كاتب الموضوع :
زوغدانة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
ميرسىىىىىىىىىىىىىىىكتيييييييييييييييييييييييييييييييييييير لحلا وطبعا waxen girl
واخيرا الحمدلله هنزل اخر بارتين وسورىىىىىىىىىىىىىىىىبجد على التاخير ده كله ويارب يكونوا عند حسن ظنكوا واتمنى اشوف ردودكوا فى اقرب وقت ان شاء الله
الفصل العاشر :
منذ ان تركا المطعم وعادا الى المطار للعوده الى شرم لم تكن (رؤى) تتكلم وانما كانت تصرخ كل كلامها كان صراخا هذا ان تكلمت، وكانت عصبيتها واضحه للغايه وهى التى كانت دائما هادئه ومسيطره على نفسها ، حتى عندما حاول (أدهم) مساعدتها للصعود الى الطائره نفضت يدها من يده بعنف ومنذ ذلك وهو لا يحاول الاقتراب منها او التصدى لعصبيتها تركها تصرخ و تفعل ما تشاء، كم كانت اعصابها ثائره مما سمعت للتو لم تكن تتخيل ابدا ان تكون الحقيقه على هذا النحو لم تكن تتخيل على الاطلاق ان ما سمعته منذ قليل هو سبب كل ماعانت منذ ان تركها (أدهم) الى ان تزوجت به ،شعرت انه لايستحق كل هذا الحب الذى تحمله له فى قلبها ووعدت نفسها ان تذيقه مما اذاقها اضعافا ، وعندما عادا الى الفندق وصعدا الى غرفتيهما توجهت على الفور الى الفراش ونزعت منه غطاء ووساده والقت بهم على الاريكه ونظرت له بتحدى ان يعترض على ما تفعل ثم توجهت الى خزانة الملابس واحضرت منها منامه وروب طويل وهى تقول بحده :
_ اظن اننى لا احتاج لتوضيح انك ستنام هنا على هذه الاريكه .
ثم دخلت الى الحمام دون كلمه زائده ولكن بعنف وعصبيه زائده ، ومما ازاد عصبيتها انها عندما خرجت من الحمام وبعد ان مشطت شعرها وجدت ان الغطاء والوساده عادا الى مكانهما على الفراش فتوجهت الى صوب باب الحمام كالقذيفه والذى توجه (أدهم) اليه لتوه وصرخت قائله :
_ انا لن انام بجوارك ، انت تحلم بذلك .
لم يتكلم هو كانت تسمع صوت المياه ثم صوت استعماله لفرشاة الاسنان فقط ،لم يرد عليها ، اعصابها ثائره بقوه ولن تتحمل بروده هذا ، فتحت الباب بقوه وقبل ان تتكلم اطلقت صرخه عندما وجدته لا يرتدى سوى سروال منامته فقط وادارت ظهرها له على الفور قائله بتوتر وهى تعتصر يديها :
_ لماذا لا ترد علي انا لا اتحدث مع نفسى هنا .
لم ينظر اليها كان يحاول التركيز على ما يفعل متجاهلا غضبها واعصابها الثائره منذ ان تركا المطعم، وعندما لم يرد عليها التفتت اليه غاضبه محاوله التركيز على كلامها فقط متناسيه قلبها الصارخ حبا :
_ لماذا انت بارد هكذا يا(أدهم) انا لن انم بهذا الشكل ابدا .
فكر فى انه قد حان الوقت للحد من عصبيتها هذه والبدء فى محاولة استمالتها اليه فخرج من الحمام واقترب منها محاولا ضمها اليه وتهدئتها ولكنها انتفضت مبتعده لن تتمكن من تحمل اقترابه ستلبى نداء قلبها وترتمى بين زراعيه باكيه مرتجفه حبا ، بينما خفض هو زراعيه يائسا ،فكل ما يريده هو ضمها الى صدره فقط هل لهذه الدرجه لا تتحمل لمساته ، وقال دون ان يتحرك اليها مره اخرى بصوت يملؤه الحب والعذاب :
_ (رؤى) حبيبتى ،لماذا هذا العذاب ، لماذا تعذبين نفسك بهذا الشكل وتقتليننى بهذا الشكل ؟
_ الان حبيبتك ، الان فقط بعد ان عرفت الحقيقه وتأكدت بنفسك .........
ثم استدارت اليه قائله بصوت يشوبه الغضب والحزن :
_ لم تكتشف اننى حبيبتك الا بعد ان واجهتنى ب(اسلام) ، افترض ان (اسلام) كذب عليك للمره الثانيه ولم يقل الحقيقه ، ماذا كان سيحدث وقتها اذن .
تخللت يده شعره الفاحم قائلا بألم :
_ ولماذا نفترض شىء لم يحدث ، ثم ان وقتها كنت سأقرأ كل الحقيقه فى عينيك، لم تكذبا على مطلقا .
كشف فمها عن ابتسامه ساخره ومعذبه ايضا ،واتجهت الى الفراش اخذه منه الوساده والغطاء وقبل ان تستدير لتلقى بهما اليه كان هو خلفها تماما نازعا كل شىء من يدها برقه واعادهما الى الفراش ، التفتت اليه واللهب الازرق يتطاير من عينيها الواسعتان .
كانت تلك لحظه عاصفه التى التقت فيها عيونهما شعرت بماس كهربى يسرى الى اعماقها كانت تقاوم قلبها بشده والذى كان يصرخ طالبا الانسان الوحيد المتربع به ، نظرات الحب والحنان فى عينيه القويه كانت تعذبها خفضت اهدابها الكثيفه حتى تمنع عيناها من قول الكثير ،وهذا كل مااستطاعت فعله لم تطاوعها قدماها على الحركه ومع انها لا تنظر اليه الا انها شعرت به ، وجوده كان يملؤها رائحة عطره الرائع حتى انفاسه التى تلفح وجهها كانت تقول الكثير، رفع وجهها اليه متاملا كل شىء فيه كما لو كان يرسم ملامحها الحبيبه الى قلبه فى خياله ،لا بل كان يضيف صوره اخرى الى العديد من صورها التى لاتفارق زهنه ،ابعد خصلات شعرها عن جبينها هامسا بحب :
_ لما لا تنسى كل شىء ونبدأمن جديد ، انا لن اتحمل ان اظل بعيدا عنك اكثر من ذلك .
نظرت اليه بقوه غير عابئه بملامحه المتدفقه حبا ولا بقلبها المعترض قائله :
_ ولكننى انا سأتحمل .
وابعدته عنها متجهه الى الاريكه التى توجد فى منتصف الغرفه جلست عليها رافعه ركبتيها مستنده عليهما بذقنها مشبكه يديها حولهما، لا تعرف من اين اتتها كل هذه القسوه ولا كيف طاوعت عقلها على قول ذلك ،لم تحاول ان تنظر اليه كانت تعلم انه يتألم مما قالت ،والنظر اليه وهو فى هذه الحاله كان يكفى لذبح قلبها ، وازداد عذابها عندما سمعته يقول بلوعه :
_ ياالهى ، لماذا انت قاسيه لهذه الدرجه .
كانت ترفض ان تنصاع لأوامر قلبها الملتاع ، فأبت الا تقول بهدوء شديد :
_ تعلمت هذه القسوه منك .
وفجأه وجدته فوقها، حملها بكل قوه قائلا :
_ حقا ...اليك بعضا منها اذا .
كانت ترتجف بين زراعيه صارخه عليه بأن يتركها ، بينما كانت ملامحه جامده ولم يتركها الا ليلقى بها فوق الفراش ، وكانت هى بين شقى الرحى لم يلمسها ولكنه اتكأ بيديه على جانبيها فلم تتمكن سوى من ان ترتفع قليلا وتستند على ظهر الفراش وتمنت لو لم تفعل ذلك فقد اصبحت فى مستوى وجهه واقرب بكثير اليه ،بينما قال هو بحزم :
_ استمعى الي جيدا يا (رؤى) ، لقد اضعت الكثير وانا اتعذب لفراقك ولن اسمح بأضاعة الاكثر ونحن بعيدان عن بعضنا ،اعلم انك غاضبه منى بشده ، ولك كل الوقت حتى تهدئى ، وحتى يحين هذا الوقت سنتعامل كأى زوجين يحترما بعضهما و سننام نحن الاثنان هنا ، فأنا لن انام على الاريكه .........
كادت ان تفتح فمها لتقول له انها هى ستفعل لتبتعد عنه ، وكأنه قرأ افكارها اذ اكمل قائلا :
_ ولن اسمح لك انت الاخرى بفعل ذلك ، ولك ان تكونى متأكده اننى لن اقترب منك ابدا الا اذا شعرت انك انت الاخرى تريدين ذلك .
_ ستنتظر طويلا اذن لأنك لن تشعر بذلك ابدا .
قال بنظرات جريئه :
_ هذا ما تتحدث به شفتاك الجميلتان ولكن عيناك لهما رأى اخر.
كانت نظرة عينيه جامحه جريئه زلزلت كيانها ، بينما ضحك هو ممازحا :
_ ارأيت ، انك ترتجفين حبا لى .....
ثم اضاف بحنان بالغ :
_ حبيبتى هل علي تذكيرك دائما اننا زوجان .
اجابت بتحد :
_ لا بل عليك تذكير نفسك اننا سنترك بعضنا عما قريب .
لمع بريق الغضب فى عينيه قائلا :
_ تذكرى هذا بمفردك لأننى لا اوافق عليه وليس علي ان اتذكره فى الواقع .
ثم اضاف قبل ان تفتح فمها ونظرة جزل تطل من عينيه :
_ ولكن ما اتذكره هو تصرفات الاطفال التى تقومين بها الان لئلا تنامى بجوارى ،هل انت خائفه من مشاعرك لهذه الدرجه !
تغلبت على نظراتها المذهوله واستبدلتها بالغاضبه قائله :
_ خائفه من مشاعرى ..... نعم ... حقا ... قد اكون خائفه من عدم السيطره على مشاعرى وانقض عليك بينما انت نائم وا.....
قاطعها قائلا بتهكم مازح :
_ وترتمى بين زراعى نائمه بكل وداعه طالبه حبى، اليس كذلك ؟
_ قد تكون الوداعه اخر صفه يمكن ان تصف بها ما سأفعله .
قال وهو يبدأ فى الابتعاد متجاهلا ما قالت ولكن ابتسامته الجزله الساخره قالت ما لم يقل :
_ تصبحين على خير يا حبيبتى .
ودار حول الفراش لينام وينهى هذا اليوم الطويل عالما انها لن تتمكن من المعارضه بعد الان حتى لا تظهرخائفه من مشاعرها كما قال ، وقبل ان يلقى بالغطاء حوله وجد وساده وغطاء يسقطان فوقه ابعدهما والتفت اليها صائحا :
_ ما هذا .
قالت بجديه وبرود :
_ لا يوجد وسائد كافيه لأضعها بيننا ، لذا ستتغطى انت بغطاء وانا بغطاء اخر، ولا تتحرك وانت نائم لأننى اذا شعرت بأى اقتراب منك لن تجد الا الصفعه التى تلقتها (نسرين) فى انتظارك .
القى برأسه فوق الوساده هاتفا :
_ يا للنساء ، انت مجنونه تماما .
قالت والسخريه تقطر من صوتها وكلامها :
_ نعم ... اعذرنى يازوجى العزيز فقد جننت من مشاعرى الخائفه .
ارتسمت على شفتيه ابتسامه رائقه وهو يغمض عينيه ،بينما نامت هى على مضض مرتعبه ودعت ربها الا يحدث شىء ، لم تفكر ابدا انه زوجها كل ما فكرت به انها لا تريد ان تنهار مشاعرها مره اخرى امام حبها له كما حدث من قبل ، ولكن لما الخوف هى لن تتمكن من ذلك ابدا فبعد معرفتها لحقيقة ما حدث لن تتمكن من ان تغفر له شكه وعدم ثقته بها ، لن تتمكن من ذلك ابدا .
***************************
كان نومها متقلب جدا ومتقطع للغايه وعامر بالاحلام المتقطعه والتى لابد ان يظهر بها وجه (أدهم) ،فرؤيته نائم بجوارها كانت تثير فى نفسها الخوف والرهبه هذا غير الافكار الحزينه التى تفضى مضجعها، على الرغم من انه كان نائم بكل هدوء ووداعه ، وعندما استسلمت لعجزها اخيرا عن النوم كانت الساعه الثامنه تقريبا جلست على الفراش مستنده بمرفقها متأمله هذا الوجه القوى الوسيم، كان كما الاطفال ملامحه هادئه وناعمه ،كم ودت لو تتخلل شعره بأصابعها و تلامس بشرة وجهه الحليق ولكن سرعان ما طردت عن رأسها هذه الافكار، ثم لاحظت انه نائم على ظهره لم يتحرك بالفعل، هل هذا لكى لا يضايقها ام بفعل الارهاق فهو لم ينم تقريبا منذ ان حضرا الى شرم ، هل يشعر بها الان وهى تتامله هكذا ،كم تود لو تنام بين زراعيه ولكنها خائفه ... خائفه لدرجة تجعلها قادره على الابتعاد عنه ، كانت قريبه منه للغايه ومع ذلك تشعر بوجود حاجز عملاق مقام بينهما وعلى الرغم من حبها الكبير له الا انها تشعر ان هذا الحب اصغر بكثير من ان يتحمل الاهانه التى الحقها بها ، سرحت مع افكارها ومشاعرها للغايه حتى انها لم تشعر به وهو يتحرك حركه بسيطه مالبث بعدها ان فتح عينيه ببطء وقبل ان تدرك انه استيقظ بالفعل كان قد رأها جالسه هكذا بجواره قريبه منه على هذا النحو ، ابتسم لها بطريقه سحرتها وجعلتها تتسمر فى مكانها ، وعندما تحرك لكى يتكأ على ظهر الفراش انتفضت مبتعده كأنه كان سيهاجمها بينما ضحك هو قائلا :
_ لا تنتفضى هكذا انا اعتدل فقط ، كما اننى لم انس ما قلته لك بالامس .
