كاتب الموضوع :
زوغدانة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
اتمنى ان ينال هذا الجزء رضاكم واعجابكم واتمنى ايضا ان ارى ردودكم وتعليقاتكم علية بسرعة
الفصل الثانى
استيقظت (رؤى) فى اليوم التالى على طرقات الباب ودخول اختها(هنا) بهدوء ودون اى ازعاج على غير المعتاد منها وقالت لها :
_ (ايمن )على الهاتف ويريد ان يتحدث معك ، اتصل اكثر من مرة وكل مرة اقول لة انك نائمة وفى النهاية طلب منى ان اوقظك .
قالت فى نفسها ما كل هذا الالحاح ، ثم تذكرت ليلة الامس بدا لها حوارها مع (ايمن)كان منذ اسابيع مضت وليس الامس فقط وتذكرت ايضا سبب هدوء اختها فهما لم تتكلما معا منذ ان تركتا الحفل الى سيارة (أدهم) وحتى نامت (رؤى) دون اى كلمة.
قالت بصوت نائم :
_كم الساعة الان .
_ الواحدة ظهرا .
_ ياااة كل هذا ، حسنا اعطنى الهاتف .
ناولتها اختها الهاتف الموضوع بجوار سريرها وخرجت من الحجرة واغلقت الباب خلفها ،قالت وهى تعتدل فى جلستها على السرير وتنحنحت لتنفض اثار النوم عن صوتها قبل ان تقول :
_ الو .
جائها صوت (ايمن) على الجانب الاخر هادىء ومعاتب :
_ما كل هذا النوم ، كيف حالك اولا ؟
_الحمد لله بخير ،وانت؟
_ الحمد لله ، متى عدتى من الحفل؟
_ لا اتذكر، اعتقد انها كانت الحادية عشر.
_ اريد ان اراكى ،هل انت متفرغة اليوم ؟
وكان هذا ما تخشاة ، قالت محاولة ان تبدو طبيعية ومقنعة :
_ انا متفرغة اليوم ولكنى اشعر بصداع شديد وبضجة كبيرة فى رأسى ،
ثم اضافت بنعومة حتى لا يتضايق :
_ هل من الممكن ان نتقابل غدا حتى استطيع على الاقل ان اكون افكار صافية.
لا يستطيع (ايمن) ان ينكر انة كان يتوقع شىء مثل هذا ، ولانة لا يريد ان يضغط عليها قال بصبر:
_ حسنا كما تحبين سأمر عليك غدا فى السابعة ،هل يناسبك ذلك ؟
_ نعم اعتقد انة مناسب تماما .
_ حسنا الى القاء ، وارجو ارسال سلامى للجميع .
_ اكيد، الى القاء .
ووضعت سماعة الهاتف ، واطلقت تنهيدة حارة كأنها كانت فى امتحان وخرجت منة سالمة ، ولكن اى امتحان هذا ، الامتحان الكبير سيكون غدا فى السابعة وتدعو الله ان تخرج منة بأقل خسائر ممكنة ، لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير فيما حدث بالامس مع (أدهم) على الرغم من المشكلة القائمة مع (ايمن) ،كانت الذكرى تتسلل الى افكارها بدون ارادة منها،تذكرت انها عندما ركبت سيارتة لم تفتح فمها ببنت شفة،ركبت فى المقعد الخلفى وانتظرت حتى انتهى (أدهم)و(هنا) من توديع(احمد) صديقة، وركبت اختها بجوار (أدهم) ،كانا يتحدثان ولكنها لم تسمع اى من حديثهما كانت تفكر كما تفكر الان ، هل بالفعل يعنى ما قال ، هل كان يعتقد انها على علاقة ب(اسلام) زميلها فى الدفعة لقد لمح لمثل هذا فى مشاحنتهما الاخيرة قبل ان يتركها ويذهب ويقول ان عليها ان توضح موقفها وان تعرف ماذا تريد ولكن عليها ان تعلم قبل فوات الاوان ،كان هذا كلامة وهى لم تكن تعلم اى موقف عليها ان تحددة انها تحبة ووهو يعلم ذلك، ولم تفهم وقتها ان تلميحة لعلاقتها الوثيقة ب(اسلام) معناة انة يشك فى حبها لة او انة غير واثق من انها تريدة هو لا اى رجل اخر، لم تفهم ذلك ابدا الا الامس فقط عندما قال ما قالة ، هى لا تنكر ان الفترة الاخيرة من خطبتهما كانت متوترة للغاية فلم يكونا يريا بعضهما كثيرا فكان هو مشغول بشدة فى تحضير رسالة الدكتراة الخاصة بة ،وهى كانت مشغولة ايضا فى امتحاناتها التى كانت على الابواب ،وكانت هناك مشكلة (اسلام) الذى كان يواجهة انفصال والدية بضعف شديد ولم يثق بأحد غيرها كى يحكى لة ،لم تكن تستطع ان تتركة فى مثل هذا الوقت فقد كان يعانى بشدة ولولاها ماكان ادى امتحاناتة لهذا العام،كانت تعتبرة اخيها الصغير الذى يحتاج الى رعاية ولكن( أدهم) لم يفهم ذلك قط ومع ذلك فهو لم يلمح لها ابدا بضيقة من علاقتها ب(اسلام) الا فى المشاجرة الاخيرة ، حيث اتاها بنتيجة امتحاناتها فى السنة الثانية وعندما سألتة عن نتيجة (اسلام) ثار بشدة وقال كلام كثير لم تفهم ما يريدة منة، وهى تتذكر الان انة كان متوتر للغاية عندما اتاها ولكنها لم تلاحظ ذلك فى وقتها لقلقها على النتيجة ، وعلى الرغم من عصبيتة الشديدة فى هذا اليوم الا انها حاولت ان تبدو صبورة ولكن يبدو ان هذا كان يزيدة عنف وتوتر وفى النهاية كانا يصيحان فى وجة بعضهما هى لا تتذكر حتى لما وقبل ان يذهب قال لها ما قال ، ومع ذلك فقد .........
