كاتب الموضوع :
زوغدانة
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثالث
تلاحقت الايام بعد ذلك ما بين نزول (رؤى) المتكرر مع والدتها او مع (ايمن)واحيانا مع اختها- التى كانت تستعد لأمتحاناتها- لتكملة الاشياء الناقصة فى شقة (رؤى) و (ايمن)، وما بين بحثهم عن القاعة التى سيتم فيها الزفاف ، فرح الكل كثيرا لمعرفة خبر تقديم موعد الزواج بغض النظر عن ثلاثة كانت تعبيراتهم غريبة بعض الشىء، اولهما كانت (هنا) التى تقبلت الخبر بهدوء وهنأت اختها ولم تقل اى شىء اخر وكأنها خائفة او متوجسة من وقوع حدث خطير، وكان ذلك متوقعا قليلا من (هنا)، بينما الموقف الاعجب كان موقف (ولاء) التى تسمرت قليلا عند سماعها الخبر من على شفتى (رؤى)، وصمتت عدة دقائق قبل ان تظهر فرحتها بزواج اعز صديقة لديها ،اما (رؤى) نفسها وهى ثالث، واغرب تعيبر يصدر من عروس منتظرة ليله عرسها بفروغ الصبر، كما هو المفروض، ولكن ذلك لم يكن حالها كانت هادئة جدا اكثر من المعتاد ولا تعجل من شراء اى شىء، بل على العكس كانت ترى انة لا ضرورة للاستعجال لأنه مازال امامها وقت طويل، وطبعا لم يكن هذا الوقت الطويل امامهما اطلاقا فقد كانا فى منتصف ابريل والزواج تم تحديدة فى اولئل شهر يونية اى بعد انتهاء (هنا) من امتحاناتها ، وكان اى شىء تشترية(رؤى) تأخذ راى من حولها فية كأنه لا يخصها، وكانت (هنا) ترى ان اختها اشترت الكثير من الاشياء بناء على رغبات اخرين وليست هذة الاشياء من زوقها الخاص او النوع المفضل لديها وسألتها (هنا) فى مرة عن ذلك ولكنها ضحكت قائلة لو لم تكن هذة الاشياء تعجبنى لما اشتريتها حتى لو كنت وقفتى على رأسك ،الان لم يبق على موعد الزفاف سوى اربعة اسابيع، كان الكل يرى ان عصبية وتوتر العروس قبل اسابيع من زفافها شىء طبيعى للغاية، ولكن (رؤى)اخلفت كل التوقعات، وكان يوجد شىء غريب فى عينيها الواسعتان وشفاتاها الرقيقتان التى كانتا مزمومتان معظم الوقت كأنهما يودان الاحتجاج على شىء ما ولكنهما امرا بالسكوت والصمت، وكان الكل يرجع ذلك الهدوء الى قدرة (رؤى)الطبيعية على السيطرة على اعصابها ،كما كانوا يرجعوه الى براعة(ايمن)فى طمأنتها وازالة اى ضيق فى نفسها لان (ايمن)كان يحدثها هاتفيا ما يقارب العشر مرات فى اليوم الواحد تقريبا، وكان هو ايضا هادىء جدا، كان يذهب الى (رؤى) فى اى وقت تحتاج اليه فيه لتكملة احتياجاتهما ، وكان اليوم حيث اتفقت (هنا) و(رؤى) ان يتسوقا سويا لشراء بعض الملابس التى تحتاج اليها (رؤى) ، حيث كانت (هنا) انتهت من اول امتحان لها وتريد الترفيهه عن نفسها قليلا ،نزلا فى ذلك اليوم من اول النهاراى بعد انتهاء وقت امتحان(هنا)، واعلما والداهما انهما سيتناولا غدائهما بالخارج ،كان الجو صحوا ويشجع على التسوق، تسوقا فى عدة مولات وكانت الملابس هى الشىء الوحيد الذى تدقق (رؤى) فى شرائة وتختارة بنفسها وعلى ذوقها الخاص، حيث كان التسوق اكثر شىء تحبة، وفى الثالثة والنصف تقريبا توجها الى احد مطاعم الوجبات السريعة لتناول غدائهما ،كانتا تدخلان المطعم ضاحكتان، ونست (رؤى) انها عروس مقبلة على اهم خطوة فى حياتها ،كانت تضحك من قلبها بدون اى تكلف وهذا ما لم تفعلة منذ فترة،كانتا تضحكان على البائع الغريب الذى كان يحاول ان يبيع لهما المحل بأكملة، كانت لة طريقة غريبة فى العرض والكلام لدرجة انهما ما ان خرجتا من المحل حتى انفجرتا فى الضحك الذى كانتا تحاولان كتمة امام هذا البائع الغريب ، دخلا المطعم والذى لا يبعد كثيرا عن محل هذا البائع، وهما تضحكان لم يلا حظا انتباه احد الاشخاص فى المطعم على صوت ضحكاتهما ،كما لم يلاحظا انهما تعرفان هذا الشخص معرفة وثيقة وانة اخر انسان تتمنى (رؤى) رؤيتة الان او حتى فى اى وقت اخر ، ذهبت (رؤى) لتغسل يدها وعندما عادت ذهبت (هنا) حيث كانتا لا تؤيدان ترك اشيائهما وحدها، وعندما عادت (رؤى) وما ان جلست حتى سمعت صوت يأتى من خلفها تماما يقول ساخرا :
_ اعتقد ان صدفنا معا اصبحت اكثر من ان تصدق .
التفتت الية بقوة من هول دهشتها لرؤيتة هنا والان ، حتى ان شعرها الاسود التف حول وجهها ليشكل لوحة رائعة مع بياضها الناصع وزرقة عينيها التى اظلمت قليلا وهى تقول بحدة طفيفة:
_ انت ؟
ابتسم (أدهم) كأنها رحبت به و دعتة الى الجلوس وبالفعل تعامل كأنة يلبى الدعوة المستبعد حدوثها، فقد التف حول المائدة وجلس فى الكرسى المقابل لها بكل هدوء ورزانة وفى نفس الوقت بخفة ورشاقة ملفتة قائلا وعلى شفتية ابتسامة رائعة وفى عينية سخرية واضحة :
_ كما انت دائما، تبدين كأجمل لوحة قد يرسمها اعظم فنان عندما تغضبى وتشتعل هذة الزرقة فى عينيك .
_ وانت ايضا كما انت دائما، تعتقد ان من حقك فعل اى شىء تريدة وانه لا احد يستحق ان يفعل ذلك غيرك .
كانت تلمح الى جلوسة معها على المائدة بدون اى وجه حق وطبعا مع علمة بعدم رغبتها فى ذلك، فهم الى ما تلمح ولم يقل لها انة راى (هنا) وانها هى التى دعتة من باب المجاملة ولكنة مان ان ذهب ليحضر اشيائة من على المائدة الاخرى حتى عاد ووجدها وكان هذا ما يريدة فهو لم يكن فى نيتة ان يجلس معهما ولكنة كان يريد ان يعلمها بما شاهدها علية منذ فترة وتجاهل الى ما تلمح تماما واكتفى بأن يرد على جملتها بجدية تامة :
_ انا لا افعل ذلك الا عندما اكون واثقا مما افعل وواثقا ايضا ان الذى اريدة يستحق ان ابذل كل ما فى وسعى للحصول عليه .
