لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > البحوث الاكاديمية > البحوث الأدبية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

البحوث الأدبية البحوث الأدبية


المشكلات التي تواجه الاسرة المعاصرة واساليب معالجتها

بقلم : الباحث الاستاذ جعفر محمد العيد * عضو هيئة تحرير فصلية الواحة يستهدف هذا البحث الأمور التالية محاولة قراءة التأثير الحضري على الأسرة ، الإطلالة على

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-07, 02:14 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

ملكة الانيمي


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9911
المشاركات: 4,590
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 590

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البحوث الأدبية
New Suae المشكلات التي تواجه الاسرة المعاصرة واساليب معالجتها

 

بقلم : الباحث الاستاذ جعفر محمد العيد *

عضو هيئة تحرير فصلية الواحة

يستهدف هذا البحث الأمور التالية محاولة قراءة التأثير الحضري على الأسرة ، الإطلالة على ما تركه لنا آية الله السيد الشيرازي في كتابه ( الفقه ، الاجتماع ) باعتباره تنظيرا من قلب المرجعية الإسلامية ، ومن ثم محاولة المقاربة والمقارنة بين كتاباته وعلماء علم الاجتماع الأسرى، وهي أيضاً مساهمة لزيادة الوعي الأسري في التعامل مع الأزمات والمشكلات الأسرية .


· مقدمة :

هنا نقطتان هامتان أوردهما في البداية لأعبر منهما إلى جسم الموضوع :-



أولا : علم الاجتماع علم واسع ومتفرع لكثير من الفروع ، الأمر الذي أدى إلى صعوبة الإحاطة بجميع مواضيعه خصوصا إذا عرفنا أن السبب في هذه الصعوبة كون العلم يدرس المجتمع الإنساني والمجتمعات الاجتماعية، والظواهر الاجتماعية ، والمشكلات الاجتماعية مثل ( الهجرة والبطالة ) ، ويدرس أيضاً النظم الاجتماعية.. من النظام الأسري ، والنظام التربوي إلى النظام السياسي ، والنظم الاقتصادية وتفاعل هذه الأنظمة وتعدد مشاربها ، والمشكلات الناجمة عن تطبيق أي نوع من هذه الأنظمة .. الخ .



ثانياً : إن علم الاجتماع( وبالرغم انه ) أصبح علماً مستقلا بذاته ، وله نظرياته الخاصة به ، إلا أنه يعتبر من العلوم الدائمة التطور والتغير ، نظرا للثبات النسبي في حياة المجتمعات ، وميلها إلى التغير المتتابع ، إضافة إلى المشكلات التي تواجهها البشرية جمعاء. مثل الكوارث الطبيعية، ( الزلازل ، البراكين، وحالات التصحر ، الفيضانات ) والكوارث غير الطبيعية ، أو المفتعلة مثل( الحروب وغيرها ..) مما يؤدي إلى نشوء عوامل الطرد الاجتماعية.

وربما تؤدي عوامل طبيعية مثل اكتشاف البترول والذهب إلى نشوء عوامل جذب اجتماعية إلى السكان ،وإغرائهم بالهجرة إلى هذه المناطق والعمل فيها .

هاتان النقطتان وغيرهما من النقاط التي تجعل من الصعوبة بمكان تناول هذه العناصر جملة واحدة ، فكل نقطة من النقاط تشكل ثروة كبيرة من المعرفة ، ومجالا خصباً للبحث والتمحيص والإفادة .

المصلحون الاجتماعيون لا يمكن إبعادهم عن هذه الساحة ، و عن هذا النقاش خصوصا إذا عرفنا أن الخدمة الاجتماعية ، أحد فروع علم الاجتماع كان يقودها المصلحون الاجتماعيون .

ومنظري هذا الفرع يذكرون في أدبياتهم أن مبادئ الخدمة الاجتماعية مستفادة من الأديان السماوية، التي ما جاءت إلا لكفالة الأيتام ، ورعاية الأرامل ، والعاطلين عن العمل .

وقد لعب المصلحون الاجتماعيون دوراً مهماً في القرن الثامن عشر والتاسع عشر في ما يسمى ببيوت الإحسان .

آية الله السيد محمد الشيرازي (رحمه الله ) من العلماء الذين بذلوا في حياتهم جهداً كبيراً في خدمة المجتمع ..لذا لا غرابة في طرقه مجموعة من المواضيع التخصصية ، ولكنه لم يكن يطرحها على إنها بديل عن العلم ، و إنما تشكل

هذه الكتب رؤيته الإسلامية لهذه المواضيع .



· مفهوم البحث : الأسرة
الأسرة هي : الوحدة البنائية الأساسية التي تتكون في أبسط صورها من الزوج والزوجة والأطفال ، وتتسع لتشمل الأقارب الذين يسكنون مع بعضهم البعض، ويشتركون في معيشة واحدة .



· أشكال الزواج
هناك شبه إجماع بين الدارسين في علم الاجتماع والانثربولوجيا على أن تاريخ الزواج الإنساني قد طرح أشكالاً أساسية وهي كالتالي :

1- وحدانية الزواج : وهو من الأشكال المفضلة في كثير من المجتمعات ( رجل وامرأة واحدة ) *

2- تعدد الزواج : وهو الشكل الذي يعتبر عكس وحدانية الزواج وهناك أنواعا عديدة من هذا الزواج مثل الزواج من القبيلة أو البدنة العشيرة ( زواج داخلي ) وهو عكس الزواج الخارجي الذي لا يجوز حدوثه بين أعضاء البدنة أو القبيلة أو العشيرة لانتمائهم إلى (طوطم )*فيعتبرون اخوة ويحرم زواجهم ، ولابد من زواج خارجي .

( الخولي، 1994ـ الاسكندرية) .

وهنا ينقسم الزواج التعددي فيشير إلى ثلاثة أنواع من الزواج :



1_ زواج رجل من عدة نساء ويسمى تعدد الزوجات.

2_ زواج امرأة واحدة من عدة رجال ويسمى تعدد الأزواج .

3_ وزواج عدة نساء من عدة رجال ويسمى زواج جماعي .



ويتطرق الإمام الشيرازي إلى هذا الموضوع فيقول (أما كيفية التزويج فقد اختلفت في الأمم على خمسة أقسام :

1- رجل وامرأة .

2- رجل وأكثر من امرأة .

3- امرأة وأكثر من رجل .

4- جماعات رجال ونساء .

5- الفوضى الجنسية بدون ميزات كما طبقت في روسيا والصين ، أول سيطرة الحكم الشيوعي فيهما )



ويضيف الإمام الشيرازي بان زواج المرأة لأكثر من رجل ، وقعت في بعض الامم أما لفقر الرجال عن المهر أو لقلة النساء

( في ذلك المجتمع )لحادث ما ( الشيرازي ج 2 _ بيروت 1987)

ويتضح هنا مدى اطلاع الإمام الشيرازي على تاريخ الشعوب في هذا الجانب.

فقد أقر بوجود الزواج المشاعي الذي يقضي بزواج المرأة مجموعة من الرجال الأمر الذي سبق أن كتب عنه بعض علماء الاجتماع الأسري .

