كاتب الموضوع :
زوغدانة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
لم تجد (ولاء) الفرصة لتتعجب من سخرية (رؤى)حيث كانو قد اقتربوا بالفعل ؛
قال (هانى) عندما اقتربوا من زوجتة و(هايا) بصوت مرح :
_ (ولاء) ها (أدهم) قد وصل ، (أدهم) (أحمد) احب ان اعرفكما ب(رؤى) خطيبة (ايمن) ،وصديقة (ولاء) المقربة جدا وهى بمثابة فرد من العائلة ،
سلم (أدهم) على(ولاء) وقال لها وعلى وجة ابتسامة هادئة :
_ عيد زواج سعيد يا (ولاء) .
_ شكرا يا (أدهم) .
وسلم (احمد)صديق (أدهم)على (ولاء) ايضا قائلا :
_اتمنى لك عيد زواج سعيد يا مدام (ولاء) .
وشكرتة (ولاء) ايضا ، ثم قام (احمد) بتحية (رؤى) وسلم عليها ، بينما
التفت (أدهم) اليها كأنها لم تكن واقفة من قبل قائلا وعلى وجة ابتسامة ساخرة ماددا يدة نحوها :
_اة .. (رؤى الدالى ) ، كما توقعت تماما .
سلمت (رؤى)علية وبمجرد ان نظرت فى عينية ولمست يدة يدها كادت تشعر انها ستحترق كما كان يحدث لها دائما وشعرت وكأن تيار كهربى يسرى بها سحبت يدها من يدة سريعا ومع ذلك شعرت ان وجنتاها ساخنتان دليل على احمرارهما و قالت فى نفسها ان ماتشعر بة هذا مجرد سخافة ليس اكثر، هكذا اقنعت نفسها ومع ذلك لاحظت كل شىء فى (أدهم) فقد تغير قليلا اصبح اكثر طولا وعرضا كما كانت عضلاتة بارزة اكثر من تحت قميصة الأبيض والذى يظهر اسمرار بشرتة عن اخر مرة رأتة فيها ... منذ خمس سنوات ، ملامح وجة لم تتغير فهو مازال وسيما وجذابا كما كان دائما بشعرة الأسود الناعم الذى يصففة الى الخلف و عيناة الغامقتان اللاتان ازدادتا عمقا وحدة وتشعر بنظراتهما تخترقا نها كأنة بذلك يحاول رؤية ما فى اعماقها ، قابلت نظراتة بهدوء محاولة تجاهل سخرية صوتة وجرأة نظراتة الفاحصة قائلة بجرأة وسخرية مماثلتين :
_ وما هذا الذى توقعتة يا (أدهم) ؟
لم يكلف (أدهم) نفسة عناء الرد واتسعت ابتسامتة الساخرة والتى لا تنبىء عما يشعر بة من جراء رؤيتها ، لكن (هانى)هو الذى تولى ذلك والذى لم يلاحظ بالطبع عدم نية (أدهم)فى الرد ،فقال بمرح وهو يضم زوجتة الية فى حركة طبيعية :
_ لقد توقع انة يعرفك لأنى عندما عرفتة ب(ايمن) ذكرت ان خطيبتة صديقة (ولاء)فبدا متأكد من معرفتة لك .
قالت (رؤى) ساخرةوقد بدأت تسترد قوتها من نظرات (أدهم) الجريئة المستفزة:
_حقا ، يشرفنى كثيرا انك مازلت تذكرنى .
_ طبعا يا(رؤى) من الصعب نسيان طالبة مطيعة ومتميزة مثلك .
شعرت (رؤى) انةيقصد العكس من كلمة مطيعة هذة فهو لم يكن يرها مطيعة ابدا ، وكادت ان ترد علية ولكنها سمعت (ايمن) يقول بتعجب :
_طالبة ،هل كنت تدرس ل(رؤى)يا استاذ (أدهم)؟
_(أدهم) فقط بدون استاذ يا(ايمن) ، ونعم كنت ادرس ل(رؤى)و(ولاء) فى الكلية عندما كنت اعمل بها معيد .