ثم استطرد قائلا بحب :
_ ما اجمل ان استيقظ كل يوم واجدك قريبه منى لهذه الدرجه .
قالت ببرود لكى تنفى عنها تأمله :
_ لا تعتاد على ذلك حتى لا تتعذب فيما بعد ،ثم اننى كنت اهم بأن اوقظك .
وقفزت من الفراش، كانت هادئه للغايه وايضا متعبه ومرهقه جدا وبدا هذا واضحا على ملامحها الرقيقه ، بدا هو قلقا عندما رأها هكذا ولولا هذا ما كان تركها حتى تبدل جملتها البارده هذه فقال بهدوء يشوبه بعض القلق :
_ (رؤى) ألم تنامى جيدا ، الارهاق يبدو واضحا عليك .
_ لا... انا بخير .
نظر اليها غير مصدق ما تقول ولكنه لن يجادلها اكثر فى ذلك حتى لا يسبب لها الاحراج لأنها لن تقول له ببساطه انها لم تتمكن من النوم وهو بجوارها ابتسم بداخله ساخرا فهو لم يتمكن من النوم الا عندما تأكد انها بجواره حتى لو لم يكن قادرا على الاقتراب منها ،وهذا ما لن يتمكن من تحمله كثيرا فسرعان ما سيتعذب من اقترابه منها وابتعاده عنها فى نفس الوقت ،حاول الا يفكر فى هذا الان فقال بهدوء مرح ناهضا من الفراش هو الاخر:
_ حسنا ... انا سأنهض الان ،يوجد بعض الاعمال علي الانتهاء منها اليوم ،وسأعود عند الظهيره تقريبا .........
وامام نظراتها الدهشه حركها كما الدميه الصغيره لكى تتمدد على الفراش فى وضع النوم قائلا وهو يغطيها :
_ وانت عليك ان تنامى حتى اعود ، لنتناول الافطار سويا .
تشعر انه يعاملها كما الاطفال، وعلمت انه تبين عدم مقدرتها على النوم بجواره وما يطلب منها الان انما لكى تتمكن هى من النوم اثناء غيابه واخذ قسط من الراحه ،اه كم تحبه ،ومع ذلك كانت غاضبه من طريقته هذه كانت غاضبه منه ومن كل شىء يتعلق به وحاولت ان تعترض ولكنه وضع اصبعيه السبابه والوسطى على شفتيها قائلا بخفوت :
_ ارجوك ،مره واحده افعلى ما اقول دون اعتراض .
ارتجفت شفتاها تحت ملمس اصبعيه الدافئان اغمضت عيناها وتدثرت بالغطاء سريعا لا لشىء الا لتهرب من محاصرة عينيه .
وبعد اقل من نصف الساعه المليئه بالتوتر شعرت بخروج (أدهم) من الغرفه ،وشعرت اخيرا بالاسترخاء وايضا بالفراغ الكبير الذى تركه (أدهم) بعد خروجه ، انها تحبه حتى غضبها الشديد لم يغير ذلك وعلى الرغم من عذابات قلبها الا انها تشعر بكبر هذا الحاجز القائم بينهما والذى لن تتمكن من ان تتخطاه ابدا ، فكيف يمكنها ان تثق به ،كيف يمكنها ان تسلمه قلبها مره اخرى بكل هدوء وارتياح وكأن شيئا لم يكن .
*****************************
جلست (رؤى) بكل هدوء فى مطعم الفندق تحتسى فنجان من القهوه بعد ان انهت افطارها، الساعه الان الثانية عشروالنصف ظهرا و(أدهم) لم يأت بعد ،هذا افضل لها كانت تريد ان تنهى افطارها قبل ان يأتى ، فهى لن تجلس معه لتناول الافطار سويا كما قال وتنصاع لأوامره ناسيه كل شىء وكأنهما عاشقان فى شهر عسلهما بالفعل .
هاهو اتى اخيرا واراح عيناها من الدوران تجاه باب المطعم كلما دخل احد ،تراه يدخل المطعم وعيناه تدوران فى كل مكان بحثا عنها امسكت بالمجله التى احضرتها معها سريعا لتدفن وجهها بها، لم تكن ترى السطور ولا الكلمات حالة الترقب التى كانت تجلس بها منتظره قدومه منعتها من ذلك ، قلبها ينبض بسرعه جنونيه ،لماذا يحدث كل هذا معها لماذا لا تمحا صورته من قلبها وتنتهى من هذا العذاب بكل سهوله ، وفجأه وجدت المجله التى بيدها تقلب رأسا على عقب و(أدهم) يقول بتهكم :
_ ارى ان قدراتك الخاصه تطورت ياعزيزتى واصبحت تقراين بالمقلوب .
ضغطت على شفتيها غيظا ، وارتشفت قليلا من قهوتها ثم قالت :
_ كثرة التواجد معك تصنع المعجزات .
ابتسم ساخرا وهو يجلس قبالتها ، ثم قال بهدوء :
_ ارى انك انهيت افطارك ، متى استيقظت ؟
اجابت ببرود :
_ فى وقت من الاوقات .
نظر اليها بطرف عينيه وهو يشير الى النادل ، وبعد ان طلب ما يريد قال لها بهدوء حازم :
_ (رؤى) الن ننتهى من هذا ابدا.
_ نعم... سننتهى منه .... عندما تتركنى وشأنى .
_ هل يمكنك على الاقل التحدث معى قد ترتاحى من هذا الغضب بداخلك عندما تفرغيه بوجهى .
_ وهل تحدثت انت معى فى السابق ،لا تطلب منى ما لم تتمكن انت من فعله يا (أدهم) .
قال بكبرياء وعيناه مركزتان على عينيها :
_ هل يرضيك ان اعترف لك اننى اخطأت فى ذلك .
لا تعرف لما ثارت فجأه عندما قال ما قال وبدا ذلك عليها وهى تقول :
_ لا يا(أدهم) لن يرضينى انك اضعت خمس سنوات من حياتى فى محاولة نسيانك ولن يرضينى الطريقه التى جعلتنى اتزوجك بها والكارثه الكبرى ان سبب كل هذا لن يرضى حتى طفل صغير .
اندفعت خارجه من المطعم ، وتوجهت على الفور الى المصعد الذى يؤدى الى الشاطىء وذلك قبل ان يلحق بها (أدهم) .
سلكت طريقها الى غرفتها بخطوات غاضبه، ثم سمعت من ينادى عليها لم يكن هذا (أدهم) ،التفتت لتجد انها (عايدا) ، لقد نسيت كل شىء عن هذه العائله حتى (نسرين) ، هى حتى لم تتوقع ان تتكلم معها (عايدا) مره اخرى بعد ان صفعت اختها ولكنها توقفت وابتسمت اليها ابتسامه متوتره فغضبها من (أدهم) مازالت ناره تحرقها ،وجدت ان(عايدا) هى الاخرى تقترب مبتسمه حتى اصبحت امامها مباشرة وقالت بهدوء :
_ هل يمكننا ان نجلس فى مكان ونتحدث ؟
_ طبعا يا(عايدا) ....... طبعا .
اخذتها (عايدا) الى خليج نعمه اشهرمنطقه بشرم الشيخ وذلك بعد ان احضرت (رؤى) حقيبة يدها من غرفتها ،وجلستا فى احدى الكافتريات المنتشره به، المنطقه كلها تثير الراحه و البهجه بمحلاتها التجاريه التى تعرض منتجات البدو بشرم بكل الالوان الرائعه الخلابه التى تصر النظر وتخلب لب السائحين هذا بالاضافه الى وجه عايدا البشوش الباسم وبعد ان جلستا وطلبتا ماتريدان من النادل بادرتها عايدا قائله :
_ انا سأتحدث معك بصراحه ووضوح ، لن ادعى ان ما حدث بينك وبين (نسرين) لم يضايقنى ولكننى .........
ثم صمتت قليلا وبدا كأنها شردت ثم اكملت وعيناها تنظران بعيدا :
_ ولكننى كنت اتوقعه منذ ان علمت بزواج (أدهم) ، كنت اتوقع ثوره شديده وعدم استسلام من اختى وايضا لم اتخيل ان زوجته لن ترد على هذه الثوره ........
ثم نظرت الى (رؤى) قالت وفى عينيها رجاء :
_ ولكننى عندما تعرفت عليك املت فى ان تتفهمى ذلك ............
بدا ل(رؤى) ان (عايدا) لم تجد ما تكمل به جملتها لذلك بترتها واطرقت برأسها قليلا ، اشفقت عليها (رؤى) من افعال اختها ، وقالت لها بصوت حانى :
_ (عايدا) انا اسفه للغايه لما حدث بينى وبين (نسرين) ، لم اكن اريد لهاذا ان يحدث خاصة وان لها اخت رائعه مثلك ولكن كما قلتى لم يكن بأمكانى ان اصبر على افعالها ولكننى سأعدك بان احاول ذلك .
وابتسمت ابتسامه اشرق لها وجه (عايدا) .
عادت (رؤى) و(عايدا) الى الفندق- بعد قضاء اغلب النهار فى التسوق والتنزهه بين الشوارع - فى انسجام تام وبداية صداقه جديده سعد كل منهما بها ، ودعت (عايدا) (رؤى) الى رحلة سافارى اشترك بها (كريم) ابنها ،والخبر الجيد الذى استراحت له (رؤى) كثيرا ان (نسرين) لن تأتى الى هذه الرحله فهى تخشى على نفسها وعلى زينتها اكثر بكثير من ان تترك نفسها لتستمتع برحله كهذه وسط جبال البحر الاحمر الرائعه، ولكن كان فى انتظار(رؤى) الاسوأ وهو زوجها العزيز بالطبع ،وبالفعل كان يجلس مع (ماهر) و(كريم) فى صالة استقبال الفندق عندما وصلت هى و(عايدا) فى حوالى الخامسه والنصف، استقبلها وعلى شفتيه ابتسامه وفى عينيه غضب عارم لم تبالى به بل وجهت ابتسامه جذابه للجميع وقبل ان تجلس امسكها (أدهم) من مرفقها قائلا بهدوء :
_ ارجو ان تكونى استمتعت بيومك .
وبعد ان حيا الجميع همس فى اذنها وهو يجذبها عندما لاحظ منها مقاومه :
_ تعالى .... انا لن اكلك .
اشفقت (رؤى) بالفعل على هذا الباب المسكين الذى بفرغ (أدهم) فيه جام غضبه عندما اغلقه خلفه بقوه وهو يدخل بها الى غرفتهما ، كانت تعلم انه غاضب لأنه لم يكن يعلم اين هى طوال اليوم هذا بالاضافه الى هاتفها المغلق منذ الصباح وبالفعل قال لها والسخريه تمتزج بالغضب فى كلماته :
_ هل لسعادتك ان تتكرمى وتتعطفى اخيرا وتخبرينى اين كنت طوال اليوم .
قالت محاوله ان تبدو هادئه ولا تتأثر بغضبه :
_ كنت اتسوق ....الا ترى هذه المشتروات التى احملها .
_ نعم ... لا يمكنك تخيلى مدى سعادتى عندما اخبرنى (ماهر) انك مع زوجته والتى حدثته هاتفيا لتخبره انها ستتناول طعام الغداء بالخارج مع جنابك .
_ حسنا ... لقد علمت ... لا يهم كيف ولكنك علمت .
اقترب منها ببطء وقبض بيد قويه جامده على زراعها لا تقارن باليد الحانيه التى حاولت ان تضمها بالامس ، هكذا فكرت عندما شعرت بيده تؤلمها ، بينما قال هو بصرامه وغضب :
_ كررى ما فعلت اليوم مره ثانيه وانا اؤكد لك انك ستواجهى رد فعل لن تعجبى به ابدا.
لم تحاول ان تفلت زراعها من يده القاسيه بل قالت ببرود لا يظهر الم زراعها ويخفى الام قلبها وهى تنظر اليه بنفس القوه التى ينظر بها اليها :
_ انا لا افهم ما العيب فى التسوق .
افلت زراعها وابتعد قليلا قائلا بحزم ومازال الغضب يستعر بداخله :
_ عيبه اننى لم اكن اعلم به .
دلكت بيدها مكان اصابعه التى تركت علامه واضحه على زراعها وقالت بهدوء ساخر :
_ هذا فقط ... حسنا فى المره القادمه سأعلمك .
وادارت له ظهرها ،اغمضت عينيها على عذابها المرير، كم من المعذب ان تكون مدركه تماما انها تجرح احب انسان الى قلبها ، شعرت به وهو يقترب منها حتى اصبح خلفها تماما ، رفع يده محاولا وضعها على زراعها التى تؤلمها بسببه ولكنه وجد ان يده ترتجف من مجرد فكرة لمسها ، مررها فى شعره عوضا عن ذلك ، واستدار هو الاخر مديرا ظهره لها ، وشعر بها تتحرك وتشرع فى ترتيب الاغراض التى اشترتها ، حاول ان يهدىء من اعصابه الثائره عليه ان يصبر كثيرا على افعالها فعلى اى حال هو السبب فى كل هذا وهو ايضا من عليه اصلاح ما تسبب به ، اطلق تنهيده حاره لا تقارن بما يجيش به صدره، استدار اليها فوجدها تغلق خزانة الملابس وتستدير هى الاخرى ابتسم لها فابتسمت هى الاخرى مما اراحه كثيرا يكفيه فقط التطلع الى هذه الابتسامه لينسى العالم كله ، لم يكن يعلم ان هذه البسمه انطلقت اليه تلقائيا بدون اراده من صاحبتها ،ورأته (رؤى) يأتى نحوها ووقف قبالتها تماما ابعد خصلات شعرها عن كتفيها واراح يده على زراعها قائلا :
_ هل زراعك تؤلمك ؟
لماذا هو رائع وحانى دائما هكذا ،هذا صعب عليها كثيرا ، حبها له كان يعيش بداخلها وتتنفسه وينمو ويتفتح كل يوم اكثر من الذى يسبقه كما ورود الربيع الخلابه
ولذلك انطلقت الكلمات تخرج من بين شفتيها دون ان تتمكن من اللحاق بها لمنعها حيث تمتمت بأضطراب :
_ لا...لا.. انها جيده الان .
_ من فضلك يا (رؤى) لا تتغيبى بهذا الشكل مره اخرى دون ان تعليمينى بمكانك لان هذا كفيل بقتلى .
كانت تعلم ذلك ،كانت تعلم ان كل هذا الغضب نتيجه لقلقه وخوفه عليها ، فهو ابدا لم يكن متحكم او مستبد ولكنه كان يخاف عليها كثيرا حتى من نفسه ، ولذلك لم تتمكن من النطق بأى كلمه حتى الكلمات القاسيه التى يمكنها قولها لا تريد ان تخرج وحبها ليس افضل حالا فهو ايضا يأبى الخروج والطفو على السطح ،كان هو ينظر اليها ولمست اصابعه وجنتها الحمراء الساخنه ممازحا اياها قائلا :
_ هل افهم من صمتك هذا انك ستكونى سعيده بموتى قلقا عليك .
_ (أدهم) لا تقل هذا ........
اندفعت الكلمات منها مع نبرة الزعر فى صوتها كما اندفعت يدها الى شفتيه لتمنعهما من الاسترسال وقبل ان تدرك ما فعلت كان قد امسك يدها قائلا وهو يضحك و يقرب وجهه من وجهها محاولا قدر الامكان التحكم بمشاعره حتى لا يفعل ما يريد ،كما وعدها :
_ لا تخافى يا حبيبتى اعلم انك لن تتمكنى من العيش بدونى .
انهى كلامه طابعا قبله رقيقه فى كفها الناعمه والتى سحبتها سريعا وتجاوزت (أدهم) حتى تدارى احمرار وجنتيها اثر لمسته وقالت بأضطراب طفيف نجحت نوعا ما فى السيطره عليه :
_ (عايدا) دعتنا الى رحلة سافارى اشترك بها (كريم) ... من المؤكد ان (كريم) اخبرك .... انا اخبرتها اننى ارحب بالذهاب معهم .
ابتسم (أدهم) لتهربها من مغازلته لها ومن مشاعرها ايضا وعلم انه بدأ يجد طريقا مزدهرا الى قلبها مره اخرى ، وضع يديه فى جيب سرواله وقال بهدوء واثق :
_ كنت اعلم انك ستحبى ذلك فأخبرت (كريم) اننا اتيان معهم .
التفتت اليه وقالت متعجبه :
_ وكيف علمت اننى سأحب ذلك ؟
هز كتفيه وقال ببساطه :
_ علمت .... فقط ... بدون كيف .
ثم اطرق وبدا كأنه انهى جملته ثم عاد ونظر اليها واخرج احدى يديه من جيبه واشار بها اليها قائلا بجديه شديده وكأن الامر خطير:
_ انت مدعوه اليوم على العشاء ..... ولا يوجد اى عذر يجعلك تتنصلى من هذه الدعوه .
تسائلت بتعجب بالغ لطريقته :
_ انا .. ومن الذى يدعونى ؟
واعاد يده الى جيبه وقال باسما بخفوت وهو يعاود الاقتراب منها :
_ انا .
رددت هامسه :
_ انت !!!
_ نعم ...انا ....
ثم اضاف بنعومه :
_ هل تمانعين ؟
تعلثمت قائله :
_ لا ... ولكن .....
قاطعها قائلا برقه :
_ هل تريدين ان ادعو معك جيش اخر من المدعوين .
تطلعت اليه متسائله فقال باسما :
_ حتى لا تخافى من التواجد معى بمفردك .
لم يكن فى وسعها سوى ان تبتسم وتأوهت بداخلها كم تحبه ، ولكنها مازالت خائفه من منحه ثقتها مره اخرى، هل ستتمكن فى يوم من نسيان كل ماحدث... لا تعلم ، وعندما شاهد ترددها قال بهدوء :
_ يمكننا تأجيل هذه الدعوه ليوم اخر ونكتفى اليوم بمشاهدة العرض الجديد الذى سيتم فى ملهى الفندق .
اندفعت قائله :
_ نعم هذا افضل .
لاحظت غيوم الحزن التى علت وجهه عقب جملتها ، ولكن سرعان ما اختفى كل هذا وقال محاولا اغتصاب ابتسامه مرحه :
_ حسنا … انا ايضا تسوقت وابتعت هذا .
وتوجه الى خزانة ملابسه واخرج منها علبه كبيره وضعها فوق الفراش وقال ل(رؤى) :
_ هيا … افتحيها .
كان بها فستان جميل للغايه ابيض اللون ضيق عند الخصر وينتشر عليه التطريز الفضى البراق ويقل هذا التطريز الى اسفل الفستان حتى يبدو وكأنه كما النجوم الصغيره التى تخطف الابصار، امسكت الفستان بين يديها وقالت بأنبهار :
_ انه رائع للغايه ....
ثم اضافت ضاحكه :
_ هل هو لك .......
ضحك قائلا :
_ فى الواقع لم اجد منه ما يناسب قوامى ... ففضلت احضاره لك والاكتفاء برؤيته عليك فقط .
ثم اضاف وهو ينظر فى اعماق عينيها الرائعتان :
_ عندما رأيته تخيلتك على الفور وانت ترتدينه ، كما اننى اعلم ان اللون الابيض هو لونك المفضل فلم اتردد فى شرائه .
تاثرت (رؤى) للغايه لأنه مازال متذكر لونها المفضل ، وقالت عندما رات قياس الفستان :
_ ومازلت تذكر قياسى ايضا .
_ لا يمكننى ان انسى اى شىء يخصك يا حبيبتى .
شعرت فجأه كأنها استفاقت من حلم صغير وانبت نفسها على انغماسها فبه،فأستقامت وجمدت ملامحها فجأه وقالت ببرود :
_ يبدو ان كل منا يتمتع بذاكره قويه فانا ايضا اجد صعوبه كبيره فى النسيان .
فهم ماتشير اليه ووجدها تبتعد متوجهه الى الحمام لتبدأبأرتداء ملابسها استعدادا للتوجه الى ملهى الفندق .
شعرت ان عيناه تريد ان تأخذها بعيدا لتعبر لها عن كل ما بداخله من حب ، راودها هذا الشعور عندما احتوتها زراعاه وهما يرقصان على النغمات الناعمه فى ملهى الفندق من نفس الليله على الرغم من انها تمنعت اكثر من مره وحاولت التهرب من محاولاته المستمره لمراقصتها ولكنه فى النهايه تمكن من الحصول على موافقتها بالتحايل على ردودها فذكائه كان يمكنه من فعل ذلك بكل سهوله ويسر، كانت الان تشعر بكل خلجه من خلجاته تعبر عن شىء, كل حركه تصدر عنه كان لها معنى خاص ، شعرت انه يقربها منه اكثر ويزيد من ضمها اليه لم تقاومه كانت هى الاخرى تريد ان تشعر به وتلمس الامان الذى لا تشعر به مع سواه ولكنها كانت تظهر البرود بين زراعيه حتى لا يشعر بمشاعرها هذه وقد نجحت فى ذلك الى حد كبير جدا، كم تريد ان تنسى كل شىء وتبدأ معه من جديد ولكنها تحتاج الى وقت اكبر ولكن كيف يتوفر لها هذا الوقت وهو دائما قربها يبثها حبه ويحاصرها هكذا، لا لن تتمكن ابدا من ذلك ، شعرت به يبعدها عنه قليلا ويهمس لها قائلا :
_ هل اخبرتك من قبل كم ان قصة شعرك هذه جميله ؟
_ لا ..لم تخبرنى .
_ حسنا .... انها جميله للغايه .
قالت بطريقه عاديه حاولت ان تودعها اكبر قدر من الامبالاه :
_ لم اظن انك لاحظتها فهى تختلف قليلا عما كانت عليه ايام كنت فى الجامعه.
_ فى الواقع لقد لاحظتها منذ ان رأيتك فى حفل (ولاء) .
وضع يده فى شعرها وتأملها مضيفا :
_ انها تعجبنى للغايه ........
ثم اضاف بحب جارف :
_ عندما رأيتك فى حفل (ولاء) لاحظت على الفور انك غيرت من طريقة تصفيف شعرك ،وما قادنى للجنون غير نظرات (ايمن) لك بالطبع يقينى بانك ستظلى تسلبى عقلى كما سلبتى منى قلبى منذ ان رايتك اول مره .
ارادت ان تلقى اليه برد لازع عندما اتى على ذكر(ايمن) ولكن فجأه انطلق رنين هاتفه الجوال مما افزع (رؤى) وشعر هو بأنتفاضتها الطفيفه بين يديه فأبتسم قائلا وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله :
_ اعذرينى ياحبيبتى علي ان اتلقى هذا الاتصال ، يمكنك العوده الى مائدتنا لحين انتهى منه .
وبالفعل عادت الى المائده وهى تحاول جاهده ان تبعد عن خيالها صورة (ايمن) وهو يلقى الدبله بوجهها وفى عينيه كل الالم والكره، وبعد فتره ليست طويله جائها النادل يحمل عصير مانجو قائلا :
_ سيدتى لقد طلب منى الاستاذ (أدهم) ان ارسل لك هذا حالما تنتظريه .
ابتسمت بتهالك وشكرته وبدأت فى ارتشاف العصير المنعش حالما يعود (أدهم) لتعطيه نصيبه من غضب ذكرياتها .
انهى (أدهم) اتصاله الذى اتاه من مكتبه المسئول عن حسابات مشروعات (ماهر) فى شرم ثم عاود الاتصال بمكتبه فى القاهره وقبل ان يشرع فى ذلك وجد من يربت على كتفه فالتفت ليجدها (نسرين) تفاجأ بوجودها بينما قالت هى بتمايل ودلال :
_ ماذا تفعل هنا .
ثم اضافت بنبره ذات معنى :
_ ولماذا انت بمفردك !!
نظر اليها من رأسها حتى اخمص قدميها ،كانت ترتدى ملابس تفضح اكثر مما تخفى ،ابتسم ساخرا ، من الواضح انها لن تستسلم ابدا ، ويبدو انها فهمت ابتسامته هذه بالطريقه التى ترضيها اذ قالت بنعومه ودلال :
_ انا ارحب جدا بأن انضم اليك ...
ثم اضافت بنبره هازئه :
_ فيبدو ان زوجتك تلك ..........
انقض عليها ممسكا بكتفيها بقوه يهزها بعنف وهو يقول :
_ (نسرين) اذا تعرضتى ل(رؤى) مره اخرى بالفعل او بالكلام او حتى بالنظرات، فسأضعك فى اقرب طائره متوجهه الى القاهره ، وصدقينى انا قادر على فعل ذلك ولن يمنعنى اى احد .... هل تفهمى ذلك .. اى احد .
نظرت اليه بقسوه وحده ثم اندفعت الى داخل الملهى ، ولم يبالى هو بها وقام بأجراء المحادثه التى كان ينوى القيام بها قبل ان تقتحمه (نسرين) ثم توجه الى الملهى كان الصخب عند حلبة الرقص عالى للغايه وتوجه(أدهم) الى المائده التى من المفترض ان تجلس بها (رؤى) ولكنه لم يجدها وبلمحه خاطفه نظر تجاه حلبة الرقص ولكنه ما لبث ان اعاد النظر اليها مره اخرى متفاجاا بوجود (رؤى) ترقص مع شخص لا يعرفه ، تسائل ماالذى تسعى اليه .... توجه الى حلبة الرقص وازداد غضبه عندما سمع ضحكة زوجته العاليه وتمايلها الرقيع بين زراعي هذا الشاب،وطبعا اعترض رقصتهما قائلا بتهكم غاضب :
_ اشكرك على تسلية زوجتى اثناء غيابى ... هل تسمح .
وتنحى الشاب على الفور، وجدت (رؤى) نفسها بين زراعى (أدهم) الذى تفاجأ عندما وجدها تقول وهى تتمايل بين يديه :
_ لماذا انت متجهم هكذا ... هيا راقصنى .
قال (أدهم) بزهول عندما سمع طريقتها المائعه فى الكلام :
_ (رؤى) هل انت ثمله ؟
اطلقت ضحكه عاليه للغايه وقالت :
_ لقد شربت عصير المانجو الذى ارسلته لى ... لقد كان رائعا جدا .
