المنتدى :
الاسرة والمجتمع
معاً نصنع الحياة
إن الإنسان هوالذي يصنع تاريخه بإذن الله، وهوالذي يكتب سيرته بأفعاله الجميلة أوالقبيحة، وإن عمر الإنسان قصير ينصرم سريعاً، ويذهب عاجلاً فلا يقضيه في الهموم، بل ينظر إلى نعم الله عليه، فسوف يرى انه يفوق بها أفراداً من الناس لا تحصى، حينها يشعر الإنسان بفضل الله عليه.
فمن كان شقياً في حياته فلا يلم أحداً إذ هوالسبب في شقاء نفسه، لأن الله لم يخلق الناس إلا ليكونوا سعداء، فالخير من عند الله، وأما الشر فهومن صنع أيدينا، والحق هوأن طباعنا وليست حالتنا أوظروفنا هي التي تجعلنا سعداء أوأشقياء، فإذا كانت سعادة الإنسان مرهونة بوجود شخص معين أوامتلاك شيء محدد فما هي بسعادة، وأما إذا عرف الإنسان كيف يقف وحده في موقف عصيب مؤدياً ما عليه من عمل بكل ما في قلبه من حب وإخلاص وعطاء، فهذا الإنسان قد وجد إلى السعادة سبيلا، واعلم أن السعادة حب عظيم وخدمات كثيرة، ولو أنك أمعنت النظر في قرارة نفسك لتكشف لك أنها لا تسعد ولا تهنأ إلا إذا أحبت، وأنه على قدر حبها تكون سعادتها، فالسعادة هي شذا زهرة الحب والضوء المنبعث من سراجه.
ويزداد إحساس الإنسان بالسعادة عند التصافح بحرارة مع ذاته، وقبولها لأن هؤلاء الذين يتقبلون أنفسهم وطباعهم، دون شعور بالنقص أوالقلق على الرغم من أنهم يعانون في أوقات دورة الأقدار ما يعانيه الآخرون، فإنهم يتمتعون بالقدرة على احتمال ما لا يمكن تغييره فيستمرون في لعبة الحياة، وهكذا فإنهم أقل منا تفكيراً في الماضي.
وعلينا كآباء وأمهات ومربين، غرس روح التفاؤل والرضا بالواقع في نفوس أولادنا قبل أن يشبوا عن الطوق، وذلك بلفت نظرهم دائماً بأن الحياة بهيجة وسعيدة وعليهم تقبل الحالة الراهنة مستبشرين بترك العنان لأنفسهم لتجوب آفاق الرجاء بثياب المرح، فيتقبلون ما تأتي به الخطوب بابتساماتهم العريضة وصدورهم الواسعة الرحبة.
|