مبارك الوظيفة الجديدة . "
نطقتها ( منى ) برقة , فإرتسمت إبتسامة باهتة على شفتى ( أدهم ) , وغمغم :
- أشكرك يا عزيزتى .
تأملنه لحظات فى صمت , قبل أن تسأله :
- كيف كان يومك ؟
غمغم :
- جيد .. لقد بدأنا فترة الإعداد للمتدربين الجدد , ويمكننى القول : أن معظمهم يبشر بمستقبل مبهر .
مرة أخرى , تأملته فى صمت , قبل أن تهمس :
- الأمر لا يروق لك .. أليس كذلك ؟
زفر فى حرارة , مغمغما :
- ولما لا يروق لى ؟ ..أنا الآن رئيس قطاع التدريب والإعداد , فلم تظنين المنصب لا يروق لى ؟
إبتسمت فى رقة , هامسة :
- لأننى أعرفك جيدا يا ( أدهم ) .. ربما أكثر مما تعرف نفسك .
نظر فى عينيها مباشرة , فتوردت وجنتيها بحمرة الخجل , وهى تستطرد :
- أعرف أنك لم تخلق لمثل هذا العمل يا ( أدهم ) .. مكانك الحقيقى هناك ..فى ساحة القتال ..حيث تقاتل من أجل ما قاتلت من أجلها طيلة
حياتك .. ( مصر ) .
غاص فى عينيها السوداوين الجميلتين , فى حين تابعت هى بنفس الهمس :
- كل ما حدث , أنك انتقلت إلى موقع أخر , تخدم يه ( مصر ) بطريقة أخرى ... فمثلما أخذت أنت فرصتك فى شبابك , ووجدت من يقودك ,
ينبغى عليك رد الجميل ل ( مصر ) , بالأخذ بيد كل من يمكنه خدمتها , وإعطاؤه الفرصة .
سادت لحظات من الصمت , وكلاهما يغوص ى عينى الأخر , قبل أن يهمس ( أدهم ) بحب :
- أنت رائعة يا ( منى ) .
غمغمت بخجل مديرة دفة الحديث :
- ألا توجد أخبار جديدة عن ... ( سونيا ) وابنك ؟
أدرك محاولتها للفرار من حديثه , فتظاهر بانه لم يفعل , وعاد يزفر بحرارة , مغمغما :
- للأسف لا ..الأمريكيون رفضوا إخبارنا أية أخبار بخصوصها , أو بخصوص التحقيقات معها .. وفى الواقع , لست أهتم أبدا بتلك التحقيقات , أو ب
( سونيا ) نفسها .. كل ما أريده هو ابنى .. ابنى فقط .
نطق كلمتيه الأخيرتين بصوت متهدج , فشعرت بقلبها يكاد ينفطر من أجله , فهمست :
- ستجده بإذن الله يا ( أدهم ) .. أنا واثقة من ذلك .
مرة أخرى , عاد يغوص فى عينيها لعدة لحظات , قبل أن يمسك بديها فى رقة , فشعرت بإرتجافة خفيفة فى جسدها , فى حين همس هو :
- ( منى ) .. ألم يحن الوقت بعد ؟
سألته بصوت خاقت :
- لماذا بالضبط ؟
أجابها هامسا :
- للأمر الذى تأجل أكثر من اللازم .. زواجنا .
تخضب وجهها بحمرة الخجل , وتمتمت :
- ( أدهم ) ل ..
قاطعها برقة :
- لا يوجد عذر هذه المرة يا ( منى ) .. أنا الآن فى وظيفة بعيدة تماما عن المخاطر , والعالم شبه مستقر الآن , لذا فلا داعى مطلقا للخوف أو
القلق من شئ .
إنخفض صوتها أكثر وهى تقول :
- ألا يبدو لك القرار متسرعا يا ( أدهم ) ؟
قال بحنان :
- متسرعا ؟ .. لو كان الأمر بيدى , لتزوجتك منذ لقاؤنا الأول يا حبيبتى .
إغرورقت عيناها بدموع الفرحة , وهى تهمس :
- ألن تندم على قرارك هذا ؟
إبتسم , وهمس بحب :
- صدقينى يا ( منى ) ..سأندم أشد الندم لو لم أتزوج الإنسانة التى لم ولن يخفق قلبى لسواها .
ونظر فى عينيها مباشرة , مستطردا :
- على الأقل , يمكننا البدء بخطبة بسيطة .
وسألها هامسا :
- ما رأيك يا حبيبتى ؟
شعرت بقلبها يثب فى صدرها من فرط السعادة , فهمست :
- موافقة .
وتنهد ( أدهم ) فى إرتياح ..