المنتدى :
الفن والطرب
مايكل مور وفيلمه الجديد Sicko
Sicko
فضائح الاستشفاء ومافيا شركات الضمان... في الولايات المتحدة
لا الحرب ولا القنابل ولا التفجيرات ولا الواقع السياسي بكل ما فيه من مقومات إحباط للشعب المسكين، نجح يوما في جعلي أرغب في هجر هذا الوطن الذي يظل في نظري ورغم كل علاته، أجمل الأوطان. وحده فيلم مايك مور الوثائقي الجديد Sicko جعلني أرغب في العيش في بلد يحترم الإنسان ووجعه وآلامه وتعبه وشيبته. يقولون وطنك حيث هو قلبك، ومع مايكل مور نقول "وطنك حيث اليد التي تؤازرك وتخفف أوجاعك وتطببك وتضمن آخرتك ولا ترميك على الطريق أمام أبواب المستشفيات لأنك لا تملك ثمن الدواء، اليد التي تساعدك لأنك مثلها انسان حتى لو كانت عدوتك"... بعد " Fahrenheit 9/11" مايكل مور الصارخ بكرهه العلني لسياسة الرئيس جورج بوش، من جديد في فيلم صادم بانسانيته هذه المرة، لأنه "يعالج" وجع الناس من خلال القائه الضوء على واقع نظام الصحة في الولايات الاميركية ومافيا شركات التأمين والدواء التي تسيطر على الاستشفاء في ظل غياب التأميم الطبي . شريط أبطاله الناس ووجعهم وذلهم سيجعل الدموع تترقرق من عيوننا رغم أسلوب مايكل مور الطريف والذكي واللاذع في عرض المشكلة وفي إظهار مدى تفشي الفساد والتواطؤ بين شركات التأمين المسيطرة على النظام الصحي والحكومة على سلخ الشعب غير عابئين الا بملء جيوبهم. مايكل مور الوفي جدا لنفسه ومعتقداته، سيجول على المستفيدين من الضمان الصحي ليكشف لنا كيف تعامل تلك الشركات الناس كالاغنام، وكيف يكافئون الأطباء الذين يرفضون طلبات الاستشفاء بحجة عدم كفاية الشروط أو عدم استفحال الحالة. مع مور المضحك المبكي سنجول في الدول التي يخضع فيها النظام الصحي لتأميم الدولة. وهنا كيف لا نضحك ونبكي عندما نعلم أن الاستشفاء في كل من كندا وانكلترا وفرنسا و... كوبا ، نعم كوبا ، مجاني مئة في المئة وللجميع على حد سواء، للكبير والصغير والغني والفقير. كيف لا نضحك حتى القهقهة ونبكي حتى الوجع عندما نرى أن في لندن المريض لا يدفع قرشا بل يقبض عند خروجه ثمن المواصلات التي تكبدها للوصول الى المستشفى، وكيف يكافأ الأطباء البريطانيون العاملون مع الحكومة بزيادة معاشاتهم إذا نجحوا في تحسين حالة مرضاهم وخفض نسبة المدخنين؟ كيف لا نبكي ونضحك عندما نعلم أن في فرنسا الحكومة تمنح المريض في فترة النقاهة اشهرا مدفوعة لاسترداد صحته و تهتم بارسال معاونات اجتماعيات لمساعدة الأم الجديدة في الاعتناء بطفلها وبيتها الى درجة أن تحضر لها العشاء وتغسل لها الثياب مجاااااانا؟ كيف لا نبكي ونضحك عندما نعلم أن ذلك الكندي الذي كاد يدفع 20 ألف دولار لإجراء عملية تجبير لذراعه التي كسرت أثناء عطلة له في الولايات المتحدة، عاد الى وطنه واجرى العملية "ببلاش"؟كيف لا نبكي ونضحك عندما نعلم أن المجرمين الارهابيين المتهمين في حوادث 11 ايلول والمسجونين في سجن غوانتانامو يلقون أفضل عناية طبية مجانية، بينما المسعفون المتطوعون في مساعدة ضحايا 11 ايلول لا يلقون المساعدات الطبية، مما دفعهم بمساعدة مايكل مور للذهاب امام سجن غوانتانامو مطالبين بتلقي العلاج نفسه الذي يلقاه المجرمون فقط لا غير؟ كيف لا نبكي ونبكي عندما يدخل مور مع مجموعة مرضاه كوبا"العدوّة" التي تؤمن الطب المجاني للجميع، فتبادر مستشفياتها لمعالجة الوفد الاميركي وتأمين الأدوية عينها التي تكلف مئات الدولارات في اميركا بسعر خمس سنتات فقط؟ كيف أصبحنا شعبا نرفض مساعدة بعضنا البعض؟ هذا الفيلم خارج من قلب مايكل مور الذي وبسببه هو على وشك المثول أمام المحاكم لكثرة الدعاوى بحقه ، ولكن لا يهم، فمعركته الانسانية هذه تستحق كل التقدير والاعجاب و... المبادرة للتغيير. جورج بوش يكره حتما مايكل مور أكثر من اسامة بن لادن، أما مايكل مور فيكره سياسة جورج بوش أكثر من جورج بوش.
وعقبال ما يصير عنا في البلاد العربية امثال مور
|