المنتدى :
الارشيف
@@* الله يخليكم لا تصدقون...حرق قلوب *@@
مقطتافات من الكاتب
فاروق جويدة
* من يصدق انه لا توجد دولة عربية واحدة غير مدينة.. ابتداء من ديون الحكومات العربية التي لا تدفع حصتها لجامعة الدول العربية وانتهاء بديون مستحقة للدول والمؤسسات المالية.. والبنك الدولي وصندق النقد.. كل العرب مدينون.. ومدانون.. ولو اننا حسبنا كم من الدين علي كل مواطن عربي الآن لاكتشفنا اننا نحتاج الي مائة عام قادمة لسداد ديون العرب.. وهذا يعني اننا اضعنا مائتي عام من مستقبل هذه الأمة المائة الأولي في ضياع ثروتها.. والمائة الثانية في الاستدانة علي مستقبلها وسداد ديونها.
* من يصدق أن في العالم العربي الآن اكثر من حرب اهلية حتي وان كان بعضها لم يستخدم السلاح بعد.. هناك دول قديمة بدأت رحلتها مع الموت مبكرا مثل الصومال.. وهناك دول التأمت جراحها قليلا مثل لبنان.. وهناك دول مازالت تنزف مثل السودان.. وهناك دول لم تستطع ان توقف نزيفها مثل الجزائر وهناك كارثة اخري حلت بنا أخيرا وهي معارك الفصائل الفلسطينية مع بعضها بعضا.. وفي السعودية مواجهات دامية.. وفي اليمن حرب أهلية.. هذه هي أحوال العالم العربي الآن حيث عادت اشباح الصراعات والخلافات والانقسامات تهدد مستقبل هذه الأمة..
في جنوب السودان لم تهدأ الأحوال الا قليلا حتي اشتعلت مأساة دارفور.. والقوات الأجنبية جاهزة علي الحدود.. وفي المطارات.. ان قوات فرنسا في تشاد.. وانجلترا تستعد للعودة الي منابع النيل وامريكا تريد ان تكون في كل مكان.. وإسرائيل تراقب من بعيد. تساقط الجياد واحدا بعد الآخر.. ويسأل الانسان نفسه وسط هذا الدمار من يعيد لهذه الأمة مصادر قوتها حتي تواجه الطوفان.
* من يصدق برغم كل ما في هذه الأمة من ثروات أنها مازالت حتي الآن تتصدر قوائم الدول الاكثر امية.. والاكثر بطالة.. والاكثر فقرا.. والاكثر تصحرا.. والاقل في مستوي التعليم والقراءة.. وهذه الدول هي اغني دول العالم في الموارد وافقرها في حياة الشعوب.. لم تستطع دولة عربية واحدة ان تواجه مشكلة الامية وتقضي عليها.. ولم تستطع دولة عربية واحدة ان تقول انها انتهت من أزمة البطالة.. أو أوجدت فرص عمل لشبابها الحائر.. قد تختلف النسب بين دولة واخري ولكن الكل شريك في المأساة.
* من يصدق ان في كل العواصم العربية الآن طابورا خامسا يرحب بعودة الاستعمار ويتباكي علي ايامه الخوالي ويفتح له القلوب والبيوت والافئدة.
مئات الاقلام تكتب كل يوم وهي تدافع عن المحتل القادم سواء حمل شعارات العولمة وحقوق الانسان والمرأة المظلومة أو دخل بالدبابات واحتل الأرض واغتصب النساء ونهب الموارد.. من زمان مضي ماتت الشعوب في سبيل استقلال ارادتها وترابها الوطني.. والآن تحتفل الشعوب بعودة جلاديها.. والغريب ان المواطن العربي لا يكتفي بجلاد واحد ولكنه أختار لنفسه جلادا مقيما.. وجلادا محتلا.
* من كان يصدق ان الشعوب العربية التي خرجت للشوارع يوما تحتفل باستقلالها وتحرير أرضها من المستعمر المحتل لا تستطيع الآن ان تخرج في نفس الشوارع لتطالب بحريتها في ان تبدي رأيها أو تعلن رفضها لأي شيء.. منذ اكثر من عام لم تخرج مظاهرة في عاصمة عربية تندد بالاحتلال الامريكي للعراق.. أوبانتهاك حرمة النساء في أبوغريب. أو بإقامة الجدار الفاصل في الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يموت علي أرضه كل يوم أمام عدو غاشم واداة قهر ظالمة. وهاهي القوات الأجنبية تتجه الآن الي دارفور في السودان.. والغريب في الأمر ان نتصور ان القوات الاجنبية هي التي تحمي عروشنا.. والدبابات الامريكية هي التي ستعيد حرياتنا.. وهذا كله يؤكد حالة الضياع التي تعيشها شعوب هذه الامة والافكار المشوهة التي تسكن عقولها فأفقدتها البصر والبصيرة.
* ما بين احلامنا التي رسمناها علي ضفاف سنوات العمر.. ومابين الواقع الذي نراه الآن كالاشباح فوق رؤوسنا مرت عشرات الوجوه البعض منها مازال شاخصا امامنا لم يتغير.. والبعض الآخر استنسخته الأقدار فظهر امامنا في صور لا تغيب لحظة عن عيوننا.. ومابين الشخوص والاستنساخ لم نر شيئا جديدا لان الوجوه التي طاردت سنوات عمرنا مازالت تصر علي ان تسرق البقية الباقية فيه.. وليست لنا حيلة.
الكاتب : فاروق جويدة .
انتهى .
|