لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-07, 09:19 PM   المشاركة رقم: 101
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 39885
المشاركات: 111
الجنس أنثى
معدل التقييم: زوغدانة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زوغدانة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زوغدانة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

انا بجد بجد بجد اسفه جدا على التأخير ده وميرسىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييى لكل اللى مستنينى ومشجعنى بالشكل ده وبالتحديد TEENA200 & MERO2007 &DEW & واللى احب اوجهلها شكر مخصوص هى JOMANAعلى انضمامها لينا ويارب تستمر للاخر وميرسى جدا على الكلام الرائع قوى جدا خالص ده، وطبعا سوار العسل وهنا اجمل شكر واجمل تحيه ،واهه يا هنا حققتلك الحلم اخيرا
ويارب البارت ده يعجبكوا هو يمكن يكون قصير بس انا قولت انزله عشان مااتاخرش عليكوا اكتر من كده، واتمنى انه يعجبكوا واتلقى تعليقاتكم وردودكم فى اقرب وقت ، باااااااااااااااااااااااااى مؤقتا


الفصل السابع :

_ هل انت متأكده ،يمكننا تأجيل السفر ان اردت .
قال (أدهم) هذه العباره بهدوء خالى من اى تعبير، وهو جالس مع (رؤى) فى منزل والدي هذه الاخيره بعد ثلاث ايام من فقدها الوعى بالمستشفى ، كانت قد استعادت صحتها بعد قضاء ليله واحده بالمستشفى ، واخبرها الطبيب ان لديها انيميا هى التى سببت لها هذا الهبوط الحاد والانخفاض فى ضغط دمها .
قالت بهدوء يملؤه الكبرياء :
_ انا بحاله جيده جدا يا(أدهم)، ولا تحاول ان تشفق علي، فلن اصدق بأنك لن تسعد بأى مكروه يقع لى ، ام ان هذه ليست شفقه ...... فى هذه الحاله ستجعلنى اتسأل من كنت تقصد بالممثلين الجيدين .
نظر اليها ببرود شديد ، وتجاهل ما قالته تماما قائلا بنفس البرود الذى يغلف ملامحه :
_ هل انتهت (هنا) من امتحاناتها ؟
_ اليوم كان الاخير .
_ حسنا ، سأرتب كل شىء مع والدك ليكون زواجنا ليله السفر تماما .
ثم نهض واقفا وعندما وصل الى باب الشرفه التى يجلسان بها كالعاده ، استدار اليها قائلا بجديه :
_ بالمناسبه حاولى ان ترتاحى جيدا لأنه يبدو ان بعض اجزاء جسمك بحاجه الى راحه اضافيه حتى تصمت عن كلام لا تعرف معناه..........
ثم اضاف بسخريه :
_ فأنا لا اريد معى عروس مريضه .
كادت ان تمسك بالمقعد الذى كان يجلس عليه وتقذفه به علها تستريح من هذا الرأس المليىء بالتهكمات القاسيه ،ولكنها حاولت ان تبدو متماسكه وغير متاثره بهذه التهكمات ،وقالت له ببرود قريب من الاستخفاف :
_ كنت مريضه لخوفى على صديقتى وليست مشكلتى انك لا تعرف معنى هذه المشاعر.
قالتها وهى تنظر اليه غير عابئه بنظراته الغاضبه ، ظلا بعض الوقت ينظرات الى بعضهما بتحد وثبات ، حتى لم تعد هى تتحمل هذه النظرات الكريهه التى تطل عليها من عينيه، فابعدت وجهها الجميل بعيدا عنه محاوله اظهار اكبر قدر من الترفع ،سمعت خطواته وهى تبتعد ، حاولت الاسترخاء فى مقعدها والتمتع بمنظر النيل الرائع وبهواء المساء العليل ، تذكرت انها يوم فقدت وعيها كانت بحاجه للقليل من هذا الهواء ، ومع ذلك لم يخفف هذا النسيم المنعش من توترها وخوفها المستمر من المستقبل المجهول لها مع (أدهم) ، وياليته كان مجهول فقط وانما تتخيله مماثل- ان لم يتفوق- ابشع الافلام المرعبه التى شاهدتها على الاطلاق ، لكم تضايقت من نفسها لسقوطها بهذا الشكل الضعيف ، وعندما استفاقت وادركت ما حدث لها عمدت ان تبدو قويه ومتماسكه امام (أدهم) على وجه الخصوص ، واول شىء سألت عنه عندما استفاقت هو صحه (ولاء) اعز صديقه لها فى الوجود وعن مولودها ، هذا الصغير الرائع الذى عذب الكل حتى يصل اليهم سالما ، كان المولود طفله صغيره وضئيله للغايه ولكن رائعه جدا كانت تأسر قلب من ينظر اليها على الفور على الرغم من عمرها الذى لم يتجاوز ايام قليله ، و(ولاء) كانت ضعيفه نوعا ما ولكنها استطاعت ان ترضع هذه الصغيره والتى اسمتها (هدوى) ، علمت من اختها بعد ذلك ان (أدهم) كان قلقا عليها للغايه عندما سقطت بين زراعيه والغريب انه هو وامها اللذان سهرا معها الليله التى قضتها بالمستشفى،وذلك بعد عناء حتى يسمح لهم الطبيب بذلك، لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير فى هذا منذ ان استعادت وعيها وخاصة فى اللحظات التى تكون فيها بمفردها كانت تتخيل انه يحبها ويرتعب من الخوف عليها وانه على استعداد دائم لحمايتها من اى شىء فى الوجود ،على استعداد دائم ان يأخذها بين زراعيه وينسيها العلم بأجمعه كما كانت هى على استعدا ان ترتمى بين زراعيه لمجرد ان يبتسم لها ، ولكنه لم يفعل ذلك فما ان عاد اليها وعيها واستردت صحتها حتى عاد لمعاملته الاولى معها بل اكثر سوءا ، حقا انه كان يتعامل بحذر شديد فيما يتعلق بصحتها ،ولكن غير ذلك كان فى شدة القسوه معها وتصورت هى انه فقط كان قلق عليها لأحساسه بالذنب او شفقه منه على حالها، وهى ايضا لم تفوت اى فرصه الا وقالت له من الكلام ما تعلم انه سيضايقه ، كانت بذلك تخدعه لا تخدع نفسها ، تخدعه حتى لايشك فى انها تحبه ، على الرغم من ادراكها التام انها تستنشق هذا الحب فى كل نفس لها ،وانه فى كل مره تنظق فيها اسمه يكون اعتراف صريح وواضح بهذا الحب ، حاولت ان تمسح صورته من خيالها ولكن هيهات ظلت صورته معلقه فى خيالها تتبعها اينما غدت او راحت، نهضت من مقعدها بعنف راغبه فى نفض افكارها بعيدا ، سمعت صوت ضحكات اختها بالداخل مع (أدهم) ،تذكرت الحوار الذى دار بينهما واعتراف اختها بالحب الذى يجمعها ب(احمد) صديق (أدهم) ، كما طمأنتها بأنه شاب جاد جدا وانه سوف يأتى فى اقرب فرصه للتقدم لها وذلك بعد عودتها هى و(أدهم) من السفر، فرحت لأختها ولكن يبدو ان الخوف المسيطر عليها لن يجعلها تفرح ابدا كما كانت فى السابق ، لم تكن تريد ان تتعلق بسراب لن يصل بها الى اى شىء سوى انهيار مشاعرها مره اخرى ووقتها لن تستطع البناء ثانية على انقاض قلبها المهدوم .
وبعد طوال ترقب كأن ما يحدث لا يخصها ، تم الزواج بالفعل كان عائلى للغايه حتى (ولاء) لم تأت لأن (هدوى) كانت تحتاج منها كل رعايه فكانت الصغيره ضعيفه جدا ، تم الزواج فى منزل ابويها باحتفال بسيط للغايه، وبعد ذلك كان يتعين على كل منهما البقاء فى منزل والديه على ان يأتى (أدهم) فى الصباح لأصطحاب (رؤى) الى السويس حيث ستقلع الباخره ، ووقف الجميع عندما وجدت عائلة (أدهم) ان الوقت حان للانصراف، وفجأه وجدت (رؤى) نفسها واقفه وحيده مع (أدهم) وقد انسحب الجميع بهدوء الى الصاله تاركين اياهم فى حجرة استقبال الضيوف، ليفسحا المجال للعروسين للتحدث على انفراد وقول كلمات الحب
المعهوده ، واقترب منها (أدهم) سامحا ليده بالتسلل الى يدها ليساعدها على النهوض وتصبح واقفه قبالته تماما قائلا لها :
_ مبروك ياعروستى العزيزه .
كادت تتوسل اليه حتى يتركها تهرب من امامه الان ، لم تقدر على النطق غطت عينيها برموشها الثقيله لتمنعهما من البوح بمشاعرها ، بينما استطرد هو :
_ يدك بارده للغايه ماذا كنت ستفعلين اذن لو كنا سنقضى هذه اليله فى بيتنا .....
ثم اضاف بسخريته الدائمه :
_ لقد انقذك منى تلكأ مهندس الديكور ولولاه ما كنا هنا الان نقف لنودع بعضنا للألتقاء غدا .
انقذها منه ، انه دائما يفسد اى لحظه قد تكون جيده بينهما ، قالت له بقوه :
_ اما انا فعلي ان ابعث له بباقات ورد شاكره له لأنه اعطانى وقت قبل الذهاب الى سجنك هذا ،وقد اتمكن من التخلص منك فى هذا الوقت .
_ حقا ... ذكرينى اذن ان اعرفك عليه حتى تتمكنى من شكره بنفسك .
ثم لوى زراعها خلف ظهرها ليتمكن من جذبها اليه وضمان عدم افلاتها ،ولم تحاول هى مقاومته بل ظلت ثابته محاوله اظهار اكبر قدر من عدم التأثر والامبالاه والضيق، بينما قرب هو وجهه من وجهها للغايه هامسا :
_ ولكنك لن تتخلصى منى بسهوله .
حاولت ان تحبس انفاسها حتى لا يسمع نبضات قلبها القويه ، فى حين ابتعد عنها قليلا ، ثم ضم شفتيه لتطير انفاسه الخصله من الشعرها والتى كانت قريبه من وجهها ، ثم قال :
_ الى اللقاء .
سقطت على المقعد الذى خلفها ، وحمدت ربها على انصرافه بدون اى خسائر اخرى ، قضت ليلتها دون نوم تقريبا والذى ابى ان يأتيها منهيا مشاعرها المعذبه،
وفى الصباح الباكر اتى (أدهم) ليأخذها ، وقبل ذهابهما اوقفتها امها التى قالت وهى تجاهد لكبت دموعها وظهر ذلك واضحا فى صوتها :
_ الف مبروك يابنيتى ،كم كنت اتمنى ان ارى هذا اليوم الذى اوصلك فيه الى زوجك .
ابتسمت (رؤى) ابتسامه مرهقه للغايه لم تلاحظها الام من كثرة الدموع المتجمعه امام عينيها ،احتضنتها امها بشده متشبثه بها ، اغمضت (رؤى) عينيها بشده علها تمنع هذا الالم الرهيب من الزحف اكثر من ذلك الى قلبها وعقلها المنهكين ، وتمسكت هى الاخرى بأمها علها تجد الراحه ولو لدقائق قليله على كتفها الحانى دائما .
_ كفى يا(ناديه) اتركيها حتى لا تتأخر هى وزوجها امامهما طريق سفروموعد باخره عليهما اللحاق به .
تمتم (أدهم) قائلا لوالد (رؤى) :
_ لا بأس يا عمى ، مازال امامنا وقت .
لم تعر الام اى اهميه لتعجيل زوجها لها ، فعاطفة الامومه لا تعرف مثل هذا الكلام كل مايهمها الاطمئنان على ابنتها ،قالت لها كأنهما بمفردهما :
_ لا تنسى الكلام الذى قلته لك يا حبيبتى اهتمى بنفسك دائما وافعلى كل شىء لأسعاد زوجك و...................
لن تتركها (رؤى) لتكمل بأكثر من ذلك على مرأى ومسمع من الجميع خاصة وانها بدات تشعر بسخونة وجهها من الخجل ، فقاطعتها قائله بخجل رقيق :
_ كفى ياامى نحن لسنا بمفردنا ، واعدك اننى سأتذكر كل ماقلتيه لى .
فهى لن تستطع ان تعدها بأكثر من تذكر هذا الكلام فقط ، ابتسمت الام ثم التفتت الى (أدهم) الذى كان يقف هو الاخر مع والديه واخته واخيه بقربهما ،وقالت له :
_ وانت يا(أدهم) اهتم بها جيدا وضعها فى عيناك .
_ لا تخافى ياامى فهى بالفعل فى عيناى وسأخاف عليها واحميها بروحى .
انهى جملته ناظرا الى (رؤى) التى شعرت بتيار كهربى يسرى فى جسدها باكمله لهذا التشابك بين اعينهما شعرت انه يجذبها اليه بنظراته،احست بالفعل بوجود قوى عجيبه تدفعها نحوه وتدفعه نحوها كأنهما بمفردهما فى هذا العالم بأكمله ، ولكن فجأه اختفى كل شىء واصبحت عيناه خاليه من اى تعبير جامده كما الثلج تماما ، وابعد ناظريه عنها سريعا كما فعلت هى الاخرى، ملتفتا الى والدتها مودعا اياها ابتسامه رائعه تمحو اى قلق من داخلها .
وبعد ذلك اقتربت (رؤى) من اختها وقالت هامسه محاوله الا يشعر بهما احد :
_ ابلغى (احمد) تحياتى وارجو منك الاقلال من المذاكره معه عبر الهاتف .
كانت تشير الى يوم زيارتهما ل(اميره) عندما تأخرت (هنا) بحجه المذاكره ،والتى اعترفت لأختها بعد ذلك انها لم تكن تذاكر وانما تتحدث الى (احمد) هاتفيا ،تصاعدت الدماء الى وجنتى (هنا) وقبل ان تتكلم قالت (رؤى) بحنان :
_ كما اريد منك ان تخبر ى امى بكل شىء ولا يوجد اى داعى لأنتظار عودتى و(أدهم) من السفر .
وعانقتها،وعندما ابتعدتا عن بعضهما شعرت بزراع (أدهم) تلتف حول خصرها قائلا :
_ هيا يا حبيبتى حتى لا نتاخر .