من 554 مجتمعاً إن تعدد الزوجات يلقى قبولاً Murdock وقد تبين من عينه عالمية أخذها ميردوك

وتأثيراً ثقافياً في 415 مجتمعاً( 77% ) بنما لم يجد زواج امرأة من عدة رجال قبولاً سوى في أربعة مجتمعات أي بنسبة تقل عن (1%) ( الخولي ، 1994 م ـ الإسكندرية) .



الأسرة ومسؤولياتها

الأصل في الأسرة أما أن تكون ضيقة أو ما يكن أن يطلق عليها ( الأسرة النووية) و التي عادة ما تتكون من ( الزوج _ الزوجة _ الأولاد القصر ). أما النوع الآخر من أنواع الأسرة ، الأسرة الممتدة أو الواسعة و التي تتسع فيها الأسرة بالإضافة إلى الزوج. والد الزوج ووالدته ، والأولاد المتزوجين ، والأعمام والأخوال ........ الخ .

وفي أغلب المجتمعات ليس ثمة حواجز بين أنواع الأسرة ، لكن لابد أسرة تمارس مسؤولياتها الطبيعية من ( التغذية ، و التربية ، والرعاية ، والتنشئة و الضبط الاجتماعي ) . يستثنى من ذلك ما قامت به بعض المجتمعات التي حاولت تطبيق تصورات خيالية مثل ( الكميونات الصينية ، و الكيبوتز الإسرائيلي ، والكلوخوز الروسي) والتي قضت بنقل وظائف الأسرة التقليدية إلى جماعات متخصصة إلا أنها سرعان ما ابتعد المجتمع بالتدريج عن.

و كمثال على ذلك ما تعرضت له الأسرة الروسية بنمطها الممتد لمحنة فريدة في نوعها ي تاريخ الثقافة البشرية الحديثة نتيجة للتقليدات (للتقاليد) التي حدثت خلال التجارب الثورية وخاصة عندما شرع في إعادة تنظيمها لتتوافق مع المجتمع الذي يتغير بناؤه ووظائفه بسرعة ، ولكن نظراً لمقاومة الفلاحين وخاصة في مجال حرمانهم وظائف الأسرة، فقد توقفت الحكومة عن السير في هذا الطريق إلى نهاية الطريق. ( الخولي ، 1994 م ، الإسكندرية)



لا .... لطرد الأولاد

وعندما نرجع إلى نظرة الإمام الشيرازي ،نجد إنه لا يكتفي بالقول بمسوؤلية الأسرة في تربية الأولاد في الصفر بل

يتخطاه إلى رفض فكرة طرد الأولاد بعد رشدهم باعتبار إن مثل هذه الأسرة هي أقرب إلى المادية ،إما الأسرة التي تستبقي الأولاد ، حتى بعد رشدهم واستقلالهم في أمور معاشهم فهي أقرب إلى الإنسانية ((حيث أن الحب والعلاقة فوق المادة بل اللازم ـ كما جعله الإسلام إنفاق العائلة على الأولاد ، إن كانوا فقراء وبالعكس كذلك ، ولا تعاون في أمر المعيشة )) . ( الشيرازي ج 2 _ بيروت 1987)



الأسرة ..... والحضارة الحديث

إن العلاقات المتبادلة بين بناء الأسرة والحضرية والتحديث كانت مثار نقاش نضري في كتابات علم الاجتماع المعاصر في الأسرة ، فقد ذهب وليام جود في كتاب الثورة العالمية وأنماط الأسرة إن دول العالم التي أصبحت صناعية ومتحضرة تتحول أنساقها الأسرية في اتجاه نسق الأسرة الزوجية ، وهو يرى أن السبب في ذلك هو ملائمة شكل الأسرة الزوجية للمجتمع الصناعي الحديث . ( الخولي ، 1994م _ الإسكندرية )

وبالرغم من أن وجهة نظر جود لا تخلو من صحة خصوصاً وأن الأسرة الزوجية أو( النووية ) والتي لاتزيد عن الأولاد القصر برفقة والديهم ، خصوصاً إذا ما عرفنا أن متطلبات الصناعة هو الانتقال من بلد إلى آخر ، ومن دولة إلى أخرى وهذه لا يمكن تصورها مع الأولاد المتزوجين و زوجاتهم .

إلا أن الإمام الشيرازي لا يرى ذلك من متطلبات الصناعية ، بل أنه من متطلبات المادية حيث يقول ( أن ذلك ليس من لوازم الصناعة بل من لوازم المادية ). ( الشيرازي ، بيروت ـ 1987م)

ولا يرفض الإمام الشيرازي العائلة الممتدة مهما كبرت وشملت بالإضافة للأبوين والأولاد والأصهار وزوجات الأولاد ، وأجدادهم وأعمامهم وأخوالهم ويتحفظ عليها ، لأن ذلك قد يؤدي إلى منافسات ومنازعات ، بل بعض المفاسد الخلقية .

وهنا يتعرض الإمام الشيرازي إلى بعض الفساد التي قد تطال الحياة الأسرية في الأسرة الممتدة ( الكبيرة ).

فيحذر من تسرب فساد الأخلاق بين الزوج وأخت الزوجة وبين الزوجة وأخ الزوج ، وكيف كان ( ومهما يكن )فالعائلة عش لا للجهات الجسدية للأولاد ، بل للجهات النفسية أيضاً ، فإنهم يتعلمون من الأبوين ، ويتربون بأخلاقهما وسلكوهم، لذا كان( من ) اللازم عليهما تحسين السلوك حتى لا يخرج الأولاد منحرفين ، كما إن ( من )اللازم عليهما مدارات الأولاد ، حتى لا يصبحوا معقدين . ( الشيرازي ، بيروت ـ 1987م)

وهنا يشير الإمام الشيرازي إلى مسألة مهمة في علم الاجتماع وعلم النفس التربوي وهو ما يطلق علية ( التعلم بالقدوة ) كأسلوب من أساليب التنشئة الاجتماعية ، والتي يفضلها بعض الآباء ، كأمر عملي ومؤثر أكثر من الاعتماد على النصح والإرشاد والمحاضرات البينية ، والتي هي أقل تأثيراً من سابقتها خصوصا إذا ما خالف قول الأب عمله فالطفل ( عادة ) يتخذ من والديه أسوة حسنة فيحسن إذا أحسنوا ويسيء إذا أساءوا .



أزمات الأسرة الحديثة ...... وجهة نظر علماء الإجماع

لأن الموضوع الأسرى موضوع شائك باختلاف الزمان والمكان والمحيط الاجتماعي واختلاف البعد المعنوي

للأسرة الأمر الذي قد يؤدي إلى استجابات مختلفة تجاه أحداث متشابهة من قبل أسر لها نفس الكفاءة والمقدرة.

لذا لا يستطيع علماء الاجتماع إيجاد حلولاً سحرية لكافة المشكلات لكن ذلك يعتمد على مجموعة من الأمور ، يمكن من خلالها توقع حدوث الأزمات بصورتها النسبية لاعتبارات الاختلاف بين البشر من حيث القدرات المختلفة على التكيف والمواجهة لهذه الضغوط ، ولكن يمكن توضيح ذلك باستخدام الصفة التالية:-

إن أي (حادث) يحصل لأي أسرة وليكن رمزه (م) عندما يتفاعل مع (ب) التي تعني (وسائل مواجهة الأسرة للأزمة ) بدوره يتفاعل مع ( ج ) التي تعني (التعريف الذي تضعه الأسرة للحادث) ينتج عنه (د) (نوع من أنواع الأزمات ) وتصور للحل .

