المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الرؤيا و الأحلام 3
اليوم آخر جزء من الموضوع
وبعدها نبدأ بالتفسير ل اللي يحب يشارك
إن عبر المعبر رؤياه عنادا على سبيل الإعوجاج فإنه كان إن كان خيرا فهو للسائل ، وإن كان شرا فهو للمعبر ، و لا يقص الرآئي رؤياه إلا على عالم أو ناصح ، ولا يقصها على جاهل أو عدو ، والرؤيا على رجل طائر ما لم يحدث بها ، فإذا حدث وقعت ، ولا يقص أحد رؤياه على معبر وفي مصره أو إقليمه معبر أحذق منه ، لأن فرعون يوسف لما قص رؤياه على معبري بلده فقالوا : أضغاث أحلام لم تبطل رؤياه
وسأل عنها يوسف فعبرها له فخرجت ، وإذا اشتبهت الرؤيا على المعبر ولم يعرف لها تأويلا فليأمر صاحبها إذا خرج من بيته يوم السبت أول النهار أن يسأل أي شخص يلقاه عن اسمه ، فإن كان اسمه حسنا كأسماء الأنبياء والصالحين فالرؤيا حسنة ، وإن كان غير ذلك فالرؤيا غير حسنة ، ويحترز من الكذب فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب في الرؤيا كلف يوم القيامة عقد شعيرة ، ومن كذب على عينيه لا يجد رائحة الجنة ، وإن أعظم الفرية أن يفتري الرجل على عينيه ، يقول : رأيت ، ولم يرى شيئا" ،وقال بعضهم إن الكاذب في رؤياه مدعي النبوة كاذبا ، لأنه ورد في الحديث ، كما قدمناه ، أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة ،
ومدعي الجزء كمدعي الكل .
وقال بعض العلماء : ينبغي أن يعبر الرؤيا المسئول عنها على مقادير الناس ومراتبهم ومذاهبهم وأديانهم وأوقاتهم وأزمنتهم وفصول سنتهم ، والتعبير يكون بالمعنى و باشتقاق الأسماء .
والميت في دار حق ، فما قاله في المنام حق ، وكذلك الطفل الذي لا يعرف الكذب ،
وكذلك الدواب وسائر الحيوانات والطيور ، إذا تكلمت في المنام فقولها حق ، وكلام الكذاب اليقظة كالمنجم والكاهن فكذلك قوله في المنام كذب ، و كلام ما لا يتكلم كالجمادات آية أعجوبة ، وقد يقع التعبير بالمثل السائر واللفظ المبتذل ، كقولهم في الصائغ: إنه رجل كذوب ، لما جرى على ألسنة الناس من قولهم : فلان يصوغ الأحاديث ، وكقولهم فيمن يرى أن في يديه طولا أنه يصطنع المعروف لما جرى على ألسنة الناس من قولهم : هو أطول يدا منك ، و أمد باعا ، أي أكثر عطاء.
وقد يكون التأويل بالضد والمقلوب ، كقولهم في البكاء : إنه فرح ، وفي الضحك: إنه حزن ، والطاعون : إنه حرب ، وفي الحرب ، إنه طاعون ، وفي السيل : إنه عدو ، وفي العدو إنه سيل ، وفي أكل التين : إنه ندامة ، وفي الندامة : إنها أكل تين ، وفي الجراد : إنه جند ، وفي الجند : إنه جراد .
وأولى ما يكون التعبير بالقرآن والسنة ، إن وجد المعبر فيهما شاهدا للرؤيا ، كمن يرى نفسه في السفينة نجاة من الخوف ، قال تعالى : (فأنجيناه و أصحاب السفينة) "العنكبوت:15" وكمن يرى في منامه أنه وقع في بئر لقوله صلى الله عليه وسلم "البئر جبار" ، وقد يكون التعبير بالشعر ، كمن يرى غنما ترعى فأتى الذئب عليها ففرقها وقتل بعضها ، فإن ذلك يدل على أن سلطان تلك الناحية يضيع رعيته حتى يتولى أمرهم عدوه ، لقول بعض الشعراء:
ومن رعى غنما في أرض مأسدة ونام عنها تولى رعيها الأسد
واعلم أن أصل الرؤيا جنس وصنف وطبع ، فالجنس كالشجر والسباع والطير ، وهذه رجال ، والصنف أن تعلم من أي صنف تلك الشجرة ، وذلك السبع والطير ، فإن كانت تلك الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب ، لأن منابت أكثر النخل بلاد العرب ، و إن كان الطير طاووسا كان رجلا من العجم ،و أن كان ظليما كان بدويا من العرب ، والطبع أن تنظر بالعسر في المعالجة والخصومة عند المناظرة ، و إن كانت نخلة قضيت بأنه رجل نفاع بالخير ، وإن كان طائرا علمت أنه رجل ذو أسفار، ثم نظرت في طبعه ، فإن كان طاووسا ملكا أعجميا ذا جمال ومال ، وكذلك إن كان نسرا كان ملكا و إن كان غرابا كان رجلا فاسقا غادرا كذابا .
وللمعبرين طرقا كثيرة في استخراج التأويل ، وذلك غير محصور بل هو قابل للزيادة باعتبار معرفة المعبر وكمال حذقه وديانته والفتح عليه بهذا العلم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
أتمنى أن يكون الموضوع أعجب الجميع
وفي الختام أسأل الله لي ولكم الجنة ومن العمل ما يرضى سبحانه وتعالى عمن سواه
وصلي اللهم وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.....
إذا وجدت أي صعوبة في فهم مفردات الموضوع أرجو منكم إيضاح ذلك
بعد كده نبدأ التفسير من كتاب الأحلام
|