****************
حاولت ان تبدو مرتاحه وهى تجلس بجوار (أدهم) فى سيارته الذى انطلق بها بسرعه وسلاسه كبيره ، وقالت بهدوء لتقطع الصمت الذى استمر طويلا :
_ استطيع ان اشعر الان بالراحه والاسترخاء بعد انتهاء وقت التمثيل اليومى .
نظر اليها نظره خاطفه مانحا اياها ابتسامه ساخره ، فكرت انه لا يحتاج ليسترخى مثلها ، فلا يوجد شىء يقلقه ويقلل من راحته كما انه يبدو هادئا بالفعل لا مجال للتوتر فى ملامحه ولا فى قيادته، راقبته قليلا ثم قالت بجفاف :
_ هل يمكننى ان اعلم لما هذه الابتسامه الساخره على وجهك ؟
كان نظره مركزا على الطريق امامه ،استراح اكثر فى مقعده وكأنه يستعد لمشاهده فيلم جديد فى دار عرض مكيفه ، قال لها بصوت يحمل نفس استرخاء جسده :
_ لأنك بعيده كل البعد عن الاسترخاء والراحه يا عزيزتى ، استطيع ان اشعر بذلك.
وقبل ان تفتح فمها لتتكلم قال :
_ كما ان وقت التمثيل لم ينتهى بعد ، بل لن ابالغ اذا قلت انه سيبدأ .
قالت ساخره وهى تعقد يديها على صدرها :
_ لماذا هل ستجبرنى على تمثيل الحب عليك .
_ لا ياعزيزتى ، هذا يفوق قدرتى على التحمل .....
_ وقدرتى انا ايضا ، والتى اقصاها تحملى التواجد معك .
قالتها بحده موجهه اليه نظره مميته، كل التأثير الذى فعلته ان جعلت ابتسامته الساخره تتسع اكثر ، ادارت نظرها بعيدا عنه ، من الافضل لها الا تتحدث معه قد يريح هذا اعصابها بدلا من هذه المجادلات العقيمه الدائمه ، حاولت ان تشغل نفسها بأى شىء اخر عدا التفكير به وبتصرفاته التى ستقودها للجنون ،اخذت من حقيبة يدها كتاب التاريخ الشيق الذى لم تتجاوز صفحاته الاولى بعد ، حاولت التركيز على ما تقرأه ولكن وجود (أدهم) بجوارها لم يساعد فى ذلك ابدا ، ظل عقلها مشغول بما ينتظرها فى الايام القادمه ، حاولت الاتفكر فى البحر الذى تخشاه والذى ستضطر للمكوث به على سطح الباخره عدة ايام ، كما جاهدت حتى لا تفكر فيما سيفعله (أدهم) معها وكيف ستكون هذه الايام التى ستقضيها معه، بمفردهما ، وفى مثل هذا الجو الذى يوقظ كل المشاعر الدفينه فى ثنايا قلبها الحائر التائه و....المعذب بشده .........
ومن الواضح ان افكارها نجحت فى الهائها وانهاكها ايضا حتى لم تشعر بنفسها الا و(أدهم) يوقظها مع نسمات الصباح الاولى، كانت منزعجه فى البدايه بسبب نومها غير المريح كما افكارها واعصابها ، وتفاجأت بشده لوجود كل هذا الحشد من الناس عند الباخر، وبعد الكثير من الاجراءات اقلعت الباخره اخيرا وعلى سطحها الكثيرمن الاجناس والاشكال ، لم يسبق ل(رؤى) السفر فى باخره من قبل قط لذلك كان مجرد الصعود على سطح واحده وفكره المعيشه بها لأسبوع تقريبا كانت مثيره للغايه، ومما اضاف اطنانا الى هذه الاثاره الشكل الداخلى والخارجى للسفينه كانت بحق تحفه فنيه رائعه لم يسبق لها رؤيه شىء بهذا الجمال والروعه ،لو لم تكن تخشى البحر كثيرا لفضلت العيش بها الى بقية حياتها ،كان سطح السفينه كبير جدا، ويصطف على الجانبين مقاعد خوصيه عليها وسائد بيضاء وثيره ،كادت (رؤى) ان تتعثر اثناء سيرها لشدة تحديقها بما حولها وانبهارها به ،وعندما توجهت مع (أدهم) الى الغرفه التى سيقيمان بها وقفت مزهوله محدقه بالغرفه الرائعه ،كانت كلها من الخشب لا تعرف نوعه ولكنه كان رائع المنظر، اكثر شىء لفت انتباهها بالغرفه كان طاولة الزينه كانت اكثر من رائعه حيث كانت المراه محاطه من كل جانب بتمثال كيوبيد كان التمثال منحوت بحيث يبدو جانب واحد منه فقط بوجهه الملائكى وجناحيه الجميلين ،كانت غرفه كامله تحتوى على كل الكماليات التى قد تتخيلها اى عروس ، رنت الكلمه فى عقلها كأنها صدى يأتى من بعيد... بعيد جدا ،التفتت حولها فوجدت (أدهم) يدير وجهه بعيدا عنها فظنت انه قد كان يسترق النظر اليها ولكن هذا الخاطر سرعان ما تبخر كما اتى عندما قال(أدهم) بكياسه وعيناه كالمعتاد لا تظهران ما بداخله ، ويداه فى جيب سرواله :
_ اعتقد انها جيده .
استفاقت من خواطرها واستعادت انبهارها بالغرفه قائله بحماس وفرح :
_ جيده فقط انها رائعه لو لم تكن على ظهر باخره لتمنيت العيش بها دائما .
ظهر على وجهه ابتسامه نادرا ما تراها :
_ من المفرح انها اعجبتك .
ثم استطرد قائلا مستعيدا كياسته :
_ حسنا.... ان الغداء سيكون فى الواحده ظهرا تقريبا، وفى المساء حفل الاستقبال والذى سيبدا فى السابعه ، انا الان سأصعد الى ظهر الباخره وسأعود لأغير ملابسى فى وقت لاحق ......... بأمكانك الصعود ايضا، ان اردت .
_ سأحاول ، انا لا اشعر الان بحركة الباخره واخشى ان صعدت اشعر بها .
_ حسنا ..كما تشائين ، ولكن حاولى ان تتغلبى على خوفك ،فأنت لن تظلى حبيسة الغرفه طوال يوم ونصف تقريبا .
_ يوم ونصف فقط هل سنصل الى شرم الشيخ فى يوم ونصف !
_ ومن قال لك اننا سنصل الى شرم .
قالت له بسخريه :
_ واين سنصل ايها العبقرى ،الى المريخ .
علا جانب فمه عن ابتسامه متهكمه قائلا :
_ لا ايتها العبقريه بل الى نويبع .
قالت بتعجب شديد :
_ نويبع !
قال لها بسخريه لازعه :
_ اذا كنت راغبه فى الذهاب الى المريخ ليس لدى اى مانع .
_ حقا .... لقد افرحتى بالفعل ، ولماذا اذن التوجه الى نويبع ؟
_ اذا لم يكن لدى سعادتك خلفيه فنحن لا يمكننا التوجهه الى شرم بالباخره ولذلك سنتوجهه الى نويبع ومنها برا الى شرم ، الا اذا كان لديك افكار اخرى .
_ لن تسرك افكارى فى الواقع ، واشكرك مستر (ابن بطوطه) على هذه المعلومات الرائعه.
_ على الرحب والسعه دائما ياعزيزتى ، ومن المشجع انك تريننى مثل هذا الرحاله العظيم .
_ انت واهم ، فأنا اراك لا شىء .