فالنتائج تختلف تبعاً لمصدرها ، فقد يكون فقدان العائل في أسرة معوقاً لحياة أعضاء الأسرة وسير حياتها بشكل سليم ، وقد يكون نفس الحادث سبباً لزيادة التماسك في أسرة أخرى ، ولطريقة التعامل معها .

والأمثلة كثيرة ، ولا يمكن أن نحسم الأمور بالسلب أو الإيجاب إلا كتوقعات ليس إلا، ونظرا إلى تعدد العوامل الداخلة في التأثير في الأمور الأسرية ، ونظرا لحياة الإنسان الدائمة التغير ( سواء ) ناحية السلب أو الإيجاب قد تخرج النتائج على عكس التوقعات ، إلا إن المختصون في العلوم الاجتماعية ، يصلون في إحدى نتائجهم بأن الأمور السلبية هي الأكثر جاذبية ، وهي الأكثر والأقرب للأحداث وللتوقع دون نفي النتائج الإيجابية الأخرى ز

وقد قام العالم هيل hill بتصنيف أزمات الأسرة إلى ثلاث فئات هي :



1. التمزق أو فقدان بعض الأعضاء

2. التكاثر أو الإضافة

3. والانهيار الخلقي.



ويحتاج كل واحد من هذه الفئات الثلاثة إلى تفسير.

و من أجل تقريب الصورة إلى القارئ الكريم نضع الجدول التالي:-



نتائجها
تفسيرها
الأزمة

يمكن أن تؤدي هذه الأحداث المسببة للازمة إلى نتائج عديدة مثل:

1/الانتحار.

2/الطلاق أو الهجر والهروب.

3/ الإصابة بأمراض عقلية ، أمراض نفسية و غيرها .. الخ

وقد تحدث نتائج ايجابية تبعاً للتحليل الذي أوردناه سابقاً ، ونظراً للطريقة التي تستخدمها الأسرة في معالجة المشكلة، مستغلة الطاقات والقدرات التي تمتلكها .


فقد احد أعضاء الأسرة نتيجة ذهابه إلى الحرب أو دخول أحد الزوجين المستشفى أو موت أحد الوالدين.
التمزق أو فقدان الأعضاء

ضم عضو جديد للأسرة دون استعداد مسبق كأن يكون حمل غير مرغوب أو زوج أم أو تبني طفل أو قرار الجد أو الجدة العيش مع الأسرة.
التكاثر أو الإضافة

فقدان الوحدة الأسرية أو الأخلاقية فقد العائل الخيانة الزوجية إدمان الخمر أو المخدرات أو الانحراف إلى حدث يجلب للأسرة الخزي والعار.
الانهيار الخلقي




ولكن بالعودة إلى النقاط السابقة التي أوضحناها وهي ارتباط الحادث (أ) وما هي العوامل الأخرى التي تمكن الأسرة من التغلب على الأزمة ، والى أي مدى يمكن الأسرة تعريف الحدث كأزمة ( العامل ج ) ويمكن أن يدخل ضمن إمكانات مقابلة الأزمة ( للعامل ب ) على عوامل عديدة منها تماسك الأسرة، والتأمين والأصدقاء والعقائد الدينية ودرجة التعليم والصحة وغيرها .. علما أن الأزمات عادة ما تصيب الأسر التي لا يوجد لديها إمكانات ملائمة لمواجهة الأزمات.



التوافق مع الأزمة:

إن التوافق مع الأزمة يعتمد أساسا إلى أداء أعضاء الأسرة لأدوارهم ، وكذلك يعتمد على استجابة المجتمع المحيط .. الأمر الصحيح كما يقول هيل hill إن هناك عدة عوامل مؤدية إلى التوافق مع الأزمة منها : مدى العلاقات العاطفية بين أعضاء الأسرة ، التوافق الزواجي القوي بين الزوجين ، علاقات الصداقة بين الآباء و الأبناء ، مشاركة

مجلس الأسرة في اتخاذ القرارات ، والمشاركة الاجتماعية للزوجة إضافة إلى التجارب السابقة الناجحة مع الأزمات من قبل الأسرة.





ولتوضيح ذلك يمكن أن نضع الجدول التالي للقارئ الكريم:-


تفصيله
العامل

ويمكن أن نحصرة حسب تصنيفات العالم هيل hill ( فقدان العائل – الانهيار العقلي – شرب الخمر – قدوم طفل – قدوم الحماة ( العمة بالتعبير الخليجي ) – الشهرة – الثروة المفاجئة )
العامل ( أ ) الحادث الذي يصيب أي أسرة

تماسك الأسرة – الدخل المالي – التأمين – الأصدقاء – العقائد الدينية- درجة التعليم – الصحة السليمة ( مع أن الأزمات عادة ما تواجه الأسر التي تعاني من نقص الإمكانات )
العامل ( ب ) ويعني وسائل مواجهة الأسرة للازمة .

هنا هل تعتبر الأسرة أن ماجرى حادث أو عرض ، هل تعتبر الأسرة أن ما جرى لها أزمة أو كارثة أو جريمة .
العامل ( ج ) ويعني العنوان الذي تضعه الأسرة للحادث.

1. هنا إذا كانت الأسرة سلبية فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية مثل ( الانتحار- الطلاق – الانهيار – الخلل العقلي )

2. أما إذا كانت الأسرة ايجابية واختارت التوافق مع الأزمة والعمل لحلها فإنها لابد أن تعيد النظر في قواها الداخلية أولاً مثل ( مدى استعداد الأسرة لمواجهة الأزمة – تكامل الأسرة - مدى العلاقات العاطفية – التوافق الزواجي القوي بين الزوجين – علاقات الصداقة بين الآباء والأبناء – مشاركة مجلس الأسرة في اتخاذ القرارات – المشاركة الاجتماعية للزوجة – إضافة إلى التجارب السابقة الناجحة مع الأزمات )

3. أما ( جلاسر وجلاسر ) فيرى أن هناك أشكالاً ثلاثة تشير إلى استجابة الأسرة للأحداث الضاغطة هي ( الاحتواء – التكامل – التكيف )3
العامل ( د ) ويعني ما هي الحلول التي ستتجه لها الأسرة.






مشكلات الأسرة المعاصرة .. وجهة نظر الإمام الشيرازي

وهنا أقدم مشكلات الأسرة المعاصرة من وجهة الإمام الشيرازي ( ره ) بتصرف بسيط لايخل بالمعنى لكنه يساعد على الاختصار والتركيز على الموضوع ، وذلك نقلا عن كتابه ( ره ) في كتابه ( الفقه الاجتماع )

إن عدم تمكن القائمين على الشؤون الأسرية والتربوية من وضع برامج صحيحة محورها الإنسان للعائلة ابتلت الأسر الحديثة بمجموعة أمور هي :

1. صغر حجم العائلة ، أدى ذلك إلى فقدان الكثير من ا لأسر الشعور بالدفء والسعة وحنان الأقارب .

