المنتدى :
الحوار الجاد
@@* الشماغ السعودي..رمز للدين ورمز الأرهاب *@@
....اصبح الزي السعودي عامة ً رمز للأرهاب في الدول الغربية . ولبس الغترة او
الثوب اصبح رمز للدين في بعض الدول العربية . فلماذا انتشرة هذه الفكرة ؟؟؟
يتسائل احد الكتــــّاب في هذا المقال الرائع ...مع ان الزي السعودي مختلف عن
اللبس الأسلامي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين
فما هو ردكم في هذا المقال ؟
ظهر آدم غادان، الملقب بـ"عزام الأمريكي"، على القنوات الفضائية مساء الأحد 22/7/1428 معتمرا "شماغا" فوق "طاقية"! ثم ظهرت الصورة في الصحف العالمية مقرونة بتحذيره الأمريكيين بـ"سنظل نستهدفكم في دياركم والخارج تماما كما تستهدفوننا في ديارنا والخارج". وهو يشبه في تلك الصورة بعض السعوديين المتشددين الذين يظهرون بعد القبض عليهم أو في أشرطة تبثها وسائل الإعلام يتهددون فيها العالَم.
وليس هذا الأمريكي الذي اعتنق الإسلام قبل سنوات قليلة الوحيد الذي ظهر في وسائل الإعلام بهذه الهيئة. فقد صار "الشماغ" رمزا مشتركا لكثير من المنتمين للتيارات "الإسلامية" المتشددة التي يشارك أفرادها في النشاطات العنفية في أنحاء العالم.
وتُبرز صور المظاهرات "الإسلامية" العنيفة - من أندونوسيا إلى مدن أقاصي الغرب الأمريكي - بعض المشاركين فيها وهم يعتمرون "الشماغ".
ويكفي في الدلالة على ارتباط "الشماغ" بالعنف في العالم تأمل صور حراس زعماء العنف المتلبس بالإسلام، وصور المقبوض عليهم في كل مكان بتهم تتصل بالعنف أو الآراء المتشددة. وليست صور أبي مصعب الزرقاوي، وغيره من زعماء التكفير والتفجير والتدمير بخافية على أحد.
كما ظهرت على شاشات التلفزة، قبل أسابيع، صورة ناشط بريطاني "مسلم" من أصول أفريقية وهو يقف في مواجهة أحد المسؤولين البريطانيين الكبار في إحدى المناسبات معترضا على وجود ذلك المسؤول في الحي الذي أقيمت فيه تلك المناسبة، ومهددا بريطانيا ومنددا بها. وكان يلبس ثوبا سعوديا ويخرج المسواك من جيبه الأمامي بشكل ظاهر. وقد قبض عليه في عمليات المداهمة الأخيرة واتهم ببعض النشاطات الإرهابية.
وليس "الشماغ" بنفسه دليلا على انتماء لابسه إلى الآراء المتطرفة أو العنف؛ فقد شاع لبسُه في المملكة والخليج حتى اكتسح أشكال غطاء الرأس الأخرى. وهو إلى جانب ذلك "أنيق" على من يعتني بنظافته وكيِّه؛ ويكفي أنه غطاء الرأس الذي روَّج له "أبو هنري" في الإعلان الدعائي المشهور لـ"الشماغ" الإنجليزي الأصلي!!
كما أن هناك ظاهرة لا تخطئها العين تتمثل في انتشار لبس الملابس السعودية في العالم بين المسلمين. ولك أن تتأمل صور الرجال في صلاة الجمعة في نيجيريا أو باكستان أو ما شئت من بلاد الله لتجد أن بعض المصلين يلبسون الثياب السعودية، أو "الشماغ" في الأقل.
ووصل هذا التزيي إلى بعض المشايخ والعلماء في كثير من بلدان المسلمين. ومن ذلك ظهور شيخ لبناني على شاشات التلفزة في بداية مواجهات النهر البارد قبل أشهر وهو يلبس زيا كاملا لا يختلف عن الزي الكامل لأي شيخ سعودي. وكذلك الأمر في العراق وسوريا والسودان وفلسطين، مثلا.