_ من الواضح انك لا تتعلمين من اخطائك ،هل لابد من تجربه اخرى مثل التى كانت فى مكتبى لتتذكرى كيف تريننى .
اشتعلت عيناها واتضح لونها الازرق اكثر قائله بتوعد :
_ حاول ان تقترب منى وسترى اشد كوابيسك سوءا تتحقق على يدى .
اطلق ضحكه كانت لطالما تذوب معها ، وتقدم نحوها قائلا بسخريه شديده و كأنه يتحدث مع طفل صغير لا يدرك حقائق الحياه :
_ ياعزيزتى نحن سنتشارك نفس الغرفه بل نفس الفراش ايضا ويمكنك انت ان تتخيلى ابشع كوابيسك هذه بين زراعي .
جاء دورها هى لتطلق ضحكتها قائله :
_ سيكون عليك اذن ان تفسر للركاب لما العروس الجديده تصرخ هاربه من غرفتها .
تمعن فيها قليلا ، ثم قال بتهكم واضح :
_ فى الحقيقه ليس لدى اى مشكله مع ذلك ، ولكن المشكله الاكبر هى اذا كنت مزعجه فى نومك ، تتحركين كثيرا مثلا ،تتكلمى اثناء نومك ، هكذا .
انه يغيظها هذا واضح من نظرة الجزل التى تتراقص فى عينيه ، ماذا تفعل الان ، وضعت رأسها بين يديها حتى تحميها من الاصابه بالجنون ، وقالت له وقد احمر وجهها غضبا :
_ انت بالفعل مثير للأعصاب ، ولمعلوماتك انا افعل كل ما قلت عليه واضافه الى ذلك اننى اتحرك وانا نائمه وقد اتسبب لك فى كارثه او اقضى عليك دون ان اشعر.
قال بسخريه ورغبته فى ان يراها تتخلى اخيرا عن هدوئها الشديد تتصاعد بقوه :
_ فى هذه الحاله سأضطر لأتحملك فأنت زوجتى ،وعلي ان احميك من نفسك .
لم تشعر بنفسها الا وهى تنقض عليه لتفعل ما كانت تتمنى دائما وكانت تمسك نفسها عنه، انهالت عليه بالضربات ولم تشعر ان يديها الرقيقتان لم تؤثرا به على الاطلاق كل ما كانت تريده ان تفرغ هذه الشحنه التى بداخلها ،واندهش هو كثيرا لانه نجح اخيرا فى ان يجعلها تخرج عن لامبالتها لما يفعله معها ، لكنه لم يتوقع ان تفعل ابدا مثل هذه الافعال الصبيانيه ،وما ادهشه اكثر انه تمكن ان يمسك يديها ويوقفها عما تفعل بصعوبه نوعا ما ، وفى النهايه تمكن اخيرا من رفعها على كتفه وهى مازالت تركل وتضرب ،وما ان القى بها فوق الفراش حتى توقفت عن الضرب ، وهو لم يعطى لها الفرصه لتحاول لأنه على الفورثبت يديها بكلتا يديه الى ما فوق رأسها، لم تتمكن من الحركه لأنه ثبت يدها بقوه ، وبقربه منها بهذا الشكل لن تتمكن من الحركه حتى لا تقترب او تحتك به اكثر، كانت تلهث بشده وهو ايضا ، ومع هذا التقارب الشديد بينهما لم يعد تلاحق انفاسها بسبب المجهود الذى بذلته فى الضرب والركل فقط ، بدأت انفاسهما تهدأ محاولان السيطره على المشاعر التى عرف كلا منهما انها تتدفق بينهما بغزاره ،نظرا الى بعضهما البعض لم تقدر ان ترفع عينها عن عينيه كانت توجد نفس القوى التى تمنعها من ذلك كما حدث فى منزل والديها بعد ان تزوجا مباشرة ، تسللت الى انفها رائحة العطر الذى يضعه ،و حاولت ان تسيطر على نفسها وتبقى ذهنها حاضرا حتى لا تنسى نفسها وتفضحها نظراتها ، لم يحاول ان يقترب منها لأكثر من ذلك كانت عيناها رائعتان من هذه المسافه الصغيره التى تفصلهما ،كانت تشعر بحرارة يديه على رسغها، لم تعرف ابدا ما يريد قوله بهذه النظرات التى يوجهها اليها والتى تمذقها من الداخل ، وللغريب انه تكلم هامسا بصوته العميق :
_ ياالهى .... احيانا انظر الى عينيك واجزم اننى من خلالها استطيع ان اعرف فيما تفكرين ،واحيانا اخرى انظر اليها واعتقد اننى اضيع وسط امواج رائعة الزرقه .
وتركها خارجا على الفور دون اى كلمه اخرى ،ظلت ثابته فى مكانها كما تركها لم تتحرك لعدة دقائق تفكر فيما قاله وما حدث بينهما منذ قليل، اذا كان مجرد النظر فى اعماق عينيه يسبب كل هذا ماذا سيحدث اذا تشاركا فى نفس ال........... لا... لا تستطيع حتى ان تفكر فى ذلك ستقتله اذا اقترب منها لن تسمح له ابدا بأستغلال مشاعرها لأرضاء رغباته ،قامت لترتب اغراضها علها تنشغل بهم وتنسى التفكير فى (أدهم) .
كانت الباخره رائعه ولكن مع الوقت بدأت (رؤى) تشعر بالزعر، ولم يبارح زهنها اسطورة السفينه الشهيره التى غرقت وكان يقال عنها انها لا تغرق ابدا ،فما حال هذه اذن ،حاولت ابعاد هذه الافكار عن زهنها ،نظرت الى حقيبة (أدهم) لا تقدر على لمسها حتى ،ستتركها له يفعل ذلك بنفسه فى وقت لاحق ،ما معنى هذه الجمله التى قالها قبل ان يخرج من الغرفه ماذا يقصد بها ، ومتى كانت هى غامضه بالنسبه اليه ،ماعدا طبعا فكرته عن انها تتلاعب بالرجال والتى لا تعرف من اين اتته ، كيف يفكر بها بهذا الشكل المهين لن تنسى ابدا عندما قال لها انها افعى ، سارت بالغرفه واعصابها ثائره ان افكارها فى النهايه تقودها اليه .
مر عليها وقت طويل وهى تجلس بمفردها فى الغرفه لم يفكر ان يأتى ليرى ماذا تفعل حتى، كانت احيانا تشعر بغثيان عندما تلاحظ تمايل الباخره والتى كانت تخشى الصعود الى سطحها حتى لا تشعر بتمايلها اكثر ، حاولت ان تقف ثابته وترمى مخاوفها وراء ظهرها لتصعد للأعلى لن تظل هكذا حبيسة غرفتها طوال الوقت ، وقفت امام المرأه تعدل من ملابسها وشعرها واضافت القليل من الزينه ثم توجهت ناحية الباب والذى ما ان فتحته حتى وجدت (أدهم) خلفه ، كان يبدو متفاجأ لرؤيتها وقال دون ان يخفى هذه الدهشه:
_ اذن قررت الصعود اخيرا ، كنت اعد نفسى لمجموعه اخرى من القذائف قبل ان توافقى للصعود معى .
لم تقوى على الرد بدأت ترتجف بالفعل سيطرت على نفسها حتى لا يلاحظ ارتجافها وقالت بزعر حاولت ان تجعله يبدو مرح :
_ حسنا.... انا ..انا جاهزه للصعود .
نظر اليها غير واثق مما تقول ابدا عيناها الرائعتان الزرقه تكشفاها الان بوضوح، مد لها يده لتتمسك بها قائلا ببساطه :
_ حسنا ، هيا بنا .
