هذا الفصل الثالث
انشالله يعجبكم
الفصل الثالث
وقفت (نيرا) شاردة عند باب (سوزن) ان (جوش) غريب اليوم هل هو قلق لاجل (سوزن)؟!..ربما ...لكن شرودها لم يدم طويلا اذ سمعت (سوزن) تقول لـ(ديفيد) قبل ان تدخل :
- اسفة (ديفيد) انني دائما اسبب لك الكثير من المتاعب ...
قاطعها :
- انا أخوك لا اريد ان اسمع منك هذا الكلام حسنا ...
قالت بصوت مختنق وكانها ستبكي :
- لو كان والدانا على قيد الحياة لما ارهقتك معي...
لم تستطع (نيرا) البقاء اغرقت عيناها بالدموع واسرعت بالخروج من منزل (سوزن) لم تذهب لمنزلها ,لكن توجهت الى الحديقة.. لم يكن الوقت متاخرا كثيرا ..توجهت الى مقعدها الخشبي المعتاد اسفل الشجره ..واخذت تبكي , عرفت ايضا كم تفتقد هي ايضا والدتها واختها , عرفت انها لو تعبت يوما فسترهق والدها وستقلقه كثيرا ولن يكون هناك من يعينه او يساعده..انقطع شرودها وجفلت عندما سمعت صوت من خلفها :
-(نيرا) !!!...
كان ذلك صوت (جوش) الذي نظر اليها متعجبا ,اقترب وجلس الى جانبها بينما هي اطرقت براسها:
- ماذا تفعلين هنا ؟...هل كل شيء على مايرام؟
- اجل...
- لماذا تبكين ؟!...
شاركت (نيرا) (جوش) باحزانها,وما ان انتهت حتى مسحت دموعها والتفتت اليه باسمه :
- شكرا...
قال باستغراب :
- على ماذا؟...
- لاستماعك لي .ولانك قدمت لي الكثير......
قاطعها:
- انا لم افعل شيئا كما ان لا دور لي بالحياة...
قالت بحده وقد اغصبها ان يظن (جوش) بنفسه هكذا :
- لا تقل ذلك انك بالنسبة لي........الكثير يحسدك على ما انت عليه.....ثم من قال لك ذلك!..............
قاطعها ثانية :
- لقد اصيب والدي بنوبة قلبيه, اثر ضغط في العمل...
قال بأسى ثم اردف بغضب بينما (نيرا) صامته :
- انا لم استطع فعل شيء ..والان بعد ان علمت لم اعمل شيئا ايضا...
قالت (نيرا) بحزن:
- انا اسفه ...متى حدث ذلك.. لم لم تخبرنا ؟!...
- لا ضرورة لذلك...
واردف :
- كما انه ليس هنا ...
سالت (نيرا) وهي تشعر بالعطف نحوه :
- كيف هو الان ؟...
- انه بخير لقد سافرت امي له...لكنها تقول انه عنيد ويرغب في الذهاب للشركه فهوقلق ولا يستطيع الاعتماد على احد هناك ...يجب ان يشرف على كل شيء...
قاتل (نيرا) مبتسمة برقه :
- عندما تتخرج ستعمل هناك...
وافقها (جوش) :
- نعم لقد قررت ان التحق بكلية الاقتصاد...
- هذا جيد واما ان تتخرج حتى يمكنك استلام العمل...
- نعم لكنني اخشى...
قاطعته (نيرا) وهي تقول برقه:
- لا تخسى شيئا كن متفائلا سيكون كل شيء على مايرام...
نظر كل منها الى البعيد وشردا في افكارهما سادت فترة صمت طويله,نظرت بعدها (نيرا) الى ساعتها,فوقفت قائلة:
- لقد تاخر الوقت يجب ان اذهب...الى اللقاء في الغد...
ابتسمت له:
- (نيرا) !...
- نعم ؟....
نظرت اليه مبتسمة فقال :
- ماذا ستصبحين في المستقبل ؟...
زادت ابتسامتها "ماهذا السؤال لماذا يسال ,وفي هذا الوقت ؟":
- معلمه ...
- جيد استطيع تخيلك كذلك...
- حسنا الى اللقاء ....اراك غدا...نم جيدا...
ابتسمت (نيرا) لنفسها وهي عائدة الى المنزل,لقد ادخل حديثها مع (جوش) السرور الى قلبها ,على عكس ما كان عليه في السابق"ما اكثر احداث هذا اليوم" قالت لنفسها ذلك وهي ترى ضوء غرفة الجلوس مضاء.
كان والدها مستيقضا:
- اسفة على التاخير ...لم انتبه للوقت .هل اقلقتك؟!...