وكثيرا ما يظهر الدكتور أحمد عمر هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر في مصر، وهو يلقي خطبة الجمعة - من على منبر الأزهر - متلفعا بعباءة سعودية (وإن كانت من النوع الرخيص!). وقد شاهدت بعض خطباء الجمعة في مصر وهم يلبسون الزي الكامل الذي يتزيا به مشايخنا.
ويدل هذا الانتشار على مدى التأثر بالمنهج السلفي الذي وصل إلى أنحاء كثيرة من العالم نتيجة للجهود "الدعوية" التي أنفقت عليها بسخاء بعض المؤسسات الحكومية والأهلية طوال العقود الثلاثة الماضية. وربما أسهم فيه توافد أعداد كبيرة من المسلمين للعمل في المملكة لسنوات عاشوا خلالها في ظل المنهج السلفي واكتسبوا بعض مفاهيمه ورؤاه، ومن ذلك الملابس.
ولست معنيا هنا بظاهرة انتشار اللباس السعودي - الرجالي والنسائي - عند فئات من المسلمين خارج المملكة وتتبع أسبابه.
أما ما يهمني فهو ظاهرة اشتراك كثير من مرتكبي الأعمال العنيفة من المسلمين في العالم في التزيي بالزي السعودي، خاصة "الشماغ".
ولهذه الظاهرة صلة دلالية بما يزعم دائما من أن أفكار العنف والتكفير والتفجير أفكار "دخيلة" وفدت علينا من الخارج، وأن مرتكبي التكفير والتفجير وأعمال العنف الأخرى إنما اكتسبوا هذه الأفكار الخطيرة من أشخاص غير سعوديين أو من سعوديين عاشوا في الخارج حيث اكتسبوا الأفكار المتطرفة من أشخاص غير سعوديين. وأن هذه الأفكار لا يقرها الإسلام الذي يمثله المنهج السلفي المتبع في المملكة.
ولا يزال هذا الدفاع يكرر بأشكال مختلفة؛ ومن نماذجه الأخيرة في تقرير عن ندوة بعنوان "الأمن الفكري" أقيمت هذا الأسبوع "ضمن فعاليات المركز التوجيهي الصيفي بعسير الذي ينظمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير... عن دور العلماء والدعاة في ترسيخ هذا الأمن. حيث حذر المشاركون في الندوة من فتاوى "أنصاف المتعلمين" ودور الإنترنت وبعض الفضائيات في نشر الأفكار المنحرفة".
"ودارت محاور الندوة... حول الحديث عن مفهوم الأمن الفكري وتعريفه وأنواعه، والتحذير من مسالك الغلو والجفاء والإفراط والتفريط لأنها من أهم أسباب اختلال الأمن الفكري، وما هو دورنا في المحافظة على الأمن الفكري، وما هو دور شعيرة الحسبة في المحافظة عليه، كذلك ضرورة معالجة الفكر بالفكر والحجة بالحجة ودور الحوار الايجابي في التعامل مع الفئات المنحرفة فكريا ودور العلماء والدعاة وطلبة العلم والمحتسبين في ذلك والمؤسسات التربوية والتعليمية والتثقيفية في مجال الأمن الفكري، أما فيما يخص معوقاته فكان الحديث يدور حول شبكة الإنترنت ودورها في التأثير على الأمن ومنها الأمن الفكري وتصدر "المتعالمين" وأنصاف طلبة العلم للفتيا والخوض في أمور العامة وضعف دور الأسرة وإهمال الوالدين وظهور المنكرات وأثرها في تأجيج نزعتي التكفير والخروج على الولاة وجريمة التفجير والقنوات الفضائية التي تهدف لزعزعة الأمن بجميع أنواعه، وكذلك ضعف الجانب الدعوى والمكاشفة والصراحة في علاج مثل هذه القضايا من قبل المهتمين بهذا الشأن والمسؤولية الفردية وغياب دور المؤسسات التربوية".