فى هذة الحظة اتت (هنا) - وذلك ما حمدت (هايا) ربها علية قبل ان تتدفق المعلومات اكثر من ذلك - محدثة ذوبعة بقدومها كالعادة قائلة :
_انا لم اصدق عينى واتيت لأتحقق بنفسى ، هل ما اراة صحيح؟
ثم وجهت كلامها ل(أدهم) قائلة بطريقة تمثيلية وهى عاقدة حاجبيها:
_ من فضلك يا حضرت هل انت استاذ (أدهم فؤاد) ام ان بصرى يخدعنى ؟
رد عليها (أدهم)بنفس الطريقة وهو يكتم ضحكاتة :
_اينعم انا هو ،ولكنى لا اعتقد اننى اعرفك فأنت انسة جميلة جدا ،على الرغم من انك تشبهين واحدة كنت اعرفها ولكنها كانت بضفائر عندما رأيتها اخر مرة فلا اعتقد انك هى .
تظاهرت (هنا) بالزعر ووضعت يديها فى شعرها لتحركة قائلة :
_ضفائر ، ضفائر ماذا ؟ لا، لا يوجد اى ضفائر ؟ انا لا اعرفها بالتأكيد ؛ صمتت قليلا ثم نظرت الية قائلةكأنها تعنفة : ثم ان هذة الضفائر منذ ست سنوات أمازلت تتذكرها ؟
قال (أدهم) بخبث :
_خمس سنوات فقط لا تحاولى ان تزيدى من عمرك فأنت فى التاسعة عشر ولست فى العشرين .
تظاهرت (هنا) بالاستسلام والضعف قائلة :
_حسنا .. حسنا ارى انك مازلت تتمتع بذاكرة قوية ،ولكن الا تتهاون معى قليلا من فضلك، ارجوك .
ضحك الجميع من طريقة (هنا) ؛بينما لاحظت (رؤى)سكوت (ايمن)وادركت طبعا انة لا يعرف ما علاقة (هنا) بالمعيد الذى كان يدرس لها هى، والتى تجعلهما يتحدثان معا بكل هذة العفوية والود؛وادركت ايضا انها اذا لم تتكلم معة الان لتوضح لة ، فانها لا تحب ان تتخيل ما الذى سيأتى فى بالة ، ولذلك بادرتة هامسة :
_اعتقد اننا يجب ان نتحدث .
_انا متأكد من ضرورة ذلك .
ثم نظر الى الجميع قائلا :
_اعذرانا يا جماعة سنترككم انا و(رؤى) قليلا .
وعندما وضع يدة فى يد (رؤى) لم يلاحظا نظرات (أدهم) على يدهما وكأنة يريد ان يحرق يدة التى لمست يدها بنظراتة، واخذها (ايمن) بعيدا قليلا عن التجمعات وعندها قال بحذر اكثر منة هدوء :
_حسنا انا مصغى لك تماما .
نظرت (رؤى) الى الارض واخذت نفسا عميقا وحاولت ترتيب افكارها ،ثم نظرت فى عينى (ايمن) مباشرة وقالت :
_تذكر طبعا عندما قلت لك فى بداية خطبتنا اننى كنت مخطوبة من قبل .
قال (ايمن) وقد بدا يفهم:
_نعم ، وقلت ايضا انة كان معيد فى الكلية .
استعدت (رؤى)لردة فعلة وهى تقول :
_بالضبط وهذا المعيد هو (أدهم) الذى تعرفت علية منذ قليل .
وضع يدية فى جيب سروالة ونظر الى الارض فترة طويلة ظنت (رؤى) انها دهرا من الزمان وكانت تحترق شوقا لمعرفة ما الذى يفكر فية ، فهى لا ترى اى مشكلة فى انها قابلت خطيبها السابق صدفة ، ولكن الم تكن تعلم بمجيئة اى صدفة اذن التى تتحدث عنها ، ولكن ما حدث بينها وبين (أدهم) قبل خمس سنوات مات وانتهى وهى لا تريدة ان يحيا مرة اخرى وهذا ما ستأكدة ل(ايمن) ،اخيرا نظر اليها قائلا بهدوء شديد :
_انا لن اسألك اذا كنت تعلمين بقدومة اليوم ام لا،ولكنى سأحاول ان اهتم فقط بأجابة سؤال واحد .
