عش ولا تقل للموت لا مرتين د/احمد خالد

يهبط الى قاع البركان حيث ينتظره قطار انيق مكيف......فى مقصورته الخاصة توجد شقراء رائعة وزجاجة شمبانيا وطبق من السلاطعين......ما هو السلاطعين ؟!!! الكابوريا طبعا يا اخى لكن اغلب هذه القصص يترجمها شوام.......حيث السلاطعين والبندورة هما اسم اللعبة...............
تبدأ اغنية بلوز جميلة ويتوسط الشاشة اسم (كابى بروكلى) ليس البروكلى الذى تطبخه السيدة منى عامر ولكنه منتج افلام بوند........الآن ترى بمرشح ازرق مونتاجا لراقصة تقوم بأمور غريبة........ترفع كفها ليهبط فوقه اسم الفيلم ( عش ولا تقل للموت لا مرتين غدا) ...ثم تتمطى كاحمار فيهبط اسم البطل على ظهرها........ثم تمد ساقها كالخنزير البرى ليظهر اسم المصور.......لا بأس من حيل تروكاج تجعل الشاشة منقسمة وفى كل ركن جزء من الراقصة............
وبعد ؟!!.....كل هذا لا علاقة له بالقصة الاصلية التى تبدأ ببوند يدخل مركز القيادة........يغازل السكرتيرة التى لم تزل تتمنى ان تتزوجه منذ عام 1961..............
يدخل الى القائد الذى يهنأه بنجاح عملية (شيخ الصحراء) ثم يكلفه بمهمة جديدة..........

فيودروف..........انه جنرال سوفيتى عتيق من الحرس القديم لكنه يحاول ان يبيع صاروخا نوويا الى العرب.........تتساءل انت فى حيرة:- الم يكن العرب فى بداية القصة مدججين بالسلاح النووى فما اهمية صاروخ واحد لهم؟!!...لكن لا بأس.......المهم ان يكون هناك McGuffin على رأى هتشكوك......الدفع السردى الذى يحرك القصة للأمام..........الجنرال فيودروف له قاعدة فى غابات الامازون يخبىء فيها ذلك الصاروخ.........على بوند ان يذهب لتدميره..........
يوافق بوند على المهمة........يسافر الى البرازيل مارا من تحت الف دستة من العملاء والمتلصصين الذين يبلغون كل حركة من حركاته الى الجنرال......................................
ثم تظهر العميلة الحسناء ماريا وهى فتاة سمراء برازيلية تتوقف بسيارتها الرياضية جوار بوند وهو خارج من المطار وتقول له:-
- " السماء لم تعد تمطر فى بيونس ايرس"......
هذه هى كلمة السر..........هكذا يركب معها منطلقين الى الفندق الفاخر الذى تقيم فيه......جناح فاخر طبعا......وكما تقتل انت بعض البعوض قبل ان تنام يقتل بوند ثلاثة من الخناقين الهنود المتوارين خلف ستار والحبال فى ايديهم.......ثم يلقى بمصارع سومو يابانى من النافذة......ويهزم خبير كيك بوكس كان يختبىء فى الحمام........ويذبح قاتلا مكسيكيا يجيد قذف الخناجر........هكذا صار الجناح نظيفا صالحا للنوم............

وتوشك على الكلام لكن بوند يقاطعها وهو يخرج مسدسا صغيرا من جيبه :-
- " لا تبحثى عن المسدس فقد نشلته منك "..........
تصاب بذعر وتتحول الى نمر شرس.........فيواصل بوند الكلام فى ثقة :-
- " قلت لى ان السماء لا تمطر فى بيونس ايرس........هذا لانك حمقاء........نحن لسنا فى الارجنتين بل البرازيل........معنى كلامك انك لا تعرفين اى شيئ عن امريكا الجنوبية.........انت عميلة مزدوجة "...........
فى هذه اللحظة ينبعث غاز من المسدس الذى يحمله بوند.......فسسسسس.
تقول العميلة وهى ترفع حاجبا مترا عن مستوى الحاجب الآخر :-
- " ومعنى كلامك انك لا تعرف اى شيء عن الجنرال فيودوروف..........هذا ليس مسدسا بل قنبلة غاز, وكنت اعرف انك ستسرقه "...
ينتشر الغاز ويسقط بوند فاقدا وعيه......اما هى فتفتح النافذة ليدخل الهواء ثم تنزع مرشح الغاز المثبت فى انفها وتشير لسبعة عشر رجلا كى يدخلوا الجناح ويحملوا بوند........

الجنرال فيودوروف وسط الاحراش.........
يفتح بوند عينيه ليجد انه مقيد بالسلاسل وحوالى 100 حسناء يلعبن دور الحرس الخاص للجنرال........هناك ممرات واسعة جدا من الفينيل وهناك مصاعد وابواب اتوماتيكية واجهزة حاسب آلى وقطار كامل والسقف عبارة عن كاموفلاج للأدغال لابد انه يخدع اى طائرة استطلاع........باختصار تشييد هذا المكان اقتضى جهدا ومالا يفوق ما اقتضاه بناء مطار هيثرو فى لندن........هنا يأتى السؤال المهم: ماذا يريده الجنرال إذن ؟!!.....بالتأكيد هو ملياردير بالفعل كى يشيد هذا كله فماذا يمكن ان يضاف له ؟!!....ولماذا لا يتقاعد ؟!!
قال الجنرال :-
- " بوند دائما فى طريقى.........لكنك وقعت فى الشرك هذه المرة "..
قال بوند فى ثقة :-
- " كلهم يقول هذا يا جنرال "..
قال الجنرال ذو اليد الحديدية التى تعمل بكلابات وهو يمضغ سيجارا غليظا :-
- " هل تعرف السبب فى فشلهم معك ؟!!.....السبب هو طريقتهم الاستعراضية السخيفة فى القتل.......يربطونك الى حبل معلق فوق بركان.......هذا الحبل يقرضه فأر مسعور.......والفأر موصل بسلك كهربى الى دائرة زمنية.......والدائرة الزمنية موصلة بزجاجة حمض يتفاعل مع النحاس......والحمض موضوع فى قنينة مائلة بسلك زنبركى موصول بفأر آخر......وعلى الفأر الأخير ان يموت من الشيخوخة كى يسقط الحمض على السلك.......ومن ثم تغلق الدائرة فتسرى الكهرباء فى جسد الفأر الأول فيجن.......من ثم يقرض الحبل وتسقط فى البركان........يراقب هذا كله حارس متخلف عقليا.......هكذا لا تمر دقيقة إلا وتكون قد قهرت الحارس وقطعت الحبل وفررت.......اما انا فأذكى من هؤلاء ".....