2. عدم وجود الثقافة الاجتماعية الكفيلة بزيادة التماسك الأسري ، أدى إلى زيادة التفكك على صعيد الأسر اجتماعياً

3. زيادة المتطلبات المادية التي تثقل كاهل الأسر يؤدي في بعض الأحيان إلى خروج البنات إلى العمل من أجل تسديد الفواتير أو إيجار البيت .

4. تساهل الأبوين مع الأولاد يؤدي إلى عدم التمكن من ضبطهما وتربيتهما تربية صالحة .

5. ونظراً لتوفر العمل للمرأة وعدم حاجتها المادية للرجل أدى إلى تسيبها وانشغالها بالعمل أكثر من البيت ، وقلل ذلك من اهتمام الرجل بها مما جعل الجو الأسري باهتاً وخالياً من العطف والدفء

6. ( الأمر الأهم ) هو تحول أدوار الأسرة الرئيسية إلى مؤسسات أخرى في المجتمع مثل ( مؤسسات الرضاعة – أو الحضانة ) وكذلك المدارس التي تكمل الدور التربوي قي مرحلة الطفولة والبلوغ والرشد ، كل ذلك بسبب انشغال الأبوين .



هذه الأمور وغيرها أدت إلى تزايد الاهتمام بالمحور المادي والثقافة التفتيتية ، والتي منها الثقافة الماركسية التي لاتعطي للأسرة أي احترام ، إضافة إلى الاختلاف الكبير بين الأسر في الموضوع الأسري ، أدى بالنتيجة إلى تفاقم هذه المشكلات وتأثيرها على نسبة الطلاق في المجتمع المسلم . ( الشيرازي ، بيروت ـ 1987م)





الحلول .. وجهة نظر الإمام الشيرازي



يرى الأمام الشيرازي أن تصورات الحلول يمكن أن تكون كالتالي :-
1. تقوية الثقافة الاجتماعية الصحيحة حتى تستوعب وتعوض ما فقد من حنان وثقافة في العائلة الحقيقية .

2. تكوين الأحزاب والنقابات الصحيحة لتجميع الشباب وتفريغ طاقاتهم .

3. تكوين وزارة الشباب للعمل الدائب وانتشالهم من المزالق والمهاوي .

4. تكوين المؤسسات الشبابية لجمعهم وهدايتهم إلى الصراط السوي وإعطائهم حاجاتهم ( والحاجات تعني بالضرورة كل الحاجات النفسية والعقلية والجسمية والاجتماعية ) .





ملاحظات أخيرة

الملاحظة الأولى : هي أنه لا يمكن فهم توافق الأفراد والأسر لما يواجهون به الأزمات بعيداً عن وسطهم الاجتماعي ،والمقصود بذلك المجتمع المحلي بما ينطوي عليه من مضمونات مجتمعية في زيادة الضغط على الأسرة وتفاقم أزماتها ، وربما في بعض الأحيان خلقها من العدم .

كما المجتمع المحلي يمكن أن يسهم في الإرشادات أو المعونات المادية والمعنوية التي يمكن أن تؤدي إلى خفض حدة هذه الأزمات ، وربما انمحاء تأثيراتها بالكامل .

الملاحظة الثانية : إذا تعرضت الأسرة إلى نوع معين من الأزمات ، فهي تبحث في الغالب عن مناهج جديدة للتعامل مع هذه الأزمة ، وربما أدى ذلك إلى إيجاد طريقة جديدة ومجدية في التعامل مع الأزمات .. وفي بعض الأحيان يؤدي الدخول في واحدة من الأزمات إلى زيادة في تماسك أعضاء الأسرة ، وتفاعلها مع بعض .

الملاحظة الأخيرة : أن كل ما ذكرناه عن الأسرة يمكن أن يطبق على أي جماعة من الجماعات مع تغيرات طفيفة تتعلق بشكل الجماعة ودورها ، لأن الأسرة في عنوانها العريض ما هي إلا جماعة اجتماعية أولية وأساسية في المجتمع

وهناك إلى جانبها العديد من الجماعات الأولية والثانوية ، التي تسهم بدور مهم في النسق الاجتماعي ، وبالتالي ينطبق عليها ما ينطبق عليهم والعكس صحيح .



مصادر الدراسة:

1. الشيرازي ، الأمام السيد محمد الحسيني– الفقه ( الاجتماع ) – ج الأول والثاني – ط6 دار العلوم –1987 بيروت

2. الخولي ، د. سناء – الأسرة والحياة العائلية – دار المعرفة الجامعية – 1994 الإسكندرية

3. ميتشل ،ب.دنيكن – معجم علم الاجتماع ( ت د. إحسان الحسن ) الطبعة الثانية – دار الطليعة 1986بيروت .

4. غيث ، د. عاطف – قاموس علم الاجتماع – دار المعرفة الجامعية –1995- الإسكندرية .


************************************************************ **************

 
 

 

عرض البوم صور منى توفيق   رد مع اقتباس

قديم 16-08-07, 02:32 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

ملكة الانيمي


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9911
المشاركات: 4,590
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 590

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي

 

الاسرة واهم المشكلات التي تواجهها

--------------------------------------------------------------------------------

الأسرة بين الحرية والاستبداد
تخضع نفسيات الأفراد في الأسرة إلى وضع حكومة الآباء ، فالأب الذي يتحدث إلى أبنائه بلسان التهديد والعقاب فقط ، وتكون إطاعته له قائمة على أساس الخوف منه ، ينعدم حب التعالي والترقي من نفوس الأطفال ، ولا تظهر استعداداتهم الخفيَّة ، ولا يفكرون في تحصيل الكفاءات لأنفسهم .

وبصورة أساسية ، فإن الأطفال في أمثال هذه الأُسَر لا يدركون أنفسهم ، ولا يلتفتون إلى وجودهم بين ظهراني المجتمع .

لأنهم لم يسمعوا كلاماً من رب الأسرة حول إظهار شخصياتهم ، لأنه كان يتحدث معهم بِلُغة السوط والعصا فقط .

أما في الأسر التي تقوم على أساس الرقي النفسي ، وحُبّ الكمال ، والتي تهدف التربية فيها إلى إيجاد الكفاءة والفضيلة ، والصلاحية في نفوس الأفراد ، تنعدم لغة التهديد والعقوبة .

بل يستند المُربِّي حينئذ إلى شخصية الأطفال ، ويستفيد من غريزة حبهم للكمال في تشجيعهم على العمل المثمر الحُر .

إن التربية في ظل النظام الإسلامي تقوم على العدل والحرية ، وتنمية حب الرقي والتكامل في نفوس الأطفال .

يقول الإمام علي ( عليه السلام ) لولده الحسن : ( ولا تكن عَبدَ غيرك وقد جعلك الله حراً ) نهج البلاغة الكتاب 31 / 87 من وصاياه لابنه الحسن ( عليهما السلام ) .

بهذه الجملة القصيرة يزرع الأب العظيم أعظم ثروة للشخصية في نفس ولده ، ويعوده على الحرية الفكرية .

وبالنسبة إلى تَعلُّم الأطفال قال ( عليه السلام ) : ( من لم يتعلَّم في الصِّغَر ، لَم يتقدَّم في الكِبَر ) غُرَر الحِكَم ودُرَر الكَلِم 697 .