تمسكت بيده كما الطفله ،وهى لاتعرف ماذا الذى تفعله به عندما تكون ضعيفه هكذا ، ابعدت عن عينيها الخصلات القصيره من شعرها وسارت محاوله ان تبدو شامخه وغير مباليه ، وقفت بجواره بعد ان صعدا السلم المؤدى الى ظهر الباخره كان الجو رائعا والشمس اللطيفه تشع بالدفء بين الركاب ومع ذلك بدأت تلاحظ تمايل الباخره وتشعر به ، تمسكت بيده اكثر غير مهتمه بما قد يظنه ، ربت على يدها قائلا عندما وجدها متسمره فى مكانها :
_ سأعرفك على اصدقاء لى ، تعالى .
لم تقوى على قول كلمه وبدأت تشعر بالغثيان اكثر ، شعرت بالباخره تنقلب مع كل خطوه تخطوها ، رأت مجموعه من الاشخاص يلوحوا لهماوعرفت انهم اصدقاء (أدهم) اللذين ستتعرف عليهم ،ولرعبها كانوا يقفوا عند سور الباخره والذى يطل على الماء مباشرة ، قال (أدهم) وهو يشير الى رجل فى منتصف الخمسينات على الرغم من مظهره المرح الا انها شعرت بهاله من الوقار تحيط به :
_ (ماهر) بك ، وهو صاحب الفضل فى حصولنا على تذاكر هذه الباخره ،وهو مالكها ايضا .
حرك(ماهر) ملامحه بأمتعاض مصطنع قائلا :
_ قلت لك من قبل يا(أدهم) (ماهر) فقط ....نحن فى عطله يارجل .........
ثم نظر الى (رؤى) قائلا كأنه يحدثها عن سر خطير:
_ زوجك هذا متعب للغايه كان الله فى عونك .
ضحكا جميعا ثم قال (أدهم) مشيرا الى السيده التى تقف بجوار (ماهر) وكانت فى منتصف الاربعينات :
_ اما هذه فهى صديقتى الاعز دائما ،(عايدا) زوجة (ماهر).....
ثم غمز بعينيه الى (رؤى) قائلا :
_ والتى سميت الباخره بأسمها .
قالت (عايدا) ببشاشه محاوله اخفاء خجلها اثر تعليق (أدهم):
_ مرحبا بك والف مبروك على الزواج ، ولا تصدقى (ماهر) فان زوجك رجل رائع .
قال (ماهر)وهو يعبر عن كل كلمه يقولها بجسده كله :
_ لقد اتفقتما علي كالعاده اذن ، علي اجدك حليفتى يا(رؤى) ضد هؤلاء .
ضحكت، ولم تقوى سوى على الضحك فقط، وتمسكت اكثر ب(أدهم) كان الدوار والغثيان يجتاحاها بشده وكانت تبذل مجهود كبير للتركيز فيما يحدث حولها .
_ وهؤلاء ابناء (ماهر) و(عايدا)، (كريم) فى العام الثانى اقتصاد وعلوم سياسيه و(نسمه) فى الصف الثالث الثانوى و (كاميليا) فى الصف الثالث الاعدادى ، اما هذه فهى (نسرين) اخت (عايدا) .
كانت(نسرين) الاقل ترحيبا بها بين الجميع كانت تكبرها قليلا ، على الاقل استطاعت ان تلاحظ ذلك من بين عيناها الزائغتان ، لم تحاول ان تنظر الى البحر بجوارها فنظره واحده كفيله بأستدعاء الدوار الذى تقاوم حضوره ،لم تسمع ما يقال حولها ،لماذا يأتيها هذا الدوار ثانية واضافه اليه الغثيان ايضا كأنه لا يكفيها الدوار وحده ، لم تعد قادره على مقاومة هذا الغثيان اكثر من ذلك ارتمت على السور بجوارها لتفرغ ما بجوفها شعرت بالباخره لا تتحمل ثقل جسدها فمالت وهى تميل معها ثم اختفى كل شىء .............
ولم تشعر الا وأحد يدفع فى فمها قرص دواء صغير وتبعه بكوب ماء، ابتلعت القرص والروئيه امامها مشوشه ومع ذلك تعتقد ان (أدهم) هو الذى اعطاها هذا القرص ، بدأ الدوار يخف شيئا فشيئا وكذلك الشعور بالغثيان انتهى تقريبا سمعت من يسألها بقلق:
_ هل انت بخير ؟
وتبعها من قال :
_ من المؤكد انها ستكون بخير ،هذا دوار البحر ليس الا يا (عايدا).
نظرت اليها (عايدا) محاوله التأكد من انها بخير حقا ثم نظرت الى (أدهم) قائله :
_ (أدهم) من الافضل ان تأخذها لترتاح فى غرفتها .
تمتمت (رؤى) وقد اسعدها هذا الاقتراح :
_ نعم اعتقد اننى احتاج لقليل من الراحه .
قالت (نسرين) بلا مبالاه غريبه :
_ خذى اكبر قسط من النوم والراحه، طالما انك ضعيفه هكذا .
نظرت اليها (رؤى) ورأت على الفور النظره العدائيه التى وجهتها اليها والتى لم يلاحظها احد ، هذه الوقحه ، لو كانت بحاله جيده لاستطاعت ان تريها حجمها استقامت واقفه وقالت ل(أدهم) :
_ من فضلك اعدنى الى غرفتى .
طوق زراعها مبتسما :
_ بالطبع يا عزيزتى ، عن اذنكم .
وانصرفا ولكن ما ان ابتعدوا قليلا حتى حدث ما لم تستبعده (رؤى) :
_ (أدهم) انتظر .
كانت تلك (نسرين) تنادى (أدهم) وسارت اليه تستعرض رشاقتها بشكل واضح للغايه او هو كذلك ل(رؤى) فقط كما يبدو، نظر(أدهم) الى (رؤى) قائلا وكأنه يعتذر عن ذلك النداء العاجل من (نسرين):
_ عن اذنك ارى ماذا تريد واعود على الفور، اعلم انك متعبه، لن اتأخر .
هزت رأسها غير معترضه على مضض لم تحاول اظهاره ، واتاح لها ذهابه اليها الفرصه لتتامل هذه الانسه الفخوره بنفسها للغايه ، كانت جميله ملامحها جذابه للغايه ومما يزيد هذه الجاذبيه انها تعرف جيدا كيف تستخدمها لتعطى التاثير المطلوب ، كان شعرها المصبوغ اشقر طويل مموج من الاطراف ومصفف على احدث موضه ، وعلى الرغم من ان شعرها مصبوغ الا انه يليق ببشرتها البيضاء كثيرا وعيناها العسليتان ،كانت تقارب (أدهم) فى الطول عكس (رؤى) التى تصل الى اعلى كتفيه بمعجزه وذلك فى حالات نادره عندما يكون كعب حذائها عالى للغايه ، اتسعت عينا (رؤى) عندما رأت ما تفعله (نسرين) هذه الوقحه تغازل زوجها على مرأى منها ، فقد كانت تضحك متمايله وهى تحرك يدها على زراع (أدهم) والذى لم يكن يغطيه بلوفر ثقيل وانما قميص صيفى خفيف لا يتعدى طول اكمامه ربع الكم ، لم ترى (رؤى) تعبيرات وجهه (أدهم) ولكنها استطاعت ان تراه يمسك يدها التى تتحرك بكل حريه على زراعه ويربت عليها قليلا ثم يتركها متجها الى (رؤى) والتى ما ان رأته يلتفت اليها حتى ادارت وجهها بعيدا ووضعت يدها على رقبتها لتدلكها وكأنها منشغله بفعل شىء اخر غير مراقبته ، اخذها بعد ذلك الى حجرتها دونما كلمه وما ان وصلا اليها ، حتى اندفعت (رؤى) الى الداخل وجلست على طرف الفراش الكبير فى مواجهة (أدهم) الذى قال مبتسما برقه :
