كاتب الموضوع :
قلب الجبل
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل التاسع عشر
رجع راكان بعد ما صلى في المسجد وشاف لينا وشمس واقفات داخل ينتظرنه ومجهزات أغراضهن وما صدق إنهن أخذن كلمته بجد و تيقن وقتها أإن درجته في المزح مع البنات صفر. قبل يأخذ الأغراض قرر إنه يمثل دور المدرب ويحاول يمزح معهن قد ما يقدر. أول شيء سواه أنه طلب منهن يفتحن العبايه يشوف إذا ملابسهن تساعد على المشي ولا لا. فقال
" ما شاء الله من أولها مخالفة للأوامر "
شمس:- " معاذ الله يا رجل. ليه وش سوينا ؟ "
راكان:- " أولاً يا عزيزتي تنوررتك ما هي حقت ركض البلوزة ما تهمني ..."
قبل يكمل قاطعته شمس اللي تأقلم أخيرا على طريقتها :- " أنت جاد ولا تمزح؟ "
راكان :- " جد الجد بعد ثانيا النعال العادية ماش ما تخالج لازم تلبسون رياضية "
لينا :- " أيه بس حنا أقل شيء بنسويه إننا نجلس هناك ثم نمشي شوي ونرقى شيء بسيط من الجبل ونرجع "
راكان يمد شفايف بمزح وقال :- " أنا قلت كذا؟ "
لينا وهي مستغربة حركاته :- " لا "
راكان وهو يرفع يده :- " أها الحمد لله أوكي أرجعوا غيروا على ما أغير أنا ثيابي بعد "
دخلوا مرة ثانيه يبدلون ملابسهم وكانت لينا بتلبس تنورة أوسع من اللي لبستها قبل لكن راكان رفض ونسق لها وش تلبس. اجتمعوا مرة ثانية عند مدخل البيت فا سبقت شمس ولينا ركان لسيارة على ما يشيل هو الأغراض ولما جلس راكان في مكانه وصك الباب قال للبنتين
" جبتوا القهوة؟ "
شمس جالسة بالمرتبة الثانية ولا تكلمت عشان تجبر لينا تتكلم. فقالت لينا وهي تتساءل عن سبب سؤاله لأنه شيء بديهي إنهم يجيبون كل شيء ضروري
" أيه "
" والشاهي؟ "
" جبناه "
" وسيدة المائدة التمرة؟ "
في صوت لينا الضحكة :- " جبناها "
" الحلى؟ "
"جبناه "
" الفطاير؟ "
" جبناها "
"المكسرات؟ "
"جبناها"
"المويه؟ "
"جبناها "
" الترمس؟ "
هنا لينا وقفت مع إنها كانت ناويه تقول لشمس تكمل عنها بعد ما تعبت من تكرار كلمتها وسألته
" ليه الترمس ؟ "
" عشان نحفظ فيه العصير والغازيات إذا اشتريناها "
لينا :- " ما له داعي اللي معنا يكفينا بعدين حنا ما حنا مطولين هناك ولا؟ "
راكان :- " بنقعد إلى قبل صلاة المغرب بشوي ثم نرجع "
لينا تمزح بسبب كلامه:- " وش رايكم ننام هناك بعد مهوب أحسن؟ "
راكان يضحك من تعليقها:- "و الله الفكرة جت في بالي بس ما أضمنها لك "
ثم أضاف بأسلوب أكثر مرح " ما تشوفين من اليوم أعدد عليكم الأشياء ومسوي فيها مدرب مصدق نفسي إننا في رحلة استكشافية للجبل و ما ناقص غير نجيب ورقة وقلم ونحط صح قدام اللي مسوينها معدات "
شمس :- " هي بنسبة لي و لك مهوب رحلة استكشافية أما للينا لا. وش رايك أنا وأنت نلعب دور المرشد السياحي "
راكان يتصنع الذكاء :- " لا لا ما تصيرين مرشد سياحي بوجودي, أنا عارف إنك تهربين من التدريب عشاني أنا المدرب أعترفي يا شمس مكشوفه."