ثم ابتعدت عنه ودارت عائده اليه بطول زراعه وزراعها ثم ابتعدت مره اخرى و دارت حول نفسها ولكنه جذبها اليه حتى لا تقع فى النهايه بسسب تطوحها الواضح فأطلقت ضحكه عاليه اقل ما يقال عنها انها خليعه وهى تميل الى الخلف مستنده على زراعه حتى لا تقع من تأثير الخمر والضحك فقال لها (أدهم) بقوه :
_ انا لم ارسل لك عصير مانجو ، ثم من فضلك لا تضحكى هكذا .
_ لماذا .. هذا الشاب ... أ.. لا اذكر اسمه .... ولكن لا يهم ...المهم انه اخبرنى ان ضحكتى رائعه .
_ لا بد ان تكون رائعه بالنسبه له ، هيا يجب ان نعود الى غرفتنا وانت فى مثل هذه الحاله .
ظلت متشبثه به وقربت وجهها منه اكثر حتى اصبحت المسافه بين وجهيهما لا تتعدى عرض الاصبع الواحد قائله :
_ وما بها حالتى .. انا اريد ان ارقص اكثر .
_ لا هيا بنا.. سوف ترقصى فيما بعد .
ظلت معلقه احدى زراعيها على رقبته وبيدها الاخرى كانت تفك له زرار قميصه الاول وقالت بجرأه ودلال اكثر من العادى :
_ اه ...
_ هيا ... هيا .
_ الى اين ؟
كانت هذه (نسرين) فكر (أدهم) بداخله ان هذه الفتاه دائما تهبط عليهم كالكارثه وتواجدها الان لا يريحه على الاطلاق ، نفض عنه افكاره هذه وقال وهو يتحرك :
_ (نسرين) لا وقت لنا لك الان ابتعدى .
_ لماذا لأن زوجتك ثمله .
اضائت الفكره فى عقله على الفور وقال لها والشرر يتطاير من عينيه :
_ انت التى ارسلت لها هذا العصير .. اضفت اليه خمرا يا(نسرين) .
ضحكت قائله :
_ هذا اقل واجب افعله معها ، ومع ذلك مازال يوجد دين علي لها لم اوفه بعد .
وقبل ان يستوعب (أدهم) ماذا تقصد اوماذا تريد ان تفعل كانت قد جذبت (رؤى)- التى لم تكن تشعر بالحديث الدائر بينهما وكانت منشغله بدندنة اغنيه بصوت عالى- من بين زراعيه وصفعتها صفعه كانت من القوه بحيث اعادتها مره الخرى الى زراعى (ادهم) فاقده الوعى .
وقبل ان تهرب من امامه جذبها من زراعها بيده الحره وهزها بعنف قائلا بغصب بالغ اخافها وجعلها تتمنى لو لم تفعل ذلك :
_ انا اسف للغايه لأنى قلت لك لو تعرضتى لزوجتى مره اخرى سأضعك فى الطائره ، كان على ان اقول لواحده مثلك اننى سألقى بك فى اقرب سلة مهملات.
ثم تركها بعنف كادت ان تقع معه ولكنها تمالكت نفسها فى اللحظه الاخيره وانطلقت هاربه من امامه ، بينما حمل (أدهم) (رؤى) بين زراعيه وعاد بها الى غرفتهما واقسم ان يجعل (نسرين) تدفع ثمن ذلك غاليا .
****************
استيقظت (رؤى) على صوت مطارق تدق بقوه فى رأسها وصداع شديد للغايه للوهله الاولى لم تعرف اين هى ولكنها مالبثت ان تذكرت انها فى الفندق الذى تقضى به هى و(أدهم) شهر عسلهما المزعوم ، لم يكن (أدهم) بالغرفه حاولت ان تنهض من الفراش ولكنها لم تتمكن من ذلك ، كانت تشعر بتعب بالغ فى جميع انحاء جسدها ، حاولت تذكر احداث الامس والتى قد تجعلها متعبه هكذا ، وبعد عناء كان اخر شىء تتذكره انها كانت تجلس بأنتظار (أدهم) حالما يتنهى من المكالمه التى اتته ولكن بعد ذلك لم تكن تذكر اى شىء .
فتح باب الحجره واطل عليها (أدهم) منه ابتسم عندما رأها مستيقظه وقال :
_ صباح الخير .
وبدون ان تعرف ماذا ينوى ان يفعل كان قد اقترب منها فابعد خصلات شعرها القصيره الناعمه عن جبهتها البضه طابعا عليها قبله رقيقه للغايه كادت ان تذوب معها ولكن جرح قلبها مازال ينزف مؤلما فسرعان ما استفاقت وابعدته عنها قائله :
_ قلت انك لن تلمسنى .
قال ممازحا :
_ هذه مجرد لمسه ابويه يا (رؤى) .
ابعدت ناظريها عنه متجاهله ما قال ،وقالت وهى تنهض من الفارش :
_ ما الذى حدث بالامس انا لا اذكر اى شىء ولا حتى كيف اتيت الى الغرفه لا اعرف لما.....
قطعت جملتها وهى تتأوه عندما ازدادت المطارق دقا فى رأسها نتيجة حركتها واسندها هو وقال وهو يساعدها على العوده الى الفراش مره اخرى :
_ لابد ان تتناولى فطورك اولا ثم نتحدث عما تريدين ان تعرفيه .
ثم توجه الى الهاتف الموجود بالغرفه وطلب من الاستعلامات احضار فطور (رؤى) الى الغرفه وما ان وضع السماعه حتى عادت تسأله :
_ هل لك ان تخبرنى بالسبب الذى يجعل مطارق الدنيا كلها تقرع بداخل رأسى .
وعندما كاد ان يتكلم قالت له رافعه يدها امامها :
_ ولا تقل لى عندما انتهى من تناول افطارى .
_ بل سأقول لك هذا يا(رؤى) فأنت بأى حال متعبه ولن تتمكنى من سماعى جيدا بهذا الصداع المؤلم برأسك .
لم تجادله كثيرا لان رأسها يؤلمها بالفعل ، ولم يتأخر الافطار وبعد الحاحات كثيره من (أدهم) تناولت النذر اليسير منه فكانت شهيتها مفقوده للغايه ، ثم عادت تسأله مره اخرى وهى ترتشف كوب القهوه باللبن :
_ هل لك ان تخبرنى الان بما فاتنى من احداث الامس .
قال مباشرة وبجديه لا تسمح بأى مجال للشك فيما يقول :
_ حسنا .. لقد تناولت كميه كبيره من الخمر بالامس مما جعلك تتصرفى تصرفات ...... طائشه ، وبعد ذلك .....
لم يكن يرغب فى ان يقول لها ان (نسرين) اعادت اليها الصفعه وان ذلك هو الذى تسبب فى فقدها لوعيها بالاضافه الى انها كانت ثمله ، حتى لا يزيد من ضيقها فأسترسل بهدوء :
_ وبعد ذلك فقدت الوعى وعدت بك الى الغرفه ، ولذلك فانت تشعرى بهذا الصداع وايضا لا تذكرى ما حدث بعد ان تناولت الخمر .
اتسعت عيناها بزهول فعلى الرغم من انه يصعب عليها تصديق ما يقول الا انه يتكلم بجديه وثقه تامه ،ارتعشت يدها التى تحمل كوب القهوه باللبن وقالت له وهى تناوله الكوب :
_ هل لك ان تأخذ منى هذا ، ثم تخبرنى ان كل ما قلت مجرد مزحه سخيفه .
ابتسم اخذا منها الكوب وقال بحنان بعد ان وضعه فى صينية الافطار :
_ نعم يمكننى ان اخبرك ان كل ما قلت مجرد مزحه سخيفه اذا كان هذا ما تريدين.
_ لا يمكننى تصديق ما تقول فانا لم اشرب الخمر فى حياتى ابدا فكيف شربته بالامس ولا اذكر ايضا .
_ هل تذكرى اى شىء بخصوص عصير مانجو .
صمتت برهه ثم عادت تنظر اليه وتقول كأنها تستعيد افكارها من بعيد :
_ نعم اذكر ... تقريبا ان نادل ما احضره وقال انك ارسلته لى .
_ حسنا ... انا لم ارسل لك شىء وانما كانت ...( نسرين).. هى التى ارسلته لك وتقريبا قالت للنادل ان يقول لك هذا حتى تضمن ان تشربيه دون ان ترتابى ، وكانت قد وضعت به كميه ليست بالقليله ابدا من الخمر .
_ ياللهى ... لا يمكننى تصديق ذلك .... لا يمكننى .
اسندت رأسها الى الفراش واغمضت عينيها بحزن وغضب ، ثم فجأه فتحتهما مره اخرى وقالت له :
_ اذا كنت قد فقدت الوعى كما تقول فمن بدل لى ملابسى فأنا الان ارتدى منامة نومى وليس فستان الامس .
هز(أدهم) كتفيه ولم يحر جوابا ، قفزت من الفراش وصرخت به :
_ يااللهى يا(أدهم) .. انت من بدل لى ملابسى ، كيف فعلت ذلك ؟
كان يعلم انها ستثور،ولكنه لم يفكر حتى ان يهتم لذلك كل ما كان يهمه ان يعطيها اكبر قدر من الراحه والتى كانت تحتاج الى كل زره منها والتى لن تتوفر ايضا بنومها بفستان سهره ، لذلك ظل جالسا كما هو على طرف الفراش وتطلع اليها قائلا بهدوء :
_كما ابدل ملابسى تماما ، الم تعلمى اننى تعلمت ذلك منذ كنت فى الصف الاول الابتدائى .
قالت بعصبيه شديده تحاول ان تدارى بها خجلها البالغ مما حدث :
_ هل تمزح !! من الذى اعطاك الحق لتفعل ذلك .
وهنا وقف هو الاخر وقال بغضب لأنها تركت كل ماحدث بالامس وتضايقت بسسب الشىء الاقل اهميه على الاطلاق :
_ الذى اعطانى الحق هو اننى زوجك ام انك نسيتى ذلك .
_ لا بل من الواضح انك انت الذى نسى اننا ستنرك بعضنا فى اقرب وقت وان زواجنا هذا على الورق فقط .
_ لا تجبرينى على تحويله الى زواج حقيقى يا(رؤى).
_ انت لا تجرؤ على ذلك بدون ارادتى .
_ انت لا تريدين حقا ان اريك اذا كنت قادرا على ذلك ام لا.
نظرا الى بعضهما بتحد وعلمت (رؤى) انه قادر على تنفيذ ذلك بالفعل لأنه اقوى منها بمراحل جسديا على الاقل ،فتركته واندفعت الى خزانة ملابسها واخذت منها سروال قطنى ابيض قصير وبلوزه حريريه صفراء اللون، واندفعت الى الحمام لتغتسل وتغير ثيابها ، كانت تتحرك بمنتهى الانفعال كان الغضب يغلى بداخلها ، خرجت من الحمام بعاصفه بينما كان هو يقف عند مدخل الشرفه متطلعا الى البحر ، وقفت امام طاولة الزينه لتمشط شعرها وتكلمت بعصبيه :
_ وطبعا (نسرين) الان تجلس امام الشاطىء مستمتعه بدفء الشمس وبما فعلته بى ، بينما انت وقفت امام كل هذا مكتوف الايدى .........
ثم القت بالمشط على الطاوله بعنف والتفتت اليه بقوه جعلت شعرها يتطاير حولها معبرا عن هول العاصفه التى تثيرها وقالت بعصبيه زائده وهى تلوح بزراعيها فى الهواء :
_ لم تفعل شىء ل(نسرين) هانم حتى لا تفقد وظيفتك ومرتبك الضخم عند (ماهر)،اليس كذلك ؟
اندفع اليها وهو يحاول السيطره على غضبه اذاء كلماتها الجارحه ، وامسكها من كلتا زراعيها يهزها بقوه حتى تصمت قائلا :
_ هل تدركى جيدا ماذا كنت سأفعل بأحد غيرك لو كان جرؤ على قول مثل هذا الكلام لى، لقد القيت ب(نسرين) فى اول طائره عادت الى القاهره فجر هذا اليوم امام عينى (ماهر) و(عايدا) .
ثم تركها لخجلها من ظنها السىء به واندفع خارجا من الغرفه ، ومره اخرى اشفقت (رؤى) على هذا الباب .
********************************
الفصل الحادى عشر :
_ صباح الخير ياصاحبة العيون الزرقاء .
كانت (رؤى) متمدده على احدى مقاعد الشاطىء امام البحر بعد هذه المشاحنه التى حدثت مع (أدهم) ولم يكن ينقصها ابدا تطفل اى احد، ولذلك لم تحاول حتى ان تنظر الى الرجل الذى القى هذه العباره لترى من هو بل قالت ببرود وفروغ صبر:
_ من فضلك .. انا اعانى من صداع اكثر من رهيب ومزاجى ليس فى احسن حالاته على الاطلاق ، لذلك يمكنك الذهاب ومعاكسة فتاه اخرى ،لأنك لو اضفت كلمه زائده فأقل شىء سأفعله اننى سأنادى امن الفندق .
قال الفتى وهو يجلس على طرف مقعد من مقاعد الشاطىء بجوار (رؤى) المتمدده على احداهما :
_ مهلا ...مهلا ، انا لا اغازلك او اتطفل عليك، لقد تعرفنا بالامس ، الا تذكريننى .. انا (ماجد) المرشد السياحى .
نظرت اليه بغضب لأنه تجاهل تهديدها فوجدت شاب لا تعرفه يصغر(أدهم) بقليل بهى الطلعه كان يبتسم فى وجهها ،وقالت له وهى معتقده انه يفعل ذلك انما ليذكر لها اسمه فقط وليس لأنهم تعارفا على الاطلاق :
_ حقا.. تشرفت كثيرا، والان هل يمكنك تركى بمفردى .