_ اعتقد انك بخير الان .
قالت بحده وصورة (نسرين) تتراقص امامها :
_ نعم انا بخير يمكنك الصعود الى الاعلى لا تجعل منى عائق يقيد استمتاعك باليوم.
قال بتعجب وهو يحرك يده فى الهواء :
_ يالهى ، ما بال هذه الكلمه اليوم ، من قال لك انك تقيدينى ،انت لا تعرفى كيف تفعلى هذا حتى .
_ حقا ، اذن لن اقول اقيدك سأقول اذهب الى حبيبة قلبك الوقحه حتى لا تتأخر عليها فتقلق او تعتقد اننى تعديت على حقوقها وتقاسمتك معها .
انطلق الغضب من عينيه فيضانا واتجه نحوها ببطء حتى اصبح قريبا منها بدرجه ارعبتها وجعلتها تتمنى لو لم تكن قالت ما قالته ، قال لها بصوت عميق محذر:
_ انا لست قالب حلوى لتتقاسميه مع احد يا(رؤى) ، كما انه ليس لأى احد حقوق في وعلي غير زوجتى وفى الحدود التى سأسمح بها انا ايضا .
هذا المتغطرس ، ويقول زوجتى ، رنت الكلمه فى اذنها كالمطرقه ، انها حتى الان مازالت تشعر انهما اى شىء غير زوج وزوجه ،تحركت من امامه واتجهت الى اخر الغرفه تقريبا علها تضمن بذلك ان تكون فى مأمن بعيدا عن نظراته الغاضبه،و قالت بثبات كأن شيئا لم يؤثر بها:
_ليتك تعرف اذن ان لهذه الزوجه كرامه تجعلها لا تريد ان ترى واحده اخرى تغازل زوجها الذى يتجاوب معها على مرأى منها ومن جميع من حولنا ، انا لا اريد ان اكون الحكايه التى يتغنى بها الركاب على اعتبار اننى العروس التى يخونها زوجها فى شهر العسل ، او يختلط على احد الامر ويظن ان الانسه (نسرين) هى زوجتك .
كان (أدهم) يستمع اليها وهو مستند على احد القوائم الاربعه رائعه التصميم التى تحيط بالفراش الكبير ،عاقدا يديه على صدره وعيناه شاخصتان اليها والغضب مازال يتطاير منهما قائلا :
_ اذن فقد رأيتنا .......
ثم اضاف بقوه منهيا ذلك النقاش :
_ اتركى الحديث عن الخيانه لأحد غيرك يا(رؤى) ، واذا قلت لى هذا الكلام مره اخرى لن يتمكن احد من منعى عن نزع لسانك هذا الذى يتفوه بالحماقات ،كما انه لا يمكنك ان تطلبى منى الحفاظ على كرامتك ، فهذا شىء متحقق بالفعل لأن كرامتك من كرامتى ،ليس الا .
وبعد ذلك اخذ يتحرك بالغرفه وكأنها ليست موجوده بالمره ، كان يرتب اغراضه ويضعها بخزانة الملابس ،وطبعا لاحظ انها فعلت المثل بأغراضها دون ان تلمس اشيائه ولكنه لم يقل اى شىء ، لم تستطع هى تحمل المزيد من الصمت والتجاهل كما انها لن تصمت وستقول ماتريد والا ستنفجر فى النهايه :
_ انت ...... انت وقح لأننى لا اتفوه بالحماقات كما اننى سأتحدث عن اى شىء اريد وفى اى وقت اشاء ، وما حدث اليوم اذا تكرر مره اخرى فأنا لن اكون مسئوله عن رد فعلى .
التفت اليها تاركا ما كان بيده قائلا بحده:
_ واذا فعلت اى شىء يهينها او يهين (ماهر) و(عايدا) او يحرجنى فلن اكون انا ايضا مسئولا عن رد فعلى ..... كما اننى لست مسئولا عن شعورك بالغيره .
اتسعت عيناها زعرا هل هى الغيره فعلا التى تفعل بها هذا ، كيف كانت بهذا الوضوح و الغباء ، حاولت ان تفكر فى اى كلام تقوله حتى تمحو هذا التصور من عقله ، وبالفعل قالت مهنئه نفسها على هذه القوه التى تتحدث بها :
_ غيره ، ان غرورك هو الذى صور لك ذلك ، واذا كان الحفاظ على كرامتى سيجعلك تتصور اننى اغير عليك ، فأنا افضل ان اقدمها لك على طبق من ذهب لتدوس عليها كما تشاء ، ولتمرح مع تلك ال(نسرين) كيفما اردت .
_ حقا .... كما تريدين ، ولكن لا تلومى الا نفسك فى النهايه .
ثم اطلق تنهيده مطلقا معها كل غضبه ، قائلا ورماد الغضب مازال عالقا فى صوته:
_ اعتقد انه مازال امامنا بعض الوقت قبل موعد الغداء ،سأدخل الحمام لأغتسل واغير ملابسى وسيبقى امامك وقت لتدخلى انت ايضا .
ودخل تاركا اياها فى غضب شديد ، وعندما خرج كان يدلك شعره المبلل بالمنشفه حتى يجف ، ودخلت هى على الفور دون اى كلمه ، واستمرا صامتان حتى وصلا الى قاعة الطعام الكبيره ، كانت هى الاخرى رائعه ، كانت تتمنى الا تجلس معه بمفردها ، سئمت من هذا الصمت والتجاهل والشجار الدائم ،تريد اناس تتحدث معهم وتشعر انهم يفضلوا الحديث معها ، وما ان دخلا قاعة الطعام حتى وجدا (ماهر) ينادى عليهما بشتى الطرق حتى لاحظ ذلك معظم الجالسين بالقاعه ،وكانت (عايدا) بجواره تشير اليهما بهدوء وهى تبتسم ، اخذها (أدهم) اليهما قائلا بهدوء :
_ اذا اردت الا نجلس معهما بأمكانى ان اعتذر .
قالت بفظاظه :
_ لا اشكرك ،الجلوس معهما ارحم بكثير من الجلوس معك بمفردى .
نظر اليها رافعا حاجبيه ،ثم قال بسخريه :
_ ظننتك لن تريدى الجلوس معهم بسبب (نسرين) ، عامة انت حره .
وكانا قد وصلا لم تقدر ان ترد عليه ولكن ماذا كانت ستقول، انها لم تكن لتجلس معهم بسبب (نسرين) بالفعل ،ولكن (رؤى) نسيت ذلك لأن (نسرين) ليست جالسه معهم الان على المائده ، علها لن تأتى ابدا، سيكون هذا مريح للغايه لأن هذه الاسره كلها رائعه من اكبرها (ماهر) حتى اصغرها (كاميليا) ،مرت فتره قصيره قبل ان تاتى ( نسرين) دخلت من باب القاعه بطريقة من تقول انظرا الي لقد اتيت ، وكانت ترن بكعب حذائها بقوه حتى يلتفت اليها كل من تمر بجوارهم ،وبعد ان غطت رائحة العطر الذى تضعه على رائحه الاطعمه ،جلست اخيرا ولكن من الواضح انها لم تكن تريد ان تجلس بجوار (عايدا) بل بجوار (أدهم) ، حاولت (رؤى) الا تنظر اليها ولكن كان ذلك صعب قليلا لأنها كانت تجلس فى مواجهتها تقريبا ، كان كل افراد هذه الاسره رائعون ويحبون (أدهم) للغايه واحبوها هى الاخرى منذ ان تعرفا عليها ،هكذا قالت لها (عايدا) كما قالت لها ايضا انهما يعرفا (أدهم) منذ سنوات حيث كان (ماهر) اول رجل اعمال يثق فى (أدهم) كمدير لمكتب محاسبه جديد، ومهارة (أدهم) ونجاحه مع (ماهر) كانت اسباب دخوله هذا العالم وتربعه على عرشه ، انسجمت (رؤى) كثيرا مع احاديث (كريم) الشيقه ،ولم يكن ذلك صعبا فقد كانت كل كلمه يقولها تضحكها تقريبا وكانت له ولأخواته البنات طريقه فى الحديث مع بعضهم تجعل من الممتع رؤيتهم وهم يتكلموا سويا او وهم يمازحوا بعضهم او يتباروا فيمن الافضل ليقص هذه الحكايه على (رؤى) وقالت لها (نسمه) انه من الممتع انضمام صديقه جديده وجميله مثلها اليهم وفى نفس الوقت تحب ان تتكلم معهم وتستمع الى مغامراتهم معا كما يسمياها واقتربت منها وهى ترمق (نسرين) قائله :