وأخيرا نقول :
إن المربي القدير هو الذي يستفيد من غريزة حب الكمال والرقي عند الطفل ، ويقيم قسماً كبيراً من أساليبه التربوية على هذا الأساس .


مخاطر تواجه الأسرة المسلمة
جاء الزواج في الإسلام كأسمى نظامٍ وتشريع يحفظ للإنسان كرامته ، ويصونه ويميِّزه عن سائر المخلوقات الأخرى .

ولقد دعا الإسلام الحنيف في هذا النظام الذي تقوم عليه الأسرة الرجل المقبل على الزواج ، أن يقدِّم لزوجته صداقاً بعنوان مِنْحة ، تقديراً وتعبيراً عن الرغبة في تكوين الرباط المقدس .

ولو أن الناس التزموا بآداب وتوجيهات أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) في الزواج ، لما كانت هناك عُنُوسة متزايدة ، ولما كان هناك شباب منحل ، وانحراف عن آداب الإسلام وتعاليمه .

وكذلك ما تفكَّكت الأُسَر ، وتضعضعَتْ أركانُها ، وضعفت أُسُسُها إلى هذا الحد المؤسف ، الذي بات يُنذر بالعواقب الوخيمة ، ويهدِّد مصير الأسر المسلمة .

تَحَدِّيان خطيران :
إن التقدم التكنولوجي والحضاري الذي غيَّر أساليب المعيشة في أكثر البقاع في العالم ، وجعل الوسائل الحديثة تزيِّن كل شارع ومدينة ، وتجمِّل كل بيت ومنزل ، حمل معه تحدِّيَين في غاية الخطورة ، و خاصة في المجتمعات الإسلامية :

التحدِّي الأول :
تَعَقُّد الحياة الاجتماعية ، وحصول عدد من المصاعب والعَقَبات في أسلوب حياة الأفراد وعملهم ، مِمَّا أدَّى إلى ازدياد حالات العنوسة ، وإضراب الشباب المسلم عن الزواج ، أو تأخيره إلى سنوات طويلة .

التحدي الثاني :
المفاسد الاجتماعية ، وظاهرة التحلُّل الأخلاقي ، والتي تتصاعد يوماً بعد آخر ، وأصبحت تهدِّد مستقبل الأُسَر المسلمة وتماسُكِها المعهود .

الزواج وتحقيق المصالح الاجتماعية :
الزواج في الإسلام استجابةً للفطرة الإنسانية ، حيث يحمل المسلم في نفسه أمانة المسؤولية الكبرى تجاه من له في عنقه حق التربية والرعاية .

ولا بُدَّ قبل التعرض إلى نقطة الهدف التي ننشدها في هذا الموضوع ، وهي ضرورة عدم تأخير الزواج بإزالة كل الأسباب والعقبات التي تقف أمامه ، وذلك بتوضيح ما للزواج من فوائد عامّة ، ومصالح اجتماعية .

ونذكر أبرز تلك الفوائد والمصالح فيما يلي :

الأولى : الحفاظ على النوع الإنساني ، إذ به يتكاثر ويستمر النسل الإنساني إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

الثانية : المحافظة على الأنساب .

الثالثة : سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي ، حيث لا يخفى على كل ذي لُبٍّ وإدراك ، أنَّ غريزة الجنس حين تُشبع بالزواج المشروع ، يتحلَّى أفراد المجتمع بأفضل الآداب ، وأحسن الأخلاق ، وأفضل ما يبيِّن هذا الأمر حَثُّ الرسولِ ( صلى الله عليه وآله ) الشباب على الزواج في العديد من الأحاديث الشريفة .

الرابعة : سلامة المجتمع من الأمراض ، إذ أنَّ الزواج الشرعي يبعد الشباب عن الوقوع في الزنا ، ويَحُول دون شيوع الفاحشة ، وهذا من شأنه أن يكون سبباً إلى أمراض شَتَّى ، منها مرض الزهري ، وداء السيلان ، ومرض الإيدز الخطير .

الخامسة : في الزواج سكن روحي ونفسي ، به تنمو روح الموَدَّة والرحمة ، وينسى الزوج ما يكابده من عناءٍ في نهاره حين يجتمع بأفراد أسرته ، وهُم بالمقابل يَحِنُّون إليه ويأنسون به ، وصَدَق الله إذ يُصوِّر هذا الوضع بقوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم 21 .

السادسة : في الزواج تعاون الجنسين في بناء الأسرة ، وتربية الأولاد ، وقد أصبحت ضرورة عدم تأخير الزواج مُلحَّة أكثر من ذي قبل ، وذلك لأسباب عِدَّة ، أهمها :

أولاً : إنقاذ الشاب من الهواجس النفسية والتأملات الجنسية ، التي تسيطر على عقله وتفكيره ، وتقف عائقاً في طريق غايته ، ونشاطه العملي والوظيفي ، بل وحتى الدراسي .

ثانياً : إبعاد الشاب عن الوقوع في حبائل الشيطان التي تروِّج لها المغريات الكثيرة في العصر الحاضر ، كظهور النساء سافرات ، إلى جانب تبرجهن الفَتَّان في كافة الوسائل الإعلامية وغير الإعلامية ، كالمجلات ، وأجهزة التلفزيون ، والقنوات الفضائية ، والإنترنت .

بحيث أصبح الشباب لا يستطيعون درأ أخطارها إلا بتمسكهم بدينهم ، وتملُّكهم لنصف الدين ، مُصداقاً لما ورد في الحديث الشريف : ( الزواجُ نِصف الدين ، فليتَّقِ الله في النصف الأخر ) .

ثالثاً : في عدم تأخير الزواج لحاق الذرية بوالديها قبل شيخوختهما ، التي تحدُّ من نشاطهما ، إن لم نقل عجزهما عن القيام بواجباتهما تجاه أولادهما ، وفي هذا ما فيه من انضمام وتعاون الأولاد إلى تعاون الوالدين من أجل تنشئة الأسرة وحياتها حياة رغيدة .

رابعاً : في الإقبال على الزواج دافع قوي للشباب ، من أجل السعي والبناء وتأمين المتطلبات الأسرية .

مشاكل العنوسة – أي : عدم زواج الفتاة في الوقت المناسب – ومآسيها :
هناك الكثير من الفتيات الناضجات والواعيات المتمسكات بأخلاق الإسلام العظيمة ، ولا ينقصهن الجمال ، أو الأدب ، أو الثقافة ، أو الأسرة الكريمة ، لكنهن يشتكين من شبح العُنوسة ، الذي بات يهدِّد استقرارهُنَّ النفسي ، والاجتماعي ، والإيماني ، ويكدِّر عليهن صَفو الحياة .

وإن تحمَّلت الفتاة متاعبها وآلامها ، ورضيت بقضاء الله وقدره ، وسلَّمت له أمرها ، فإن المجتمع لا يرحم ظروفها ، ولا يقدر آلامها ، حتى أن بعض الأُسَر هي أول من تضغط على فتاتها وتذكرها بمشكلتها في أي حوار أو مشكلة .