سكت ليرى وقع كلامة عليها ،وكان هذا السؤال هو ما تخشى منة (رؤى) او للدقة تخشى من اجابتها علية ،ومع ذلك تمتمت قائلة :
_وما هو هذا السؤال ؟
اخذ نفسا عميقا ثم قال :
_هل تحبينى ؟
تمكنت من ان تدارى اى تعبير يظهر على وجهها وحمدت اللة على ان المكان الذى يقفا فية ليس مضيئا للدرجة ،واعترفت انها لم تكن تتوقع هذا السؤال اطلاقا، بماذا سترد فقد كانت تريد ان تتحدث معة بصراحة فى هذا الموضوع ولكن اى كلمة الان من الذى كانت تريد قولة ستجعلة يعتقد ان ظهور (أدهم)السبب فيها ،اثناء حيرتها سمعت جرس تليفون (ايمن) الخليوى، قال لها بعد ان انهى المحادثة :
_كما سمعت على الذهاب الى المستشفى يقولوا انها حالة ولادة مستعجلة ، اعتذرى كثيرا ل(هانى)و(ولاء) وبلغى تحياتى للجميع ، وعندما يقترب الحفل من الانتهاء اعلمينى حتى احضر واعيدك انت و(هنا) للمنزل.
_لاتتعب نفسك سنتصرف نحن .
_حسنا سأتركك على راحتك ، واعتقد اننى لست بحاجة لأن اعلمك ان لحديثنا هذا بقية،سأكلمك غدا ،سلام .
وانصرف على الفور ولكنة توقف فجأة كأنة تذكر شى والتفت اليها قائلا:
_ اة وعلى فكرة لو كانت اجابتك بنعم لما ترددتى ابدا فى قولها .
شحب وجة (رؤى)ولم تقوى على الرد ،وهو ايضا انصرف على الفور فهو لم يكن ينتظر منها رد ، يريدها ان تفكر وتأخذ وقتها،او يمكن انة لايريد ان يسمع منها الاجابة الذى يتوقعها ،يريد ان يسمع منها تأكيدا لحبها لة وليس عبارة اريدان نكون اصحاب ،هذا ما كان يفكر فية وهو فى طريقة الى المستشفى ،اما هى فكانت تفكر انها لم تكن تضع هذا الحديث الذى دار بينها وبين (ايمن) فى حسابها ابدا وبالاخص السؤال الذى وجة (ايمن) اليها ،لقد ظلت ترجىء حديثها معة فى هذا الموضوع وتعللت بأنشغالها مع (ولاء)، ولو كانت تعلم ان هذا سيحدث اليوم لكانت استجمعت شجاعتها وتحدثت معة ، ولكن الان لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب ، وكل هذا بسبب (هنا) ، لا لن تضع اللوم على اختها ،
فهى لم تكن تعلم ان (أدهم) سيكون فى الحفل ورد فعلها جاء تلقائيا فقد كانت علاقتها ب(أدهم) هكذا دائما وكانت تحبة وتعتبرة اخيها الاكبرولم يتغير رأيها فية بعد الذى حدث بينة وبين (رؤى) بل كانت على العكس تدافع عنة دائما وترى ان (رؤى) هى المخطئة ،فلو عليها ان تلوم احد سيكون هى نفسها .... وفجأة تذكرت كلام (أدهم)معها والتلميحات التى كانت تملأ كلامة وانها لم تستطع ان ترد علية كما يجب ...........
_ولماذا تقفى بمفردك ، كان من الممكن ان تأتى لتقفى معى وانا كنت سأرحب طبعا بكل هذا الجمال.