ضحكوا من تعليقه فقال
" أقول خلوني أنزل أجيب الترمس ولا وقفنا مكانا للمغرب "
نزل من السيارة ولاحظت لينا في جيب بنطلونه مسدس صغير فقالت
" راكان "
"هلا "
" ليش شايل معك سلاحك؟ "
" لأني ما عمري طلعت بدون سلاحي "
" حتى الأسابيع اللي راحت؟ "
أبتسم راكان وقال:- " و في كل يوم عشتيه معي بس أنا كنت أخبيه عنك "
لما صك الباب تأملت لينا قميصه الأسود اللي يحتضن عرض أكتفاه و بنطلونه الزيتي اللي يوضح طول ساقه وشعره الأسود الناعم اللي أختار وقت العمرة إنه يقصره. كان أنيق في تنسيقه لملابسه اللي تلامس عضلاته المرنة و جسمه الرياضي يتحرك بطريقة مهيبة وهو يمشي باستقامة وخطواته ترسم أثر مستقيم على الأرض اختفى داخل البيت فقالت شمس
" خايفة من السلاح؟ "
" الله لا يحوجنا له أنا أعرف إن السلاح مهم خصوصا في السفر ولا إذا خفتي أحد يسرقك بس فكرة إنه يكون معه على طول خوفتني "
" لا تلومينه أنتي تشوفين بعينك راكان رجال مستحيل إذا مر يقول واحد إنه ما شافه، الشيء الثاني انه واحد من زملاء الدراسة قبل تخرجه من أرامكوا طلع معه للبحر و .....تعرفين عاد أنتي وش ممكن يفكر فيه زميله ذا؟ "
حست لينا بنغمة الكره في صوت شمس وقالت " تقدرين تكملين؟ "
قربت شمس من مقعد لينا و أسندت ذقنها عليه وقالت
" اللي طلع معه كان تفكيره منحرف إذا أنتي فاهمتني؟ "
لينا باشمئزاز:- " أعوذ بالله "
شمس :- " هذا اللي صار وهو صرح باللي في نفسه و طبعا راكان أول ما سمع كلامه ضربه ضرب مجنون وزين ما ذبحه المهم أنه ركب السيارة وتركه مكانه عاد الولد راح الشرطة وأشتكى عليه وهو يقول إن راكان أعتدي عليه وضربة"
" الحيوان "
" طبعا جت الشرطة و أخذته وسين وجيم وخضعوا لتحليل كلهم وطلعت النتائج سليمة ما فيها شيء ثم كلموا أبو راكان و الله يجزا الضابط المسئول عن القضية خير لأنه أول ما شاف الفرق بين الاثنين وسمع القصة من راكان صدقه وما ادري كيف انتهت قضيتهم لكن من يومها و راكان شاري له سلاح و مصرحة ولا يتركه أبد "
" حسبي الله ونعم الوكيل "
" أقول لينا لا تكلمين راكان في السالفة تراه ما يدري أني أعرف "
" وأنتي وش دراك؟ "
" لأن راكان جاء لعبد الله أول ما دخل الجامعة وحذرة من أنه يطلع مع شباب ما يعرفهم من قبل أو ما يكونون من الجماعة وقال له سالفته وأنتي تعرفين أصوات الشباب إذا انفعلوا تصير مرتفعه فسمعتهم ترى ما أحد يعرف بقصته حتى أمه, المهم إن راكان ما عاد يثق في أحد غير عيال عمه وجماعته و أذكر وقتها إنه قال لعبد الله الحمد لله اللي ستر ربك وكان واحد وقدرت عليه مهوب عشرة "
لينا وهي مضطربة ولأول مرة تحس بالخوف على راكان و إنها مرعوبة من فكرة فقده
" يا الله الحمد لله اللي حفظه ربي الله يحفظه العمر كله "
كلهن انتبهن لراكان لما رجع ومع هذا قالت لينا
