دون سبب!"
" لا ارتاحي بس ما جاء مجهول الهوية على قولتك ...إلا على طاري مجهول الهوية حقك أخبر إن شرطك الوحيد فيه أنه يكون حنون هو حنون والا لاء؟ "
دارت لينا حول نفسها و سندت يدها اليمنى على السياج و ريحت راسها عليها و جت تفتح فمها بتتكلم أنه هي وش يعرفها؟ لكن شمس انتبهت للوقت من ساعة لينا و استأذنت بسرعة
"يهـوهـو دايم إذا وصلنا للمواضيع الساخنة تنقطع السالفة مع السلامة لينا عندي محاضرة الحين أقدر أشوفك اليوم؟ "
" ما أتوقع ما عندي off إلا المحاضرتين الأولى "
"خلاص أجل أشوفك بعدين وبيكون بينا اتصال سلمي على الأهل "
" الله يسلمك "
راقبتها لينا ألين اختفت عن نظرها ثم ابتسمت من فكرة إن راكان يكون حنون هذا من سابع المستحيلات. استرخت وهي تتأمل اللي يمشون في الساحة الداخلية هل فعلاً شمس صادقة يوم قالت لها إنها نست محمد ؟ كانت لينا دايما تتفق مع شمس في أمور كثيرة إلا في تخصصاتهم وقت التسجيل للكلية لينا اختارت اللغة الإنجليزية وشمس اللغة العربية. كان هذا هو الفرق الوحيد في اهتماماتهم وإضافه على الخمس سنوات صداقة بينهم هذا كله خلاها تفهم شمس وتعرف وش ممكن تفكر فيه. رجعت بها ذاكرتها لمنتصف السنة الأولى لهم في الكلية. وقتها شافت لينا إن شمس كثيرة سرحان وأفكارها توديها يمين وشمال فقالت وقتها
" أيه اللي ما خذ قلبك يتهنا به "
ابتسمت لها شمس وما ردت قالت لينا
" أقول شكل السالفة جد من سعيد الحظ هذا اللي أمه داعية له بأخر الليل؟ "
" واحد ما يقرب لي "
" أنا كنت أمزح والبنت عطتنياها على وجهي كاش. أوكي يا شمس أزين و ازينين بعد أنه ما يقرب لك وش المشكلة؟ "
" ما فهمتي "
" فهميني شكل أستاذة الفقه كملت معكم درس الخطبة اليوم "
"وهذا اللي ذكرني في الموضوع "
" والله شكل القصة على أخر طراز حمستيني تكلمي "
" هدي لا تحمسين والا شيء لأنه ما فيه كثير ينقال فيه واحد يقرب لزوج أختي الأول ومن كثر ما تمدح فيه عجبتني شخصيته يعني فعلاً تحسين أنه مختلف "
" يا حبيبي على الأفكار بالله سلمي لي على أخوك عبد الله وقولي له يعطيك على دماغك هذا ضربة تعدل وضعه "
"لينا أنا ما أمزح "
"أوكي وأنا بعد ما أمزح أنا ما أقول أنه فيها شيء الوحدة تعجب بشخصية إنسان محترم خصوصاً أنك تقولين عنه مميز بس أني أشغل تفكيري فيه هنا الغلط لأن أولاً أنتي تقولين ما هو قريب لك وكأنك تقصدين أنه ما يدري عنك أو يمكن تقصدين أنه ما فيه أي أمل أنك ترتبطين فيه خلاص أجل يا أختي أنسيه "
" يا حياتي الموضوع ما هو كذا بس "
"أجل؟ "
" قبل فتره كان عندهم عشاء وعزمونا و شفته قدام باب بيتهم يرحب بضيوفه ومن ذاك اليوم عجزت أنساه "
" لا يا قلبي تقدرين و تو الموضوع في بدايته و نصيحة من أخت لا تربطين نفسك بأوهام وإذا تقدم لك في ذيك الساعة عاد أحلمي زي ما تبين وأنا بساعدك "
ابتسمت شمس بحزن وقالت
