المنتدى :
ركن شهر رمضان المبارك
الصيام والقرآن يشفعان لك يوم القيامة
قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ..."[البقرة: من الآية185]، وقال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"[القدر:1]، وقال تعالى: "إِنَّاأَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ"[الدخان: من الآية3].
قال صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرهافقد حرم"
وقد نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر في شهر رمضان، فجعل في سماء الدنيا ، ثم أنزل إلى الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم- على ما أراد الله إنزاله إليه).
أخي الكريم: (القرآن كتاب هذه الأمة الخالد، الذي أخرجها من الظلمات إلى النور، فأنشأها النشأة، وبدلها من بعد خوفها أمناً، ومكَّن لها في الأرض، ووهبها مقوماتها التي بها صارت أمة، ولم تكن من قبل شيئاً، وهي بدون هذه المقومات ليست أمة، وليس لها مكان في الأرض، ولا ذكر في السماء، فلا أقل من شكرالله على نعمة هذا القرآن بالاستجابة إلى صوم الشهر الذي نزل فيه القرآن) الظلال)
(ولكن ستظل هناك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن ما لمنتمثل فيه حسناًً، ونستحضر أن هذا القرآن خوطبت به أمة حية ذات وجود حقيقي، ووجهتبه أحداث واقعية في حياة هذه الأمة، وأديرت به معركة ضخمة في داخل النفس البشريةوفي رقعة من الأرض كذلك) من وحي القلم
فالقرآن نعمة من الله عظيمة،ومنة منه جسيمة تستلزم منا الشكر ليل نهار، ونكون بذلك مقصرين غاية التقصير.
قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طـه
إن الحياة المقطوعة الصلة بالله ورحمته الواسعة ضنك مهما يكن فيهامن سعة ومتاع، إنه ضنك الانقطاع عن الاتصال بالله والاطمئنان إلى حماه، ضنك الحيرةوالقلق، ضنك الحرص والحذر: الحرص على ما في اليد، والحذر من الفوت، ضنك الجري وراءبارق المطالع والحسرة على كل ما يفوت.
لقد أسرف وخسر كل من أعرض عن ذكر الله،فألقى بالهدى من بين يديه وهو أنفس ثراء وذخر فيا أخي الحبيب: ليكن لك نصيب مع القرآن في هذا الشهر الذي أنزل فيه، وليكن لك في رسولك – صلى اللهعليه وسلم- الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة، ففي الصحيحين عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: "كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون فيرمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير منالريح المرسلة" البخاري (25، 1902- 3220-3554-4997)، ومسلم(7/68) (5964
قال ربيع بن سليمان: (كان محمد بنإدريس الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة، ما منها شيء إلا في صلاة) .
فيا أخيالكريم: لا تكن من الغافلين في هذا الشهر عن قراءة القرآن، فكن من الذاكرين له آناءالليل وأطراف النهار.
واعلم أخي الكريم: أن الصيام والقرآن يشفعان لك يومالقيامة، كما صح ذلك عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فعن عبد الله بن عمرو – رضيالله عنهما- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "الصيام والقرآن يشفعانللعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه،ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان": فيا من فرط في شهرهوأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط بئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهررمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة
ويلٌ لمن شفعاؤهخصماؤه *** والصور في يوم القيامة ينفخ.
|