_ على الرغم من ان (نسرين) لا تكبرك بكثير الا انها لم تكن تحب ان تجلس وتتحدث معنا مثلما تفعلين .
وقالت (كاميليا) على الفور :
_ نعم انها لم تكن تفضل ان تتحدث مع احد الا عمو (أدهم) هو الوحيد الذى كانت تتحدث معه .
لكز (كريم) اخته بقوه ، كما نظرت اليها (نسمه) نظره قاتله بمعنى ماهذا الذى قلتيه، وعندما تنبهت (كاميليا) بالفعل الى انها لم يكن من الجيد ان تقول هذا امام (رؤى) احمر وجهها للغايه ،و كان اخيها يقول برصانه محببه :
_ انها تعتبر (أدهم) صديق عزيز عليها للغايه ولكنه الان اصبح متزوج من اجمل فتاه رأيتها فى حياتى ، وانا متأكد من انها ستتفهم ذلك .
ابتسمت له(رؤى) تشكره على وصفه لها بأجمل فتاه وان كنت هى الاخرى متأكده بأن خالته غير متفهمه لأى شىء ، وفكرت انها اخيرا وجدت لها اصدقاء جدد اصغر منها بكثير ولكن لدرجه كافيه ليتسليا معا ويبعداها عن نظرات (أدهم) المتقلبه ، بعد الغداء جلسا على سطح الباخره يتمتعا بالشمس الدافئه والتى كان يخفف من حرارتها هواء البحر المنعش ، لم تعد تشعر بالدوار الان ،وكل شىء كان على ما يرام، جلسا جميعا على مائده كبيره من المتواجدين بكثره على ظهر الباخره كانت المائده من الخوص ودائريه ساعدها (أدهم) على الجلوس مانحا اياها بتسامه نصف متهكمه ،كما ساعد (نسرين) التى جلست بجواره من الجانب الاخركما تمنت، وبجوارها (عايدا) و(ماهر) وبجوار(رؤى) كان يجلس (كريم) و(كاميليا) و(نسمه) على الترتيب ، تحدثا كثيرا كما ضحكا ،كان هذا المجلس كله رائعا، بغض النظر عن نظرات (نسرين) العدائيه لها وعدم توجيه اى حديث اليها ، الا ان باقى افراد الاسره الصغيره كانوا يتعاملوا معها بود وحب كبيرين ، ضحكا وتحدثا كثيرا ووجدت (رؤى) ان(أدهم) كان على طبيعته لأول مره منذ ان تقابلا من جديد كان هذا (أدهم) الذى عرفته من قبل ونسى كل منهما العلاقه المتوتره التى تجمعهما ضحكا معا بعفويه شديده كما الايام الخوالى تماما ولاحظت هى ان (أدهم) يعرف كل فرد من افراد هذه العائله معرفه وثيقه وكان له مع كل فرد منهم سر صغير يمازحا بعضهما به او نادره يضحكا عليها ، وعندما كان يتكلم ليقص موقف حدث معه هو و(ماهر) او يروى شىء فعله مع (كريم) مثلا كانت تنظر اليه مدركه الحب الهائل الذى يسكن قلبها كانت جالسه بجواره ناسيه كل الضغائن بينهما متذكره فقط المشاعر الرائعه التى جمعتهما والتى تعيش بها ومعها ، اتت لحظات كانت عيونهما تلتقى فتشعر كأنهما انتقلا الى عالم اخر بمفردهما علمت وهى تنظر فى عينيه انه هو الاخر يشعر بكل هذا الحب وانه لم ينساه لحظه واحده ، وان هذه المشاعر امتلكت عليه قلبه كما فعلت بها ،ومع ذلك كان يدير عينيه سريعا كأن نيران عينيها الزرقاء ستحرقه اذا استمر فى النظر اليها اكثر من ذلك ، مر الوقت سريعا وكان عليهما جميعا ان يتوجها الى غرفهم للاستعداد لحفل الاستقبال ،لم تعرف كيف ولا متى سكنت يدها فى يده وهما متوجهان معا الى غرفتهما ، ومنحها (أدهم) ابتسامه مطمئنه دافئه خافت كثيرا ان تصدقها حتى لا تجرح اكثر اذا منعها عنها ولذلك سارعت بسحب يدها من بين يده بسرعه حتى انه التفت اليها ليرى ما جرى ، فتظاهرت بتحريك شعرها ثم عقدت يديها على صدرها حتى تكون فى مأمن من حدوث اى تلامس اخر،لم تنظر اليه ولكنها شعرت بعودة التوتر بينهما مره اخرى وقالت فى نفسها ان هذا افضل من ان تمنح نفسها امال كاذبه او تمنحه دلائل اكثر على حبها ، واتفقا دون كلام على ان ترتدى هى ملابسها داخل الحمام ويظل هو بالغرفه لأنه اذا حدث العكس قد ينهى هو ارتداء ملابسه قبلها وقد يخرج اليها فى وقت لم تكن هى قد انتهت بعد من ارتداء ملابسها،وتعجبت لأنه لم يحاول مضايقتها ولا حتى بكلمات ،ولكنهما ما ان جلسا مع اسرة (ماهر) حتى تأكدت ان ذلك لم يكن كرم اخلاق مفاجىء من جانبه ، حيث انه كان موليا شطر كبير من اهتمامه الى (نسرين) ،على الرغم من انها كانت تتحدث مع (كريم) والذى كان يحدثها عن شغفه بدراسته ورغبته فى ان يكون له مستقبل سياسى باهر، الا انها كانت تسمع ضحكاتهما تخترق حديثها معه وكثيرا ما تشتت انتباهها عن كلامه ،وبعد قليل نهض (أدهم) و(نسرين) للرقص على انغام الموسيقى الهادئه التى تعزفها الفرقه الموسيقيه ، وما ان نهضا حتى ابتسم لها (كريم) قائلا بمرحه اللامتناهى :
_ هل لى انا الاخر ان ارقص مع اجمل فتاه فى هذا الحفل .
_ ياالهى انت مجامل كبير يا (كريم) انا واثقه ان لديك قائمه من الفتيات يحاولن جذب انتباهك .
ضحك قائلا :
_ سأخبرك سر ، انا الذى احاول لفت انظارهم .
لمعت عيناها ببريق المرح قائله :
_ وما هى الطريقه المثلى لذلك ياترى ؟
_ لن اجيب ، الا اذا رقصت معى .
ضحكت قائله :
_ حسنا وانا موافقه .
وحدثت نفسها ، فليتمتع (أدهم) بصحبة (نسرين) ، اضحكها (كريم) كثيرا ، واثناء مراقصة (كريم) لها تلاقت عيناها بعين(أدهم) وكان من الواضح انه كان يظنها تجلس فى مكانها بائسه اثناء استمتاعه هو بمراقصة هذه الشقراء الذائفه، فقد دهش عندما رأها امامه ترقص مع (كريم) وادار (نسرين) حتى يوجهه الى (رؤى) نظرات حانقه وحرك شفتيه قائلا :