"المشكلة الشيبان موزعين الزوجات على كيفهم. من يوم الناس أطفال وهم مسوين إعلانات إن فلان لفلانة وفلانة لفلان وقليل من الشباب اللي خالفهم وأولهم ولد أختي فهمهم أنه لا أحد يدخل في حياته بس عندوا فأخذ شهادته ودخل أرامكوا يقول أحسن له يبعد عنهم لين يفهمون أنه رجال وإذا تخرج بيأخذ البنت اللي يبي"
" رهيب يعجبني هذا عرف يتعامل معهم "
"أيه بس شوفيه هبل فيهم تخرج الآن له ثمان سنين وكل ما خطبوا له وحده وشافها قال ما تناسبني "
"يوه شكله مرة شايف نفسه "
" والله ما تصدقين أمه وأبوه يوم اسمعوا شروطه التعجيزيه أحلفوا ما يتدخلون عقب ما فشلهم عند الناس"
ضحكت لينا وقالت تمزح
"هذا علاجه أنكم تزوجونه من غير ما يشوف البنت وتحطونه في الأمر الواقع "
" لا هو مصر إن الشوفه من حقه والله ليعجّز ما أحد أخذه أمه تقوله إن البنت اللي وصفها بيلقاها في الجنة "
"ما عليك منه العيال يعرفون يدبرون أمورهم ومصيره يقتنع, أنتي أهم شيء لا تضيقين خلقك وترى حتى الشيبان عندنا زيكم بس ما يقولون فلان لفلانة لا يقولون فلانة مسماة لفلان وهذا أكثر ارتباط وأخرتها يوم كبروا الشباب كل واحد أخذ وحده غير اللي قالوها له ولا حسبوا لأحد "
" عاد هو بلهجتكم مسمى لبنت عمه "
ضحكت لينا غصب عنها وقالت
" معليش أسفه شمس ما قصدت بس لا يسمعونك ولا ذبحوك إحنا الرجال عندنا ما عمري سمعتهم يقولن أنه واحد مسمى لوحدة لأن كذا عندهم أنك تنقصين من هيبة الرجال يعني هم يقصدون أنه ما هو حكر على وحده "
"يوه على ذي العقليات المتخلفة بتجنني "
"طيب أنتي شفتي البنت اللي بياخذها... إلا على فكرة ما قلتي لي أسمه؟ "
" محمد "
"طيب أللي بياخذها محمد عاجبها الوضع؟ "
ما قدرت شمس تتكلم فا هزت راسها قالت لينا
" أها كذا الوضع أكتمل وهو أيش رأيه ؟ "
" ما أدري هم ما يقربون لنا عشان كذا ما ادري بس حسب ما سمعت من أختي أنه بيخطب الشهر الجاي وما أحد عارف من هي بس أنا ما أتوقع أنه يخالف أبوه و عمه "
"وكليها على ربك ولا تشغلين ذهنك والزواج قسمة ونصيب وما تدرين يمكن خيره أنك ما تأخذينه "
ابتسمت لينا لا شعوريا وهي تتذكر أنه بعد الشهر من جلستهم هاذي شافت السعادة بعيون شمس وهي تقول
"صباح الخير "
"صباح الورد الأخت متشققة من الفرحة فرحينا من دخلنا الكلية ما عاد نسمع أخبار حلوة "
"وش دراك أني فرحانة ؟ "
"وش دراني ؟ يا أختي بسم الله عليك إذا صرتي مبسوطة والنفسية تمام تصير بشرتك ثـلج و شفايفك تحمر أكثر من قبل بس إن كنت محزنه والهموم على راسك تصير بشرتك محمره وعاقده حواجبك و شفايفك الحلوه هاذي لونها شاحب وتقل عاصرين ليمون عليها ما قلتي لي وش مفرحك؟ "
" أنتي قولي "
" البنت تسحي لا تقول خطبك محمد "
قالتها لينا بمزح لأنها تعرف إن شمس ما عاد تتبع أخباره لكنها تفاجئت بشمس تعقد حواجبها
"أسفه شمس ما كنت أتوقع أنك للحين تفكرين فيه "
ضحكت شمس العالية لفتت الانتباه لهم وقالت
" اللي قلتيه صح "
"أشوى خوفتيني الله يرج بليسك ظنيتك زعلتي مني "
" هيه بنت أفهمي زين كلمتك الأولى صح"
" محمد خطبك؟ "
ابتسمت شمس لها وهزت راسها فضمتها لينا وباركت لها من كل قلبها وقالت
"من كان يتوقع والله حركاآآآآآآآآآت وكيف عرفك؟ "