" أش هذا راكان جاء "
رجع راكان مكانه وصك الباب وقال وهو يبتسم
" معليه تأخرت عليكم "
لينا :- " لا عادي ما صار شيء"
حس بنبرة الصوت الجديدة وفهمها فقال بمرح وهو يحرك السيارة ويرجع بها وراء
" أشفعي لي يا شمس من تزوجت لينا وهي ما تعرف غير ذا الكلمة "
ودخلوا في معمعة الضحك وبدت المجادلة المرحة اللي تعودت لينا وشمس عليها لكن الجديد إن راكان صار معهم على نفس النهج . أخذهم راكان لمنطقة هو يعرف أن ما أحد يجيها بسبب صعوبة الطريق اللي يوصل لها . حطوا بساط لهم جنب السيارة وجلسوا يسولفون و مع إن الوقت صيف إلا أنه معروف إن جو أبها بارد واللي زاد البرودة الآن الهواء اللي يلفهم ويبعثر شعر رأسهم مع الأشجار الخضراء اللي تحيط فيهم من كل مكان. أستبشر راكان وهو يشوف لينا تتكلم بأريحية وتعبر عن إعجابها في المكان من حولها والفضل بعد الله يرجع لشمس اللي تفتح المواضيع وتناقش بأبعاد مختلفة ومحاور متنوعة ثم بدا التعلق بينهم على بعض الذكريات اللي يحفظونها. حسوا أنهم أكتفوا من الجلوس فقال راكان
" وش رأيكم نرقى الجبل الحين؟ "
شمس:- " أخيرا أتحرى الكلمة من اليوم "
لينا :- " ناخذ عباياتنا معنا؟ "
راكان :- "لا ما له داعي ما في أحد يجي قريب من هنا "
ربطت كل من شمس ولينا شعرها حتى ما يضايقها و بدوا يتسلقون الجبل وهم يعلقون على أشكالهم وطريقتهم لان شمس رابطه طرحتها حول وسطها أما لينا فكانت طرحتها معلقة على رقبتها و أطرافها اللي على صدرها مسكتها ومررتها تحت ذراعها وربطتها عند ظهرها فصار يذكر بجراب المسدس. طبعا راكان سبقهم بشيء بسيط وفي يده علبة مويه ويساعد أي وحده من البنتين تحتاج مساعدته. وقف وألتفت وراه يشوف وضعهن. لينا ما كانت تعاني من أي مشكلة ولا تحتاج لبذل جهد لأنه ألزمها تلبس بنطلون أسود ما يبين من ساقها إلى حركت انثنائها الناعمة بعكس شمس اللي كأنها سندرلا في طريقة رفعها لتنورتها التركوازيه الفاتحة المناسبة لبلوزتها البيضاء. مدت لينا يدها لشمس و تسلقت معها الصخور اللي قدامهن وأول ما رفعت رأسها لراكان وشاف وجهها البيضاوي وامتداد عنقها و نظرتها البريئة والسعادة تلمع فيها اجتاحته مشاعره تشده لها خصوصا مع الهالة اللي تحيط فيها والجاذبية الفريدة اللي تمتلكها ولأنها تلبس بلوزة صفراء صافي لونها وتلامس بشرتها برقة وياقتها مفتوحة و مكوية بعناية حس أن هذا اللون يضيف معنى جديد لها ولشخصيتها. نزل علبة المويه عند رجله و مد يده اثنتين اللي كان رافع أكمام قميصه عنها فبينت عضلات ذراعه القوية. مسك لينا وشمس وساعدهم حتى صاروا في مستواه و لاحظ برودة يد لينا فقال
" تحسين بالبرد؟ "
"يعني، مهوب مرة طبيعي كوني جايه من الرياض من درجة حرارة 46 إذا ما زادت لـ 48 بعد! و بيوم واحد تبيني أتعود على درجة حرارة 17 صعب!"
شمس:- "سبحان الله عكس العالم الكل يدور البراد إلا هي "
لينا :- "هذاك قلتيها أنا عكس العالم يبغى لي كم أسبوع عشان أنسى البر و حره "
شمس:- " لك كم يوم في أبها للحين ما تعودتي؟ "
لينا :- " يا حياتي فيه فرق لما أكون في البيت وبين أربع جدران وعلي ملابس سميكة شوي غير عني في الجبل والهواء يلفح رقبتي وظهري وملابسي خفيفة ما تعدي منه شيء "
حس راكان انه خارج الموضوع فا حب يشاركهم ويطلع من كلامهم عن الجو اللي شافه ممل بنسبة له
"لو كنت لابس لبس رياضي كان عطيتك جاكيته بس شوفت عينك "
شمس:-" أحلى "
جمدها راكان بعينه عشان ما تزعج لينا فقالت شمس
"خلاص بطلع منها "
راكان :- "المهم لو نتسابق ونرقى الجبل يمكن تدفين "
كانت لينا بترد عليه لكن شمس قالت لها بمكر لأنها ما تتجرأ تقول لراكان
"عندي إحساس أني جاية غلط معكم كان يمديك دفيتي لو أنكم لحالكم ؟ "
الحرج غط الاثنين فقالت شمس للينا تزيد من إحراجها
" ترى وجهك صار احمر! "
لينا زاد حرجها واحمرارها وقالت بسرعة لأن عين راكان تراقبهم
"لا هذا بسبب الهواء البارد "
ضحكت شمس بقوة فقال راكان اللي طول الوقت مبتسم وكأن الوضع بدى يعجبه
"البنت مبسوطة باللي تسويه شغلك عندي "
خطف جوالها من يدها وركض فيه لوهله كانت شمس عادي لأنها تعودت أنه يأخذه لكن فجأة تذكرت شي في الجوال وبسرعة حاولت تلحقه وهي تصرخ عليه يرجع ولينا بدورها لحقتها لكن بهدوء لان ببساطة شمس ما تقدر تبعد بسبب تنورتها الطويلة الواسعة اللي ما تساعد. فقالت شمس
" لينا ألحقيه بسرعة وهاتي الجوال "
" هذا من يمسكه شوفي وين وصل؟ "
" لا تقدرين أنتي سريعة ولابسه بنطلون "
تعلقت شمس بيدها وقالت
" تكفين "
لينا ما أعجبها كلام شمس فقالت
" طيب خلاص خلاص بعدين حنا ما بينا رجاء "
" بسرعة "
" شوفي خلينا نطنشه ونجلس وهو بيزهق و يرجع "
" على كذا يمديه يقرا الرسالة "
" أي رسالة؟ "
" في رسالة جاتني من وحده من باب المزح وأخاف يقرأها "
لينا تعاتبها
" وليه ما مسحتيها بعد ما قرأتيها؟ "
" يا الله هذا وقته أنا كنت حافظتها عشان تقرينها وبعدين أمسحها "
"خلاص أنا بشوف, أسمعي خلينا نروح له من غير ما نركض عشان ما يتحمس "
تسلقت لينا مع شمس الصخور اللي قدامها وهي تشوف أصابع راكان الطويلة تضغط على مفاتيح الجوال فقالت عشان تشغله و هي تتوقع أنه يقلب في ملفات الصور والصوت
" هيه راكان رجع جوال شمس "
طق طق بلسانه من بين أسنانه وهز راسه علامة على الرفض فقالت
" طيب خذ جوالي أنا وهات جوالها "
" ما في جوالك شيء جديد كل اللي فيه أعرفه "
" طيب أسمع والله عيب تأخذ جوال وحدة بنت وهي ما تحبك تشوفه "
راكان يتكلم وهو مشغول بالجوال
" ما عليك منها ترى هي تسوى أمانه وضمير وأنا دايم ألقى جوالي في يدها من غير ما أسمح لها "
" أيه بس أنت جوالك جوال رجال ما فيه شيء أما هي بنت يعني فيه كلام بنات وسوالفهن و هن ما يحبن أحد يقراها "
" يا سلام حلال عليكم حرام علينا "
" لا مهوب كذا بس أنك تأخذ جوال بنت من غير ترضا ما يصلح "
" أفكر أفكر راجعونا بعد الصلاة"
لينا تمشي بهدوء وراكان واقف مكانه أما شمس فنارها داخلها تحرقها . و فجأة ضحك راكان بصوت عالي وهو حاط يده على بطنه وما يقدر يوقف عن الضحك فجمدوا البنتين مكانهم. ناظر راكان في عيون شمس وهو يضحك ثم ناظر للجوال وهو يقول بصوت عالي
" كيف تصطادين المعرس؟ "
شمس شهقت وقالت
" لا راكان "
فقال راكان وهو يضحك
" ليه لا. كيف تصطادين المعرس أنطقي في البيت لين يجيك "
ولأنه يضحك شمس اندفعت جهته وتعثرت و تعورت ساقها فقالت لينا لها وهي تسندها وتمسك يدها
" صار لك شيء؟ "
" لا بس الحقي الخبل هذا بسرعة قبل يقرأ الرسالة كلها "
ولأن لينا حاسه بحرج شمس بسبب الكلمات اللي سمعتها من راكان شافت أن في ساقها نشاط عشان تركض له وتقفز بين الصخور برشاقة. شافها راكان فأسرع وكمل طريقة ولينا تصرخ وراه وتناديه يرجع لأنها عارفه إنه من المستحيل إنها تجاريه أبدا. أما هو فكان يكمل قرأته و يتهجى بعض الكلمات اللي شاف إن مصطلحاتها غريبة وهو يضحك بدون أي قيود فما قدرت لينا لأن ما بيدها حيله غير إنها توقف وتتأمله. لما شافها وقفت وهي عاقدة حواجبها رجع لها وهو يقول
" الله يعين الشباب عليكم أثر عندكم خطط وحنا المساكين ما ندري لا و نايمين على أذانا الله يخلف بس ويحفظنا من كيدكم "
لينا تحس بالإحراج مثل شمس فقالت
" أقول جب الجوال وأنت ساكت من كثر الزين اللي فيكم يوم نخطط عليكم لا شكل ولا مؤهلات ولا حتى تصرفات! نخطط عليكم على أيش؟ "
راكان قال لها وهو يحط الجوال قدام وجهها
" هذا هو الدليل تنكرين "
انتبهت لينا لصورة الكاريكاتيرية المضافة لرسالة فحمر وجهها وأخذت الجوال من يده
" هاذي مزحه بين البنات لا تصدق ترى أنتم الرجال تخذون كل شي جد "
غمز لها بعينه وقال
" مهوب دايما على الأخص مثل هاذي الرسايل "
رجعت لينا لشمس اللي تمشي على مهل بسبب ألم ساقها وهي تشوف راكان يمشي وراء لينا و يقول مبتسم
" والله وطلعتي منتي سهله يا شمس "
" أقول لا يكثر "
لما وقفوا جنبها قال يمازحها
" عندي لك خطه غير هاذي الخطط لأنها ما عاد تمشي, تعرفين الناس الحين تبصرت! أنا أقول أرقدي و كبري وسادتك ألين يجي أمير القصر و يصحي الحسناء النائمة بمعنى أنه يطق بابك أو وش رأيك نترك تنامين هنا مثل البطلة أوديلا في رواية باربرا كرتلاند وداع للخوف يوم لقاها البطل و قومها عاد بطلك أنت بيلقاك وقولي له ضيعت أهلي وهو يجيبك لنا وبعدين يجي لنا طويل العمر طالبا يدك بعد ما شافك وأعجب فيك"
كل البنتين وقفن وهن ما يصدقن اللي يسمعنه وكل وحدة فاتحه عينها على أتساعها وتناظر فيه فتجرأت لينا وقالت
" أنت تقرأ روايات رومانسية؟ "
راكان وشعره الأسود الناعم متناثر على عينه يحركه الهواء وكان حاط يده في جيب بنطلونه و حرك كتفه و هو يرفع حواجبه
" ليه فيها شيء ولا الروايات بس لكم؟ "
لينا :- " لا بس ما توقعتها منك, العادة أنكم يا الشباب تحبون الشيء الإجرامي أكثر من الرومانسيات "
شمس وهي تمد يدها للينا :- " لا و زيدي على هذا أنهم يعيبون فينا إذا قرينا الروايات الرومانسية ويقلون إننا غبيات عشانا نقرأ كلام فاضي ويضحكون منا وهم يحسبون إننا نصدق الكلام الخيالي، أما هم جلفين بشكل ولا عندهم أي حس! "
راكان :- " أشوف مسوين هجمة على أبناء جنسي وأنا واحد ضد أثنين وين العدل؟ "
لينا :- " إلا أبو العدل يا شيخ شهادة الرجل بشاهدة امرأتين وميراثه ميراث ثنتين أجل حتى في الحوار واحد ضد أثنين "
راكان بهزل :- " أنتي وشمس أثنين؟ أنتم الوحدة فيكم عن ثلاثين "
لينا :- " وأنت عن عشر طعش "
شمس تبتسم :- " حلوة, بس راكان أنت جد تقرأ الروايات الرومانسية؟ "
راكان:- " ما فيه مانع أني أقرأها بس ترى قليل لأنها بصراحة ما تستهويني معظمها ممل وبنفس الأفكار بس هاه هذا ما يمنع ما أصير رجال رومانسي "
شمس مسويه حكيمة وهي تهز رأسها وتضرب أخماس في أسداس :- " ماش ما في فايدة خيب أملنا "
لينا :- " إلا صدق راكان ليش الشباب ما يحبون الرومانسية ليش إذا ....."
قاطعها راكان :- " لا لحظة حبه حبه أرد عليك أما مسألة إن شبابنا ما يحبون الرومانسية فا مهوب صحيح أظاهر إنهم هم أبو الرومانسية وأبصم لك على هذا بالعشرة صحيح إنكم تشوفون أشكالهم الخارجية جادة وإنهم حقين حركات شبابية بس صدقيني إذا جلست مع الواحد منهم ألقاه متولع يا في بنت عمه ولا خالة ولا وحدة تقرب له مدري من وين يكفيك إنهم أزعجونا بأغاني الحب حقتهم شافها وحبها و شافته وتعلقت فيه من غير إنهم يكتبون أشعار وخواطر الصراحة حلوة و بعدين الشيء هذا ما راح تشوفه إلا اللي تتزوجه وهي بدورها بتخاف من عين الناس وبتظلمه وتقول إنه إنسان عادي "
لينا :- " أوكي وليه يحبون الأفلام اللي فيها أكشن أو الروايات البوليسية أنا ملاحظة أنكم تحبون كل شيء فيه حركة أو إجرام "
راكان:-" حبيبتي هذا يرجع لطبيعتنا أنتي ما تتوقعين إن فيه رجال يصلح له حتى و إن مسك وردة إذا جاه الحرامي قال له يوحش بعد عني! عشان كذا شيء بديهي نحب القوة أو أي شيء يتعلق فيها سواء أفلام أو روايات أما الإنسان الضعيف منا حرام عليه كلمة رجال إذا ما حفظ مراجله بس مهوب معناه إننا جلفين زي ما قالت الآنسة شمس "
شمس صفقت له :- " والله مدري وش أقول لك عشرة على عشرة"
لينا تبتسم :- " سكتنا ما ندري وش نرد ما عندك شي في قاموسك ينقذنا؟ "
شمس:- " عندي بس ما يمشي على راكان "
لينا لراكان:- " ما قلت لك أنك عن عشر طعش؟"
راكان :- " يعني فزت عليكم؟ "
شمس:- " بلا فخر نعم "
لينا والحوار عجبها :- " طيب راكان أنت ما عندك شيء تسألنا عنه ما تفهمه في البنات أو ما يعجبك؟ "
راكان وهو يفكر:- " لا ما عندي "
لينا :- " إلا عندك مهوب معقولة يعني أنه ما يكون فيه ولا شيء صغير ما تفهمه أو تكرهه فينا "
راكان :- "أكره في البنت تبرجها وقلة حياها و سماجة لسانها وخفة عقلها ورجت حركتها طبعا يفرق البنت المرجوجة عن البنت الحركة النشيطة أنا ما أقول كل البنات كذا أنا أقول بعضهن اللي تسوي ها الشيء أنا أكرهه منها، أما شيء أنا ما أفهمه فما أذكر أنه في شيء ما أفهمه في البنات؟ "
شمس :- " وكيف فهمته حضرة سموك؟ "
راكان :- " لأني أقدر أقراه في عيونكم "
شمس وهي ترفع يديها في الهواء: - " يا سلام , على فكرة لينا زوجك هذا عليه حركات وفلسفه عمري ما شفت مثلها في حياتي "
راكان :- " والله أني جاد أنا أفهم كل محارمي "
شمس:- " ما قلنا شيء بس أنت يا قلبي عمرك ما جلست معهن و سولفت أو خليتهن يكلمنك "
راكان :- " عاد هذا ما يخليك تحكمين علي؟ "
لينا :- " أوكي الليلة نختبرك "
شمس :- " والله ما يصدقن البنات لو جاء وجلس معهن صدقيني "
لينا :- " خلينا نجرب وصيري أنتي الحكم "
راكان :- " لا لا إذا القاضي شمس أنا أرفض. صيري أنتي القاضي "
لينا : - " ليه؟ "
شمس:- " معليه صيري أنتي القاضي وأنا ممثل الإدعاء "
لينا :- " ما يصلح يصير القاضي أحد ثاني؟ أنا بصير ممثل الدفاع عشان أدافع عنك "
راكان وهو يضحك :- " قاضي أقوى عشان تصدرين الحكم موثق مضمون "
لينا :- " المشكلة أنه مطعون في حكمي وشهادتي "
جلس راكان مكانه وهو يقول :- " إذا تبون يصيبكم دوالي خلكم واقفين "
جلست لينا جنب راكان و جلست بجنبها شمس وقالت
" خليك بيني وبينه "
لينا وهي تضحك من طريقة شمس اللي تقلد فيها الأطفال:- " ليه؟ "
رفعت شمس صوتها بمزح وقالت لراكان:- "راكان ترى للحين أنا زعلانه منك "
لينا :- " بعد كل ذا السوالف انتبهتي أنك للحين زعلانة منه؟ "
شمس مسوية تهمس وهي تسمع راكان :- " أش عشان يعطيني هدية ثانية "
أبتسم راكان وقال :- " ما عندي غير ذا المويه تبينها "
أخذت شمس علبه المويه وقالت :- " هاتها نعمة المويه تفك أزمة خصوصا أني عطشانة بعد الركض وراك"
فتحت شمس العلبه وشربت فقالت لينا لراكان
" إذا ما رجعنا بتظلم الدنيا "
شافت في عينه نفس النظرة الغريبة و هو يتأملها فقال لها
" أنا أنتظر ها الوقت من الصبح عشان تقدرين تشوفين الغروب "
لفت لينا نفسها بذراعها بسبب الجو البارد و أصرفت عينها للشمس الحمراء اللي على وشك تغيب وهي تتمنى إن راكان يفهم احمرار وجهها على أنه بسبب الغروب أما شمس فتجاهلت الوضع ولا كأنها سمعت شيء وفي داخلها تمنت للمرة المليون إنها ما جت معهم ولو على قطع رقبتها أما نجم الشمس اللي يسبح في الأفق فكان يشكوا الوحدة لأن كل من الثلاثة يبحر في أعماق أفكاره و مشاعره .
|