آة لقد جاء فى وقتة تماما ، استدارت الية وفى عينيها وميض الغضب قائلة :
_بهذة الطريقة التى تتكلم بها لن استطع ان اعتبر هذا الكلام مدحا .
اقترب منها لدرجة اشعرتها بأنة اطول منها بكثير على الرغم من الكعب العالى الذى ترتدية وما كان هذا ليهم لو لم يشعرها ذلك برجولتة القوية وجاذبيتة الشديدة ،ويبدو انة عرف ما تفكر بة - كما كان دائما - لانة قال هامسا وساخرا فى نفس الوقت:
_ ارى ان تأثيرى عليك كما كان دائما ،فهذا الوميض الازرق الذى يشع من هذة العيون الساحرة يدل على ذلك .
ابتلعت ريقها وابعدت احدى قدميها فقط الى الوراء لتتوازن فى وقفتها ولا تصبح قريبة منة لهذة الدرجة وفى نفس الوقت لا تؤكد لة انها خائفة وتريد ان تبتعد وقالت وهى لا تعرف لماذا كانت تهمس غاضبة :
_ يالك من مغرور، ولكن لاتكن واثقا هكذا فأنا لم اعد تلك الصديقة التى كانت تفرح كثيرا عندما تراك وتطير من الفرحة عندما تتحدث معها ، ولا تلك التلميذة الصغيرة التى كانت تذوب مثل الثلج عندما تبتسم لها .
نظر اليها بتحد قائلا:
_ اعتقد ان ثقتى فى محلها فما اراة فى عينيك عكس ما تنطق بة شفتاك الجميلتان .
عقدت زراعيها امام صدرهاونظرت الية بتحد مماثل قائلة وهى تعلم انها تكذب :
_يؤسفنى ان اضيع عليك ثقتك هذة وانصحك بأن تستشير طبيب عيون .
نظر اليهاهذة النظرة التى طالما اسرتها قائلا بصوتة الهادىء العميق:
_ حسنا ولكن بشرط ان تكونى معى .
ثم استعاد صوتة الساخر قائلا:
_ ولكن اين (ايمن) أتركك وغادر بهذة السرعة ؟
_ هو لم يتركنى لقد طلبوة فى المستشفى .
_(ايمن) سألك عن كيفية معرفتى الوثيقة لك ول(هنا) ، اليس كذلك؟
تمالكت (رؤى)نفسها قبل ان يقفز على شفتيها كيف عرفت وقالت وهى تنصرف :
_ليس هذا من شأنك .
امسك مرفقها بقوة اعاقتها عن التحرك قائلا بصرامة :
_عندما اتحدث اليك لا تتركينى وتنصرفى ، واعتقد انك مازلت تتذكرى ان هذا التصرف يضايقنى .
استشاط غضبها لقد تجاوز حدودة بالمرةوهى لن تسمح لة بأكثر من ذلك قالت وهى تجذب زراعها من يدة وخفضت صوتها حتى لا يلاحظ احد هذا الجدال :
_انا لا اتذكر اى شىء يخصك ولااريد ،عليك ان تعلم جيدا انى نسيتك ونسيت كل ما يتعلق بك ،انا الان مخطوبة وخطيبى يحبنى وانا احب ان اعيش معة بقية حياتى ، والان اعذرنى لا اريد ان يتصور احد اننى اقف معك اكثر من الازم .
وانصرفت وهى تشعر انها بحالة جيدة بعد ان قالت لة ما تريد وتعتقد انة لن يتحدث معها بعد ذلك او على الاقل سيلزم حدودة معها ،والان اين تجد (ولاء) و(هنا) اين اختفيا انها تقف فى منتصف الحديقة تقريبا وتنظر حولها ولكن لا اثر لهما ، وفجأة سمعت صوتة يهمس فى اذنها :
_(ولاء) و (هنا) اتجها منذ قليل الى داخل الفيلا اذا كنت تبحثين عنهم .