وابتسمت معتذره..قال والدها بهدوء:
- لا بأس لكن ليس هذا الموضوع الذي انتظرك لاجله...
سالت مستغربة :
- اذا ماذا؟!...
- لقد كلفت بعمل في الخارج لمدة اسبوعين ...
توقف عن الكلام عندما لاحظ تبدل ملامح وجهها ,لكنه استطرد:
- ستكون الرحلة بعد الغد...
ردت (نيرا) بحزن وقد استدارت كي لا يرى والدها وجهها :
- انا لن اذهب معك اتمنى لك رحلة موفقه ...
- (نيرا) لن اتركك وحدك ...
هذا هو الامر الذي تكرهه (نيرا) ان والدها يقلق كثيرا عليها ويشعر دائما بالخوف وانه مقصر معها ,منذ ذلك اليوم وهو شديد القلق :
ابي لا تقلق ساكون بخير ,كما انهم يحتاجونني هنا.استطيع الاعتماد على نفسي...
- لكن .....
قاطعته متوسلة :
- ابي انظر الى ...قريبا ساصبح في 18 من عمري ,كل شيء سيكون على ما يرام ...,ثق بي ....
- انا اثق بك يا صغيرتي,لكن لا استطيع السفر دونك ساكون قلقا كثيرا ,لن ادعك تبقين وحدك...
اكتسىوجهها بالاسى فقال وهو يضع يده على كتفها :
- الوقت متاخر الان ..اذهبي الى النوم ...
ووقف وهويقول :
- تصبحين على خير يا عزيزتي...
توجه والدها الى الاعلى سمعت صوت باب غرفته وهو يغلق
لم تستطع منع دمعتها من شق طريقها وسط خدها,لم تنم (نيرا) ذلك اليوم لاتريد السفر انهم بحاجة لها هنا,لقد ساعدوها كثير والان عندما اصبح بامكانها ان ترد لهم شيئا من جميلهم ,يجب ان تسافر,اهذا حق الصديق؟!,تذكت الخطط الكثيرة التي وضعوها للاسابيع القادمه " آه ماذا افعل؟.."...
في الصباح اعدت (نيرا) فطورا خفيف واسرعت الى بيت (سوزن)
فتح لها الباب (جوش) الذي فاجأها بوجوده مبكرا, قالت بمرح مصطنع :
- صباح الخير ايها الثري ...
رد مبتسما :
- صباح الخير ...
اخذ ما بيدها من فطور وتوجه الى غرفة الجلوس التي كان بها الجميع وقال:
- كما ترون لقد طلبت الفطور ..لا.لا.لا..لقد صنعته كم انا سريع...
ضحك الجميع فقد كان (جوش) يعيد ما كانت (نيرا) تقوله بالامس
بإستثناء الشخص الذي كان (جوش) يرغب بإضحاكه (نيــرا)!.
حيت (نيرا) الجميع ثم قالت بهدوء :
- سأهذب لاحضر شيئا للشرب ...
توجهت الى المطبخ فلحقها (جوش) وقال معتذرا :
- (نيرا) انا اسف حقا لم اقصد ان اسخر منك...
قاطعته :
- بالطبع ..بالطبع ..اعلم ذلك ..لابأس...
- (نيرا) لم اكن اعلم انك ستغضبين كنت امزح ...
- اعلم لا باس انا لست غاضبه ...
واسرعت تحمل الصينيه خارجة من المطبخ وتاركة (جوش) في حيرة من امرها ,جلست صامته شاردة بينما الجميع يثرثرون وياكلون,قطع شرودها صوت (سوزن) :
- (نيرا) هل انت بخير ؟! لم انت صامته ؟...
قالت (نيرا) بصوت حاولت جعله معتدلا لكن ظهرت نبرة الحزن فيه :
- لقد كلف والدي بعمل خارج الدولة ..ويريدني ان اذهب معه ...
صرخ الجميع :
- ماذا؟!...
- لكن (نيرا) .....
اكملت :
- الرحلة غدا...
قال (ديفيد) :
- الم ترفضي هذه الفكره ؟!..
قال (ديفيد) :
- الم ترفضي هذه الفكره ؟!..
- بلى,لكنه مصر .لايريدني ان ابقى وحدي...
سكتت لانها شعرة بغصة في حلقها ستجعل صوتها يهتز امامهم,ونظرت الى (جوش) ثم اطرقت بنظرها الى الارض ,ساد الصمت قليلا,ثم سال (مارك) :
- ربما استعجلنا الامور ,لقد تجاوزنا حدودنا ولم نسالك رايك ان كنت راغبة في الذهاب مع والدك او تفضلين البقاء؟!...
- بالطبع ارغب خصوصا ان (سوزن) مريضه ...
