المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
لو سمحت 3 دقائق من الوقت لقراءة قصة رائعة
سيداتي سادتي سوف اقدم لكم قصة قصيرة سمحت لي كاتبتها بأن انشرها
اتمنى ان تعجبكم و أتمنى ان تعبروا عن رايكم فيها ايا كان
أقدم لكم : ضجيج الصمت [URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
بقلم : الإنصاف
هل جلست مرة وحيدا على مشارف قمة جبل عال مغطى بالثلوج ؟ و أمامك الكون اللانهائي مكسوا بضباب يحد من انطلاقة نظرك. و أصخت السمع ؟ تهيأ لي مرة و أنا أقف هذا الموقف في جبل ما ذات شتاء ضبابي بأنني رغم السكون لذي يلف المكان عند الغروب,فأنا أسمع ضجيجا هائلا يصم الآذان و كأنه هدير البحر في ليلة عاصفة , يقاوم فيها عدد من ركاب السفينة الغرق. و تذكرت لوحة زيتية شاهدتها مرة في متحف فرنسي أثارت فضولي و إعجابي الشديد من روعتها, كانت بقدرة راسمها في تصوير الخوف و الفزع و الألم على الوجوه بشكل يوحي بالرعب الحقيقي .
انتابتني حالة من الخوف فتمسكت بنفسي أكثر و أحكمت ردائي و خاصة على رأسي . ربما لأصم أذناي عن سماع صوت الفزع . و لكنني عدت و تركت ردائي محاولة تحدي الطبيعة الصامتة ,صمت الموت و لأتلقى لفحات البرد القارس المتغلغلة في داخل شعوري فأحسست بالراحة و شعرت بلذة الألم , و كأنني أضغط على الجرح في اصبعي . طال وقوفي حتى ابتدأت جحافل الليل تغطي المكان, و قد نسيت نفسي مأخوذة , حتى سمعت أصواتاً حادة تناديني . و رأيته يركض قبل جموع الأصدقاء يركض إلي باللهفة و الخوف هاتفا أين أنت ؟ و كنت قد التقيته في منتصف الطريق وعدت به إلى نفس وقفتي السابقة طالبة منه أن يحس معي بروعة الموقف صرخ: كم أنت جبارة. هذا منظر مخيف ((مفزع)) كيف تحملته وحيدة؟ كم تحبين الوحدة بقدر ما أكرهها . أعود. و تمضي الأيام و تتقاذفني عجلة الزمن و أنسى في زحمة الأحداث حتى نفسي, حتى انتبه اني مازلت وحيدة أكافح المرض و العجز و تشدني الذكريات , فهي الزاد في الوحدة و الأمل في الغربة. و أذكر ذلك الإنسان يطالعني وجهه من جديد و لكنه خال من التفاصيل , سوى الابتسامة التي كانت ترتسم على شفتيه كلما رآني . و أتساءل في داخل نفسي لما كنت أحجم عن البوح و أنا التي أستعذب سماعه منه, أكان خوفا من التقاليد ؟؟ أم هو جبل ميراث من العيب و الحرام ؟ قتل الإحساس الوليد في داخلي و وأد الفرحة الأولى في عمري حتى قبل أن تولد, و وصلت إلى مرحلة العنوسة و أصبحت وحيدة . أستغرب دائما لما لا تتحقق الأماني و تبقى حبيسة الصدور إلى ما شاء الله . و يمر شربط من الذكريات أمامي دون معالم محددة , و أتذكر دفترا صغيرا احتفظ به و عاش معي عمرا أو دهرا . أقلب صفحاته حتى أصل لصورة زيتية ساذجة , رسمت فيها وجه لا أعرفه و لكنها ذكرتني بذلك الإنسان الرقيق الذي رسمها لي , و كتب تحتها لا تستغربي يا ذات الوجه الجميل إذا التقينا يوما أن تكون صورتك سبب شهرتي . و كان يحب الرسم و لكنه لم يصبح فنانا , لأن ظروف الحياة كانت اقوى منه . ذلك الإنسان الذي أحببته بصمت و أبعدتني عنه الليالي بقسوة . و أتذكر الان و أنا وحيدة و حرة , صحيح أن الزمن حفر بعض خطوطه العريضة على وجهي .لكنه لم يقتل نبض الإحساس لدي . و أعود إلى مرتع صباي من جديد و أحوم حول البيت الذي كان يسكنه مع عمته و يمارس في عليته هوايته.لا شيء سوى الصمت يغلف نوافذه . و انطلق صوت فيروز (ما في حدا لا تندهي ما في حدا ) , إلا أنني رأيت شبه إنسانة تحاول فتح الباب و حاولت أن تعرفني لكن الذاكرة لم تسعفها إلا بالقليل , إنه يعيش في الغربة في نفس البلد الذي أعيش فيه , مع زوجته و ابنته الوحيدة التي أسماها على اسمي , و لكنها لم تعرف تحديد العنوان و أعود مرة اخرى على أمل و أمنية ربما لن تتحقق و تبقى في داخلي مجرد حلم . [URL="http://www.liilas.com/vb3/"]منتدى ليلاس الثقافي[/URL
|