نظرة التحدى والاعتداد بالنفس التى فى عينية اثارتها بشدة ارادت ان تجد اى خطأ فى كلامة حتى تهدم هذة النظرات ولذلك قالت بخبث كأنها اكتشفت اكتشاف عبقرى:
_ ولكن ما هذة الصدف الكثيرة التى تتحدث عنها ،انا لا ارى سوى الان ، انها صدفة غريبة بالفعل وغير محببة طبعا،و اذا كنت تقصد حفل عيد زواج (ولاء) ايضا فهذة لم تكن صدفة كنت اعلم انك ستأتى من (ولاء) .
_ وانا كنت اعلم انها ستخبرك ولكن ليست هذة الصدفة التى اقصدها .......
قطع كلامة عندما لمح يديها التى تضعها فوق المائدة، قال وقد ارتفع حاجبية عن تعجب واضح وعلت شفيتة ابتسامة مبهمة تؤكد هذا التعجب :
_ ارى ان دبلة (ايمن) لا تزال فى اصبعك ؟
تعجبت من سؤالة وعلى الرغم من ذلك اجابت :
_ طبعا فى اصبعى ولماذا لا تكون كذلك!
_ نعم لماذا لا تكون كذلك وهى ستتزوجه بعد اسابيع قليله ؟
كانت هذة (هنا)، اتت اخيرا، قالت هذة الجملة كأنها تقول ولماذا لا تكون كذلك اذا كانت ستسجن نفسها بعد اسابيع قليله، لاحظ كل من (رؤى) و(أدهم) هذة النبرة فى صوتها ،وجهت (رؤى) الى اختها نظرة عتاب نارية، وطبعا لن يفوت (أدهم) هذة الفرصة ليسخر ما يشاء ، ولكن رد فعلة كان اغرب ما يكون بل قد تكون كلمة غريب لا تضاهى رد فعل (أدهم) ، حيث اشتعلت عيناة الغامقتان ونظر الى (رؤى) نظرة القت الرعب فى اوصالها على الرغم منها، وبدا انة يبذل مجهود كبير ليسيطر على انفعالاتة وظهر ذلك جليا فى عضلات فكية المتوترة، وقال بصرامة شديده وصوت خافت بعد ان شبك اصابع يدية امامة على المنضدة كأنة بذلك يقيدها حتى لا تفعل ما يدور بعقلة:
_ كيف تجرؤين على فعل ذلك؟ انت ماذا افعى سامة لن يسلم اى رجل من سمك ابدا ؟
كلمة زهول كانت تبسيط شديد لما ظهر على ملامح (رؤى)و(هنا) ،حيث وضعت (هنا) يدها على فمها لتمنع البقية الباقية من الشهقة التى اصدرتها بالفعل ،اما (رؤى) فقد فغرت فاها واتسعت عيناها بشدة حتى ان لونهما ظهر فاتحا عن الطبيعى من شدة اتساعهما وزهولهما،ما الذى يقولة هل يوجة هذا الكلام اليها هى لم تفكر كثيرا بل للدقة لم تستطع ان تفكر مطولا وتنتظر دون ان ترد على هذا الكلام المهين ووجدت نفسها تقول لة بذهول اكثر مما هو هدوء:
_ هل جننت... ما هذا الكلام الذى تقول؟
اشتدت صرامة صوته وقوته دون ان يعلو، وهو يقول:
_سأكون مجنون بالفعل اذا لم امنعك عما تفعلين ، وصدقينى يا(رؤى) انا قادرعلى منعك وعليك ان تأخذى حذرك وتنتظرينى منذ الان.
لم يزد كلمة اخرى، وللحق هو لم يكن فى حاجة الى ذلك ليزداد زهولهما وتعجبهما مما قال وغضبهما ايضا ،وللادق غضب (رؤى) التى ما ان ابتعد حتى ظلت متسمرةلعدة دقائق تحدق فى مكان (أدهم) الخالى وفى النهاية نقلت بصرها الى اختها التى كانت تجلس بجور (أدهم) وقالت وهى تعيد شعرها خلف اذنها بيدها المرتعشة :
_ ما الذى كان يتحدث عنه؟ وما هذا الدى سيمنعنى من فعلة؟ لقد جن بالفعل .
اجابت (هنا) وهى اكثر حيرة من اختها:
_ انا لا اعلم، لم اكن اتخيل اننى سأرى (أدهم) يتحدث معك بمثل هذة الطريقة او يقول مثل هذا الكلام .
قالت (رؤى) وقد بدأت تستعيد رشدها بعد غيابه من هول كلام (أدهم) :
_ ارأيت ، هذا الذى كنت تدافعين عنه باستمرار وتقولين اننى لا افهمة واننى المخطأة، اليس كذلك؟ ياترى ما هو رايك الان ؟
لم تحاول اختها ان تجيب الان وفضلت ان تبعد نظرها عن عينى (رؤى) المتسائلتين بل واللتى تتهماها ايضا بتهمة حسن الظن ب(أدهم).
_ حسنا ... ماذا ستطلبين للغداء؟
كان هذا سؤال (رؤى)، القتة بصوت تشوبه بعض الحدة كأنها تريد ان تنتهى من شىء ضرورى ولابد منه ، تعجبت (هنا)من قدرة اختها على متابعة اليوم وكأن شيئا لم يكن وحدثتها بما تفكر فيه قائلة:
_ الديك اى رغبة فى الطعام بعد هذا الكلام الذى سمعتيه ؟
نظرت اليها اختها ببطىء قائلة بصوت قوى :
_ ولماذا لايكون لدى هذة الرغبة، انا لن اجعل انسان مثل (أدهم) يتحكم بحياتى لمجرد انة قال كلام سخيف مثل الذى قاله ،وتأكدى ان ماقالة ليس سوى مجرد كلام فقط، وانا لن افكر فى هذا الكلام ابدا ولن اجعلة يؤرقنى ، هيا لم تقولى ماذا ستطلبين؟
تعجبت (هنا) بشدة من موقفها هذا ، ولكنها تخالف اختها فى الراى ف(أدهم) لم يكن ابدا من الاشخاص الذين يلقون كلام فى الهواء ، ولا من الذين يوزعون التهديدات هباءا، عجلتها اختها فى طلب طعامها مرة ثالثة ،ولذلك قررت ان تنحى التفكير فى هذا الموضوع مؤقتا .
**************************************
_ من فضلك اريد مقابلة الاستاذ (أدهم) ، لى ميعاد معه .
_ اخبره من؟
_ (رؤى)... (رؤى الدالى).
_ حسنا انتظرينى لحظات .
وتركتها السكرتيرة الحسناء وتوجهت الى مكتب (أدهم) الذى يوجد فى اخر الرواق جلست على المقعد المريح الذى يوجد امام مكتب السكرتيرة ضمن مجموعة من المقاعد المشابه له ،على الرغم من ان المقعد مريح الا انها كانت ابعد ما تكون عن هذة الراحة فمكالمة (أدهم) لها بعد ثانى يوم من الكلام الغريب الذى قالة لها فى ذلك اليوم فى المطعم ،كانت هذة المكالمة لا تبعث على الراحة بأى شكل من الاشكال ، انها تتذكر عندما هاتفها هذا الصباح لم تكن تتوقع هذة المكالمة، ولكنه (أدهم) دائما يفعل ما لا تستطيع ان تتوقعه ابدا ، حتى طريقتة فى الكلام كانت غير المعتاد منه مؤخرا كان مهذب قليلا على الرغم من برودة الشديد وطلب منها ان تأتى الى مكتبة لكى يوضح لها لماذا قال لها هذا الكلام فى المطعم ،انها لا تستطيع ان تنكر انها تريد ان تعلم لما قال هذا الكلام ورغبتها فى هذة المعرفة شديدة جدا، ولكن..... ولكنها تشعر انه يوجد شىء اخر دفعها الى الموافقة على الذهاب الية، الى مكتبة ،شىء فى اعماق اعماق قلبها ،شىء بعيد جدا لا تستطيع ان تدرك كنه ،حدثها هذا الشىء بأنها لابد ان تذهب، شعرت ان هذة المقابلة من الطبيعى والمنطقى جدا ان تتم ،حاولت ان تتجاهل هذا الشىء وتغلفة برغبتها فى معرفة السبب وراء كلامه المهين فى المطعم، شعرت انه القدر الذى..............
