المنتدى :
الحوار الجاد
يخجلون من مهنتى
:
:
:
+ [ مستخدمة في مدرسة ] +
البنت : يـّمه أنتي ليه تشتغلين في المدرسة تنظفين وتمسحين
وهذي تأمركِ وهذي تذلكِ ؟؟!
الأم : أنا اشتغلت أنظف وامسح في المدرسة عشان اصرف عليك وعلى أخوانكِ
وما أخليكم تحتاجون لأحد .
البنت : بس أنا يا يـّمه أنحرج لما يشوفونك زميلاتي وصديقاتي
وأنتي تنظفين بالمدرسة وكل وحدة منهم أمها يا معلمة أو مديرة .
الأم : يا بنتي هذي لقمة العيش وشغلي هذا اللي متضايقة منه وتخجلين
من صديقاتكِ بسببه لولا الله ثم هو ما كان قدرت أصرف عليكِ وأعلمكِ .
........ ويستمر الحوار بين الأم وابنتها ........
:
:
+ [ بــائـع خــضــار ] +
الوالد : يا ولدي أنت خلصت من دراستك الجامعية وإلى الحين ما لقيت
لك وظيفة , تعال أشتغل معي بسوق الخضار لما تلاقي لك وظيفة
الولد : وش تقول يا أبوي الله يحفظك ؟ !
أنا اشتغل خضّار وش يقولون عني ربعي إذا شافوني
أبيع بسوق الخضار ؟؟!!
الوالد : وش فيها مهنة بيع الخضار ؟! نسيت أنها هي اللي خلتني أصرف عليك
لما كبرت وتخرجت من الجامعة ؟؟!!
........ ويستمر الحوار بينهما ........
:
:
:
.... ما قرأناه سابقاً ليس هو إلا أمثلة لنماذج من الأبناء اللذين يخجلون
من مهن وحِرفَ آبائهم وأمهاتهم المتواضعة ,,
متجاهلين شقاء وعناء والديهم وحرصهم على إسعادهم وتوفير العيش الطيب الرغد
الذي يكفيهم عن سؤال الناس وذلهم والحاجة للغير في سد احتياجاتهم واحتياجات أبنائهم
وإبعاد شبح الجوع والفقر عنهم .
:
:
:
منّذُ أن خلق الله الإنسان وجعله على هذه الأرض ورزقه مقسوم ومقدر له فتقسيم الرزق سنة ماضية
إنها سُنَّة التفاوت بين الناس في الرزق ,
فقد قال الله تعالى (( ُوَهو الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )) سورة الأنعام آية 165
و قال تعالى: {نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم في الحَياةِ الدنيَا} [الزخرف: 32 ]
فقد جعل الله الناس درجات منهم الغني ومنهم الفقير ,, منهم القوي ومنهم الضعيف
فرزق الإنسان مكتوب له منذُ أن خلقه الله ..
فقد روي الإمام ابن حبان رحمه الله عن أبي الدر داء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من أصبح معافا في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " .
فـ إلى من يخضعون رقابهم لعبد مثلهم لأمر من أمور الدنيا أقول لهم : إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعت علي أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف .
وصدق من قال :
لا تخضــعن لمخلوق علي طمـع فإن هذا نقص منك في الديــن
واسترزق الله مما في خزائــنــه فإن ذلك بين الكاف والـنــون
فلماذا نخجل من أمر كتبه الله وقدره في كتابه ؟؟ !!
:
:
:
وعندما نذكر أمثلة لبعض أصحاب المهن المتواضعة والحِرفَ البسيطة ,,
كصياد وبائع السمك والنجار وراعي الغنم والمزارع والخياط وبائع الخضار
وميك[محذوف][محذوف][محذوف][محذوف]ي السيارات و حارس المباني و عامل النظافة والبائع المتجول .. وغيرهم
هي بالحقيقة مهن متواضعة لكنها كغيرها من المهن لا يمكن الاستغناء عنها
أبداً ولا يمكن تخيل الحياة بدونها ,,
فـ بالرغم من حاجتنا لـ أصحاب هذه المهن إلا أننا ننكرهم ونستبعد ذكرهم مع أصحاب المهن
والأعمال الرفيعة ونخجل من الاندماج بهم حتى لو كانوا من أقرب الناس إلينا
كالأب والأم والأخ والعم الـخ ..........