وربما دفعت هذه الضغوط النفسية والاجتماعية الكثيرات من هؤلاء الفتيات إلى الانهيار ، والبحث عن حَلٍّ يخرجها من الأزمة ، حتى وإن خالف الأعراف والتقاليد ، وربما دفعتها النظرات والهمسات والكلمات الجارحة إلى محاولة التخلُّص من الحياة بشكل أو بآخر .

والقليلات هُنَّ اللاتي يواجهن الموقف بقدر من التماسك ، والتفكير المنطقي ، واليقين الإيماني ، والقرب من الله تعالى .

ومما لا شَكَّ فيه أن مشكلة العنوسة لها أكثر من بُعد ، أولها : البُعد المادي ، وهذا ناتج عن غلاء المهور ، وارتفاع تكاليف الزواج بصورة كبيرة ، في ظِلِّ مشاكل اقتصادية ، وأزمات واضحة ، تمرُّ بها مجتمعات إسلامية كثيرة .

حيث يجهد الشاب كثيراً في سبيل البحث عن مسكن ، أو تجهيزه ، أو إعداده لِعِشِّ الزوجية ، هذا إذا كان هذا الشاب قد وجد عملاً ثابتاً يوفِّر له حياة مستقرة ، والحل هنا : مسؤولية فردية واجتماعية .

فأما المسؤولية الفردية ، فهي مسؤولية كل أب أو ولي أمر لفتاة في سِنِّ الزواج ، أن يعلم أنَّ : أقلَّهنَّ مَهراً أكثرهُنَّ بَركةً .

وأن يتخلص من العادات والتقاليد التي تصعِّب الحلال ، وتيسِّر الحرام ، وأن ينظر إلى الشخص الذي يتقدم لخطبة ابنته ، نظرة تقدير لشخصه ، وليس لما يملكه من أموال وممتلكات .

أما المسؤولية الاجتماعية ، فهي مسؤولية المجتمع كَكُل ، الذي يجب أن يعينه على إكمال نصف دينه ، وبناء أسرته الجديدة بصورة يسيرة .

إن البعض ينظر إلى غلاء المهور وكثرة الطلبات التي ترهق الشباب ليس من باب الإسلام ، ولكن من باب التفاخر الاجتماعي ، والتباهي أمام المعارف والأصدقاء ، وهذا سلوك غير رشيد ، يتعارض مع دعوة الإسلام إلى اليسر والسهولة .

أما البُعد الاجتماعي في قضية العنوسة ، فلا ريب أن الحياة المعاصرة قد باعدت بين الأسر والعائلات ، وقلَّ التعارف بينها ، خصوصاً تلك العائلات المحافظة على الدين والأخلاق ، والتي لا تخرج بناتها إلا في حدود ضَيِّقة ، وبالتالي يقلُّ التعارف بين أفرادها .

وربما يجد الشاب صعوبة كبيرة في البحث عن شريكة حياته ، والتي يثق في أخلاقها وآدابها ، وبالطبع تزداد هذه المشكلة في المدن عنها في الأرياف والقرى .

وتتفاقم المشكلة أيضاً إذا اشترطت أسرة ما ألا تتزوج بناتها إلا من نفس أسرتها ، وكذلك تزداد المعضلة في حال فقدان الرجال ، أو قِلَّتهم ، وقد رغَّب الإسلام في الزواج من الأباعد والغرباء ، أي أن يسعى الشاب إلى الزواج من أسرة جديدة ليست من عائلته .

والهدف - بالإضافة إلى تحسين النسل والابتعاد عن الأمراض الوراثية - هو التعارف بين الأسر ، وتقوية أواصر المجتمع .

وبالتالي حَلٌّ جزئي لمشكلة العنوسة ، لأنَّ التعارف بين الأسر سوف يكشف من هُنَّ في سِنِّ الزواج .

شَرَّع الله أيضاً إمكانية تعدد الزوجات حتى أربع في عصمة الرجل ، وهذا أيضاً حَلٌّ لمشكلة العنوسة ، ولمشكلة الأرامل والمطلقات .

لكن تقاليد بعض المجتمعات ، تجعل الزواج الثاني جريمة لا تُعدّ لها جريمة ، وللأسف فإن غالبية الزوجات في مجتمعاتنا تكون على أهبة الاستعداد لتدمير حياتها الزوجية إذا شعرَتْ باحتمال إقدام زوجها على الزواج من أخرى ، وربما لو كانت أرملة أو مطلَّقة لفكَّرت بصورة أخرى أكثر عقلانية ، ومتوافقة مع الفطرة .

وهذه النظرة التي ترفض التعدد هي موروث اجتماعي قديم ، ولا بُدَّ أن يتغير شيئاً فشيئاً ، حتى يتوافق مع تعاليم الإسلام ، ونظامه الاجتماعي الفريد .

وهذا التغيير يحتاج إلى جهود عظيمة ، وتوعية كبيرة ، حتى يؤتي أكلَه ، ويثمر عن نتائج طيبة ، متطابقة مع ما ينادي به التشريع الإسلامي منذ البعثة المظفرة .

الأسرة المسلمة والنمط الاجتماعي الغربي :
بدأت الكثير من الأسر المسلمة تتخلى عن نمطها المعهود ، وتغرق في الأسلوب الحياتي المستورد ، غير أنها في تحولها ذاك ، لم تتمكن من تجاوز تلك التقاليد والقيم التي تجذَّرت في وجدانها ، وفي سلوكها التربوي ، رغم المحاولات العديدة المبذولة .

وأيضاً رغم الدعوات المتكررة ، التي تدعو إلى تحديث الأسرة المسلمة على غرار الأسرة الغربية ، وهي - في أغلبها - دعوات ترفض القيم الدينية ، وتحاول - جاهدة - إحلال قِيَم أخرى أفرزتها نظريات التربية الحديثة .

وذلك ضمن نهج متحلل ، مسلح بمختلف الوسائل التي تعمل على اقتلاع الأُسُس الأخلاقية ، الفردية منها والاجتماعية .

إن تلك المحاولات قد وجدت تُربة خَصبة للنمو لدى عِدَّة أُسَر مسلمة ، كمحاولات للتأثر بهذا النمط الجديد للتقدم الاجتماعي ، الذي تحمل شعاراته تيارات مشبوهة تقف - سِرّاً وعَلانية - ضد الأطروحة الإسلامية .

وبين القناعة والتقاليد تعيش الأُسَر المسلمة - كحال المجتمعات الإسلامية - مرحلة حَرِجة من مراحل التطور ، التي تظهر بدائل جديدة تَلقى بعض القبول ، لأنها تُلبِّي حاجات نفسية مريضة ، كما أن هناك تحديات أخرى تواجه الأسرة المسلمة في مختلف المجتمعات الإسلامية ، بإمكاننا ذكر نوعين منها :

الأول :
أن هذا التحدي الذي هو نِتاجٌ لعصرنا الحالي ، ولا يطرح مسألة خروج المرأة إلى العمل من عدمها ، لأن هذه القضية محسومة وليست مَحلّ نقاش الآن .

ولكنه يقف أمام تلك المحاولات التي تريد أن تجعل البيت يفقد قدسيَّتَه ، والأسرة المسلمة تسكن الشارع ، مما ينتج عن ذلك جيلاً مُشوَّهاً ، لا هو أصيل في انتمائه الحضاري ، ولا هو قادر على التكيف مع المدنية الحالية .