_ تفضلى يا انسة (رؤى) استاذ (أدهم) فى انتظارك .
قامت من مجلسها وتوجهت الى مكتبة تحت عيون السكرتيرة الفاحصة والفضولية ، طرقت على الباب ثم فتحته ودخلت الى قدرها، وجدت هذة الكلمة تنساب الى عقلها ولم تكن تعلم فى وقتها انها مناسبة تماما لما سيحدث لها ، لم تجده على المكتب المواجة لباب الحجرة اجالت بنظرها فى انحاء الحجرة الرجالية الاثاث بشكل بحت لايوجد بالحجرة اناء زهور واحد ولا حتى لوحة زهورعلى سبيل المثال ،اللوحات المعلقة والتى ليست كثيرة كلها لخيول عربية والتى تعلم ان (أدهم) يحبها كثيرا وتعتبر هوايتة المفضلة والتى تأخذ معظم وقته بعد العمل ، يوجد ايضا مكتبة ضخمة تحتل جدار بأكملة وهى واثقة ان(أدهم) قرأ معظم هذة الكتب والا ما كان وضعها، كما يوجد ايضا اريكة كبيرة وعلى جانبيها مقعدان يوحيا بالراحة اذا جلست عليهما ، وهناك بجوارهما وجدتة يقف امام النافذة المتوسطة التى توجد بجوار الاريكة الكبيرة، ظهرة لها ، كان طويل و كما تعودتة دائما رأسة مرتفع على كتفيه العريضين ذوى العضلات القويه، كان واضعا يدية فى جيوب سرواله الكحلى، لم يكن يرتدى جاكت البذلة، كما تتذكر فقد رأت هذا الجاكت فى مكان ما بالحجرة، تقريبا معلقا على كرسى مكتبة، كانت تقف الان فى منتصف الحجرة تقريبا قريبة قليلا من مكتبة لكنها بعيدة عنه هو وهذا ما يهم الان على الاقل ، التفت اليها اخيرا لا تعلم اذا كان التفت لانة شعر بوجودها الان فقط، ام لانةكان متعمد ان يتركها كل هذا واكيد ليس لتتامل جمال حجرة مكتبة ، كانت ازرار قميصة اللبنى العلوية مفتوحة لتكشف عن جزء من صدرة القوى الخمرى وكانت الكرافتة موضوعة بأهمال حول رقبتة ، كانت اكمام قميصة مفكوكة الازرار ايضا ولكنها لم تصل بعد لمرحلة الرفع ،عندما التفت اليها تقدم قليلا تجاهها ببطىء اتاح لها الفرصه لتكبت اعجابها الشديد برشاقته الواضحه ورجولته الطاغيه ،كان ينظر اليها بجدية تامة وتفحص بنظراتة الجريئة قوامها الممشوق الذى يظهر فى التنورة الطويله البنية اللون والبلوزه الخضراء المتناقضه بشدة مع لون عينيها ، ثبت نظراته على وجهها مما جعل الاحمرار يرتفع الى وجنتيها بشده ودفعها الى ادارة عينها بعيدا، ومضت عينية العميقتان بشىء سرعان ما اختفى تحت ستار الجليد الذى يلف به وجه وملامحه الوسيمة ، قال لها وهو مازال واضعا يدية فى جيوبة وبنبرة محايدة وهادئة :
_ لماذا انت واقفة؟ اجلسى لان وجودك هنا سيطول واذا قضيتية واقفة ستتعبى كثيرا .
ابتلعت ريقها قائله:
_ لا اطمان انا لا انوى ان ابقى هنا طويلا.
_ اذا كان هذا ماتعتقدين فمن الافضل ان تغيري اعتقادك هذا الان قبل ان تضطرك الظروف لتغيرة بدون ارادتك .
كان الان قريبا منها كانت تشعر برجولته وسيطرته ، كما تشعر ايضا بعطره ، مازال يضع هذا العطرالرجولى الرائع، لم تدر بما بدى عليها الا عندما قال :
_ لماذا هذة الرجفة التى اراها عليك؟
قال عبارتة بصوت الاب الذى يريد ان يطمأن على طفلته الصغيره،ابتعدت عنه بحجة الجلوس ،جلست على المقعد الذى يوجد امام مكتبة وقالت وهى تنظر اليه بثبات :
_ انا لا ارتجف ،ومن فضلك قل لى ما تريد قولة حتى اغادر .
_ لماذا وافقتى على المجىء الى هنا يا (رؤى) ؟
كان صوته متسائل بالفعل لم يكن يسخر، ولكن لماذا هذا السؤال لماذا لا يقول وينتهى الامر، قالت له محاولة قدر الامكان المحافظة على ثباتها امام نظراته الماحقه:
_ لاننى اريد ان اعلم ما وراء هذا الكلام الذى قلتة فى المطعم ولانك لم ترد ان تقول اى شىء فى الهاتف ، والان علمت لماذا اتيت هلا قلت لى ما اتيت من اجله .
اقترب منها وقال وهو يستند باحدى يدية على ظهر مقعدها وباليد الاخرى على حافة المكتب :
_ هكذا، على الفور، دون اى مقابل؟
كانت تشعر بانفاسة تلفح وجهها وتحرقة، ادارت وجهها بعيدا حتى لا يتشتت تفكيرها فى ملامحة الجذابة ، قالت بتماسك ظاهرى :
_ ما عندك لا يستحق اى مقابل لأقدمه .
ابتعد اخيرا مطلقا ضحكه خالتها هى انها متوترة ، ولكنها عدلت عن ذلك فاذا كان يوجد هنا احد متوتر فهى هذا الشخص ، جلس على المقعد المقابل لها بمنتهى الاسترخاء وقال وهو ينظر اليها مباشرة :
_ لا يا صغيرتى ما لدى يستحق بل يجبرك على الموافقة على ما ساطلبه منك .
قالت ساخرة :
_ صغيرتك ، امازلت تعتقدنى صغيرة ، انا عمرى الان 23 عاما وانت لا تكبرنى سوى بثمانى سنوات فقط .
ارتفع جانب فمه عن ابتسامة ساخرة وقال بهدوء ساخر :
_ جميل انك مازلت متذكرة ذلك ، ولكنك لم تسالى ما هو الذى ساطلبة منك .
_ حسنا ...ما هو الذى تطلبه منى؟
نظر الي عينيها مباشرة وقال وقد استاعد وجهه ملامحة الجدية الجليدية :
_ ان تتزوجينى .