انتفضت قليلا ولكنها لم تنظر الية وانصرفت على الفور وخيل اليها انها تسمع صوت ضحكتة تجلجل خلفها انها واثقة من انة فعل ذلك ليغيظها ,والشىء المؤكد انة نجح فى ذلك، نفضتة عن ذهنها وتوجهت مباشرة الى الداخل لترى (ولاء) و (هنا) يجلسان على الاريكة الكبيرة الفخمة الموجودة بالصالة والمفروشة بأفخم الاثاث مثل باقى الفيلا ،وعندما رأتها (هنا) بادرتها قائلة بمرح :
_ها هى العاشقة الصغيرة قادمة ، هيا قصى على كل ما قالة لكى (ايمن) من كلمات الحب.
لاحظت (ولاء)عبوس صديقتها فوضعت يدها على يد (رؤى) التى جلست بجوارهما قائلة :
_ماذا بك ، لما كل هذا العبوس ،هل تشاجرت مع (ايمن)؟
تمتمت (هنا) بخفوت :
_لااعتقد ذلك .
تناقلت نظرات (ولاء) عليهما ثم قالت ل(رؤى) :
_ ها ما بك ، واين (ايمن) ؟
حاولت (رؤى) ان تدارى عبوسها والذى لا تعرف ما سببة الحاضرام الماضى وقالت محاولة ان تبدو طبيعية :
_(ايمن)طلبوة فى المستشفى وهو يعتذر لكى كثيرا انتى و(هانى) ، ولكى تطمأنا لم يحدث شىء بيننا ، ولكنى كنت منشغلة بالتفكير فى من سيعيدنا الى المنزل فبابا مسافر وامى لا تعرف السواقة كما تعلمين .
قالت (هنا) وهى مندفعة الى الخارج :
_ لا تحملى اى هم انا سأتصرف ، وعندى من سيفرح كثيرا بتوصيلنا .
سمعا نهاية جملتها بالكاد حيث كانت خرجت بالفعل من الصالة وحاولت (رؤى) مناداتها للاستفسار :
_انتظرى يا (هنا) ، من الذى .........
وطبعا لم تجد حاجة لتكملة جملتها فبأى حال لم تكن (هنا) لتسمعها ، والتفتت الى (ولاء)قائلة بقلق :
_ربنا يستر احيانا لا اثق بتصرفاتها ،واخشى عليها من هذة التصرفات .
قالت (ولاء) بثقة :
_لا تخشى شيىء انها احيانا طائشة ولكن قرارتها النهائية تكون حكيمة دائما .
_ ولكن لماذا تركتما الحفل واتيتما الى الداخل .
مررت (ولاء) يدها على بطنها المنتفخ قائلة وعلى شفتيها ابتسامة مرحة وحنونة فى نفس الوقت :
_حبيبى الصغير هذا كان يتحرك بشدة مما اوجعنى قليلا فأردت ان اجلس ريثما استريح فعرضت (هنا) ان تأتى معى .
ثم التفتت الى (رؤى)وقالت كانها تذكرت :
_اة قولى لى بالحق ماذا حدث مع (ايمن) ، لاتتخيلى طبعا ان ردك هذا فد اقنعنى ،كان من الواضح جدا انك متضايقة .
زفرت (رؤى) قائلة :
_حسنا ..لا اعرف عمن اخبرك (أدهم) المرعب ام (ايمن) المسالم ، والذى لا اعرف حتى اذا كان سيظل هكذا ام لا ؟
ضحكت (ولاء) من تشبيهات (رؤى) قائلة من وسط ضحكاتها :
_يا الهى الى هذة الدرجة ،وانت ماذا كنت (رؤى) السامة
ثم استطردت بعدما انتهت من ضحكها قائلة بجدية :
_ لقد لاحظت من طريقة كلام (أدهم) انة لن يكتفى بمجرد حديث هادىء معك ؟
_ حسنا من الواضح ان ما ينوى عليةلن استطيع تخيلة حتى فى ابشع كوابيسى .