فـ كثيراً ما نجد على سبيل المثال [ الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات ]
حينما تُسألُ الطالبة من إحدى زميلاتها ماذا يعمل والدكِ ؟؟
فتجيب عليهم بالكذب خوفاً من الحقيقة !! [ أبي يعمل في كبرى الشركات أو رجل أعمال أو رئيساً ... ]
.. وهو في الحقيقة [ يعمل نجاراً أو مزارعاً ]
.
.
.
[ لا عــيــب ] في الإنسان ما دامت مهنته شريفة ..
[ لا عــيــب ] ما دام بمهنته حتى لو كانت متواضعة قهر للجوع وسد لمتطلبات حياته وكفايته عن سؤال
الناس وذلهم أن أعطوه أو منعوه .
:
:
فلو نتفكر ونتدبر في مهن الأنبياء والرسل عليهم السلام والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم
لنجدها خير دليل على تقديرهم للعمل أيّ كان والكسب الطيب من عمل اليد وعرق الجبين وهم أنبياء
مكانتهم عالية عند الله والناس ومع ذلك عملوا في أبسط المهن ,,
آدم عليه السلام عمل بالحرث و النبي إدريس عليه السلام عمل خياطاً وسليمان عليه السلام عمل في صناعة الصابون
ونوح عليه السلام عمل في صناعة السفن " نجاراً "
وداود عليه السلام عمل في صناعة الرماح والسيوف ويوسف عليه السلام أميناً على خزائن مصر
ومحمد صلى الله عليه وسلم عمل راعي للغنم ثم في التجارة ابو بكر الصديق رضي الله عنه,,,, تاجر اقمشه وعمر بن الخطاب رضي الله عنه دلالاً وعثمان بن عفان رضي الله عنه تاجراً وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حمالاً ويفتخر بعمله قائلاً :
لحملى الصخر من قمم الجبال احب الى من منن الرجال
يقول الناس فى الكسب عار فقلت العار فى ذى السؤال
وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه نبالاً أي يصنع النبال وغيرهم كثير من الصحابة رضوان الله عليهم يعملون
في أبسط المهن .
:
:
:
فلا تخجل من مهنة والدك أو والدتك المتواضعة مادامت شريفة بل أجعلها وسام على صدرك
وفكر في شيء واحد فقط وابعد التفكير المنحط والاستهانة بأي عمل حلال على وجه الأرض
يخدمك ويخدم غيرك ,,
فكر واعلم أن هذه المهن التي تخجل منها هي السبب في وضعك الحالي المستقر ,,
فــ لو شُـردتَ في الشوارع وطرقتَ أبواب الناس طالباً ما يسد جوعك ويحقق متطلباتك لمّا فكرت
بذلك التفكير أو نظرت بتلك النظرية الدونية لهذه المهن البسيطة .
واشكر الإله لان والديك لم يسلكوا طريق الحرام في تحقيق متطلباتهم وعيش أبنائهم
:
واعلم
أن الكسب الحلال من أي عمل كان [ شرف لا يضاهيه شرف ]
وإلا فـ أسمع لربك : عبدي: إن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك ونفسك وبدنك وكنت عندي محمودا وإن لم ترض بما قسمته لك سلطت عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ولا ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما .
والآن
نأتي لنسأل أنفسنا
:
ما الذي أرغم الناس على الكذب والخوف والخجل من قول حقيقة مهنة آهلهم المتواضعة ؟!!
هل هو المجتمع الذي أصبح يقيس الإنسان بشكله وماله بعيداً كل البعد عن معدنه وأصله ؟!!
أم ذلك التفكير المنحط وعدم التقدير لمفهوم العمل والكسب الحلال من عمل اليد أيّ كان ؟!!
إلى درجة أن هذا الخجل يصل إلى مرحلة البكاء والاكتئاب وندب الحظ ..!!
.
.
.
.
.
استفهامات كثيرة لا توقفها أيّـة علامات من التعجب أو حتى نقط.....
هنا [ دعوة للنقاش و الحوار ] عسى أن نصل بها لإقناع الجميع سواء كانوا من هم يعملون على الريش
أو من هم يعملون بالحجر على أنّ جميع المهن الشريفة باختلافاتها هي مفخرة للمسلمين. .
منقول
لكن مغير فيه كتير
|