تجاهل قولها مره اخرى ،وقال بطريقة من يعلم جيدا عما يتكلم :
_ من الواضح ان الامس كانت المره الاولى لك فى احتساء الخمر ، اليس كذلك ؟
تفاجأت (رؤى) بشده مما قال فألتفتت اليه نازعه نظارتها بتلقائيه نتيجة دهشتها وقالت :
_ كيف علمت ذلك ؟
_ ياااه... ان لك اجمل عيون رأيتها على الاطلاق .
اخفضت نظرها عقب مديحه هذا وتصاعدت الدماء الى وجنتيها خجلا وتذكرت (أدهم) عندما كان يغازلها بمزاحه المحببب وقت كان معيد فى الكليه وشقيق زميل لها هذا غير كلمات الحب الصريحه اثناء خطبتهما، حاولت ابعاد صورته من زهنها وقالت وهى تعاود ارتداء نظارتها مره اخرى :
_ اشكرك على هذه المجامله ، ولكن حقا كيف علمت اننى ... اننى...
وصمتت غير عالمه كيف تكمل جملتها فأبتسم هو وقال لها بمرح وشقاوه :
_ سأقول لك بشرط ان تنزعى هذه النظاره التى تخفى جمال عينيك .
حاولت اخفاء ابتسامتها لطريقته العفويه والمرحه فى الحديث و قالت بهدوء :
_ حسنا.. انا لا اريد ان اعلم .
وعادت تنظر مره اخرى فى الكتاب الذى كان بيدها فسمعته يقول بطريقه مسرحيه خائفه :
_ يااللهى ..لا.. لا تحكمى علي بهذا الحكم القاسى سأخبرك كيف علمت واسلم امرى الى الله .
ابتسمت من طريقته وهى لاتعلم لماذا شعرت انها ترحب بالتحدث معه ،ولذلك نظرت اليه قائله :
_ هل تعرفت عليك بالامس حقا اعذرنى فانا لا اذكر اننى رأيتك من قبل قط .
_ فى الحقيقه نعم لقد تعرفنا بالامس ، فانا ابدا لم اكن افوت على نفسى فرصة التعرف الى اجمل فتاه رأيتها فى حياتى فعرضت عليك مراقصتى فوافقت ولكنك كنت ثمله للغايه ،ومع ذلك كنت اجمل ثمله اراقصها فى حياتى .
ضحكت من عبارته قائله :
_ لك ان تعلم اننى لو كنت فى كامل وعى ما كنت وافقت على مراقصتك لى ابدا .
ضحك قائلا :
_ هذا من حسن حظى ، ولكن الحظ لم يستمر بجانبى طويلا فسرعان ما اتى زوجك واخذك ، ولكن من هذه الفتاه التى كانت معكما لقد رأيتها وهى .....
ثم قطع كلامه واطرق قليلا ،فقالت هى لتحثه على الاسترسال لأنها تظن انه يقصد (نسرين) :
_ وهى ماذا ؟
_ وهى تصفعك.. من المؤكد انك علمت بذلك ،اليس كذلك ؟
وعندما رأى الحزن يرتسم على وجهها وشرودها المغلف بالضيق قال :
_ اعذرينى ما كان علي ان اسألك او حتى اذكر ذلك ............
لم تستمع الى الباقى من اعتذاره فقد كانت مستاءه للغايه مما سمعت لتوها لماذا لم يخبرها (أدهم) بذلك لماذا ...
_ (رؤى) انا على استعداد ان اعتذر لك لباقى عمرى ولكن لا اريد ان ارى هذا الحزن على وجهك الجميل .
كان هذا (ماجد) ، نظرت اليه مره اخرى وقالت باسمه وهى تعتدل:
_ وتعرف اسمى ايضا ، حسنا اعذرنى الان فأنا .........
كانت تريد ان تقول له انها سترحل الان ولكنها لمحت (ادهم) قادما من بعيد فعدلت عن الرحيل وعادت تتمدد مره اخرى على مقعد الشاطىء وبحثت سريعا عما تكمل به جملتها فقالت بمرح ذائد :
_ فانا لن ارتدى نظارتى الشمسيه اكثر من ذلك .
كانت (رؤى) تضحك على كلمات (ماجد) لأنها تعلم فقط ان (أدهم) سيرى ذلك جيدا فتوترها وانتباهها الشديد لقدوم ورد فعل (أدهم) عندما يراها جالسه مع (ماجد) منعاها من سماع معظم ما يقوله (ماجد) ومع ذلك كانت تعلم انه خفيف الظل للغايه، حاولت التركيز معه حتى لا يلاحظ (أدهم) انها منتبهه لقدومه وعلمت منه انه يعمل فى شرم كمرشد سياحى منذ ان انهى دراسته الجامعيه ولخبرته الطويله فى هذا المجال علم انها كانت اول مره لها فى احتساء الخمر لأنه من كثرة مصاحبته للأجانب بحكم عمله اصبح يعلم كيف يبدو مدمن الخمر من الذى يشربه اول مره او الذى يشربه فى المناسبات والاحتفالات فقط وهكذا، وعلم انها تقضى مع زوجها (أدهم) شهر عسلهما هنا فى هذا الفندق ، وعلى الرغم من كل هذا الحوار الا انه لم ينجح فى الهائها عن اقتراب (أدهم) فقد شعرت تماما بأقترابه وبحضوره المسيطر على الاجواء ووجدت رغما عنها قلبها الاحمق يخفق بعنف لن يمكنها تحمله اذا استمر اكثر من ذلك ،لم تنظر اليه عندما اقترب منهم ووقف قليلا يحدق بهما ثم عندما دار ليقف امام (ماجد) ويقول-قاطعا حديثهما- بهدوء بارد كالثلج الذى ارتسم على ملامحه :
_ انت مره اخرى .. اخشى ان تكون قد تسلمت مهنة التسريه عن زوجتى اثناء غيابى بشكل نهائى .
وقف (ماجد) وتجاهل ما قال (أدهم) وقال بهدوء لا يخفى مغزى كلماته :
_ مرحبا يا أستاذ (أدهم) ان زوجتك رائعه حقا فلا تتركها بمفردها كثيرا .
ثم مد يده ليسلم على (رؤى) ولكن يده قابلت يد زوجها بدلا من يدها والذى قال ايضا :
_ فرصه سعيده .. واشكرك على النصيحه على الرغم من اننى اعلم جيدا ان زوجتى اكثر من رائعه واعدك اننى لن اتركها بمفردها ابدا .
ابتسم له (ماجد) وفهم ما يشير اليه (ادهم) ثم التفت الى (رؤى) والتى اكتفت بأتخاذ موقف المشاهده فقط وقال لها مبتسما :
_ الى لقاء جديد .
وقبل ان ينصرف وجد (أدهم) يقول له :
_ عليك ان تدعو الله كثيرا من اجل ذلك .
_ اطمئن سأفعل .
وبعد ان ابتعد بشكل كاف قالت (رؤى) بحده تخفى بها توترها وخفقان قلبها :
_ لما كل هذا العداء الذى عاملته به انه لم يفعل لك اى شىء يستحق عليه ذلك .
قال بحده وهو يجلس مكان (ماجد) :
_ يكفى ان اعلم انه يسعى وراء زوجتى بكل وقاحه لاعامله بهذا العداء واكثر منه.
_ يسعى وراء من!!.... انا لست نعجه ليسعى خلفى .
_ المشكله انك لست نعجه يا عزيزتى .
انتفضت واقفه وقالت :
_ يااللهى انت لا تحتمل ، انت فى اقل من اسبوع افقدتى عقلى وجعلتنى اصرخ كالحمقاء من اقل شىء ، هل تظن ان بامكانى تحمل المزيد .
انتصب هو الاخر واقفا وقال فى غضب مماثل لغضبها :
_ انت التى تفعل كل هذا وانت التى تصرخ منذ اول الامس قلت لك اكثر من مره اننى احبك و اريدك ولكنك لا تستمعى الى اى شىء مما اقول وتثيرين مشكله على اى شىء حتى لو كان لا يستحق ذلك .
_ حقا وهل عدم ابلاغك لى بأننى رقصت مع (ماجد) بالامس لا يستحق وعدم ابلاغك لى ان (نسرين) صفعتنى وان هذه الصفعه كانت السبب فى فقدانى الوعى لا يستحق .
ادار لها ظهره ليخفى المه مما وصل اليه حالهما وتمتم قائلا بعصبيه :
_ يااللهى يا(رؤى) انت ابدا لم تكونى هكذا.. ابدا لم تكونى هكذا.
ادارته اليها من معصمه قائله او للدقه صارخه :
_ لماذا لم تخبرنى ..لماذا ؟
صاح فيها بقوه لأن صبره اوشك على النفاذ من افعالها وعنادها :
_ لم اكن اريد ان اجرحك اكثر ،لم اكن اريدك ان تعرفى شىء لن يفيد وانما سيزيد من ضيقك وحزنك وغضبك الذى بدأ يخرج عن السيطره تماما ،لم اكن اعلم ان الفارس المغوار (ماجد) سيأتى ويخبرك بكل شىء .
عقدت زراعيها على صدرها وقالت عالمه بوجود بعض الخطأ فى كلامها،وكانت عيناها تشعان بلهيب ازرق غاضب ورهيب :
_ (ماجد) الذى تسخر منه وعلى الرغم من معرفتى القليله به لم يكن ابدا يصدق عنى اى شىء كما فعلت انت ، و(ايمن) الذى تسببت انت بأبتعاده عنى وتسببت انا الاخرى بابتعاده عنى بسبب حماقتى والتى كنت اطلق عليها اسم حبك لم يكن هو الاخر ليصدق عنى اى شىء مما صدقت انت ،ولم يكن يفعل بى اى شىء مما فعلت انت بى .
هذا كثير للغايه ولن يتحمل منها كلمه واحده زائده ، فأقترب حتى اصبح على بعد انمله منها ونظر الى عينيها بغضب وصرامه اخافاها قائلا بصوت خافت اخافها اكثر من صوته العالى الغاضب :
_ الحماقه الوحيده التى يمكنك التحدث عنها هو ما قلتيه الان و اذا كنت ترين ان حبك لى حماقه سأكون سعيد للغايه لأبعادك عنها وتوصيلك بنفسى الى (اي............
قاطع كلامه انطلاق جرس هاتفها الجوال فأخذته من جيب سروالها ووجد ان المتصل والدتها ، اطلقت زفره حاده تخرج معها توترها وغضبها حتى تتمكن من الرد على والدتها دون اثارة اى شكوك لديها بينما ابتعد هو مديرا ظهره لها جاعلا يده تتخلل شعره الفاحم كعادته عندما يبدأ التوتر بأجتياح نفسه وسمعها تقول بمرح لا يخفى عليه انه زائف :
_ مرحبا ياامى .
حاولت هى بقدر امكانها ان تكون هادئه وسعيده كما هو المفترض من عروس فى اول ايام زواجها تحدثت الى والدها ايضا والى (هنا) اختها كما تحدث (أدهم) اليهم هو الاخر، وبعد انتهاء المحادثه اعاد (أدهم) الى (رؤى) هاتفها حيث امسك معصمها ووضعه فى يدها ثم تركها وابتعد ،كان غاضبا للغايه من افعالها ،عندما وجدها مع (ماجد) هذا كاد يسحقه خاصة عندما وجد طريقته فى الحديث معها والادهى انها كانت تضحك معه وكأن ليس على بالها اى شىء، انها تتعمد مضايقته وكم هو ابله لأنه كان ذاهبا لمصالحتها كم تألم لأنها وضعته فى مقارنه مع (ايمن) لم يتخيل ابدا ان مشاجرتهما المستمره قد تصل بهما الى هذه الدرجه من الالم والجرح، لم يكن يدرى انها الان تعنف نفسها على ما قالته له منذ قليل، هى الاخرى لم تعد تدرى ماذا عليها ان تفعل احيانا تشعر انها تريد ان تنسى كل شىء وفى لحظه تعود مره اخرى الى غضبها ونفورها منه انها مشوشه للغايه لم تعد تعلم ماذا تريد هل تسلم له قلبها مره اخرى ام تبتعد عنه للابد اخذها التفكير بعيدا جدا حتى انها لم تشعر بغروب الشمس، كانت تسير على الشاطىء تراقب الامواج المتلاحقه وتشعر بملمسها على قدميها وتحاول ان تصفى عقلها لتعلم ايهما اعظم بداخلها حبها ل(أدهم) ام غضبها منه ومما فعل وحاولت تحليل كل كلمه قالها ويقولها حتى تتمكن من.............
_ هل يمكننى الانضمام اليك ؟
التفتت الى مصدر الصوت خلفها لتجد انه (ماهر) يبتسم لها فى وقاره المرح المعتاد ابتسمت هى الاخرى وقالت :
_ بالطبع يمكنك ذلك .
سار فى اتجاهها وتابعا المسير معا وبعد برهه من الصمت وانغماس (رؤى) مره اخرى بدون ارادتها فى افكارها عن (أدهم) وجدته يقول :
_ هل تعلمى اننى اعرف (أدهم) منذ مده طويله للغايه، منذ اكثر من خمس سنوات تقريبا ، يمكنك ان تقولى اننى انا الذى اقنعته بأن يترك التدريس بالجامعه ويفتح مكتب محاسبه خاص به...
ثم اضاف بلهجة فخر شديد :
_ كنت اعلم انه سينجح فى ذلك... خاصة وانه لم يكن يريد ان يذهب الى الجامعه وكان يتغيب كثيرا وقتها .
فكرت (رؤى) فى نفسها انه من المؤكد ان هذا بعد ان تركا بعضهما وقالت بهدوء كان شيئا لم يات على بالها غير ما تنطق به شفتاها :
_ هل كنت تثق به لهذه الدرجه ،لقد اخبرتنى (عايدا) انك اول من اعطاه حسابات شركاتك ونجاحه معك كان سبب نجاحه بعد ذلك واقبال اكثر من رجل اعمال على العمل معه .
_ نعم كنت اثق به للغايه ان لى نظره معينه فى الناس من كثرة ما رأيت ،و(ادهم) منذ ان رأيته علمت انه رجل اهل للثقه صلب وقوى يتمسك بالحق ولذكائه الشديد يتمكن من الدفاع عنه واظهاره مهما كانت الصعاب و بأمكانه ان يفعل اى شىء اذا اراده وامن به واحبه ، كما انه كان خارجا لتوه من صدمه عاطفيه وكان يحتاج لأى شىء ينسيه ويضع به كل طاقته .
_ هو الذى اخبرك بذلك .
_ هذا شىء كان واضحا للغايه لم يكن بحاجه لأخبار اى احد به حزن (أدهم) وقتها كان يفوق اى شىء وكان لابد من توجيه غضبه وحزنه الى شىء ايجابى كالعمل وبناء مستقبله الجديد .
_ من الواضح انك تحبه للغايه .
_ انا اتمنى ان يصبح (كريم) ابنى مثله ،ولكن ذلك لا يعنى ان (أدهم) لا يخطىء ..فهو بشر... ولكن الحب يمكن ان يغفر كل شىء .
هل لكلامه هذا مغذى ام انها تتخيل ذلك ، ووجدت نفسها تنساق معه وقالت :
_ ولكن احيانا تكون الاخطاء اكبر من ان نتمكن من مسامحتها او نسيانها .
_ فى هذا الوقت علينا ان نفكر جيدا الى اى درجه هذا الانسان غالى علينا وهل يمكننا تحمل العيش بعيد عنه او بدونه الى الابد وهل هذا الشخص ندم على اخطاءه هذه ام انه سيكررها ويستمر فى جرحنا مرات اخرى وهل هو يستحق المغفره ام لا، واذا امكنك الاجابه عن هذه الاسئله ستعرفى هل يمكنك مسامحته ام لا .
نظر اليها باسما كأنه يقول انا اعلم كل شىء واحاول ان انصحك ، ابعدت ناظريها عنه مفكره فيما قال وعندما عادت بعد فتره تنظر بجوارها لم تجده، حتى انها تصورت ان تواجده كان محض اوهام منها ولكنها عادت ونفضت رأسها بقوه حتى تبعد عنها هذه الفكره، وعلمت انه اراد ان يتركها بمفردها ...تفكر و...... تغفر .
******************************
كانت رحلة السافارى التى اشترك بها (كريم) فى فجراليوم الثانى من حديث (ماهر) مع (رؤى) ،واستعد لها الجميع وتقابلا عند مكان معين سينطلقا منه ،كانت العلاقه بينها هى و(أدهم) مازالت متوتره فهو مازال غاضبا من كلامها فى اخر شجار لهما والذى لم يكن الاخير ابدا وكل هذا فى اقل من يوم وكانت تخشى كثيرا من الايام التى سيقضياها معا فى رحلة السافارى هذه فوق قمم احد الجبال على الرغم من انها كانت متحمسه لها فى البدايه وتمنت لو لم تكن وافقت عليها،وعندما نظرت الى (أدهم) وجدته يتحدث مع (ماهر) بكل هدوء ومرح ظلت تنظر اليه كان وسيما للغايه فى سرواله الجينز وقميصه البنى الذى يظهر بنيته الرياضيه ، وبدون ان تشعر كانت تبتسم عندما تراه يبتسم ويضحك ، لم تكن تدرى بوجود من يراقبها هى الاخرى ويرى نظراتها الشغوفه بزوجها ،فقد كانت (عايدا) هى التى تراقب هذا الحب مرتسم على وجه (رؤى)وهى مقبله عليها والتردد يبدو فى كل خطوه تتخذها وعندما اصبحت بجوارها قالت بصوتها المبحوح بطبيعته :
_ كل هذا الحب الذى اراه على وجهك وانت تنظرى الى (أدهم) يستحق منك الا تتحدثى معى ثانية ابدا .
ابتسمت (رؤى) وقد تفاجأت من حقيقة ما قالته (عايدا) ولكنها تداركت ذلك وعضت على شفتيها حتى تمنعهما من سؤال (عايدا) اذا كان هذا الحب واضحا لهذه الدرجه على محياها ،وقالت لها باسمه ومعاتبه :
_ لما تقولى هذا يا (عايدا) لقد اتفقنا على ان نكون اصدقاء ام انك عدت فى اتفاقك معى .
ابتسم (عايدا) وقالت فى حزن :
_ كان هذا قبل ان تقوم اختى بفعلتها الاخيره .
_ انا اعلم جيدا انك وزوجك وابنائك تختلفوا عن (نسرين) تماما وان اى منكم لن يضرنى او يمسنى بسوء على الاطلاق ،اليس كذلك ام اننى مخطئه .
قالت جملتها الاخيره بمزاح متوعد ، فضحكت (عايدا) قائله :
_ هذا اخر ما افكر به صدقينى فزوجك على استعداد لمحاربه دوله باكملها اذا مس احد منها طرفك بسوء ...........
ثم اضافت بجديه بالغه :
_ واعدك يا (رؤى) انك لن ترى (نسرين) بعد ذلك ابدا وانها لن تكون مصدر ازعاج لك على الاطلاق .
ابتسمت (رؤى) فهى لم تجد القدره لأخفاء سعادتها بهذا،و اكدت ل(عايدا) مره اخرى انها ترحب كثيرا بصداقتها ،ولكن الادهى انها لم تجد القدره على منع قلبها من الخفقان بسرعه شديده عندما اتت (عايدا) على ذكر (أدهم) ومدافعته عنها وانبت نفسها مره اخرى لأنها تصورت انه لم يدافع عنها، وقاطع افكارها وكلامها مع (عايدا) صوت جدال الفتاتان (نسمه) و(كاميليا) مع (كريم) فقد كانتا مصرتان على ان تركبا بمفردهما على الدراجه البخاريه والتى هى الوسيله التى ستنقل جميع افراد المجموعه الى اعلى جبل للتخيم به والاستمتاع بهذا الجو الرائع وهذه الرحله المثيره الشيقه ، ولكن بعد عناء اقنعهما (أدهم) ان يركبا خلف (كريم) وفى وسط الرحله يتبادلا قيادة الدراجه معه .
لم يقتصر افراد الرحله على عائلة (ماهر) و(أدهم) و(رؤى) فقط وانما كانت تضم كثير من السائحين من بلدان مختلفه وايضا عرب ،وكان لابد من وجود مرشد لهذه الرحله الجبليه ليعرف الطرق جيدا وسط جبال البحر الاحمر وتفاجئت (رؤى) كثيرا عندما وجدت (ماجد) يقف على رأس المجموعه فى المقدمه ويطلب من الجميع ركوب الدراجات والسير خلفه فقد كان هو هذا المرشد الذى سيقودهم وسط الجبال، بينما كانت ردة فعل (أدهم) تكاد تقارب الصدمه والضيق اكثر منه تفاجىء حيث انه كان يتكأ على الدراجه وعندما سمع ورأى (ماجد) يتحدث انتصب واقفا ورأت (رؤى) اصابع يده وهى تقبض بقوه على زراع الدراجه حتى كادت يده تحطمها ولكنه مع ذلك لم يتكلم او يعلن عن ضيقه هذا حيث سرعان ما اكتسى الجليد ملامحه مره اخرى،بينما اعلن (ماجد) انه راها وعلم بوجودها فى هذه الرحله بأن اشار اليها بيده قبل ان يستدير ليركب دراجته وامامه فتاه يبدو انها ليست عربيه ، وطبعا ركبت هى خلف (ادهم) ، لم تحاول الامساك به ولكنها لاحظت انه يدير الدراجه بعصبيه وسمعته يقول لها بصوت عالى حتى يعلو على اصوات محركات الدراجات التى حولهما :
_ تشبثى بى جيدا .
ولم ينتظر حتى ردها والذى كانت تنوى ان تجعله رفضا ، انما اندفع على الفور وبسرعه كبيره اضطرتها للتمسك بخصره بشده حتى لا تقع وقالت له والهواء يعبث بشعرها بقوه من شدة سرعته :
_ لماذا كل هذه السرعه ، كدت ان اقع .
_ لقد حذرتك وطلبت منك التشبث بى .....
ثم ضحك ضحكه خالتها متوتره قليلا وقال :
_ وخيرا ما فعلت .... سيكون من الصعب ان اخفف سرعتى حتى لا افقد تشبثك بى لهذه الدرجه .
عندما قال هذا شعرت انها ملتصقه به كثيرا فأرخت زراعيها قليلا حول خصره وعندما فعلت ذلك زاد هو من سرعته مما جعلها تطلق صرخه صغيره وتتمسك به بقوه مره ثانيه وقالت :
_ ماذا تحاول ان تفعل هنا ، هل تحاول التسبب فى ايقاعى من فوق الدراجه .
ضحك قائلا وقد بدأ ينسى توتره من جراء ممازحته التلقائيه لها :
_ هذا اخر ما احاول فعله ياحبيبتى .
خففت ضغط زراعيها مره اخرى وابتسمت سعيده بانه لم يرى هذه الابتسامه لانه كان سيدرك على الفور انها ابتسامة سعاده لمغازلته الواضحه لها وحب كبير بداخلها حتى لو حاولت اخفاءه عنه وعن نفسها ،على الرغم من انها ليست اول مره يحاول التقرب فيها اليها ولكنها اول مره تتمكن من اظهار شعورها بالسعاده مما قال لها ، وفكرت انها لم تكن تشعر بمثل هذا الاحساس عندما كان يظهر لها (ايمن) مشاعره ، ثم عادت لتذكر نفسها مره اخرى انها كانت تغضب من اى كلمه يقولها (أدهم) وان هذه هى اول مره يراودها هذا الشعور منذ ان التقته عند (ولاء) على الرغم من ان هذا الشعور لم يكن يفارقها عندما كانت مخطوبه له قبل خمس سنوات ، قاطع افكارها صوت الفتاتان (نسمه) و(كاميليا) وهما تهللان وتصيحان عندما مرا بجوارهما وابتسم(كريم) الذى كان يقود الدراجه وغمز ل(أدهم) وسبقه فأطلق (أدهم) ضحكه مرحه للغايه لم تسمعها (رؤى) منه منذ وقت طويل ، وزاد سرعته حتى تمكن من اللحاق ب(كريم) واصبح فى محازاته وقال له :
_ انا سأرأف بحالك واجعلك تفوز فى هذا السباق .
ضحك (كريم) قائلا :
_ نعم فيكفيك فوزك فى سباق الخيول فى العام السابق .
ابتسم (أدهم) بينما قالت (رؤى) بحماس :
_ ولاننى لم ارى سباق الخيول هذا سيضطر (أدهم) لأحباط امالك يا(كريم) ويفوز هذه المره ايضا لأننى معه .
وفى فورة حماسها ضغطت بزراعيها على خصر (أدهم) لتحثه على الموافقه على ما قالت و الاسراع قائله :
_ اليس كذلك ياحبيبى ؟
اندهش (أدهم) كثيرا للعفويه التى نطقت بها كلمة حبيبى واندهش اكثر لانها لم تنقبض كعادتها عندما تظهر مشاعرها له فيبدو انها لم تلاحظ ان القيود التى كانت تحيط بها قلبها ومشاعرها تجاه قد تكسرت بدون حتى ان تشعر بذلك او حتى تظن انه شىء غريب فبدا انه من الغريب حقا الا تقول له هذه الكلمه، كلمة حبيبى ،امسك (أدهم) بيد (رؤى) الرقيقه بأحدى يديه وظل ممسكا بمقود الدراجه باليد الاخرى وقال وهو يربت على يدها بحب وحنان :
_ طبعا يا حبيبتى .
ثم نظر الى (كريم) باسما وقال ليغيظه :
_ (كريم) لا تحاول ان تتعدى المرشد او تتعدانى لأنك لاتعرف الطريق جيدا على عكسى .
ثم غمز له واسرع بالدراجه البخاريه حتى تخطاه وضحك هو و(رؤى) للغايه عندما سمعا صراخ وتهاليل الفتاتان ونظرت (رؤى) خلفها واشارت للفتاتان بيدها، وعلى الرغم من انهما كانا فى اخر المجموعه الا انهما وصلا فى وقت قليل الى دراجة (ماجد) التى كانت فى المقدمه ، وهذا ما لم يكن يريده (أدهم) ولكنه كان قد نسى ذلك فى غمرة مزاحه مع (كريم) والاكثر انه كان سعيد للغايه لحماس (رؤى) وتجاوبها معه وهذا كفيل بأن ينسيه العالم اجمع ،يكفى انها لم تحاول سحب يدها من يده عندما امسكها منذ قليل وظلت ضاحكه وباسمه وتشجعه على الاسراع فيبدو انها وسط هذا الجو الرائع الممتلأ مرحا وسعاده نسيت غضبها منه ، لم يكن يريد ان يعكر صفو الجو برؤية (ماجد) لأنه لو شاهده يتحدث الى (رؤى) بأكثر مما يراه هو مناسب فلن يتوان عن تحطيم وجهه بقبضة يده، ولكن على اى حال كان لابد من حدوث هذا التصادم بينهما لأنه عندما اصبحت دراجة (أدهم) قريبه لهذه الدرجه من دراجة(ماجد) توقف هذا الاخير عن محادثة صديقته الاجنبيه ونظر اليهما قائلا :
_ مرحبا (رؤى) مرحبا (أدهم) ...يبدو ان الله استجاب لدعواتى بالفعل .
نظر اليه (أدهم) نظره صارمه مخيفه يحذره فيها ان يرتجع عما يحاول فعله ورأت (رؤى) (ماجد) يرتبك قليلا ويدير وجهه بعيدا فهو كان يظن ان العلاقه بين (رؤى) وزوجها متوتره ولكن ما يراه عليهما الان عكس ذلك تماما ، لذلك سيصمت قليلا حتى يعاود استمالتة (رؤى) مره اخرى ، ولكنه لم يتمكن من السكوت عندما حانت له الفرصه لمضايقة (أدهم) وذلك عندما لاحظ التقدم الطفيف لدراجة (أدهم) عليه فقال :
_ لا تتقدمنى لأنى لن اتحمل مسئولية ضياعك وسط الجبال .
_ اننى اسير وسط هذه الجبال قبل ان تمتهن انت هذه المهنه واذا حدث وضعنا وسطها لن يتمكن شاب مثلك من تحمل مسئوليتى ، فأنت اقل من ذلك .
ثم اندفع قبل ان يجد (ماجد) الفرصه او حتى الكلام المناسب ليرد به على ما قاله (أدهم) ،بينما قالت له (رؤى) بقلق :
_ هل حقا تعرف هذه الجبال جيدا ام ستضطر فى النهايه الى الاعتذار ل(ماجد) ؟
اطلق (أدهم) ضحكه ساخره وقال :
_ لا تخافى ياعزيزتى انا لن ابتعد عن المجموعه كثيرا حتى لا يبتعد (كريم) ايضا، ولكننى بالفعل اعرف الطريق بين هذه الجبال على الاقل اعرف طريق العوده منها هذا فى حال ان ضللنا منهم .
ثم ربت على يدها التى تحيط بخصره قائلا بحنان :
_ لا تخافى انا لن اغامر بأثارة زعرك وقلقك .
سحبت يدها مما جعل قلبه ينقبض وقالت :
_ حسنا ... ولكن لاتحاول اثارة مشاكل مع (ماجد) .
_ لن اتمكن من ان اعدك بذلك يا عزيزتى فمجرد تواجده امامى يثير فى نفسى الشوق الى افتعال مشاكل .
ضحكت (رؤى) وقررت ترك هذا الموضوع لوقته فحين تشعر بأقتراب حدوث تصادم بينهما ستحاول ابعاد (أدهم) على الفور وتهدئته ، الهواء المنعش الناتج عن سرعة (أدهم) جعل الحماس يغزوها مره اخرى فسحبت زراعيها من حول (أدهم) وتمسكت بكتفيه قائله :
_ لا تحاول ان تزيد السرعه لاننى اريد ان اقف خلفك وانت طائر هكذا ولا اريد ان اقع بسبب مزاحك .
اطلق ضحكه رائعه اوحشتها كثيرا ، فى البدايه وقفت بحذر وهى متمسكه يكتفيه ولكن بعد ذلك شعرت انها طائره بالفعل ولا تحتاج ان تتشبث به كانت سعيده للغايه مما جعلها تفكر كم ارادت ان يكون هذا شهر عسل حقيقى ولأول مره منذ وقت طويل للغايه تشعر انها تريد ان ترتمى بين زراعى(أدهم) وتخبره كم تحبه وكم تشتاق اليه بدون ان تفكر فى اى شىء اخر او فى غضبها منه .
وصلا اخيرا الى المنطقه التى سيتم التخييم بها وكان النهار قد انتصف عندما اتم الجميع نصب خيامهم ، دخلت (رؤى) الى الخيمه بعد ان نصبها (أدهم) بمساعده (كريم) وقليل من مساعدتها لأنها كانت تمرح كثيرا هى والفتاتان لا تساعدهما ،كانت تشعر انها عادت طفله صغيره لا يشغل بالها اى شىء ،غيرت ملابسها بينما كان (أدهم) يساعد كريم وماهر فى نصب خيامهم ،وعندما انتهت وقفت فى وسط الخيمه تتأملها وجدت ان الخيمه ليست كبيره من الداخل فهى بالكاد تتسع لشخصين وقبل ان تسترسل فى افكارها سمعت (أدهم) من الخارج يطلب منها بمرح ومزاح ان تأذن له بالدخول وعندما دخل بسطت زراعيها وقالت ضاحكه:
_ كم هى رائعه .
اقترب (أدهم) من خلفها واحاط خصرها بزراعيه وقربها اليه قائلا :
_ انت هى الرائعه يا حبيبتى .
دق قلبها بسرعه جنونيه حتى انها وضعت يدها عليه علها بذلك تهدىء من سرعته قليلا وتلاحقت انفاسها عندما ادارها اليه قائلا بصوته العميق الحانى :
_ على الرغم من كل ما تفعلين وكل الكلمات الجارحه التى تلقيها بوجهى وكل هذا العناد والغضب الذى يملؤك ليس فى وسعى سوى ان انسى كل هذا عندما انظر اليك او اراك تتكلمين او تضحكين او تلوحين بيدك فى سعاده كما الاطفال او حتى تلوحين بها فى غضب ،عندما ارى شرارة الغضب الزرقاء تلتمع بعينيك مما قلت او فعلت لا يسعنى سوى ان اقول لنفسى كم هى رائعه حتى وهى غاضبه ،عندما تتحدثين لااتمكن من منع نفسى من مراقبتك ومتابعه كل حركاتك،عندما ارى خصلات شعرك متهدله على جبينك لا يسعنى سوى ان اقترب منك وابعدها بيدى ،عندما تنظرين الي بحب تحاولين اخفاؤه بأسدال اهدابك الكثيفه على اجمل عيون رأيتها بعمرى كله لا يسعنى سوى ان ارفع وجهك الى كى ارى هذا الحب الذى يختفى خلف غضب زائف .
كان يقرن كلامه بأفعال فكان يبعد خصلات شعرها ، ثم يرفع وجهها اليه ، ثم استطرد قائلا وهو ينظر اليها بشغف وحب :
_ عندما ارى وجهك يتخضب خجلا من نظرات شوقى اليك لا يسعنى سوى ان انسى كل عنادك هذا ، عندما تفهمين ما اريد دون ان انطق به وعندما تنظرين الي عالمه اننى سافهم ما تريدين دون ان تكونى بحاجه الى اى شرح او تفسير لا يمكننى سوى ان احبك اكثر واتمنى من كل قلبى ان تبادلينى نفس الشعور .
شعرت ان قدماها لن تتمكنا من حملها اكثر من ذلك وقال بصوت مخنوق والدموع تلتمع بعينيها :
_ يااللهى يا(أدهم)..... انت لست بحاجه الى كل هذا الكلام ....لست بحاجه اليه ابدا.
ثم اندفعت مبتعده عنه ،حاول ان يلحق بها لكنه ادرك انها بحاجه الى ان تكون بمفردها بعيدا عن كل الضغوط التى حولها ، ولكن كان اكثر ما يخشاه ان تكون بحاجه الى ان تبتعد عنه هو ...الى الابد .
ظلت تجرى بكل ما اوتيت من قوه لا تعرف هل كانت تهرب منه ام من نفسها ،
كل ماحدث منذ ان عرفت (أدهم) كان يمر امامها كصور متقطعه
حبهما الذى ولد بينهما فى صمت
واهتمامه البالغ بها وخوفه عليها وحبها الذى سكن قلبه حتى لم يتمكن من الانتظار لحين انتهاءها من امتحانات السنه الدراسيه الاولى واسرع يصارحها بحبه والتوجهه الى والدها لخطبتها منه على الفور
دمعت عيناها اكثرلا تعرف من الهواء الذى يقتحمها وهى تجرى ام من ذكرى مشاجرتهما الاخيره قبل خمس سنوات والتى كانت الاولى تقريبا
بكائها المرير فى ساعات الليل المتاخره لأن قلبه تحجر عليها و لم يحدثها هاتفيا قبل نومهما كما كان يفعل دائما
زعرها عندما اكتشفت انها مازالت تحمل له نفس المشاعر التى كانت تحملها له من قبل وبنفس القوه .... لا بل اكثر مئات المرات
قفز زهنها مره واحده الى زيارتها له فى مكتبه و استسلامها المهين له
وتذكرت حبها الشديد له وشوقها المدمر اليه
الحقيقه التى اكتشفتها مؤخرا والسبب الذى جعله يعاملها بهذه الطريقه
وهنا توقفت بل انها وقعت على الرمال الناعمه لم تتمكن من الجرى اكثر من ذلك ،كما لم تتمكن ابدا من نسيان كل هذا
تشعر انها تفعل كل ذلك لمعاقبة نفسها
حتى رفضها العوده الى (أدهم) ايضا لمعاقبة نفسها
وتذكرت (ايمن) المسكين الذى جرحته للغايه
ولكنها لم تكن تريد ان تفعل به هذا لم تكن تريد ذلك ابدا
تعجبت من نفسها للغايه لماذا تلقى عليه اللوم فى كل هذا هى مخطأه بقدره تماما ، هى التى ذهبت بمحض ارادتها الى مكتبه لماذا تلومه اذا ، كبحت جماح عبراتها بقوه لا تريد ان تبكى فلن يفيد البكاء على اللبن المسكوب ،اغمضت عينيها بقوه فى محاوله للسيطره على هذا الالم الذى يجتاحها ويخترق قلبها كالسهم المسموم
لاتعرف كم من الوقت مر عليها وهى تجلس هكذا امامها البحر مباشرة ، لا تعرف حتى كم الساعه الان، حاولت النهوض والتوجه الى مكان التخييم ولكن لم يكن لديها القوه ولا حتى الرغبه فى فعل ذلك ، ظلت بمكانها متمنيه ان تجد حل اخر غير الذى تفكر به
متمنيه لو تراه حتى لو من بعيد ولكنها اكتفت فقط بهذه الامنيه واستسلمت لصورته التى تحتل خيالها بأكمله واسمه الذى ينساب على شفتيها بدون اراده منها
*******************************
_ هل اخطأت فى حقها كثيرا .
اخفض (ادهم) راسه قائلا بحزن مرير :
_ نعم كثيرا ......كثيرا جدا .
ربت (ماهر) على كتفه قائلا :
_ الا تعلم اين هى الان .
_ لا ....
ثم نهض واقفا عن الصخره التى وجده عليها (ماهر)بعد وقت قليل من ابتعاد (رؤى)، ليرى البحر الازرق ممتدا امامه بلونه الرائع ،ارتسمت على شفتيه ابتسامه تلقائيه حزينه قائلا كما لو كان بمفرده :
_ لون البحر يذكرنى بلون عينيها ، ارى عيونها تطل علي من صفحة الماء الرائقه ،اشعر انها متعبه للغايه .... اشعر بذلك بشده كما لو كانت روحى تسحب منى ، ولا اعلم ماذا افعل حيال ذلك الشعور، ابغض ان اقف هكذا عاجزا عن مساعدتها وهى معذبه بهذاالشكل .
وقف (ماهر) بجواره محاولا ايجاد الكلمات لمواساته ولنصحه على الرغم من انه لا يعلم اى شىء عن الخلاف الدائر بينهما سوى مجرد تخمينات منحتها اياه (عايدا)، وبعد فتره قال :
_ (أدهم) تكلم معها حاول ان تفهم افكارها ومشاعرها ،عليك ان تستعيد ثقتها بك مره اخرى ،اثبت حبك لها بكل الوسائل حتى تتمكن من محو عذابها هذا .
ثم تركه (ماهر) وانصرف تاركا اياه بمفرده حتى يتمكن من التفكير جيدا ، ظل واقفا هكذا لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو يقف هكذا يفكر كيف يمكنه استعادتها وايجادها ،تلفت حوله متوترا ثم لمح ورده زرقاء تخرج من بين الصخور كان لون الورده قريب للغايه من لون عيون (رؤى)اخذها بين يديه بحرص شديد كما لو كان يحمل حبيبته نفسها بين يديه وفجأه شعر بها ، لا يستطيع شرح الامر ولكنه يشعر به ، يسمع اسمه على شفتيها تناديه بيأس ولوعه تحرك من مكانه بعد ان وضع الزهره الزرقاء فى جيب سرواله بحرص ،وانطلق الى حيث يهديه قلبه ، ظل يجرى شاعرا انه يقترب منها مع كل خطوه ، كان يشعر بالامها ، لا يعرف حتى اذا كان ما يشعر به له وجود ام لاولكنه لا يعلم لما هذا الشعور قوى للغايه .
اخيرا وجدها كانت تبعد عن مكان تخيمهم كثيرا ،لم يتمكن من التفكير اكثر فى اى شىء اخر رؤياها واقفه هكذا احتلته تماما ،كانت واقفه امام البحر كما اميرات الاساطير مياه الشاطىء تسيل على قدميها ،شالها اللبنى متطايرا حول جسدها بحريه تامه سامحا للهواء بأن يحركه كما يشاء ،بينما ثوبها الابيض اسفله ذو الحمالات الرفيعه الذى يلامس الرمال يظهر روعة تكوينها بجاذبيه جعلته يتحرك اليها حتى وقف امامها قليلا وجدها مغمضه عينيها ،ابتسم .... فقد كانت دائما تحب ان تقف امام البحر مغمضه عينيها لتسمع صوت الامواج تنساب الى عقلها وتهدئها وتريحها ،كان وجهها ملائكى للغايه وكانت تطوق شعرها بقطعه رفيعه حريريه ناصعة البياض بينما تركت اطرافها تطير بحريه مع شعرها الغزير ، ابتلع ريقه محاولا السيطره على مشاعره ونطق اسمها ،فتحت عينيها ببطء لتطيل عذابه بدون ان تقصد وعندما تحركت اهدابها الكثيفه كاشفه عن عيونها المعبره الجميله كانت عملية سيطرته على مشاعره اصبحت اصعب بكثير، اما هى فقد رفعت رأسها ناظره اليه متسائله هل هو هنا بجوارها ، هل علم كم تريده وتحتاج اليه على الرغم من كل الوعود التى وعدت بها نفسها بأن تتركه، كم تريد ان تضع رأسها على صدره وتنسى كل شىء ،كم تريد ان تشعر بزراعيه تحيطها وتحتويها وتخفيها عن كل ما حولها الا هو، فعلى الرغم من كل شىء ، لا يمكنها الا ان تفكر به وهى فى ضيقها وحزنها ، وتتمنى رؤيته حتى ولو لدقائق قصيره تحتفظ بها فى ايام الوحده القادمه ، ابتعدت عنه قليلا حتى تتمكن من اخراج الكلمات من شفتيها وقالت :
_ كيف علمت اننى هنا ؟
_ قلبك دلنى عليك .
التفتت اليه متسائله :
_ قلبى ... تقصد قلبك .
اقترب منها قائلا برقه وحب غامر:
_ لا بل قلبك فلا يوجد لدى غيره اما قلبى فلا اعلم اين ذهبت به .
كلامه هذا يجعل مهمتها اصعب ،ولكنها اطرقت قليلا ثم قالت بهدوء :
_ لم يكن علي ان الومك واحملك كل الذنب فيما حدث بيننا فأنا ايضا مخطئه مثلك تماما .
لم يتكلم حتى لا تربكها مقاطعته فضل ان يتركها تفرغ كل ما بداخلها ، وبالفعل اكملت هى قائله :
_ انا ايضا اشتركت معك لنتزوج بهذه الطريقه فانا التى اتيت الى مكتبك بمحض ارادتى وانا التى ..............
لم تتمكن من قول انها ايضا استسلمت له بكل مشاعرها ..........
فهم ما تريد قوله وحاول ان يوفر عليها هذه المعاناه فقال بصوته العميق المحب :
_ عن ماذا اسفرت محاولتك ؟
_ نعم !!!!!!!!!
اقترب منها اكثر قائلا بحب بالغ :
_ قلت منذ ايام انك قضيت خمس سنوات فى محاولة نسيانى ، وانا اتسائل عن ماذا اسفرت هذه المحاوله ؟
ارتبكت بشده ظهر هذا فى عينيها بالاضافه الى التوتر الطبيعى بهما منذ ان تكلمت وضع يديه على زراعيها وشعر بها ترتجف تحت لمسته، كم يتعذب بسببها ولكنه حاول ان يركز على كلامه فقط قائلا :
_انا محاولتى اسفرت عن لاشىء حتى استسلمت فى النهايه واعتبرت ذكراك وحبى لكى جزء منى ومن حياتى ،ولم اتزوجك للاسباب التى قلتها لك فى مكتبى انا نفسى كنت متصورا ذلك فى البدايه ولكن ما ان ضممتك الي وتيقنت من حبك لى علمت ان كل غضبى منك لن يمحى صورتك التى تسرى بدمى وروحى كما حبك تماما ،كنت اعلم اننى ما ان اخذك بين زراعى لن اتمكن من الابتعاد عنك ولأصدقك القول كان الابتعاد صعب للغايه .....
صمت قليلا ثم اطلق تنهيده حاره تعبر عن قليل مما يجيش به صدره قال بعدها :
_ هذه كانت نتيجة محاولتى ،ماذا عنك؟
كانت عيناه اكبر تجسيد للصدق والحب، مشاعره كانت تغمرها ،لم تتمكن غير ان تفكر كم هو رائع ، الا يرى نتيجة محاولاتها واضحه كما الشمس فى كبد السماء فى عينيها الا يعلم انها منذ ان ركبت خلفه على الدراجه البخاريه وهى تريد ان تصرخ بأعلى صوتها معلنه انها تحبه، وانها نسيت كل شىء بمجرد ان دخل عليها الخيمه وضمها اليه بكل هذا الحنان والحب، ومع ذلك قالت له حتى تريح قلبها من اى شك اخر فى حبه لها او فى حبها له وتقول كل ما تريد قوله وتنتهى من هذا الامر :
_ ولكن كل ما فعلته وقلته وقتها مازال يمزقنى اشعر ان كرامتى جرحت وانا ساهمت فى السير عليها و(ايمن) المسكين الذى لم يكن يستحق منى ذلك ابدا ،ناهيك عن تصديقك لكل كلام (اسلام ) عنى كما لوكنت معتاد منى على هذا .
قالت هذا وابتعدت عنه بدا هو مصدوم للغايه مما قالت سمعته يتمتم :
_ ياالهى ..... ياالهى .
ثم اضاف بصوت مبحوح :
_ لا تقولى هذا يا(رؤى) لا تقولى هذا انا ابدا لم افكر بك هكذا ابدا كما اننى لست ابله لأصدق كلام (اسلام ) هكذا دونما اى دليل .
صاحت قائله :
_ دليل على خيانتى يا(أدهم) ...... تبحث عن دليل لخيانتى .
_ لا بل دليل على صحة كلامه ، لماذا لا تحاولى ان تفهمى ما اقول .
_ لأن كل ما تقول لا يساعدنى على ذلك ابدا .
نظر اليها غاضبا ثم ابتعد مديرا ظهره لها ووقف امام البحر واضعا يديه فى خصره استدارت هى ايضا بعنف ثم مالبثت ان عادت اليه مره اخرى واقفه امامه صارخه بعصبيه شديده :
_ وما هذا الدليل اذن الذى جعلك تتأكد من هذا ؟
وجه اليها نظره غاضبه ثم تجاوزها مقتربا اكثرمن الشاطىء عاقدا زراعيه على صدره ،استنشق هواء البحر البارد محاولا ان يتسع له صدره كما يحاول ان يتسع لغضبها الجامح ، شعر بها تقترب مره اخرى قائله وهى تلوح بيديها فى الهواء :
_ حسنا يا(أدهم) .... انا هادئه تماما ولن اصرخ .... هل لك ان تخبرنى اذن ؟
قال بهدوء يشوبه غضب اللحظه التى يتذكرها :
_ اخذت هاتف (اسلام) بنفسى وبحثت عن رقم هاتفك به وضغطت زر الاتصال بيدى واعطيته الهاتف ليثبت لى كلامه امامى ومن خلال صوتك، وكنت اكيدا من انه يكذب وان هذه الكذبه ستنكشف اذا ما تحدث اليك بدون سابق ترتيب منه ولكننى بدلا من ان اكتشف خداعه اسمعنى هو صوتك وانت تخبريه انك ستظلى بجواره دائما وتدعمينه على الدوام ،وتطلبين منه الا يثور بوجهى حتى يمر كل هذا بسلام، وينجح هذا العام .
اتسعت عيناها بشده وقالت على الفور :
_ كنت اقصد ..............
_ والده اعلم يا(رؤى) .... اعلم انك كنت تقصدين والده وليس انا .
_ ولماذا لم تخبرنى بهذا يوم اتيت باسلام ؟
_ لان مجرد التحدث فى هذا الامرسيكون معناه اتهام جديد لك ، ظننت انك قد تكتفين بما سمعت منه وتتأكدين من اننى لم اتركك واتهمك كل هذه الاتهامات جزافا ولم يأت ببالى مطلاقا ان اقص عليك كيف خدعت بهذه الطريقه ولم اكن اريد ذلك حتى ،كما اننى لم اكن بحاجه الى اى تفسيرات اخرى كنت متأكد من حبك لى وعدم خيانتك لى قبل ان نجتمع ب(اسلام) والسبب الذى جعلنى اجمعك مع (اسلام) ليس لأتأكد كما تعتقدى ولكن لكى تعلمى اى مؤامره حيكت علي وان تحاولى ان تلتمسى لى العذر فيما فعلته معك ، اما بالنسبه ل(ايمن) فهو لم يتالم ابدا ولم يشعر بأى ضيق او جرح سوى وقت ان رأنا معا فهو كان يعلم جيدا ان قلبك مع شخص اخر واخبرنى بنفسه انه ان يدرك تماما ان موافقتك على الزواج به انما كانت لتريحيه وليست نابعه من اى رغبه لك انت فى ذلك وعلى الرغم من ذلك اعد لكل ترتيبات الزواج ،وكان هذا خطأه كما قال لى .
تصاعدت دماء الخجل الى وجنتيها وخفضت رأسها لا تعلم ماذا تقول ، تحمل كل هذا منها طوال هذه المده حتى لا يوجهه اليها اتهام جديد ،لو يعلم كم تحبه كان وفر عليهما وقت طويل للغايه ،رفعت رأسها ناظره اليه قائله بخفوت خجل دون ان تفكر فيما تقول بل تركت الكلمات تنساب من روحها وقلبها الى شفتيها :
_ هل تعلم لماذا لم تكن بحاجه الى كل الكلام الذى قلته لى بالخيمه وايضا الى ما قلته الان .
التفت اليها متسائلا ، فاكملت قائله بخفوت :
_ لأننى ادركت الان فقط اننى سامحتك منذ ان رأيتك فى حفل ولاء واننى تمنيت ان اكون زوجتك حتى لو اجبرتنى انت على ذلك واننى ..........
لم تتمكن من اكمال جملتها فقد جذبها اليه بقوه، لم يتحمل اكثر من ذلك لا يعرف اذا كان جذبها اليه بقوه محتضنا جسدها الرقيق ام ارتمى هو بين زراعيها الرقيقين على جسده ، كم هى رائعه وفاتنه ،كانت ترتجف بشده بين يديه تمسكت به ، التصقت به متمنيه لو تذوب بداخله لتظل جزء منه الى الابد ، تنسم عبير شعرها الكثيف الحريرى ،حاول ان يبعدها قليلا ليرى وجهها ويلمس كل جزء به ليشعر بقربها اكثر ،ولكنها تمسكت به اكثرذائبه بين زراعيه ،تشعر الان انها كانت تائهه ووجدت اخيرا مكانها بين زراعيه وبعد فترة عناق طويل ابعدها عنه قليلا مخرجا من جيبه الورده الزرقاء وادخلها بشعرها كانت فاتنه تماما حيث انها تضاهى لون عينيها الرائعتان، فأبتسمت هى شاعره بسعاده غامره بينما قال هو هامسا بنظرات ملتهبه شغوفه بها :
_ انها مثلك تماما مثاليه ونادره وتنير حياتى الى الابد .
احتضنته بقوه مطوقه رقبته بزراعيها لم تكن تريد ان تبتعد عنه ابدا ولكنها اضطرت لذلك عندما ابعدها هو قائلا :
_ اعلم جيدا كم يتوق كل منا الى هذه اللحظه وصدقينى بمجرد ان انهى ما اريد قوله سأعود بك الى الفندق فى لحظات لنكون بمفردنا تماما ....
ثم اطلق زفره قويه واضاف :
_ ولكننى اريد ان اتأكد من انك سامحتنى على سماحى بأنطلاء هذه الخدعه علي وسماحى ايضا لأننى عرضتك لموقف مهين مع واحده مثل (نسرين) واريدك ان تعلمى اننى رددت لك كرامتك واخذت حقك كاملا ولم انتظر على ذلك طلوع النهار حتى .
ابتسمت ابتسامه حانيه وداعبت وجنته بأصابعها الرقيقه قائله بصوت عذب حنون:
_ لايمكننى مسامحتك على كل هذا .... لأننى لا الومك عليه اصلا ،بعد كل هذه المده وكل هذا العذاب وعلى الرغم من تصميمى فى كل دقيقه فى اليوم على ان اخرج حبك من قلبى الا انه فى كل مره اصمم فيها على نسيانك يزداد حبك فى قلبى اضعاف .
ابتسم بالطريقه التى تجعل قلبها يقفز طربا وحبا ولم يتمكن غير ان يقول بهيام هامسا:
_ احبك .
كانت سعادتها الغامره ظاهره جليه على محياها الجميل ووجنتاها الحمراوان ونظرة عينيها كانتا اسمى دليل على خجلها وحبها له ، ولكن كل ذلك لم يمنعها من ان تقول هى الاخرى :
_ احبك .
ثم غرقا معا فى عناق طويل يفتتحا به بداية حياه لم يكن اى منهم يتصور انها ستتحقق بمثل هذه الروعه ، وكانت هذه اخر مره يتحدثا فى هذا الموضوع وعندما كانا يتذكرا هذه الحادثه لاحقا كانا يضحكان معا من افعالهما واعتقداتهما فى وقتها وكانا يتذكرا هذه الفتره بأنها مجرد فتره جعلتهما يزدادا حبا وتعلقا وشغفا ببعضهما البعض .
تمت بحمد الله
|