_ لا، ليس لهذة الدرجة يا (رؤى) ،ف(أدهم)على الرغم من انة عنيد جدا ومتصلب الرأى ولا يقبل بقطرة ماء على كرامتة ،الا انة لن يضايقك بأى شكل من الاشكال .
_ انا لا اتوقع ان يضايقنى فهذة ليست اخلاقة ، ولكنة لن يكتفى بحوار هادى كما قلتى .
_ هذا جيد جدا ،وبما انك تعلمين اخلاقة جيدا لما تركتما بعض من البداية؟
_ انتى اكثر الناس علما بأننى لم اكن السبب فى ذلك .
ولاح فى عينيها نظرة حزن اختفت بسرعة وهى تقول:
_ ثم دعينا من هذا الموضوع برمتة فأنا لن اجعل (أدهم) يمثل مشكلة ل... ثم اطلقت تنهيدة حارة قبل ان تستطرد : لقلبى ، لن ادعة يفعل ذلك مرة اخرى وقد اكدت لة ذلك منذ قليل .
_ رائع ، وماذا كان ردة .
_ ها ، فى الحقيقة فهو لم يبدى اى اهتمام بما اقول وانا لم انتظر منة رد اساسا وتركتة على الفور .
ضحكت (ولاء) من ذلك وقالت :
_ حسنا هذا كان بالنسبة ل(أدهم) ، ماذا عن (ايمن) ؟
نظرت (رؤى) فى ساعتها قبل ان تقول :
_ اة هذا موضوع يطول شرحة كما انة لم يكتمل بعد ، وانا اعتقد اننا تأخرنا يجب ان اذهب انا و (هنا) قبل ان يتاخر الوقت بنا اكثر من ذلك ، كما اننى لا اعلم اين (هنا) والبحث عنها سيأخرنى اكثر.
_ولكننالم نجلس معا , كما انك لم تأكلى شىء .
_لا تنسى الطبق الملىء بالحلوى الذى احضرة (هانى) لى مع علمة بالحمية التى قوم بها .
_حسنا ولكن الا تجلسى قليلا معى وتستمتعى بجو الحفل .
_اعذرينى يا عزيزتى انت تعلمين القواعد فلا يمكننا التأخر عن ذلك ونحن وحدنا بدون (ايمن) او ابى .
قالت (ولاء) مستسلمة وهى تستند على ظهر الكنبة الكبيرة لتقف :
_ اعلم انة لا فائدة من الجدال معك .
ابتسمت (رؤى)ووقفت قائلة :
_حسنا سأذهب لاجرى عملية البحث عن (هنا) .
_ انتظرى سأتى معك فقد مللت الجلوس .
قالت (رؤى) ضاحكة :
_طبعا فالحمل جاء تهذيب واصلاح لكى وانتى التى لم تكن تجلس خمس دقائق كاملة .
ضحكا معا وهما يخرجان للحديقة لتواجة (رؤى) مفاجئة لم تكن تتوقعها .
كانا يضحكان ، عندما كانت (رؤى) تدور بعينيها حولها علها ترى (هنا) فى اى مكان ، خفق قلبها بشدة عندما وجدتها واقفة مع (أدهم) وسمعت (ولاء) تقول :
_ ها هى هناك تقف مع (أدهم) و (احمد) صديقة .
تعجبت (رؤى)بداخلها ، فهى راتهما بالفعل ولكنها لم ترى سوى (أدهم)لم تلاحظ (احمد) ابدا ، تظاهرت بأن ذلك لم يحدث حتى بداخلها وقالت ل (ولاء) :
_ اه.. نعم ، لقد رأيتها .
_ حسنا .. هيا نذهب اليهما فانا اريد ان اتحدث مع (أدهم) ايضا .
لم تسمع (رؤى)الجزءالاخير من الجملة فهى كانت تحاول ان تسيطر على نفسها حتى لا تنفعل امام استفزاز (أدهم) وان تتجاهل رجولتة التى تشعر بها تسرى فى الجو عندما يكون على بعد ليس بقليل، كان وجودة فى المكان الذى تتواجد بة يكفى لتشعر بها ،لم تكن هكذا مع احد قط ، فقط امامة هو تفقد كل سيطرة على نفسها وفقط هو الذى تشعر بقوة حضورة ، مررت يدها فى شعرها علها بلمس رأسها تستطيع ان تمحوة منها ، وتذكرت (ايمن) ، يجب ان تتحدث معة فى اقرب فرصة ، لم تحاول ان تنظر الية ، فقط نظرت الى (هنا) وقالت لها :
_ هيا يا (هنا)سنذهب .
شعرت ان صوتها خرج منها غريب، ارجعت ذلك الى شعورها الشديد بعيون (أدهم) تخترقها لاتنظر اليها ، حاولت تجاهل ذلك تماما ، وسمعت (هنا) تقول بمرح :
_انا كنت اعلم انك ستأتى الان ،مع انك تأخرت قليلا عما توقعت ، حسنا انا جاهزة ،ولكن انتظرانى قليلا لأحضر حقيبتى .
لم تلاحظ (رؤى) صيغة المثنى فى حوار (هنا) ،ولكنها لاحظت اكثر ما قالة (احمد) :
_ انتظرى يا (هنا) سأتى معك ، اذا لم يضايقك ذلك بالطبع .
ترددت (هنا) قليلا على عكس عادتها والاكثر غرابة - من وجهة نظر (رؤى) - انها لاحظت حمرة خفيفة تظهر على وجهة اختها التى قالت بخفوت متمنية الا يسمعها احد :
_ لا هذا لن يضايقنى بالطبع .
وانصرفا سويا ، واكدت (رؤى) على نفسها ان تسأل اختها فيما رأتة ،ومع اصراف (هنا) و (أحمد) قال (أدهم) بطريقة حاول ان يجعلها هادئة ولكن ظهر فيها الحدة اكثر من الهدوء :
_ وما اخبار (اسلام) ؟
كان السؤال مبهم مما جعل (رؤى) تحدق قليلا في (أدهم) قبل ان تستوعب عمن يسأل ، فقد كانت مشاجرتهما الاخيرة بسبب (اسلام) زميلها فى نفس السنة الدراسية ، وتعجبت بشدة من ان (أدهم) مازال يتذكرة منذ.. ، فضلت ان تؤجل افكارها الخاصة لما بعد وقالت بهدوء متعمدة تجاهل طريقتة الحادة فى السؤال وردت كأنة سألها عن احوال الطقس غدا :
_ اة ..(اسلام) ،اعتقد انة يعمل كمحاسب فى شركة ادوية كبيرة .
_ تعتقدى ... لقد ظننت ان عندك كل اخبارة ،وتعجبت بشدة عندما لم اجدة مكان (ايمن) .
هذة الجملة كانت صدمة بالنسبة لها ،هذا المخبول كيف يفكر فى ذلك ،الان فقط عرفت سبب ثورتة الشديدة فى اخر مشاحنة بينهما ، كان يعتقد انها تحب (اسلام) شحب وجهها بشدة عندما توصلت لهذة النتيجة ،وهو ما فسرة (أدهم) بشكل خاطىء حيث قال بسخرية :
_ يااة لم اكن اعلم ان هذا الموضوع يسبب لك كل هذا الالم .
لم تعرف كيف ترد علية ، ماذا تقول لة ، كل ما ارادتة الان ان تدق عنقة بيديها وتفنى هذة الابتسامة الساخرة ، شعرت (ولاء) بما يعتمل داخلها ولكنها لم تعلم كيف تنهى هذا الموقف الشائك كل ما استطاعت ان تقولة :
_(ادهم) من فضلك هذا كلام فات اوانة .
_ انت كما انت لم تتغيرى يا (ولاء) تدافعين عنها دائما حتى لو كان ما تفعلة خطأ بين.
_ ومن الذى اعطاك الحق لتقيم افعالى على اساس خيالك المريض هذا الذى يصور لك اشياء ليست موجودة فى اى مكان غير رأسك .
كانت هذة (رؤى) التى اندفعت تدافع عن نفسها ، ورأت بريق القسوة فى عينية كما شعرت ب(ولاء) تمسك يدها لدهدئها ،علمت ان صوتها كان اعلى من المفروض ولكن ذلك لم يهمها فكانت تنتظر رد (أدهم) الذى قال بجفاء واضح :
_خيالى المريض ، لم يكن هذا رأيك عندما كنت تقولى ......
قطع كلامة ونظر خلفها فعرفت ان (هنا) و(احمد) قادمان وتاكدت عندما سمعت (هنا) تقول بصوتها المرح المعتاد :
_ هيا انا جاهزة للذهاب .
ولتذداد صدمتها - كما لو ان ما قالة (أدهم) غير كافى – رد الاخير عليها وقال بهدوء ظاهرى :
_ وانا ايضا ، سأذهب لأسخن السيارة ريثما تستعد (رؤى) ، (احمد) هل تأتى معى؟
_ نعم بالطبع.
وبما ان السيارة ليست محتاجة الى تسخين لانة الربيع ، ففهمت (رؤى) انة فعل ذلك حتى يسمح لها لتتشاجر بحرية مع اختها التى تعجبت هى الاخرى من قولة حيث انة يعلم ان (رؤى) جاهزة بالفعل وقبل ان تعترض على ذلك علنا امسكتها (ولاء)من يدها واشارت لها بالصمت حتى مضى (أدهم) و (احمد) ، وعندها قالت (هنا) التى لاحظت العبوس الظاهر على اختها وصديقتها :
_ ماذا حدث ل ....
وقبل ان تكمل كلامها قاطعتها اختها التى قالت بهدوء شديد عرفت منة (هنا) انة الذى يسبق عاصفة اتية لا محال :
_ من الذى سمح لك بأن تتصرفى هكذا وتجعلى (أدهم) هو الذى يوصلنا الى البيت ؟ ما الذى صورة عقلك فى وقتها ليجعلكى تظنى انى سافرح كثيرا بهذا؟ ها .
_ انا لم اتوقع انك ستفرحى ولا اى شىء كل ما فى الامر ان (أدهم) هو اول شخص اثق بة جاء على بالى فقط لا غير .
_ تثقى بة، واول شحص جاء على بالك، وتحبية جدا ، كل هذا عادى وجميل اذا كان سيوصلك بمفردك لا اذا كنت انا معك .
_ انا لا ارى اى مشكلة فى ذلك .
_ حقا واذا رانى (ايمن) معة ماذا سيكون الوضع فى رايك .
تدخلت (ولاء) فى هذة اللحظة حتى لا تسمح ل(رؤى) بأن تفرغ جام غضبها على اختها وقالت بسرعة قبل ان تسترسل احداهما :
_ (رؤى) من فضلك لا داعى لكل هذا الان ، (أدهم) ينتظر فى السيارة و(هنا) لم تكن تعلم بما يجرى بينكما من مشاحنات .
ونظرت الى (هنا) مكملة :
_ وهى تعلم انة كان عليها ان تسألك اولا قبل ان تتصرف من نفسها فى شىء كهذا .
قالت (رؤى) بخفوت ساخر :
_ اتمنى ذلك .
ادارت (هنا) وجهها بعيدا، فكما هو واضح انة حدث شىء سىء بين اختها وخطيبها السابق ومن الافضل لها الان الا تدخل فى جدال مع اختها الان حتى لا تثيرها اكثروقالت بخفوت هى الاخرى كأنها تخشى ايقاظ الوحش النائم داخل اختها ثانية :
_ حسنا ، هلا ذهبنا .
سارت (رؤى) امامها دون ان تتكلم او حتى تودع (ولاء) التى لم تتضايق من ذلك لمعرفتها بما تمر بة صديقتها فى الوقت الحالى ، وسارت (هنا) خلفها بعد ان ودعت (ولاء) والتى طلبت منها ان تطمأنها لاحقا .
|