المنتدى :
القسم الرياضي
الرياضة الفلسطينية .... صراع من أجل البقاء
لم تكن واقعة منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لفريق شباب رفح من السفر خارج فلسطين للعب أمام الرجاء المغربي في دوري أبطال العرب الحادثة الأولى في قائمة ما ترتكبه إسرائيل ضد الرياضة الفلسطينية، ولن تكون الأخيرة.
واضطرت كثير من المنتخبات والفرق الفلسطينية في مختلف الرياضات إلى الاعتذار عن عدم الاستمرار في منافسات بطولات دولية وإقليمية، خصوصا عند قيام سلطات الاحتلال بالتعنت في عدم استخراج تصاريح السفر اللازمة للوفد بأكمله أو بعض اللاعبين المؤثرين.
يحفل سجل إسرائيل بالعديد من المواقف السلبية تجاه الرياضة، فهي تضع العوائق أمام تنقلات الفرق داخل الأراضي الفلسطينية، سواء لأداء المباريات في المسابقات المحلية أو للتوجه إلى معسكرات الإعداد للمشاركة في الدورات الرياضية العالمية أو القارية والعربية.
وعانى منتخب فلسطين لكرة القدم كثيرا خلال تصفيات بطولة الأمم الأسيوية الأخيرة، وواجه صعوبات للسفر إلى مصر حيث يقيم معسكر الإعداد للتصفيات، وكذلك السفر للخارج لأداء مباريات التصفيات فتم حرمانه من السفر لمواجهة سنغافورة في إبريل/نيسان الماضي.
ولعب المنتخب أغلب مبارياته في التصفيات، وهو يعاني من نقص في الصفوف، ليس بسبب الإصابات، إنما بسبب منع قوات الاحتلال لبعض اللاعبين من الانضمام للمنتخب، وذلك بعدم السماح لهم عبور الحواجز الأمنية.
ولم تسمح إسرائيل للوفد الرياضي الفلسطيني من التوجه إلى الجزائر للمشاركة في دورة الألعاب الرياضية العربية عام 2004، في محاولة دنيئة لإبعاد فلسطين عن كيانها العربي.
وفي كل مرة يستفسر الفلسطينيون عن سبب التعنت الصهيوني، فلا يحصلوا سوى على التجاهل أو الرد المعتاد من جانب المحتل، وهو لأسباب أمنية.
ويقول أصحاب المعاناة "إن السعي الإسرائيلي الدائم لهدم الرياضة داخل الأراضي المحتلة، يرجع إلى علمهم بأن ممارسة الرياضة في فلسطين، هو رمز للمقاومة التي لن تتوقف إلا بخروج المحتل".
ومع انطلاق الانتفاضة الأولى في عام 1987، تعرض المئات من الشباب الرياضيين للاعتقال، وتم إدخالهم المعتقلات بحجة مشاركتهم في فعاليات الانتفاضة، كما سقط عدد كبير من الشهداء من أبطال الحركة الرياضية الفلسطينية برصاص وقنابل الاحتلال خلال المظاهرات.
وتوقفت كافة أشكال الحياة الرياضية خلال الانتفاضة الأولى، بسبب ممارسات الاحتلال وفرضه لنظام منع التجول على معظم الأراضي والمدن الفلسطينية لفترات طويلة، مع وجود بعض الأنشطة المحدودة للشباب الرياضي الفلسطيني.
كما استهدفت قوات الاحتلال نادي بيت حانون الرياضي، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والتشريعات الدولية التي تحرم التعرض للمدنيين وأماكن سكناهم، بالرغم من أن القوانين الأولمبية الدولية تحرم التعرض للرياضيين ومنشآتهم الرياضية.
ومع اندلاع الانتفاضة الثانية في يوليو 2000، أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن وقف كافة أنشطته ومسابقاته بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الأندية والمراكز الشبابية والذي أوقع المئات من الجرحى والشهداء.
ووقتها أصر الاتحاد على مشاركة منتخب بلاده في تصفيات المجموعة الأسيوية الثالثة المؤهلة لنهائيات مونديال 2002 المقامة في كوريا واليابان، وذلك بعد غياب دام 63 عاما.
وتعتبر كرة القدم من أكثر الرياضات تأثرا بالقمع الصهيوني، فالشعب الفلسطيني رغم معاناته من ذل الاحتلال؛ إلا إنه عاشق للساحرة المستديرة مثله مثل باقي الشعوب.
يذكر أن الاتحاد الفلسطيني الذي تأسس عام 1928، يعد من أول الاتحادات العربية والأسيوية التي شاركت مرتين متتاليتين في تصفيات كأس العالم عامي 1934 و1938.
وقامت إسرائيل بالتزوير في وثائق الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، واستبدلت اسم المنتخب الفلسطيني بإسرائيل، وذلك في سجل مباراة مصر وفلسطين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في إيطاليا عام 1934.
وتم الكشف عن تلك الواقعة بواسطة صحفي مصري حصل بسبب سبقه الصحفي على جائزة دبي السنوية لأفضل الأعمال الصحفية في الوطن العربي.
وتتمثل معاناة كرة القدم في عدم القدرة على إقامة دوري عربي متكامل، نتيجة تقسيم الضفة الغربية إلى 64 منطقة مع عزل المناطق والمحافظات عن بعضها، بالإضافة إلى تقسيم قطاع غزة إلى خمس مناطق.
وتأثرت بذلك بطولة الدوري التي لم يعد من الممكن استمرارها، مما أدى إلى توقفها في نهاية الأمر، وأصبح المنتخب الفلسطيني يعتمد بشكل أكبر على لاعبيه المحترفين في الدول العربية المجاورة.
ورغم معاناة المنتخب الفلسطيني؛ إلا إن مشاركاته في تصفيات كأس العالم عام 2002 ثم عام 2006 وذلك بعد غياب دام 63 عاما؛ أسعدت بشدة الشعب الفلسطيني، خصوصا بعد تحقيقه لبعض النتائج الطيبة على منتخبات تفوقه في الاستعدادت والتصنيف.
وشارك في تصفيات بطولتي أسيا عامي 2004 و2007، وتصفيات مونديال 2002 و2006، ولكن لم يسعفه الحظ والإمكانيات والحصار الإسرائيلي المفروض عليه من النجاح والتأهل إلى النهائيات .
ويحسب للمنتخب تحقيقه لبعض النتائج الإيجابية على حساب فرق تفوقه في الاستعداد والتصنيف، خصوصا وأنه خاض معظم المباريات بدون صفوف مكتملة نظرا لعرقلة السلطات الإسرائيلية لحركة دخول وخروج اللاعبين من وإلى فلسطين لخوض المباريات.
ويبقى وضع الرياضة الفلسطينية في حالة دفاع عن النفس، وخصوصا مع قيام العديد من الجهات والشخصيات بالوقوف في صف الفلسطنيين.
وزار فلسطين النجم العالمي البرازيلي رونالدو مهاجم ميلان الإيطالي، الذي أقام احتفالية كبيرة لتدعيم الشعب الفلسطيني
|