وبغض النظر عن أي شيء آخر فإن ما قيل في هذه الندوة يمثل خطوة صغيرة نحو التخلي عن الموقف المعهود الذي يتمثل في إنكار الأسباب الداخلية لظاهرة "التشدد" الذي ربما يفضي إلى العنف، ويرجع أسبابها إلى "الأفكار الوافدة". وهو خطوة صغيرة لأنه يمثل نصف اعتراف بأثر التجييش الداخلي المتذرع بـ"الدعوة" منذ سنين في استنبات التطرف وتنميته. كما أنه نصف اعتراف لأن المشاركين في تلك الندوة يرجعون بعض الأسباب إلى وسائل لم تأت إلا متأخرة زمنيا بعد أن انتشر هذا التطرف وتعمَّق. ومن ذلك اتهام القنوات الفضائية والإنترنت؛ مع أن هاتين الوسيلتين لم توجدا إلا بعد نشأة التيارات المتطرفة واتساعها. وقد صارتا من أهم الوسائل التي يستخدمها المتشددون الآن في نشر التشدد المحلي داخليا وخارجيا.
ومن اللافت أن يذكر المشاركون في الندوة "ظهور المنكرات" من بين الأسباب التي أدت إلى "تأجيج نزعتي التكفير والخروج على الولاة وجريمة التفجير"!! وهذا تجاوز للحد في توصيف أسباب ظاهرة العنف. فلم يذكر المشاركون في الندوة تلك المنكرات، بل لجؤوا إلى هذا التعميم الذي يوحي بأننا نتحدث عن بلد غير المملكة، وهو إدانة تعميمية غير صحيحة.
ورمى المشاركون في الندوة المسؤوليةَ على جهات كثيرة تكاد تشمل المؤسسات الحكومية والأهلية كلها، بل المواطنين جميعا. وربما يكون الغرض من هذا التعميم أن يتفرق "دم المسؤولية" لكي تبقى بعض الجهات التي كان لها النصيب الأوفر في استنبات التشدد والتطرف بمنأى عن تحمل المسؤولية وحدها؛ بل ربما كان الغرض من ذلك تبرئتها، وأن ينظر إليها على أنها هي الوحيدة التي يمكن أن تنقذ الوطن من التطرف وتعيد إليه "أمنه الفكري".
وأعود إلى القول إن شيوع اعتمار المتطرفين في العالم لـ "الشماغ" يدل دلالة واضحة على مسؤولية العوامل الداخلية عن نشر الأفكار المتطرفة التي يعتنقها المنتمون إلى تيارات العنف في داخل المملكة، وأن هذه الأفكار لم تأت من الخارج - كما يُزعم دائما. بل الواقع أن المتطرفين السعوديين كانوا هم الذين نقلوا هذا التطرف الداخلي أساسا إلى الخارج.
وكان من أسباب وجود هذا التطرف ذلك "التثقيف" الكثيف المتلبس بـ"الدعوة" لإشاعة ثقافة الموت والجهاد وإشعار "الشباب" السعودي بأنه مسؤول عن المسلمين جميعا. ومنها تلك "الفتاوى" المنفلتة التي تنتشر سريعا باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، وكذلك خروج بعض المتطرفين السعوديين إلى أصقاع العالم خلال العقود الثلاثة الماضية للإسهام في القتال وأعمال العنف الأخرى.
لقد أصبح "الشماغ" السعودي - مع الأسف - رمزا للتطرف "الإسلامي" في العالم أجمع. بل ربما أصبح بديلا لـ"الكوفية" الفلسطينية التي ظلت لعقود رمزا للمقاومة في أي مكان في العالم.
لذلك ينبغي علينا أن نعمل على فصل "الشماغ" عن هذه الرمزية التي جلبت علينا من الشر ما نعلمه جميعا. ويقتضي هذا أن نعترف بمسؤولية العوامل الداخلية التي كانت وراء الفكر المتشدد الذي رمَّز "الشماغ" وأن نعمل على معالجتها.
|