************************************************
الفصل الرابع :
للمرة الثانية تعتقد انها تحتاج لطبيب ليؤكد لها وجود مشاكل فى اذنها تجعلها تسمع كلمات غير صحيحة ، نظرت اليه غير مستوعبة ما يقول وانتفضت واقفة قائله بحدة :
_ حسنا.. اسخر قدر ما تشاء، أنا لن الومك، فانا المخطئة لانى وافقت ان اتى الى هنا بمحض ارادتى لأتيح لك الفرصة لتمارس سخريتك وساديتك علي ، ولكنى سأحرمك من هذة الفرصة سريعا .
واتجهت من فورها الى الباب وقبل ان تلمس المقبض بيدها لتفتح الباب وتتحرر ،كانت يد (أدهم) سابقة لذلك حيث اصبح خلفها فجأه وانقضت يده القويه الدافئه لتقبض على زراعها وتعيدها للوقوف امامه بعنف حتى ان شعرها الطويل تطاير حولها محدثا تأثيرخطيرعلى (أدهم) ولم تكن تدرى ذلك بالطبع، لا يوجد مفر لها الان فلا يوجد غير الحائط خلفها وهى لم تتوصل بعد الى القدرة على اختراقه للهرب من الوحش الكامن امامها ، حاصرها حيث استند بيده اليسرى على الحائط الذى خلفها بينما يدة الاخرى كان يضعها على خصره وهو يهمس بصوته العميق :
_ انا لا اسخر منك انا بالفعل ارغب بالزواج منك، وارى نفس هذه الرغبة فى عينيك.
قال جملته الاخيرة وهو يحرر يدة اليمنى لتقترب من عينيها ويشير عليها بأصبعة، بينما اجابت هى:
_ اخبرتك من قبل ان عليك استشارة طبيب عيون ليصحح لك ما تراه .
_ وانا ايضا اخبرتك اننى لن اذهب بدونك .
بدأت تشعر باليأس ،سألت بخضوع :
_ (أدهم) ماذا تريد منى ؟
هل مايفعلة الان هو الواقع ام هذا محض خيال منها ،كان (أدهم) يتلاعب بشعرها الاسود البراق بين يده وهو يقول بهمس وعيناه تطوفان على وجهها :
_ لقد اخبرتك .
اجابت بانفاس متقطعة مبهورة :
_ وهل المطلوب منى تصديق ما تقول !
_ نعم هذا هو المطلوب منك تحديدا .
ما الذى يفعلة بى ، كانت (رؤى) تحدث نفسها لم تكن تفهم بالفعل ما الذى يفعلة (أدهم) بها، لمجرد اقترابه منها تشعر انها ضائعة وهى القوية المتماسكة دائما ،كل هذا لانه ترك خصلة شعرها وتحركت يدة على جبهتها يتلاعب بالخصلات القصيرة التى تنساب عليها .........
_ انا اريد ان اغادر الان ، اتركنى .
كانت يدة مستمرة فى التنقل عبر ملامح وجهها كلة بكل الرقة والنعومة التى ممكن ان تلامس بها يد رجل وجه فتاته ، حرك يده على جانب وجهها ثم انتقل الى عنقها قائلا:
_ انت لن ترحلى من هنا قبل ان اتأكد من ان ما اريد سيتحقق .
صوته العميق كان يمزقها ولن تتحدث عن عينيه الاسرتان كانتا تحيطان بها ولا تتركا لها اى فرصة للهرب او الابتعاد عن وجهه ،لا بد ان يتركها الان قبل ان تجد نفسها بين زراعية ،حاولت ان تتحرك ولكنه اوقفها بقوة بجسده القوى حيث التصق بها ليمنعها عن اى حركه كان قريب منها جدا لدرجه اشعرتها بدفء جسده ومن المؤكد انه يشعر بمطارق قلبها على صدره كما تشعر هى الاخرى بخفقات قلبه، زادت الحراره التى تغمرها منذ ان اقترب بهذا الشكل عندما امال وجهه قليلا امام وجهها ،كان خصرها يعتصر بين يديه، لم تكن تشعر باى شىء كانت تشعر انها فى حلم رائع والاسوء انها لم تكن تريد ان تستيقظ منه اغمضت عينيها ،هذا كثير على مشاعرها الممزقة التائهه، لماذا هى ضعيفه امامه هكذا على الرغم من كل الكلام اللازع الذى يلقيه على مسامعها ،شعرت بأنفاسه على شفتيها ضغطت بيدها على صدره متصوره انها ستتمكن من ابعادة عنها فى اللحظة الاخيرة ولكن من كان يبحث عن الابتعاد الان ،تراخت يدها التى كانت تحثة على الاقتراب اكثروهمست بأسمه................
فجأه اختفى كل شىء لم تشعر الا بأبتعاد (أدهم) عنها ليتركها اكثر ضياعا، كانت ماتزال مغمضة عينيها وعلى الرغم من ابتعاده كانت تشعر بجسده ملاصق لجسدها وسمعته يقول :
_ انت من سمح لك بالدخول الى هنا ؟
هل يحدثها ام يحدث شخص اخر،ولكنها لم تشعر بدخول احد، فتحت عينيها لتتأكد ولكن قبل ان ترى اى شىء سمعت شخص يقول بزهول :
_ (رؤى) ؟
تمكنت اخيرا من النظر الى (ايمن) الذى لا تعلم من اين اتى ولا متى جاء، ولكن كما هو واضح من لهجته وملامحه انه راى ما لا يجب ان يراه ، حاولت ان تتكلم فتحت فمها لكن صوتها لم يطعها ، اخيرا تمكنت من اخراج كلمات بصوت غير مفهوم تقريبا :
_ (ايمن) انا ..........
لم تتمكن من اتمام جملتها غير المفهومه لأن (ايمن) القى بدبلته فى وجهها وانصرف على الفور، وضعت يدها على جبهتها علها تفيق مما يحدث ، اخذها (أدهم) الى الاريكه الكبيرة واجلسها عليها بحنان كبير لم تشعر به وهى فى هذه الحاله،احضر لها كوب ماء بارد، شربت منه القليل ونظرت امامها مزهوله جلس هو على حافة المنضدة التى توجد امام الاريكة ، ابعدت شعرها عن وجهها بكلتا يديها ثم استقامت واقفة ،انها تريد ان تخرج من هذا المكان بأسرع وقت ممكن تحركت من مكانها واجالت نظرها عبر الحجرة تبحث عن حقيبة يدها علم (أدهم) فيما تفكر فقال:
_ هل تبحثين عن هذه ؟
التفتت اليه واخذت الحقيبه ثم ابتعدت على الفور متجه الى الباب اللعين هذا ،ولكن فجأه ومضت فكرة فى عقلها التفتت الى (أدهم) متسائله وفى صوتها وعينيها الاتهام :
_ كيف علم (ايمن) اننى هنا ؟
اجاب بأقتضاب :
_ منى.
دارت الدنيا امام عينها ، هل كل هذا كان خدعة كل هذة المشاعر فقط لكى يجعل (ايمن) يراهما على هذا الوضع لكى يحقق فى النهاية ما يريد وهو كما قال ان يتزوجها ولكن
_ لماذا؟
خرج تفكيرها الى صوتها دون ان تشعر القت سؤالها بصوت واهن ،لاول مرة تشعر انها عاجزة هكذا،لاول مرة تشعر بهذا الضعف ،ولكن عن اى ضعف تتحدث ضعف تفكيرها ام ضعف مقاومتها سحره ، سمعته يجيب بهدوء كأنه يحدثها عن اخر فيلم شاهده :
_ اليس هذا واضح، لانى اريدك ان تصبحى زوجتى انا .