انتفضت بشدة عندما فتح الباب واخرجها من ذكرياتها البعيدة ، وكانت هذة (هنا) التى دخلت عابسة وقالت بجفاء:
_ ماما تقول لك انهضى وكفاكى نوم حتى الان وهى تعد لك افطار بسيط لان موعد الغداء اقترب.
_ قبل ان انزل للافطار، اللا تجلسى قليلا لنفك هذة التكشيرة من على وجهك .
جلست (هنا )كأنها مرغمة على ذلك وتكلمت مباشرةكأنها كانت تنتظر هذة المبادرة :
_ هذة التكشيرة لانى لا اعلم سبب غضبك بالامس ،من الواضح انك تشاجرت مع (أدهم) وانا كنت كبش الفداء، البردعة التى تستعرضين شطارتك عليها ،اليس كذلك؟
_ لا، ليس كذلك ، لماذا لا تفهمين، لا يمكن ان تكون علاقتى ب(أدهم) علاقة صداقة ،كما اننى لا يمكن ان اعود لة كما تتمنى ، فانا لم استطع ان انس انة لم يفكرحتى ان يرد على الرسالة التى ارسلتها لة على هاتفة الخليوى بعد اخر مشاحنة بيننا وتركنى اسابيع دون ان يسأل عنى، وعندما ارسلت لة دبلتى والشبكة مع ابى لم يعترض واخذها كما لو كان ينتظر ان افعل ذلك ،كما اتضح لى بالامس فقط انة كان يشك فى ان لى علاقة بشخص اخر ،انا لا استطع ان اقف وابتسم فى وجهة كأن شيئا لم يكن يا (هنا) ولا ان اتواجد فى مكان يضمة حتى .
_ الم تفكرى ابدا ان مشاعرك هذة قد تكون لانك مازلت تحبية.
_ لا، لايمكن ان تكون كذلك لانى اعرف جيدا ان افرق بين مشاعر الحب ومشاعر النفور التى قد تصل الى الكراهية .
_ ولكن لاتنسى ان الحب والكراهية وجهان لعملة واحدة ولايفصل بينهما غير شعرة رفيعة جدا .
قالت (رؤى)بلهجة من تستمع الى حكمة او موعظة من جدتها :
_ حسنا يا (هنا) سأحاول الاانسى ذلك .
على الرغم من ان (رؤى) حاولت ألا يظهر ذلك بوضوح على صوتها الا ان اختها لاحظته وقالت نتيجة لتلك الملاحظة :
_ انت كالعادة تأخذين كلامى على انة كلام طفلة لاتفهم شىء وتسخرين منى.
كتمت (رؤى)ضحكاتها البريئة وقالت :
_ لا تغضبى منى فأنا لااستطيع ان اتخيلك تنصحينى ، ومع ذلك فأنا قلت لن انسى كلامك ولم اقل اننى سأمحوه من ذاكرتى .
تنهدت (هنا) وقالت مستسلمة:
_ حسنا انا كنت اريد ان اقول لكى ما بداخلى وها قد قولته والامر كلة يرجع لك وحدك .
ثم استطردت بطريقتها المرحة المعتادة :
_ اما انا سأذهب الان الى الكلية الا تريدين شيئا.
ابتسمت (رؤى) لها وقالت بحب :
_ لا يا عزيزتى اشكرك ، خذى بالك على نفسك .
_ لا تقلقى يا....ماما .
ثم اطلقت ضحكة صغيرة وانطلقت للخارج ، نهضت (رؤى) من فوق سريرها وهمت بالذهاب الى الحمام ثم غيرت ملابسها وتوجهت الى المطبخ الذى تعلم ان والدتها ستكون موجودة بة ، توجهت اليها من الخلف على اطراف اصابعها واقتربت منها بهدوء وقبلت وجنتها ، فزعت الام واطلقت صرخة صغيرةوالتفتت اليها قائلة :
_ لقد افزعتنى الن توقفى هذة الحركة ابدا .
_ مع اننى افعلها كل يوم الا انك كل يوم ايضا تفزعى مثل اليوم الاول تماما ،الن تعتادى عليها ابدا .
_ لا، لن اعتاد يكفى ما تفعلة اختك هى الاخرى، فى نهاية المطاف ستجدوننى انهكت بسبب هذة الفزعات المتكررة .
_ ابعد الله الشر عنك يا حبيبتى ، هيا ماذا اعدت لنا اليوم على الغداء .
_ الغداء مرة واحدة ، اسألى اولا عن الفطار الذى عليك ان تتناولية اولا ،هيا لقد اعدت لكى شيئا بسيطا افطرى ثم تعلى لتساعدينى فأ..........
_ نعم.. نعم، فأنا الان فتاة كبيرة وناضجة وعلى ان اساعدك فى كل شىء بل وان اقوم بة نيابة عنك ايضا ، لقد حفظت الجملة يا امى اليس هذا الغرض من ترديدك لها كل يوم .
_ لا ليس هذا الغرض ، هيا افطرى وتعالى حتى اريك ما هو الغرض، هيا .
ضحكت (رؤى) وجلست على المائدة المتوسطة الحجم التى توجد بالمطبخ وكانت تتأمل والدتها وهى تعمل ،لم تكن تريد ان تعلم امها بما يعتمل بداخلها الان تريد ان تستقر اولا على قرار ثم تأخذ رأيها به،ولم تكن(رؤى) تشبه والدتها كثيرا وانما كانت تشبه جدتها من امها التى كانت لها عيون (رؤى) ولون شعر (هنا)، وهذة الاخيرة كانت تشبة والدتها اكثر ، وكانت امها ذات ملامح رقيقة وشعر بنى بدأت تتخللة بعض الشعيرات البيضاء وعيون داكنة عميقة تدل على جمال كبير اثناء شبابها، وفجأة سمعت (رؤى) جرس الهاتف يرن فى الصالة فتوجهت اليه ، رفعت سماعة الهاتف قائلة :
_ الو
_ صباح الخير ام اقول مساء الخير فنحن الان فى الثانية ظهرا تقريبا .
هل ماتسمعة اذنها صحيح ام انها تحتاج للذهاب الى طبيب ليؤكد لها انها لاتسمع جيدا وان هذا الصوت ليس ما تعتقد ان يكون .
_ هل اسكتتك المفاجأه ام انك هكذا منذ الامس وللتحديد منذ ان ركبتى معى السيارة .
تجاهلت سخريتة الواضحة وقالت ببرود :
_ اعتقد ان سكوتى افضل بكثير من الحديث معك .
اطلق (أدهم) ضحكة ساخرة وقال :
_ لهذة الدرجة ، لم اتصور ابدا اننى سأحقق مثل هذا النصر العظيم ، تفضلين السكوت على الحديث معى هذا شىء يستحق الفخر .
_ حسنا تستطيع ان تضيف فخر اخر فأنا لا اريد ان اراك ايضا .
_ ومن قال لك اننى اريد ان اراك، استريحى فهذا شىء مستبعد جدا .
امسكت (رؤى) غضبها حتى لا تقفل فى وجة سماعة التليفون، هذا كثير عليها مرتين فى اقل من ثمانية واربعين ساعة هذا كثير فعلا، وقالت محاولة ان يبدو صوتها هادىء ولا يظهر بة غضبها :
_ لماذا تتصل يا(أدهم) ؟ ماذا تريد ؟
قال بصوت خالى من الى تعبير:
_ اريد ان .....لا شىء ، وداعا .
ثم اغلق سماعة الهاتف قبل ان يعطيها الفرصة لتوبخة على هذا الاتصال الفارغ ، وضعت السماعة وجلست على اقرب كرسى لها وقبل ان تبحر فى افكارها سمعت والدتها تنادى من المطبخ :
_ من المتصل يا (رؤى) ؟
ترددت قليلا ثم قالت :
_ لا احد، النمرة خاطئة .
_ حسنا ، هيا اقبلى لتساعدينى .
_ حسنا انا قادمة ، حالا .
|