" أم زوج أختي تصير خالته وكانت تذكرني وكذا اتصلوا فينا أمس يخطبون مبدأي يعني بيعرفون رأيي أول بعدين يجون يخطبون رسمي "
"لحظة لحظة زوج أختك لطيفة ما غيره "
" أيه الأول مو الثاني "
"ممكن تعطيني بالأسماء عشان أستوعب "
" ما هو المشكلة أن زوج لطيفة الأول أسمه محمد بعد "
"هاذي والله اللخبطه "
"شوفي هذا محمد وخلينا نقول طليق أختي أمه تصير خالة محمد اللي بيخطبني "
"أيه كذا فهمت طيب وش قالت لهم أمك "
" قالت عطوا البنت مهلة تفكر"
شهقت لينا بمزح
" يا مفتريه مزعجتني ذاك الأسبوع و مسوية مناحة وخفت تذبحين البنت اللي مسمينها له وأخرتها قال بتفكر! عطيني عطيني رقم أمك والا أقول أم محمد بالمرة أقول البنت موافقة من قبل ما تدقون "
ضحكت كل وحده بسعادة غامرة و بعد هذا بشهر خطب محمد شمس رسمي وكتب عقد زواجهم وحدد الزواج وكانت لينا تضحك أحيانا وهي طفشانه من كثر ما أزعجتها شمس بمحمد وصار كل كلامها عنه خصوصا وإن عادتهم تسمح له أنه يزورها ويجلس معها وهذا اللي ترك الاثنين يتعلقون في بعض لكن الغريب أنه قبل الزواج بشهور تغيرت شمس وصارت دايم متضايقة و متكدرة وكان السبب الرئيسي راجع لردة فعل قريبات محمد واللي ضايقوها بكلامهم و أفعالهم لأنهم ما يرحبون أبدا بزواج ولدهم من بنت غير بنت عمه فتعبت نفسية شمس ومع إنها تجاهلتهم إلا أن ألاكتئاب صار يسيطر عليها ويخنقها وهي تحاول تضغط على نفسها لأنها تحب محمد لكن في النهاية ما قدرت تتحمل و طلبت من أخوانها واللي أكبرهم أسمه عبد الرحمن إنها ما تبي تتزوج. عصب عليها كل أهلها وهاوشها وقالوا لها إن الزواج ما هو لعب توافق في يوم وتغير رأيها في اليوم الثاني لكنها أصرت على موقفها وبكت عند أخوها عبد الرحمن واللي تعاطف معها ورحمها واتصل بمحمد وقال له الخبر. وأكثر ما أعجب لينا في محمد صدقة و إخلاصه لأنه رفض لدرجة اضطروا يكلمون أعمامه واللي حاولوا يقنعونه لكن هو رفض بطريقة أقوى من قبل وتركهم في المجلس وراه وطلع. وظلوا شهرين على ذا الوضع وفي النهاية جابوا شيخ قبيلتهم وأعمام محمد وأخوله وأبوه وأخوان شمس واستحى محمد أنه يردهم بعد ما يأس من شمس اللي ما تركتها لينا يوم من غير ما تحاول معها وهي تسأل عن السبب لكن شمس ظلت على موقفها وبعد ما صدر الخلع من المحكمة ترجت شمس لينا إنها تقفل هذا الموضوع للأبد .
ضاق صدر لينا لأنها تذكرت كل هذا وفكرت في محمد اللي للحين ما تزوج وحالته صارت غير عن قبل وسألت الله أنه يجمعهم مرة ثانية .رفعت لينا ذرعها اللي أوجعتها من كثر ما سندت نفسها عليها وأنكمش وجهها للغبار اللي أثر في بلوزتها البيضاء. أنفضته عنها بضيق وهي تشوف بنات قاعتها جالسين على شكل مجموعات صغيرة متفرقة ويراجعون للكويز اللي بقى عليه ثلث ساعة .طلعت لها ربطة من شنطتها و أرفعت شعرها اللي كان منسدل على كتفها بحرية على شكل ذيل حصان و فضلت أنها تنظم للبنات وتدرس بدل الهواجس أللي ضيقت صدرها وما فارقت تفكيرها وهي تسأل عن الشيء اللي ينتظرها في مستقبلها القريب مع راكان...