وعندما شاهدت ان سوزن على وشك ان تعترض اكملت بسرعه:
- ولم يتبقى سوى القليل على نهاية السنة الدراسية..وارغب ان اقضيها معكم ...
تنهدت:
- لكن ان لم اذهب سيقلق والدي كثيرا وساسبب له الكثير من المتاعب...
اختنق صوتها فتوقفت عن الكلام واطرقت بنظرها الى الارض, وقف (مارك) يعيد الاطباق التي لم يؤكل منها الا القليل ,وساعده (ديفيد) في ذلك ,وضع (جوش) يده على كتف (نيرا) :
- لا تقلقي انها ليست مشكلة...
رفعت (نيرا) عينيها المغرقتين بالدموع لوجه (جوش) التي تتوسطه ابتسامة مواسيه لكن دلك زاد الامر صعوبة عليها :
- انها كذاك بالنسبة لي ...
قالت (نيرا) :
- انه موعد دوائك (سوزي)...
واصرت ان تذهب لتحضره بنفسها رغم معارضة (سوزن) ,دخل (ديفيد) وقال بلهجة مرحه :
- لدي مفاجأة!...
توجهت الانظار اليه والكل يامل انها تخص (نيرا) :
- (نيرا) ستكونين ضيفتي انا واختي طوال الاسبوعين القادمين...
اشرق وجه (سوزن) بابتسامة واسعه,بينما احتاجت (نيرا) بضع لحظات لتدرك الامر ,فقالت وقد تورد خديها خجلا :
- هل تعني انك كنت عند والدي قبل قليل ؟...
- نعم!...
- وساقيم لديكم في غياب والدي؟!...
- نعم ايضا !...
اسرعت (نيرا) باتجاهه ,طبعت قبلة سريعه على خده شكرته,ثم توجهت مسرعة الى منزلها ..وانتهى اليوم بحدث جميل اسعد الجميع ...
في صباح اليوم التالي...
بكت (نيرا) وهو تعانق والدها في المطار ..لاول مره تفارقه بعد وفاة والدتها,مضى اليوم الاول وهي تضحك في سريرتها لان الجميع بذلوا جهدا واضحا وشغلوا كل وقتها حتى لا تفكر بوالدها او تفتقده " كم احبكم " وفي المساء ذهب (ديفيد) بصحبة (نيرا) الى منزلها لتحضر ملابسا تكفي طوال فترة اقامتها معهم ,حتى لا تذهب الى منزلها وحدها حتى عودة والدها ...
مضى الاسبوع الاول كالبرق فقد كان مرحا جميلا بذكرياته ,قال (نيرا) :
- الوقت يجري مسرعا ..لا اريد ان تنتهي هذه السنه فهي اخر سنة لنا معا...
ضحك (جوش) معلقا :
- انتِ لم تلتحقي بنا الا هذا العام ...
ضحكت :
- حقا!...تبدو لي اكثر من ذلك...
- حسنا دعونا من حديث الفراق فانا اكرهه ,ماذا سنفعل اليوم,
فال ذلك (ديفيد) فرد (مارك) :
- منذ زمن لم نذهب الى الحديقة العامه؟...
قالت (نيرا) :
- حسنا وسيكون العشاء على حسابي ...
قال (جوش) مبتسما بمكر :
- انا موافق مادامت (نيرا) ستصرف مالها اخيرا..فانا لا اكل اقل من 7 وجبات ...
ضحك الجميع من (جوش) الذي يقول لــ(نيرا) دائما :
- بخيلة مقتصده ...
وترد عليه :
- ثري مبذر ...
وضحك الجميع من جديد بسرور ...
مرت الايام...
قال (مارك) معلقا على ما تفعله (نيرا) :
- لقد اصبحت جيدة فعلا في الطباعة على الكمبيوتر ان (سوزي) مدرسة رائعه ...
رد جوش وهو يدخل راسه بين كتفي (نيرا) و (سوزن) :
- حقا ولكن لم لا تقول ان (نيرا) تلميذه ذكيه ؟!...
التفتت (نيرا) له مبتسمة بشكر ثم قالت بجديه مصطنعه :
- عد الى عملك واكمل ما نت تقوم به ...
- حاضر انسه (ولسون)...
غمزت (سوزن) (نيرا) عندما ذهب (جوش) :
- يبدو ان احدهم يمتدح احدا ما ...
ردت (نيرا) وهي تغمزها ايضا :
- انظري من يتحدث (سوزي) (سوزي) ...
قالت (نيرا) ذلك تقلد (مارك) بينما تورد خدا (سوزن)وبقيت (نيرا) تغمزها وتضحك
طوال ذلك اليوم ...
****