_ سأنال منك .
اطلقت (رؤى) اعلى ضحكه مرحه لديها متظاهره انها تضحك على ما قاله (كريم)،
وما ان انتهت الرقصه وكادت (رؤى) تعود مع (كريم) الى المائده ، حتى وجدت (أدهم) يجذبها من خصرها ليراقصها على المقطوعه الجديده وابتسم (كريم) عندما رأهما معا وقال :
_ انا سأذهب لمراقصة (نسمه) حتى لا تقتلنى .
ابتسمت له (رؤى) ، واخذت نفس عميق استعدادا للهجوم الساحق الذى تتوقعه ،واستعدادا ايضا لمقاومة سحر لمساته ونظراته، ابتسمت ل(أدهم) محاوله ان تخفى توترها بأدارة عينيها بعيدا عن جهه ، وشعرت به يقربها اكثر اليه هامسا فى اذنها وانفاسه تلفحها :
_ لما انت متوتره ياعزيزتى ! انها رقصتنا الاولى وعليك ان تظهرى حبا اكثر لزوجك العزيز ،اليس كذلك ؟
نظرت اليه بقوه ، وقالت كاذبه :
_ متوتره لأنك تهمس فى اذنى وتلف زراعيك حولى كما الثعبان .
ضحك قائلا :
_ الا ترى كم نحن مناسبان لبعضنا ، افعى وثعبان ، اعتقد اننا افضل ثنائى على الاطلاق .
قالت ساخره :
_ من فضلك يا (أدهم)، انت تدرك جيدا اننا بعيدان كل البعد عن ان نكون مناسبين لبعضنا .
شعرت بيده تتصلب على ظهرها وصمت قليلا ، وشعرت انها ترى لمحه من الحزن فى عينيه الغامقتان، لم تعرف السبب لذلك، بينما بدا كأنه استعاد توازنه ثانية وصفاء عينيه وهو يقول بقسوه :
_ كنت دائما تقولين اننا مناسبان لبعضنا للغايه وانك ما كنت تتخيلى نفسك مع اى احد غيرى ، اما ان نلتقى ونحب بعضنا كان هذا اقصى احلامك .
خفضت اهدابها الطويله الكثيفه قائله وهى تحاول حبس الحزن حتى لايظهر فى صوتها :
_ كان هذا من الماضى .
_ بالطبع الماضى الاليم الذى تشمئزين حتى من مجرد ذكره ،اليس كذلك ؟
حركت وجهها بحده قائله :
_ نعم اشمئز منه لسزاجتى التى جعلتنى اصدقك واقع فى هواك، بالتأكيد كنت تسخر من هذه الصغيره التى صدقتك من اول ابتسامه .
_ ياالهى .. انت بالفعل غير معقوله .
ثم تركها وانصرف، تركها فى وسط حلبة الرقص وتوجه الى ظهر الباخره ، انها لن تقف صامته بعد كل هذا ، هى الغير معقوله ياله من.......من..... حاولت ان تجد صفه مناسبه ولكن بدلا من ذلك فضلت ان تتوجهه خلفه ،هذا الحوار لن ينتهى حتى يتوقف عن مناداتها بالافعى ، اندفعت خلفه غير عابئه بالاشخاص الذين تخبطت بهم .
كان الهواء بارد وشعرت بذلك البرد اكثر لأن فستانها الاسود الملتصق بجسدها كان قصير وحمالاته رفيعه ، حاولت الا تفكر فى هذا الان وتوجهت ناحيته مباشرة ،كان يقف عند صور الباخره وظهره لها ، قالت له بعصبيه واضحه :
_ انا الغير معقوله وانت ماذا، اظنك العقل بعينه ، استمع الي يا(أدهم) انا لم اعد اتحمل هذا الوضع ولن استمر اكثر من ذلك فى هذه التمثيليه البشعه ولن اسألك الان عن السبب الذى من اجله تعاملنى بهذه الطريقه على الرغم من انك انت الذى تركنى لمجرد مشاجره تافهه، ولكننى اقسم لك بأنك اذا .............
ولم تتمكن من اكمال تهديدها ، حيث وجدت (أدهم) ينقض عليها وينشب اصابعه فى زراعيها المكشوفان قائلا بقسوه وغضب :
_ انا الذى تركتك ! هل تجرؤين على قول ذلك ! بعد كل ما فعلتيه، لقد مزقت كرامتى بيدى من اجلك ، وتأتى الان لتقولى اننى تركتك ومن اجل مشاجره تافهه ما حدث كان تافها فى نظرك .............
قاطعته وقد اشتعل غضبها للغايه وهى لا تفهم شىء مما يتحدث عنه :
_ ما هو هذا الذى حدث وكيف مزقت كرامتك كما تقول انت حتى لم تكلف نفسك عناء الرد على رسالتى.....
شعرت بيده تتجمد على زراعيها كما تظراته ، ولكنها لم تهتم كما لم تهتم للألم الذى سببته اصابعه بها ، واكملت قائله والغضب يعصف بداخلها :
_ بل والادهى انك ذهبت لوالدى تطلب منه ان ننفصل بناء على رغبتى ، حقا بالفعل ان كرامتك تمزقت يالك من مسكين تعانى بشده .
_ اى رساله ؟
_ عفوا .
_ اى رساله؟ سألتك اى رساله هذه التى ارسلتيها الي .
كان يسألها بجديه شديده وعصبيه واضحه ، تعجبت مما قال وخرج ردها على الفور دون تفكير:
_ (أدهم) لا تقنعنى انك ........
قال بصرامه ارعبتها :
_ (رؤى) اى رساله ؟
زفرت بقوه نافضه زراعيها من يديه ،واستدارت مبتعده عنه قليلا مطوقه نفسها بزراعيها علها تمنع هذا البرد من التدخل فى حديثها بأستكاك شفتيها ، وقالت بحنق شديد :
_ الرساله التى ارسلتها اليك على هاتفك الجوال ، ولاتتظاهر انك لاتعلم عنها شيئا .
_ وماذا قلت فيها ؟
وعندما لم يتلق رد ،اقترب منها مديرا اياها لتواجهه و سألها مره اخرى بعصبيه وحده :
_ ماذا قلتى فيها يا (رؤى) ، انا لن اتحايل عليك لتتكلمى ، ماذا قلتى فيها ؟
وقبل ان تفتح شفتيها وجدت من تقول بطريقه مثيره للاعصاب :
_ (أدهم) هل انت هنا لقد كنت ابحث عنك بالداخل .
وعندما لاحظت (نسرين) اخيرا وجود (رؤى) قالت :
_ اه انت هنا ايضا يا(رؤى) ، ارجو الا اكون قاطعت العروسين ، سأشعر اننى ثقيله للغايه .
وجهت لها (رؤى) ابتسامه سمجه تظهر كل ضيقها من هذا الظهور الغير مرحب به على الاطلاق :
_ لا ابدا، انت خفيفه كالريشه يا (نسرين) ، وعلى اى حال لقد كنت على وشك الذهاب الى غرفتى .
وقبل ان تتحرك قال (أدهم) بلهفه :
_ (رؤى)...........
ولكن من الواضح ان (نسرين) عازمه على افساد كل شىء ،حيث قاطعته قائله بصوتها المثير للملل كما هذه الابتسامه المرتسمه عل وجهها :
_ الن تكملى الحفل ؟
نظرت الى (أدهم) عالمه انه سيفهم مغزى كلامها :
_ لا سأتركه لك لتستمتعى به .
وقبل ان يتفوه اى احد بكلمه اخرى زائده، اندفعت هى الى الداخل جريا الى غرفتها واغلقت خلفها الباب كما حاولت ان تفعل نفس الشىء مع عقلها و قلبها.

 
 

 

عرض البوم صور زوغدانة   رد مع اقتباس
قديم 30-11-07, 12:54 AM   المشاركة رقم: 102
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,339
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زوغدانة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أهنئك على هذا الجزء الرائع ,,,زوزو أنت مذهلة .
أتوقع تكون نسرين هي اللي مسحت الرسالة ,,,,حلوة مرة لا تخلينا ننتظر كثير ,,,
تحياتي

 
 

 

عرض البوم صور dew   رد مع اقتباس
قديم 30-11-07, 04:56 AM   المشاركة رقم: 103
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد مميز جدا



البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 39151
المشاركات: 1,624
الجنس أنثى
معدل التقييم: waxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1141

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
waxengirl غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زوغدانة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اخيرا يازوزو نزلتى البارت بس مش هنتكلم معاكى علشان البارت جميل
تصدقى زى ما قالت dewممكن تكون نسرين مسحت الرساله
بس لغايه دلوقتى عايزين نعرف الاسباب الحقيقيه اللى خلت ادهم يسيب رؤى خصوصا وده رايى ان ادهم حواليه بعض الغموض فى النقطه ديه بالذات
ومش هاطول سلامى يازوزو ومستنين البارت الجديد

 
 

 

عرض البوم صور waxengirl   رد مع اقتباس
قديم 30-11-07, 06:57 AM   المشاركة رقم: 104
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7885
المشاركات: 79
الجنس أنثى
معدل التقييم: hena عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
hena غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زوغدانة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

أخيرا زوزو
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو الجزء رائع
و الاجمل إن إسلويك بينضج و يحلوو أكثر
و أتوقع إن النهاية قربت.. و يا ريت بسرعة علشان تتفرغى لقصتك الجديدة اللى أكيد هتكون أحلى

 
 

 

عرض البوم صور hena   رد مع اقتباس
قديم 04-12-07, 07:49 AM   المشاركة رقم: 105
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2007
العضوية: 22088
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: teena200 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
teena200 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زوغدانة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

زوزو مرسي كتير الك ، عنجد هالجزء حلو كتير، و بتمنى انك ما تطولي علينا لو سمحتي ، وشكرا الك مره تانيه

 
 

 

عرض البوم صور teena200   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متاهة قلوب, قصة متاهة قلوب
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية