المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
مرثية الحيارى
اليوم أقدم لكم أروع قصيدة رثاء قرأتها في حياتي ، القصيدة للشيخ الداعية الكبير رضا أحمد صمدي - عفا الله عنه - يرثي فيها حبيبنا و إمامنا البحر العلم و الجبل الأشم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني و هي بعنوان ( مرثية الحيارى ) ، فرحم الله ناصر الدين حقا ، و إمام المحدثين صدقا ، ناصر السنة ، و قامع البدعة ، مجدد الدين ، و علم المهتدين ...... اللهم آمين
مرثيةُ الحيارى
الحزنُ أمْضى في الخُطوبِ وأَفْدَحُ * * * والصَّمْتُ أغنى في الرِّثَاءِ وأَفْصَحُ
والنظم أَضْحَى من جليل مُصَابِنا * * * نَثْرَاً يَئِنُّ مُعَانِدَاً يَتَقَـــــرَّحُ
لكنَّ قَلْبِيَ هَالَهُ حُزْنُ الـــوَرَى * * * وكآبةُ الأشياءِ تَرْوي تُفْصِـــحُ
قدْ ماتَ مَنْ كانَ الذي يَمْحُو عَنِ الْـ * * * آثـَارِ آثـَارَ الكَذُوْبِ ويَفْضَحُ
يا نَاصِرَ الدينِ الذي في أَمْسِنَــا * * * قَدْ كُنْتَ رُوْحَاً للدعاةِ تُــرَوِّحُ
قد كنتَ أصلا في العلومِ جميعِـها * * * وبدونكمْ مَضَتِ العُلُوْمُ تَرَنَّــحُ
أما الحديثُ فأنْتَ أَنْتَ بَعَثْتَــهُ * * * فَغَدَا بما صَنَّفْتَهُ يَتَصَـــرَّحُ
والفقهُ رَوْنَقُهُ حلا وتَيَسَّــرَتْ * * * أَسْبَابُــهُ وجهودُكم تَتَمَـدَّحُ
أما علومُ النَّقْدِ نَقْـــدِ حديثِنا * * * فالفضــلُ يعرفُه العليمُ الأرجحُ
مَيَّزْتَ بينَ صحيحِها وضعيفِها * * * فبهاؤُها قد صـارَ أَبْلَجَ يُفْصِحُ
قد صارَ قَطْفُ ثِمَارِهَا مُسْتَطْيَبَاً * * * ذُلُلاً جَنَــــا بُسْتَانِهِ يَتَقَزَّحُ
علمُ الحديثِ غَرْسَتَه فَنَمَا أَلا * * * أَنْعِمْ بِهِ عِلْمَاً يُفِيْدُ ويُفْلِحُ
أنتَ الذي أَحْيَيْتَ في آمالنا * * * ذكْرَى الأوائِلِ في غَدٍ يَتَكَلَّحُ
وَرَوَيْتَ مِنْ ظَمَأٍ غَلِيْلَ قُلُوبِنَا * * * الوَحْيُ أَرْوَى للنُّفُوْسِ وَأَرْوَحُ
بِجِهَادِكم عُرِفَ الأُلَى سَادُو الدُّنَا * * * بِجِهَادِكُمْ وجِهَادِهِمْ نَتَسَلَّحُ
أَوَلَمْ يَكُنْ شَأْنُ الحديثِ بِغَابِرٍ * * * أخبارَ عَنْقَا مُغْرِبٍ تَتَأَرْجَحُ
أَوَلَمْ تكنْ كُتْبُ الحديثِ دَفِيْنَةً * * * فَنَشَرْتَهَا والنَّشْرُ عِطْرٌ أَفْيَحُ
وخِصَالُكُم كَعُلُوْمِكُمْ في نَفْعِهَا * * * طَاَبَتْ وطَابَ طَلِيْبُها المُتَرَبِّحُ
قد غَصَّ حَلْقِيَ مَا أَرَى مِنْ مِحْنَةٍ * * * تَـــذَرُ الحَلِيْمَ لِهَوْلِهَا يَتَرَنَّحُ
مَوْتُ التُّقَاةِ ومَوْتُ كُـلِّ مُعَلِّمٍ * * * سِمَـةُ الزَّمَانِ بِعَصْرِنَا فَتَلَمَّحُوا
أَوَمَا رأيتُم كيفَ ماتَ تَوَالِيَاً * * * شَيْخُ الشُّيُوْخِ وحَبْرُنَا المُتَسَبِّحُ
أَوَمَا وَعِيْتُمْ في المَنِيَّــةِ عِبْرَةً * * * أَوَمَـا يُفِيْقُ جَهُوْلُنَا المُتَمَرِّحُ
كَمْ مُمْرِضٍ عُدْنَاهُ صَارَ مُبَرَّأً * * * وَمُبَرَّأٍ في غَمْضَةٍ لا يَبْرَحُ
آهٍ عَلَى حَالِ الدِّيَانَةِ في الوَرَى * * * ذُلٍّ وظُلْمٍ صَارِخٍ يَتَبَجَّحُ
فِتَنٌ كَقِطْعٍ الليلِ في إِغْوَائِهَا * * * مَا ثَمَّ إلا شَرْعُنَا المُتَصَبِّحُ
يَا قَوْمَنَا قَدْ صَاحَ فيْكُمْ نَاصِرُ الدِّ * * * دِيْنِ الَّذي كَلِمَاتُهُ تَتَفَصَّــحُ
إنْ رُمْتُمُ مَجْدَاً تَلِيْــدَاً خَالـِدَاً * * * فَتَأَسَّدُوا وَتَشَجَّعُوا وتَسَلَّحُوا
وسِلاحُكُمْ في عَصْرِكُمْ إنْ تَبْتَغُوا * * * أمْرَانِ مَنْ يُعْنَاهُــمَا هُوَ أَفْلَحُ
تَهْذِيْبُ مَنْهَجِ شَرْعِنَــا وَبِنَاؤُهُ * * * صَرْحَـاً مَنِيْفَا صافيا يَتَوَضَّحُ
والثَّانِ تَرْبِيَةُ الشَّبَابِ عَلَى العُلا * * * نِعْمَ الـشبابُ الحُرُّ والمُتَكَدِّحُ
ذَيَّــــاكُمُ مِيْرَاثُهُ فَتَحَمَّلُوا * * * ولِوَاؤُهُ وشِعَارُه فَتَـوَشَّحُوا
كمْ فِتْنَةٍ وبَلِيَّةٍ مَرَّتْ بِنَـــا * * * وتَمَالأَتْ هِمَمُ اللِّئَامِ تُذَبِّــحُ
فإذا الهَصُورُ بِدِرْعِهِ وسِهَامِهِ * * * ومُهَنَّدٍ مُتَأَهِّبَاً ويُلَـــوِّحُ
فانْدَاحَتِ الظَّلْمَاءُ في أَوْكَارِهَا * * * وتَبَدَّدَتْ بِدَعٌ تَمُوْرُ وتَمْـرَحُ
سَلْ عَالِمَاً سَلْ مُسْلِمَا مُتَنَسِّكَاً * * * سَلِ البِلادَ سَلِ العِبَادَ ألا اسْمَحُوا
واسْتَعْلِنُـوا في جأْرَةٍ مُلْتَاعَةٍ * * * هَلْ مَاتَ أَلْبَانِيُّنَا المُتَــبَرِّحُ
سَتُجِيْبُكَ الأَرْجَاءُ في إِسْعَادَةٍ * * * مَا مَاتَ مَنْ آثارُه تَتَرَوَّحُ
اللهم ارحم الألباني بعدد ما نشر من حروف سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، واغفر للألباني بعدد السنن التي عمل بها كل مسلم ومتسنن ، وارفعه بكل صحيفة خطها درجة في عليين ، يا أرحم الراحمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
كتبه ببنانه
الفقير إلى عفو البر الرحيم العلي
المعتز بالله أبو محمد رضا بن أحمد بن يونس الصمدي السلفي
عشية الخميس 28 جمادى الآخرة 1420 هـ
بانكوك – تايلند
ألا رحم الله الإمام و اسكنه فسيح جناته ...
|