كاتب الموضوع :
ربيع عقب الباب
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عقب الباب |
نزف
عندما التقطتها عيناى اليوم ،
خفق قلبى بشدة ، ثم هدأ ، هدأ تماما.
أوسعت خطواتى ،
وبوجه تختلجه ابتسامة بحجمه ، توقفت أمامها ،
وقبل أن أعطها يدى قلت :" أنت هى .. نعم ..أنت هى ".
تراجعت ببراءتها ،
ثم أقبلت ،لمت يدى الممدودة لم تزل ،
أسكنتها كفها ، وابتسمت دون انزعاج .
تساءلت بذات البسمة :" هى .. من هى ؟ ".
حكيت لها .....
بعدقليل حين نظرت إليها .. أبصرت نزف عينيها ... توقفتُ .
قالتْ :" كل هذا الوجع ؟".
عندها شعرت بقطرات ساخنة تتساقط من حدقتيى !
الساحر و أنا
حين مر كعادته على بيتها ،
كتب بضع كلمات ، وهلل ، ودبدب ، و نثر التراب ،
وكبهلوان محترف أخرج منديلا طويلا ، ظننته بلا انتهاء ،
ورسم به قلبين ، وطبعه على الجدار ،
ثم ابتعد ملتاذا بالحائط الآخر ، واختبأ حتى فارقتْ البيت ،
ثم عاد يرسم نجوما ، ولونها بلون ذهبى جميل ، وانصرف !
كنت هناك عبر شباك بيتنا ،
ألآعب قطتى ، وأنتظر مجيئها ؛
لأحظى منها ، ولو بنظرة من بعيد .. لكننى حين رأيته ....................
يحمل نفس ملامح الرجل السابق ،
الذى كتب أيضا ، ولأيام متتالية بضع كلمات ،
وهلل ، ودبدب ، ونثر التراب ، ثم راح يرسم نجوما ذهبية ...
أيقنت أنها لم تكن لى ، لكننى ظللت على عادتى ، ألآعب قطتى ، و أنتظر مجيئها !
له الحق
تحدثتْ كثيرا عن نزار قبانى ، عن ولعها به ،
ثم عرجت على هارون الرشيد ، عن غرامه الملتهب ، بالجوارى و النساء .
حين نال منى الغيظ قلت :" ودرويش ... ألا تحبينه ؟".
صاحتْ :" ما أحببت أكثر من نزار ....وأنت ".
كان غيظ لا يقاوم داخلى :" تحبين نهوده ...وخصور نسائه ..والـ,,,,,,,,,,؟".
صهلت ،
حتى خرقت أذنى :" شاعر فنان بحق ، وله الحق فى زهور الحديقة كلها ".
امتعضت حد التقيؤ ،
أحسست بشىء يطرق رأسى ،
وبنفسى أتأرجح ، ثم مسدت وجهى ولحيتى .....، واستدرت مبتعدا !
عشق
ثلاثة رجال بمديهم الحادة ، ينهالون عليه ،
وبغل كريه يبقرون بطنه ، ويقتلعون قلبه ، ثم يخلفونه وحيدا .
يعانى الموت ، يتساند بجذع السنديانة .
هفت أوراقُها ، تمايلت ، ثم سكنت .
انحدرت دموعها بغزارة !
حين كان يمنع بكلتا يديه قلبه و أمعاءه من مغادرة بطنه المبقورة !
اهتزت اهتزازا قاسيا ، ثم شهقت بصوت كالرعد حتى انشق بطنها .
عبر فى تجويفها ....
عادت البطن إلى طبيعتها ، وظلت تبكى !
عادوا شاهرين مديهم ، بحثوا عنه ، تناثروا هنا وهناك ، أرهقوا دون جدوى ..ابتعدوا كغيلان !
حين أصابها العى ، انهارت " الصبوحة " أمامها ، تاركة تابوتا جرته خلفها ، تنادى ضائعها ...
كانت السنديانة ماتزال فى نوبة بكائها .
صهلت ، اهتزت بقوة ، ارتعشت ؛ فانشق بطنها .
أبصرته " الصبوحة " ، هرعت إليه ، لمته بين ذراعيها ،
ثم رفعت غطاء التابوت ؛ فحط داخله ، وبلوعةٍ تغلقه ،
ثم دفعته بقوة فى ماء النهر ، وسارت فى محاذاته .
بينما كانت أوراقها ترفرف ،
وتهفهف متهللة ،
ودموعها تتساقط
كمطر يلاحقهما .
ربيع عقب الباب
|
أخي الحبيب ربيع
أسعدني ما طالعت وما خطه قلمك الرائع
بلا شك أقف باحترام في محراب الجمال الذي نسجته بيمينك فأنت قاص محترف يعي تماما كيف يحيك السرد ويرسم الحدث ويضع التنوير في مكانه
كنت أتمنى أن تجعل كل حالة قصصية أو كل قصة وامضة في مشاركة مستقلة حتى تأخذ حقها مستقلة من الأخذ والرد والنقد فهم أربع قصص فلاشية كل واحدة تحمل فكرتها المستقلة وحبكتها من بداية وعقدة وتنوير بشكل مستقل
حينها كان كل عمل سيأخذ مستحقة من النقد بما يليق بجماله
الأفكار عندك أخي الحبيب كلها جميلة وواعية تميل للتجريد في كثير من الأحيان وهذا التجريد يضيف فضاء للتلقي التفاعلي الجميل
اللغة عندك سلسة القياد خالية من الترهل غنية بالمسكوت عنه ولها طبيعة شاعرية مختزلة وموحية ومتعددة الدلالات
الشكل وهو من أجمل الأشكال لدي ومن أصعبها على المبدع إلا وهو شكل القصة القصيرة جدا أو قصة الومضة
أشكرك أخي الكريم على ما أبدعت وسأنتطرك دوما لأسعد بما تبدعه يمينك الذهب
حازم كيوان
|