ياالهى كأنه يقول لانى اريدك ان تصبحى تحت رحمتى انا ،سألته مرة اخرى :
_ لماذا؟
اقدم عليها بجسده الفارع الرياضى مجيبا بصوت قاسى :
_ انا حذرت من قبل واعلمتك اننى سأمنعك مما تفعلين ولكن من الواضح انك لم تأخذى تحذيرى مأخذ الجد ، وتستطيعى ان تقولى اننى اردت ان ارحمه من غرورك وغدرك .
تذكرت هذا التحذير الذى القاه عليها بالامس فى المطعم ،قالت وهى لا تدرى من اين يأتيها الكلام ولا ماذا تقول :
_ اتعنى بذلك انك لا تحبنى.
ابتسم ابتسامه ساخرة وظهر بريق انتصار فى عينيه الاسرتان مجيبا:
_ ومن اتى على ذكر الحب .
_ ولكن ما حدث من لحظات........
لم تعرف بما تكمل جملتها وفهم هو قصدها على الفور واجاب:
_ انا لا انكره بالطبع ،وكما قلت لكى ان رغبتى بك تفوق رغبتى فى اى شىء اخر.
رغبته بها هكذا، هل هذا السبب الوحيد الذى يجعله يريد ان يتزوجها فقط الرغبه نظرت اليه وعيناها تقدحان كرها :
_ ايها السادى المتوحش هل هذا ما كنت تبحث عنه انا اتعجب كيف لم اعرفك على حقيقتك من قبل ولكن الاوان لم يفت بعد فاذا كنت تتصور اننى سأخضع لرغباتك هذة اذا فأنت واهم .
التفت يده حول زراعها لتؤلمها وقال بقسوة واحتقار :
_ اذا كان يوجد احد يتوهم هنا فهو انت يا عزيزتى ، لان ما حدث منذ لحظات اثبت انك مازلت مدله وغارقه فى حبى ام اننى مخطأ والتى كانت زائبه بين زراعى كانت واحدة اخرى .
قالت على الرغم من معرفتها بصحه كلامه :
_ انا اكرهك ،اكرهك واذا كنت متخيل اننى سأوافق على الزواج بك فعليك ان تفيق من هذ الحلم .
اشتدت يده على زراعها اكثر لتؤلمها بشده وهو يقول :
_ مازلت سازجة يا حبيبتى فبعد الذى حدث اليوم امام (ايمن) لن يمكنك رفض الزواج منى ،فاذا هو لم يخبر والديك بما راه وهذا ما اشك به ، فانا الذى سيخبرهم وفى هذة الحاله ستضطرى للموافقه فمن يدرى علهما لن يقتنعا بأن ما حدث اليوم هو الذى بيننا فقط .
كان من الواضح جدا انه يلمح لها بأنه لن يسمح بأن يفهموا ان هذا ما بينهم فقط ،هل هى فى كابوس ما الذى جلبت على نفسها هى التى فعلت ذلك بنفسها لا احد ملام غيرها كرهت نفسها لذلك هى التى سمحت لمشاعرها تجاهه ان تتغلب عليها الى هذة الدرجة واذا وافقت على الزواج منه فسيكون ذلك لتعاقب نفسها اكثر من اى شىء اخر،
كانت لا تزال تنظر اليه غير مصدقة ما يحدث ترك زراعها اخيرا كم تمنت ان يكون الم زراعها هو كل الامها ولكنها لا تعتبرة الما فى الواقع، فكان يوجد الام نزف كرامتها الجريحه وقلبها الممزق بكل ما فى الكلمه من معان ،قالت فى محاوله اخيرة :
_ ولكنك دمرت حياتى مع (ايمن) بالفعل لماذا اذا انت مصر على الزواج بى ؟
_ حتى اضمن انك لن تكونى مصدر عذاب لأى رجل اخر بعيناك هاتان التى لا يمكن للمرأ اداره ناظريه عنهما وملامحك البريئه الملائكيه وشفتاك اللاتى تثيران دائما الرغبه فى لمسهما، لن اسمح لك باستخدام جمالك كاسلحة لادارة عقول الرجال.
_ انا لا اصدق كلمه واحدة مما تقول، انت لا تريد ان تتزوج بى لأجل اى سبب من هذة الاسباب، السبب الوحيد هو انك تحبنى وتريدنى لك.
اطلق ضحكه ساخرة قائلا:
_ لا تغترى كثيرا يا عزيزتى، انا اريدك نعم، ارغب بك هذا مؤكد، لكن احبك فهذا هو المستحيل بعينه، ان لك الفضل الاعظم فى جعلى لا اؤمن بهذا الشىء المسمى الحب ولكى ارد لك الجميل ساجعلك تتذوقى ما فعلت .
_ لماذ ؟ انا لم افعل لك اى شىء لأستحق كل هذا و لتكن متأكد فانت لن تجبرنى على الزواج منك بأى حال من الاحوال.
_ حقا.... هل تريدين ان نقوم بتجربة الان .
وقبل ان تستوعب ما يقصد بقوله جذبها الية بقوة من خصرها حتى ان حقيبه يدها افلتت منها حاولت ان تبتعد عنه وظلت تضرب بيديها الصغيرتين على صدرة القوى ولكنه استطاع ان يثنى زراعيها خلف ظهرها ويكبلهما معا بيد واحدة ويده الاخرى كانت تعبث بشعرها ظلت تقاومه ولكنه كان اقوى منها بمراحل وحتى اذا لم يملك هذة القوة فاذا استمر اكثر من ذلك ستنهار كل دفاعاتها وستستسلم له مره اخرى ،ولكن فجأه لم يفعل ما كنت تتوقع تركها بعنف حتى انها كادت تقع على ارضية الحجرة وقال لها بصوت مبحوح مديرا ظهره اليها :
_ اظنك تعلمى الان اننى قادر على اجبارك على اى شىء، اخبرى والدك اننى سأتى اليوم لكى اتحدث معه ونحدد موعد زفافنا .
فكرت انها لن تخبره باى شىء، واتسعت عيناها عندما سمعته يقول وقد استعاد صوته العميق القوى:
_ ومن الافضل لك ان تخبريه بنفسك، فلا اعتقد انه سيكون سعيد اذا علم بهذة التطورات منى ودون ان تكون عنده خلفيه مسبقه عنها منك انت ..
صمت قليلا ثم قال بصوت اجش :
_ اما الان فأنصرفى قبل ان افقد سيطرتى على نفسى.
اختطفت حقيبتها من فوق الارضيه المفروشه بالسجاد واندفعت خارج هذه الحجرة اللعينه ، لاتعرف كيف وصلت الى الشارع ولا كيف اوقفت السيارة الاجره لم تشعر الا وهى داخل حجرتها ملقيه بنفسها فوق سريرها، ولا تعلم حتى كيف وجدت القوة لتواجه والدتها وتقول لها انها تريد ان تنام ولا تريد ان يوقظها احد حتى تستيقظ من نفسها ودخلت حجرتها عل الفور قبل ان تواجه اعتراضات امها، حاولت ان تصفى زهنها لكى تفكر فى هذه الكارثه ، ولكن عن اى كارثه تتحدث زواجها مجبره من رجل لايكن لها سوى الكره والاحتقار،ام اكتشافها انها مازالت غارقه فى حبه حتى النخاع وبعد كل ما فعله لا تستطيع سوى ان تتذكر اللحظات التى ضمها فيها ، لماذا تحبه؟ لماذا تتعذب كلما فكرت انه لا يحبها ؟ تتعذب! كلمه العذاب ضئيله بجوار هذه القبضه البارده التى تعتصر قلبها وتذبحه كلما فكرت فى كلامه وانه يرغبها فقط ولا يحبها ،انها تعلم بقدرة الحب على التغلغل الى اعماق اشد القلوب قسوه وتحويلها الى اكثر القلوب هياما وحبا ولكن مع كل هذا هل كانت تعلم بقدرة هذا الحب على المساس بشغاف قلبها واختراق دفاعاته التى كانت تخالها قويه ومنيعه خاصة بعد خروجها محطمة القلب والمشاعر من خطبتها الاولى ل(أدهم) بعدها بنت اسوار حصينه حول قلبها حتى لا تفتح له ثانيه وبنت دفاعاتها على انقاض قلبها الضعيف والذى ما ان شعر باقتراب همسات قلب (أدهم) حتى انهارت كل دفاعاته وسلم كل حصونه عن طيب خاطرودون اى مقاومه تذكر ، وهذا ما ادهشها ...ادهشها انها لا تعرف حجم الحب الذى تريدة وتنتظره ، ادهشها انها لا تعرف مقدار الحب الذى يحمله هذا القلب الضعيف الذى يبدو الان كالحصون المشيده من زجاج ينكسر من ارق لمسه ، فهى تعلم انه اذا اقترب(أدهم) منها ثانيه مثلما فعل اليوم فلن تقدر سوى ان ترتمى مرة اخرى بين زراعيه ، انها مازلت مدله فى حبه كما قال ، تعشق كل حركه تصدر عنه ،كل كلمه يقولها كل تصرف يتصرفه حتى وهو ساكن لا يتحرك تجد نفسها غارقه فى تأمل ملامحه الوسيمه القويه التى ظلت تاسرها وتلين اى مقاومه لها ولكن وتسائلت لماذا تفعل ذلك بنفسها وفى نفس الوقت وجدت الاجابه على الفورتتردد فى اعماقها فهى تفعل ما تريده ، تريد ان تشعر بخوفه عليها وحبه لها وقوته ورجولته وتريد ان تشعربقربه وبدفء لمساته حتى لو كانت هذه اللمسات بدافع الرغبه ، كل هذا يشعرها ان كبريائها تحطم وانهار واختفى صوته من داخلها ولكنها دائما تحاول استدعائه لانه بقلبها الذى احتله هذا الحب اليائس لابدمن تواجد كبريائها الذى ان لم يساعدها على تحرير قلبها الدامى فهو على الاقل سيساعدها على الحفاظ على ماء وجهها ،فهل ستستطيع ان تستمر هكذا وهى الان واثقه من عدم حبه لها واذا نفذ تهديده - وهذا ما هى واثقه منه- وتزوجها هل تستطيع ان تمنع عنه حقوقه والتى بالتأكيد سيطالب بها ،ياالهى ماذا فعلت بنفسى ،لابد وان تجد مخرجا من هذة الورطه ،لابد من وجود حل اخر يتيح لها عدم الزواج به ،ولكن متى ستفكر فى هذا الحل العبقرى فان (أدهم) قال لها انه سيأتى اليوم ليتحدث مع والدها اى ان عليها ان تذهب الان الى والدها وتخبره بما حدث ولكن الساعه الان مازالت الثانيه والنصف ظهرا ووالدها لا يعود الا فى الثالثه والنصف تقريبا ، مازال امامها وقت ، ولكن ماذا ستخبره هذه اول مرة تلاحظ فيها انها لن تستطيع ان تخبر والدها بما حدث وبما شاهده (ايمن) ،ماذا ستقول لتبرر هذه الزيجه الغير متوقعه ابدا هل تدعى انها و(أدهم) مازالا متحابان وانها تركت (ايمن) من اجله ،ومن يدريها ان (ايمن) لم يخبر والدها بما حدث، ولكن لا اى شىء يهون غير ان يعلم والداها بما حدث اذا كانت هى ستتحمل هذه الاهانه فلا تريدهما ان يعلما بها حتى، لن تستطيع ان تصدمهم فى ابنتهم الكبرى ولن تتحمل عذابهم من اجلها اذا علما بحقيقه هذا الزواج ، كما انها لا تعلم ما الذى سيقوله (أدهم) لهما ليوحى لهما باكثر مما حدث اليوم كما فهمت من كلامه ، حسنا سيكون هذاهو الطلب الذى ستطلبه من (أدهم) فاذا لم تصل الى حل يخرجها من هذا المأذق وهذا الزواج بأكمله فسيكون عليها ان تجبر (أدهم) على الموافقه بألا يخبر والداها بحقيقه زواجه منها ،ولكن هل ستستطيع ان تجبره على فعل اى شىء لابد لها من المجازفه والاسراع بمكالمته قبل ان يكلم (ايمن) والدها ، اختطفت الهاتف وبحثت عن الرقم الذى هاتفها منه(أدهم) فى الصباح ، وجدته واعادت طلبه مره اخرى ،كان هذا رقم هاتفه الخليوى ، جائها صوته الساخر عبر الاسلاك يقول :
_ كنت اعلم انك لن تستطعى الانتظار حتى اتى هذا المساء .
استجمعت شجاعتها لتقول له ما تنوى عليه حتى تحافظ على البقيه الباقيه من كرامتها فلا يمكن ان يعلم انها تحبه كل هذا الحب لذلك قالت محاوله ان يدل صوتها على كلامها:
_ انا اكرهك واذا كان غرورك يصور لك غير ذلك فانت واهم .
اطلق ضحكه رائعه وقال بسخريه:
_ هذه اعذب كلمات حب سمعتها فى حياتى،ولكن هلا اخبرتنى من هى التى كانت بين زراعى اليوم تهمس بأسمى .
صرت على اسنانها وشعرت بانها تجلس على نار موقد عندما تذكرت هذا المشهد قائله :
_ كانت هذه لحظه ......المهم انها لن تتكرر ثانية .
لم تكن تريد ان تقول انها كانت لحظة ضعف ولكنه فهم ذلك اكيد ، سمعته يقول:
_ اعتقد ان هذة اللحظه ستتكرر كثيرا فى المستقبل القريب .
ها هو ذا يلمح لأتمام ذلك الزواج اللعين ، قالت :
_ من الجيد انك وصلت الى هذه النقطه لأن لى شرط حتى اوافق على وجود هذا المستقبل القريب بيننا .
_ اعتقد ان وضعك لا يسمح لك باملاء شروط على .
_ من فضلك يا(أدهم)، انت لن تكسب شىء اذا اخبرت والدي بحقيقه ما حدث اليوم و بحقيقه زواجنا .
قال متشككا:
_ هل هذا ما تريدين حقا ، افهم من ذلك انك وافقت على الزواج .
_ وهل لى خيار اخر ، انا مضطره .
_ ستثبت لك الايام انك ابعد ما يكون عن الاضطرار.
_ تجاهلت سخريته التى تلمح الى هيامها به، وقالت متعجله لتحقيق ما تريد:
_ لم تقل لى هل مازلت مصر على اعلام والدى بالامر ؟
قال بجديه ، حدثت نفسها حتى وهو جاد يكون رائع :
_ هل تعلمى عواقب ما تطلبين ، سيكون علينا التظاهر بالحب امامهم طيله الوقت .
كادت ان تقول سيكون عليك وحدك لانى لا احتاج لهذا التظاهر ، واعترفت انها لم تكن تضع ذلك فى حسبانها ومع ذلك قالت بجرأه :
_ اعلم ذلك، اعتقد انه بعدما حدث اليوم لن يصعب علينا تمثيل بعض المشاعر البسيطه.
سكت قليلا ثم قال :
_ وما ادراك ان (ايمن) لن يخبر والدك بما راى .
تنحنحت لتنفض عنها الاحراج الذى شعرت به حينما تذكرت ما راى (ايمن) على الرغم من جراتها السابقه:
_ هذا هو الطلب الثانى الذى اطلبه منك ، فكما اخبرت (ايمن) بمكانى اليوم فعليك ان تخبره ايضا الا يقول اى شىء لوالدي، فانا لن اقوى على ان اريه وجهى بعدما شاهدهه اليوم.
صمت مرة اخرى ولكن هذه المرة كانت اطول من السابقه،بينما كانت هى تدهو الله ان يوافق، ثم قال بصوت يملؤه الاحترام :
_ انت تحبين والديك كثيرا،وانا ايضا احبهما واحترمهما وسأفعل ذلك من اجلهما فقط .
ابتلعت ريقها وابتلعت معه هذه الاهانه الغيرمباشره وقالت :
_ اشكرك لأجلهما على الاقل .
_ حسنا ، موعد الليله مازال قائما واعتقد ان عليك المهمه الاكبر لأخبارهما بحركه التنقلات هذه .
_ نعم ، وعليك ان تعلم انه لن يتم اى شىء قبل انتهاء (هنا) من امتحاناتها .
اطلق ضحكه ساخرة وجريئه كما كلامه :
_ اعلم يا عزيزتى سيكون على الانتظار من دونك كل هذه الليالى الطوال .
لا تعلم كيف ترد على مثل هذا الكلام ، ومع ذلك قالت بحده :
_ لا من هذه الناحيه اطمئن فسيكون عليك انتظار ليالى طويله جدا .
_ اكيد سنجد الوقت الكافى لمناقشه هذا الموضوع ولكن ليس الان ، الى اللقاء الليله .
واغلق الخط كما فعلت هى الاخرى ،وضعت سماعه الهاتف على الفور كأنها تخشى ان يخرج منها ليوضح لها ما الذى سيحدث فى هذه الليالى،حاولت الا تفكر فى ذلك فهذه مشكله ستحاول معالجتها لاحقا ،تبدو هذه الليله قريبه جدا على الرغم من ان الشمس مازالت ساطعه فى كبد السماء ، ما الذى يحدث لها هل ستوافق على الزواج منه، كما هو واضح لقد وافقت وانتهى الامر وسيأتى الليله ليتكلم مع والدها وهى عليها ان تتحرك الان لتخبر والداها بما يجرى ، ولكن ما يثير جنونها بالفعل انها بعد كل ما حدث مازالت تشعر تجاهه بما يزلزل كيانها هل يعقل بعد كل ما فعله ان تظل على حبه لو بيدها ان تنزع قلبها من بين ضلوعها لفعلت حتى لا تسمع خفقاته الهاتفه باسم (أدهم)ولكن ما حدث اليوم لن يتكرر ابدا وهذا كل ما تستطيع ان تعد نفسها به بما انها لا تستطع ان تعد نفسها بالتوقف عن حبه ،هذا يكفى من الان فصاعد ستحاول تجاهل هتافات هذا القلب التى تسبب لها كل هذه المراره والالام ، اعادت الهاتف الى مكانه ثم خرجت من حجرتها من الاصوات التى تسمعها تعلم ان والدها قد اتى من عمله فى مكتبه الهندسى الكبير ، وسمعت ضحكاته مع والدتها ، (هنا) لم تعد بعد من الجامعه ولكنها على وصول تقريبا ،فكرت كيف ستستطيع ان تمثل على اختها ازاحت هذه الفكره من عقلها الان ورسمت ابتسامه مشرقه على شفتيها ودخلت الى حجره المعيشه قال ابيها على الفور عندما راها:
_ ها هى ذى التى تقولين انها نائمه .
قالت (رؤى) بمرح تعجبت من نفسها على اتقانه:
_ انا التى اخبرتها بذلك ولكن النوم لم يداعب جفونى ، وسمعت صوتك فعلمت انك اتيت من العمل فقلت لابد ان اخرج لأرى ابى الحبيب.
قالت ذلك وهى تمسك زراعه وتقبل وجنتيه فهى تحب والدها بشده وتعتبره مثلها الاعلى ورجلها الاوحد، رأت نظره حزن تعلو وجه والدتها وقالت بنفس المرح:
_ لما كل هذا الحزن يا امى هل تغيرين؟
قال الاب :
_ ياليتها كانت كذلك ،
ثم اضاف الجديه الى صوته وهو يستكمل:
_ ولكنها قلقه عليك يا بنيتى .
اه من الواضح ان مهمتها ستكون اصعب مما تصورت ظلت متمسكه بالمرح الذى فى صوتها وملامحها وقالت:
_ ولما هذا القلق؟
هنا اندفعت الام قائله :
_ انت لست سعيده يا حبيبتى انا اشعر بذلك ولكنى لا اعلم لما فانت ستتزوجى بعد اسابيع من شاب رائع ولكنى لا ارى فى عينيك فرحه العروس .
وجدت فرصتها الان لتقول ما اتت لتقوله لذلك قالت بهدوء شديد وبطىء وهى تنقل نظراتها بين وجهيهما لترى تأثير ماستقول :
_ ان ما تقولين صحيح يا امى وللحق فقد سهلت على ما كنت انوى ان اخبركما به، فانا لن اتزوج (ايمن) فقد تركنا بعضنا اليوم ...
توقفت لترى تأثير كلماتها ثم استطردت قائله :
_ يوجد شخص اخر وهو يريد ان يأتى اليوم ليتكلم معك يا ابى.
لم تقوى الام على الحديث من شده وقع الخبر عليها بينما قال والدها بتماسك كبير :
_ ومن هو؟
قالت على الفور :
_ (أدهم)
_ خطيبك السابق ؟
كانت هذه امها التى كانت الدهشه متجليه فى صوتها وملامحها بمنتهى الوضوح، بينما اجابت (رؤى) متجاهله هذه الدهشه :
_ نعم خطيبى السابق .
قال والدها وهو يعتدل فى جلسته ليواجهها تماما :
_ هل من الممكن ان ترهقى نفسك قليلا لتقصى علينا كل شىء بالتفصيل .
وبالفعل اسردت عليهما كل ما حدث منذ ان رات (أدهم) ولكن طبعا استبدلت العدائيه التى كانت بينهما بمشاعر حب وهيام واشتياق كما اوضحت انها لم تكن تريد ان تجرح (ايمن) وقالت له ذلك واتفقا على ترك بعضهما بهدوء وعندما علم (أدهم) ذلك اصر على ان يتقدم لخطبتها مرة ثانيه، وبعد ان انتهت سألها ابيها :
_ وهل قال لك انه يريد ان يقابلنى اليوم ؟
_ نعم .
احتلهما الصمت لم يستطع اى منهما ان يبوح بافكاره للاخر ، لم تقو (رؤى) على ان تسأل ما هو رأيهما وما اذا كانا موافقان ام لا ، ارادت ان تترك لهما كل الوقت اللازم للتفكير فى مستقبل وهناء ابنتهما الكبرى......... قطع هذا الصمت صوت رنين الهاتف الذى قطع تفكيرها ايضا، اتنفضت (رؤى) من فورها لترد،خرجت من غرفه المعيشه لتجيب من الهاتف المتواجد بالصاله على الرغم من وجود هاتف بغرقه المعيشه ،علها بذلك تهرب من هذا الصمت المحرج وكذلك تترك لهما الفرصه ليتحدثا معا بمفردهما ، رفعت سماعه الهاتف :
_ الو، من معى ؟
_ انا (أدهم) يا (رؤى) .
لم تقوى على الرد من شدة ارتجاج قلبها بين ضلوعها ، قال هو ساخرا :
_ هل اصابك الصمت مرة اخرى .
صمت ليسمح لها بالرد تنحنحت ليخرج صوتها خالى من اى تعبير :
_ انت لاتعرف مدى الصدمه التى انا فيها من جراء سماع صوتك اكثر من مرة فى يوم واحد هذا اكثر مما استطيع تحمله .
قال بحزم :
_ حقا.. عليك ان تعتادى على ذلك اذن ،لاننى لن اسمح بان ارى هذه الصدمه ، والان هل من الممكن ان تعطى الهاتف لوالدك فانا اريد ان اتحدث معه .
_ لماذا الست قادما فى المساء ؟
تجاهل سؤالها واجاب بسؤال اخر :
_ افهم من ذلك انك اخبرته بأننى قادم هذا المساء ؟
اجابت على مضض:
_ نعم .
_ كنت متوقعا ذلك عندما تذكرت موعد عودته من عمله، ولان هل يوجد ما يمنع ان اتحدث معه ؟
_ لا انتظر معى لحظات .
عادت الى حجرة المعيشه وقالت لوالدها عندما دخلت :
_ ابى هذا (أدهم) يريد التحدث معك .
نهض والدها على الفور دون ان يظهر على وجهه اى تعبير وكما فعلت خرج هو ايضا ليتكلم من هاتف الصاله ولكنه اغلق خلفه باب حجره المعيشه وكان ذلك اعلانا لرغبته فى التحدث منفردا الى (أدهم) وهنا وجدت والده (رؤى) الفرصه لتنفرد بأبنتها ولذلك قالت بلهجه الواثقه من صحة كلامها :
_ هيا اخبرينى بكل الذى لم تقوليه فى وجود والدك .
ابتسمت محاوله اخفاء توترها الذى سيؤكد كلام والدتها :
_ انا اخبرتكما بكل شىء ولا يوجد ما يخجلنى فلا اتحدث به امام والدى .
_ انا لم اقل ذلك ولكننى واثقه فى نفس الوقت من انه يوجد اشياء ظاهره فى عيناك هاتان ولا تبوح بهما شفتاك .
ما هذا المأزق كان لابد ان تعلم ان امها ستشعر بهذا الشىء الخفى بداخلها فهى كانت دائما تعلم بمكنونات صدور بناتها ،وهى واختها ايضا لم تعتادا على اخفاء اى شىء عنها ولكن الان لا يمكنها ذلك ، اضطرت فى النهايه لتقول جزء من الحقيقه :
_ حسنا كل ما فى الامر اننى اخشى الا يقبل والدى ب(أدهم) ولم اكن اعلم كيف سأقنعكما برفضى ل(ايمن) .....
صمتت لا تعلم بما ستكمل جملتها وانقذها من ذلك تفهم والدتها لأرتباكها ولكنها سألتها سؤال اخر اضاف اطنانا الى هذا الارتباك :
_ هل انت واثقه فى (أدهم) ، اعنى بعد ما تركتما بعد بهذة الطريقه الغامضه هل انت واثقه من انه باقى عليك؟
تعلثمت قليلا محاوله عدم اظهار ذلك اخفضت عينيها متمنيه ان يختفى هذا التعلثم والارتباك الزائد وراء اهدابها الثقيله ،قالت بهدوء يخفى ما يعتمل بداخلها :
_ انا واثقه من انه يريدنى وان لا شىء سيمنع زواجنا هذه المره او يفرق بيننا.
على الاقل هى واثقه من ذلك فعلا فهو لن يسمح بغير اتمام هذا الزواج وياللعجب فهو سيتزوج بها لينتقم منها على اللاشىء الذى فعلته - من نظرها على الاقل- على الرغم من ان كلامها لوالدتها يوحى بكل معانى الحب والغرام ، فكرت للحظه ان تخبر والدتها بما يحدث وتنقذ نفسها ولكن هذه الفكره ضاعت عندماا سألتها امها وفى عينيها كل الحنان و يدها تؤكد ذلك الحنان بوضعها على كتف ابنتها:
_ انظرى الي يا بنيتى وقولى لى هل هذا ما تريدين حقا ؟
شعرت بمشاعر عميقه تجتاحها تجاه امها مما اكد لها ان ماتفعله صحيح بعدم اخبارها ما يحدث ،وعلمت انها لو فى ظروف اخرى لكانت الان تطير من السعاده لأتمام زواجها ب(أدهم)، اجابت والدتها متفاجئه هى نفسها بما تقول :
_ نعم يا امى هذا ما اريد حقا،اريد ان اعيش معه واناشعر بحبه لى وابثه كل حبى .
اغرورقت عينا والدتها العاطفيه بالدموع الفرحه لوجود كل هذا الحب فى قلب ابنتها وقالت :
_ الان انا مطمئنه عليك فانا لم اسمعك ابدا تتحدثين هكذا عن (ايمن) ومنذ خطبتك عليه وانا اشعر انك ابعد ما تكونين عن الحب حتى عندما كنت تؤكدين ذلك ولكنى كنت اقول لنفسى علها اوهام منى ولكننى الان اعلم ان (أدهم) هو اللانسان الوحيد القادر على اسعادك ولطالما كان كذلك .
ثم احتضنتها قائله:
_ الف مبروك يا بنيتى .
مع كل هذه المشاعر كادت ان تعترف بكل شىء وحتى تمنع نفسها استقامت قائله وهى تحاول كبح انفعالاتها والتى اعتقدتها امها مشاعر مليئه بالحب وغامره بالسعاده :
_ بارك الله فيك ياامى ،انا سأذهب لأستريح قليلا قبل ان ياتى (أدهم) .
هتفت والدتها:
_ الن تأكلى شىء ؟
كذبت قائله:
_ اكلت ياامى لا تخافى علي .
واندفعت خارجه، لم تجد والدها بالصاله وهذا ما حمدت ربها عليه كثيرا، ومن الانوار الظاهره من باب حجرة المكتب علمت ان والدها بها يحدث (أدهم) ، توجهت الى الردهه الطويله والتى توجد حجرتها فى نهايتها ، ولاذت اليها كما يلوذالطفل الى احضان امه ، استبدلت ملابسها التى ظلت بها منذ ان عادت من مكتب (أدهم) بأخرى مريحه تنام بها ، واطفأت كل الانوار امله فى النعاس بمجرد وضع رأسها على الوساده الوثيره ، علها عندما تستيقظ تجد ان كل هذا مجرد حلم سخيف ومخيف ، ولكن قبل ان تنام تذكرت ان تضبط هاتفها ليوقظها فى السابعه اى قبل الموعد الذى تتوقع قدوم (ادهم) فيه بساعه .
ارجو ان يبال البارت اعجابكم وانتظر ردودكم بفارغ الصبر
|