والمهم أننا فعلاً نواجه - بشكل عام - تحدياً تفرضه طبيعة الحياة المعاصرة ، والذين يحاولون تجاوزه كأنهم يحاولون تجاوز الحياة نفسها .

الثاني :
أما التحدي الآخر ، فهو نابع من الخارج ، ويمكن توضيحه من خلال مستقبل العلاقات بين الآباء والأبناء ، فمثلاً إن الأطفال الذين يتعلمون لغات أجنبية تجهلها كثير من الأمهات ، ويحسنون التعامل مع الوسائل التقنية الحديثة ، فهم يتعاملون مباشرة ودون وسيط مع إنجازات العصر .

أي : أنهم يشكلون أناساً لعصر جديد ، يختلفون تماماً عن أمَّهاتهم وآبائهم ، وهذا سيدفع إلى الصراع المستقبلي بين الأجيال ، ما لم يتمكن الوالدان من تثقيف أنفسهما ، واستيعاب المنجزات العصرية الجديدة .

والأسرة المسلمة - رغم هذه التحديات - تعيش في بداية القرن الواحد والعشرين على تراكمات ثقافية وحضارية فيها سلبيات كثيرة ، وفيها أيضاً إيجابيات .

لكن المؤكد أنها لن تعجز عن المواجهة من أجل البقاء ، رغم أن جميع المُعطَيات الحالية في العالم الإسلامي تشير إلى تفككها وانحلالها ، لكن هناك أيضا مؤشرات تشير إلى عودة الوعي الديني .


مزايا الأسرة النموذجية
لكي تكون الأسرة متميزة ، ومحقِّقة لغاياتها النبيلة ، لا بد لها أنْ تَتَّصف بما يأتي :

أولاً : العبودية لله :
ويتم من خلال تنشئة أفراد الأسرة على العبودية لله ، وغرس مبادئ الإسلام في قلوب أفرادها ، وتربيتهم عليها ، حتى يكون لِسان حالهم ومقالهم : ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام 162 .

ثانياً : إحكام الزمام :
ونعني به جدية الوالدين في الحياة الأسرية ، وإتقانهم لوظائفهم ، وقيامهم بمسؤولياتهم تجاه الأسرة والمجتمع ، مع قوة رَبط الأسرة بمحورها ، ودفعها لتحقيق أهدافها ، وحَثّها للوصول إلى غاياتها .

ثالثاً : إبراز القدوات :
وفي مُقدَّمة القدوات الأسرية الوالدان ، فكلما استجمعا صفات القدوة كلما ازداد تميُّز الأسرة .

رابعاً : تَنمِيَة المهارات :
اكتشاف مواهب وقدرات أفراد الأسرة ودفعها إلى البروز ، وذلك من خلال تنميتها وتشجيعها ، وإيجاد الفرص لصقلها ونضوجها ، من خلال دورات تدريبية ، أو تخصصات أكاديمية ، برامج أسرية مثلاً .

خامساً : الإقناع بضرورة التميز :
ويكون بترسيخ القناعة على ضرورة التميز لدى الأسرة ، وأن كل فرد من أفراد الأسرة عنده من القدرات والملكات ما يؤهله للوصول إلى ما هو أفضل مما هو عليه الآن ، وأن من العيب أن يقعد الإنسان عن استكمال نقصه .

وفي ذلك يقول الشاعر :

ولمْ أرَ في عيوب الناس عَيباً كنقصِ القادِرين على التمام

فتترسخ القناعة بالقدرة على التميز في قلب كل فرد منها .

سادساً : تجاوز العقبات :
إن طريق التميز فيه من العقبات ما يقعد أصحاب الهمم الدنيئة ، والهمم الضعيفة ، ولذلك فإن المتميزين هم أقدر الناس على حَلِّ المشكلات وتجاوز المعوقات .

سابعاً : إتقان فن التربية :
البشر يتفاوتون في طباعهم ، ويختلفون في نفسياتهم ، وإن كانوا من أسرة واحدة ، وتربيتهم وِفق هذه المتغيِّرات يحتاج إلى فَنِّ في التعامل معهم ، وكسب ثِقَتهم ، وضمان استجابتهم لما يريده من مبادئ وقيم .

ثامناً : تهيئة البيئة الأسرية :
التميز لا ينبت في الأرض السبخة والطقس المتقلب الهائج بالمشكلات الأسرية والاضطرابات النفسية ، فكلما كان جو الأسرة يسوده التفاهم والتوائم بين الأفراد مع قِلَّة المشكلات الزوجية ، كان ذلك عوناً على زيادة فرص التميز والإبداع .

تاسعاً : التقلل من المباحات :
لقد ملئ عصرنا بوسائل اللَّهو ، وتفنن في أساليب صرف المرء عن المعالي بألوان من مضيعات الوقت ومفسداته ، والإنسان يميل بطبعه إلى التَرَفُّه وحب اللهو بألوانه المتعددة ، وصوره المختلفة ، مما يعيقه أو يصرفه عن التميز ، فأقلِلْ حظَّك من المباحات ، واحمِل نفسك على مكابدة الصعود إلى المعالي .

عاشراً : السعي نحو التميز :
التميز نعمة وفضل ، والفضل كله بِيَد الله عزَّ وجلَّ ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، قال تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء ) آل عمران 26 .

وقد سلك الأنبياء ( عليهم السلام ) سبيل الدعاء ، وسَلَك المؤمنون سبيلهم ( عليهم السلام ) ، حيث سألوا الله التميز ، فقال قائلهم : ( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) الفرقان 74 .


مشكلة الأسرة المعاصرة
مشكلة الأسرة في عصرنا الحاضر مشكلة خطيرة جداً ، فقد فقدت نتيجة التغيرات الاجتماعية كثيراً من وظائفها التي كانت تقوم بها من ذي قبل .


فأدى ذلك إلى تفكك عرى الأسرة ، وانهيار الروابط التي كانت تربطها فيما قبل .


فيقول بعض المربِّين :

( والواقع أن من مخاطر المجتمع الحديثة الرئيسية أن الدور الطبيعي الذي كانت تقوم به الأسرة يتضاءل نتيجة لاستيلاء مؤسسات أخرى على كثير من مسؤولياتها ، ونخشى نتيجة التضاؤل أن تفقد الأسرة الأثر الفعّال الذي هو من أهم قوى الاستقرار في المجتمع .. ) .


وسنتحدث في السطور القادمة عن مشكلة معاصرة نتجت بسبب خروج المرأة من بيتها إلى ميدان العمل ، فالمرأة كانت سابقاً مستقرة في بيتها تعتني بتربية أولادها ، والقيام بشؤون زوجها ، وكانت تقوم مقام المعلم بين أبنائها ، فهي في الحقيقة مشتركة مع الرجل في ذلك .


أما في عصرنا الحاضر فقد خرجت الزوجة لتقوم بأعمال تشابه أعمال الرجل ، وأصبحت شؤون المنزل والقيام بمهامه عملاً ثانوياً بالنسبة لها ، كما وأصبحت المرأة في كثير من الدول ترى أن إنجاب الأطفال يتعارض مع قيامها بتولي الوظائف
العامة ، وهو الأمر الذي نجم منه تحديد النسل ، وعدم التفكير في إنجاب الأطفال .


ومما لا شبهة فيه أن المرأة مسؤولة عن تهيئة الجو الاجتماعي والنفسي لنشأة الأطفال نشأة سليمة متكاملة .


وقد نجم من تخلِّيها عن هذه الوظيفة كثير من المضاعفات السيئة ، وكان من أهمها هو ( انهيار الأسرة ) ، فقد أصبح التقاء المرأة بزوجها وأطفالها التقاءً سريعاً ، وأصبحت الأسرة في نظر الكثيرين أكثر شبهاً بـ ( الفندق ) من دون أن يوجد ذلك الرباط الاجتماعي والنفسي الذي يربط بين أفراد الأسرة ، والذي يدعوهم دائماً إلى وضع مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار .


إن خروج المرأة من البيت قد أوجب حرمان الطفل من التمتع بحنان أمه ، وذلك لمزاولتها العمل ، وتركه لها أكثر الوقت ، ومن الطبيعي أن تغذيته الاصطناعية وتعهد المربية لشؤونه لا يسد مسدَّ حنان الأم وعطفها ، فقد أثبتت التجارب العلمية أن الطفل لا ينمو ولا يترعرع على حليب أمه فحسب ، بل على عطفها وحنانها كذلك .


وهذا الغذاء العاطفي لا يقل أهمية عن الغذاء الجسدي في تنمية شخصيته ومن هنا جاءت أفضلية التغذية الطبيعية من ثدي الأم على التغذية الاصطناعية ، ففي الأولى يتمتع الطفل بأمرين هما الغذاء والحنان ، وأما التغذية الاصطناعية فإنها تخلو غالباً من شعور الطفل بحنان أمه .


ومن هنا يحسن في الأطفال الذي يحرمون من التغذية الطبيعية أن تضمهم أمهاتهم إلى صدورهن ، حسب ما ينصح به أطباء الأطفال .


وعلى أي حال فإن الطفل لا ينشأ نشأة سليمة إلا إذا أخذ حظه من الحب والحنان من أمه ، وهو – في الغالب – قد حرم من هذه الجهة حين انعزال المرأة عن التربية .


وقد أعاب على المرأة خروجها من بيتها جمع كبير من العلماء ، نذكر آراء مجموعة منهم :


1 - يقول الفيلسوف الإنجليزي الكبير ( برتراند رسل ) :

( إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة ، وأظهر الاختبار أن المرأة تتمرد على تقاليد الأخلاق المألوفة ) .


2 - ويقول العالم الاقتصادي ( جون سيمون ) :

( النساء قد صرن الآن نسَّاجات وطبَّاعات ، وقد استخدمتهن الحكومة في معاملها ، وبهذا فقد اكتسبن بضعة دريهمات ، ولكنهن في مقابل ذلك قد قوَّضن دعائم أسرهن تقويضاً ، نعم إن الرجل صار يستفيد من كسب امرأته ، ولكن إزاء ذلك قلَّ كسبه لمزاحمتها له في عمله ) .


3 - وتقول الكاتبة ( آني رورد ) :

( لأن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهن في المعامل حيث ، تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة ، والعفاف والطهارة ، الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان كما يعامل أولاد البيت ، ولا تمس الأعراض بسوء .


نعم إنه العار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال ، ونوافق كل عمل تقوم به بفطرتها الطبيعية كالقيام بأعمال البيت وترك أعمال الرجال ، سلامةً لشرفها ) .


4 - ويقول ( سامويل سمايلس ) :

( إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما تنشأ عنه من الثروة للبلاد ، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية ، لأنه يهاجم هيكل المنزل ، ويقوّض أركان الأسرة ، ويمزق الروابط الاجتماعية ) .


هذه بعض الآراء التي أدلى بها جمع من المفكرين ، - وهي من دون شك – تحمل طابعاً كبيراً من السمة العلمية ، فإن خروج المرأة من بيتها ودخولها في المعامل ، ومزاحمتها للرجل في عمله واقتصاده ، أدى إلى عجزها عن القيام بوظيفتها في التربية .


فإنها لم تعد إلى المنزل إلا وقد أضناها العمل واستنزفت الأتعاب جميع قواها ، فكيف تتمكن من تربية أطفالها تربية سليمة .


ومن الطبيعي أن ذلك يشكل خطراً جسيماً على تربية الطفل ، فقد يعرِّضُه إلى الإصابة بكثير من الأمراض النفسية ، وعدم الاستقامة في سلوكه ، حسب ما دلَّل عليه علماء التربية والنفس .

 
 

 

عرض البوم صور منى توفيق   رد مع اقتباس
قديم 18-08-07, 02:35 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
موقوف من المنتدى

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 36553
المشاركات: 517
الجنس ذكر
معدل التقييم: jakol عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jakol غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي

 

مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــشكــــــور
مـــــشكـــــور
مــــشكــــور
مـــشكـــور
مــشكــور
مـشكـور
مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور مشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكورمشكور
مشكورمشكورمشكور
مشكورمشكور
مشكور

مشكور
مـشكـور
مــشكــور
مـــشكـــور
مــــشكــــور
مـــــشكـــــور
مــــــشكــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــشكــــــور
مـــــشكـــــور
مــــشكــــور
مـــشكـــور
مــشكــور
مـشكـور
مشكور
مشكور
مـشكـور
مــشكــور
مـــشكـــور
مــــشكــــور
مـــــشكـــــور
مــــــشكــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــشكــــــور
مـــــشكـــــور
مــــشكــــور
مـــشكـــور
مــشكــور
مـشكـور
مشكور

تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثمتسلم ثم تسلم
تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثمتسلم ثم تسلم
تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم
تسلم
تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم
ثمتسلم ثم تسلم ثم تسلم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم
تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثمتسلم ثم تسلم ثم تسلم
تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم ثم تسلم
تسلم ثم تسلمثم تسلم ثم تسلم
تسلم ثم تسلم ثم تسلم

 
 

 

عرض البوم صور jakol   رد مع اقتباس
قديم 18-08-07, 11:21 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

ملكة الانيمي


البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 9911
المشاركات: 4,590
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدامنى توفيق عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 590

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى توفيق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي

 

يا ميت أهلين وسهلين أخي

 
 

 

عرض البوم صور منى توفيق   رد مع اقتباس
قديم 17-10-10, 10:33 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 197224
المشاركات: 1
الجنس ذكر
معدل التقييم: kleneex عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kleneex غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى توفيق المنتدى : البحوث الأدبية
افتراضي

 

جهد جبار
مشكورن عليه

إذا ممكن مساعدتي في إيجاد بحث عن علاقةالأسرة في التحصيل الدراسي للطالب

 
 

 

عرض البوم صور kleneex   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المشكلات, الاستاذ جعفر محمد العيد, الاسرة المعاصرة, الباحة, الإمام الشيرازي, اساليب ومعالجة
facebook




جديد مواضيع قسم البحوث الأدبية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t48470.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط§ظ„ط¨ط­ظˆط« ط§ظ„ط£ط¯ط¨ظٹط© ط§ظ„ظ…ط´ظƒظ„ط§طھ This thread Refback 11-08-14 09:31 AM


الساعة الآن 04:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية