كثيراً ما نرى عناوين مثل "هل ترضى أن تتزوج من فتاة كانت تكلمك قبل الزواج" أو "ما رأيك بفتاة المنتديات" أو "هل ترضى أن تدخل زوجتك عالم النت" وأحيان أخرى نرى نصائح وقصص تحكي عن ذلك العالم المجهول
قصص تحذر منه ومن عواقب الخوض فيه ونصائح بالإبتعاد عنه هذا العالم عالم العلاقات والمحادثات الهاتفية بين الطرفين
لا أدري بماذا أصف هذا العالم هل هو عالم محزن مثير للشفقة أم أنه مضحك بمفارقاته أم أنه مخزي وقذر ذلك العالم عالم الضحك على القلوب الداخل إلى هذا العالم يشعر بالكثير من المشاعر فبداية يحس بالمتعة ولكنها سرعان ما تنقلب إلى هم وغم وكآبة وأحيان أخرى يحس بالغرابة ومرة أخرى يشعر بالشفقة على سكان هذا العالم وخاصة الفتيات
في السابق كان حكمي على سكان هذا العالم بأنهم أناس قذرون خائنون لأنفسهم وعائلاتهم ومجتمعهم ينشرون الرذيلة والخبث بين الناس لقد كنت أستغرب من الفتيات على رغم التحذيرات من دخول هذا العالم وخطره والنصائح والقصص والعبر المنتشرة عن هذه التي أغتصبت وتلك التي إنتحرت وغيرها التي قتلها أخوها أو أبوها أو طردوها وتلك التي إنتحرت وووو إلخ و يكفيك نظرة عن كثب إلى هذا العالم لتعرف غالبية سكانه فالأغلبية ضحية مجتمع ضحية أعراف وتقاليد قذرة ضحية أم وأب لم يستطيعوا أن يغمروا بناتهم بالحنان والحب اللازم ضحية تأخر الزواج بحجة إكمال الدراسة ضحية غلاء المهور ضحية تعامل حثالة المجتمع أشباه الرجال مع المرأة كأنها سلعة تباع وتشترى أو مجرد حيوان خلق ليقضوا به شهواتهم أو جارية تحت قدميه حتى تجد بعضهم يقول: "المرأة أعزك الله" قبحهم الله من رجال ألا تعلمون أن أول من آزر رسولنا صلى الله عليه وسلم كانت امرأة وهي أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ألا تعلمون أن أمنا عائشة كان الصحابة ستفتونها في المسائل الفقهية وأنتم الآن تقولون "المرأة أعزك الله"
وتجد بعض الآباء والأمهات يمطرون بناتهم بالأموال والماديات كافة وينسون أبسط الأمور والتي هي المشاعر والأحاسيس فالمرأة مخلوق ضعيف رقيق يحتاج إلى
العاطفة أكثر منه إلى المادة فحضن دافيء من الأب ووجه بشوش وكلمه حلوة من الأم والأخ ومدح بسيط لصنيعها وتفهم الأخ وإستماعه لمشاكلها قد يفعل بها المعجزات ويغنيها عن هذا العالم وعاطفة بسيطة تغمرها تبعدها عن البحث في هذا العالم عن العواطف والكلمة الحلوة تغنيها عن البحث عمن يستمع لها ولمشاكلها ويواسيها وبعد ذلك لا ندري ماذا يفعل بها بعض الإهتمام بها بمثابة الواقي الذي يحميها من هذا العالم ومن خوضها تجربتها التي من الممكن أن تحولها من إنسانة تبحث عن
العاطفة فقط إلى سلعة تباع وتشترى ولعبة في يد الذئاب البشرية وربما تحرمها تجربتها من الزواج والعاطفة الحلال سواء بتلوث سمعتها أو بتلوث جسدها ببصمات الذئاب المختلفة أو قد تؤدي تجربتها بحياتها.
فلنسأل أنفسنا أليست المرأة ضحيت مجتمع لا يعرف كيف يتعامل معها ومع عواطفها ومشاعرها وإحتياجاتها أليست هي ضحية أعراف وتقاليد ليست من الدين في شيء نجبرها من الزواج كم شخص لا تعرفه ولا تحبه ولا يعجبها لمجرد أنه ابن قبيلتها أو لمجرد أنه أبن عمها وربما كان سيء الخلق ولاكنه من دفع أكثر او كما قلنا أبن عمها ولا أدري هل هذه الأعراف والتقاليد خصوصاً ابن العم هل وضعت لصيانة المرأة و ضمان تزويجها من ابن العم الملاك المنزل من السماء أو الرسول المرسل ذو الأخلاق والكرم والشهامة والذي من الممكن أن يكون أبعد ما يكون من هذه الصفات أو فقط لحماية أشباه الرجال لحماية البعض ممن أطلق عليه أسم رجل وهو أبعد ما يكون عن الرجولة من ناحية الأخلاق والتعاملات لضمانه بأن سيتزوج فلا يخشى من أي فعل مشين ولا يخشى على سمعته فإبنة العم موجودة وستتزوجه رغماً عنها
هل إبعادها عن شخص أحبته لمجرد أنه لا ينتمي لقبيلتها أو كما يقولون ل "عدم تكافؤ النسب" الله تعالى يقول: ( إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( نرى للمتحابين خيرا من النكاح)
ويقول صلى الله عليه وسلم : (لا أرى للمتحابين إلا النكاح)
ويقول صلى الله عليه وسلم : (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)
ويقول صلى الله عليه وسلم : (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)
وبعد هذا كله تقولون "تكافؤ النسب" فحسبي الله ونعم الوكيل
ومن الأعراف والتقاليد التي تساعد في نشر الرذيلة ترك النظرة الشرعية بالله عليكم كيف يتزوج شخصان لم يروا بعضهمها طبعاً الأخلاق في المقام الأول ولكن النظرة تعمل عملها في القلب وقد قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة رضوان الله عليهم : (أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)و معنى يؤدم وهي قضية الائتدام والائتلاف ولأنه من أسس إختيار المرأة الصالحة أن تكون جميلة في نظر الخاطب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم{خير فائدة أفادها المرء المسلم بعد إسلامه امرأة جميلة تسره إن نظر إليها} ولو لم ينظر إليها وبعد الزواج لم تعجبه فما مصير العلاقة هل يطلقها في بداية الزواج والكل هنا يعلم ما معنى أن تطلق المرأة في بداية الزواج أو يصبر فترة من الوقت لكي لا يعتقد البعض أن ثمة خطب ما وبعدين تطلق وتصبح مطلقة والكل يعرف أن المطلقة ليست كالبكر والكل يعرف للأسف نظرة المجتمع للمطلقة وربما كانت هيا من أطيب النساء ولاكن المجتمع لا يرحم أم يعيش معها على مضض ويبحث عن غيرها من الحرام او ماذا يفعل وهي المسكينة التي عاشت طيلة عمرها عفيفة طاهرة تتمنى زوجاً يسعدها ويعيشها في جنة ثم تفاجأ به بارد لا يكن لها أي مشاعر حب ودفيء وحنان وعندما تبحث عن هذه المشاعر في الخارج نلومها ونهينها ونطلق عليها أبشع الألقاب والألفاظ ونسينا أو تناسينا أننا نحن السبب في مأساتها وآلالاف المآسي غيرها وبالمثل ترك فترة الخطوبة والتي تتم بعقد شرعي وتكون في حكم الشرع زوجة ولاكن يظل التواصل فيما دون الجماع لكي يرى الطرفان مدى ارتياح كل منهما للآخر ولكي تكون هناك فرصه للتراجع لو لم يحصل الإتفاق وبدل من ذلك نترك النظرة الشرعية ونلغي فترة الخطوبة ووقت الزفاف نحبس الفتاة مع رجل لا تعرفه و لم تتمناه ولم تحلم به في يوم من أيامها ولا تعرف عنه شيء سواء أنه أصبح زوجاً لها لقرابته أو لدفعه المبلغ الفلاني فيها وكأنها جاريته ولا نستغرب عندما نرى فتاة في عمر الزهور تتزوج رجلا قد قارب الخمسين أو أكثر من ذلك وبعد ذلك نلومها على أفعالها الشنيعة.
خير ختام قوله صلى الله عليه وسلم: (رفقاً بالقوارير)
وفي الأخير طبعاً لكل قاعدة شواذ وأنا هنا أتحدث عن الفئة الكبرى.
رأي الدين معروف سابقاً لدى الجميع وأنا هنا أتحدث عن الأسباب ونظرة المجتمع.
وآسف إن كنت قدت جرحت أي شخص بكلامي هذا ولكن للأسف هذا هو الواقع.
هذه وجهة نظري والإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
وما هذه إلا شخابيط قلم
26-09-07, 11:53 AM
أسباب إنحراف الفتيات (البحث عن العاطفة والحب)
جديد مواضيع قسم الحوار الجاد
العرض العادي
